المجموع : 224
لَنا بَرق ابتسامك قَد تَرائى
لَنا بَرق ابتسامك قَد تَرائى / أَعيذك أَن تَجنبنا الرواءا
فَإِنا غَير ريِّك ما اِنتَجعنا / وَلا شِمنا سِواه سناً أَضاءا
تَضمَّن بَرق خَدك وَالثَنايا / لِمران الحَشا عَسلا وَماءا
وَردن عُيوننا مِنهُ وَلَكن / صَدَرنَ قُلوبنا عَنهُ ظِماءا
بِنَفسي مِن أَعدُّ الفَضل مِنهُ / عَليَّ إِذا اِرتَضى نَفسي فِداءا
أَبيت بِحُبه إِلّا ولوعا / وَإِن هُوَ قَد أَبى إلا جفاءا
جَميل وَالجَمال لَهُ يُغطّي / عَلى بَصري كَأَن بِهِ غِشاءا
أَيحسن مَرة وَيُسيء ألفا / وَعِندي أَنَّهُ بي ما أَساءا
وَإِني لا أَذمُّ لَهُ عُهوداً / عَلى الحالين واصل أَم تَناءا
وَلَيسَ يُعدُّ في العشاق مَن لا / يَرى حالي مُعذبه سواءا
رَشاً عَقد الجَمال عَلَيهِ تاجاً / وَنَشّر مِن ضَفائره لِواءا
أَشار بِراحَتيهِ فَبايعته / قُلوب الناس طَوعاً أَو إِباءا
وَقَد أَمر الهِلال بِأَن يُوافي / فأَقبلَ بِالنُجوم لَهُ وَجاءا
فَأَطلعه بِمفرق وَفرتيه / وَأَخلى مِن مَطالعه السَماءا
أَقامَ مَقام قرطيهِ الثريا / وَأَطلَع مِن مَباسمه ذكاءا
وَفَوقَ الصَدر ركَّد حاجزيه / دِفاعاً لِلمُعانق وَاِتِقاءا
فَيا عَجَباً لَأَنجمه اللَواتي / تَلوح لَنا صَباحاً أَو مَساءا
يَهز الرُمح مِعطفه اِعتِدالاً / وَيَطوي القَوس حاجِبه اِنحناءا
وَتَحتَ لِثامه وَرد جَني / وَلَكن لا أَطيق لَهُ اِجتِناءا
يجرد مِن لَواحظه سُيوفاً / تعيد السَرد مُنتَثِراً هباءا
وَلَو في قَلبه القاسي اِتقينا / لَأَمكَن أَن يَكُون لَنا وقاءا
اَمقتنصي الظبا رِيمي دَعوه / وَدُونَكُم الجآذر وَالظِباءا
أتيلع قَد رَعى مقلي وَقَلبي / وَجَنَّبَ ماء وجرة وَالكلاءا
إِذا فَتح الجُفون كَسَرنَ قَلبي / وَاِنصَب حِينَ يَكسرها حَياءا
وَيَعثر بِالذَوائب حينَ يَخطو / كَما قَد قَيَّد الشرك الطلاءا
إِذا عاتبته خطر اِختيالا / وَأعرض بِالعَوارض كبرياءا
فَيبدي الدر مبسمه وَعَيني / فذا ضحكاً عليَّ وَذي بُكاءا
يَعيب جَماله اللاحي فأصغي / وَاعلم أَنَّهُ قالَ اِفتِراءا
أَينصب لِلهَوى شبك احتيال / وَمَن يَصطاد بِالشبك الهَواءا
يَقول ألا تعالج بالتسلي / غَراماً مِنهُ قَد كابدت داءا
نَعم يَدري بِأَن الحُب دائي / وَلا وَاللَه ما عَرف الدَواءا
فَعندي مِن خَفايا الغَيب سر / لِدائي لَو أَرَدت بِهِ شِفاءا
أَقول لَنارِ وَجدي حينَ شَبَت / وَفي كَبدي وَجَدت لَها سَناءا
أَيا نار الجَوى كُوني سَلاماً / فَإِبراهيم قَد بَلغ الرَجاءا
بَني بعقيلة مِن أَيّ بَيت / آله العَرش شرفه بِناءا
وَزفّت مِن عُمومته إِلَيهِ / فَتاةٌ ما رَأَت إِلا الخِباءا
كَأَنَّهُم عشية هيأوها / لِبَدر التَم قَد أَهدوا ذكاءا
فَتى أَكرومة وَفَتاة خِدر / بِبَيت المَجد قَد نَشآ أَسواءا
فَذا ساد الرِجال عُلا وَفَخرا / وَذي سادت بَعفتها النِساءا
إِلَيكَ أَبا التقي صَعدت فِيها / تَهاني لا تَطيق لَكَ اِرتِقاءا
أَبين النَجم تَطلبك القَوافي / فَتسمعك التَهاني وَالثَناءا
نَعم أَومي لِوَجه الأُفق فيها / كَما رَتلت ذِكراً اَو دُعاءا
كَأَنك واحد الأعداد مَهما / نُرد عَددا تقدّمت اِبتِداءا
فَيا أَلف الحُروف وَلو توفي / حُقوق ثَناك ما كانَت هِجاءا
تكلمنا بِها حاء وَقافاً / فَتكسبنا بِها عَيناً وَزاءا
إِلى الحَق اليَقين نَظرت حَتّى / كَأَن سَنا الصَباح لَكَ اِستَضاءا
وَلا تَزداد بِالباري يَقيناً / وَلَو كَشف الإِلَه لَكَ الغِطاءا
دَرى العلماء أنَّهُم اِستَراحوا / بِسَعيك يا أَشدّهم عناءا
لَظلك يَلجأون بِكُل ضيق / وَيَتبعون رَأَيك حَيث شاءا
أَمامك إِذ تَقول لَهُم أِماماً / وَخَلفك إِذ تَقول لَهُم وَراءا
لِأَنك أَنتَ أَبسطهم يَميناً / وَأَكبَرَهُم وَأَكَثَرَهُم عطاءا
وَأَقدرهم عَلى الجلى اِحتِمالاً / وَأَطيبهم وَأرحبهم فناءا
وَأَبذلهم وَأَمنعهم جِواراً / وَأَوصَلَهُم وَأَفصلهم قَضاءا
جَبينك وَهُوَ مَشكاة البَرايا / بِهِ نُور الأَمامة قَد أَضاءا
وَما لِلدَهر مِثلك مِن إِمام / بِهِ يَستَدفع الدَهر البلاءا
تَمت نَهاره بِالصَوم صَيفا / وَتحيي اللَيل منتفلا شِتاءا
ذوو التيجان تَرجف مِنكَ خَوفاً / إِذا لَهُم كِتاب مِنكَ جاءا
يَكاد بِأَن يَفر التاج مِنهُم / لِرَأسك لَو رَأى مِنكَ اِعتِناءا
