المجموع : 31
حيِّ الديارَ مَحا مَعارِفَ رَسمِها
حيِّ الديارَ مَحا مَعارِفَ رَسمِها / طولَ البِلى وَتَراوُحُ الأَحقابِ
فَكَأَنَّما كَتبَ اليَهودُ رُسومَها / إِلّا الكَنيفَ وَمُعقِدَ الأَطنابِ
قَفراً كَأَنَّكَ لَم تَكُن تَلهو بِها / في نِعمَةٍ بِأَوانسٍ أَترابِ
فَاِترُك تَذَكُّرَ ما مَضى من عِيشَةٍ / وَمَحِلَّةٍ خَلَفِ المَقامِ يَبابِ
وَاِذكُر بَلاءَ مَعاشِرٍ وَاِشكُرهُم / ساروا بِأَجمَعِهم مِنَ الأَنصابِ
أَنصابِ مَكَّةَ عامِدينَ لِيثرِبٍ / في ذىِ غَياطِلَ جَحفَلٍ جَبجابِ
يَدعُ الحُزونَ مَناهِجا مَعلومَةً / في كُلِّ نَشزٍ ظاهِرٍ وِشعابِ
فيهِ الجيادُ شَوازِبٌ مَجنونَةٌ / قُبُّ البُطونِ لَواحِقُ الأَقرابِ
مِن كُلِّ سَلهَبَةٍ وَأَجرَدَ سَلهَبٍ / كَالسيدِ بادَر غَفلَةَ الرُقابِ
جَيشٌ عُيينةُ قاصِدٌ بِلوائِهِ / فيهِ وَصَخرٌ قائِدُ الأَحزابِ
قَرمانِ كَالبَدرينِ أَصبَحَ فيهما / غَيثُ الفَقيرِ وَمَعقِلُ الهُرّابِ
حَتّى إِذا وَرَدوا المَدينَةَ وَاِرتَدَوا / لِلمَوتِ كُلَّ مَجّرَّب قَضّابِ
شَهراً وَعشراً قاهِرينَ مُحَمَّداً / وَصِحابُهُ في الحَربِ خَيرُ صِحابِ
نادَوا بِرحلَتِهم صَبيحَةَ قُلتُمُ / كِدنا نَكونُ بِها مَعَ الخُيّابِ
لَولا الخَنادِقُ غادَروا مِن جَمعِهم / قَتلى لِطَيرٍ سُغَّبٍ وَذِئابِ
أَلا أَبلِغا عَنّى قُصَيّاً رِسالَةً
أَلا أَبلِغا عَنّى قُصَيّاً رِسالَةً / فَأَنتُم سَنامُ المَجدِ مِن آلِ غالبِ
وَأَنتُم ثِمالُ الناسِ في كُلِ شَتوَةٍ / إِذا عَضّهم دَهرٌ شَديدُ المَناكِبِ
وَقَد عَلِمت عُليا مَعَدٍّ بِأَنَّكُم / ثِمالُهُم في المُضلِعاتِ النَوائِبِ
فَإِن تُطَلِقوني تُطَلِقوا ذا قَرابَةٍ / وَمُثنٍ عَلَيكُم صادِقاً غَيرَ كاذِبِ
فَأَبلِغ أَبا سُفيانَ عَنّي رِسالَةً / وَأَبلغ أُسَيداً ذا النَدى وَالمَكاسِبِ
وَأَبلغ أَبا العاصي وَلا تَنسَ زَمعَةً / وَمطعم لا تَنسَ لِجامَ المُشاغِبِ
بِأَنَكُم في العُسرِ وَاليُسرِ خَيرُنا / إِذا كانَ يَومٌ مُزمَهِرُّ الكَواكِبِ
أِمِن رَسمِ دارٍ أَقفَرَت بِالعَثاعِثِ
أِمِن رَسمِ دارٍ أَقفَرَت بِالعَثاعِثِ / بَكَيتَ بِعَينٍ دَمعُها غَيرُ لابِثِ
وَمِن عَجَبِ الأَيامِ وَالدَهرُ كُلُّهُ / لَهُ عَجَبٌ مِن سابِقاتٍ وَحادِثِ
لِجَيشٍ أَتانا ذى عُرامٍ يَقودُهُ / عُبَيدَةُ يُدعى في الهِياجِ اِبنَ حارِثِ
لِنَترُكَ أَصناماً بِمَكَّةَ عُكَّفا / مَواريثَ مَوروثٍ كَريمٍ لِوارِثِ
