القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الله بن الزِّبَعْرى الكل
المجموع : 31
حيِّ الديارَ مَحا مَعارِفَ رَسمِها
حيِّ الديارَ مَحا مَعارِفَ رَسمِها / طولَ البِلى وَتَراوُحُ الأَحقابِ
فَكَأَنَّما كَتبَ اليَهودُ رُسومَها / إِلّا الكَنيفَ وَمُعقِدَ الأَطنابِ
قَفراً كَأَنَّكَ لَم تَكُن تَلهو بِها / في نِعمَةٍ بِأَوانسٍ أَترابِ
فَاِترُك تَذَكُّرَ ما مَضى من عِيشَةٍ / وَمَحِلَّةٍ خَلَفِ المَقامِ يَبابِ
وَاِذكُر بَلاءَ مَعاشِرٍ وَاِشكُرهُم / ساروا بِأَجمَعِهم مِنَ الأَنصابِ
أَنصابِ مَكَّةَ عامِدينَ لِيثرِبٍ / في ذىِ غَياطِلَ جَحفَلٍ جَبجابِ
يَدعُ الحُزونَ مَناهِجا مَعلومَةً / في كُلِّ نَشزٍ ظاهِرٍ وِشعابِ
فيهِ الجيادُ شَوازِبٌ مَجنونَةٌ / قُبُّ البُطونِ لَواحِقُ الأَقرابِ
مِن كُلِّ سَلهَبَةٍ وَأَجرَدَ سَلهَبٍ / كَالسيدِ بادَر غَفلَةَ الرُقابِ
جَيشٌ عُيينةُ قاصِدٌ بِلوائِهِ / فيهِ وَصَخرٌ قائِدُ الأَحزابِ
قَرمانِ كَالبَدرينِ أَصبَحَ فيهما / غَيثُ الفَقيرِ وَمَعقِلُ الهُرّابِ
حَتّى إِذا وَرَدوا المَدينَةَ وَاِرتَدَوا / لِلمَوتِ كُلَّ مَجّرَّب قَضّابِ
شَهراً وَعشراً قاهِرينَ مُحَمَّداً / وَصِحابُهُ في الحَربِ خَيرُ صِحابِ
نادَوا بِرحلَتِهم صَبيحَةَ قُلتُمُ / كِدنا نَكونُ بِها مَعَ الخُيّابِ
لَولا الخَنادِقُ غادَروا مِن جَمعِهم / قَتلى لِطَيرٍ سُغَّبٍ وَذِئابِ
أَلا أَبلِغا عَنّى قُصَيّاً رِسالَةً
أَلا أَبلِغا عَنّى قُصَيّاً رِسالَةً / فَأَنتُم سَنامُ المَجدِ مِن آلِ غالبِ
وَأَنتُم ثِمالُ الناسِ في كُلِ شَتوَةٍ / إِذا عَضّهم دَهرٌ شَديدُ المَناكِبِ
وَقَد عَلِمت عُليا مَعَدٍّ بِأَنَّكُم / ثِمالُهُم في المُضلِعاتِ النَوائِبِ
فَإِن تُطَلِقوني تُطَلِقوا ذا قَرابَةٍ / وَمُثنٍ عَلَيكُم صادِقاً غَيرَ كاذِبِ
فَأَبلِغ أَبا سُفيانَ عَنّي رِسالَةً / وَأَبلغ أُسَيداً ذا النَدى وَالمَكاسِبِ
وَأَبلغ أَبا العاصي وَلا تَنسَ زَمعَةً / وَمطعم لا تَنسَ لِجامَ المُشاغِبِ
بِأَنَكُم في العُسرِ وَاليُسرِ خَيرُنا / إِذا كانَ يَومٌ مُزمَهِرُّ الكَواكِبِ
أِمِن رَسمِ دارٍ أَقفَرَت بِالعَثاعِثِ
أِمِن رَسمِ دارٍ أَقفَرَت بِالعَثاعِثِ / بَكَيتَ بِعَينٍ دَمعُها غَيرُ لابِثِ
وَمِن عَجَبِ الأَيامِ وَالدَهرُ كُلُّهُ / لَهُ عَجَبٌ مِن سابِقاتٍ وَحادِثِ
لِجَيشٍ أَتانا ذى عُرامٍ يَقودُهُ / عُبَيدَةُ يُدعى في الهِياجِ اِبنَ حارِثِ
لِنَترُكَ أَصناماً بِمَكَّةَ عُكَّفا / مَواريثَ مَوروثٍ كَريمٍ لِوارِثِ
