القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 1408
كُل العَوالم مَهما سر أَو ساءَ
كُل العَوالم مَهما سر أَو ساءَ / فَلَيسَ إِلاك يَقضى كُلَّ ما شاءَ
نَرى الحَوادث بُرهاناً عَليك فَما / تَنفكُّ تشكر من جَدواك آلاءَ
شَيَّأتَ ما شئته من منشأ عدمٍ / جعلته لشموس الحَق أَفياء
لِذاك أَصبحت الأَكوان شاهِدَةً / بالحق للخلق في المَعنى أَدلّاء
أَخفيت جَوهر كَونٍ ذاتُه عَرضٌ / إلا على كُنهِ كُنهٍ عَزَّ إخَفاء
فَمَن هديتَ اِهتَدى أَو لا فَلا عَجَبٌ / أن لَيسَ يَدري بسر الذات أَسماء
قَد يَهتدي بِنُجوم اللَيل ذُو بَصَرٍ / وَقَد يَضل ضياء الشَمس عَمياء
تُدني وَتُقصي بِأَقدارٍ مقدّرة / كَتبتها أَنتَ إِبداعاً وَإِنشاء
جَعلتَني بَشَراً لا النفس طائِعتي / وَلَستُ أَعصي لَها في الغَي أَهواء
جِسمي وَرُوحي غَيري مَن أَنا فَأَنا / أَبغي سِوى العَجز إطراباً وَإِطراء
يا مالكَ الرُوح يُشقيها وَيُسعدها / وَحافظ الجسم إفناء وَإبقاء
أَوجَدت مِن عَدمٍ رُوحي وَكُنت لَها / أَوقاتَ لَم أَدر فيها الطين وَالماء
مَتَّعتني في صَفاء القُدس مُنفَرِداً / مطهَّراً لَم أَخَف رجساً وَبأساء
يا طيب ذا العَهد أذ روحٌ مجردة / لَم تَحتبس بِحَواسٍ صرنَ أَعداء
إِذ جانبُ القُربِ بِالإِيناس يُطربنا / لَم نَدر آدم إِذ يستجلي حَواء
كانَت مَواطنَ صَفو لا يكدرها / هَمُّ السوى وَيَروق الكل أَجزاء
كُن لي إلهى كَما قَد كُنت لي قِدَماً / وَأَهدني سبلاً للرُشد فَيحاء
خَرَجت مِنها وَلا ذَنبٌ أَحاذره / وَها أَعود لَها حُمِّلت أَسواء
فاقبل عَلى مُقبلٍ بِالذلِّ معترفٍ / بِالعَجز ملتمسٍ بِالبُؤس نعماء
وَاغفر ذنوباً إِذا لَم تُغتَفَر فَضحت / فَسوّدت مِن جَمال الستر بَيضاء
وَارحم فَتىً طالَما لذَّ الهيامُ لَهُ / فَذلَّ عَن بابك العالي وَقَد جاء
لا تجعلنّي إلهي عِندَما اِكتسبت / نَفسي فَقَد كسبت كَفّاي ما ساء
وَكُن لعقبى عُبَيد أَنت كُنت لَهُ / مِن قَبل أَن تَجعَل الأَشياء أَشياء
وَاجعل شفاعة خَير الخَلق ناصرَه / لديك إن أَعوز العز الأَذلاء
وَصلِّ رَبي عَلَيهِ كلما ابتسمت / ثُغور زَهرٍ فَهاج النوحُ وَرقاء
ما العلم ما الفضل ما الأَذواق ما الأَدبُ
ما العلم ما الفضل ما الأَذواق ما الأَدبُ / ما الحلم ما الرُشد ما الأَوراق ما الكُتبُ
ما الكَون ما العالم الأَقصى لعالمه / ما الستر ما السر ما الإِخفاء ما الحجب
ما الكل إلا شهود قال قائلها / اللَه لا غيره إِذ غَيرُه كَذب
تكفّل الرزق بَعد الخَلق مِن عَدمٍ / فَما الرُكونُ لِغَير اللَه وَالتَعب
أَحيى أَماتَ بآجال مقدرة / وَإِن تَكُن بينها عِندَ الخفا نَسَب
