القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن غَلبون الصُّوري الكل
المجموع : 626
أرأيتَ ما صنع القريبُ النائي
أرأيتَ ما صنع القريبُ النائي / أيامَ أغرب في حديث بُكائي
متساقط العبراتِ كالجمراتِ من / حَولي فواعَجبي لجمرِ الماءِ
وأَظلُّ أعترضُ الرياح تنسماً / فأعالجُ الأهواءَ بالأهواءِ
ومهفهفٍ صحت على طول الضنا / أجفانُه فدواؤها من دائي
إِن نختلِط فقد اختلَفنا فانظروا / فالخلفُ داعي فرقة الخلطاءِ
كم أحمل الهمّ الغريب لصاحب ال / حُسنِ الغريبِ بليت بالغرباءِ
مِن كلِّ أسمر جفنُه أذخلتُه / لولا ذبول الصعدةِ السمراءِ
لا ينكرنّ العاذلون تفردي / من دونه بالوجدِ والبرحاءِ
فبما أكاتبُه أجيبَت دَعوتي / وفديتُه من سائِر الأسواءِ
جعلت مراشفه تلوذ بلحظه / حتى حمى اللمياء بالنجلاءِ
نكبت كِنانتها وقامت دونَها / ترمي فم الداني وعين الرائي
لئن احتمت لقد احتمت من قبلها / بأبي الحسين رئاسة الرؤساءِ
وأباحَها لمن استقلَّ نعيمها / فأباح منها أصعب الأشياءِ
قوموا انظروا ما قام يصنعُ فانظروا / ما يستحق به من الأسماءِ
لقد استقامَ على طريقٍ في العُلى / خشناءَ موحشةٍ من الرفقاءِ
ربطَ المكارمَ في جوانبِ بيته / لحوادثٍ يحدثنَ في العلياءِ
فالمجدُ رُبتما وهت أركانه / حتى يُردَّ إلى يدَي بناءِ
نهضَت لتدبيرِ الممالكِ نفسه / فاستنهضَته لأثقلِ الأعباءِ
فقواطعُ الأسيافِ في أغمادها / محبوسةٌ كقواطعِ الأراءِ
إلا تكن نلت الوزارة ناشئاً / فلقد نشأت مدبر الوزراءِ
في نور مكرُمَةٍ ونارِ عزيمةٍ / يتناهبانِ غياهبَ الظلماءِ
أطاعكَ الدمع الذي كان عصى
أطاعكَ الدمع الذي كان عصى / فابكِ دماً ما أمكن العينَ البكا
وعاقبِ العينَ بدمعٍ هاطلٍ / أحقّ عندي بالعقاب من جَنى
فطالما أمرجته في حدقٍ / لولا الفتور قلت أحداقُ الظبى
يا لكِ من أيام وصلٍ سلفت / أعقبَها الدهرُ بأيام نوى
ما فرقة الأحباب بعد وصلِهم / إلا كشيبٍ واقعٍ معَ الصبي
إذا الهَوى حاولتَ منه سلوةً / ولم تطِقها فهو من أحلى الهوى
ليس المحب من إذا فواده / رام سُلواً عن أحباه سلا
وذات خلخالٍ من التبر غداً / من وضحِ الفضة محشواً حُلى
كأنما قضيبُ نورٍ دائر / بدَورِه قضيبُ نارٍ قد أضا
لها لوىً من رِدفها يحمله / ذو دقةٍ يضعفُ عن حمل اللوا
ومبسمٌ لاحَ لنا من ضَوئِه / بَرقٌ ولكن ليسَ للبرقِ بقا
وروضةٌ برقعَها حياؤها / زهرة وردٍ باللحاظِ تجتَنى
ومقلةٌ قتالةٌ بلَحظِها / ليس تخاف قوداً ولا أذى