يَزول إِذا أَرَدت بِهِ زَوالاً / وَيَبقى إن أَرَدت بِهِ بَقاءا
فَإِن جلي الصَدا مِنهُم وَإِلا / كَتبت عَلى رَئيسهم الجَلاءا
إِمام المُسلِمين بِكَ اِهتَدَينا / كَمَن يَستَرشد النجم اِهتِداءا
تَجيء لَكَ الوَرى مِن كُل فَج / بِهم ريح الرَجا تَجري رخاءا
أَتَت بِهُم رِقاب العيس تَهوي / فَلا نَصباً تَحس وَلا حفاءا
وَأموا مِنكَ في الإِسلام لَيثاً / وَخلُّوا خَلفَهُم بقرا وَشاءا
وَهُم شَتى المَطالب ذا نوالا / يؤمل مِن يَديك وَذا علاءا
فَللجهلاء تَمنحهم عُلوماً / وَللفقراء تَمنحهم غِناءا
أَبا الأَشياء جزت المَدح حَتّى / عَدَدت مَديحك السامي هجاءا
لَكَ البُشرى بِأَبناء كِرام / مِن الآباء قَد وَرثو الإباءا
هُمُ أتقى بَني الدُنيا جَميعاً / وَأَنقاهم وَأَطهرهم رِداءا
فَلا كَتقيهم أَبَداً كَمالاً / وَلا كَمحمد أَبَداً سَخاءا
هُمُ أَهل الوَفاء بِعصر سوء / بِهِ أَهلوه ما عَرفوا الوَفاءا
وَلَو أن السموأل كانَ فينا / لَرد عَن الوَفا طَبعاً وَفاءا
رَعوا ذِمَم الإِخاء وَلَيسَ حرا / لِعمر أَبيك من نسي الإِخاءا
وَكُل مَحاسن الصلحاء فيهُم / وَمِن عَيب الهَوى كانوا براءا
لَو أَنَّهُم بِعصر لَيسَ فيهِ اِن / قِطاع الوَحي كانوا أَنبياءا
سَلمتم ما تَلألأت الدراري / وَجنّ اللَيل وَالإِصباح ضاءا
وَدُمتُم في هَنا عيدٍ وَعُرسٍ / مَدى الأَيام بدءً وَاِنتِهاءا
وافرنجية قَد آنستني
وافرنجية قَد آنستني / بِرَقص فيهِ شائِبة الغِناء
تعلُّمَني وَلَيسَ لَها لِسان / وَتخبرني بِأَخبار السَماء
فَكُم لامَستها مِن غَير عشق / فَتستر وَجهَها لا عَن حَياء
تَسير الدَهر أَجمَعه حَثيثا / وَلَم تَتَعدّ حاشية الرِداء
لَها فنر وَلَيسَ لَهُ ضِياء / وَهَل فَنر يَفيد بِلا ضِياء
عَقاربها تَدب بِكُل فَصل / وَلَيسَ تَكُن حَتّى في الشِتاء
الحَمد لِلّه الَّذي مِن فَضله
الحَمد لِلّه الَّذي مِن فَضله / أَحيا جَميل مَآثر القُدَماء
قَد جُدّدت أثار مسَجد يُونس / بِأَجل تَأسيس وَخير بِناء
يا طالب الأَعمال قَد أَرّخته / أَعمل فَهَذا مَسجد الحَمراء
بارك اللَه في جُلوسك للمل
بارك اللَه في جُلوسك للمل / ك وَأَسنى إِلى أَخيك الجَزاءا
يا شَبيه الآباء حَزماً وَعَزماً / وإباء وَهَيبة وَبَهاءا
وَالرَجا فيك أَن تَزيد عَليهُم / بَعدَ أَن كُنت وَالمُعز سِواءا
حَسب الدست حينَ جئت إِلَيهِ / لِتليه بِأَن مزعل جاءا
وَلِذا باسمه دَعاك وَلَكن / رامَ خَيراً فَأَبدل الميم خاءا
فَتَهنّا بِه وِراثة آباء كِرا / م حَبوا بِها الأَبناءا
لَم تَنلها المُلوك إِلا إِذا ما / رامَت الأَرض أَن تَنال السَماءا
جَمع الدَهر لي سُروراً وَحُزناً / أَنسياني الهَنا لَكُم وَالرِثاءا
فَتمحضت لِلّذي هُوَ كَالسَي / ف بِيمنى الأمير أَعني الدُعاءا
لم لا تسيل لَكَ العُيون دِماءها
لم لا تسيل لَكَ العُيون دِماءها / أَو لَيسَ وَجهك نُورها وَضياءها
وَعَلى م يا كَهف الأَرامل لَم تذب / مِنا القُلوب ألم تَكُن سوداءها
يا غادياً بِحفاظ ملة أَحمَد / مهلا فَلا تَشمت بِها أَعداءها
شَيخ العراقين الَّذي اِجتَمعت بِهِ / أَعداد فَضل لَم نطق احصاءها
نَفس لَهُ طابَت فودَّت أَنفس الد / دُنيا جَميعاً أَن تَكُون فِداءها
وَصَفت سَريرته فَلَو فَتشتها / أَنكرت مِن بِنت الكُروم صَفاءها
حَملت جَنازته رِقاب مَعاشر / مِن راحَتيهِ تَطوقت نَعماءها
نَعم كَأطواق الحَمام تلامعت / بطلا الكِرام فَلم تَطق إخفاءها
وَبِهِ مرَرَنا في جَداول قَد جَرَت / دَفعاً وَكانَ مسبّباً إجراءها
أَرض الغريّ وَقبل كانَت مَيتة / فَاِنصاع وَهُوَ مبادر إحياءها
أَلقى بِواديها الشَريف عَصاً لَهُ / كَعَصا الكَليم فَفجرّت صمّاءها
أَحيا بِهِ البيدا فَتلك طُيورَها / مَهما اِحتَسَت أَهدَت إِلَيهِ دُعاءَها
لَو أَن ناراً تَشتَكي عَطَشاً لَهُ / لَأَبلّ وَهِيَ صَحيحة أَحشاءها
لاقَت مَجاري الماء جثةَ ناسِكٍ / أَفنى بِطاعَة رَبّهِ أَعضاءَها
ما طَهَّرته بِمائها مِن ريبة / بل إنَّهُ وَاللَه طَهَّر ماءَها
ضَجّ الوَرى مُذ غَسَّلوه كَأَنَّما / أَيدي المغسل قَلَّبت أَحشاءَها
أَسَفاً لَقَد عقدوا الرِداءَ عَلى أَمري / عَقدت عَلَيهِ المكرمات رداءها
وَمَشَت مَلائِكة السَما زمراً إِلى / جَنبيهِ لَو كشف الإِلَه غَطاءَها