أَغنى وَأَقنى فَلا ذو الجد يَنفعه / جدٌّ وَلَيسَ يَردُّ الواقعَ السَبب
طوبى لعبد رَأى عَين اليقين فَلا / يُقصيه عَن حسنها لَهوٌ وَلا لعب
رعياً لعين رَأَت ما شاقَها حكماً / دَلّت عَلَيهِ فَأَمسَت وَهي تَرتقب
سَقياً لِنفس درت مَعنى حقيقتها / فَأَخلصت حثَّها المسعى كَما يَجب
بُشرى لهَينٍ يَرى أنَّ الهَوان هَوى / فَبات تَدنو أَمانيه وَيَقترب
يا رَب كَم ليَ مِن ذَنب وَسَيئة / ملّ الكِرام وَملَّت حملَها الكُتب
نَفسي عَليّ جنت كَفي التي اِكتسبت / فَمن أَلوم وَبي مني ليَ الحَرب
جَواهر العُمر زالَت في رَجا عَرضٍ / فَما لَهُ عوضٌ يرجى فَيُكتَسب
فَما جَوابيَ إِن قيل السؤال غَدا / وَكَيفَ أَرجو الرضا إِن هالَني الغَضب
إِن المَسَرّة في الأَيام محزنة / وَفي السَلامة إِن فات التُقى عَطب
فَيا مجيباً لِمَن ناداه ملتجئاً / وَيا قريباً لِمَن أَودَت بِهِ الكرب
وَيا رَحيماً بِمَن يخشى عقوبتَه / وَيا رؤوفاً بِمَن يَبكي وَيَنتحب
أَقل عثاريَ واقبَل توبَتي فَعَسى / يَطيب عَيش غَدا بالعُمر يُنتَهب
فَما اتخذت سِواك الدَهر معتمداً / وَما دَهَت عفّتي الأَتراك وَالعرب
وَلا رَجَوت سِوى المُختار مِن مضر / لَديك يَشفَع لي إِن غالَت النوب
فاجعله رَب شَفيعي يَوم تسألني / عَما مَضى وَجحيمُ النار يَضطرب
وَصل رَبي عليه ما تلت عُصُرٌ / وَما تَعاقبت الآباد وَالحقب
أَقَرَّت بِتَوحيد القَديم الحَوادثُ
أَقَرَّت بِتَوحيد القَديم الحَوادثُ / فَدلّت عَلى أَن المهيمن وَارثُ
وَأَفهمنا سرَّ الوُجود وَجودُنا / وَأَعلمنا أن الدَواعي بَواعث
توحَّدَ في الأَشياء وَالكُل واحدٌ / وَلا ثمَّ مِن ثانٍ وَلا ثمَّ ثالث
وَأَهون شيء دَركُ مَعناه لَو هدى / وَإِن تَك طالَت في الكَلام المَباحث
فَفكّر لتبصر غير ما أَنتَ مُبصرٌ / وَبادر لِتنجو قَد أَحاطَت كَوارث
وَعوّذ برب الناس وَالفَلق النهى / عَسى يُمْحَى وسواسٌ وَيرتدُّ نافث
وَلا تك في كَهفٍ مِن الجَهل نائِماً / فَتفنى وَما بُلِّغتَ كَم أَنتَ لابث
اتّبع رَأيَ الأَسدّْ
اتّبع رَأيَ الأَسدّْ / وَاتبِعِ الغيَّ الرشدْ
لَيسَ في الأَكوان إلا ال / واحد الفَردُ الصَمدْ
فَانظر الدُنيا تَراها / كلها آيٌ شَهَدْ
كُل ما فيها تَراه / حالة تُدرَى بحد
فَاترك الكُل وَعد بي / عَن مَهاوي مَن وَعد
وَتدبّر ما يشير ال / كَونُ إلا من جحد
فَتَراه قائِلاً ذا / قُل هوَ اللَه أَحد
إلهي أَنتَ تَفعل ما تشاء
إلهي أَنتَ تَفعل ما تشاء / بقدرتك انفردت وِبالإِرادهْ
وَقَسّمت الحُظوظَ فَذا شقيٌّ / وَذاكَ سَعيدُ وَالحُسنى زِياده
فَما مِن شَقوةٍ إِلّا وَكانَت / مُؤزلة كَتأزيل السَعاده