لو نظرت مثالها في غيرها / ألبسها منظره ثوبَ الضنى
وأهيفٍ تَحسبه إذا بدا / قضيبَ بانٍ حاملاً بدرَ دُجى
يجمعُ للناظِر في منظرِه / إذا بدا لونَ الصباح والمَسا
ضدان لم يجتمعا إلا لِما / سام الورى فيه منونٌ ومُنى
تَستَحسنُ الغدر بنا أجفانُه / حتى كأن الغدر في الناسِ وفا
دقّت على أفهامِنا أوصافُه / كأنّه في الأرضِ من أهل السما
بدلتُ من قلبي سواه فلقد / أقلقني بين ظباءٍ ومَهى
يحمل أثقال الهوى مجتهداً / وهو ضعيف الصبر منهدّ القوى
إن كنت لا أبقى بغير نكبةٍ / تبقى فما فضل البقا على الفنا
في كل يومٍ أنا بين غادرٍ / وهاجرٍ أكرع كاسات الردى
أبيننا يا دهرُ ثارٌ تبتغي / إدراكه مني أم سفكُ دِما
ما فيكَ للعتبِ مكانٌ يرتجى / نجاحه إلا لمدحٍ وهجا
أشكو إليك بعض ما لقيته / منكَ وهل تنفع شكوى من شكا
أكلَّما غادرتَ وقتاً صافياً / من عيشتي كدَّرت منه ما صفا
تأخذ من أحبّتي أصدقَهم / وداً وأوفاهم إذا عزّ الوفا
أظلمَ في عينيَّ ما كان أضا / فلا ضحى بعدَ الحسين بن ضحى
مات الندى والمجد في ميتته / والأدبُ البارع أودى والنهى
سعى إلى مهجتِه حِمامها / ولو درى ما قدرُها لما سعى
طرفت طرفي أيها الدهر بهِ / فصرت لا أطرف إلا عن قذى
بما العزاء بعده فإنما / كان لنا عمن فقدناه عزا
كم من فتىً تحت الثرى وفضلُه / على الأنام ليس يُحصى كالثرى
مضى وأبقَت ذكرَه أفعالُه / أحسن ما خلَّفته حسن الثنا
وللذي دلَّ من الجودِ عَلى / سبيل مَن قُبيله كان سُدى
سر على أيمن سعدٍ صالح / سار إليه من هدى
أفرقَ حتى ما به داءُ
أفرقَ حتى ما به داءُ / وأدركَ العذالُ ما شاؤا
وعالجَته من هوىً عزمةٌ / إنَّ العزيماتِ أطباءُ
والأغيدُ الأهيفُ أعضاؤه / في أنفس العشاق أهواءُ
تألفت منه وسقمٌ على / العلَّة أجفانٌ وأحشاءُ
وكادَ أن يقطرَ من بينهم / من وَجنَتيه الخمرُ والماءُ
ولم يبن في وجهه ثغره / إذ كان كل فيه لألاءُ
فطالَ مَهوى القرط في جيدِه / كما تراءَت لكَ أدماءُ
لكنّه صدّ فلم تتفق / في الحسن أفعالٌ وأسماءُ
وليلةٍ بيَّضها أنها / في عين من يرقب سوداءُ
وكل ما لم يرَنا هرَّه / تحسُّسٌ فيها وإصغاءُ
يخبطُ في عَشواءَ من حَولنا / وكم عسى تخبطُ عشواءُ
قلت لنَدماني اسقني واحيها / فما صروفُ الدهرِ أحياءُ
قضَت من الحَسرة في وقت ما / قضى عليها زكريَّاءُ
شيخ العلى أيام أشياخها / والناس إذ ذلك أكفاءُ
فما تَرى والقوم لما مَضوا / ما استخلفوا فيها ولا جاؤا
