المجموع : 92
حُورٌ بَعَثنَ رَسُولاً في مُلاطَفَةٍ
حُورٌ بَعَثنَ رَسُولاً في مُلاطَفَةٍ / ثَقفاً إِذا أَسقَطَ النَسَّاءَةُ الوَهِمُ
إِلَيَّ أَن إِيتِنا هُدءٍ إِذا غَفَلَت / أَحراسُنا إِفتَضَحنا إِن هُمُ عَلِمُوا
فَجِئتُ أَمشي عَلى هَولٍ أُجَشَّمُهُ / تَجَشُّمُ المَرءِ هَولاً في الهَوى كَرَمُ
إِذا تَخَوَّفتُ مِن شَيءٍ أَقُولُ لَهُ / قَد جَفَّ فامضِ بِما قَد قُدِّرَ القَلَمُ
أَمشي كَما حَرَّكت رِيحٌ يَمانِيَةٌ / غُصناً مِنَ البانِ رَطباً طَلَّهُ الرهَمُ
في حُلةٍ مِن طِرازِ السُوسِ مُشرَبَةٍ / تَعفُو بِهَدّابِها ما تُندِبُ القَدَمُ
وَهُنَّ في مَجلِسٍ خالٍ وَلَيسَ بِهِ / عَينٌ عَلَيهِنَّ أَخشاها وَلا بَرَمُ
لَما بَلَغتُ إِزاءَ البابِ مُكتَتِماً / وَطالِبُ الحاج تَحتَ اللَيلِ مُكتَتِمُ
سَدَّدنَ لي أَعيُناً نُجلاً كَما نَظَرَت / أُدمٌ هِجانٌ أَتاها مُصعَب قَطِمُ
قالَت كِلابَةُ مَن هَذا فَقُلتُ لَها / أَنا الَّذي أَنتِ مِن أَعدائِهِ زَعَمُوا
إِنّي امرُؤ لَجَّ بي حُبٌ فَأحرَضَني / حَتّى بَليِتُ وَحَتّى شَفَّني السَقَمُ
لا تَذكُرِيني لِأَعداءٍ لَو انَّهُمُ / مِن بُغضِنا أُطعِمُوا لَحْمي إذن طَعِمُوا
فأنعِمي نِعمَةً تُجزَي بِأَحسَنِها / فَرُبَّما مَسَّني مِن أَهلِكِ النِعَمُ
سِترُ المُحبِينَ في الدُنيا لَعَلَّهُمُ / أَن يُحدِثُوا تَوبَةً فيها إِذا أَثِموا
إِذا أُناسٌ مِنَ الآناسِ جاوَرَهُم / تَذَمَّمُوا بِاصطلاحٍ بَعدَما حُرِمُوا
هذي يَميني رَهيناً بِالوَفاءِ لَكُم / فَارضي بِها وَلأنْفِ الكاشِح الرَغَمُ
قالَت رَضِيتُ وَلَكِن جِئتَ في قَمَرٍ / هَلّا تَلَبَّثتَ حَتّى تَدخُلُ الظُلَمُ
خَلَّت سَبِيلي كَما خَلَّيتُ ذا عُذُرٍ / إِذا رَأَتهُ إِناثُ الخَيلِ تَنتَحِمُ
حَتّى أَوَيتُ إلى بِيضٍ تَرائِبُها / مِن زَيِّها الحَليُ وَالحنّاءُ وَالكَتَمُ
فَبِتُّ أُسقى بِأَكواسٍ أُعَلُّ بِها / أَصنافَ شَتّى فَطابَ الطَعمُ وَالنَسَمُ
يَجَعَلنَني بَعدَ تَسويفٍ وَتَغديَةٍ / بِحَيثُ يُثبِتُ غُرضَ الضَامِرِ الوَلَمُ
حَتّى بَدا ساطِعُ مِ الفَجرِ تَحسبُهُ / سَنا حَريقٍ بِلَيلٍ حِينَ يَضطَرِمُ
كَغُرَّةِ الأَزهَرِ المَنسوبِ قَد حُسِرَت / عَنهُ الجِلالُ تِلالاً وَهوَ مُصطَخِمُ
وَدَّعتُهنَّ وَلا شَيءٌ يُراجِعُني / إِلّا البَنانُ وَإِلّا الأُعيُنُ السُجُمُ
إِذا أَرَدنَ كَلامي عِندَهُ اِعتَرَضَت / مِن دُونِهِ عَبَراتٌ فَاِنثَنى الكَلِمُ
لَمّا تَبَيَّنَّهُ وَالوَجدُ يَعطِفُني / لِحُبِّهِنَّ وَهُنَّ الوُلَّهُ الرُؤَمُ
تَمَيُّلَ التِينِ يَجري تَحتَهُ نَهَرٌ / يَطغى وَتَرفَعُ مِن أَفنانِهِ النَسَمُ
تَكادُ ما رُمنَ نَهضاً لِلقِيام مَعاً / أَعجازُهُنَّ مِنَ الأَقطانِ تَنقَصِمُ
يَخُونُها فَوقَها مَهضُومَةٌ صُوِيَت / كَما تَخُونُ عُكُومَ المُثعِلِ الخَضَمُ
مُستَنشِداتٌ وَقَد مالَت سَوالِفُها / إِلى الوَلائِدِ لا غَيرَ الهَوى أَلَمُ
لَمّا رَأَيتُ الَّذي يَلقَينَ مِن كَمَدٍ / وَأَنَّ آخِرَ لَيلي سَوفَ يَنصَرِمُ
لَبِستُ ساجي عَلى بُرديَّ مُنطَلِقاً / تَحتَ الشَمالِ وَفيها قِطقِطٌ شَبِمُ
لا مُسرِعَ المَشي مِن خَوفٍ وَلا ثَبِطاً / كَاللَيثِ أَبرَزَهُ تَحتَ الدُجى الرِهَمُ
حَتّى أَوَيتُ إِلى طِرفٍ بِرابِيَةٍ / كَأَنَّهُ مُعرَضاً مِن ساعَةٍ عَلَمُ
لا يَكسِرُ الطَرفَ نَظّارٌ يُقالُ بِهِ / مِن حِدَّةِ الطَرفِ لاستِيناسِهِ لَمَمُ
كَأَنَّما قَرصُ نابيهِ شَكِيمَتَهُ / قَرصُ المُدى يَنتَحِيها الجازِ وَالخذِمُ
ضافي السَبِيبِ تَقُدُّ الغُرضَ زَفرَتُهُ / نَهدٌ وَتَقصُرُ عَن أَضلاعِهِ الحزُمُ
فَذاكَ حِصنُ الفَتى مِثليِ إِذا جَعَلَت / بِالمُحصِنِينَ قُصُورُ الشِيدِ تَنهَدِمُ
يا عاذِليَّ اليَومَ لا تَعذُلا
يا عاذِليَّ اليَومَ لا تَعذُلا / رُوحا فَإني مِن غَدٍ مُغتَدِ
إِن شاءَ ذاكَ اللَهُ ثُمَّ إِذهَبا / لَن تَصحباني آخِرَ المُسنَد
لا يَبتَغي الواجِدُ مِثلي أَخاً / إِذا أَخُو الواجِدِ لَم يُسعِدِ
في الحُزنِ إِن نابَ الفَتى حُزنُهُ / وَصاحِبُ المَرءِ بِهِ مُقتَدِ
ذَكَّرَني قَرناً وَخَيماً بِهِ / مازَلَّ مِن عَيشي فَلَم أَرقُدِ
