المجموع : 626
أرأيتَ ما صنع القريبُ النائي
أرأيتَ ما صنع القريبُ النائي / أيامَ أغرب في حديث بُكائي
متساقط العبراتِ كالجمراتِ من / حَولي فواعَجبي لجمرِ الماءِ
وأَظلُّ أعترضُ الرياح تنسماً / فأعالجُ الأهواءَ بالأهواءِ
ومهفهفٍ صحت على طول الضنا / أجفانُه فدواؤها من دائي
إِن نختلِط فقد اختلَفنا فانظروا / فالخلفُ داعي فرقة الخلطاءِ
كم أحمل الهمّ الغريب لصاحب ال / حُسنِ الغريبِ بليت بالغرباءِ
مِن كلِّ أسمر جفنُه أذخلتُه / لولا ذبول الصعدةِ السمراءِ
لا ينكرنّ العاذلون تفردي / من دونه بالوجدِ والبرحاءِ
فبما أكاتبُه أجيبَت دَعوتي / وفديتُه من سائِر الأسواءِ
جعلت مراشفه تلوذ بلحظه / حتى حمى اللمياء بالنجلاءِ
نكبت كِنانتها وقامت دونَها / ترمي فم الداني وعين الرائي
لئن احتمت لقد احتمت من قبلها / بأبي الحسين رئاسة الرؤساءِ
وأباحَها لمن استقلَّ نعيمها / فأباح منها أصعب الأشياءِ
قوموا انظروا ما قام يصنعُ فانظروا / ما يستحق به من الأسماءِ
لقد استقامَ على طريقٍ في العُلى / خشناءَ موحشةٍ من الرفقاءِ
ربطَ المكارمَ في جوانبِ بيته / لحوادثٍ يحدثنَ في العلياءِ
فالمجدُ رُبتما وهت أركانه / حتى يُردَّ إلى يدَي بناءِ
نهضَت لتدبيرِ الممالكِ نفسه / فاستنهضَته لأثقلِ الأعباءِ
فقواطعُ الأسيافِ في أغمادها / محبوسةٌ كقواطعِ الأراءِ
إلا تكن نلت الوزارة ناشئاً / فلقد نشأت مدبر الوزراءِ
في نور مكرُمَةٍ ونارِ عزيمةٍ / يتناهبانِ غياهبَ الظلماءِ
أطاعكَ الدمع الذي كان عصى
أطاعكَ الدمع الذي كان عصى / فابكِ دماً ما أمكن العينَ البكا
وعاقبِ العينَ بدمعٍ هاطلٍ / أحقّ عندي بالعقاب من جَنى
فطالما أمرجته في حدقٍ / لولا الفتور قلت أحداقُ الظبى
يا لكِ من أيام وصلٍ سلفت / أعقبَها الدهرُ بأيام نوى
ما فرقة الأحباب بعد وصلِهم / إلا كشيبٍ واقعٍ معَ الصبي
إذا الهَوى حاولتَ منه سلوةً / ولم تطِقها فهو من أحلى الهوى
ليس المحب من إذا فواده / رام سُلواً عن أحباه سلا
وذات خلخالٍ من التبر غداً / من وضحِ الفضة محشواً حُلى
كأنما قضيبُ نورٍ دائر / بدَورِه قضيبُ نارٍ قد أضا
لها لوىً من رِدفها يحمله / ذو دقةٍ يضعفُ عن حمل اللوا
ومبسمٌ لاحَ لنا من ضَوئِه / بَرقٌ ولكن ليسَ للبرقِ بقا
وروضةٌ برقعَها حياؤها / زهرة وردٍ باللحاظِ تجتَنى
ومقلةٌ قتالةٌ بلَحظِها / ليس تخاف قوداً ولا أذى
لو نظرت مثالها في غيرها / ألبسها منظره ثوبَ الضنى
وأهيفٍ تَحسبه إذا بدا / قضيبَ بانٍ حاملاً بدرَ دُجى
يجمعُ للناظِر في منظرِه / إذا بدا لونَ الصباح والمَسا
ضدان لم يجتمعا إلا لِما / سام الورى فيه منونٌ ومُنى
تَستَحسنُ الغدر بنا أجفانُه / حتى كأن الغدر في الناسِ وفا
دقّت على أفهامِنا أوصافُه / كأنّه في الأرضِ من أهل السما
بدلتُ من قلبي سواه فلقد / أقلقني بين ظباءٍ ومَهى