فالمجدُ والجود له والنُّهى / والفضل والمعروف أبناءُ
وكيف لا يعلو العلى من له / فيها على الأيام بناءُ
وللأيادي من نداهُ يدٌ / عامرةٌ بالجودِ غناءُ
عارفةٌ بالجودِ معروفةٌ / وغارةٌ في العُدم شَعواءُ
وهمَّة لما علت أشرقت / كأنها الزهرة زهراءُ
تستخرجُ الأَضغان ألفاظُه / كأنها فيهنّ حواءُ
وساحةُ العافينَ من داره / ممطورةٌ بالجودِ خضراءُ
إذا الملماتُ تعاوَرنَه / وهنَّ للأفهامِ أعداءُ
كفاهُ بالدّربة من حل ما / أشكل تلويحٌ وإيماءُ
لا شيء في الأمر وفيه إذا / شطّت عراه بكَ أشياءُ
هل معَ اليأس رجاءُ
هل معَ اليأس رجاءُ / أم بنو الدنيا سواءُ
فتصاريفُ الليالي / فاعلاتٌ ما تشاءُ
صيَّف الدهرُ بحالي / بعدَما وافى الشتاءُ
أي وقتٍ تعدم ال / جُبّة فيه والكساءُ
يا أبا الصقر وما عِن / دي لنعماك جزاءُ
غيرَ أن أثني ويا نِع / مَ المجازاةِ الثناءُ
فهو للبوسى دواءُ / وهو للنعمى فناءُ
يا عدلُ تصلحُ عدلاً
يا عدلُ تصلحُ عدلاً / على وجوهِ النساءِ
منزهاً عن لواطٍ / تُرمى به أو زناءِ
وغيرُ ذينِ بلاءٌ / واللَهُ ربّ البلاءِ
تُبلى وتُعفى على / رغم آنفِ الأعداءِ
لا عيبَ فيكَ سوى قَو / لِهم قليلُ الحياءِ
فثمَّ عذرٌ أقمنا / هُ معشرَ الأصدقاءِ
تلقى الرجالَ بوجهٍ / من أهل بيتِ اللقاءِ
نمّت وما مرَّ طيبٌ نفحة الطيب
نمّت وما مرَّ طيبٌ نفحة الطيب / من سارقٍ نفسَه في الحيِّ مرعوبِ
مهلاً فما صلحت ريّاك إذ نفحت / لقاتلٍ راحلٍ في إثر مَطلوبِ
سلّم جفونك نأخذها بما اكتسَبت / قتلاً بقتلٍ وتعذيباً بتعذيبِ
فما انتظاري بها إن كان سفكُ دمي / يومَ الحساب عليها غيرَ مَحسوبِ
وحين أضنَيتني أغريتني أبداً / بها كما كنتَ تضنيها فتُغري بي
ولو وهبتُ دمي لم تُغنِ موهبتي / كم من دمٍ سفكتهُ غير موهوبِ
وغادةٍ وقفت في عادةٍ سلفت / من هجرها وكفاها ذاكَ تأنيبي
ولم تُفدني وصِدقي من مودتها / شيئاً سوى طمعٍ في الوصل مكذوبِ
فقُل لسالبتي عقلي عممتِ فما / أشكوكِ إلا إلى وَلهانَ مسلوبِ
جَعلت تعثَّر بالقَبول
جَعلت تعثَّر بالقَبول / وبالدَّبور والجَنوبِ
وإذا تهبُّ الشمألُ اش / تَملت عليها في الهُبوبِ
تجري بذكركَ في مجا / ري الشَّمسِ إلا في الغروبِ
والآن فاشهد أنني تائبٌ
والآن فاشهد أنني تائبٌ / من بعدها يا ابنَ أبي التائبِ
لا أحسنُ الظن وحوشيتَ من / قولي لمصحوبٍ ولا صاحبِ
إن أعرضوا عني فأعراضُهم / من الثناءِ اللازم اللازبِ