إِلّا قَليلاً لَيتَهُ لَم يَكُن / شَيئاً كَنَومِ الخائِفِ الأَرمَدِ
وَمَنزِلُ الحَيِّ بِهِ قَد عَفا / إِلّا مَخَطَّ النُؤى وَالمَوقِدِ
بِالشِعبِ ذي الماءِ الَّذي سَيلُهُ / يَسلُكُ خَلفِ الظَرِبِ الأَسوَد
يَمينَ مَن مَرَّ بِهِ مُتهِماً / وَعَن يَسارِ الجالِسِ المُنجِد
إِذ نَحنُ أخدانُ الصِبا وَالهَوى / مِنّي وَمِن أَسماءَ لَم يَنفَد
أَكابِدُ اللَيلَ كَأَنّي بِهِ / مُحتَبِلٌ يَرصُدُ في مَرصَدِ
وَمَجلِسُ النُسوَةِ بَعدَ الكَرى / في رَوضَةٍ ذاتِ أَقاحٍ نَد
خَرَجنَ يَمشينَ مَعاً موهِناً / مَشيَ مَها الرَملِ إِلى مَوعِدِ
مِنّي وَمِنهُنَّ وَقَد نَوَّمَت / عَنّا عُيُونُ الكُشَّحِ الحُسَّد
فِيهنَّ حَوراءُ لَها صُورَةٌ / كَالبَدرِ قَد قارَنَ بِالأَسعُدِ
مَمكُورَةُ الساقَين رُعبُوبَةٌ / كَالغُصنِ قَد مالَ وَلَم يُخضَدِ
لَقَد أَرسَلَت لَيلى رَسُولاً بِأَن أَقمِ
لَقَد أَرسَلَت لَيلى رَسُولاً بِأَن أَقمِ / وَلا تَقرَبَنّا فَالتَجَنُّبُ أَمثَلُ
لَعَلَّ العُيُونَ الرامِقات لِوُدِّنا / تُكَذَّبُ عَنّا أَو تَنامُ فَتُغفَلُ
أُناسٌ امِنّاهُم فَنَثُّوا حَدِيثَنا / فَلَمّا كَتَمنا السِرَّ عَنهُم تَقَوَّلُوا
فَما حَفظُوا العَهدَ الَّذي كانَ بَينَنا / وَلا حِينَ هَمُّوا بِالقَطيعَةِ أَجمَلُوا
فَإِن نِساءً قَد تَحَدَّثنَ أَنَّنا / عَلى عَهدِنا وَالعَهدُ إِن دامَ أَجمَلُ
فَقُلت وَقَد ضاقَت بِلادي برُحبِها / عَلَيَّ لَما قَد قِيلَ وَالعَينُ تَهمِلُ
سَأَجتَنِبُ الدارَ الَّتي أنتُمُ بِها / وَلَكنَّ طَرفي نَحوَها سَوفَ يَعمَلُ
أَلم تَعلَمي أَني وَهَل نافِعي / لَدَيكِ وَما أُخفي مِن الوَجد فصَلُ
أُرى مُستَقيم الطَرفِ ما الطَرفُ أَمَّكُم / وَإِن أَمَّ طَرفي غَيرَكُم فَهوَ أَحوَلُ
صَحاحُبُّ مَن يَهوى وَأَخلَقَهُ البِلى / وَحُبُّكِ في مَكنُونِ قَلبي مُطَّللُ
وَبُحتُ بِما قَد وَسَّعَ الناسُ ذِكرَهُ / وَأَكثَرُهُ في الصَدرِ مِنيِّ مُزَمَّلُ
وَما بُحتُ إِلّا أَن نَسِيتُ وَإِنَّما / بِهِ كُلُّ مَن يَهوى هَوىً يَتَمَثَّلُ
فَلا تُجمِعي أَن تَحبِسيني وَتمطلي / أَأُححبَس عَن أَرضي هُديتِ وَأُمطَلُ
فَإِنَّ ثَوائي عِندَكُم لا أَزوُرُكُم / وَلا أَنا مَردُودٌ بِيَأسٍ مُزَحَّلُ
وَلا أَنا مَحبُوسٌ لِوَعدٍ فَأَرتَجي / وَلا أَنا مَردُودٌ بِيَأسٍ فَأَرحَلُ
كَمُقتَنِصٍ صَيداً يَراهُ بِعَينِهِ / يُطيفُ بِهِ مِن قُر بِهِ وَهُوَ أَعزَلُ
وَمُمتَرِسٍ بِالماءِ أَحرَقَهُ الظَما / تَحَلّا فَلا يَندى وَلا هُوَ مُمَثَلُ
فَفِي بَعضِ هَذا اليضوم لِلنَّفسِ بَينُها / وَأَيُّ طَريقَيها إِلى المَوتِ أَسهَلُ
أَتَصدُرُ بِالداءِ الَّذي وَرَدَت بِهِ / فَتَهلكُ أَم تَثوي كَذا لا تُنَوَّلُ
وَكَم لَيلَةٍ طَخياءَ ساقِطَةِ الدُجى / تَهِبُّ الصَبا فيها مِراراً وَتَشملُ
كَأَنَّ سَقِيطَ الثَلجِ ما حَصَّبَت بِهِ / عَلى الأَرضِ عَصب أَو دَقيقٌ مُغَربَلُ
لِحُبِّكِ أُسريها وَحُبُّكِ قادَني / إِلَيكِ مَع الأَهوالِ وَالسَيفُ مُخضِلُ
رَكِبتُ لَها طِرفاً جَواداً كَأَنَّهُ / إِذا خَبَّ سِرحانُ المَلا حِينَ يَعسِلُ
أَقَبُّ شَديدُ الصُلبِ تَحسِبُ مَتنَهُ / يُفَرّجُ عَنهُ بِالحَيازِيمِ مُجفِلُ
لَهُ ثَرَّةٌ تَنهَلُّ مِن جَوفِ رَأسِهِ / تَكاد لَها مِنهُ العُرُوقُ تَبَزَّلُ
كَما انهَدَّ جَدرٌ مائِلٌ كانَ حَشوَهُ / مَعَ الآجُرِ المَطبُوخِ شِيدٌ وَجَندَلُ
قَرُوصٌ عَلى الآرِيِّ لِلسائِسِ الَّذي / يُطِيفُ بِهِ مُستَأنِسٌ مَتَأكِّلُ
نَشِيطٌ وَلَم يُخلَق صَوُولاً كَأَنَّهُ / بِهِ مازِحٌ لِعّابُهُ يَتَبَطَّلُ
عَرِيض الوَظيفِ مُكرَبُ القَصِّ لَم يَذُق / حَديداً وَلَم يَسهَر لَهُ اللَيل أَبجَلُ
إِذا لَم تُطِق خَيلٌ أَداةَ رِجالِها / فَفارِسُهُ مِن شِكَّةِ الحَربِ مُكملُ
كَأَنّا نُداري حِينَ نَسرُو جِلالُهُ / بِهِ مَلِكاً مِن عِزَّةٍ يَتَخَيُّلُ
وَيَرضى بَصِيرٌ خَلقَهُ وَهوَ مُدبِرٌ / كَما هُوَ راضٍ خَلقَهُ وَهُوَ مُقبِلُ
عَلى مِثلِهِ أَنتابُ لَيلى وَأَهلَها / وَآتى الوَغى وَاللَهُ يَكفي وَيَحمِلُ
عُوجِي عَلَينا رَبَّةَ الهَودَجِ
