المجموع : 57
ألاَ إنَّ نجدَ المجدِ أبيضُ مَلحوبُ
ألاَ إنَّ نجدَ المجدِ أبيضُ مَلحوبُ / وَلكنَّهُ جَمُّ المَهالِكِ مَرهوبُ
هُوَ العسلُ المَاذيُّ يَشتارُه امرؤٌ / بَغاهُ وأطرافُ الرماحِ يَعاسيبُ
ذُقِ الموتَ إن شِئتَ العُلى وَاطعَمِ الردى / فَنيلُ الأَمَاني بالمنيَّةِ مَكسوبُ
خُضِ الحتفَ تَأمن خِطةَ الخسفِ إِنَّما / يبوخُ ضرامُ الخطب والخطبُ مشبوبُ
ألَم تخبرِ الأخبارَ في فتحِ خَيبرٍ / فَفيها لِذي اللبِّ الملبِّ أَعاجيبُ
وَفَوزُ عليٍّ بالعُلى فوزُها بِهِ / فكلٌّ إلى كلٍّ مُضافٌ ومَنسوبُ
حُصونٌ حَصان الفرج حَيثُ تبرّجت / وَمَا كلّ ممتطّ الجزَارة مَركوبُ
يناط عليها لِلنُّجومِ قَلائدٌ / ويَسفلُ عَنها لِلغمامِ أهاضيبُ
وتنهلُّ للجرباء فيها وَلم تصِب / رذاذاً على شمّ الجبالِ أساكيبُ
وكَم كسَّرت جَيشاً لِكِسرى وقصّرت / يَدَي قيصرٍ تِلك القِنانُ الشَّناخيبُ
وكَم مِن عَميدٍ بَات وهوَ عَميدُها / ومن حَرِب أضحى بِها وهوَ محروبُ
وَأَرعن موَّارٍ ألمَّ بمورِها / فَلم يغنِ فيها جَرُّ مجرٍ وتكتيبُ
وَلا حَامَ خوفاً لِلعدى ذلكَ الحِمى / وَلا لاب شَوقاً لِلرَّدى ذلك اللّوبُ
فَللخَطبِ عَنها وَالصروف صَوارفٌ / كَما كَانَ عَنها للنَّواكبِ تنكيبُ
تَقاصرُ عنها الحادِثاتُ فَللرّدى / طَرائقُ إلا نَحوها وأساليبُ
فَلمّا أرادَ اللَّه فضَّ خِتامِها / وكلُّ عزيزٍ غَالَبَ اللَّه مَغلوبُ
رَماها بِجيش يَملأ الأرضَ فَوقَه / رِواقٌ مِنَ النَّصرِ الإلهيّ مَضروبُ
يُسدّدهُ هديٌ مِنَ اللَّه وَاضِحٌ / ويُرشِدُه نورٌ مِنَ اللَّه مَحجوبُ
مَغاني الرَّدى فيهِ فأصيَدُ أشوَسٌ / وَأجردُ ذيَّالٌ ومقَّاءُ سُرحوبُ
وقَضّاءُ زُعف كَالحبابِ قَتيرُها / وأسمرُ عسَّالٌ وأبيضُ مَخشوبُ
نَهارُ سُيوفٍ في دُجى لَيل عثير / فَأبيضُ وضَّاحٌ وأسودُ غِربيبُ
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ زعيمهُ / وَقائدُه نَسرُ المفازةِ والذِّيبُ
فَصبّ عَليها مِنه سَوطَ بَليةٍ / عَلى كلِّ مَصبوبِ الإساءة مَصبوبُ
فغادَرها بَعد الأنيسِ وللصَّدى / بأرجائها ترجيعُ لحنٍ وتَطريبُ
يَنوحُ عَليها نوحَ هَارونَ يُوشعٌ / ويَذرِي عَليها دَمعَ يُوسف يَعقوبُ
بِها مِن زَمَاجيرِ الرّجالِ صَواعِقٌ / ومِن صَوبِ آذيِّ الدِّماء شآبيبُ
فكَم خَرَّ مِنها لِلبوارقِ مبرقٌ / وكم ذلَّ فيها للقنا السّلب مَسلوبُ
وكَم أصحبَ الصَّعبُ الحرونُ بأَرضها / وكَم باتَ فِيها صاحبٌ وهوَ مَصحوبُ
وَكَم عاصِبٍ بالعصبِ هامته ضُحى / ولم يُمسِ إِلا وهو بالعصبِ مَعصوبُ
لَقد كانَ فيها عِبرةٌ لمجرّب / وإن شابَ ضرّاً بالمنافعِ تجريبُ
وما أنسَ لا أنسَ اللّذين تقدَّما / وفرَّهُما والفرُّ قد عَلما حُوبُ
ولِلرايةِ العُظمى وَقد ذَهبا بِها / مَلابس ذُلّ فَوقَها وجَلابيبُ
يَشلُّهما مِن آلِ مُوسى شَمَردَلٌ / طَويلُ نِجادٍ أجيدُ يَعبوبُ
يَمجّ مَنوناً سَيفُهُ وسِنانُهُ / ويَلهَبُ ناراً غِمدُهُ والأنابِيبُ
أحَضرُهُما أم حَضرُ أَخرَجَ خاضِبٍ / وَذانِ هُما أم ناعِمُ الخدِّ مَخضُوبُ
عَذَرتُكما إنَّ الحِمامَ لمبغَضٌ / وإِنَّ بَقاءَ النَّفسِ للنَّفسِ محبُوبُ
ليكرهُ طَعمُ الموتِ والموتُ طالبٌ / فَكيفَ يَلذُّ الموتُ والموتُ مطلوبُ
دَعا قَصبَ العَليَاءِ يَملِكُها امرؤٌ / بغيرِ أفَاعيلِ الدناءةِ مقضُوبُ
يَرى أنَّ طُولَ الحَرب والبُؤسِ راحَةٌ / وأَنّ دَوامَ السِّلم والخَفضِ تَعذيبُ
فلِلَّهِ عينا مَن رآهُ مُبارِزاً / وَللحَربِ كأسٌ بالمنيّةِ مَقطوبُ
جَوادٌ عَلا ظَهر الجوادِ وأَخشَبٌ / تَزَلزَل مِنهُ في النزالِ الأخاشِيبُ
وأبيَضُ مَشطُوبُ الفرند مُقَلَّدٌ / به أبيَضٌ ماضي العَزيمةِ مَشطُوبُ
أجدَّكَ هَل تَحيا بمَوتِكَ إنَّني / أرى الموتَ خَطباً وهو عندك مَخطوبُ
دِماءُ أَعاديكَ المدامُ وغَابةُ الر / رِماحِ ظِلالٌ والنِّصالُ أكاويبُ
تَجلّى لكَ الجبَّارُ في مَلَكُوتهِ / ولِلحَتفِ تَصعيدٌ إليكَ وتَصويبُ
وللشَّمسِ عَينٌ عن عُلاكَ كَليلةٌ / وَللدَّهرِ قَلبٌ خافِقٌ منكَ مرعوبُ
فَعايَنَ ما لولا العَيَانُ وَعلمُه / لَما ارتاب شكّاً أَنهُ فيكَ مَكذوبُ
وَشَاهَدَ مَرأىً جَلّ عَن أَن يَحدَّهُ / مِنَ القَومِ نَظمٌ في الصَحائفِ مَكتوبُ
وأَصلتَ فِيها مرحبُ القوم مِقضباً / جرازاً بِه حَبلُ الأمانيِّ مَقضوبُ
وقَد غَصَّتِ الأرضُ الفضاءُ بخيله / وضُرِّجَ مِنها بِالدماءِ الظَّنابيبُ
يَعاقيبُ رَكضٍ في الرّبُودِ سَوابحٌ / يُماثِلُها لولا الوُكونُ اليعَاقيبُ
فَأشرَبهُ كأسَ المنيّة أحوَسٌ / مِنَ الدّم طعِّيمٌ وللدّم شرّيبُ
إذا رامه المقدارُ أو رام عكسَهُ / فَلِلقُربِ تَبعيدٌ ولِلبُعدِ تقريبُ
فَلم أرَ دَهراً يَقتُلُ الدّهرَ قَبلَها / ولا حتفَ عَضبٍ وهوَ بالحتفِ مَعضُوبُ
حَنانيكَ فَازَ العُربُ مِنكَ بسؤدَدٍ / تَقاصَرَ عنهُ الفُرسُ والرُّومُ والنوبُ
فما ماسَ مُوسى في رداءٍ منَ العُلى / وَلا آب ذِكراً بَعدَ ذِكرِك أَيُّوبُ
أرى لَكَ مَجداً ليسَ يُجلَب حَمدُهُ / بمدحٍ وَكلّ الحمدِ بالمدحِ مجلوبُ
وَفَضلاً جَليلاً إن ونى فَضلُ فاضلٍ / تعاقبَ إدلاجٌ عَليه وتأويبُ
لِذاتِكَ تَقديسٌ لِرَمسِكَ طُهرَةٌ / لِوَجهِكَ تعظيمٌ لمجدِكَ تَرجيبُ
تقيلتَ أفعالَ الرُّبوبيَّةِ التي / عذرتُ بها من شكّ أنَّكَ مَربوبُ
وَقَد قِيلَ في عيسى نَظيركَ مثلَه / فخسرٌ لمن عادى عُلاك وَتَتبيبُ
عَلَيكَ سَلامُ اللَّه يا خَيرَ من مَشى / به بَازلٌ عَبر المَهامهِ خُرعُوبُ
ويا خيرَ من يُغشى لدفعِ ملمّةٍ / فيأمنُ مرعوبٌ ويترفُ قُرضوبُ
ويَا ثاوياً حَصباءُ مَثواهُ جوهَرٌ / وَعيدانُه عُودٌ وتُربَتُه طيبُ
تكُوسُ به غرُّ الملائكِ رفعَةً / ويَكبرُ قدراً أن تكوسَ به النّيبُ
يَجلُّ ثَراهُ أن يضرِّجه الدّمُ ال / مُراقُ وَتَغشاهُ الشوى والعَراقيبُ
وَيا عِلّة الدُّنيا وَمَن بَدو خَلقها / له وَسَيتلو البدو في الحشر تَعقيبُ
وَيا ذا المَعالي الغُرّ والبَعضُ مُحسَب / دَليلٌ على كُلٍّ فما الكُلُّ محسُوبُ
ظَنَنتُ مَديحي في سِواكَ هِجاءه / وَخِلتُ مَديحي أنه فيكَ تَشبيبُ
وقال لهُ الرَّحمنُ ما قالَ يوسُفٌ / عَداكَ بِما قدَّمتَ لومٌ وتثريبُ
جَلَلتَ فلمَّا دَقَّ في عَينِك الورَى
جَلَلتَ فلمَّا دَقَّ في عَينِك الورَى / نَهَضتَ إلى أُمِّ القُرى أيِّدَ القرى
جَلبتَ لها قُبَّ البُطونِ وإنّما / تَقودُ لها بالقودِ أُمَّ حبوكرا
وَسُقتَ إليها كُلَّ أَسوَق لو بَدَت / لَه معفر ظنَّتهُ بالرَّملِ جُؤذرا
يَبيتُ عَلى أَعلى المصادِ كأنَّما / يَؤمُّ وكونَ الفتخ يَلتَمِسُ القِرى
يَفوقُ الرياحَ العاصفاتِ إذا مشى / وَيسبقُ رَجعَ الطَّرفِ شدّاً إذا جرى
جِيادٌ عَليها للوَجيه ولاحِقٍ / دَلائلُ صِدقٍ واضحاتٌ لمن يَرى
فَفيها سُلوٌّ للمُحِبِّ وَشاهِدٌ / على حِكمةِ اللَّه المدبِّر للورى
هي الرَّوضُ حُسناً غَيرَ أنكَ إن تَبِر / لها مِخبراً تَسمج لِعينيكَ مَنظرا
عليها كماةٌ من لَؤيِّ بن غَالِبٍ / يَجرُّونَ أذيالَ الحديد تَبخترا
رَمَيتَ أبا سفيان مِنها بِجحفَل / إذا قيسَ عَدّاً بالثّرى كَانَ أكثراً
يدبّره رأيُ النَّبي وَصارمٌ / بِكِفِّكَ أَهدى في الرّؤوس منَ الكرى
فَطارَ إلى أعلى السَّماءِ تَصاعداً / فَلمَّا رأى أن لا نَجاةَ تَحدّرا