فلَمّا لَقيناهُم بِسُمرِ رُدَينَةٍ / وَجُردٍ عِتاقٍ في العَجاجِ لَواهِثِ
وَبيضٍ كَأَنَّ المِلحَ فَوقَ مُتونِها / بِأَيدي كُماةٍ كَاللُيوثِ العَوائِثِ
نُقيمُ بِها إِصعارَ مَن كَانَ مائِلاً / وَنَشفى الذَحولَ عاجِلاً غَيرَ لابِثِ
فَكُفّوا عَلى خَوفٍ شَديدٍ وَهَيبَةٍ / وَأَعجَبَهُم أَمرٌ لَهُم أَمرُ رائِثِ
وَلو أَنَّهُمُ لَم يَفعَلوا ناحَ نِسوَةٌ / أَيامَى لَهُم مِن بَينِ نَسءٍ وَطامِثِ
وَقَد غُودِرَت قَتلى يَخَبِّرُ عَنهُمُ / حَفِىٌّ بِهُم أَو غافِلٌ غَيرُ باحِثِ
فَأَبلِغ أَبا بَكرٍ لَدَيكَ رِسالَةً / فَما أَنتَ عَن أَعراضِ فَهرٍ بِماكِثِ
وَلَمّا تَجِب مِنّى يَمينٌ غَليظَةٌ / نُجَدِّدُ حَرباً حَلفَةً غَيرَ حانِثِ
يَا لَيتَ زَوجَكِ قَد غَدا
يَا لَيتَ زَوجَكِ قَد غَدا / مُتَقَلِّداً سَيفَاً وَرُمحا
أَلا أَبلِغا بُسرَ بِنَ سُفيانَ آَيَةً
أَلا أَبلِغا بُسرَ بِنَ سُفيانَ آَيَةً / يُبَلِّغُها عَنّى الخُبَيرُ المُفرَدُ
فدع لقريش ما يليها أو ائتها / بعين الرضا والصلح أبقى وأحمد
وَأَمسى مَوهَبٌ كَحِمارِ سَوءٍ
وَأَمسى مَوهَبٌ كَحِمارِ سَوءٍ / أَجازَ بِبَلدَةٍ فيها يُنادى
فَإِنَ العَبدَ مِثلَكَ لا يُناوى / سُهَيلاً ضَلَّ سَعيُكَ مَن تُعادى
فَأَقصِر يابنَ قَينِ السوءِ عَنهُ / وَعَدِّ عَن المَقالَةِ في البِلادِ
وَلا تَذكُر عِتابَ أَبي يَزيدٍ / فَهَيهاتَ البُحورُ مِن الثِمادِ
إِنّى عَلى ما في مِن تَخَدُّدِ
إِنّى عَلى ما في مِن تَخَدُّدِ /
وَدَقَّةٍ في عَظمِ ساقي وَيَدي /
أَروي عَلى ذي العُكَنِ الضَفَندَدِ /
بَلِّغا سَهماً جَميعاً كُلَّها
بَلِّغا سَهماً جَميعاً كُلَّها / سَيداً مِنها وَمَن لَمّا يَسُد
مَنطِقاً يَمضي إِلى جُلِّهم / أَنَكُم أَنتُم أَزرى وَعَضُد
ثُمَّ عَدِّ القَولَ إِن أَفهَمتَهُ / عِندَ مَن يَحفَظُ إَيمانَ العَهد
ذَلِكَ العاصُ بِن سُلمى إِنَّهُ / رَفعَ الذِكرَ فَقُل فيهِ وَزِد
نَبتَ العائِلُ في أَكنافِهِ / مَنبَتُ العيصِ مِن السَدرِ الزَبَد
فَفَداهُ المَوتُ إِن حاوَلَهُ / شَكِس شَيمَة جَلد الكَبِد
لا يُبعِدُ اللَهُ رَبُّ العِبادِ
لا يُبعِدُ اللَهُ رَبُّ العِبادِ / وَالمِلحِ ما وَلَدت خالِدَه
وَهُم يُطعِمونَ صُدورَ الكُماةِ / وَالخَيلُ تَطرُدُ أَو طارِدَه
فَإِن يَكُنِ المَوتُ أَفناهُمُ / فَلِلمَوتِ ما تَلِدُ الوالِدَه
يا رَسولَ المَليكِ إِنَّ لِساني
يا رَسولَ المَليكِ إِنَّ لِساني / راتِقٌ ما فَتَقتُ إِذ أَنا بورُ