عُوجِي عَلَينا رَبَّةَ الهَودَجِ / إِنَّكِ إِن لا تَفعَلي تَحرُجي
أَيسَرُ ما نالَ مُحِبٌّ لَدى / بَينِ حَبيبٍ قَولُهُ عَرِّجِ
تُقضَ إِلَيهِ حاجَةٌ أَو يَقُل / هَلأ لِيَ مِمّا بِيَ مِن مَخرَجِ
مِن حَيِّكُم بِنتُم وَلَم يَنصَرِم / وَجدُ فُؤادِ الهائِمِ المُنضَجِ
فَعاجَتِ الدَهماءُ بي خيفَةً / أَن تَسمَعَ القَولَ وَلَم تُعنِج
فَما اِستَطاعَت غَيرَ أَن أَومَأَت / نَحوي بِعَيني شادِنٍ أَدعَجِ
يَاوي إِلى أَدماءَ مِن حُبِّهِ / تَحنُو عَلَيهِ رائِمٌ عَوهَجِ
تُريكَ وَحفاً فوقَ جِيدٍ لَها / مِثلَ رُكامِ العِنَبِ المُدمَجِ
كَأَنَّما الحَلىُ عَلى نَحرِها / نُجُومُ فَجرٍ ساطِعٍ أَبلَجِ
تَحُوذُ بِالبُردِ لَها عَبرَةً / جادَت بِها العَينُ وَلم تَفشجِ
مَخافَةَ الواشينَ أَن يَفطنُوا / لِشَأنِها وَالكاشِحِ المُزعِجِ
كَأَنَّها رِيمٌ بِذي مَثوَبٍ / أَحورُ يَقرُو مُصَّعَ العَوسَجِ
كِناسُهُ الأَرطى وُمُصطافُهُ / مَعَ الغَضا المُورِسِ وَالعَرفَجِ
وَاِنطَلَقَت تَهوى بِها بَغلَةٌ / في بَغلاتٍ وُقُحٍ وَسَّجِ
يَحمِلنَ بِيضاً جُرداً بُدَّناً / مِثلَ غَمامِ البَرَدِ المُثلِجِ
قُمتُ طَويلاً بَعدَما أَدبَرُوا / أَنظُرُ فِعلَ المُفحَمِ المُرتَجِ
أَقُولُ لَمّا فَاتَني مِنهُمُ / ما كُنتُ مِن وَصلِهِمِ أَرتَجي
إِنّي أُتِيحَت لي يَمانِيَّةٌ / إِحدى بَني الحَرثِ مِن مُذحِجِ
نَلبَثُ حَولاً كامِلاً كُلَّهُ / لا نَلتَقي إِلّا عَلى مَنهَجِ
في الحَجِّ إِن حَجَّت وَماذا مِنىً / وَأَهلُهُ إِن هِيَ لَم تَحجِجِ
أَلا أَيُّها الرَبعُ الَّذي خَفَّ أَهلُهُ
أَلا أَيُّها الرَبعُ الَّذي خَفَّ أَهلُهُ / وَأَمسى خَلاءً مُوحِشاً غَيرَ آهِلِ
هَلَ أَنتَ مُنَبّى أَينَ أَهلُكَ ذا هَوى / وَأَنتَ خَبيرٌ لَو نَطَقتَ لِسائِلِ
لِعِرّانَ سارُوا أَم لِحَربٍ تَيَمَّمُوا / لَكَ الوَيلُ أَم حَلُّوُا بِقَرنِ المَنازِلِ
وَأَيَّ بِلادِ اللَهِ حَلُّوا فَإِنَّني / عَلى العَهدِ راعٍ لِلخَليطِ المَزايِلِ
فَقالَ رَفيقي ما الوُقُوفُ بِمَنزِلٍ / وَنُؤىٍ كَعِنوانِ الصَحِيفَةِ ماثِلِ
بِنَعفِ اللِوى قَد غَيَّرَ القَطرُ عَهدَهُ / مَعَ المُورِ أَو نَسجُ الصَبا وَالشَمائِلِ
تَعاوَرَهُ العَصرانِ حَتّى كَأَنَّما / يُغَربَلُ أَعلى تُربِهِ بِالمَناخِلِ
وَكُلُّ هَزيمِ الرَعدِ جَونٍ مُجَلجِلٍ / لَهُ هَيدَبٌ دانٍ مِن الأَرضِ هاطِلِ
فَلَستَ وَلَو أَنباكَ عَمَّن سَأَلتَهُ / سِوى حَزَنٍ مِنهُم طَويلٍ بِنائِلِ
فَكُن حازِماً وَامنَح وَصالَكَ وَاصِلاً / لَكَ الخَيرُ وَاصرم حَبلَ مَن لَم يُواصِلِ
فَقُلتُ لَهُ حُبُّ القَتُولِ وَتِربِها / رُضَيّا وَرَبِّ العَرشِ يا صاحِ قاتِلي
رُضَيّا رَمَت قَلبي فَلَم تَشوِ إِذ رَمَت / وَلَم تَرمِ مِن قَلبي قُلُوبَ الزَوائِلِ
بِعَيني مَهاةٍ لا بِقَوسٍ وَأَسهُمٍ / وَلا نَبلَ أَدهى مِن عُيُوِ العَقائِلِ
لِمَن بَعدَها أَهوى القَوافي وَأَمتَطي / جَوادي وَأَعصي لأَماتِ العَواذِلِ
وَأَسرى إِذا ما ذُو الهَوى هالَهُ السُرى / وَأُعمِلُ لَيلَ الناجِياتِ اليَعامِلِ
وَأَبكي مَع القَمريِّ ذي الشَجو بِالضُحى / إِذا هَتَفَ القُمرِيُّ أَو بِالأَصائِلِ
قَد رابَهُ وَلِمثل ذَلِكَ رابَهُ
قَد رابَهُ وَلِمثل ذَلِكَ رابَهُ / وَقَعَ البَياضُ عَلى السَوادِ فَشابَهُ
لَونٌ حَسِبتُ إِلى النِساءِ مُبَغَّضٌ / عِندَ النُصُولِ إِذا يَحِينُ خِضابُهُ
إِنَّ الشَباب عَسا وَأَدبَرَ خَيرُهُ / فَمَتى تَقُولُ وَلاتَ حِينَ إِيابُهُ
أَفَبَعدَ ذاكَ وَبَعدَ ما ذَهَبَ الَّذي / يَزَعُ الفُؤادَ عَن أَن يُصَبَّ ذَهابُهُ
أَذرى الدُموعَ فَلامَهُ أَصحابُهُ / إِذ صاحَ بِالبَينِ المُشِتِّ غَرابُهُ
مِن آلِ عَمرَةَ وَالمُحِبُّ مُشَوَّقٌ / سَرِبُ الدُمُوعِ إِذا نَأى أَحبابُهُ
ذَهَبَ النَهارُ وَلا يَبُوخُ عِتابُهُم / صَبّاً يَقِلُّ لَدى العِتابِ عِتابُهُ
وَاللَهُ يَعلَمُ ما تَرَكتُ مِراءَهُم / أَلّا يَكُونُ مَعي لِذاكَ جَوابُهُ
إِلّا مَخافَةَ أَن أُصارِمَ صاحِباً / وَالصرمُ فاعلَم وَالمِرا أَسبابُهُ
وَيَرى اللَئيمُ غَنيمَةً في مالِهِ / سَبَّ الكَريمِ إِذا الكَريمُ أَجابَهُ