وَحاذرَ غربي مشرفيٍّ مذكَّرٍ / هَزَزتَ فَألقى المشرفيَّ المذكَّرا
وَأعطى يَداً لَم يُعطِها عَن مَحبَّةٍ / وقَول هُدىً ما قالهُ مُتخيرا
فَكنتَ بذاك العفو أولى وبالعُلى / أحَقّ وبالإحسان أحرى وأجدَرا
لأَفصحتَ يا مُخفي العَداوَةِ ناطِقا / بتَعظيمِ مَن عاديتَهُ مُتستِّرا
وَحَسبُك أَن تُدعى ذَليلاً مُنافِقاً / وتُبطن ضدّاً للّذي ظلت مُظهرا
وجُستَ خِلال المروَتينِ فلم تدَع / حَطيماً وَلَم تَترُك ببكةَ مَشعرا
طَلعتَ عَلى البيتِ العتيقِ بعارضٍ / يَمجُّ نجيعاً مِن ظبى الهِندِ أحمَرا
فَألقى إليكَ السلمَ من بعدِ ما عَصى / جُلندى وأعيى تُبَّعاً ثُمّ قَيصرا
وَأظهرتَ نُورَ اللَّه بَينَ قَبائلٍ / مِنَ الناسِ لم يَبرح بِها الشِّركُ نَيِّرا
وَكسَّرتَ أصناماً طَعنتَ حُماتها / بسُمرِ الوَشيجِ اللَّدنِ حَتى تَكسَّرا
رَقيتَ بأسمى غارب أحدقت به / مَلائِكُ يَتلونَ الكتاب المسطَّرا
بغاربِ خَيرِ المرسلينَ وأشرف ال / أنام وأَزكى ناعِلٍ وطئ الثَّرى
فَسَبَّحَ جبريلٌ وَقَدّسَ هَيبةً / وَهَلَّلَ إسرافيلُ رُعباً وكبّرا
فَيا رُتبةً لَو شئتَ أن تلمسَ السُّها / بها لَم يَكن مَا رُمتَه مُتعذِّرا
ويَا قدَميهِ أيّ قُدسٍ وطَئتما / وأيّ مقامٍ قُمتُما فيهِ أنورا
بحيثُ أَفاءت سِدرَةَ العرش ظلَّها / بضوجَيه فَاعتدّت بذلك مَفخرا
وَحَيثُ الوَميضُ الشعشانيُّ فائضٌ / مِنَ المصدرِ الأَعلى تَباركَ مَصدَرا
فليسَ سُواعٌ بَعدَها بمعَظَّمٍ / وَلا اللاتُ مَسجُوداً لَها ومُعَفَّرا
وَلا ابن نُفَيل بَعدَ ذاكَ وَمقيسٌ / بأوَّل مَن وَسّدته عَفرَ الثَّرى
صدَمتَ قُريشاً والرِمَاحُ شَواجِرٌ / فقطَّعتَ مِن أرحامِها ما تشَجَّرا
فَلولا أنَاةٌ في ابنِ عمِّك جَعجَعَت / بِعَضبِك أجرى مِن دَمِ القومِ أَبحرا
وَلكنَّ سِرّ اللَّه شُطِّرَ فيكما / فَكنتَ لِتسطو ثمَّ كانَ لِيَغفِرا
وردتَ حُنيناً والمنايا شواخِصٌ / فَذلّلت مِن أركانِها ما توَعَّرا
فَكم مِن دم أضحى بسيفِكَ قَاطِراً / بِها من كميٍّ قَد تَرَكتَ مُقطَّرا
وكم فاجِرٍ فَجَّرتَ يَنبوع قَلبهِ / وَكم كافرٍ في التُّرب أضحى مُكفَّرا
وَكَم مِن رُؤوسٍ في الرّماح عَقدتَها / هُناكَ لأجسامٍ مُحلَّلةِ العُرا
وَأَعجبَ إنساناً مِنَ القوم كثرةٌ / فَلم يُغنِ شَيئاً ثُمَّ هَروَلَ مُدبِرا
وضاقَت عَليه الأرضُ مِن بَعد رحبها / وَلِلنَّصِّ حُكمٌ لا يُدافع بالمرا
وَليسَ بنكرٍ في حُنينٍ فِرارُه / فَفي أحدٍ قَد فرَّ خوفاً وَخيبرا
رُوَيدَكَ إنَّ المجدَ حُلوٌ لِطاعمٍ / غريبٌ فَإن مَارَسته ذُقتَ مُمقرا
وما كلُّ مَن رَامَ المعالي تحمَّلت / مَناكبهُ منها الرّكامَ الكنهورا
تَنَحَّ عن العلياءِ يَسحبُ ذيلَها / هُمامٌ تَردّى بالعُلى وتَأَزّرا
فَتىً لَم يُعرِّق فيه تيمُ بن مُرّةٍ / وَلا عَبدَ اللات الخبيثةَ أعصرا
ولا كانَ معزُولاً غداةَ بَرَاءةٍ / ولا عن صلاةٍ أمّ فيها مُؤخّرا
ولا كانَ في بَعثِ ابن زيدٍ مُؤمَّرا / عليه فأضحى لابنِ زيدٍ مؤمّرا
وَلا كَانَ يَومَ الغارِ يَهفو جنانهُ / حِذاراً وَلا يَوم العريش تستَّرا
إمام هُدىً بالقرص آثر فاقتضى / لَهُ القرصُ ردّ القرص أبيضَ أزهرا
يزاحمهُ جِبريلُ تَحتَ عَباءةً / لَها قيل كل الصيد في جانب الفرا
حَلفتُ بِمثواهُ الشّريفِ وَتُربةٍ / أحَالَ ثرَاها طيب ريَّاهُ عَنبرا
لأستنفدنّ العمرَ في مِدَحي لهُ / وإن لامَني فِيه العذولُ فَأكثرا
عَن رِيقها يَتحدث المسواك
عَن رِيقها يَتحدث المسواك / أرَجاً فَهل شَجرُ الكِباء أَراكُ
وَلطرفِها خُنثُ الجبان فإِن رَنت / باللحظ فَهيَ الضيغم الفتَّاكُ
شرَكُ القلوبِ ولم أَخل من قبلها / أنّ القلوبَ تصيدها الأشراكُ
هيفاءُ مقبلة تميل بها الصبا / مرحاً فإن هي أدبرت فضناكُ
يا وجهها المسفوك ماء شبابه / ما الحتف لولا طرفُك السفَّاكُ
أم هل أتاك حديث وقفتنا ضحىً / وقلوبُنا بشبا الفراق تشاكُ
لصدورِنا خفق البروقِ تحركاً / وجسومنا ما إن بهنَّ حراكُ
لا شيء أقطع من نوى الأحباب أو / سيف الوصي كلاهما فتَّاكُ
الجوهر النَّبويُّ لا أعماله / ملَقٌ ولا توحيده إشراكُ
ذو النور إن نسج الضلال ملاءةً / دكناء فهو لسجفها هتَّاكُ
علام أسرار الغيوب ومن له / خلق الزمان ودارت الأفلاكُ
في عضبه مريخها وبغرة ال / ملهوب منها مرزم وسِماكُ
فكَّاكُ أعناق الملوك فإن يُرِد / أسراً لها لم يقضَ منه فكاكُ
طعنٌ كأَفواه المزاد ودونه / ضرب كأشداق المخاض دراك
ما عذر من دانت لديه ملائك / أن لا تدين لعزه أملاكُ
متعاظم الأفعال لاهوتيّها / للأمر قبل وقوعه درَّاكُ
أوفى من القمر المنير لنعله / شسع وأعظم من ذكاء شراكُ
الصافح الفتَّاك والمتطول ال / منَّاع والأخّاذ والترَّاكُ
قد قلت للأعداء إذ جعلوا له / ضدّاً أيجعل كالحضيض شكاكُ
حاشا لنور اللَّه يعدل فضله / ظُلم الضلال كما رأى الأفَّاكُ
صلى عليه اللَّه ما اكتست الربى / برداً بأيدي المعصرات تحاك
بزغت لكم شمس الكنُس
بزغت لكم شمس الكنُس / وبدت لكم روحُ القدُس
فكّ الحبيس فعفِّروا / في الترب تعفير الحبس
الصمت إجلالاً لمو / ضعها القديم بل الخرس
غلط المجوس هي التي / عبد المزمزم إذ درس
ما دار في خلد الزمان / لها النَّظير ولا هجس
قدُمت فضلَّ بها الورى / فالأمر فيها ملتبس
لا الجنُّ تذكر عهد مو / لِدها القديم ولا الأنس
قم يا نديم فغالط ال / أوقات فيها واختلس
بالراح رح فهي المنى / وعلى جماح الكاس كس
لا تلقها إلا ببش / رِك فالقطوب من الدنس
ما أنصف الصهباء من / ضحكت إليه وقد عبس
فإذا سكرت فغنّ لي / ذهب الشباب فما تحس
للَّهِ أيام الشبا / بِ وحبذا تلك الخلس
قصرت وقد ركض الصبا / ح بجنحها ركض الفرس
وكذاك أيام المسر / رة رجع طرف أو نفس
ناديت في ظلماتها / عذب اللما حلو اللعس
في كفه قبس المدا / مِ وفي الحشا منه قبس
وسَّدته كفي فنب / بَه لوعتي لما نعس
هل من فريسة لذةٍ / إلا وكنت المفترس
أيامَ اغترفُ الصبا / غَضّ الأدِيم وانتهس
حَتى قَضيتُ مآربي / وَصرمتها صَرم المرَس
فَإذا عُصارةُ ذاكَ حو / ب في المغَبَّةِ أو طَفَس
فافزع إلى مدح الوصي / ففيه تطهير النجس
ربُّ السلاهب والقوا / ضب والمقانب والخمس
والبيض والبيض القوا / طِع والغطارفة الحمس
الجامحات الشامسا / ت وفوقها الصيد الشمس
من كل موار العنا / ن مطهم صعب سلس
للشرك منها مأتم / والطير منها في عرُس
عفت رسوم العسكر / الجملي قدماً فاندرس
وثنت أعنَّتها إلى / حرب ابن حرب فارتكس
رفع المصاحف يستجير / من الحمام ويبتئس
خاف الحسام العندمي / وحاذر الرمح الورس
فانصاع ذا عين مس / هدة وقلب مختلس
وسرت بأرض النهروا / ن فزعزعت ركني قدس
اللون برق مختلس / والصوت رعد مرتجس
فغدت سنابكها على / هام الخوارج كالقبس
يَرمي بها بحرُ الوَغى / أَسد الملاحِم والوُطس
الزّاهِدُ الوَرِعُ التقي / يُ العالمُ الحبرُ النُّدس
صَلَّى عَلَيهِ اللَّه مَا / غَارَ الحجيج وَما جَلس
لِمن ظعنٌ بَينَ الغَميم وَحَاجر
لِمن ظعنٌ بَينَ الغَميم وَحَاجر / بَزَغنَ شُموساً في ظلام الديَّاجِر
شبيهات بيضات النعام يقلُّها / من العيس أشباه النعام النوافِر
ومن دونِ ذاكَ الخدرِ ظَبيةُ قايضِ / تُريق دِماء المشبلات الخوادِر
تَنوءُ بأعباءِ الحليِّ وإِنّها / لتَضعف عَن لَمحِ العُيونِ النَّواظِر