وَبَكَت بُكاء الثاكلات وَلَم أَخل / إِلّا عَلى الدين الحَنيف بكاءها
لا غروَ أَن مَطرت عَلَيهِ سَحائب / تَركت كلجة زاخر بِطحاءها
وَدّت مَلائكة السَماء لَو أَنَّها / قَد غَسَّلته فَأَسبلت أَنواءها
فَهُناك نادوا لِلصَلاة وَإِنَّهُ / مِمَن يُجيب إِلى الصَلاة نِداءها
وَعَلَيهِ كَبَّرت الأَكفّ وَقبل ذا / كَم أَكثروا في شُكره إِيماءها
وَأَروه وَالعَليا مَعاً بِقَرارة / يَستاف كُل موحد حَصباءها
هُوَ نعمة للعالمين فَإِن مَضى / كَرهت نُفوس العارِفين بقاءَها
تَتَناوح العلما بحافة قَبره / كُل تَراه بَصخرها حنساءها
ملك قَد اتخذ العَطاء فَريضة / فَبهمه أَن يَعجلن أَداءها
أَن تَبكه حُزناً شَريعة أَحمَد / فَلَقَد بَكَت رَجلاً يشيد بِناءها
وَيَحوط بيضتها وَيَحمي ثَغرَها / وَيَذود عَنها مرغما اعداءها
وَبعبئها قَد قامَ مضطلعاً وَقَد / عَجز الوَرى أَن يَحملوا أَعباءَها
صَفّى وَهَذب بِالرِياضة نَفسه / وَلِوَجه خالقه أَطالَ عَناءَها
وَلَعَلها ما اتعبته لِأَنَّها / قَدسية لَم تَتَبع أَهواءَها
ما رَأيه إِلا شبا صمصامةٍ / صَقلت فَهاب الكافِرون مضاءَها
وَتَراه يقدم في الخطوب مبادراً / إِذ لا يُبالي ما يَكُون وَراءَهخا
وَلربما دَهَت البِلاد ملمة قَد / أَذهَلت مِن أَهلِها آراءها
فحمى كَما يَحمي السموأل بَلدة / شَكَت العَدو لَهُ فَحاطَ فَناءَها
يا ديمة الوادي الَّذي يَغني الوَرى / إِن أَردفت شهب السِنين غلاءها
يا منهل الصادي الَّذي ما أَعطشت / مِن مُهجة الأَوكان رواءها
يا لَيثنا العادي عَلى القَوم الأَولى / قَد أَضمرت بَل أَظهرت بغضاءها
فَلأَبكينك ما شدت قَمرية / فَوق الأَراك وَجاوَبت وَرقاءها
وَعَليك إِسماعيل بِالصَبر الَّذي / قَد أَوصَت الحكما بِهِ أَبناءَها
فز بالعلى يا ابن العلى وَأَخا العلى / إِن العُلى عقدت عَليك لِواءها
وَحكيت بِالعَليا أَباك وَإِنَّما / شَرف البَنين إِذا حَكَت آباءها
يمناك قَد خَلقت لَنا مَبسوطة / كَيمين حاتم لا تمل عَطاءَها
مِن قاس فيكَ سِواكَ فَهُوَ مجادل / إِذ قاسَ بِالطُود الأَشم هباءها
فَسَقَت ضَريح أَبيك ديمة رَحمة / حلَّت عَلَيهِ يَد الإِلَه وَكاءها
وَتَوكلت فيهِ مَلائكة السَما / زُمراً تَطُوف صباحها وَمَساءَها
هَل الدَهر ذُو سَمع يَعي فأعاتبه
هَل الدَهر ذُو سَمع يَعي فأعاتبه / أَفي كُل يوم تَنتَحينا مَصائبه
وَمَهما بَدَت شَمس النَهار تَلفعت / بِنقع أثارته عَلَينا كَتائبه
لَهُ السلم أَنا لا نطيق دِفاعه / يحاربنا جَهراً وَلَسنا نُحاربه
وَمن غالب الدَهر الخؤون وَإِن يَصل / عَلَيهِ بِفتك القَلب فَالدَهر غالبه
هُوَ الدَهر مثل اللَيث مَهَّد ظَهره / لِيُركب لَكن كَيفَ يَأمَن راكبه
فَقل لملوك أُلبِسوا تاج ملكهم / لَقَد لبسوا ما الدَهر لا بد سالبه
فَلا يَفرَحوا في غَفلة الدَهر عَنهُم / فَعما قَليل يَنتَبهن عَقاربه
إِذا لَسبت قَوماً عَقارب صرفه / فَهَيهات أَن يَرقى الَّذي هُوَ لاسبه
ردىً لَم يَزل يَردي رؤوس قَبيلنا / وَلَيسَ يُدانيهم وَلَسنا نطالبه
وَإنا أُناس لَم ترعنا كَتيبة / وَلَكننا لَم نمح ما اللَه كاتبه
وَكَم قُضبنا فلَّت قَواضب معشر / لو الدَهر كانَت مِن حَديد قَواضبه
أَيَغدو حسين حَيث لم تصلت الظبا / وَلا صهلت بَينَ الصُفوف سَلاهبه
وَلا سَدَّدت ملس الأَنابيب دُونه / وَلا صين في نباذة النَبع جانبه
فَما باله أَعطَى يَد السلم طايعا / فَهَل غَفلت أَعمامه وَأَقاربه
نعم جئته يا مَوت طالب رَوحه / سؤالاً فأَعطاك الَّذي أَنتَ طالبه
وَإِنَّك لَو جاذبته الروح عنوة / أَراكَ المَنايا السُود حينَ تجاذبه
ذهبت حسيناً بِالسَماحة وَالتُقى / وَبعدك بَيت المَجد ضاعَت مَذاهبه
غَدَوت وَنضو العز أَهمله القَضا / وَمن نَبغه فليحمل الحَبل غاربه
وَقَفنا صُفوفاً في جَوانب قَبره / فَلِلّه من هيلت عَليهِ جَوانبه
وَللكل مِنا زَفرة بَرّحت بِهِ / تَعطّ حَواياه بِها وَترائبه
غَنينا فَلم نَنضح مِياهاً بِقَبره / لما بلَّه مِن لُؤلؤ الدَمع ذائبه
أُعاتب قَبراً ضمَّن المَجد لحده / وَربَّ فَصيح للجماد يُعاتبه
عَتبت وَلم أَطع بردّ جَوابه / كَغيلان في ربع لميٍّ يخاطبه
فَيا ماجداً قَد خَصَّه اللَه بِالتُقى / وَعَمَّت جَميع المُسلِمين مَواهبه
لَو أَنَّ اِبن عُمران رآك مشمّراً / لِنَفع اليَتامى ظَنّ إِنكَ صاحبه