يحمل أثقال الهوى مجتهداً / وهو ضعيف الصبر منهدّ القوى
إن كنت لا أبقى بغير نكبةٍ / تبقى فما فضل البقا على الفنا
في كل يومٍ أنا بين غادرٍ / وهاجرٍ أكرع كاسات الردى
أبيننا يا دهرُ ثارٌ تبتغي / إدراكه مني أم سفكُ دِما
ما فيكَ للعتبِ مكانٌ يرتجى / نجاحه إلا لمدحٍ وهجا
أشكو إليك بعض ما لقيته / منكَ وهل تنفع شكوى من شكا
أكلَّما غادرتَ وقتاً صافياً / من عيشتي كدَّرت منه ما صفا
تأخذ من أحبّتي أصدقَهم / وداً وأوفاهم إذا عزّ الوفا
أظلمَ في عينيَّ ما كان أضا / فلا ضحى بعدَ الحسين بن ضحى
مات الندى والمجد في ميتته / والأدبُ البارع أودى والنهى
سعى إلى مهجتِه حِمامها / ولو درى ما قدرُها لما سعى
طرفت طرفي أيها الدهر بهِ / فصرت لا أطرف إلا عن قذى
بما العزاء بعده فإنما / كان لنا عمن فقدناه عزا
كم من فتىً تحت الثرى وفضلُه / على الأنام ليس يُحصى كالثرى
مضى وأبقَت ذكرَه أفعالُه / أحسن ما خلَّفته حسن الثنا
وللذي دلَّ من الجودِ عَلى / سبيل مَن قُبيله كان سُدى
سر على أيمن سعدٍ صالح / سار إليه من هدى
أفرقَ حتى ما به داءُ
أفرقَ حتى ما به داءُ / وأدركَ العذالُ ما شاؤا
وعالجَته من هوىً عزمةٌ / إنَّ العزيماتِ أطباءُ
والأغيدُ الأهيفُ أعضاؤه / في أنفس العشاق أهواءُ
تألفت منه وسقمٌ على / العلَّة أجفانٌ وأحشاءُ
وكادَ أن يقطرَ من بينهم / من وَجنَتيه الخمرُ والماءُ
ولم يبن في وجهه ثغره / إذ كان كل فيه لألاءُ
فطالَ مَهوى القرط في جيدِه / كما تراءَت لكَ أدماءُ
لكنّه صدّ فلم تتفق / في الحسن أفعالٌ وأسماءُ
وليلةٍ بيَّضها أنها / في عين من يرقب سوداءُ
وكل ما لم يرَنا هرَّه / تحسُّسٌ فيها وإصغاءُ
يخبطُ في عَشواءَ من حَولنا / وكم عسى تخبطُ عشواءُ
قلت لنَدماني اسقني واحيها / فما صروفُ الدهرِ أحياءُ
قضَت من الحَسرة في وقت ما / قضى عليها زكريَّاءُ
شيخ العلى أيام أشياخها / والناس إذ ذلك أكفاءُ
فما تَرى والقوم لما مَضوا / ما استخلفوا فيها ولا جاؤا
فالمجدُ والجود له والنُّهى / والفضل والمعروف أبناءُ
وكيف لا يعلو العلى من له / فيها على الأيام بناءُ
وللأيادي من نداهُ يدٌ / عامرةٌ بالجودِ غناءُ
عارفةٌ بالجودِ معروفةٌ / وغارةٌ في العُدم شَعواءُ
وهمَّة لما علت أشرقت / كأنها الزهرة زهراءُ
تستخرجُ الأَضغان ألفاظُه / كأنها فيهنّ حواءُ
وساحةُ العافينَ من داره / ممطورةٌ بالجودِ خضراءُ
إذا الملماتُ تعاوَرنَه / وهنَّ للأفهامِ أعداءُ
كفاهُ بالدّربة من حل ما / أشكل تلويحٌ وإيماءُ
لا شيء في الأمر وفيه إذا / شطّت عراه بكَ أشياءُ
هل معَ اليأس رجاءُ
هل معَ اليأس رجاءُ / أم بنو الدنيا سواءُ
فتصاريفُ الليالي / فاعلاتٌ ما تشاءُ
صيَّف الدهرُ بحالي / بعدَما وافى الشتاءُ
أي وقتٍ تعدم ال / جُبّة فيه والكساءُ
يا أبا الصقر وما عِن / دي لنعماك جزاءُ