إذا اعتَجَرت قاني الشُّفوفِ فَيا لَها / تبارِيحُ وَجدٍ في قُلوبِ المغافِرِ
تَميلُ كَما مَالَ النَّزِيفُ وتَنثني / تَثنيَ مَنصورِ الكتيبَةِ ظافِر
لها مَحضُ وُدّي في الهوى وَتَحنُّني / وخالصُ إضماري وصفوُ سَرائِري
فَيا رَبِّ بَغِّضها إلى كل عَاشِقٍ / سوَايَ وقبِّحها إلى كل نَاظِرِ
وبَغِّض إليها النَّاسَ غَيري كَما أرى / قَبيحاً سواها كلَّ بَادٍ وَحاضر
فيا جَنَّة فِيها العَذابُ وَلم أخَف / حُلُولَ عذابٍ في الجنانِ النَّواضِر
يعاقَبُ في حُسبانِها غَيرُ مُشركٍ / ويُحرمُ من نعمائِها غَيرُ كافِر
علمتك لا قرب الدِّيار بنافعي / لديكَ ولا بُعدُ الديارِ بِضائِري
ومَا قُربُ أوطانٍ بها مُتَباعِدُ ال / مَوَدَّةِ إلا مثلُ قُربِ المقابِرِ
حلَفت بربِّ القعضبيَّة والقنا / المثقَّفِ والبيضِ الرّقاقِ البواتِر
وبالسَّابحَاتِ السَّابِقات كأنها / من النَّاشراتِ الفارِقاتِ الأَعاصِر
وعُوجٍ مُرنَّاتٍ وصفرٍ صوائب / وفُلكٍ بآذيِّ العُبابِ مَواخِر
لَقد فَازَ عَبدٌ للوَصيِّ ولاؤه / وَلو شَابَه بِالموبقاتِ الكَبائِر
وَخابَ مُعادِيه ولَو حَلَّقت بِه / قَوادِمُ فَتخاءِ الجناحَينِ كاسِر
هُوَ النَّبأ المكنونُ والجوهَر الذي / تَجسَّدَ مِن نُورٍ مِنَ القدس زاهِر
وذُو المعجزَاتِ الواضِحاتِ أقلُّها / الظهورُ على مُستودعات السَّرائِر
ووَارِثُ علمِ المُصطفى وشَقيقُه / أخاً ونَظيراً في العلي والأواصِر
ألا إنَّما الإسلامُ لَولا حُسَامهُ / كعفطةِ عَنزٍ أو قلامةِ حَافِر
ألا إنَّما التَوحيدُ لولا عُلومُه / كعُرضةِ ضِلّيلٍ وَنهبة كافِر
ألا إنَّما الأَقدارُ طوع يَمينِهِ / فَبوركَ من وترٍ مُطاع وقادِر
فَلو ركَضَ الصُّمّ الجلامِدَ واطِئاً / لفجَّرَها بالمترَعاتِ الزَّواخِر
ولَو رَامَ كَسفَ الشَّمسِ كوّرَ نورَها / وعَطَّلَ مِن أفلاكها كلَّ دَائِر
هُوَ الآيةُ العُظمى ومُستنبِطُ الهدى / وَحيرةُ أربابِ النُّهى والبَصَائِر
رَمى اللَّه منهُ يوم بَدرٍ خُصومَه / بِذي فُذذٍ في آلِ بدرٍ مُبادِر
وَقد جاشَتِ الأرضُ العريضةُ بالقَنا / فَلم يُلفَ إلا ضامرٌ فوقَ ضَامِر
فَلو نَتَجَت أمُّ السَّماء صَواعِقاً / لما شَجَّ منها سارِحٌ رأسَ حاسِر
فَكانَ وكَانُوا كالقُطاميّ نَاهَضَ ال / بُغَاثَ فَصرَّى شِلوَهُ في الأَظافِر
سرى نَحوهم رِسلاً فسَارَت قُلوبُهم / مِنَ الخَوفِ وخداً نحوَه في الحناجِر
كانَّ ضُبَاتِ المشرَفيَّة من كرى / فَما يَبتَغي إلا مَقرَّ المَحاجِر
فَلا تَحسَبَنَّ الرَّعدَ رِجس غَمامَةٍ / ولكنَّه مِن بَعض تِلكَ الزماجِر
ولا تحسبنَّ البَرقَ نَاراً فإنه / وَمِيضٌ أتى مِن ذِي الفِقار بفاقِر
وَلا تَحسبنَّ المزنَ تَهمي فإنَّها / أنامِلهُ تَهمي بأوطفَ هامِر
تَعالَيتَ عَن مَدحٍ فأبلَغُ خاطب / بِمدحِكَ بَينَ الناسِ أَقصرُ قاصِر
صِفاتُكَ أسماءٌ وَذاتُكَ جَوهَرٌ / بَريء المَعالِي مِن صِفاتِ الجَواهِر
يجلُّ عَنِ الأعراضِ والأينِ والمتى / ويَكبرُ عَن تَشبيههِ بالعَنَاصِر
إذا طَافَ قَومٌ في المَشاعِرِ والصَّفا / فَقبرُكَ رُكني طَائِفاً وَمشاعِري
وإن ذَخِرَ الأقوامُ نُسكَ عِبادة / فحبُّكَ أَوفى عُدَّتي وذَخائِري
وإن صَامَ ناسٌ في الهواجِرِ حِسبَةً / فَمدحُكَ أَسنى مِن صِيامِ الهَواجِر
وأعلَمُ أنَّي إِن أطَعتُ غِوايَتي / فحبُّكَ أُنسي في بُطُونِ الحَفائِر
وإن أكُ فيما جِئتهُ شرَّ مذنبٍ / فَربُّكَ يا خَيرَ الوَرى خَيرُ غافِر
فَواللَّه لا أقلَعتُ عن لهو صَبوَتي / ولا سمعَ اللاحُونَ يَوماً معاذِري
إِذا كُنت للنِّيرانِ في الحَشر قاسماً / أطعت الهَوى والغيَّ غيرَ مُحاذِر
نَصَرتكَ في الدُّنيا بِما أَستَطيعه / فَكُن شَافِعي يَومَ المعادِ ونَاصِري
فَلَيتَ تُراباً حال دُونَكَ لم يَحل / وَساتِرَ وَجهٍ مِنكَ لَيسَ بِساتِر
لتنظرَ ما لاقى الحسينُ وَما جَنَت / عَلَيه العِدَى مِن مُفظِعاتِ الجَرائِر
مِنِ ابنِ زيادٍ وابنِ هندٍ وإمرة اب / نِ سعدٍ وأبناء الإماءِ العَواهِر
رَمَوهُ بِيَحمُومٍ أديمٍ غُطامطٍ / تُعيدُ الحَصى رَفغاً بِوقع الحَوافِر
لهامٌ فلا فَرع النُّجومِ بِمسبَلٍ / عَلَيهِ ولا وَجهُ الصَّباحِ بِسافِر
فَيا لَكَ مَقتولاً تَهدَّمت العلى / وثلَّت بِهِ أركانُ عرشِ المَفاخِر
ويا حَسرَتا إذ لَم أكُن في أوائِل / منَ النَّاسِ يتلى فضلُهُم في الأواخِر
فَأنصرَ قَوماً إن يكن فاتَ نَصرُهم / لَدى الرَّوع خطَّاري فَما فَاتَ خَاطِري
عَجِبتُ لأطوَادِ الأخاشِيبِ لَم تمد / ولا أَصبَحتَ غوراً مِياهُ الكوَافِر
وَلِلشَّمس لم تُكسَف وللبَدرِ لم يَحل / وللشُّهبِ لم تَقذف بأشأمِ طائِر
أما كانَ في رزء ابن فاطم مقتض / هُبوط رواسٍ أو كُسوف زواهِر
ولكنما غَدرُ النُّفوس سَجيَّةٌ / لَها وَعزيزٌ صَاحبٌ غير غادِر
بني الوحي هل أَبقى الكتابُ لناظِمٍ / مَقالَةَ مَدحٍ فيكمُ أو لناثِر
إذا كانَ مَولى الشَّاعِرين وَرَبُّهم / لَكم بانياً مَجداً فَما قَدرُ شاعِر
فَأُقسِمُ لَولا أنَّكُم سُبلُ الهُدى / لضلَّ الوَرى عَن لاحبِ النَّهجِ ظاهِر
ولَو لَم تَكُونوا في البَسيطَةِ زلزلت / وأُخربَ من أرجائِها كل عامِر
سأمنَحُكُم مني مَودة وامقٍ / يَغضُّ قلى عن غيركم طَرف هاجِر
يَا رَسمُ لا رَسَمتكَ ريح زَعزَع
يَا رَسمُ لا رَسَمتكَ ريح زَعزَع / وَسرَت بليل في عراصكَ خروعُ
لم أُلفِ صدري من فؤادي بلقعا / إلا وأنتَ منَ الأحبَّةِ بلقَعُ
جارى الغمام مدامِعي بكَ فَانثنت / جون السحائبِ فهيَ حَسرى ظلَّعُ
لا يَمحُكَ الهتنُ المُلِثُّ فقد مَحا / صَبري دُثوركَ مُذ مَحتكَ الأدمعُ
ما تمَّ يومُك وهو أسعدُ أيمنٌ / حتى تبدَّل فهو أنكدُ أشنعُ
شروَى الزَّمان يضيء صُبحٌ مُسفرٌ / فيه فَيشفعهُ ظلام أسفعُ
للَّه درُّك والضلالُ يقودني / بيدِ الهوى فأنا الحرون فأتبعُ
يقتادني سكرُ الصبابةِ والصبا / ويصيحُ بي داعي الغرام فأسمعُ
دَهراً تقوَّضَ رَاحلاً ما عيب من / عُقباهُ إلا أنه لا يَرجعُ
يَا أيها الوادي أجلُّكَ وادياً / وأعزُّ إلا في حماكَ فأخضعُ
وأسوف تُربَكَ صاغراً وأذلُّ في / تلكَ الرُّبى وَأنا الجليدُ فأخنعُ
أَسَفي عَلى مغناكَ إذ هوَ غابةٌ / وعلى سبيلك وهي لحب مهيعُ
أَيَّام أنجم قضعبٍ درّية / في غير أوجه مطلع لا تطلعُ
والبيضُ تُوردُ في الوَريدِ فترتوي / والسُّمر تشرعُ في الوتين فتشرعُ
والسَّابقاتُ اللاحِقاتُ كأنَّها / العقبان تردى في الشكيم وتمزعُ
والرَّبع أنورُ بالنسيم مُضمخٌ / والجوُّ أزهر بالعبيرِ مردَّعُ
ذاكَ الزّمانُ هو الزَّمانُ كأنما / قيظُ الخطوبِ بهِ رَبيعٌ ممرِعُ
وكأنَّما هوَ رَوضةٌ ممطورةٌ / أو مُزنَة في عَارضٍ لاتقلعُ
قَد قُلتُ للبرقِ الذي شَقَّ الدُّجى / فَكأنَّ زنجيّاً هُناكَ يجدَّعُ
يا بَرقُ إن جئتَ الغريَّ فقل له / أَترَاكَ تَعلمُ من بأرضِك مودعُ
فيكَ ابن عُمرَانَ الكليم وَبعدهُ / عيسى يُقفِّيهِ وأحمدُ يَتبعُ
بَل فيكَ جبريلٌ وميكالٌ وإس / رافيل والملأُ المقدَّس أجمعُ
بَل فِيكَ نُورُ اللَّه جَلَّ جَلالُه / لِذوي البَصائر يَستشفُّ ويَلمعُ
فيكَ الإمامُ المرتَضى فيكَ الوَصي / ي المجتبى فيك البطينُ الأنزعُ
الضَّارِبُ الهام المقَنَّع في الوَغى / بالخوفِ للبهم الكماةِ يُقنّعُ
والسَّمهَرِيَّة تَستقيمُ وَتَنحني / فَكأنها بينَ الأضالعِ أضلعُ