فَسَكَتُّ إِضرابَ الحَليمِ وَإِنَّما / يُنجى الحَليمَ عَن الخَنا إِضرابُهُ
وَأَفَضتُ عَبرَةَ مَعوِلٍ هاجَت لَهُ / ذِكرَ الحَبيب فَهاجَهُ إِطرابُهُ
عَزَمُوا الفِراقَ وَقَرَّبُوا لِرَحيلِهِم / كَالهَضبِ في يَومٍ يَظَلُّ سَرابُهُ
يَجري عَلى جُدبِ المِتانِ كَأَنَّهُ / ماءٌ أَغاثَ بِهِ البِلادَ سَحابُهُ
يَوماً يَظَلُّ الرِيمُ فيهِ لازِماً / قعرَ الكِناس وَلا يُحَسُّ ضَبابُهُ
يَكتَنُّ مِن وَهجِ السُمُومِ كَأَنَّما / جُدُدُ المَلاءِ مِنَ البَياضِ ثِيابُهُ
مِن كُلِّ مُنتَفِخٍ كَأَنَّ تَلِيلَهُ / جِذعٌ بَراهُ جائِزاً خَشّابُهُ
تَستَنفِدُ النِسعَ الطَويلَ ضُلُوعُهُ / نابى المَعِدِّ نَبيلَةٌ آرابُهُ
مُغضٍ إِذا غَضَّ الزِمامَ خِشاشُهُ / يَفتَرُّ عَن أَنَفٍ فَيَبدُو نابُهُ
عَن مِثلِ زافِرَةِ الرِتاجِ أَجافَهُ / مِن بَعدِ أَوَّلِ فَتحِهِ بَوّابُهُ
حَتّى إِذا قُضِيَ الرَحيلُ وَقَد سَطا / نَقعٌ يَثُورُ إِلى السَماءِ ضَبابُهُ
نَبَّعتُ ذِفراهُ عَلى قَصَراتِهِ / كَالمُهلِ يَتَّبِعُ المَقَدَّ حَبابُهُ
مِن حَيثُ تَنتَكِتُ المَرافِقُ أَو يَقَع / أَثَرُ المَرافِقِ حَيثُ عادَ تِرابُهُ
دَقّاً يُراوِجُ دَقَّهُ ثَفَناتِهِ / سَحقَ التَخَلّصِ إِذ يَصِيحُ جَنابُهُ
خَرَجَت تَأَطَّرُ في أَوانِسَ كَالدُمى / وَالمُزنُ يَبرُقُ بِالعَشِيِّ رَبابُهُ
يَمشِينَ مَشيَ العِين في مُتَأَنِّقٍ / مِن نَبتِهِ غَرِدِ الضَحاءِ ذُبابُهُ
في زاهِرٍ مِثل النُجُومِ أَمالَهُ / ظَلَمٌ فَتَمَّ وَلَم يَهِج إِعشابُهُ
فَبَدا وَما عَمِدَت بِذاكَ تَبَرُّماً / جِيدٌ يمُجُّ عَلى اللُبانِ سَخابُهُ
مِسكاً وَجادِيَّ العَبير فَأَشرَقا / حَتّى كَأَنَّ دَماً يُقالُ أَصابَهُ
تُدنى عَلى اللِيتَينِ أَسحَمَ وارِداً / رَجِلاً يَشِفُّ لناظِرٍ جِلبابُهُ
وَكَأَنَّ أَحوَرَ مِن ظِباءِ تَبالَةٍ / يَقرُو الخَمائِلَ حِينَ تَمَّ شَبابُهُ
أَهدى لِعَمرةَ مُقلَتَيهِ إِذ رَمَت / نَحوي بِما لا يُستَطاعُ ثَوابُهُ
مِن طَرفِها إِني رَأَيتُ مُكَثِّراً / نَما عَلَيها لا يَريمُ إِهابُهُ
وَتَبَسَّمَت لِيَ عَن أَغَرَّ مُؤَشَّرٍ / ظَلمِ تَحَيَّرَ بارِدٍ أَنيابُهُ
كَغَريضِ مَوهِبَةٍ أَطافَ بِمائِها / طَودٌ تَمَنَّعَ أَن تُنالَ لِصابُهُ
بَيضاءَ تَنسُجُها الصَبا في مُشرِفٍ / حَلَّ القُلُوبَ الصادِياتِ حِجابُهُ
فَعَلَونَ أَوطِئَةَ الخُدورِ كَما عَلَت / رُقبُ المَها كُثُباً تَحِفُّ هِضابُهُ
أَنقاءَ وَحشِيِّ الأَلا أَسكانُهُ / فِيها يَقيلُ وَرَعيُها إِخصابُهُ
فَتَبِعتُهُنَّ لِنِيَّةٍ شَحَطَت بِهِم / كَالنخلِ حانَ لِمُجتَنٍ أَرطابُهُ
وَأَنَختُ مُنعَقِدَ الحِبالِ وَفَوقَهُ / رَحلٌ تَغَشَّت بَزَّهُ أَجلابُهُ
مِن خَلفِهِ لَدنُ المَهَّزةِ قاطِعٌ / ضافٍ تَضَمَّنَهُ لِذاكَ قِرابُهُ
فَتَبِعتُهُم وَلَنِعمَ صاحِبُ واحِدٍ / في الوَحشِ يَبدُرُ قَبلَهُ أَصحابُهُ
حَتّى إِذا اِختَلَطَ الظَلامُ وَقارَبُوا / زُرقاً وَأَسهَلَ لِلمُنيخِ جَنابُهُ
نَزَلُوا كَما نَزَلَ الحَجيجُ بِأَبطَحٍ / ضَمَّتهُمُ عِندَ الجِمارِ حِصابُهُ
أَرِقتُ بِسَلعٍ إِنَّ ذا الشَوقِ يَأرَقُ
أَرِقتُ بِسَلعٍ إِنَّ ذا الشَوقِ يَأرَقُ / لِبَرقٍ تَبَدّى آخِرَ اللَيلِ يَخفُقُ
أَشِيمُ سَناهُ مِن بَعِيدٍ وَرُبَّما / تُشامُ البُرُوقُ مِن بَعِيدٍ فَتَصدُقُ
فَما ذِقتُ مِن نَومٍ وَما زالَ عامِلاً / إِلى الصُبحِ ذاكَ البارِقُ المُتَأَلِّقُ
لَهُ تَعتَري المَرءَ الغَرِيبَ صَبابَةٌ / وَشَوقٌ إِلى أَوطانِهِ حِينَ يَبرُقُ
فضنَبَّهتُ لَمّا شَفَّني الوُجدُ وَالبُكا / أَخاً لِلَّذي قَد غالَني وَهوَ مُطرِقُ
عَزُوفاً عَنِ الأَهواءِ لَم يُحى لَيلَةً / لِشَوقٍ وَلَم يُرفَع إِلى الجَنب مِرفَقُ
خَفِيّاً عَلى ظَهرِ الفِراشِ كَأَنَّهُ / بِهِ فَقَرٌ مِن حُبِّهِ النَومَ مُلصِقُ
فَهَبَّ وَما هَبَّت مِنَ العَجزِ عَينُهُ / وَمِن سِنَةٍ أَوصالُهُ لا تُطَلَّقُ
إِذا رامَ تَكلِيمي بَداهُ بِبُحَّةٍ / وَسَدَّ سَبِيلَ القَولِ رِيقٌ فَيَشرَقُ
يَقُولُ فَيَلحاني كَثيراً وَإِنَّهُ / إِذا لامَني عِلمي مِراراً لَأَخرَقُ