أو أفرَدوني إذ رَأَوا أنني / فردٌ من الناس فبالواجبِ
ها أنا ذا مِن بَين أهلِ الندى / والمجدِ من بانٍ ومن كاتبِ
أبيعُ أثوابي ويا لَيتها / تقومُ لي بالقائِم الراتبِ
أرته اللّيالي كلَّ مستقبلٍ ذاهب
أرته اللّيالي كلَّ مستقبلٍ ذاهب / وأعلَمنه أنّ النوى للنوى صاحِب
أخا رفقةٍ يختصُّ منهم بفرقةٍ / وصاحب ركبٍ همه منهُم راكِب
وقالوا عتابٌ في الهَوى كلّ من أرى / من الناسِ مشغوفٌ بكم فمِن العاتِب
ولكنّه ذكرٌ يُهيّجُ لوعةً / كما يفعل الباكي إذا سمعَ النادِب
وغانيةٍ لا توجب الحبَّ حرمةً / عليها ولو كانت كما وجبَ الواجِب
أرى رميَ جفنيها من الضعف ناقصاً / فيُطمِعُني حتى أحسّ به صائِب
أتتني بأخرى مثلِها في زجاجةٍ / فقلتُ اصرِفيها أنتِ أسوغُ للشارِب
على أنَّ وجه الصومِ قد صدَّ عنكما / فقالت تعالوا وانظروا الزاهد الراغِب
وجدتُ بمضنونٍ لها فكأنَّني / عليُّ بنُ عبد الدائِم بن أبي التائِب
أبو كلِّ عافٍ قبلَ شدِّ إزاره / وإن أبا طفلاً لمِن أعجب العاجِب
ألستَ تراه كلما حل جانباً / من الأرضِ حلّ الجودُ في ذلك الجانِب
فتىً لينه للطالبين وبِشره / فخُيِّل في أوهامِهم أنَّه الطالِب
متى تلقَه ما بينَهم تلقَ واحداً / من الناسِ يخفي عنهمُ أنه الواهِب
ويبسمُ عن برقٍ فينشو بكَفِّه / سحابٌ له ذيلُ يمرُّ به ساحِب
إذا لم يكن يَبقى على المرءِ بعدَه / من المال إلا الذكرُ فالمتلف الكاسِب
له نَظراتٌ في الأمور تسابقَت / بكلِّ شهابٍ من عَزائِمه ثاقِب
وهمّ بِما نابَ البعيدَ كأنَّه / من الناسِ مأخوذٌ بما صَنع الغائِب
مناقبُ ألقاها عليَّ عطاؤه / فقلت انتظِرني ألتمس عاقداً حاسِب
إذا الجودُ لم يَعجَز عجزتُ بشكره / وقابلتُه بالمطل والموعِد الكاذِب
حبلُ الهَوى ملقىً على الغارِب
حبلُ الهَوى ملقىً على الغارِب / فما لها ترقِلُ بالراكبِ
وأنتَ لا تنفك في إثرها / تحدو بحثِّ المَدمع الساكبِ
وراءَك ارجِع إنَّ خيلَ الهوى / لا تلحقُ المسلوبَ بالسالبِ
ويا مدير اللحظات التي / توجب أن أتركَ من واجبي
أوصيكَ خيراً بالسقام الذي / فيهنَّ واعلم أنه صاحبي
وقَرقَفٍ في مقلَتي أهيفٍ / عذراءَ لا تُمنعُ من خاطبِ
حلّت ولَكن حرَّموا أختها / من ريقةٍ تُجلى على الشاربِ
وعللّوني بالذي عندَهم / كمُستتابٍ ليسَ بالتائبِ
جاؤا بدنٍّ زعموا أنَّه / من آدمٍ من طينِه اللازبِ
قلت احبِسوا عن شيخكم سَيحَكم / فليس ماضي العمر بالآيبِ
وجرَّ قولي أنَّني تائبٌ / منها حديث ابنَي أبي التائبِ