والمترعُ الحوضِ المدَعدعِ حَيثُ لا / وادٍ يفيضُ ولا قليبٌ يترعُ
ومبدِّدُ الأبطال حيث تألَّبوا / ومفرق الأحزاب حيث تَجمّعوا
والحبر يَصدع بالمواعظ خاشعاً / حتى تكاد لها القلوب تصدَّعُ
حتى إذا استعر الوغى متلظِّياً / شرب الدماء بغلَّةٍ لا تُنقعُ
متجلبباً ثَوباً من الدّم قَانِياً / يَعلوه من نَقع الملاحم برقعُ
زُهدُ المسيح وفتكةُ الدَّهرِ الذي / أودى بِهِ كسرى وَفوَّزَ تُبَّعُ
هذا ضَميرُ العالم الموجُود عَن / عَدَمٍ وسرُّ وُجوده المستودعُ
هذي الأمانَةُ لا يَقومُ بحملها / خَلقاءُ هَابطةٌ وأَطلسُ أرفَعُ
تأبى الجبالُ الشمُّ عن تَقليدها / وتَضجُّ تَيهاءٌ وتشفق برقعُ
هذا هُوَ النُّورُ الذي عَذَباته / كانَت بِجَبهَةِ آدَمٍ تَتَطَلَّعُ
وَشِهَابُ موسى حيثُ أظلم ليله / رَفعت لهُ لألاؤه تتشعشعُ
يَا من لهُ ردت ذكاءُ ولم يَفز / بِنظيرها من قَبل إلا يوشَعُ
يَا هازِم الأحزَابِ لا يثنيهِ عَن / خَوضِ الحِمام مدَججٌ ومدَرَّعُ
يا قَالعَ البابِ الذي عن هَزَّها / عَجَزَت أكفٌّ أربَعونَ وأربعُ
لولا حُدوثُك قُلتُ إِنك جَاعل / الأَرواح في الأشباح والمتنزّعُ
لولا مَماتُكَ قلت إنكَ باسطُ ال / أرزاقِ تَقدِرُ في العطا وتوسِّعُ
ما العالَمُ العلويّ إلا تُربَةٌ / فيها لجثَّتِكَ الشريفةِ مضجعُ
مَا الدَّهرُ إلا عَبدُكَ القِنُّ الذي / بنفوذِ أمرك في البريَّةِ مولعُ
أنا في مَديحكَ أَلكنٌ لا أَهتَدي / وأنا الخَطيب الهبرزيُّ المصقعُ
أأقولُ فيكَ سُمَيدَعٌ كلا وَلا / حاشا لمثلِكَ أن يقال سُميدعُ
بَل أنتَ في يَوم القيامةِ حَاكمٌ / في العالمينَ وشَافِعٌ وَمُشَفَّعُ
وَلقد جَهلتُ وكنتُ أحذَق عالمٍ / أغرَارُ عَزمِكَ أم حسامُك أقطعُ
وَفقدتُ معرفَتي فَلستُ بعارفٍ / هَل فَضلُ عِلمِكَ أم جَنابُكَ أوسَعُ
لي فيكَ مُعتقدٌ سَأكشفُ سِرَّهُ / فَليصغِ أربَابُ النُّهى وليسمعوا
هيَ نَفثةُ المصدُور يطفئ بَردَها / حَرُّ الصبابَةِ فاعذِلوني أو دَعوا
واللَّه لولا حَيدَرٌ ما كانَتِ الد / دُنيا ولا جَمعَ البريَّة مجمعُ
من أجله خُلقَ الزَّمان وضوّئت / شُهبٌ كنسنَ وَجنَّ لَيلٌ أدرعُ
علم الغيوبِ إليهِ غير مُدَافع / والصبح أبيض مُسفر لا يدفعُ
وإليهِ في يَوم المعادِ حِسابنا / وهو الملاذ لنا غدا والمفزعُ
هذا اعتقادِي قَد كشفتُ غِطاءه / سَيضرُّ مُعتقداً لهُ أو يَنفعُ
يا مَن لهُ في أَرض قَلبي مَنزلٌ / نِعمَ المراد الرَّحب والمستربَعُ
أَهوَاكَ حتى في حَشاشَة مُهجتي / نارٌ تَشبُّ على هَواكَ وتلذعُ
وتَكادُ نَفسي أَن تَذوب صَبابَةً / خُلقاً وطبعاً لا كمن يَتطبعُ
ورأيتُ دينَ الإعتزَال وإِنني / أهوَى لأجلكَ كلَّ من يَتشيَّعُ
وَلقد عَلمتُ بأنَّهُ لا بُدَّ من / مهديِّكم وليومهِ أتوَقَّعُ
يَحميهِ مِن جُندِ الإله كتائبٌ / كاليمِّ أقبلَ زاخِراً يَتدفَّعُ
فيها لآل أبي الحديد صَوارم / مَشهورَةٌ ورِماحُ خَط شُرَّعُ
ورجَال مَوتٍ مقدِمونَ كَأنَّهم / أُسدُ العَرينِ الرّبد لا تتكعكعُ
تلك المنى إمَّا أغب عَنها فلي / نفسٌ تُنازِعُني وشَوقٌ ينزعُ
ولَقد بَكيتُ لقتلِ آل محمد / بالطفِّ حتى كل عضو مدمعُ
عُقرت بنات الأعوجية هل درت / ما يُستباح بها وماذا يصنعُ
وحَريمُ آل مُحمد بَينَ العدا / نَهبٌ تَقاسَمهُ اللئام الرُّضَّعُ
تلك الضغائن كالإماء متى تسق / يعنف بهن وبالسياط تقنّعُ
من فوق أقطاب الجمال يشلُّها / لكع على حنق وعبدٌ أكوعُ
مثل السبايا بل أذل يشق من / هنَّ الخمار ويستباح البرقعُ
فمصفَّدٌ في قَيده لا يُفتدى / وكريمة تسبى وقرط يُنزعُ
تاللَّه لا أنسى الحسين وشلوه / تحت السنابك بالعراء موزعُ
مُتلفعاً حُمرَ الثياب وفي غدٍ / بالخضر من فِردوسه يَتلفَّعُ
تَطأ السنابك صدره وَجبينه / والأرض ترجف خيفةً وتضعضعُ
والشمس ناشِرة الذوائب ثاكل / والدهر مشقوق الرداء مقنَّعُ
لَهفي عَلى تِلكَ الدِّماء تراقُ في / أيدي أُمَيَّةَ عنوة وَتضيَّعُ
بأبي أَبو العبَّاسِ أحمدَ إنَّه / خَيرُ الورى من أن يُطلَّ ويُمنعُ
فَهوَ الوليُّ لِثارِها وهُوَ الحمو / ل لِعبئها إذ كلّ عَودٌ يَظلعُ
الدَّهرُ طَوعٌ والشبيبةُ غَضةٌ / وَالسيفُ عَضب وَالفؤاد مشيّعُ
الصبر إلا في فِرَاقِكَ يجمل
الصبر إلا في فِرَاقِكَ يجمل / والصعبُ إلا عن ملالكَ يَسهلُ
يا ظالماً حكَّمتهُ في مُهجَتي / حَتّامَ في شرع الهَوى لا تعدلُ
أنفَقتُ عُمري في هَواكَ تكرُّماً / وتضنُّ بالنّزر القليل وتَبخلُ
إن تَرمِ قَلبي تَصمِ نَفسكَ إِنهُ / لَكَ مَوطِن تَأوي إليه وَمنزلُ
أَتظنُّ أَني بالإساءة مُقلع / كيفَ الدّواء وقد أصيبَ المقتلُ
أعرض وصُدَّ وجُر فَحبك ثابت / بتنقل الأحوال لا يتنقَّلُ
واللَّه لا أسلوكَ حتى أنطوي / تَحتَ الترابِ ويحتَويني بالجندلُ
تَتبدَّلُ الدُّنيا وحُبُّكَ ثابتٌ / في القلبِ لا يفنى ولا يَتبدَّلُ
مَن لي بأهيفَ قد أقامَ قيامتي / خَدٌّ لَهُ قانٍ وطَرف أكحلُ
نشوانَ من خمر الصبا لا يسمع الش / شكوى ويصغي للوشاة فيقبلُ
مُتلوِّن متغيِّر متعتِّبٌ / مُتعنِّتٌ متمنِّع متدَلِّلُ
إن قلتُ متُّ من الصبابَة قال لي / ظُلماً وأَي صَبابةٍ لا تقتلُ
أو قلتُ قد طَال العذاب يقول لي / ما سوف تلقى مِن عذابكَ أطولُ
قَسماً بترب نِعاله فَمحاجِري / أبَداً بغير غباره لا تُكحلُ
وصَعيدُ بَيتٍ حَله فركائبي / تَسعى به دُونَ البيوت وترملُ
لأخالفنَّ عَوَاذِلي لو أنهُ / ممن يظل على هَواهُ ويَعدِلُ
ولأهتكَنَّ على الهوى سِتر الحيا / إنَّ الفضيحةَ في المحبةِ أجملُ
يَصفرُّ وجهي حين أَنظر وجههُ / خَوفاً فَيدركه الحياء فيخجلُ
فكأنَّما بِخدُودِه من حُمرةٍ / ظَلَّت إليها من دَمي تَتحوَّلُ
هو مُلبسي حُللَ الضنا ومُعلمي / من زلتي ما كنت منها أجهلُ
لولاه لم أرد الحياة ولم أقل / طلب الثراء من القناعة أجملُ
من أجله أخشى المماتَ وأتقي / ولأجله أرجُو الغنى وأؤملُ
أستعذِبُ التعذيب فيه كأنَّما / جُرَع الحميم هي البرود السلسلُ
لا فَرَّجَ الرَّحمنُ كربَةَ عَاشِق / طلب السُّلوَّ وخاب فيما يسألُ
لا تُنكروا فَيضَ الدُّموع فإنها / نفسي يُصعِّدُها الغرام المشعلُ
هي مُهجَتي طوراً تَحلل بالبكا / أسفاً وطوراً بالزَّفير تحللُ
يا كرخُ جادَ عليكَ مدرارُ الحيا / وسقى ثراكَ من الرَّواعدِ مُسبلُ
إن كان جِسمي عَنكَ أصبح راحلاً / كرهاً فَقلبي قاطِنٌ لا يرحلُ
ما رُمتُ بَعدكَ بالمدائنِ صبوةً / إلا ثنى الثاني هَواكَ الأولُ
أنا عَاذرٌ إن طُلَّ بعدَ طلاكَ لي / حُبّ دمٌ أو غازَلتني المُغزِلُ
يا راكباً تهوي به شَدَنيّةٌ / حرفٌ كما تهوي حصاة من علُ
هَوجاء تَقطعُ جَوزَ تيَّارِ الفلا / حتى تَبوصَ على يَديها الأرجُلُ
عُج بالغريّ على ضريحٍ حولَه / نادٍ لأملاكِ السماءِ ومحفلُ
فَمسبِّحٌ ومقدسٌ وممجدٌ / ومعظمٌ ومكبِّر ومهلِّلُ
والثم ثراه المسكَ طيباً واستلم / عيدانهُ قُبلاً فَهنَّ المندَلُ
وانظر إلى الدَّعواتِ تسعد عندهُ / وجُنود وحي اللَّه كيف تنزَّلُ
والنورُ يلمعُ والنواظِرُ شخَّصٌ / واللسنُ خرسٌ والبَصائر ذُهَّلُ
واغضض وغُضَّ فَثَمَّ سِرٌّ أعجمٌ / دقَّت معانيهِ وأمرٌ مشكلُ
وقلِ السلامُ عَليكَ يا مَولى الورى / نصّاً بهِ نَطقَ الكتابُ المنزلُ
وَخِلافَةً ما إِن لها لو لم تكُن / منصوصةً عن جيدِ مجدك معدلُ
عجباً لقومٍ أخروكَ وكعبكَ ال / عالي وخدُّ سِواكَ أضرَعُ أسفلُ