فَفيما يَزعم الجهال أني / تَخيرتُ الخسار وَالاِستفاده
لَقد جَهلوا الحَقائق حينَ ضَلوا / عَن الحَق الَّذي تَرضى اعتقاده
فَقالوا أَنتَ مُختار مريد / وَقُلت اللَه يفعل ما أَراده
جلَّ ما أَلقى وفي القَلب الكَمَدْ
جلَّ ما أَلقى وفي القَلب الكَمَدْ / وَاستوى الغَيُّ لديّ وَالرَشَدْ
محنةٌ طالَت وَسقمٌ جائلٌ / في خلال الرُوح مني وَالجَسَد
فإِذا قمتُ اعترتني رَعشةٌ / فَكأني رَهنَ قَيدٍ من مسد
وَإِذا نمتُ سعت بي فكرةٌ / لَيسَ يَثنيها فَضاءٌ أَو بَلَد
فَأَنا في زَمهرير أَو أَنا / في سَعيرٍ بَينَ نار وَبَرد
يا إِله الخَلق ارحم عاجزاً / مَدَّ للألطافِ نحوَ الباب يَد
شُجونُ فُؤادٍ لا تَزال تَزيدُ
شُجونُ فُؤادٍ لا تَزال تَزيدُ / وَدَمعٌ كَما شاء الزَمان مَديدُ
وَسهدي بأكناف الجُفون مخلد / قَريب قَريب وَالمَنام بَعيد
وَجسمي كَما رام القَضا عادم القِوَى / وَإِن كان حزمي ثابتاً وَأجيد
وَقَلبي مِن الأَحزان يَشكو إِلى الصبا / شكاية يَعقوب وَلَيسَ يُفيد
وَصَبري لِما أَمضى الزَمان وَما جَرى / تَبدَّل رَوعاً أَو أَراه يَبيد
فَيا رَب رَحماك الَّتي أَنتَ أَهلُها / فَإِنك رَب تُرتَجَى فتجود
إلهي تقضَّى شَبابي وَعُمري
إلهي تقضَّى شَبابي وَعُمري / بِذَنب وَعَيبٍ وَجُرم ووزر
قطعت الليالي غروراً وَلَهواً / فَعادَت خَيالاً فَيا لَيت شعري
أَرى المَوت يُدني بَعيد الحَياة / وَيَطوي مكرّاً لِأَسباب نَشري
أَراني غَريباً طَريقي طَويلٌ / مهولٌ وَزادي قَليل وَأَجري
وَقدما اجتليت المَنايا أَمان / وَذُقت الغُرور كَمسموم خمر
تَقضّى صفاها فَلم يَبقَ إِلا / أَليم المَعاصي وَقَد عَزّ عُذري
إلهي أَخاف النكال الشَديد / وَأَخشى جَحيماً لعلمي بصبري
وَأَنتَ الرَحيم وَأَنتَ الرؤف / وَأَنتَ الغَني وُجودك ذُخري
وَقَد كانَ مني الَّذي كان جَهلاً / وَقَد جئت أَرجو وَأَسلمت أَمري
لعمرُك إِن متّعتَني أَو منعتَني
لعمرُك إِن متّعتَني أَو منعتَني / ففضلُك في الحالين أَجلى وَأَظهرُ
وَما ضرّني يَومٌ شقيتُ بخطبه / وَكَم مِن يَد عندي لنعماك تُشكَرُ
كَم حكمةٍ لِلّه بَين عباده
كَم حكمةٍ لِلّه بَين عباده / مَستورة إلا على المتدبِّرِ
آثارها دلت عليه وَحسبنا / بِدلالة التأثير في المتأثر
صور تغيّرها الحَوادث بَيننا / وَحَقائق تَبقى بِغَير تَغيّر
صور تَناوَبُ في وُجودٍ دائمٍ / كَتناوب الأَعراض مَركزَ جوهر
دَليلُ وُجود اللَه كَونُك حادثاً
دَليلُ وُجود اللَه كَونُك حادثاً / وَتَفنى وَبُرهانُ الحدوث التَغيرُ
لِأَن التَلازم بَين ذات وَعارض / مِن الكَون لا يَخفى لِمن يتبصَّرُ