يُكَلِّفُني جَمعاً لِقَلبٍ مُفَرَّقٍ / وَيَأبى اِجتِماعاً قَلبُكَ المُتَفَرِّقُ
فَمِنُهُ فَرِيقٌ بِالحَرامِ وَبَعضُهُ / بِوَجٍّ وَبَعضٌ بِالمَدينَةِ مُوثَقُ
فَهَلّا وَدارُ الحَيِّ مُصقِبَةٌ بِهِم / وَشَملُكَ مَجمُوعٌ وَغُصنُكَ مُونِقُ
بَكَيتُ لَما قَد كانَ أَوهُوَ كائِنٌ / مِنَ النَأيِ وَالهُجرانِ إِن كُنتَ تُشفِقُ
إِلى أَيِّ دَهرٍ فَافتَدِه أَنتَ هَكَذا / وَقَلبُكَ بِالشَجوِ المُبَرِّحِ مُعَلَقُ
إِذا رُمتَ كِتماناً لِوَجدِكَ حَرَّشَت / عَلَيكَ العِدى عَينٌ بِسِرِّكَ تَنطُقُ
لَها شاهِدٌ مِن دَمعِها كُلَّما رَقا / جَرى شاهِدٌ مِن دَمعِها مُتَرَقرِقُ
يا مَن لِعَينٍ قَد أَجلى نَومَها الأَرَقُ
يا مَن لِعَينٍ قَد أَجلى نَومَها الأَرَقُ / فَدَمعُها بَعدَ نَومِ الناسِ يَستَبِقُ
لَم تَرقُدِ اللَيلَ مِن هَمٍّ أَلَّم بِها / حَتَّى اِرتَدى في الصَباح الواضِحِ الأُفُقُ
لَم أَجنِ ذَنباً وَلَم آتي لَكُم سَخطاً / فَفيمَ تُحجَبُ عَنّي دُونَكِ الطَرُقُ
قَد أَوثَقَتهُ بِغُلّ وَهيَ مُطَلَقَةٌ / هَل يَستوي الموثَقُ المَغلُولُ وَالطَلِقُ
فَمَن تَكَلَّفَ حُباً أَو تَخَلَّقَهُ / فَإِنَّ حُبَّكِ مِنّي شِيمَةٌ خُلُقُ
ما أَستَطِيعُ سِواهُ قَد عَلِمتِ وَما حُبِّي / بمَذقٍ وَبِئسَ الخُلَّةُ المَذَقُ
سَمَّيتني خَلَقاً لِخُلَّةٍ قَدُمَت / وَلا جَديدَ إِذا لم يُلبَسِ الخَلَقُ
يا أَيُّها المُتَحَلِّي غَيرَ شِيمَتِهِ / وَمَن خَلائِقُهُ الاقصارُ وَالمَلَقُ
إِرجِع إِلى الحَقِّ إِمّا كُنتَ فاعِلَهُ / إِنَّ التَخَلُّقَ يَأتي دُونَهُ الخُلُقُ
وَلا يُواتِيكَ فيما نابَ مِن حَدَثٍ / إِلّا أَخو ثِقَةٍ فَاِنظُر بِمَن تَثِقُ
أَضاعُوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعُوا
أَضاعُوني وَأَيَّ فَتىً أَضاعُوا / لِيَومِ كَريهَةٍ وَسِدادِ ثَغرِ
وَخَلَّوني لِمعتَرَكِ المَنايا / وَقَد شَرَعَت أَسِنَّتُها لِنَحرى
كَأَنّي لَم أَكُن فيهِم وَسِيطاً / وَلا لِي نِسبَةٌ في آل عَمرِو
أُجَرَّرُ في الجَوامِع كُلَّ يَومٍ / أَلا لِلّهِ مَظلَمَتي وَصَبري
عَسى المَلِكُ المُجِيبُ لِمَن دَعاهُ / يُنَجِّيني فَيَعلَمَ كَيفَ شُكري
فَأَجزِىَ بِالكَرامَةِ أَهلَ وُدي / وَأُورِثَ بِالضَغائِنِ أَهلَ وِترى
أَقُولُ عَشاءً لِلطَويلِ تَعَجُّباً
أَقُولُ عَشاءً لِلطَويلِ تَعَجُّباً / وَقَد فاضَ ماءُ العَينِ مِنّي فَأَسجَما
فَوَاللَهِ ما أَدرى أَحَوباءُ أَهلِها / هُمُ ظَلَمُوني أَم أَنا كُنتُ أَظلَمَا
قَعَدتُ فَلَم أُرسِل وَلا أَرسَلُوا هُمُ / بِشَيءٍ إِلَينا صاحِ حَولاً مُجَرَّما
فَهَل أَنتَ آتٍ أَهلَ لَيلى فَناظِرٌ / لِذَنبي جَفَوني أَم جَفَوني تَعَرُّما
فَإِن يَكُ في ذَنبي ففي ذاكَ حُكمُهُم / وَحَسبُ امرئٍ في حَقِّنا أَن يَحكَّما
فَإِن تَكُ لَيلى أَذنَبَت وَتَعَتَّبَت / لِتَعلَم ما عِندي مَشَيتُ تَزَغُّما
إِلَيها فَلَم أَذكُر حَياتي ذَنبَها / وَأَطلَلت حَقِّي إِن أَصابَت لَنادَما
فَكُن لي طَبيباً وَاشفِ نَفساً مَرِيضَةً / بِلَيلى وَقَلباً ذا خَبالٍ مُقَسَّما
تَكُن لَكَ عِندي نِعمَةٌ بَعدَ نِعمَةٍ / أَصابَت بِها قَلبي كِلابَةُ بَعدَما
تَناءى بِلَيلى ذُو شَتاتٍ فَنِلتَها / بِها حَيثُ أَقصاها وَلَم أَرقَ سُلَّما
وَلَكن بِرفقٍ أَو رُقىً لَودَعَت بِها / مِن الرُقشِ في لِصبٍ تَقَرَّبَ أَعرَما
كمثل شِهابِ النار في كَفِّ قابِسٍ / إِذا الريح هَبَّت وَهوَ كابٍ تَضَرَّما
أَبَنَّ عَلى الحُوّاءِ حَتّى تَناذَرُوا / حِماهُ فَأَحماهُ مِن الناسِ وَاِحتَمى
لَظَلَّ مُصِيخاً سامِعاً ثُمَ إِنَّها / إِذا نَفَثَت لَم يَألُ إِلّا تَقَدُّما
وَما ذاكَ مِن سِحرٍ وَلَكِنَّ رِفقَها / إِذا نالَ صَعباً كانَ حَرّانَ سَلَّما
هاجَ قَلبي بَعدَما كانَ سَكَن
هاجَ قَلبي بَعدَما كانَ سَكَن / لِبُرَيقٍ لاحَ مِن نَحوِ اليَمَن
فلَاعتَراني الشَوقُ لَمّا خِلتُهُ / مَوهِناً قَد لَجَّ وَهَناً وَالحَزَن
فَالحِمى مِنهُ حِمى العَرَجِ إِلى / أَظرُبِ الأَحسا إِلى القَصرِ قَمَن
تِلكَ أَوطانٌ لِلَيلى وَلَنا / ما يَهيجُ ذا الهَوى إِلّا الوَطَن
باتَ يَلحاني رَفيقي أَن رَأي / سَنَنَ الدَمع وَلِلدَمعِ سَنَن