إن تمسِ مَحسوداً فسؤددك الذي / أعطيت محسود المحل مبجَّلُ
عضبٌ تحزُّ به الرقاب يمدُّه / رأيٌ بعزمتِه يحزُّ المفصِلُ
وعلومُ غيبٍ لا تنال وحكمةٌ / فصلٌ وحكمٌ في القضية فيصلُ
عَجباً لهذي الأرض يضمر تُربها / أطواد مجدك كيفَ لا تتزلزلُ
عَجباً لأملاكِ السماءِ يَفوتها / نظر لوجهكَ كيف لا تتهيلُ
يا أيها النبأ العظيم فمهتدٍ / في حبه وغواة قوم ضلَّلُ
يا أيُّها النار التي شبّ السنا / منها لموسى والظلام مجلِّلُ
يا فلكَ نوحٍ حيثُ كلّ بسيطةٍ / بحرٌ يمور وكلُّ بحرٍ جدولُ
يا وارثَ التوراةِ والإنجيل وال / فرقان والحكم التي لا تعقلُ
لولاك ما خلقَ الزمانُ ولا دجى / غِبَّ ابتلاج الفجر ليلٌ أليَلُ
يا قاتِلَ الأَبطالِ مجدك للعدى / من غربِ مخذمكَ المهنَّد أقتلُ
بذباب سيفكَ قَرَّ فارعُ طَوده / بَعدَ التأوُّد واستقام الأميلُ
إن كانَ دينُ محمدٍ فيه الهدى / حَقاً فحبكَ بَابُهُ والمدخلُ
لولاك أصبح ثلمة لا تُتقى / أطرافها ونقيصةٌ لا تكملُ
كم جَحفلٍ لِلجزءِ من أجزَائهِ / يومَ النزالِ يقلُّ قولكَ جحفلُ
أثوابهُ الزردُ المضاعفُ نَسجه / لكنهُ بالزَّاغبية مخملُ
يحيي المنيةَ منهُ طعنٌ أنجلُ / برحٌ محاجرهُ وضربٌ أهدلُ
نَهنهتُ سورَتهُ بِقلبِ قلَّبٍ / ثبتٍ يُحالفه صَقيلٌ مصقلُ
صلى عليكَ اللَّهُ من متسربلٍ / قمصاً بهنّ سواكَ لا يَتسربلُ
وجزاكَ خيراً عن نَبيك إنهُ / ألفاكَ ناصرَهُ الذي لا يُخذلُ
سمعاً أمير المؤمنينَ قصائداً / يَعنو لها بِشرٌ ويخضع جَروَلُ
الدُّرُّ من ألفاظِها لكنهُ / دُرٌّ له إبنُ الحديد يفصِّلُ
هيَ دونَ مدح اللَّه فيكَ وفوق ما / مدح الورى وعلاكَ منها أكملُ
يقول راجى ربه الحميد
يقول راجى ربه الحميد / عبدُ الحميد بن أبي الحديد
أبدأُ بالحمد لذي المحامد / الحاكم العدل الإله الواحد
ثم أثنى بعدُ بالتسليم / على النبي الطاهر المعصوم
محمدٍ ذي المعجزات الباهره / وآله الغرّ النجوم الزاهره
وصحبه ورهطه وعِترته / وكلّ من صدّقه في دعوته
وبعدُ فالعلم إذا لم يَنضبط / بالحفظ لم ينفع ومَن مارى غلِط
وأَسهل المحفوظ نظم الشعر / لأَنه أحضر عند الذكر
وقد نظمت لغة الفصيح / لثعلب في رجز مشروح
خال من الحشو شديد الإيجاز / يكاد أن يلحق حدّ الإِعجاز
ولم أُغادر منه حرفاً واحدا / إلا إذا كان غريباً زائدا
ففي زيادات الفصيح كثره / يعرف ذاك منه أَهل الخبره
لا أَبتغي فيه سوى الثواب / ونفع من يرغب في الآداب
وأَسأل اللَه من التوفيق / لطفاً يُريني لقم الطريق
تقول مالي قد نما ينمى وقد
تقول مالي قد نما ينمى وقد / غوَى عدوّ الدين يغوى ففسد
وقد ذوَى العود الرطيب فذبل / وقد ذهَلت حين عايَنت الوَهَل
وقد فسَدت يا غلام تفسُد / وقد عمَدت للقتال أَعمُد
وقد عسيت أن أُجيب فاسألوا / وليس منه فاعِل ويفعَل
ودمَعت عيني ونفسي قد غَثَت / تغثى وقدر القوم تغلى وغلت
وقد عثرت في الثياب أَعثُر / وقد نَفَرت من فلان أنفِر
وقد شتَمت قوم زيد أَشتِمُ / ونَقم الأمير فعلى ينقِم
وقد رعَفت أَرعُف النَّجيعا / وقد نطحت أنطَح الجموعا
ونعست عيناك يا وَسنان / وزيد الناعس لا النعسان
وعينه تضم في المضارع / ونحلت تنحل أمّ جامع
لغَب يلغُب من المسير / وهو اللغوب فاغن عن تفسير
ووهَن العدوّ ضَعفا يهِنُ / ربَض يَربض المقالُ البيّنُ
وقد غبَطت ذا اليسار أَغبِط / وربط الأسيرَ ومعا زيد يربط
وخمدت تخمدُ نار الغضَب / ونَحت ينحِت فاكسر تُصب
وعجَز يعجِز عن الركوب / وحَرِص يَحرِص على المَطلوب
وغَدر يَغدِر مَن لولاه / هَلك يهلِكَ فما كافاه
وقد عَطست يا سعيد تعطِس / وجفَّ طيني ويجفّ الملبس
نكَل ينكُل فقل مقالا / وكلّ من إعيائه كلالا
وكلّ سيفي وكذاك بصرى / أيضاً كُلولا كِلَّة في المصدر
وقد يكِل في الجميع واكسر / سبح يسبح بشاطي النَهر
وقد شحبت في المسير أشحُب / وقد كسبت وهو كسبي أكسِبُ
سَهم وجهه بمعنى ضمرا / يسهُم بالضم فدَع عنك المِرا
وولغ الذئب وكلب يلِغ / فإن تن أو لغته فيُولَغ
والماءُ إن يفسد تقول قد أَجن / وجاءَ بالكسر ومثله أَسِن
تعنى تبلدا فإن قلت ثلج / بفتح ثاء فهو سُرّ وابتهج
ووُقص المرءُ عن الجواد / فاندق منه عنق وهادي
ووضع الإنسان في البيع وقد / وُكستَ إذ بايعتنا فلا تعُد
وغُبنِ في المبيع غبنا ظاهرا / وغبَنا غبن رأيا قاصرا
ونُكب زيد نكبة وحُلِبت / ناقتهُ تَحلب حتى عطبت
ورُهَصِت فرس زيد في حجر / أَصابها في حافر حيث عثر
ونُتِجت تُنتَج نوق الحيّ / نتجها أربابها من طيّ
وعُقِمت هندُ إذا لم تَحبل / وعَقَرُت بضم قاف فقل
وقد زُهيت يا فتى علينا / وأنت مزهوّ فمِل إلينا
وقد نُخيت مثلُه وقد لُقِى / زيد من اللَّقوة فافهم واحذق
ودير بي وقل مَدور وأتى / أدير بي وقل مُدار يا فتى
وغُمّ في مطلعه الهلالُ / ورُكِضت حِجرك يا بلال
وأُغمى اليومَ على العليل / وقد غُشى عليه فافهم قِيلي
وقد شُدِهت عنك يا فلانُ / وبُرّ حَج القوم يا إنسان
وامتقعت ألوانهم من فزع / وانقُطِع اليوم بزيد فاسمع
ونفِسَت عرسى غلاماً مشبهي / والنفساءُ وهو منفوس به
ونَفَست هندُ علينا وصلها / بفتح نون وعَنيت بُخلها
وفي الثلاثي من الجميع / تقول مفعول وفي التربيع
تقول مفعل وإن أمرتا / أتيت باللام كما عرفتا
لتعن بي ولتزةَ يا محمدُ / على بني النضر فأنت السيد
تقول قد نقِهت أي فهمت
تقول قد نقِهت أي فهمت / وقد نقهت بعد ما مرضت
أنقَه فيهما وقد قررت / عينا وفي المكان قد قرَرت
وقنع الإنسان بالرزقَ الأقل / قناعة قنعَ معناه سأل
مصدره القنوع فهو قانع / وفيهما قد فتح المضارع
وقد لبست الثوب حتى أسملا / وقد لبَست الأمر حتى أشكلا
وجاءَ يأجِن وجاءَ يأجُن / ومثله يأسِن ثم يأسُن
تقول قد زكِنت أي علمت
تقول قد زكِنت أي علمت / ضنِنت بالدرهم أي بخلت
نهكه المرض حتى سِقِما / أَنهكه السلطان ضرباً مولما
قضمته ومثله بلعته / سرطته ومثله زردته
لَقِمته ومثله جرعته / مسِسته ومثله شَمِمته
عضضته ومثله مصِصته / غصصت بالماء وقد شففته
برئت وبرَأت من كل وجع / برءا وقد برئت من أهل البدع
ومن ديون كلها لي لزما / براءة وقد بريت القلما
بريا بلا همز وقد شركت / في ماله زيداً وقد لججت
وشمل الخطبُ بني فلان / وقد رضِعت العلم في اللبان
ودهمتهم خيلنا وفرِكت / أم فلان بعلها أي شنئت
وقد شللت يا فتى صرت أَشَل / وارم فلا تفلل يدٌ تُصمى البَطل
ونفِد الشيءُ بمعنى فنيا / وقد وددت كونه تمنَّيا
وقد ودِدته من الحب وقد / خطفته بسرعة ولم أكد
وقد صدقت وبررت يا فتى / وقد بررت زائري لمّا أتى
وزيد البر وجاءَ بالألف / وسفِد الطائر أنثاه عُرف
وفجئ الأمر فلانا إذ ركب / فُجاءَة وفجأَةً لم يَرتقِب
وقد جشِمت الأَمر غير ضارع / وكلها تفتح في المضارع
تقول قد عُنيت بالعلوم
تقول قد عُنيت بالعلوم / وجعفر أُولع بالتنجيم
وبُهت الرجل في الجدال / ووثئت يداه في القتال
ويده موثوءَة وقد شغل / عن الحديث والسمين قد هزِل
وشهر في الناس فلان وذُعِر / وطُل فينا دمه لا ينتصر
وإن تشأ أُهدر فهو مُهَدر / وقد أُهِلّ ذا الهلالُ النيّر
ومثله استُهل واليومَ فُلِج / زيد من الفالج والقلب ثُلِج
وقد لَسِبتُ أي لعِقت العسلا / ولَسبته عقربٌ فقُتلا
وقد أَسيت اليوم أي حزنت / وقد أسَوت الجُرح أي أصلحت
آسى من الحزن أَسى والثاني / أَسُوه أسوا فاحفظ المباني