تَعاهدهم بِالمال صُبحاً وَرَوحة / فَكُل يَتيم ظنّ إنَّكَ كاسبه
وَرَأَيك وَحي لَم يَخُنك بِمشهد / كَما سَيف عمرو لَم تَخنهُ مَضاربه
وَلولا بُنوك الأَكرمون لَما رقت / مَدامعنا وَالوَجد لَم يَطف لاهبه
وَماذا يضُّر المَجد إِن غاب بَدره / وَلاحَت كَما لاحَ المَنار كَواكبه
لَقَد نابَ عَنهُ في المَكارم نَجله / كَما نابَ مَنصوص الإِمامة نائبه
يَكاد يُحاكي كَفه الغَيث إِن هَمى / وَلَكنه قَد يَفزع الناس حاصبه
وَيَشبه البَحر الخضمّ إِذا طَما / وَلَكنه قَد يَذمم البَحر شاربه
زَكى جدُّه بَينَ الأَنام وَمَجده / فَيا لَيتَ شعري ما يَرى فيهِ ثالبه
وَما صنعه للمكرمات تطبُّعا / لِيعتادها لكنما الطَبع جاذبه
يَرى لاعِباً لَكنما الجدّ لعبه / فَأَما يَتيم أَو سِنان يُلاعبه
لَهُ الغُرة البَيضا فَإِن جاءَ وافد / تَهلّل حَتّى قارن البَدر حاجبه
فَهُم مثل ماء المُزن ما ذم ساعة / أَوائله مَحمودة وَعَواقبه
فَيا لَيتَ بَيت المَجد لا غابَ أَهله / وَيا لَيتَ بَيت اللؤم لا عادَ غائبه
خُذوها كَعقد الدر ثاقب فكرتي / جَلاها وَيَدري قيمة الدر ثاقبه
وَلو يَملك الإِنسان مقدار فهمه / إِذا كُل ما تَحت السما انا صاحبه
وَلا عَجب أَن يَحرم المال عاقل / وَيرزقه مَن لَيسَ تَحصى معايبه
فَكم عارض يَجري عَلى الصَخر ماؤه / وَيَهوي بِأَرض تنبت الشيح حاصبه
سَقت جدثا فيهِ الحسين سَحائب / مِن العَفو مَبعوث مِن اللَه ساكبه
وَصارَ لاملاك السَموات مهبطاً / فَقَد ضَمّ نَدباً ليسَ يَفزع نادبه
بشراك في لُؤلؤة قَد ثقبت
بشراك في لُؤلؤة قَد ثقبت / أَنفع مِن لُؤلؤة لَم تثقب
وَمُهرة وَطأ شخص ظَهرها / أَحسَن مِن جامحة لَم تركب
وَمنهج قَد سَلكت فيهِ الخُطا / أَحسَن مِن نَهج جَديد متعب
وَقَد وَجَدنا في الكِتاب آية / قدَّم فيها اللَه ذكر الثَيب
اسم العَجوز في المَقال طَيب / لِأَنَّهُ وَصف لِبنت العنب
مرّت عَليها أَربعون حجَّة / فَهِي إِذاً كَالصارم المجرّب
عرّفها الدَهر تقلباته / فاستصفها عارفة التقلب
وَمن يسبُّ الثيبات ساءَني / لِأَنَّهُ قَد سَبَّ ظُلما مذهبي
خَديجة بِنت خُوَيلد عَلى / ما نَقلوا أَعزَّ أَزواج النَبي
بِكَ الأَثافي كَملت ثَلاثة / فَفز بِها كَالمرجل المنصَّب
جاز الإِساءة بِالإِحسان إِن صدرت
جاز الإِساءة بِالإِحسان إِن صدرت / من امرء زلة تَدعو إِلى الغَضب
سَجية النخل من يضربهُ في حجر / جازاه عَن ضَربِهِ بِالبسر وَالرطب
كَذلك الصدف البحري إِن فلقوا / أَعلاه كافأهم بِاللؤلؤ الرطب
زَفَّها أَعذب مِن ماء الشَباب
زَفَّها أَعذب مِن ماء الشَباب / في لجين الكأس كَالتبر المذاب
ملأ الكَأس فخلنا أنَّها / ذهب رصع في درّ الحباب
هبَّ نشوان ثنت أَعطافهُ / نَشوة الصبوة لاسكر الشَراب
ما أَحيلاه وَقَد شَعشعها / وَلَها في كَفِهِ أَسنى التهاب
ذاهِباً طوراً وَطوراً آيباً / وَالجَوى بَين ذَهاب وَإِياب
وَالصبا قَد حملت أَنفاسَها / أَرجاً مِن شيح هاتيك الشِعاب
اترع الكاسات يا ساقي الطلا / وَأَمزجنها بثَناياك العذاب
لا تخل كاس الطَلا تنهلني / دُون أَن أَرشف مِن كاس الرضاب
وَإِذا غَنيت فاذكر عَهدَنا / بِاللوى ما بَين سَعدي وَالرباب
يَوم حَيّانا تَدانت مِنهما / معطنا العيس وَاطناب القباب
غَفلت عَن شَملنا عَين النَوى / فَتنعمنا بِوَصل واقتراب
وَوطاب الرَوض في أَرجائنا / شَخبت فيهِ أَفاويق السَحاب
ما اِنتَجَعنا غَير وادينا وَلا / رائدونا استخصبوا أَقصى جناب
وَأَنا مَع مَنيتي وَهيَ مَعي / لابها أَرقلت العَيس وَلابي
تِلكَ أَيام شَباب قَد مَضَت آه / لَو تَرجع أَيام الشَباب
إِنَّما البيض الَّتي في لمتي / نَفَّرت في لَونِها بيض الكِعاب
فَرَّت الآرام لَما أَبصرت / زغب الباز بِأَجناح الغراب
سَعد دَعني مِن تَعاليل المَها / إِنَّها أَخدَع مِن ماء السَراب
وَاقتبل فرحتنا في أَسعد / نَجل قَوم قَد سَموا أَعلا جناب
طهَّروه وَهُوَ لَولا سنة ال / مصطفى أَطهر مِن ماء السَحاب
هنّ خَير اللَه في فرحتهِ / أسد أنجبهُ آساد غاب
لَم يَجر في حكمهِ حاشا لَهُ / إِنَّما الجور لِأَهل الارتكاب
ناصح للملك لا تخدعه / صحبة الناس وَلا يَوماً يحابي
هابهُ أَهل الشَقا حَتّى لَقَد / رَعَت الشاة إِلى جَنب الذِئاب
شَكَت خُيولك طُول الكد وَالتَعب