غيرَ أن أثني ويا نِع / مَ المجازاةِ الثناءُ
فهو للبوسى دواءُ / وهو للنعمى فناءُ
يا عدلُ تصلحُ عدلاً
يا عدلُ تصلحُ عدلاً / على وجوهِ النساءِ
منزهاً عن لواطٍ / تُرمى به أو زناءِ
وغيرُ ذينِ بلاءٌ / واللَهُ ربّ البلاءِ
تُبلى وتُعفى على / رغم آنفِ الأعداءِ
لا عيبَ فيكَ سوى قَو / لِهم قليلُ الحياءِ
فثمَّ عذرٌ أقمنا / هُ معشرَ الأصدقاءِ
تلقى الرجالَ بوجهٍ / من أهل بيتِ اللقاءِ
نمّت وما مرَّ طيبٌ نفحة الطيب
نمّت وما مرَّ طيبٌ نفحة الطيب / من سارقٍ نفسَه في الحيِّ مرعوبِ
مهلاً فما صلحت ريّاك إذ نفحت / لقاتلٍ راحلٍ في إثر مَطلوبِ
سلّم جفونك نأخذها بما اكتسَبت / قتلاً بقتلٍ وتعذيباً بتعذيبِ
فما انتظاري بها إن كان سفكُ دمي / يومَ الحساب عليها غيرَ مَحسوبِ
وحين أضنَيتني أغريتني أبداً / بها كما كنتَ تضنيها فتُغري بي
ولو وهبتُ دمي لم تُغنِ موهبتي / كم من دمٍ سفكتهُ غير موهوبِ
وغادةٍ وقفت في عادةٍ سلفت / من هجرها وكفاها ذاكَ تأنيبي
ولم تُفدني وصِدقي من مودتها / شيئاً سوى طمعٍ في الوصل مكذوبِ
فقُل لسالبتي عقلي عممتِ فما / أشكوكِ إلا إلى وَلهانَ مسلوبِ
جَعلت تعثَّر بالقَبول
جَعلت تعثَّر بالقَبول / وبالدَّبور والجَنوبِ
وإذا تهبُّ الشمألُ اش / تَملت عليها في الهُبوبِ
تجري بذكركَ في مجا / ري الشَّمسِ إلا في الغروبِ
والآن فاشهد أنني تائبٌ
والآن فاشهد أنني تائبٌ / من بعدها يا ابنَ أبي التائبِ
لا أحسنُ الظن وحوشيتَ من / قولي لمصحوبٍ ولا صاحبِ
إن أعرضوا عني فأعراضُهم / من الثناءِ اللازم اللازبِ
أو أفرَدوني إذ رَأَوا أنني / فردٌ من الناس فبالواجبِ
ها أنا ذا مِن بَين أهلِ الندى / والمجدِ من بانٍ ومن كاتبِ
أبيعُ أثوابي ويا لَيتها / تقومُ لي بالقائِم الراتبِ
أرته اللّيالي كلَّ مستقبلٍ ذاهب
أرته اللّيالي كلَّ مستقبلٍ ذاهب / وأعلَمنه أنّ النوى للنوى صاحِب
أخا رفقةٍ يختصُّ منهم بفرقةٍ / وصاحب ركبٍ همه منهُم راكِب
وقالوا عتابٌ في الهَوى كلّ من أرى / من الناسِ مشغوفٌ بكم فمِن العاتِب
ولكنّه ذكرٌ يُهيّجُ لوعةً / كما يفعل الباكي إذا سمعَ النادِب
وغانيةٍ لا توجب الحبَّ حرمةً / عليها ولو كانت كما وجبَ الواجِب
أرى رميَ جفنيها من الضعف ناقصاً / فيُطمِعُني حتى أحسّ به صائِب
أتتني بأخرى مثلِها في زجاجةٍ / فقلتُ اصرِفيها أنتِ أسوغُ للشارِب
على أنَّ وجه الصومِ قد صدَّ عنكما / فقالت تعالوا وانظروا الزاهد الراغِب
وجدتُ بمضنونٍ لها فكأنَّني / عليُّ بنُ عبد الدائِم بن أبي التائِب
أبو كلِّ عافٍ قبلَ شدِّ إزاره / وإن أبا طفلاً لمِن أعجب العاجِب
ألستَ تراه كلما حل جانباً / من الأرضِ حلّ الجودُ في ذلك الجانِب
فتىً لينه للطالبين وبِشره / فخُيِّل في أوهامِهم أنَّه الطالِب
متى تلقَه ما بينَهم تلقَ واحداً / من الناسِ يخفي عنهمُ أنه الواهِب