وقد حَلى السكر يحلو في فمي / وقد حلى يحلى بعيني فاعلم
حلاوة في اللفظتين المصدرُ / وقد نَذرت النَّذر حتما أنذِر
بالضم والكسر معاً في الذال / وقد نَذِرت ببني هلال
أنذَر أي علمت واستعددت / وعُمت في الماءِ إذا سبحت
أعوم عوماً وإلى الألبان / عِمت أعيم فافهم المعاني
مصدره العيمة ثم جاءَ / أعام فانطق بهما سواءَ
وقد عرجت أي رجعت أعرجا / وقد عَرَجت مِن سقام أَو وَجا
تعنى غمزت ووجعت وعَرج / إلى السماءِ مَلَك أو في الدرَج
وقد عمَرت منزلي وقد عَمِر / زيد إذا ما طال عُمراً وكبر
وسخن الماءُ وضم الخاءَ / أيضاً وعيني سخنت بكاءَ
وأَمِر القومُ بمعنى كثروا / أمَر زيدٌ وهو المؤمَّر
وقد مللت الشيءَ في النار أملّ / وقد مِللت ضجراً منه أَمَل
ومصدر الأول ملا والضجر / ملالة وهو الملال فاعتبر
أَسِن من ريح القليب يَأسِنَ / أغمى عليه والمياه تأسُن
بالكسر والضم وفي الماضي أَسَن / بالفتح أي خاس ومثله أَجَن
وعُجت نحو ربعكم أعوج / ملت وبالملام لا أَعِيج
معناه لا أعبا وما عِجت بما / شربت أي لم يشف شربي سقما
تقول هذي شمسنا قد أَشرقت
تقول هذي شمسنا قد أَشرقت / تعني أضاءَت وصفت وشَرقت
أي طلعت وخالد زيداً حبَس / حبساً وأحبست سلاحي والفرس
فذاك محبوس وذا حبيس / ومحبس فليحذر التلبيس
وقد مشى عثمان حتى أعيا / فهُوَ مُعْيٍ وعييت أعيا
بالأمر لم أعرف له وجهاً وقل / إنِّي بالأمر عيي يا رجل
وأذن الأمير إذ سألته / إذناً وقل آذنته أعلمته
وقد هَدَيت للطريق القوما / هداية وقد هَدَيت اليوما
هنداً إلى خليلها هِدَاءً / فافهم وأهديت له إهداء
هدية ومثله أهديت / هدياً إلى البيت ونعم البيت
وهو الهدى للذي يُهدى وقد / هدَيت من ضل هُدىً حتى رشد
وسفرت عن وجهها رداءً / وأسفر اللون إذا أضاء
واسفر الصبح وقد خنست / عنه تأخرت وقد أخنست
حقّ النوار أي سترت حقها / وقد نكحتها وقد أصدقها
صدقة وقل صداق مصدرا / وقد صدقت صاحبي مخبّرا
وأقبس العالم زيداً فاقتبس / وقد قبَسته من النار قَبَس
وقد وعيت العلم حفظاً والذهب / أَوعيته وصنته عمّن طلب
وقد أَضاق المرءُ عُسراً فقنَع / وضاق فهو ضيّق ضد اتسع
وقد قسطت أي ظلمت جائرا / وضده أقسطت عدلا سائرا
وقد خفرته إذا أجرته / خُفارة وخُفرة بيّنته
وخَفِرت بنتكم حياءَ / خَفارة وخَفَراً سواءَ
وخالداً أخفرته معناه / نقضت عهده ولا أرعاه
وقد نشدت ناقتي إذ شردت / أنشدها طلبت أعني وردت
فإن تردّ عرّفتُ إن وجَدتُ / أتيت بالهمز فقل أنشدت
وحضر الغلام عندي مفردا / وأحضر الراجل شدّا أي عدا
وقد كفأت الكأس أي كببته / وأَكفأَ الشاعر فاستقبحته
وحصر الأَمير زيداً أي حبَس / وأحصر المرض عمراً فاحتبس
وأدلج الركب إذا ما ساروا / ليلهم جميعه يا حارُ
وأدلجوا إذا سروا وقت السحر / وجبر اللَه الفقير فانجبر
والعظم أيضاً والأمير أجبرا / زيداً على ترك الهوى فأقصرا
وقد عقدت العهد والحبل وقل / أَعقدت بالنار الخبيص والعسل
وسائلي أصفدت بالأَعلاق / وقد صفدت الخصم في الوثاق
والأَعجمي بالكلام أفصحا / وفصُح اللحان والآن صحا
زيد من السكر وقد أصحى الأُفق / وعجل الفارسَ شدّا أي سبق
وأَعجلوا زيداً عن التأَهب / للحرب واستعجلته بالطلب
وقد لممت شعث الفقير / رفداً وقد ألممت بالأمير
وقد حمِدت خالداً وجعفر / أحمدته أصبته من يشكر
وقلت في قائلة النهار / قيلولة وقد أقلت جارى
عَثرتَه وبيعه لمّا غلط / إقالة وقد كننت في السَّفط
دراهمي وسرُّه أكننتَه / وقد أدنته بدين بعتُه
ودنت وادّنت إذا أخذنا / بالدَّين فاعلم وكذا أضفتا
زيدا إذا أنزلته وضفته / نزلت في منزله وجئته
والدَّلو قد أدليتها أرسلتها / وقد دلوتها إذا أخرجتها
ولحم العظم الذي لديه / أي عَرَق اللحمَ الذي عليه
وخالداً ألحمته الأعراضا / جعلته لشتمها مِقراضا
وقد أحسّ صاحبي بحالي / وقد حسست القوم في القتال
وملح القِدر إذا أصلحها / وقل إذا أفسدها أملحها
كلاهما بالملح إما بقدر / أو مسرفاً فيه وزيد قد نظر
إلى حيا المزن تريد انتظرا / وأنظر الغريم عمراً أخَّرا
واليومَ مَدَّ نهرُنا ومدّه / بحر يلي النهرَ فجاز حدَّه
وقد أَمدّ الجيشَ زيدٌ بمدد / وقد أَمدّ الجُرح قيحاً ففسد
وآثر الصدق وعاف الكذبا / يؤثره وقد أثرت التربا
أثيره واثر الحديثا / يأثره عن غيره تحديثا
وقد وعدت المرء نفعا وضرر / والشرّ أوعدت فقط فاقف الأثر
وقد رميت حجراً وقت الغلس / وخالداً أرميته عن الفرس
وجعفراً أكنفت أي أعنته / وقد كنفته بمعنى حطته
وكنف الراعي كنيفا للغنم / تعنى حظيرة وزيد قد عجم
عوداً إذا عض وأعجمت الكتب / وأعجم الخط وبينه تصب
ونجم القرن ونجم طلعا / وأَنجَم السحاب تعنى أقلعا
وتَرِب المرءُ تريد افتقرا / وأَترب استغنى وصار مكثِرا
تقول قد أشكل فهو مشكل
تقول قد أشكل فهو مشكل / واقفل الحانوت فهو مقفَل
وقد أمرّ الشيء صار مُرا / كذاك أكرى البيت فهو مكرى
وأغلق الباب وباب مغلق / وأعتق العبد وعبد معتق
وعتق العبدُ وأبغضت الرجل / وبغض البغيض بالضم فقل
وأقفل الأميرُ جندَ البصره / فقفلوا أي رجعوا بالنُّصره
وقد أسف للدني أي دخل / فيه والطائر من أُفق نزل
وقد أَسفَّ الخوصَ معناه نسج / وقد أعلّ اللضه زيداً بالعرج
وأنشر اللَه رفاق الموتى / فنشروا والستر قد أرخيتا
وما أحاك السيفُ إذ ضرب / به وأَهللت الهِلال لرجب
وقد أمض القولَ زيداً والجرب / وقال قوم مضَّ فاحفظها تصب
وأنعم اللَه بزيد عينا / ومن نُعاس السير قد أغفينا
ومثله أيديت في القوم يدا / والماءُ أغليت وآذيت العُدا
ولا أشبّ اللَه منه قرنا / لمّا خلا بمن يحب أَمنا
تقول قد أدخلت زيداً نارا
تقول قد أدخلت زيداً نارا / وقد دخلت بالغلام الدارا
سخرت منه وبه هزئت / وقد لُهيت عنه أي غفلت
واله عن الشيء الذي يستأثر / به الإِلهُ فهو مَلك قادر
وقد لهوت بفتى غرير / لهواً وقد نصحت للأمير
وشكر اللَه له وقد زرى / عليك عاب بك أزرى قصّرا
ونسأَ اللَه لزيد في الأجل / وأنسأَ اللَهُ له العُمر فقل
واقرأ على محمد سلام من / جَنّ عليه الليل وهو ذو شجن
وإن تشأ أجنَّه الليل وقل / ذهبت بالإبل وأذهبت الإبل
تقول قد أرجأت ذا التدبيرا
تقول قد أرجأت ذا التدبيرا / معناه قد أخَّرته تأخيرا
وفرقة مرجئة من شأنها / تؤخر الأعمال عن إيمانها
ورقأ الدم رقوءاً أي سكن / وهو الرقوءُ للدواءِ فاعلمن
ولا تسبوا الإبل إن للدم / فيها رَقوءاً بالديات فاعلم
وقد رقيت مسه وهي الرُّقى / أرقيه فاعلم ورقيت المرتقى
أرقى قيا ودرأت زيدا / دفعاً وقد تدارآ رويدا
تدافعا وقد دريت الصيدا / تعنى ختلت وخدعت كيدا
وقد نكأت أنكأ القرح إذا / فرقته وقد نكيت بالأذى
في الخصم أنكى وهي النكايه / وقد رفأت ثوبه والرايه
وبارأَ الزوجة والشريكا / وما أباريك ولا أحكيكا
معناه لا افعل مثل فعلكا / فاعلم وباري الريح جوداً أي حكى
وقد عبأت أعبأ المتاعا / والجيشَ عبّيت أتى سماعا
وقيل بل كلاهما مهموز / وردؤت جارتنا العجوز
رداءة وجارنا ردئ / ودفؤت ويومنا دفئ
ودفئ الإنسان فهو دفآن / وامرأة دفأى فقس يا إنسان
وهدأ الناس بمعنى سكنوا / وقوم زيد هادئون فاركنوا
وقد فقأت عينه لمّا نظر / وجهي وأومأت إليه فحضر
وقد تثاءَبت فنمت عندي / تثاؤباً والثؤباء تعدى
وأرضنا وبئة ووبئت / وإن تشأ موبوءة ووبئت
وأنت إن ناوأت زيداً فاصبر / معناه عاديت فقس وفكر