شَكَت خُيولك طُول الكد وَالتَعب / مَهلاً فَما تَرَكت عاصٍ مِن العَرَب
أَتعبتها بالمَغازي واسترحت بِها / وَإِنَّما تحصل الراحات بِالتَعب
عرضت خَيلك للبيض الصفاح وللس / سمر الرِماح وَللأَهوال وَالنوب
في كُل يَوم بحزب اللَه راكضة / كَأَنَّها بِالسها مَعقودة الذنب
ما نفَّضت ترب نَجد عَن مَعارفها / حَتّى مَشَت لِلحَسا بِالنَصر وَالغَلب
لَيسَ الأَمير الَّذي يَقضي إِمارته / ملازم الظل لَم يَنهب وَلا يَهب
بَل الأَمير الذي يرقى غَواربها / وَلا يَبيت بِغَير السَرج وَالقتب
لا يَستَحق جُلوس التَخت غَير فَتى / قَد طالَ مَجلسه في أظهر النجب
أَرح جياد المَهاري وَاسترح فَلَقَد / بَلَغت ما تَشتَهي يا سامي الرُتَب
ذَللت كُل عَزيز في عَشيرته / حَتّى حكمت عَلى البُلدان وَالطنب
لَكَ الجَزيرة مِن صنعا إِلى هجر / إِلى العِراق إِلى مصر إِلى حَلَب
أَدّبت أَعرابها مِن بَعد بَغيهم / وَالعرب لَم تَثنهم إِلّا عَصى الأَدب
يا طالما لمغارات قَد التجأوا / وَخربوا دورهم خَوفاً مِن الطَلَب
وَاليَوم مُذ سَلَّموك الأَمر قَد عمروا / فلا تَرى لَهُم مِن منزل خرب
أَضحَت مَواشيهم بِالدوّ آهلة / وَارتعوها جنيَّ الرَوض وَالعشب
ثَوب الرِياسة لَم تلبسه عارية / بَل إِنَّهُ لَكَ إرث مِن أَب لِأَب
وَلَم ينازعك يا اِبن الطَيبين بِهِ / إِلّا الَّذي نَفسه اِشتاقَت إِلى العطب
إِن تَلقك الخَيل ألوت في أَعنَّتِها / وَما لَها سَبب ينجي مِن الهَرَب
جاؤوك وَالكُل يَبغي ثار وَالده / فَمُذ رَأوك أَنثنوا نكصاً عَلى العقب
لَقَد غضبت فَكادَ السَيف يَأخذهم / لَكن حلمك يَمحو سُورة الغَضَب
وَمُدَّعي العلم منهم قَد رَأى كُتباً / تَدله أنَّك المَذكور في الكتب
يَرون في آخر الأَزمان يَملكهم / ذُو همة غَير هيّاب وَلا نكب
لَم يَنخدع بِأَكاذيب مزخرفة / وَقَوله الحَق مَأمُون مِن الكذب
بَعثت خاتمة الأَجواد في زَمَن / بِهِ فَقَدنا السَخا حَتّى مِن السحب
لَو حلّ ضَيفك مِن سَلمى إِلى أَجأ / وَهُم أُلوف لأمسوا في قرى خصب
مثل الجَوابي لَهُ تَتَرى جفانكم / تَرى صغيراتها أَعلا مِن الهضب
فَفيك ما فَجعت طيّ بحاتمها / إِذا اِنتَهى كَرم الآباء للعقب
ما حاتم مِنك أَو ممن لَهُ شبه / ففي الحمية مَعنى لَيسَ في العنب
لِلّه قومك ما اَصفى قُلوبهم / كَأَنَّها خُلقت مِن خالص الذهب
هَذا ابن عمك قَد طابَت سَريرته / سَيف بِيمناك إن تضرب بِهِ تصب
أَخلصته لَكَ خلاًّ لا تُفارقه / وَنَفسه بِسوى رُؤياك لَم تَطب
مجرب أَن رَأى رَأياً أَصابَ بِهِ / وَمَن يُوافقه بِالرَأي لَم يَخب
قَد أَنجبت فيهِ قحطان عشيرته / وَآل قحطان كانوا جمرة العَرَب
وَإِن عَبد العَزيز الشَهم لَيسَ لَهُ / بِغَير حُب العُلى وَالمَجد مِن أَرَب
إِذا أَمرت مَضى فيما أَمرت بِهِ / بِهمة أَوطأته هامة الشهب
آل الرَشيد بذكراكم يَلذ فمي / كَعاطش ذاقَ طَعم البارد العَذب
خُذوا عراقية أَهديتها لَكُم / أَلفاظها اِنتَظَمَت كَاللؤلؤ الرَطب
هذا جَزا ما زرعتُم مِن مَكارمكم / وَزارع الكَرم يَجني طَيب العنب
ثُمَ الصَلاة عَلى الهادي وَعترته / وَصحبهِ مِن ذَوي الإِيمان وَالحَسَب
أَقول لركب رائحين لحايل
أَقول لركب رائحين لحايل / طُووا بِالمَطايا سَبسباً بَعدَ سَبسب
هَديتم خُذوا عَني تَحية عاشق / تَزف إِلى عَبد العَزيز بِن متعب
فَتى يَعجب الرائي جَميل فِعاله / وَلَكنهُ في نَفسِهِ غَير معجب
وَجرَّبهُ يَوم الكَريهة عَمهُ / فأَبصره مثل الحسام المجرب
وَقربهُ مِنهُ الأَمير لِأَنَّهُ / رَآه فَتى مُستأهلاً للتقرب
محمد يَهوى كُل طضيب عنصر / وَذا ابن أَخيهِ طَيب وَاِبن طَيب
كَفاهُ مِن الأَيام يَوم عَنيزة / غَداة طَواها مَوكِباً فَوقَ مَوكب
إِذا استعرت نار المَلاحم خاضَها / وَأَقدم مَسروراً وَلَم يَتهيب
لَقَد أَودَع الرَحمَن سراً بِسَيفِهِ / لِيَفتح فيهِ كُل باب محجب
بِمدحكم القَريض حلى وَطابا
بِمدحكم القَريض حلى وَطابا / وَمِن مَدح الكِرام فَقَد أَصابا
وَمن قَصَدت قَصايده سِواكُم / فَصفقة شعره خسرت وَخابا
لَكُم أَحدو القَوافي طيعات / وَأركبها لغيركم صِعابا
قَصدت لحيكم وَأَنا مُقيم / وَزُرتكم وَلَم أَوجف رِكابا
بَنات الفكر عَني يَممتكم / وَقَد طَوَت المَفاوز وَالهِضابا