قُلتُ يا صاحِ إِذا ما لَم تُعِن / فَدَعِ اللومَ هَوى لَيلى فَمَن
يَعتَريهِ مِن مُحِبٍّ شَوقُهُ / نازِحِ الدارِ غَرِيبٍ ذي شَجَن
فَاِرعَوى عَن ذاكَ إِذ فَطَّنتُهُ / لِلّذي نَلقى وَما كانَ فَطِن
ما هاجَ قَلبَكَ يَومَ العَرجِ مِن ظُعُنِ
ما هاجَ قَلبَكَ يَومَ العَرجِ مِن ظُعُنِ / جَدَّدنَ بِالرَيطِ وَالسِيجانِ مِن شَجَني
شُعثٍ تَعَطَّلنَ لَم يَعرَينِ مِن كُحُلٍ / وَلا خِضابٍ وَلا غَسلٍ وَلا دُهُنِ
سَوافِرٍ مِثل صَيفّي الغَمام جَلا / بِالبَرقِ عَنهُ وَجَلّى طخيَةَ الدُجُنِ
إِلّا الَّذي أَبصَرَتهُ العَينُ إِذ وَقَفُوا / مِنهُم وَلَو خِفتُ ما قَد كانَ لَم يَكُنِ
مِن كُلِّ صَفراءَ مِثلِ الرِيمِ خَرعَبَةٍ / في ناصِعِ اللَونِ تَحتَ الرَيطِ كَاللَبَنِ
مَمكُورَةِ الساقِ رابٍ ما أَحاطَ بِهِ / مِنها الأَزارُوَجالَ الكَشحُ في البَدَنِ
لَها وَساوُسُ تَجري في تَحَرُّكِها / ما لَم يَكُن بَينَ أَثناءٍ مِنَ العَكَنِ
نَزَلنَ بِالرَوضِ ذي الحُوؤانِ في أُصُلٍ / مِنَ العَشِيِّ وَلم يَنزِلنَ في الدِمَنِ
يَمُرنَ مَورَ المَها تُزجى جَآذِرَها / إِذا تخافُ عَلَيها مَوضِعَ الثُكَنِ
فِيهِنَّ بِهنانَةٌ كَالشَمسِ إِذ طَلَعَت / تُصبى الحَلِيمَ بِدَلٍّ فاخِرٍ حَسَنِ
كَالغُصنِ هَبَّت لَهُ رِيحٌ بِرابِيَةٍ / مِنَ العَماءِ أَتَت مِن وَجهةِ اليَمَنِ
كَأَنَّما بَعَثَت بِالنَشرِ مِن سُفُنٍ / جاءَت مِن الهِندِ سيفَ البَحرِ مِن عَدَنِ
وَما تَطَيَّبُ إِلّا إِنَّ طِينَتَها / مِن عَنبَرٍ خُلِقَت مِن أَطيَبِ الطِينِ
إِذا دَعَتهُنَّ لضم يَقعُدنَ وَانِيَةً / صَفدَ الجِيادِ عَلى أَرسانِها الصُفُنِ
يَقُمنَ إِعظامَها يَنظُرنَ ما أَمَرَت / كَما تَقُومُ نصارى الرُومِ لِلوَثَنِ
حَتّى اِستَمَرُّوا وَطَرفُ العَينِ يَتبَعُهُم / بِواكِفٍ مِن دُمُوعِ العَينِ ذي سِنَنِ
كَأَنَّها حِينَ جادَ الماقِيانِ بِها / دُرٌ تَساقَطَ مِن سِمطَين في قَرَنِ
ما زِلتُ أُبصِرُهُم حَتّى أَتى شَرَسٌ / مِن دُونِهِم وَفُزُوعُ الأَثلِ مِن حَضَنِ
فَقُلتُ إِذ لامَني في الوَجدِ ذُو عَنَفٍ / غَيرُ الفَقيهِ بِذاكَ الدِينِ وَالمَحَنِ
القَلبُ رَهنٌ لَها بِالوُدِّ ما عَمَرَت / وَقَد غَنِيتُ وَقَلبي غَيرُ مُرتَهَنِ
لَيتَ الآلهَ اِبتَلاها بِي وَإِن كَرِهَت / كَما اِبتلاني بِها في سالِفِ الزَمَنِ
عُوجى عَلَيَّ وَسَلِّمي جَبرُ
عُوجى عَلَيَّ وَسَلِّمي جَبرُ / فِيمَ الصُدُودُ وَأَنتُمُ سَفرُ
فَكَفى بِهِ هَجراً لَنا وَلَكُم / أَنّي وَذَلِكَ فَاِعلَمي الهَجرُ
لا نَلتَقي إِلّا ثَلاثَ منىً / حَتّى يُشَتِّتَ بَينَنا النَفرُ
بِالشَهرِ بَعدَ الحَولِ نُتبِعُهُ / ما الدَهرُ إِلّا الحَولُ وَالشَهرُ
لَو كُنتِ ماكِثَةً عَذَرتُكُمُ / لِبِعادِنا وَلَكانَ لي صَبرُ
عَن حُبِّكُم وَنَذَرتُ صرمَكُمُ / حِيناً وَهَل لِمُتَيَّمٍ نَذرُ
نَظَرَت بِمُقلَةِ مُغزِلٍ عَلِقَت / فَنَناً تَنَعَّمَ نَبتُهُ نَضرُ
يُثنى بَناتَ فُؤادِها رَشأٌ / طَفلٌ تَخَّونَ مَشيَهُ فَترُ
في مَوقِفٍ رَفَع الوُشاةُ بِهِ / أَبصارَهُم فَكَأَنَّها الجَمرُ
وَعَرَفتُ مَنزِلَةً فَقُلتُ لَها / بِالقَصرِ مَرَّ لِعَهدِهِ عَصرُ
أَقوى مِن آل جُبَيرَةَ القَصرُ / فَقِرانُها فَتِلاعُها العُفرُ
فَالبئرُ مُوحِشَةٌ فَسِدرَتُها / فَهِضابَها الشَرقيَّةُ الحُمرُ
مِن كُلِّ خَرعَبَةٍ مُبتَّلَةٍ / صِفرِ الوِشاحِ كَأَنَّها بَدرُ
حَوراءَ يَمنَعُها القِيامُ إِذا / قَعَدَت تَمامُ الخَلقِ وَالبُهر
كَالعِذقِ في رَأسِ الكَثيبِ نَما / طُولاً وَمالَ بِفَرعِهِ الوِقرُ
مَشيَ النَزيفِ يَجُرُّ مِئزَرَهُ / ذَهَبَت بِأَكثَر عَقلِهِ الخُمر
قَصرٌ بِهِ رُودُ الشَبابِ لَها / نَسَبٌ يُقَصِّرُ دُونَهُ الفَخرُ
زَهراءُ يَسمُو لِلعَلاءِ بِها / آباؤُها وَعَقائِلٌ زُهرُ
وَرِثَت عَجائزها العَفاف وَما / قَدَّمنَ مِن خَيرٍ لَهُ ذِكر
فَإِذا الجَليدُ مَعَ الضَريبِ مَعاً / سَفَعَ العِضاةَ وَأَقحَط القَطرُ
وَاِستَحوَذَت رِيحُ الشَمالِ عَلى / أَثوابِهِ وَتَمَصَّحَ البُسرُ
لَم يُؤذِها حَدُّ الشِتاءِ وَلَم / يُرفَع لَها لِتَطَلُّعٍ سِترُ