واهمز مناواة وقد روّأت / في العلم أي في فهمه فكّرت
والظرف ملآن وقد ملأت / وما قتلته ولا مالأت
ولينوا قولهم الرويّه / وهو شذوذ الذريّه
تقول قد وجدت وجداً وجده
تقول قد وجدت وجداً وجده / في المال تعنى ووجدت موجده
على فلان ووجَدت في الحزَن / وجدا وقد وجَدت ماضل إذن
والمصدر الوجدان والمرءُ يجد / مستقبلا في الكل فاعلم واستفد
وهو جواد بيَّن الجُود فقل / تعنى السخيّ فاعلمنه يا رجل
وهو حسام جيد وجودته / بالفتح قد بانت وجادت مزنته
تجود جَوداً وجواد للفرِس / جَودته بالفتح والضم مكس
ووجب البيع وُجوباً وجبه / ومثله الحق فدع عنك الشُّبه
ووجَبت شمس الضحى وُجوبا / ووجبت قلوبهم وجِيبا
ووجبةً قد وجب الجدار / وغار فهو غائر يغَار
إذا أتى الغور وقد غرت على / أهلى أغار غيرة يا ذا العُلا
والماءُ غار ويغور غَورا / جفَّ وغارت عينه غئورا
وغار زيد قومه غيارا / يغيرهم أي قاتهم ومارا
وجاء غيراً مصدراً والغيره / من ذلك اسم وكذاك الميره
وقد أغار خالد إغاره / على قُرى الروم وجاءَ غاره
وقد أغار الحبل أي أحكمه / إغارة بالفتل أي أبرمه
وحسب الحساب زيد يحسب / حسباً وحسبانا وعمرو يحسب
أني جبان أي يظن من حسب / وإن تقل يحسب بالكسر تصب
محسبه وكسر سين قد ورد / أيضاً وحسباناً كثيراً لا يُرد
وحصنت وأحصنت فلانه / وامرأة بينة الحصانه
والحصن أيضاً وحصان للفرس / وبين التحصين قيل فاقتبس
وقيل ايضاً بين التحصن / وعدلت عن طريق بين
مصدره العدول تعنى جرتا / وضده عليهم عدلتا
معدلة وتفتح الدال وقل / عدلا ثلاثا وردت يا ذا الرجل
وقد قُربت من فلان أقرب / قرباً وزيداً قد قربت أقرب
مصدره القربان فاعلم وقرب / ماء وفي مصدره جاء القرب
والقرب لليلة في ضحاها / تنقع إبل هيم صداها
ونفق البيع نفاقاً ينفق / ونفق الشيء وشيءٌ نفق
تعنى فنى ونفقا للمصدر / ونفقت حجر أبي المعمّر
والمصدر النفوق فاعلم وقدر / زيد على الأمر وقد أعطى الظفر
يقدر قدرة وجاءَ مقدره / وضم دالا بعضهم وكسره
وجاء قدراناً كما بينته / وقد قدرت الشيء أي قدرته
أقدره والدالُ قد ضموها / قدراً وجاء قدراً قالوها
وقد جلوت جلوة عروسا / وقل جلاء قد جلوت الموسى
وقد جلا القوم عن الأوطان / وهو الجلاء جاء في القرآن
وقد أتى أجلوا عن الطلول / كما أتى أحلوا عن القتيل
وهو أب مستحكم الأبوه / مثل أخ مستحكم الأخوّه
والأم مستحكمة الأمومه / وهو غلام بين الغُلومه
وإن تشأ جئت بياء النسب / وقد حلمت عن يزيد المذنب
أحلم حلماً فأنا حليم / ومثله قد حلم النئوم
يحلم فاعلم حلما وحلما / والفاعل الحالم فاقق العلم
وحلم الأديم معناه فسد / يحلم فهو حلمٌ كذا وردٌ
وقد أتى المصدر منه الحلم / وقد وهمت في الحساب أوهَم
تعنى غلطت والخطيب أوهما / لفظا إذا أسقطه مجمجما
وقد وهمت ووهلت أي ذهب / وهمي غليه وسواه المطلب
أهم في هذا الأخير وهما / وشفَّه شفّا تريد السقما
يشفُّه بالضم والثوب يشف / والمصدر الشفوف فافطن واعترف
وعندك ابن بيّن البنوّه / وأمة بينة الأُمومة
والعمّ أيضاً بيّن العمومه / وبيننا خئولة معلومه
وهي العُبودية والعُبوده / وهي الوليدية للوليده
وإن تشأ بنية الولاده / وطُلقت طَلقا من الولاده
وطَلَقت وطَلُقت طلاقا / وطَلُقت أوجههم إشراقا
طلاقة طلق بالخير يدا / وجاء أطلق كذاك وردا
أطلق يديك تنفعاك يا رجل / وبعضهم بالضم قال ووصل
وطلقة ليلة سلع وكذا / يومك طلق أي عريٌّ من أذى
ورجل طلقَ المحيا وورد / طليق وجه مثل ذاك فاستفد
وهي الرجوليّة والرجوله / وبطل مشتهر البطوله
والفعل منه بطل الشجاع / وبطل التمويه والخداع
يبطلُ بُطلا وبطولا وبطل / من شغله زيد وقد خلى العمل
وهي البطالة على فعاله / وزيد البطال لا محاله
وقد قَذَتَ عيني تقذى قذيا / معناه ألقت بالقذى يا يحيى
وقذيت تقذى قذى صار القذى / فيها وقد أقذيت عينيك إذا
ألقيته فيها وقد قذَّيتها / أخرجته منه كذا رويتها
والمصدر الإقذاءُ من أقذيت / كما اقتضى تقذية أقذيت
وخزى الرجل يخزَى خِزيا / من الهوان ومن الاستحيا
لكن إذا استحيا أتى خزايه / مصدره وهكذا الروايه
ورجل خَزيان بين الناس / وامرأة خزيا على القياس
وفي أبي عثمان شيخوخيّه / وهكذا التشييخ يا أميه
وجاء شيخوخة زيد والشيخ / ومثله تشيخ له أصِخ
وجاءَ في مصادر الأسماءِ / جارية بينة الجراء
وبعضهم يفتح جيما وأتى / جراية في مثل ذاك يا فتى
وهذه وصيفة مذكوره / بينة الوصافة المشهوره
وإن تشأ بنية الإيصاف / وفارس في الخيل غير خاف
وهي الفروسية منه وورد / فروسة مشهورة وإِن تُرد
حدساً وحسن نظر وفكر / فقل له فراسة بالكسر
وأيّم بيّنة الأيوم / وطالت الأَيمة من كلثوم
وقد عجبت اليوم من عنِّين / في أرضنا مشتهر التعنين
وإن تشأ عنينة في عمرو / واليوم قرّ وشديد القُرّ
أي بارد وقل شديد القِرّه / ايضاً وما الليلة إلا قره
تقول قر ذا اليوم يقر / وجر هذا اليومُ في الصيف يَحِرُّ
حَرّا وحَرَّ عبد عثمان يَحَر / بفتح حاءٍ وحَررت يا عُمر
أي صرت حراً والحرار المصدر / كذا الحرورية ايضاً تذكر
مثل اللصوصية بالفتح وقد / قالوا الخصوصية والضم ورد
في الأحرف الثلاثة المذكوره / وقد نسبته إلى العشيره
أنسبه ونسبتي شريفه / وناسب بامرأة عفيفه
في شعره ينسب والنسيب / منه وفي حصانه شبيب
وهو الشباب مثله يا جعفر / شب يشب فرسي ويكسر
وشب هذا الطفل يا صاح يشب / وشب ناراً وكذا الحرب يشُب
في الأول الشَّباب فاعلم يا فتى / والشبُ والشبوب في الثاني أتى
وجاءَ في أوله الشبيبه / أيضاً وحدّت هندُ في المصيبه
تحدّ أو تحدّ والحداد / مصدره وأُمّ عمرو حاد
مشدداً وقد أتى أحدت / فهي محِدّ في اللغات قيلت
وهو التسلّب وترك الزينه / وقد حددت الدار والمدينه
أحدها حدا وقد حددت / على فلان حدة غضبت
وجاء في مصدره حدا وقل / أحد في مستقبل يا ذا الرجل
والسيف قد أحددته إحدادا / وقد سللت صارماً حُدادا
وقيل بالتخفيف والحديدُ / مثل الحُداد فارو يا سعيد
وقيل أحددت إليك النظرا / يا زيد إحداداً تريد المصدرا
وهو ذلول بيّن المذله / والذُلّ والذلة قالوا مثله
وقد ركبت فرساً ذَلولا / بنية الذلّ كذاك قيلا
ورجل نشوان من شرابه / وبين النَشوة في أصحابه
ورجل نشيان للأخبار / وبين النشوة والتدوار
وقد قريت الضيف أقريه قرى / والماءُ في الحوض قَريت لامرا
وقد قروت الشيءَ في التتبع / أقروه قرواً قد روينا فاسمع
وقد زبَدت سائلاً لمّا وفد / أزبده وخالد عمراً زَبَد
يزبدُه بالضم أي يطعمه / زُبدا وقد لحمتَه ألحمُه
أطعمته اللحم وزيد قد لحم / لحامة مصدره إذا ضخم
فهو لحيم فإذا ما قرما / إليه فهو لحم من لحما
وألحم المرءُ إذا تريد أكثرا / من اللحوم عنده فانف المِرا
وقد أتى الفاعل منه ملحِم / ومثله من الشحوم مشحم
وسحّت الشاة بمعنى سَمِنت / تَسِح بالكسر سُحوحة أتَت
وقيل بالتشديد شاة ساحّ / وسحّ سَحّاً مطر سَحاح
وقد عرضت الجند والكتابا / والعبد عَرضاً قل تقل صوابا
وعِرَضا عُرض زيد وضخمُ / وما الذي يعرض زيداً للتهم
والعِرض ريح الرجل الذكيه / طيباً وخبثاً وردت مرويه
وهو نقي العرض أن يعابا / والعَرض ضد الطول لا ارتيابا
وجاءَ من عُرض الكثيب طالبي / تريد من ناحية وجانب
وعَرَض الدنيا متاع نفدا / وأعرض الشيءَ لنا إذا بدا
وأعرض الزاهد من غاريه / والسيف معروض على فخذيه