تُزفُّ إِلَيكُم متبرجات / وَتضرب دُون غَيركم حِجابا
سَأَدرك غاية الآمال فيها / إِذا وَصَلَت دِيارَكُم الرِحابا
وَإِن نَزلت عَلى أَمل لَدَيكُم / فَقَد لَذَّ النُزول لَها وَطابا
وَقَد وَفدت عَلى كَرَم وَريف / فَأَدرَكت الأَماني وَالرغابا
أَراها عِندَكُم مُتأهلات / وَتَشكو عِندَ غَيرِكُم اِغتِرابا
علمنا أَنَكُم عرب كِرام / فاتحفناكُم الغرر العرابا
فَإِن حابيتموها بِالتفات / فمثلكم الَّذي أَعطى وَحابا
فَكم أَتعبت فكري بِالقَوافي / وَجَنَّبت المَطاعم وَالشَرابا
وَأَرعى النجم أَوَّل ما تبدّى / إِلى أَن لَفّ شَملته فَغابا
عباب الشعر كَم قَد غصت فيهِ / لأتحفكم لآلئه الرطابا
وَعِندي أَنَكُم خزان رزقي / إِذا ما الرزق أَعجَزَني طلابا
وَلمّا إِن مَدحت مُلوك عَصري / وَجَدت الناس كُلَهُم سَرابا
وَحينَ قَصدتكم ظمآن قَلب / وَجَدت نداكم البَحر العبابا
هداك اللَه يا سُلطان نَجد / وَسهَّل مِن مَقاصدك الصِعابا
وَأَعطاك الهبات بِلا حساب / كَما تُعطي الهبات وَلا حِسابا
وَلَولا أَنتَ ماجَت أَرض نَجد / وَما سَكَنت جَوانبها اضطِرابا
لَقَد وَطأتها بِالسَيف حَتّى / تَرَكت الشاة تَرتَع وَالذِئابا
وَيَلتَقط الحمام بكل أَرض / وَلا صَقراً يَخاف وَلا عِقابا
بِوَجهك جلّيت ظُلمات نَجد / كَعَين الشَمس إِن جَلت الضَبابا
وَكَم مَردت شَياطين الأَعادي / فَقيضت الحسام لَهُم شِهابا
لَقَد كانَت بُيوَتُهم عمارا / وَحين عَصوكُمُ أَمسَت خَرابا
وَلَولا الحلم منِكَ بِطشت فيهم / وَلا شيخا تَركت وَلا شَبابا
وَما أَعددت لِلأَعداء إِلّا / سُيوف الهند وَالأَسل الحِرابا
فَسمرك بِالضُلوع لَها ولوع / وَبيضك قَد تعشَّقت الرقابا
فَكَم مسحت سُيوفَكُم رُؤوساً / وَصَيرت النَجيع لَها خِضابا
وَلَو جَمَّعتُم رُوس الأَعادي / بَنَيتُم بِالقفار بِها قِبابا
إِذا اِفتَخرت مُلوك الأَرض طراً / فَأَنتَ اليَوم أَخصبهم جَنابا
وَأَصدقهم وَأَسمحهم يَمينا / وَأَنطقهم وَأَفصحهم خِطابا
فَزادَكَ هَيبة رَب البَرايا / وَنكَّس مِن مَهابتك الرِقابا
جاءَت إِلَيَّ هداياكم كَأَنَّ بِها
جاءَت إِلَيَّ هداياكم كَأَنَّ بِها / ريح القَميص الَّذي وافى لِيَعقوب
كَأَنَّما في رِحال القَوم غالية / زادَت بِأَنفاسكم طيباً عَلى طيب
ما البيض وَالصُفر مَطلوبي وَلا أَربي / لَكن سلامتكم قَصدي وَمَطلوبي
وَلا المَكاتب أَقصى ما أؤمله / لَكنما بغيتي أَهل المَكاتيب
رَعيتموني بِعَين غَير غافلة / عَن الجَميل وَوَعد غَير مَكذوب
يَد الأَمير كَسحب الجَوّ ماطِرَة / عَلى الأَعاجم طرّا وَالأَعاريب
ذو صَولة بَسط اللَه البلاد بهِ / عَدلاً فَجَّمع بَين الشاة وَالذيب
أَراده اللَه للأَيتام خَير أَب / فَلم يَهمَّوا بِمأكول وَمَشروب
إِذا الصَريخ دَعى لبّى لدعوته / بِأَبيض مِن دَم الأَعداء مَخضوب
يَقظان يَدعونه أَهل الحُروب لَهُم / عَوناً وَتَدعو لَهُ أَهل المَحاريب
وَلَم أَجد كَالفَتى عَبد العَزيز أَخاً / وَلَو أَطَلت بِتشريقي وَتَغريبي
مثل السِنان بِأَعلى الرُمح مُتقد / وَدُونه الناس أَمثال الأَنابيب
إِن الأَمير بِيَوم الطَعن جرَّبه / فَزاده حدة طُول التَجاريب
مِنيّ السَلام عَليكُم كُلَما سَجعت / وَرقَ الحَمام بِأَلحان وَتَطريب
اللَه ما أَكرمه مَنزِلا
اللَه ما أَكرمه مَنزِلا / فيهِ تراح الأُنفُس المُتعبه
شادَ مَبانيه أَبو محسن / في همة فَوقَ السُهى مرتبه
قَد جاوَرَ المَولى عَليّاً فَما / أَحسنه قَصراً وَما أَعجَبه
بِالواحد الفَرد استعن وَابتهج / فيهِ وَأرّخ غرفاً طَيبه
يا قَبر ذي النَسك محمد حسن
يا قَبر ذي النَسك محمد حسن / حَيث تَرى رَوضتك السَحائب
فَقَد حَجبت لِلسَماح انملا / كانَت وَلَيسَ عَن نداها حاجب
مهذب شاع جَميل ذكره / في الناس سارَت وَلَهُ مَناقب
مذهبه دين الهُدى وَإِنَّما / لِلناس فيما عَشقوا مَذاهب
لَكَ طَأطَأت دُول الضلال رقابها
لَكَ طَأطَأت دُول الضلال رقابها / قَدها فسيفك قَد أَذَّل صعابها
فَاليَوم صار الدين فيك مؤيداً / وَلدولة الإِسلام كُلٌّ هابَها
فَمن المطاول دَولة نَبوية / وَقفت ملائكة السَما حجّابها
فَبكم بَني عثمان دَولة أَحمَد / سَحبت بِفرع الفرقدين ثيابها
بشراك يا شَمس الوُجود بِدَولة / بَيضاء قَد جلّى سَناك ضبابها
أَرسى قَواعدها النبي محمد / وَرفعت أَنت إِلى السَماء قبابها