عنايات مَولانا الحَكيم خَفيةٌ
عنايات مَولانا الحَكيم خَفيةٌ / تَدق عَن الإِدراك بَل تعجز الفِكَرْ
يبدّلُ بَعد الخَوف أَمناً وَرحمةً / وَيَنفع بِالشَيء الَّذي خِلتَه ضررْ
لَقد عَز مَن كان اليَقين دَليلَه / إِلَيهِ مع التَقوى وَقد ذل مَن كَفَر
فَفي هلكة النمرود وَالبأسُ بَأسُه / وَفي نصر إِبراهيم وَالنار تستعر
وَفي حمل نُوح قَبل هذا مَواعظٌ / وَفي سيرة الصدّيق يُوسف معتَبر
تبوّأَ عَرشَ العزِّ في الأَرض بَعد ما / قَضى ذلَّه في أَول الجن وَالبَشر
فَدَع زيدَها يَلهو بعمروٍ وَخالداً / يَلوذ ببكرٍ إِنما يَرقُبُ القدر
فَلا تَتَقي أَو تَرتجَي غَيرَ قادر / متى شاء نَصراً كانَ ما شاء وَانتصر
الهي لك الفَضل العَميم فَلا يُحصى
الهي لك الفَضل العَميم فَلا يُحصى / وَلم نَدرِ أَدناه فَلَن نُدركَ الأَقصى
هَنيئاً لِمَن أَدنته مِنكَ عِنايةٌ / وَوَيلٌ لِمَن عَن بابك الذَنبُ قَد أَقصى
لَقَد ذَل عَبد لَم تَعزِّز جَنابَه / وَقَد عَمّه الخذلان إن لَم يَكُن خَصّا
فَكَم مَن جحيم أَصبَحت مِنكَ جَنّةً / وَكَم مَرتوٍ بالماء بالماء قَد غَصّا
كَم للمهيمن في الخطوب وِقاية
كَم للمهيمن في الخطوب وِقاية / مِن حَيث لَم يَتحفّظ المتحفظُ
وَلَكَم لَهُ من نعمة في نقمة / مِن دُونها يَتغيَّظ المتغيظُ
حكم يُقرُّ لَها الجحودُ حَقيقةً / لَو أَنَّهُ يَتيقظ المتيقظ
وَالقَول مَعنى في القُلوب وَإِنَّما / عَن بَعضِهِ يَتلفَّظُ المتلفظ
يا مَن يُحول بحولهِ
يا مَن يُحول بحولهِ / بَينَ المؤمِّل وَالأَملْ
يا مَن يَطول بطوله / مِن بَعد ما جلَّ الوَجلْ
يا مَن يَتوب بِفَضله / مَنّاً عَلى من جا وذل
يا مَن يُرجَّى فَضله / وَيُخافُ مِنهُ إِذ عَدل
يا مَن يُجيبُ دُعاءَ من / يَدعو وَيُعطي مَن سأل
يا مَن لَهُ البَطش الشَدي / دُ ومن هوَ الفَرد الأَجل
يا مَن تَقوم بِأَمره ال / أكوان يفعل ما فَعل
يا مَن تنزّه عَن شَبي / ه أَو نظير أَو مثل
يا مَن لَهُ الملك العَظي / مُ وَمَن لَهُ أَمرُ الدُول
يا واحداً في علمه / يا مَن قضى سرَّ الأَزل
يا مَن عوائده عَلى / كُل الوَرى هَطلٌ وَطَل
يا مَن يؤمَّلُ حَيث لا / يرجى سِواه لَما نَزل
أَدعوك يا مَولاي كُن / لي عِندَ ظَني وَالأَمل
ثُم الصَلاة عَلى النَبي / ي وَآله الغر الجلل
ما غرَّد القمريّ أَو / ما ناح عَبدٌ وَابتهل
يا رَب لا تَجعل جَزائي بِما
يا رَب لا تَجعل جَزائي بِما / جَنيتُه غَير الرَجا وَالأَملْ
فَلا تَخيّبه لِأَمر مَضى / إِن كانَ يا مَولاي خاب العَملْ
فَالذَنب مني شيمتي وَالرضا / وَالعَفو مِنكَ يا مُنى مَن سَألْ
يا رَب أَنتِ الَّذي من شَأنه الكَرَمُ