المانعَين الواهبَين انظروا / هل يوصفُ المانع بالواهبِ
مالاهما جنَّة عرضَيهما / قد يُحرَسُ المخزونُ بالسائبِ
كلٌّ عليٌّ في بناءِ العُلى / إذا انتَهى في نسبٍ عازبِ
فخلِّه فيما تَرى أنَّه / صعبُ المساعي خَشِن الجانبِ
إلى الملبَّى والمسمّى به / بردِّه معروفَه الناسبِ
كم كذّبا من حذرٍ صادقٍ / وصدَّقا من أملٍ كاذبِ
وكلّ من يُجدي على قائِل / فإنما يُملي على كاتبِ
كلاهُما في فِعله كاسِب / والفضلُ ما يَبقى على الكاسبِ
رضيتُ بمعصيةِ العاتبِ
رضيتُ بمعصيةِ العاتبِ / ولا فرقة السقم اللازبِ
وذلكَ أنَّ الذي هاجَه / تولّى وخلّفه صاحبي
ولستُ أضيعُ في حاضرٍ / وإن ساءني حرمةَ الغائبِ
وكأسٍ عصيتُ على شربها / صُروفاً من الزمنِ الغاصبِ
فَلما رأى أنه لا يلي / نُ له بعدَها أبداً جانبي
رأى أن يسلِّمَ عقلي لها / فمِن سالبٍ وإلى سالبِ
فطافَت بها غادةٌ كاعبٌ / وأغيدُ كالغادةِ الكاعبِ
على فتيةٍ يظلمونَ الزما / نَ ولا يَنزلونَ على واجبِ
يحايدُهم فهو في جانبٍ / من الأرضِ والقومُ في جانبِ
كأنّهم أخذوا في النّدى / برأي أبي الحَسَن الكاتِبِ
فتىً لم يزل طالباً قاصداً / إلى الشكر من قاصدٍ طالبِ
أخو عَزمةٍ ترشُقُ النائبا / تِ بكلّ شهابٍ لها ثاقبِ
لقد حملت نفسُه مالَه / على خُلُق مسرفٍ غالبِ
وقد أعوزَت كلَّ من يرتجي / هِ معرفةُ الأمل الكاذبِ
مناقبُ جاء بها خلقةً / مسلَّمةً من يدِ العائبِ
أقرَّ بتصديقها ثالبوه / وما أصدقَ المدحَ من ثالبِ
وكم مرةٍ جاد لي واهباً / ويحسبُ لي منَّةَ الواهبِ
وفي الناسِ مالٌ بلا باذلٍ / كثيرٌ وحمدٌ بلا كاسبِ
لا تستَطِل بالذي تأتي به السحبُ
لا تستَطِل بالذي تأتي به السحبُ / فالغيث ما مطرت صُوراً به حلبُ
هبت رياح الندى منها شآميةً / وهّابةً أتهبُّ الريح أم تَهبُ
لما استقلّ سعيد الدين مرتحلاً / عنها تيقنتُ أنّ الجودَ مغتربُ
معوّداً أن يفوتَ الناسَ كلهم / سَبقاً ويُدرِكه في مالِه الطَّلبُ
يُردي ويُسدي فمن بأسٍ له سببٌ / يقودُه وعَطاء ما له سَببُ
وهمَّة مُذ عَلت صارَت ثَمانِيةً / بِها وكانَ يُقالُ السبعةُ الشّهبُ
ينير في السلم نور المشتري معه / وفي الحروب مع المريخ يلتهبُ
مبارك الدولة الزهراء تسميةً / نور الهياج على العلياء ينقلبُ
وربَّما غرّهم طول الجلوسِ به / عنهم وآراؤه في دَستِه تثِبُ
فالخيل مرتبطاتٌ وهي فاعلةٌ / في الشكلِ ما يفعل التقريبُ والخَببُ