وَاهنأ رئيس المسلمين بِصَولة / مِنها الأَباعد أَكثرت إعجابها
أَرسلت مِن جُند الآله عَساكِراً / يَستَعذِبون مِن المَنية صابَها
دَفَعت مَدافعها كَأَن صَواعِقاً / صَبَّت عَلى هام العَدوّ عَذابَها
قَلَبوا اليَمين عَلى الشمال وَجدَّلوا / أَبطال شرك لا نطيق حسابها
حَتّى جَرين مِن الدِماء جَداول / خاضَت خُيول المُسلِمين عبابها
فَتصبغت تِلكَ الخُيول مِن الدِما / وَالنقع غبَّر نَجبها وَعرابها
فَغَدَت سِواء حمرها وَورادها / وَالشقر مُذ صبغ النَجيع أَهابها
وَتَحصَّنوا في قلعة قَد أُحكمت / أسّاً وَأَعلاها يَفوق سَحابها
وَتَخيَّلوا فيها النجاة وَما دَروا / إِن المَنية أنشبت أَنيابها
حَتّى إِذا فَتح المظفر أَدهَم / وَرَأَت جُيوش الشرك ما قَد نابَها
حلف النَصارى بِالمَسيح وأقسمت / تِلكَ البَطاريق أَن تَغير دابها
طَلَبوا الأَمان مِن الإِمام وَإِنَّما / تِلكَ العَصايب تَستَحق عقابها
فَعَفى برأفته الَّتي مِن شَأنِها / تَعفو وَتَجزي المذنبين ثَوابها
وَالعَفو أَقرَب لِلتُقى مِن قادر / لَو شاءَ عَفى أَرضهم وَترابها
عَبد الحَميد وَلَو أَرادَ بخيله اس / تئصال شَأفتها وَطت أَعقابها
لَولا جَميل العَفو مِنهُ لَدَمروا / زمر الضَلالة شَيبها وَشَبابها
ما سلّموا لَكنَّ أمَّ قِلاعهم / بِالمعجز النَبوي فكَّت بابها
الدَولة العظمى بِسَيف آلهها / مَنصورة الاعلام يا أَربابها
لَم يَسطع المَخلوق ذلة دَولة / الحَقُّ خالقها أَعَزَّ جَنابها
وَلَو أَنَّ سُلطان الزَمان دَعَت بِهِ / خَلف البِحار مَروعة لأَجابها
ثُمَ الصَلاة عَلى النَبي وَآله / مارَفّعت شَمس النَهار حجابها
سَل مُهجة العَلياء عَمّا نابَها
سَل مُهجة العَلياء عَمّا نابَها / وَأَيَّ سَهم حادث أَصابَها
وَسَل بُيوت المَجد أَي نَكبة / حلَّت بِها فَقوَّضت قبابها
وَسَل سَماء المكرمات ما الَّذي / سَما لَها مُختطفاً شهابها
وَسَل أَسود الشَرق آل جابر / كَيفَ الملمّات وَلجن غابها
فاختطفت مِنهُم أَخا أَبهة / مَن يَرَها وَلَو خَيالاً هابَها
إِن قالَت الدُنيا الفَقد مزعل / آهاً فَقَد أَثكلها شبابها
أَو أَظلمت أَيا مِنا فَأَنه / كانَ بِها شَمساً جَلى ضبابها
فَلتبكه الخيل الَّتي أَعدَّها / يَكثر فيها لِلعِدى أَربابها
قَد اِنتَقاها مُرسلا هجانها / وَمر سناً إِلى الوَغى عرابها
فَطالَما قحَّمها بأبحر / مِن المَنايا خائِضاً عبابها
يَزداد فيها وَجهه طَلاقة / إِذا الكماة سَدَدت حرابها
يَطعن إِعجاز مغيرات العِدى / وَخَيلَه تَدمي العِدى ألبابها
تَخال صَدر رمحه معندماً / يَصبغ مِن خَيل العِدى أَذنابَها
يَقصد أَعلام العِدى جَواده / عَن أَجدَل مُفترس عقابها
وَلتبكه السُيوف إِذ عوَّدها / إِن لَم تَزر طاهرة ترابها
يَستلُّ في يَمينه مهنداً / لَهُ الكَماة طَأطأت رقابها
تحسبه الأعداء بَرقاً ماطِراً / نعم وَلَكن ممطر عذابها
وَلتبكه الأَرض التي بعدله / أَعاد مثل سَهلها هضابها
فَسالم الصقر بها حمامها / وَالشاة فيها صاحبت ذئابها
غرَّب وَهوَ البَحر في مَراكب / زَجرت مِن شؤم النَوى غرابها
ما مرّ في قَبيلة إِلّا غَدَت / تَقرع في أَنملها أَنيابها
لَو علمت بَغداد مِن قَد زارَها / لَأَكثرت في وَجهِهِ ترحابها
ما زارَها إِلّا الَّذي يَمينه / قَد كفلت مِن الوَرى سغابها
أَنزل مِن وادي السَلام جَنة / وَزفت الحُور لَهُ كعابها
يا لَيث غابتها الَّذي أَقلامه
يا لَيث غابتها الَّذي أَقلامه / تَغني عَن الأظفار وَالأَنياب
ما خلت إِن المَوت رابط جاشه / يَدعوه أَن يردي أَسود الغاب
كانَت مجاجة عَيشنا بِكَ شهدة / فَاليَوم بدّل شهدها بِالصاب
لِمحمد يَوم كَيوم محمد / أحَزانه تَبقى مدى الأَحقاب
قَد قلت فيهِ أَبي وَربّ أُبوة / في الدين مثل أُبوّة الأَنساب
ما كُنت أحسب قبل حمل سَريره / أَن البُحور تحلُّ في الأَخشاب
راعي الشَريعة فَالشَريعة بَعده / كَالشاة خائفة مِن الأَذياب
أَجواد يَوم السَبق قَد جزت المَدى / لا أَنتَ بِألواني وَلا بِالكابي
صَبراً فَيا نَفسي فَدَتك وَإِن يَكُن / هَذا المصاب أَجلُّ كُل مصاب
بوركت مِن خَلف فشخصك مَأمل / في رَأي شيب وَسن شَباب
لَكَ فكرة في العلم إِن وَجهتها / خرقت كَواري الشهب كُل حجاب
سَتنال بِالجد المرام لِقولهم / سَبب الدُخول دَوام قرع الباب