يا رَب أَنتِ الَّذي من شَأنه الكَرَمُ / عَودّتَنا الخَير نَرجوه وَنغتنمُ
يا رَب كَم لَكِ إِحسانٌ وَكَم لك في / هَذا الوُجود شُؤونٌ كُلُّها حِكَم
يا رَب نَجّيتَ نوحاً في سَفينته / مِن حَيث لا عاصم يَرجوه معتصم
يا رَب نَجيت هوداً بَعدما اِنقطعت / أَسبابه وَجَفاه الرهط والأُمم
يا رَب نَجيت فَضلاً صالحاً فنجا / بصيحةٍ أَفزَعَت للظلم من ظلموا
يا رَب نَجيت إِبراهيم مجتبياً / وَالدَهر مُضطَرب وَالنار تَضطرم
يا رَب نَجيت إِسماعيل حين رَأى / أن لا فداء وَلا ركناً فَيَلتزم
يا رَب نَجيت لُوطاً مِن جَبابرة / خابوا بِما اِجترحوا ذلوا لما اجترموا
يا مَن رددت عَلى يَعقوب أَعينَه / مِن بَعد ما فَنّد اللوّامُ وَاتّهموا
يا مَن رَفعت لِمُوسى البحرَ معجزةً / وَاليمُّ ملتطم وَالقَوم قَد دَهموا
يا مَن عَلى آل داود أَفاضَ عُلاً / رفعتَهم فاغتدوا بِالملك قَد عظُموا
يا مَن أَعدت سليمانَ النبيَّ إِلى ال / ملك العليّ وَقد أَردت بِهِ النِقَم
يا مَن تَقبَّل من ذي النُون جاجته / لما دعاك وَقَد سارَت بِهِ الظلم
يا كاشفَ الضرعن أَيوب حينَ نَأى / أَحبابُه وَجَفاه الخصم وَالحكم
يا مَن جعلت لعيسى في السَّما نُزُلاً / وَالقَوم قَد دمدموا والحزب يَزدحم
يا حافظ المصطفى في الغار مكرمةً / وَقد أَحاطَ العِدا وَاِرتاحت الهِمَم
يا مَن إِذا قُلت يا غفارُ مغفرةً / عزّ الجَناب وَلو زلّت بي القَدَم
يا مَن يرجَّى عَلى يَأس وَفي لَهفٍ / وَمِن يُلاذُ به وَالجاه منعدم
يا مَن يرد عَلى اللهفان لهفتَه / يا مَن يَجود نَدىً إِن ضنّت الديم
يا مَن يَقوم بنصر العاجزين وَقَد / ساءَت ظُنونٌ وَخاب السَيف وَالقَلَم
يا مَن يُقابل بالإِحسان سيئتي / وَمَن عليّ له الإِفضال وَالنعم
يا مَن يقرّبني مِن بابه أَملي / إِن عزَّ ما أَرتجي وَانحلّت الذمم
يا مَن إِذا قُلتُ يا مَولاي خالصة / أَجاب لبيك عِندي الجُود وَالكَرَم
يا مَن إِذا قُلتُ في الظَلماء يا صَمدٌ / فرّج كروبي فَما ركني بِهِ ثلم
يا مَن أَصول عَلى الدُنيا بعزته / فرّجْ فلي أَمل فَرِّحْ فبي أَلَم
بِجاه سيدنا المختار أَحمد مَن / أَدنيتَه مِنك فاعتزت بِهِ الأُمم
ثُمَ الصَلاة عَليه دائِماً أَبداً / لا يَنبغي بَعدَها غايٌ وَمختتم
وآله وَصحابٍ طاب مجدُهمُ / بدينه عملوا مقدار ما علموا
وَاغفر لعبدك وَارحم ذله كَرماً / يا رَب أَنتَ الَّذي مِن شَأنِهِ الكَرم
مضى شهر الصيام فقل خليلي
مضى شهر الصيام فقل خليلي / بقلبٍ خاشعٍ أو شأنِ دامِ
أتيتَ كزائرٍ والى فولّى / كأنك كنت طيفاً في منام
رحلت مكرَّماً فعليك منا / سلام جل عن معنى السلام