فلَمّا لَقيناهُم بِسُمرِ رُدَينَةٍ / وَجُردٍ عِتاقٍ في العَجاجِ لَواهِثِ
وَبيضٍ كَأَنَّ المِلحَ فَوقَ مُتونِها / بِأَيدي كُماةٍ كَاللُيوثِ العَوائِثِ
نُقيمُ بِها إِصعارَ مَن كَانَ مائِلاً / وَنَشفى الذَحولَ عاجِلاً غَيرَ لابِثِ
فَكُفّوا عَلى خَوفٍ شَديدٍ وَهَيبَةٍ / وَأَعجَبَهُم أَمرٌ لَهُم أَمرُ رائِثِ
وَلو أَنَّهُمُ لَم يَفعَلوا ناحَ نِسوَةٌ / أَيامَى لَهُم مِن بَينِ نَسءٍ وَطامِثِ
وَقَد غُودِرَت قَتلى يَخَبِّرُ عَنهُمُ / حَفِىٌّ بِهُم أَو غافِلٌ غَيرُ باحِثِ
فَأَبلِغ أَبا بَكرٍ لَدَيكَ رِسالَةً / فَما أَنتَ عَن أَعراضِ فَهرٍ بِماكِثِ
وَلَمّا تَجِب مِنّى يَمينٌ غَليظَةٌ / نُجَدِّدُ حَرباً حَلفَةً غَيرَ حانِثِ
يَا لَيتَ زَوجَكِ قَد غَدا
يَا لَيتَ زَوجَكِ قَد غَدا / مُتَقَلِّداً سَيفَاً وَرُمحا
أَلا أَبلِغا بُسرَ بِنَ سُفيانَ آَيَةً
أَلا أَبلِغا بُسرَ بِنَ سُفيانَ آَيَةً / يُبَلِّغُها عَنّى الخُبَيرُ المُفرَدُ
فدع لقريش ما يليها أو ائتها / بعين الرضا والصلح أبقى وأحمد
وَأَمسى مَوهَبٌ كَحِمارِ سَوءٍ
وَأَمسى مَوهَبٌ كَحِمارِ سَوءٍ / أَجازَ بِبَلدَةٍ فيها يُنادى
فَإِنَ العَبدَ مِثلَكَ لا يُناوى / سُهَيلاً ضَلَّ سَعيُكَ مَن تُعادى
فَأَقصِر يابنَ قَينِ السوءِ عَنهُ / وَعَدِّ عَن المَقالَةِ في البِلادِ
وَلا تَذكُر عِتابَ أَبي يَزيدٍ / فَهَيهاتَ البُحورُ مِن الثِمادِ
إِنّى عَلى ما في مِن تَخَدُّدِ
إِنّى عَلى ما في مِن تَخَدُّدِ /
وَدَقَّةٍ في عَظمِ ساقي وَيَدي /
أَروي عَلى ذي العُكَنِ الضَفَندَدِ /
بَلِّغا سَهماً جَميعاً كُلَّها
بَلِّغا سَهماً جَميعاً كُلَّها / سَيداً مِنها وَمَن لَمّا يَسُد
مَنطِقاً يَمضي إِلى جُلِّهم / أَنَكُم أَنتُم أَزرى وَعَضُد
ثُمَّ عَدِّ القَولَ إِن أَفهَمتَهُ / عِندَ مَن يَحفَظُ إَيمانَ العَهد
ذَلِكَ العاصُ بِن سُلمى إِنَّهُ / رَفعَ الذِكرَ فَقُل فيهِ وَزِد
نَبتَ العائِلُ في أَكنافِهِ / مَنبَتُ العيصِ مِن السَدرِ الزَبَد
فَفَداهُ المَوتُ إِن حاوَلَهُ / شَكِس شَيمَة جَلد الكَبِد
لا يُبعِدُ اللَهُ رَبُّ العِبادِ
لا يُبعِدُ اللَهُ رَبُّ العِبادِ / وَالمِلحِ ما وَلَدت خالِدَه
وَهُم يُطعِمونَ صُدورَ الكُماةِ / وَالخَيلُ تَطرُدُ أَو طارِدَه
فَإِن يَكُنِ المَوتُ أَفناهُمُ / فَلِلمَوتِ ما تَلِدُ الوالِدَه
يا رَسولَ المَليكِ إِنَّ لِساني
يا رَسولَ المَليكِ إِنَّ لِساني / راتِقٌ ما فَتَقتُ إِذ أَنا بورُ