ويبسمُ عن برقٍ فينشو بكَفِّه / سحابٌ له ذيلُ يمرُّ به ساحِب
إذا لم يكن يَبقى على المرءِ بعدَه / من المال إلا الذكرُ فالمتلف الكاسِب
له نَظراتٌ في الأمور تسابقَت / بكلِّ شهابٍ من عَزائِمه ثاقِب
وهمّ بِما نابَ البعيدَ كأنَّه / من الناسِ مأخوذٌ بما صَنع الغائِب
مناقبُ ألقاها عليَّ عطاؤه / فقلت انتظِرني ألتمس عاقداً حاسِب
إذا الجودُ لم يَعجَز عجزتُ بشكره / وقابلتُه بالمطل والموعِد الكاذِب
حبلُ الهَوى ملقىً على الغارِب
حبلُ الهَوى ملقىً على الغارِب / فما لها ترقِلُ بالراكبِ
وأنتَ لا تنفك في إثرها / تحدو بحثِّ المَدمع الساكبِ
وراءَك ارجِع إنَّ خيلَ الهوى / لا تلحقُ المسلوبَ بالسالبِ
ويا مدير اللحظات التي / توجب أن أتركَ من واجبي
أوصيكَ خيراً بالسقام الذي / فيهنَّ واعلم أنه صاحبي
وقَرقَفٍ في مقلَتي أهيفٍ / عذراءَ لا تُمنعُ من خاطبِ
حلّت ولَكن حرَّموا أختها / من ريقةٍ تُجلى على الشاربِ
وعللّوني بالذي عندَهم / كمُستتابٍ ليسَ بالتائبِ
جاؤا بدنٍّ زعموا أنَّه / من آدمٍ من طينِه اللازبِ
قلت احبِسوا عن شيخكم سَيحَكم / فليس ماضي العمر بالآيبِ
وجرَّ قولي أنَّني تائبٌ / منها حديث ابنَي أبي التائبِ
المانعَين الواهبَين انظروا / هل يوصفُ المانع بالواهبِ
مالاهما جنَّة عرضَيهما / قد يُحرَسُ المخزونُ بالسائبِ
كلٌّ عليٌّ في بناءِ العُلى / إذا انتَهى في نسبٍ عازبِ
فخلِّه فيما تَرى أنَّه / صعبُ المساعي خَشِن الجانبِ
إلى الملبَّى والمسمّى به / بردِّه معروفَه الناسبِ
كم كذّبا من حذرٍ صادقٍ / وصدَّقا من أملٍ كاذبِ
وكلّ من يُجدي على قائِل / فإنما يُملي على كاتبِ
كلاهُما في فِعله كاسِب / والفضلُ ما يَبقى على الكاسبِ
رضيتُ بمعصيةِ العاتبِ
رضيتُ بمعصيةِ العاتبِ / ولا فرقة السقم اللازبِ
وذلكَ أنَّ الذي هاجَه / تولّى وخلّفه صاحبي
ولستُ أضيعُ في حاضرٍ / وإن ساءني حرمةَ الغائبِ
وكأسٍ عصيتُ على شربها / صُروفاً من الزمنِ الغاصبِ
فَلما رأى أنه لا يلي / نُ له بعدَها أبداً جانبي
رأى أن يسلِّمَ عقلي لها / فمِن سالبٍ وإلى سالبِ
فطافَت بها غادةٌ كاعبٌ / وأغيدُ كالغادةِ الكاعبِ
على فتيةٍ يظلمونَ الزما / نَ ولا يَنزلونَ على واجبِ
يحايدُهم فهو في جانبٍ / من الأرضِ والقومُ في جانبِ
كأنّهم أخذوا في النّدى / برأي أبي الحَسَن الكاتِبِ
فتىً لم يزل طالباً قاصداً / إلى الشكر من قاصدٍ طالبِ
أخو عَزمةٍ ترشُقُ النائبا / تِ بكلّ شهابٍ لها ثاقبِ
لقد حملت نفسُه مالَه / على خُلُق مسرفٍ غالبِ
وقد أعوزَت كلَّ من يرتجي / هِ معرفةُ الأمل الكاذبِ
مناقبُ جاء بها خلقةً / مسلَّمةً من يدِ العائبِ
أقرَّ بتصديقها ثالبوه / وما أصدقَ المدحَ من ثالبِ
وكم مرةٍ جاد لي واهباً / ويحسبُ لي منَّةَ الواهبِ
وفي الناسِ مالٌ بلا باذلٍ / كثيرٌ وحمدٌ بلا كاسبِ