والعود معروض على الإناءِ / يعرُض بالضم فحسبُ جائي
وقد أحال المرءُ في المكان / أقام حولا فافهم المعاني
وقد أحال ربعنا يا فاطما / مرّ له حَولٌ فبات واجما
إحالة أحال من دون الغنى / حولا زمان لم أنل فيه المُنَى
والحول قد حال وحال معمر / عن العهود والحئول المصدر
وحالت النخلة والمطيّه / لم يحملا كلتاهما مرويّه
وهو الحيال فيهما وحالا / في سرجه فاستثبت الأَقوالا
وهو الحئول وأحال معمر / عليّ بالدين لأني موسر
وهذه إحالة وقد شرع / شريعة في الدين زيد فنفع
وشرعت في الماء خيل تغلب / تشَرع فاعجب للشروع المعجب
ونحن فيه شَرع سواءُ / وأشرع الرمح لهم ففاءُوا
وأشرعوا بابا إلى الطريق / وشَرعنا رازقُنا في الضيق
أي حالنا وطال زيد أهله / يطولهم أبان فيهم فضله
والطول ضد العرض فاعلم والطول / حبل وقد طالت على الربَّع الطيل
ولا ألاقيك طوال الأزمان / وعندنا قوم طوال الأبدان
وهو طويل وطُوال جاءَ / وخالد أحذيته إحذاءَ
معناه أعطيت وتلك الحُذيا / وقد حذى فاه النبيذ حذيا
يحذيه أي يجرحه وقد حذا / نعلا بنعل ورد اللفظ كذا
قابله وقد حذوت عمرا / حذاءَه جلست لا مزورّا
وقل له إيهٍ إذا استزدته / وقل له إيهاً إذا كففته
والزجر والإغراءُ وَيهاً قيلا / فإن تعجّب فاذكر التمثيلا
واهاً لريّا ثم واهاً واها / لو أن عينيها لنا وفاها
وقد ثلثت الرجُلين يا رجل / معناه صرت ثالثاً كذا نقل
أثلث بالكسر جميع العشره / وافتح حروف الحلق قط مشتهره
فإن أخذت الثلث منهم فاضمم / إلفا حروف الحلق فافتح وافهم
وأثلثوا تكملوا ثلاثه / وقس إلى العاشر يا عُلاثه
وخالد أثلثنا بناصر / من جنده إلى تمام العاشر
وقل دنانيرك قد آلفتها / وقس بأمأيت فقد عرفتها
وألفت تلك الدنانير وقل / أمأت فحصل ما ذكرت يا رجل
تقول زيد خصم عمرو وهما
تقول زيد خصم عمرو وهما / خصم وهم خصم وللأنثى كما
قالوا نساءَ دنَف وقالوا / أبو فلان دنف معلال
فإن كسرت النون ثنّ واجمع / كذا حرى وقمن فاستمع
وإن تقل زيد حرى أو حرى / أو قمن أو القمين ذكر
في موضع التذكير فاجمع كدنف / وخالد عدل رضاً لا يختلف
كذاك زَور مثل فِطر وورد / ضيف وقد تصرفوا في الضيف قدّ
وقيل صوم في الجميع متحد / وعندنا ماء روى فانزل ورد
وجاءَ بالفتح وبالمد وقد / قالوا رواءَ قومنا من الثمد
ورجل له رُآءَ حسن / بالهمز أي منظره مستحسن
والقوم في النادي رئاءَ بعضهم / يقابل البعض حداني بغضهم
إني تصنعت لهم رئاءَ / وهي الرُّؤى لجمع رؤيا جاءَ
وجاءَ فعل واقع وقاصر / فغر فاه فوه فهو فاغر
ومثله قد دلع اللسان / ودلَع اللسانَ يا إنسان
وقد شحا فاه وقد شحا فوه / وذره مثل دعه لا تقفوه
ولا تقل ودعت هذا ووذرت / ولا فلان وادع بل قل تركت
وتارك وهو لما شان يَدَغ / ومثله يذر فاحفظ تنتفع
تقول ناولني فكاك الرهن
تقول ناولني فكاك الرهن / وهو الرَّصاص وهو شَف الأُذن
والثدي والأَنف وحب المحلب / وهي الرَّحى أو الخَصى فافتح تصب
وقد أتى عِرق النَّسا للداءِ / وهم من العيشة في رخاءِ
وهو صِداق ثابت وصدَقه / وأسفر الصُّبح وأبدى فلقه
وجاءَ بالراءِ وضَلع يحيى / عليّ تعنى الميل منه بغيا
وقد رهنت خاتمي بفَصّه / وجاءَني بأَمرهم من فَصّه
تريد من مفصله وهو الشَّعَر / وشمَع جاءَ وقد مدّ النهَر
وإن تشأ أسكنت ثاني اللفظ / من هذه الثلاث فاحفظ حفظي
وجورب وكوسج وجدي / والجمع أجدِ قلة وظبيُ
وهذه أظبٍ وقل ظباء / في جمع تكثير وقل جداء
وعنده ثوب معافِريّ / وفلكة ورمحه خطىَّ
والخط بالبحرين والكتان / والعَربون قيل والعُربان
وسورة السجدة والأَسنان / وهي يَسار اليَد يا فلان
وجاءَ به من حَسّه وبَسّه / عندي ولوع يزهوق نفسه
وهو السميدع وبالطفل لوَى / وهو فقار الظهر والفقر التوى
وهو طعام جيد له نَزَل / موعده عَشرة من ذي قبَل
ومال زيد داخل في القَبض / واعجل لنا بخَبط ونَفض
للورق المنفوض ثم المصدر / قَبض ونَفض فاستفد يا جعفر
وارفق به فهو قليل الدَّخَل / وكلّ فعّول بفتح الأَوّل
فمنه سفود ومنه سمور / ومنه شبوط ومنه تنور
ومنه كلوب وجاءَ سُبوح / بالضم والقُدوس ثم الذُّروح
وهذه الثلاث أيضاً تُفتح / والجَبروت فيهم لن يُفلحوا
وجَبَرِيّة بفتح الباء / أيضاً بمعنى الكبر لفظ جائي
وفرقة جبرية القول اشتهر / والقدرى ضدها كذا ذكر
وجفنة والسرج فيه قربوس / والحرب خُدعة وهذي طرسوس
وقد كسرت من فلان ترقوه / والحبل قد شددته في العُرقوه
وما أكلت عندهم أكالا / وألية الكبش وزيد آلي
وكبش زيد أليان قد ورد / والأليات بالقياس المطرد
وأليانة تريد النعجه / وامرأة عجزاءَ فاقف الحجة
ولا تقل ألياءَ فافهمه وع / وهذه أنملة الإِصبع
وجاءَ بالضم وجاءَ أسنمه / لموضع وقد سمعت الكلمه
ومثله مَعِدة ولبنه / سفلة وفي حشاها قطنه
وبعته بنَظرة وأخرَه / وجاءَ زَيد بعدهم بأَخَرَه
وحسن البَبُول وهي الكثره / وكرش مفروثة والشَّتوه
وكبِد وفخِذ ولعب / وضحك وحَلِف وكذب
والفَحِث القبة وهو الصَّبِر / وخبق وضَيرط مشتهر
وهو الهَبوط وهو الصَّعود / وهي الجَزور وهو الوَقود
وهو السَّحور وهو الفَطور / وهو البَرود وهو الطَّهور
وهو الحَدور للهَبوط قد علم / وهو الوَضوءُ الاسم والمصدر ضم
وهو الدجاج وكذاك الروزنه / ولم أذق فيها غماضاً أي سِنَه
ولم أدع في مقلتي حِثاثا / بالفتح والكسر فكن بحّاثا
تقول للصنجة هذا الرطل
تقول للصنجة هذا الرطل / والعلو هذا وكذاك السِّفل
وقد يضم فيهما والرِخو / وإذخر وقرقس وجرو
وزيد استولى على الشأم وما / أَخَذ إخذَه فأضحى علما
وهكذا الديباج ثم الديوان / والفكر والإِصبع ثم النسيان
وهو كِسرى وسداد من عَوَز / وهي إِوزَّة وفي الجمع إوز
وهو الخُوان وهو في جوارى / والجِصّ والزئبق فافهم حار
ودِرهم مزابق ومروحه / ومئزر ومِحلَب ومِقدحه
وكل ما ينقل من هذا البنا / مستعملاً فاكسره كسراً بينا
إلا حروفاً قد أتت بالضم / مشهورة ما بين أهل العلم
كمُسعط ومُدهُن ومُنخُل / ومُكحُل ثم مُدُقّ منصل
وهو مِلاك الأَمر والصِّنَاره / وكفة الميزان والإصباره
وهذه إضمامة من كتب / وهو قوام الدين غير كذب
والمال في الرعى وسعي ما نُصب / فإن أردت مصدراً فافتح تُصب
وهذه الإشفى وزرع سِقى / وهذه الأشافي والزروع عذى
وزِئبر الثوب وثوب أحمد / مزأبِر وهو السوار لليد
وقد أتى الإِسوار يرمى النبلا / وجاءَ بالضم وكذاك يُمّلى
وهذه جِنازة وتفتح / وخالد لزينة لا يفلِح
وعامِر لرِشدة صحيح / وحارث لنَيّة مفتوح
وهذه حِدأَة فاخشَ الغلط / وتحذف الهاءُ من الجمع فقط
وقل له أوطأَتني العِشوة مِن / إحنة صدر بيننا فابعد وبِن
ولى هناك بغية أبغيهَا / ولَيلة الإِملاك لا أُخفيها
وهذه إنفحَّة الجدى وقد / خفّفها قوم وذاك قد ورد
وقد وجدت في عظامي إِبرده / وخف على بطيخنا أن تفسده
وجاءَ طبّيخ وهذا المنديل / وادخل إلى الدهليز فارم القنديل
وهو الإكاف والوِكاف والشَّبع / وهذه إرزَبّة وهو القِمَع
وهكذا السرجين والسهريز / للتمر والشيم أتت تجوز
وهذه الإِبهام تعني الإصبعا / أما البهام جمع بَهم قد رعى
للسَّخل والرمان إمليسيّ / وعندَنا إهليلج هنديّ
وهذه غِسلة رأس ونِطَع / وهذه جرية ماءٍ وضِلَع
وخف من السِّكين يا ذا السِكِّير / وهكذا الشَّريب ثم الحِميِّر
وحسنَ الرِكبة ثم الجِلسه / ومشية كذا جميع الهيئه