إِذ أُبارى الشَيطانَ في سِنَنِ الغَيْ / ىِ وَمَن مالَ مَيلَهُ مَثبورُ
آمَنَ اللَحمُ وَالعِظامُ لِرَبي / ثُمَ قَلبي الشَهيدُ أَنتَ النَذيرُ
إِنَّني عَنكَ زاجِرٌ ثَمَّ حَيّا / مِن لُؤَى وَكُلُّهُم مَغرورُ
إِنَّ ما جِئنا بِهِ حَقُ صِدقٍ / ساطِعٌ نورُهُ مُضِيءٌ مُنيرُ
جِئتَنا بِاليَقينِ وَالبِرّ وَالصِد / ق وَفي الصِدقِ وَاليَقينِ سُرورُ
أَذهَبَ اللَهُ ضلَّةَ الجَهلِ عَنا / وَأَتانا الرَخاءُ وَالمَيسورُ
أَلهى قُصَياً عَنِ المَجدِ الأَساطيرُ
أَلهى قُصَياً عَنِ المَجدِ الأَساطيرُ / وَرَشوَةٌ مِثلَ ما تُرشى السَفاسيرُ
وَأَكلُها اللَحمَ بَحتاً لا خَليطَ لَهُ / وَقَولُها رَحَلَت عيرٌ أَتَت عِيرُ
تَوارَثوا في نِصابِ اللؤمِ أَولَهُم / فَلا يَعدُّ لَهُم مَجدٌ وَلا خيرُ
أَلا ذَرَفَت مِن مُقلَتَيكَ دُموعُ
أَلا ذَرَفَت مِن مُقلَتَيكَ دُموعُ / وَقَد بانَ مِن حَبلِ الشَبابِ قُطوعُ
وَشَطَّ بِمَن تَهوى المَزارُ وَفَرَّقَت / نَوى الحَي دارٌ بِالحَبيبِ فَجوعُ
وَلَيسَ لِما وَلّى عَلى ذي حَرارَةٍ / وَإِن طالَ تَذرافُ الدُموعِ رُجوعُ
فَذَر ذا وَلَكِن هَل أَتى أَمّ مالِكٍ / أَحاديثُ قَومي وَالحَديثُ يُشيعُ
وُمُجنَبُنا جُرداً إِلى أَهلِ يَثرِبٍ / عَناجيجَ مِنها مُتلَدٌ وَنَزيعُ
عَشيةَ سِرنا في لُهامٍ يَقودُنا / ضَرورُ الأَعادي لِلصَديقِ نَفوعُ
نَشُدُّ عَلَينا كُلَّ رَغفٍ كَأَنَّها / غَديرٌ بِضَوجِ الوادِيَينِ نَقيعُ
فَلَمّا رَأونا خالَطَتهُم مَهابَةٌ / وَعايَنَهُم أَمرٌ هُناكَ فَظيعُ
وَوَدّوا لَو اَنَّ الأَرضَ يَنشَقُّ ظَهرُها / بِهم وَصَبورُ القَومِ ثَمَّ جَزوعُ
وَقَد عُرِّيَت بِيضٌ كَأَنَّ وَميضَها / حَريقٌ تَرَقّى في الأَباءِ سَريعُ
بِأَيمانِنا نَعلو بِها كُلَّ هامَةٍ / وَمِنها سِمامٌ لِلعَدوِّ ذَريعُ
فَغادَرنَ قَتلى الأَوسِ عاصِبَةً بِهُم / ضِباعٌ وَطَيرٌ يَعتَفينَ وُقوعُ
وَجَمعُ بَني النَجارِ في كُلِّ تَلعَةٍ / بَأَبدانِهم مِن وَقعِهِنَّ نَجيعُ
وَلَولا عُلوُّ الشِعبِ غادَرنَ أَحمَدا / وَلَكِن عَلا وَالسَمهَريُّ شَروعُ
كَما غادَرَت في الكَرِّ حَمزَةَ ثاوياً / وَفي صَدرِهِ ماضي الشَباةِ وَقيعُ
وَنُعمانَ قَد غادَرنَ تَحتَ لِوائِهِ / عَلى لَحمِهِ طَيرٌ يَجُفنَ وَقوعُ
بِأُحدٍ وَأَرماحُ الكُماةِ يُرِدنَهُم / كَما غالَ أَشطانَ الدِلاءِ نُزوعُ
أَصابَ اِبنُ سَلمى خُلَّةً من صَديقِهِ
أَصابَ اِبنُ سَلمى خُلَّةً من صَديقِهِ / وَلَولا اِبنُ سِلمى لَم يَكُن لَكَ راتِقُ