حتى إذا فاضت الجردُ الصواهل والس / سُمرُ الذوابل والهِنديةُ القضبُ
هناك ما همُّه إلا النفوسُ إلى / أن تنجلي وهمومُ الناسِ ما نهبوا
أثارهم منه ما استجَدوه أو نزَعوا / قسراً وآثارُه في الرّوع ما سَحبوا
فهل من العدل أن الجود يسلبُه / وليس يعرف من أفعاله السلبُ
والناسُ في إثره يرجونَ رتبته / من العلى فإذا جاؤا فقد ذهبوا
ألقى على الشعر جزءاً من خلائقِه / فرقَّ في الطِّرس حتى كادَ ينسكبُ
وشدَّه بشُواظٍ من عزائِمه / فمسّه بامتزاجٍ منهما لهبُ
تهنَّ بالعيدِ مسعوداً ويتبعهُ / من بعده نسق بالسعد منسربُ
إني أرى العيد عندي لا هناء به / كيف الهناء لمن أيامه نوبُ
أما مديحُك فاعلم أنَّ أحسَنه / مِن حسن فِعلِك يستملَى ويُكتتبُ
وقد حصلت مقيماً في جنابك مح / سوباً عليكَ نعم من جل ما حسِبوا
حسبي برأيك لي فيما تنزِّلني / فيه ويا لكَ من حسبٍ له حسَبُ
نظرت بكأسٍ ليس يصحو شاربه
نظرت بكأسٍ ليس يصحو شاربه / وقتاً فيسأل عنه كيف عواقبُه
وأراكَ معتكفاً عليه تلومُه / فكأنك السكرانُ حين تعاقبُه
يكفيكَ ما حَملت له أجفانُها / دعه فطاعنه هناكَ وضاربُه
وانظر لنفسك في الخلاص فطرفُها ال / والي وحاجبها المزجّج حاجبُه
ومقلّدٍ بالدرِّ أبكته النوى / ليكونَ جامدُه عليه وذائبُه
إني لأعجبُ من بكائِك ما الذي / يُبكيك من شيء وعزمك راكبُه
ومضى يُسايِرُه الفراقُ وما هما / إلا كما اجتمعَ الخراجُ وكاتبُه
هذا تضيقُ به القلوبُ إذا أتت / أوقاتُه أبداً ويثقلُ واجبُه
ولحبِّ هذا في النفوس تصرُّف / وكأنه في كلِّ قلبٍ صاحبُه
قد قيلَ أفعال الرجال وجوهُها / وبها يخاطبُك الفتَى وتخاطبُه
ولأجل ذلك ما يسمّى باسمه / حسناً ولم يلحقه إلا غاصبُه
ورأيتُه لمّا تفرّد بالندى / سُدَّت على المتشبِّهينَ مذاهبُه
وقفت يداه في سبيل عَطائِه / ما كان وارثه وما هو كاسبُه
لُحن حتى أمرن طرفاً بقلبي
لُحن حتى أمرن طرفاً بقلبي / وتوارين في سحائب نُقبِ
فاعلاتٌ فعل الشراب وما أب / عدَ في اللطف بين لحظٍ وشربِ
تاركاتي أستخبرُ الناس عما / يحسنُ الناسُ من نجوم وطبِّ
مستدِلاً على عواقب أمري / مستعيناً بمن يُعالج كَربي
مستعيذاً من الهوى بالتعاوي / ذ علوقاً بكل صاحب كتبِ
فإذا كانتِ التمائم للحبِّ / إذا ما أتمها تمَّ حبي
فانظرا بيتَ صَبوتي هل تحس / سانِ طريقاً منه إلى بيت عَتبي
واسِقياني حمراءَ كالنار في أب / يضَ كالنوّر من جمادٍ وسكبِ
وإذا ما مزجتُماها احذَراها / فهي تَرمي من الحباب بشُهبِ