أَلا مَن لِعَينٍ لا تَزالُ تَسِيلُ
أَلا مَن لِعَينٍ لا تَزالُ تَسِيلُ / وَعَينُ المُحبِّ المُستَهامِ هَمُولُ
وَطَرفٍ أَبى يا عَمرَ إِلّا اتِّباعَكُم / وَقَلبٍ أَبى إِلّا عَلَيكِ يَجُولُ
أَبي شِقوةً أَن يَرعَوي وَهوَ مالَهُ / إِلَيها أُرى حَتّى المَماتِ سَبيلُ
وَهاجَ لَهُ حُبُّ البَخيلَةِ حُزنَهُ / وَقِدماً يُحَبُّ الشَيءُ وَهوَ بَخيلُ
وَإِنّي وَإِنحَلَّأتِ قَلبي لَقائلٌ / وَذَو البَثِّ يَعنيهِ الهَوى فَيَقُولُ
حَبَستِ هَداكِ اللَهُ قَلبي لِحَقِّهِ / وَتَقضي نِساءٌ ما لَهُنَّ قَليلُ
وَلَو شاءَ قَلبي باعَ غَيرَكِ فَاِقتَضى / وَلَكِنَّهُ يَأَبى وَأَنتِ مَطُولُ
وَإِنَّ إِنصِرافي عَنكِ لا تُنقِصينَ لي / مِنَ الحَقِّ شَيئاً فَاعلَمي لِثَقِيلُ
يَقُولُ نِساءٌ حُبُّ عَمرَةَ شَفَّني / زَعَمنَ وَفي جِسمي لِذاكَ نُحُولُ
وَوَاللَهِ ما أَحبَبتُها حُبَّ رِيبَةٍ / وَلَكنَّما ذاكَ الحُبابُ قَتُول
دَعَت قَلبَهُ عَينٌ إِلَيها مَشُومَةٌ / عَلَيهِ وَعَينٌ لِلفُؤاذِ دَليلُ
لَدى الجَمرَةِ الوُسطى أَصيلاً وَحَولَها / نَواعِمُ حُورٌ دَلُّهُنَّ جَميلُ
تَكَنَّفنَها مِن كُلِّ شِقٍّ كَأَنَّها / سَحابَةُ صَيفٍ تَنجَلي وَتَحيلُ
إِذا ضَرَبَت بِالبُردِ مِن دُونِ وَجهِها / تَلالا أَحَمُّ المُقلَتَينِ أَسِيلُ
عَلى جِيدِ أَدماءٍ مِنَ الوَحشِ حُرَّةٍ / لَها نَظَرٌ يُبلي المَشُوقَ كَلِيلُ
أَقُولُ بِأَعلى نَخلَتَينِ وَقَد مَضى
أَقُولُ بِأَعلى نَخلَتَينِ وَقَد مَضى / مِنَ اللَيلِ شَطرُ اللَيلِ وَالرَكبُ هاجِعُ
لِذي لَطَفٍ مِن صُحبَتي وَهوَ دُونَهُم / أَقاتِلتي إِني إِلى اللَهِ راجِعُ
يَمانِيَةٌ مِن أَهلِ فَوزٍ تَشُوقُني / وَتَأتي بِرَيّاها الرِياحُ الزَعازِعُ
وِمِمّا يَهيجُ القَلبَ يا صاحِ نَحوَها / إِذا باكَرَ الأَيكَ الحَمامُ السَواجِعُ
كَأَنّي لِذِكراها إِذا اللَيلُ جَنَّني / أَسيرُ عَدُوٍّ أَسهرَتهُ الجَوامِعُ
يَرى المَوتَ غُنماً راحَةً وَالَّذي بِهِ / عَلَيهِ عَناءٌ فَهُوَ بِالمَوتِ طامِعُ
فَكَيفَ بِذِكراها وَبِالعَرجِ مَسكَني / وَمِن دُونِها الشُمُّ الجِبالُ الفَوارِعُ
بَلى في المطيٍّ القُودِ لِلمَرءِ في الهَوى / إِذا ضافَهُ هَمٌ شَديدٌ مَنافِعُ
وَنِعمَ دَواءُ النَأي وَالكَرب جَسرَةٌ / وَأَبيَضُ مَصقُولُ الغَرارَينِ قاطِعُ
أَجُولُ بِها عَرمَ السُرى بِتَنُوفَةٍ / بِها لِلقَطا قَد فارَقَتهُ مَواقِعُ
كَمُفتَحَصِ المَقرُورِ بِاللَيلِ شَفَّهُ / ضَرَيبٌ فَلِلِّحيَينِ مِنهُ قَعاقِعُ
فَإِنّي وَإِيعاد العِدى فِيكِ نَحوَكُم / أَنُوفَ العِدى حَتّى أَزُرَكِ جادِعُ
وَوَرّادُ حَوضٍ أَنتِ حَضرَةُ مائِهِ / وَإِن ذادَني الذُوّاد عَنهُ فَشارِعُ
أَلَم تَعلَمي أَن رُبَّ باذِلَةٍ لَنا / هَواها فَلا أَدنُو لَها فَتُصانِعُ
عَلَيَّ وَإِنّي بِالقَليلِ مِن الَّذي / لَدَيكِ وَلَو صَرَّدتِهِ لِيَ قانِعُ
مِنَ الحُورِ لَو تَبدُو لِأَشمَطَ راهِبٍ / تَعَبَّدَ مِمّا أَحرَزَتهُ الصَوامِعُ
ثَمانينَ عاماً رامَها إِن دَنَت لَهُ / وَضاقَ بِهِ مِحرابُهُ وَهوَ واسِعُ
إِذا اللَيلُ آواها إِلى السِترِ بَعدَما / تَضَمَّنَ سُمّارَ النَدِيِّ المَضاجِعُ
تَفُوحُ خُزامى طَلِّهِ مِن ثِيابِها / تُخالِطُ مِسكاً أَنبَتَتها الأَجارِعُ
يَشُبُّ مُتُونُ الجَمرِ بِالند نارَهُ / وَبِالعَنبَرِ الهِندِيِّ فَالعَرفُ ساطِعُ
كَأَنَّ عُقاراً قَهوَةً مَقدِيَّةً / أَبى بَيعَها خبٌّ مِنَ التَجرِ خادِعُ
ثَلاثَةَ أَحوالٍ يُحاوِلُ فُرصَةً / مِنَ السُوقِ لا يَدري مَتى السُوقُ نازِعُ
يُعَلُّ بِها أَنيابُها بَعدَ هَجعَةٍ / وَقَد مالَ لِلغورِ النُجُومُ الطَوالِعُ
مَن لِنَفسٍ عَنِ الهَوى لا تَناهى
مَن لِنَفسٍ عَنِ الهَوى لا تَناهى / لا تُبالي أَطاعَها أَم عَصاها
عاذِلٌ في الهَوى بِنُصحٍ وَيَخشى / أَن يَسُوقُ الرَدى إِلَيها هَواها
لَو بِهِ ما بِها مِن الوَجدِ لَم يَن / هَ مُحِبّاً وَلم يُبالِ بَلاها
خامَرَت مِن هَوى عَثيمَةَ داءً / مُستَكِنّاً لِحُبِّها أَذواها
ثُمَّ قالَت لَهُ سَأَعصيكَ فيها راغِماً / مِثلَما عَصَتني نِساها
إِنَّها حَيثُ ما تَكُونُ مِن الأَر / ضِ فَغُضَّ المَلامَ فيها مُناها