إِذ أُبارى الشَيطانَ في سِنَنِ الغَيْ / ىِ وَمَن مالَ مَيلَهُ مَثبورُ
آمَنَ اللَحمُ وَالعِظامُ لِرَبي / ثُمَ قَلبي الشَهيدُ أَنتَ النَذيرُ
إِنَّني عَنكَ زاجِرٌ ثَمَّ حَيّا / مِن لُؤَى وَكُلُّهُم مَغرورُ
إِنَّ ما جِئنا بِهِ حَقُ صِدقٍ / ساطِعٌ نورُهُ مُضِيءٌ مُنيرُ
جِئتَنا بِاليَقينِ وَالبِرّ وَالصِد / ق وَفي الصِدقِ وَاليَقينِ سُرورُ
أَذهَبَ اللَهُ ضلَّةَ الجَهلِ عَنا / وَأَتانا الرَخاءُ وَالمَيسورُ
أَلهى قُصَياً عَنِ المَجدِ الأَساطيرُ
أَلهى قُصَياً عَنِ المَجدِ الأَساطيرُ / وَرَشوَةٌ مِثلَ ما تُرشى السَفاسيرُ
وَأَكلُها اللَحمَ بَحتاً لا خَليطَ لَهُ / وَقَولُها رَحَلَت عيرٌ أَتَت عِيرُ
تَوارَثوا في نِصابِ اللؤمِ أَولَهُم / فَلا يَعدُّ لَهُم مَجدٌ وَلا خيرُ
أَلا ذَرَفَت مِن مُقلَتَيكَ دُموعُ
أَلا ذَرَفَت مِن مُقلَتَيكَ دُموعُ / وَقَد بانَ مِن حَبلِ الشَبابِ قُطوعُ
وَشَطَّ بِمَن تَهوى المَزارُ وَفَرَّقَت / نَوى الحَي دارٌ بِالحَبيبِ فَجوعُ
وَلَيسَ لِما وَلّى عَلى ذي حَرارَةٍ / وَإِن طالَ تَذرافُ الدُموعِ رُجوعُ
فَذَر ذا وَلَكِن هَل أَتى أَمّ مالِكٍ / أَحاديثُ قَومي وَالحَديثُ يُشيعُ
وُمُجنَبُنا جُرداً إِلى أَهلِ يَثرِبٍ / عَناجيجَ مِنها مُتلَدٌ وَنَزيعُ
عَشيةَ سِرنا في لُهامٍ يَقودُنا / ضَرورُ الأَعادي لِلصَديقِ نَفوعُ
نَشُدُّ عَلَينا كُلَّ رَغفٍ كَأَنَّها / غَديرٌ بِضَوجِ الوادِيَينِ نَقيعُ
فَلَمّا رَأونا خالَطَتهُم مَهابَةٌ / وَعايَنَهُم أَمرٌ هُناكَ فَظيعُ
وَوَدّوا لَو اَنَّ الأَرضَ يَنشَقُّ ظَهرُها / بِهم وَصَبورُ القَومِ ثَمَّ جَزوعُ
وَقَد عُرِّيَت بِيضٌ كَأَنَّ وَميضَها / حَريقٌ تَرَقّى في الأَباءِ سَريعُ
بِأَيمانِنا نَعلو بِها كُلَّ هامَةٍ / وَمِنها سِمامٌ لِلعَدوِّ ذَريعُ
فَغادَرنَ قَتلى الأَوسِ عاصِبَةً بِهُم / ضِباعٌ وَطَيرٌ يَعتَفينَ وُقوعُ
وَجَمعُ بَني النَجارِ في كُلِّ تَلعَةٍ / بَأَبدانِهم مِن وَقعِهِنَّ نَجيعُ
وَلَولا عُلوُّ الشِعبِ غادَرنَ أَحمَدا / وَلَكِن عَلا وَالسَمهَريُّ شَروعُ
كَما غادَرَت في الكَرِّ حَمزَةَ ثاوياً / وَفي صَدرِهِ ماضي الشَباةِ وَقيعُ
وَنُعمانَ قَد غادَرنَ تَحتَ لِوائِهِ / عَلى لَحمِهِ طَيرٌ يَجُفنَ وَقوعُ
بِأُحدٍ وَأَرماحُ الكُماةِ يُرِدنَهُم / كَما غالَ أَشطانَ الدِلاءِ نُزوعُ
أَصابَ اِبنُ سَلمى خُلَّةً من صَديقِهِ
أَصابَ اِبنُ سَلمى خُلَّةً من صَديقِهِ / وَلَولا اِبنُ سِلمى لَم يَكُن لَكَ راتِقُ