واعلَما أنها الكميتُ التي تس / بقُ همي دون الكميت الأقبِّ
واجعلا ما تُغنياني به اليو / مَ حديثاً عن الحُسين بن وَهبِ
كيفَ يدعو الندى ويُدعى إليه / فيُلبَّى دُعاؤه ويلبِّي
خالفَ القولَ وهو يزدادُ حباً / زائرٌ من نداهُ غيرُ مغبِّ
أيُّ خلقٍ مستصعبٍ كلَّ سهلٍ / تحت عزمٍ مستسِهلٍ كلَّ صعبِ
والمعالي ما بين فعلٍ وقَولٍ / بينَ مُستَكرهٍ إلى مستحبِّ
همتَ بالمكرُماتِ حبّاً وهامت / بكَ كم لا تزال تصبو وتُصبي
لم يرد بانصرافِكَ الدهر سوءاً / ليس تخفى مداعبات المحبِّ
كم حبيبٍ تقلَّبت بي صُروف الد / دَهرِ عنه وما تقلَّبَ قلبي
يا أبا طالبٍ خُذ الودَّ بالودِّ / وزِدني شيئاً فقد صرتُ أُربي
لستُ أعطيك غيرَ ما فيك من / فضلٍ ويا ليتَني بلغتُ وحسبي
ما كان أحسن ما يصدّ
ما كان أحسن ما يصدّ / ولا يحسّ بذاكَ قلبُه
علَّمتُه من وقتِ ما / أعلمتُهُ أنِّي أحِبُّه
حتى تعرَّضَ بالصُدو / دِ وخانني اللَهُ حسبُه
قلتُ لمّا أن شبَّهوكَ وقاسوا
قلتُ لمّا أن شبَّهوكَ وقاسوا / وأتَوا فيكَ بالقياسِ القَريبِ
ركبَ البحرَ جعفرٌ فاقتَضى الرا / كبُ أن لا يقاسَ بالمركوبِ
وإذا ما تَساجل الماء والما / ءُ افتخاراً فالفضلُ للمشروبِ
وعلى ذكر ذا وذاك فلِلجا / لبِ عندي شكرٌ على المجلوبِ
تعلَّم مِن مَولاه طول حجابه
تعلَّم مِن مَولاه طول حجابه / لينقطع الحجاب عن قصد بابهِ
شريفان ذاك ابن النبيِّ محمدٍ / وهذا ابن روح القدس حشو إهابهِ
لقد ضاعَ شعري بينَ عيسى بن مَريم / وبين رسول اللَه نيلُ ثَوابهِ
تعلَّقته سكرانَ من خمرة الصبا
تعلَّقته سكرانَ من خمرة الصبا / به غفلةٌ عن لوعتي ولهيبي
وشارَكني في حبه كلُّ أهيفٍ / يشارِكُهُ في مُهجَتي بنَصيبِ
فلا تُلزِموني غيرةً ما عَرِفتُها / فإنَّ حَبيبي من أحبَّ حبيبي
سِر فما يلقاكَ في الز
سِر فما يلقاكَ في الز / زَعرورِ ما يوحشُ قَلبي
لا ولا في كلِّ أرضٍ / حَسبُكَ اللَهُ وحَسبي
فإذا صِرتَ بصورٍ / آمناً من كلِّ رعبِ
فاحذرِ المكمنَ في جا / مِعِها شاماً بغَربِ
كم لعبدِ الصمد الورا / قِ من سَبيٍ ونهبِ
بشهاداتٍ كما يَف / علُ في الحقِّ وكتبِ
وهو تحت الغوطةِ الز / زَرقاءِ خافٍ مُتخبّي
أتانا بها كالنار من قبل مَزجها
أتانا بها كالنار من قبل مَزجها / ومن بَعده كالشمس عند غُروبِها
لهيبُ قلوب الشّرب يطفى بشُربها / ويُخشى على أيديهُمُ من لَهيبِها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025