إِنَّها بِنتُ كُلِّ أَبيَضَ قَرمٍ / مَلِكٍ نالَ مِن قُصَىٍّ ذُراها
وَبَنى المَجدَ صاعِداً فَعَلتهُ / عَبدُ شَمسٍ وَهاشِمٌ أَبواها
فَهِيَ لا تُدرِكُ النِساءُ بِسَعيٍ / أَبَداً حِينَ يَفخرُونَ مَداها
لَسنَ حُوراً عَقائِلاً هُنَّ مِنها / إِنَّ في الناسِ فَاعلَمُوا أَشباها
أُمُّها البَدرُ أُمُّ أَروى فَنالَت / كُلَّ ما يُعجِزُ الأَكُفَّ يَداها
إِنَّ عُثمانَ وَالزُبَيرَ أَحَلّا / دارَها بِاليَفاعِ إِذ وَلَداها
وَنَبِيُّ الهُدى وَحَمزَةُ إِبدأ / بِهِما إِذ نَسَبتَها خالاها
نَبَتَت في نُجومِ رَبوَةِ رَملٍ / يُنشَرُ المَيتُ إِن يَشُمَّ ثَراها
مِن تُرابٍ بَينَ المَقامِ إِلى الرُك / نِ بَراها إِلالهُ حِينَ بَراها
قُصَوىٌّ مِنهُ قُصيٌّ وَلَم يَخ / لُطهُ طِينُ القُرى وَلا أَكباها
ذَبَّ عَنها قُصَيٌّ كُلَّ عَدُوٍّ / فَنَفاهُ وَجُرهُماً أَجلاها
سارَ بِالخَيلِ وَالحُمُولِ فَلَم تَع / لَم قُرَيشٌ بِذاكَ حِينَ أَتاها
في كَراديسَ كَالجِبالِ وَرَجلٍ / يُفزِعُ الأَخشَبَينِ طُولُ قَناها
فَتَمارَت بِهِ قُرَيشٌ فَلَمّا / أَن رَأَت لَم تَشُكَّ فيهِ لِواها
عَرَفَت مَكَّةُ الحَرامُ قُصَيّاً / وَقُصَيٌّ قُرَيشَ إِذ بَوّاها
أَنزلَ الناسَ بِالظَواهِرِ مِنها / وَتَبَوّا لِنَفسِهِ بَطحاها
وَابتنوا بِالشِعابِ وَالحَزنِ مِنها / وَتَفَجّا عَن بَيتِهِ سَيلاها
لَن تُمارى قُصَيُّ في المَجدِ إِلّا / أَكذَبَ اللَهُ كُلَّ مَن ماراها
وَبِحَسبِ الفَتاةِ قُرباً مِنَ المَج / دِ قُصَيٌّ إِن يَعدِلُوا مَولاها
مِنهُمُ الطَيِّبُ النَبيُّ بِهِ اللَ / هُ إِلى بابِ كُلِّ خَيرٍ هَداها
بَرَّدَ النارَ عَنهُمُ حِينَ فارَت / تَرتَجي أَكلَهُم وَأَحمى حِماها
ثُمَّ حُجّابُ بَيتِهِ بَعدُ مِنهُم / وَحِياضَ الحَجيجِ قَد وَلّاها
ثُمَّ وَلّى وَلَن يَزالوا وُلاةً / رَبُّنا اللَهُ خَلقَهُ خُلفاها
أَهاجَكَ رَبعٌ عَفا مُخلِقُ
أَهاجَكَ رَبعٌ عَفا مُخلِقُ / نَعَم فَفُؤادُكَ مثستَغلِقُ
لِذِكرِكَ مَن قَد نَأَت دارُهُ / وَقَلبُكَ في إِثرِهِ مُوثَقُ
يُذَكِّرُني الدَهرَ ما قَد مَضى / مِنَ العَيشِ فَالعَينُ تَغرَورِقُ
لَياليَ أَهلي وَأَهلُ الَّتي / دُمُوعي لِذِكرَتِها تَسبِقُ
خَلِيطانِ مَحضَرُنا وَاحِدٌ / وَحَبلُ المَوَدَّةِ لا يَخلُقُ
لَنا وَلهندٍ بِبَطنِ العَقي / قِ مُبدىً وَمَنزِلُهُ مُونِقُ
فَإِن يَكُ ذاكَ الزَمانُ اِنقَضى / وَحَبلُكَ مِن حَبلِها مُطلَقُ
فَقَد عِشتُ فِيما مَضى خِدنَها / لَيالي الوِصالُ بِها يَعنقُ
أَرسَلَت أُمُ جَعفَرٍ لا تَزرنا
أَرسَلَت أُمُ جَعفَرٍ لا تَزرنا / لَيتَ شِعري بِالغَيبِ ماذا دَهاها
أَن أَتاها مُحَرِّشٌ بِحَدِيثٍ / كاذِباً ما أَرادَ إِلّا رَداها
ثُمَّ أَصغَت لَهُ وَلَو كانَ عِندي / قالُهُ قُلتُ عَدِّهِ لِسِواها
بِئسَ ما قُلتَ لا تَظُنَّنَّ أَنّي / سامِعٌ قَولَ قائِلٍ إِن بَغاها
إِن أَكُن سُؤتُها بِما لَم أُرِدهُ / في حَديثٍ بِهِ فَعِندي رِضاها
أَصبَحَ الخَيفُ بَعدَ نُعمٍ خَواءً
أَصبَحَ الخَيفُ بَعدَ نُعمٍ خَواءً / فَثَبيرٌ فَبَلدَحٌ فَحِراءُ
أَصبَحَت دارُها مَسيرةَ شَهرٍ / ذاكَ لِلقَلبِ فِتنَةٌ وَعَناءُ
وَأَستَحَبُّوا دُوني البِلاط فَسَلعاً / فَقُباءً وَأَينَ مِنّي قُباءُ
لَيتَ نُعماً دَنَت بِها اليَومَ دارٌ / لَيتَ شِعري أَكلُّ هذا جَفاءُ
فَلَقَد قُلتُ إِذ تَوَلَّت وَصَدَّت / ذاكَ وَاللَهِ لِلفُؤادِ شَقاءُ
أَنتِ يا نُعمُ شَقوَةٌ عَرَضَت لِي / بِئسَ حَظّاً مِنَ الكَريمِ الشَقاءُ
أَبِهَجرٍ يُوَدِّعُ الأَجوارُ
أَبِهَجرٍ يُوَدِّعُ الأَجوارُ / أَم مَساءً أَم قَصرُ ذاكَ اِبتِكارُ
قَرَّبَتني إِلى قُريبَةَ عَيني / يَومَ ذي الشَري وَالهَوى المُستَعارُ
وَوَداعي الصِبا وَقَلبٌ إِذا لَ / جَّ لِجُوجٌ فَما يَكادُ يُصار
فَثَنَائي عَلَيكِ خَيرُ ثَناءٍ / إِن تَقَرَّبتَ أَو نَأت بِكِ دارُ
وَلِكِ الهَمُّ حَيثُ كُنتُ وَكُنتُم / وَإِلَيكِ الأَحلامُ وَالأَشعارُ
أَنتُمُ هَمُّنا وَكُبرُ مُنانا / وَأَحادِيثُنا وَإِن لَم تَزارُوا
وَأَرى اليَومَ ما نَأَيتِ طَويلاً / وَاللَيالي إِذا دَنَوتِ قِصارُ