أَتحببا للمكرمات تنالها / وَالمكرمات قَليلة الأَحباب
لَيديك منفعة السَحاب إِذا أَتَت / في الناس أَعوام بِغَير سَحاب
أمحمد سَببت تشييد الهُدى / وَمحمد هُوَ أَول الأَسباب
لَو تخبر العَلياء مِن أَولى بِها / قالَت رايت محمداً أَولى بي
لِلّه مِنطقه فكم أَبدى لَنا / حُكماً نَزت عَن فطنة الفارابي
يا طالب العَلياء خذ عَن فهمه / حَيث الزِحام وَمجمع الطُلاب
ستراه منطلقاً بكل عويصة / إِذ لا يحير لَها امرؤ بِجَواب
فَعلومه لبُّ العُلوم وَما أَرى / مِن غَيره قشر بِغَير لباب
ذا والج في الدار يعلم ما بها / وَسِواه يَنظر مِن شُقوق الباب
يا سَعد ما عرف الهداية غَيره / دَعني مِن الأَسما وَالأَلقاب
وَبآل جعفر لذ فَإن بُيوتهم / وَصلت إِلى الجِهات بالأَعتاب
كَشفوا الغِطاء لَنا فَزادَ يَقيننا / فيهم وَزالَ تَشكك المرتاب
وَشعاع أَنوار الفقاهة مِنهُم / جلّى عَن العَلياء كُلّ ضَباب
يا سَعد لذ فيهُم فَلَولا أَمنَهُم / بكرت عَليك مغيرة الأَعراب
ذكر المَنازل وَالأَحبَّه
ذكر المَنازل وَالأَحبَّه / صبٌّ أَذابَ الوَجد قَلبه
دنف متى هبّ النَسي / م مِن الحِمى لاقى مهبَّه
وَإِذا البُروق تَلامَحَت / ألوى إلى تيماء جَنبه
وَيَحن إِن نَظر القَطا / وَرَأى يَخف العَدو سربه
أَهوى الحِجاز وَإِن نَأى / عَن مسقطي وَأَحب عربه
يا ما أَعيذب ماءه / بِمرأشِفي وَالذ شر به
يا هل أَرى ذاكَ الحِمى / يَوماً وَهَل أستاف تربه
وَمَتى الرَكائب تَنتَحي / بي للّوى وَتُوءِم شعبه
وَمَتى نَرى عَين الظبا / وَمَتى المُحبُّ يَرى محبه
وَمَتى يساعفني الزَمان / بِمجلس في خَير صحبه
وَتدار فيما بَيننا / كَأس المَودة وَالمَحبه
لِلّه ذكرهم وَإِن / هَجروا مَعنّى القَلب صَبه
يا طائر البان الَّذي / أَضحى يُغرِّد فَوقَ عَذبه
أَنتَ الَّذي نَبهت قل / بي لِلجَوى حَتّى تَنبَّه
وَتَركتَني فَوقَ الفِرا / ش كَما عَلى المقلاة حبَّه
دكَّرَتني برزية / هِيَ لَم تَزَل لِلحَشر نَكبه
وَرد الحسين إِلى الطُفو / ف يَقود لِلعَلياء حزبه
شَمخت بِهم تِلكَ البِقا / ع وَقَد عَلَت شَرَفاً وَرتبه
أَمسَت مطاولة السَما / ء مُنيرة في خَير صحبه
فَلك بَنو الزَهرا لَهُ / شهب وَكان السبط قطبه
أَربَت عَلى الفلك المَدا / ر وشهبه أخفين شهبه
كُل ابن معركة يشق / دُجى الوَغى في خَير أَهبه
يَلقى العِدى متبسماً / فَكَأنَّما يَلقى الأَحبه
لا يَرهبنَّ وَسَيفه / يَلقي بِقَلب المَوت رَهبه
كُلٌّ تَراه بِحومة المي / دان بِالكرّار يَشبه
تَغشاه مِن نُور السِيا / دة في قِتام الحَرب هَيبه
وَيَذب عَن حرم النَبوة / مُخلصاً لِلّه ذبَّه
مُتنافِسون عَلى المُنون / بكربلا لِلّه حسبد
فَقَضوا هُناك بريّة / إِعراضهم مِن كُل سبَّه
مِن كُل أَبيض مُذ ثَوى / حرُّ الهَجير أَصابَ جَنبه
تَبكي الوُحوش عَلَيهُم / وَيجيب ضَبع القَفر ذئبه
قَد أَدرَكوا في قَتلِهم / ثار الوَليد وَيَوم عَتبه
يا صاحب الأمر الَّذي / أَلقى الزَمان عَلَيهِ حَجبه
أَفكل يَوم مِن عدا / ك لَنا إِلى عَلياك نَدبه
ماذا عَلى حامي الشَريعة / لَو يَسلُّ اليَوم عَضبه
وَتَبيد خَلقاً ما اِستَقا / م وَلا أَطاع اللَه رَبَّه
شَمِّر ثِيابك فَالحسي / ن أُميَّةٌ سَلبته ثَوبه
وَاشحذ حسامك فَال / حسين قَضى بِحَد السَيف نَحبه
لا يَسلُ قَلبك مَيتاً / وَطأت خُيول الشُرك قَلبه
ظامي الجَوانح وَالفرا / ت بِجَنبه ما ذاقَ شُربه
ماذا القُعود وَحقكم / أَخذته أَيدي الشرك غَلبه
يُدعى الطَريد مَع الطلي / ق بِهِ وَأَهل البَيت تُجبه
وَنِساؤُكُم ساروا بِها / وَلَها عَلى الأَكوار وَجبه
يَهتفن في آل الرَسو / ل إِذ المَطا شارَفنَ هَضبه
عَجباً أَمثل أُمية / لعلاكم تهدي المسبَّه
جَعَلوا الشِعار بِحكمهم / سَبَّ الوَصي بِكُل خطبه
كَمنت أَراقم عَزكم / فَمَتى تَثور بِهن وَثبه
أَفيقعد المقدام عَن / داء يَرى بِالسَيف طبَّه
صَلى الإِلَه عَلَيكُم / ما هَزَت النَسمات عَذبه
وَغَدَت مَصارعكم مَدى ال / أَيام للأَملاك كَعبه
إِني شَكَرت نحول جسمي بِالمَها
إِني شَكَرت نحول جسمي بِالمَها / إِذ صُرت لَم أَمنَع بِكُل حِجاب
إِن أَغلَقت باباً فقَلبي طائر / وَالجسم ينفذ مِن شُقوق الباب
فَأنا بعكس ذَوي الهَوى إِذ دأبهم / ذمُّ النحول وَشكره مِن دابي