فَآوى وَحَيّا إِذ أَتاهُ بِخُلَّةٍ / وَأَعرَضَ عَنهُ الأَقرَبونَ الأَصادِقُ
فَإِمّا أُصِب يَوماً مِنَ الدَهرِ نُصرَةً / أَتَتكَ وَإِني بابنِ سَلمى لَصادِقُ
وَإِلا تَكُن إِلّا لِساني فَإِنَّهُ / بِحُسنِ الَّذي أَسدَيتَ عَني لَناطِقُ
ثِمالٌ يَعيشُ المُقتِرونَ بِفَضلِهِ / وَسَيبُ رَبيع لَيسَ فيهِ صَواعِقُ
وقد علموا أن ابن سلمى ثمالهم / إذا لم يكن للضيف في الحي غابقُ
وقد علموا أولا أعلم غيرهم / إذا استبقوا الخيرات إنك سابقُ
أَنا اِبنُ الأُلى جاروا مُنافا بِعِزِّها
أَنا اِبنُ الأُلى جاروا مُنافا بِعِزِّها / وَجارُ مُنافٍ في العِبادِ قَليلُ
لِقاءً لِقاءً إِن لَقوا وَوَفادَةً / وَفِعلاً بِفِعلٍ وَالكَفيلُ كَفيلُ
يا غرابَ البَينِ أَسمَعتَ فَقُل
يا غرابَ البَينِ أَسمَعتَ فَقُل / إِنَّما تَنطِقُ شَيئاً قَد فُعِل
إِنَّ لِلخَيرِ وَلِلشَّرِّ مَدىً / وَكِلا ذَلِكَ وَجهٌ وَقبل
وَالعَطياتُ خِساسٌ بَينَهُم / وَسَواءٌ قَبرُ مُثرٍ وَمُقِل
كُلُّ عَيشٍ وَنَعيمٍ زائِلٌ / وَبَناتُ الدَهرِ يَلعَبنَ بِكُل
أَبلِغا حسّانَ عَنّى آيَةً / فَقَريضُ الشِعرِ يِشفى ذا الغُلَل
كَم تَرى بِالجَرِّ مِن جُمجُمَةٍ / وَأَكُفٍّ قَد أُتِرّت وَرِجِل
وَسَرابيلَ حِسانٍ سُرِّبَت / عَن كُماةٍ أُهلِكوا في المُنتَزَل
كَم قَتَلنا مِن كَريمٍ سَيدٍ / ماجِدِ الحَدَّينِ مِقدامٌ بَطَل
صادِقِ النَجدَةِ قَرمٍ بارِعٍ / غَيرِ مُلتاثٍ لَدى وَقعُ الأَسَل
فَسَلِ المِهراسَ مَن ساكِنُهُ / بَينَ أَقحافٍ وَهامٍ كَالحَجَل
لَيتَ أَشياخي بِبَدرٍ شَهِدوا / جَزَعَ الحزرجِ مِن وَقعَ الأَسَل
حينَ حَكَّت بِقُباءٍ بَركَها / وَاِستَحَرَّ القَتلُ في عَبدِ الأَشَل
ثُمَ خَفّوا عِندَ ذاكُم رُقَّصا / رَقَصَ الحَفّانِ يَعلو في الجَبَل
فَقَتَلنا الضعفَ مِن أَشرافِهُم / وَعَدَلنا مَيلَ بَدرٍ فَاِعتَدَل
لا أَلومُ النَفسَ إِلّا أَنَّنا / لَو كَرَرنا لَفَعَلنا المُفتَعَل
بِسيوفِ الهِندِ تَعلو هامَهُم / عَلَلاً تَعلوهُمُ بَعدَ نَهَل
خَلَفُ بنُ وَهبٍ كُلَّ آخِرِ لَيلَةٍ
خَلَفُ بنُ وَهبٍ كُلَّ آخِرِ لَيلَةٍ / أَبدَاً يُكَثِّرُ أَهلَهُ بِعيالِ
سَقياً لِوَهبٍ كَهلِها وَوَليدِها / ما دامَ في أَبياتِها الذَيّالُ
نِعمَ الشَبابُ شَبابُهُم وَكُهولُهُم / صُيّابَةٌ لَيسوا مِنَ الجُهّالِ
قَتَلنا اِبنَ جَحشٍ فَاِغتَبَطنا بِقَتلِهِ
قَتَلنا اِبنَ جَحشٍ فَاِغتَبَطنا بِقَتلِهِ / وَحَمزَةَ في فُرسانِهِ وَاِبنَ قَوقَل