لا تستَطِل بالذي تأتي به السحبُ
لا تستَطِل بالذي تأتي به السحبُ / فالغيث ما مطرت صُوراً به حلبُ
هبت رياح الندى منها شآميةً / وهّابةً أتهبُّ الريح أم تَهبُ
لما استقلّ سعيد الدين مرتحلاً / عنها تيقنتُ أنّ الجودَ مغتربُ
معوّداً أن يفوتَ الناسَ كلهم / سَبقاً ويُدرِكه في مالِه الطَّلبُ
يُردي ويُسدي فمن بأسٍ له سببٌ / يقودُه وعَطاء ما له سَببُ
وهمَّة مُذ عَلت صارَت ثَمانِيةً / بِها وكانَ يُقالُ السبعةُ الشّهبُ
ينير في السلم نور المشتري معه / وفي الحروب مع المريخ يلتهبُ
مبارك الدولة الزهراء تسميةً / نور الهياج على العلياء ينقلبُ
وربَّما غرّهم طول الجلوسِ به / عنهم وآراؤه في دَستِه تثِبُ
فالخيل مرتبطاتٌ وهي فاعلةٌ / في الشكلِ ما يفعل التقريبُ والخَببُ
حتى إذا فاضت الجردُ الصواهل والس / سُمرُ الذوابل والهِنديةُ القضبُ
هناك ما همُّه إلا النفوسُ إلى / أن تنجلي وهمومُ الناسِ ما نهبوا
أثارهم منه ما استجَدوه أو نزَعوا / قسراً وآثارُه في الرّوع ما سَحبوا
فهل من العدل أن الجود يسلبُه / وليس يعرف من أفعاله السلبُ
والناسُ في إثره يرجونَ رتبته / من العلى فإذا جاؤا فقد ذهبوا
ألقى على الشعر جزءاً من خلائقِه / فرقَّ في الطِّرس حتى كادَ ينسكبُ
وشدَّه بشُواظٍ من عزائِمه / فمسّه بامتزاجٍ منهما لهبُ
تهنَّ بالعيدِ مسعوداً ويتبعهُ / من بعده نسق بالسعد منسربُ
إني أرى العيد عندي لا هناء به / كيف الهناء لمن أيامه نوبُ
أما مديحُك فاعلم أنَّ أحسَنه / مِن حسن فِعلِك يستملَى ويُكتتبُ
وقد حصلت مقيماً في جنابك مح / سوباً عليكَ نعم من جل ما حسِبوا
حسبي برأيك لي فيما تنزِّلني / فيه ويا لكَ من حسبٍ له حسَبُ
نظرت بكأسٍ ليس يصحو شاربه
نظرت بكأسٍ ليس يصحو شاربه / وقتاً فيسأل عنه كيف عواقبُه
وأراكَ معتكفاً عليه تلومُه / فكأنك السكرانُ حين تعاقبُه
يكفيكَ ما حَملت له أجفانُها / دعه فطاعنه هناكَ وضاربُه
وانظر لنفسك في الخلاص فطرفُها ال / والي وحاجبها المزجّج حاجبُه
ومقلّدٍ بالدرِّ أبكته النوى / ليكونَ جامدُه عليه وذائبُه
إني لأعجبُ من بكائِك ما الذي / يُبكيك من شيء وعزمك راكبُه
ومضى يُسايِرُه الفراقُ وما هما / إلا كما اجتمعَ الخراجُ وكاتبُه
هذا تضيقُ به القلوبُ إذا أتت / أوقاتُه أبداً ويثقلُ واجبُه
ولحبِّ هذا في النفوس تصرُّف / وكأنه في كلِّ قلبٍ صاحبُه
قد قيلَ أفعال الرجال وجوهُها / وبها يخاطبُك الفتَى وتخاطبُه
ولأجل ذلك ما يسمّى باسمه / حسناً ولم يلحقه إلا غاصبُه
ورأيتُه لمّا تفرّد بالندى / سُدَّت على المتشبِّهينَ مذاهبُه
وقفت يداه في سبيل عَطائِه / ما كان وارثه وما هو كاسبُه
لُحن حتى أمرن طرفاً بقلبي
لُحن حتى أمرن طرفاً بقلبي / وتوارين في سحائب نُقبِ
فاعلاتٌ فعل الشراب وما أب / عدَ في اللطف بين لحظٍ وشربِ