فَآوى وَحَيّا إِذ أَتاهُ بِخُلَّةٍ / وَأَعرَضَ عَنهُ الأَقرَبونَ الأَصادِقُ
فَإِمّا أُصِب يَوماً مِنَ الدَهرِ نُصرَةً / أَتَتكَ وَإِني بابنِ سَلمى لَصادِقُ
وَإِلا تَكُن إِلّا لِساني فَإِنَّهُ / بِحُسنِ الَّذي أَسدَيتَ عَني لَناطِقُ
ثِمالٌ يَعيشُ المُقتِرونَ بِفَضلِهِ / وَسَيبُ رَبيع لَيسَ فيهِ صَواعِقُ
وقد علموا أن ابن سلمى ثمالهم / إذا لم يكن للضيف في الحي غابقُ
وقد علموا أولا أعلم غيرهم / إذا استبقوا الخيرات إنك سابقُ
أَنا اِبنُ الأُلى جاروا مُنافا بِعِزِّها
أَنا اِبنُ الأُلى جاروا مُنافا بِعِزِّها / وَجارُ مُنافٍ في العِبادِ قَليلُ
لِقاءً لِقاءً إِن لَقوا وَوَفادَةً / وَفِعلاً بِفِعلٍ وَالكَفيلُ كَفيلُ
يا غرابَ البَينِ أَسمَعتَ فَقُل
يا غرابَ البَينِ أَسمَعتَ فَقُل / إِنَّما تَنطِقُ شَيئاً قَد فُعِل
إِنَّ لِلخَيرِ وَلِلشَّرِّ مَدىً / وَكِلا ذَلِكَ وَجهٌ وَقبل
وَالعَطياتُ خِساسٌ بَينَهُم / وَسَواءٌ قَبرُ مُثرٍ وَمُقِل
كُلُّ عَيشٍ وَنَعيمٍ زائِلٌ / وَبَناتُ الدَهرِ يَلعَبنَ بِكُل
أَبلِغا حسّانَ عَنّى آيَةً / فَقَريضُ الشِعرِ يِشفى ذا الغُلَل
كَم تَرى بِالجَرِّ مِن جُمجُمَةٍ / وَأَكُفٍّ قَد أُتِرّت وَرِجِل
وَسَرابيلَ حِسانٍ سُرِّبَت / عَن كُماةٍ أُهلِكوا في المُنتَزَل
كَم قَتَلنا مِن كَريمٍ سَيدٍ / ماجِدِ الحَدَّينِ مِقدامٌ بَطَل
صادِقِ النَجدَةِ قَرمٍ بارِعٍ / غَيرِ مُلتاثٍ لَدى وَقعُ الأَسَل
فَسَلِ المِهراسَ مَن ساكِنُهُ / بَينَ أَقحافٍ وَهامٍ كَالحَجَل
لَيتَ أَشياخي بِبَدرٍ شَهِدوا / جَزَعَ الحزرجِ مِن وَقعَ الأَسَل
حينَ حَكَّت بِقُباءٍ بَركَها / وَاِستَحَرَّ القَتلُ في عَبدِ الأَشَل
ثُمَ خَفّوا عِندَ ذاكُم رُقَّصا / رَقَصَ الحَفّانِ يَعلو في الجَبَل
فَقَتَلنا الضعفَ مِن أَشرافِهُم / وَعَدَلنا مَيلَ بَدرٍ فَاِعتَدَل
لا أَلومُ النَفسَ إِلّا أَنَّنا / لَو كَرَرنا لَفَعَلنا المُفتَعَل
بِسيوفِ الهِندِ تَعلو هامَهُم / عَلَلاً تَعلوهُمُ بَعدَ نَهَل
خَلَفُ بنُ وَهبٍ كُلَّ آخِرِ لَيلَةٍ
خَلَفُ بنُ وَهبٍ كُلَّ آخِرِ لَيلَةٍ / أَبدَاً يُكَثِّرُ أَهلَهُ بِعيالِ
سَقياً لِوَهبٍ كَهلِها وَوَليدِها / ما دامَ في أَبياتِها الذَيّالُ
نِعمَ الشَبابُ شَبابُهُم وَكُهولُهُم / صُيّابَةٌ لَيسوا مِنَ الجُهّالِ
قَتَلنا اِبنَ جَحشٍ فَاِغتَبَطنا بِقَتلِهِ
قَتَلنا اِبنَ جَحشٍ فَاِغتَبَطنا بِقَتلِهِ / وَحَمزَةَ في فُرسانِهِ وَاِبنَ قَوقَل