وَأَفلَتنا مِنهُمُ رِجالٌ فَأَسرَعوا / فَلَيتَهُمُ عاجوا وَلَم نَتَعَجَّل
أَقاموا لَنا حَتّى تَعِضَّ سُيوفُنا / سَراتَهُمُ وَكُلُّنا غَيرُ عُزَّلِ
وَحَتّى يَكونَ القَتلُ فينا وَفيهُمُ / وَيَلقوا صَبوحاً شَرُّه غَيرُ مَنجَلى
أَنشُدُ عُثمانَ بِنَ طَلحَةَ حلفَنا
أَنشُدُ عُثمانَ بِنَ طَلحَةَ حلفَنا / طَلقُ النُجومِ لَدَيهِ كَالنَحسِ
وَما عَقَدَ الآباءُ مِن كُلِّ حِلفَةِ / وَما خالِدٌ مِن مِثلَها بِمُحَلَّلِ
فَلا تَأمَنَنَّ خالِداً بَعدَ هَذِهِ / وَعُثمانُ جاءَ بِالدُهَيمِ المعَظَّلِ
مَنَعَ الرقادَ بِلابِلٌ وَهُمومُ
مَنَعَ الرقادَ بِلابِلٌ وَهُمومُ / وَاللَيلُ مُعتَلِجُ الرَواقِ بِهيمُ
مِمّا أَتاني أَنَّ أَحمدَ لامَني / فيهِ فَبِتُ كَأَنِني مَحمومُ
يا خَيرَ مَن حَمَلَت عَلى أَوصالِها / عَيرانَةٌ سُرُحُ اليَدَينِ غَشومُ
إِنّي لمُعتَذِرٌ إِلَيكَ مِن الَّذي / أَسدَيتُ إِذ أَنا في الضَلالِ أَهيمُ
أَيامَ تَأمُرَني بِأَغوى خُطَّةٍ / سَهمٌ وَتَأمُرَني بِها مَخزومُ
وَأمُدُّ أَسبابَ الرَدى وَيَقودُني / أَمرُ الغُواةِ وَأمرُهُم مَشؤومُ
فَاليَومَ آمَنَ بِالنَبيِّ مُحَمَدٍ / قَلبي وَمُخطئُ هَذِهِ مَحرومُ
مَضَتِ العَداوَةُ وَاِنقَضَت أَسبابُها / وَدَعَت أَواصِرُ بَينَنا وَحُلومُ
فَاِغفِر فِدَىً لَكَ وَالِداي كِلاهُما / زَلَلي فَإِنَّكَ راحِمٌ مَرحومُ
وَعَلَيكَ مِن عِلمِ المَليكِ عَلامَةٌ / نُورٌ أَغَرُّ وَخاتِمٌ مَختومُ
أَعطاكَ بِعدَ مَحَبَةٍ بُرهانَهُ / شَرَفاً وَبُرهانُ الإِلَهِ عَظيمُ
وَلَقَد شَهِدتُ بِأَنُّ دينَكَ صادِقٌ / حَقٌّ وَأَنكَ في العِبادِ جَسيمُ
وَاللَهُ يَشهَدُ أَنَّ أَحمدَ مُصطَفى / مُستَقبِلٌ في الصالِحينَ كَريمُ
قَرمٌ عَلا بُنيانُهُ مِن هاشِمٍ / فرعٌ تَمَكَّنَ في الذُرى وَأُرومُ
ماذا عَلى بَدرٍ وَماذا حَولَهُ
ماذا عَلى بَدرٍ وَماذا حَولَهُ / مِن فِتيَةٍ بِيضِ الوُجوهِ كِرامِ
تَرَكوا نُبَيهاً خَلفَهُم وَمُنَبِّهاً / وَاِبنَى رَبيعَةَ خَيرَ خَصمِ فِئامِ
وَالحارِثَ الفَيّاضَ يُبرُقُ وَجهُهُ / كَالبَدرِ جَلّى لَيلَةَ الإِظلامِ
وَالعاصِيَ بِنَ مُنبِّهٍ ذا مِرَّةٍ / رُمحاً تَميماً غَيرَ ذي أَوصامِ
تَنمى بِهِ أَعراقُهُ وَجُدودُهُ / وَمَآثِرُ الأَخوالِ وَالأَعمامِ
وَإِذا بَكى باكٍ فَأعولَ شَجوَه / فَعَلى الرَئيسِ الماجِدِ اِبنِ هِشامِ
حَيّا الإِلَهُ أَبا الوَليدِ وَرَهطهُ / رَبُّ الأَنامِ وَخَصَّهُم بِسلامِ