تاركاتي أستخبرُ الناس عما / يحسنُ الناسُ من نجوم وطبِّ
مستدِلاً على عواقب أمري / مستعيناً بمن يُعالج كَربي
مستعيذاً من الهوى بالتعاوي / ذ علوقاً بكل صاحب كتبِ
فإذا كانتِ التمائم للحبِّ / إذا ما أتمها تمَّ حبي
فانظرا بيتَ صَبوتي هل تحس / سانِ طريقاً منه إلى بيت عَتبي
واسِقياني حمراءَ كالنار في أب / يضَ كالنوّر من جمادٍ وسكبِ
وإذا ما مزجتُماها احذَراها / فهي تَرمي من الحباب بشُهبِ
واعلَما أنها الكميتُ التي تس / بقُ همي دون الكميت الأقبِّ
واجعلا ما تُغنياني به اليو / مَ حديثاً عن الحُسين بن وَهبِ
كيفَ يدعو الندى ويُدعى إليه / فيُلبَّى دُعاؤه ويلبِّي
خالفَ القولَ وهو يزدادُ حباً / زائرٌ من نداهُ غيرُ مغبِّ
أيُّ خلقٍ مستصعبٍ كلَّ سهلٍ / تحت عزمٍ مستسِهلٍ كلَّ صعبِ
والمعالي ما بين فعلٍ وقَولٍ / بينَ مُستَكرهٍ إلى مستحبِّ
همتَ بالمكرُماتِ حبّاً وهامت / بكَ كم لا تزال تصبو وتُصبي
لم يرد بانصرافِكَ الدهر سوءاً / ليس تخفى مداعبات المحبِّ
كم حبيبٍ تقلَّبت بي صُروف الد / دَهرِ عنه وما تقلَّبَ قلبي
يا أبا طالبٍ خُذ الودَّ بالودِّ / وزِدني شيئاً فقد صرتُ أُربي
لستُ أعطيك غيرَ ما فيك من / فضلٍ ويا ليتَني بلغتُ وحسبي
ما كان أحسن ما يصدّ
ما كان أحسن ما يصدّ / ولا يحسّ بذاكَ قلبُه
علَّمتُه من وقتِ ما / أعلمتُهُ أنِّي أحِبُّه
حتى تعرَّضَ بالصُدو / دِ وخانني اللَهُ حسبُه
قلتُ لمّا أن شبَّهوكَ وقاسوا
قلتُ لمّا أن شبَّهوكَ وقاسوا / وأتَوا فيكَ بالقياسِ القَريبِ
ركبَ البحرَ جعفرٌ فاقتَضى الرا / كبُ أن لا يقاسَ بالمركوبِ
وإذا ما تَساجل الماء والما / ءُ افتخاراً فالفضلُ للمشروبِ
وعلى ذكر ذا وذاك فلِلجا / لبِ عندي شكرٌ على المجلوبِ
تعلَّم مِن مَولاه طول حجابه
تعلَّم مِن مَولاه طول حجابه / لينقطع الحجاب عن قصد بابهِ
شريفان ذاك ابن النبيِّ محمدٍ / وهذا ابن روح القدس حشو إهابهِ
لقد ضاعَ شعري بينَ عيسى بن مَريم / وبين رسول اللَه نيلُ ثَوابهِ
تعلَّقته سكرانَ من خمرة الصبا
تعلَّقته سكرانَ من خمرة الصبا / به غفلةٌ عن لوعتي ولهيبي
وشارَكني في حبه كلُّ أهيفٍ / يشارِكُهُ في مُهجَتي بنَصيبِ
فلا تُلزِموني غيرةً ما عَرِفتُها / فإنَّ حَبيبي من أحبَّ حبيبي
سِر فما يلقاكَ في الز
سِر فما يلقاكَ في الز / زَعرورِ ما يوحشُ قَلبي
لا ولا في كلِّ أرضٍ / حَسبُكَ اللَهُ وحَسبي
فإذا صِرتَ بصورٍ / آمناً من كلِّ رعبِ
فاحذرِ المكمنَ في جا / مِعِها شاماً بغَربِ
كم لعبدِ الصمد الورا / قِ من سَبيٍ ونهبِ
بشهاداتٍ كما يَف / علُ في الحقِّ وكتبِ
وهو تحت الغوطةِ الز / زَرقاءِ خافٍ مُتخبّي
أتانا بها كالنار من قبل مَزجها
أتانا بها كالنار من قبل مَزجها / ومن بَعده كالشمس عند غُروبِها
لهيبُ قلوب الشّرب يطفى بشُربها / ويُخشى على أيديهُمُ من لَهيبِها