وَأَفلَتنا مِنهُمُ رِجالٌ فَأَسرَعوا / فَلَيتَهُمُ عاجوا وَلَم نَتَعَجَّل
أَقاموا لَنا حَتّى تَعِضَّ سُيوفُنا / سَراتَهُمُ وَكُلُّنا غَيرُ عُزَّلِ
وَحَتّى يَكونَ القَتلُ فينا وَفيهُمُ / وَيَلقوا صَبوحاً شَرُّه غَيرُ مَنجَلى
أَنشُدُ عُثمانَ بِنَ طَلحَةَ حلفَنا
أَنشُدُ عُثمانَ بِنَ طَلحَةَ حلفَنا / طَلقُ النُجومِ لَدَيهِ كَالنَحسِ
وَما عَقَدَ الآباءُ مِن كُلِّ حِلفَةِ / وَما خالِدٌ مِن مِثلَها بِمُحَلَّلِ
فَلا تَأمَنَنَّ خالِداً بَعدَ هَذِهِ / وَعُثمانُ جاءَ بِالدُهَيمِ المعَظَّلِ
مَنَعَ الرقادَ بِلابِلٌ وَهُمومُ
مَنَعَ الرقادَ بِلابِلٌ وَهُمومُ / وَاللَيلُ مُعتَلِجُ الرَواقِ بِهيمُ
مِمّا أَتاني أَنَّ أَحمدَ لامَني / فيهِ فَبِتُ كَأَنِني مَحمومُ
يا خَيرَ مَن حَمَلَت عَلى أَوصالِها / عَيرانَةٌ سُرُحُ اليَدَينِ غَشومُ
إِنّي لمُعتَذِرٌ إِلَيكَ مِن الَّذي / أَسدَيتُ إِذ أَنا في الضَلالِ أَهيمُ
أَيامَ تَأمُرَني بِأَغوى خُطَّةٍ / سَهمٌ وَتَأمُرَني بِها مَخزومُ
وَأمُدُّ أَسبابَ الرَدى وَيَقودُني / أَمرُ الغُواةِ وَأمرُهُم مَشؤومُ
فَاليَومَ آمَنَ بِالنَبيِّ مُحَمَدٍ / قَلبي وَمُخطئُ هَذِهِ مَحرومُ
مَضَتِ العَداوَةُ وَاِنقَضَت أَسبابُها / وَدَعَت أَواصِرُ بَينَنا وَحُلومُ
فَاِغفِر فِدَىً لَكَ وَالِداي كِلاهُما / زَلَلي فَإِنَّكَ راحِمٌ مَرحومُ
وَعَلَيكَ مِن عِلمِ المَليكِ عَلامَةٌ / نُورٌ أَغَرُّ وَخاتِمٌ مَختومُ
أَعطاكَ بِعدَ مَحَبَةٍ بُرهانَهُ / شَرَفاً وَبُرهانُ الإِلَهِ عَظيمُ
وَلَقَد شَهِدتُ بِأَنُّ دينَكَ صادِقٌ / حَقٌّ وَأَنكَ في العِبادِ جَسيمُ
وَاللَهُ يَشهَدُ أَنَّ أَحمدَ مُصطَفى / مُستَقبِلٌ في الصالِحينَ كَريمُ
قَرمٌ عَلا بُنيانُهُ مِن هاشِمٍ / فرعٌ تَمَكَّنَ في الذُرى وَأُرومُ
ماذا عَلى بَدرٍ وَماذا حَولَهُ
ماذا عَلى بَدرٍ وَماذا حَولَهُ / مِن فِتيَةٍ بِيضِ الوُجوهِ كِرامِ
تَرَكوا نُبَيهاً خَلفَهُم وَمُنَبِّهاً / وَاِبنَى رَبيعَةَ خَيرَ خَصمِ فِئامِ
وَالحارِثَ الفَيّاضَ يُبرُقُ وَجهُهُ / كَالبَدرِ جَلّى لَيلَةَ الإِظلامِ
وَالعاصِيَ بِنَ مُنبِّهٍ ذا مِرَّةٍ / رُمحاً تَميماً غَيرَ ذي أَوصامِ
تَنمى بِهِ أَعراقُهُ وَجُدودُهُ / وَمَآثِرُ الأَخوالِ وَالأَعمامِ
وَإِذا بَكى باكٍ فَأعولَ شَجوَه / فَعَلى الرَئيسِ الماجِدِ اِبنِ هِشامِ
حَيّا الإِلَهُ أَبا الوَليدِ وَرَهطهُ / رَبُّ الأَنامِ وَخَصَّهُم بِسلامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025