أحبَّتَنا تعالوا ما فعلنا / نتوب فقد مضى شهر الصيام
فهل قضّيتموا من واجبات / وهل عظمتموه بالقيام
فاني قاصر عن كل هذا / ومالي غير ذنبٍ واجترام
ولكن آملٌ ظني جميلٌ / برب العرش في حسن الختام
لعل بجاه خير الخلق أحظى / بما أمّلت من نيل المرام
إلهي كم أمرتَ فما امتثلنا / وبدلنا الهداية بالظلام
إلهي طال سيري بالمعاصي / فماذا قد يكون غداً مقامي
إلهي الزاد بالتقوى قليل / على طول المراحل والمرامي
فوا ويلاه إن نشروا كتابي / وما قدمته أضحى أمامي
ووا خجلاه كيف العذر عنها / إذا ما أسفرت لي عن لثام
إلهي بالنبيْ والآل جمعاً / وبالأصحاب والرسل الكرام
إلهي بالموالين البواكي / إذا جنَّ الدجى تحت الظلام
إلهي بالسكارى من جمال / إلهي بالحيارى في الغرام
أرجِّي توبة من قبل موتي / وعفوك فهو خير الاغتنام
بحق نبيك المختار فينا / شفيع المذنبين من الأنام
عليه صلاتك الحسنى دواماً / إلى يوم القيام من الرجام
مضى العمر في لهو ولغو وعصيانِ
مضى العمر في لهو ولغو وعصيانِ / ومر عصر الصبا في الغي والفاني
أراني الغي والاهواء أَحفظُها / لكنني في التقى ألهو بنسيان
أطعت نفسي وأدري أنها تلفي / سالمت دهري وعين الحرب ترعاني
فكم سلكت طريقاً في الهوى خطراً / وقد علمت بلوغ الأمن في الثاني
فيا ذنوبي وخير القول وا أسفا / يا ليت شعري لدى الديان ما شاني
تلك أعلامنا وهذا الثواءُ
تلك أعلامنا وهذا الثواءُ / قف لنبكي إن كان يغني البكاءُ
قف نجرِّرْ قديمَ وجدٍ بذكرى / ههنا كان قومنا القدماء
إيه عيش الديار لو أبت أو لم / يَعرُ أيامك العزاز انقضاء
إيه جمعٌ لو لم يفرقه صرفٌ / كنت تزهى لو لم يخنك الوفاء
إيه عهد الشباب والعمر غضٌّ / والليالي بأهلها وضّاء
خبريني وأنت لا تخبريني / ولها العذر إنها بكماء
ليت شعري وأي واد وشِعبٍ / طاب للقوم تربُه والهواء
هذه أرضهم وهذا حماهم / بارحوا فاغتدوا وهم نزلاء
تركوا موطنا فحلوا السوى فاس / توطنوه أم هم به غرباء
يا لها وقفةً على الرسم أضحى / لا يجيب النداء إلا النداء
لا تروِّعْ عن الرغاء المطايا / فالمطايا حنينهنَّ الرغاء
لا تُرَعْ إنها تفي بهواها / ليس تنسى وجينَها الوجناء
ذكرت عهدها القديم فحنت / ولها الشكر إنها عجماء
خلها ترو وادياً بدموعٍ / طالما قد غذاها منه الكلاء
خلها خلها تنوح وتبكي / كلنا في ادكارِ عهدٍ سواء
فهواها مؤالف وربوض / وهوانا الأحباب والاحياء
وكلانا مكلف بنُواح / حيث شط الأليف والأصفياء
لهف نفسي على مرابع أنسي / كيف بادت وقد علاها العفاء
غير الدهر حسنها وشبابي / إنه غير راحم عدّاء
لم يرق عينه نعيمٌ مقيمٌ / راقه البين بعده والشقاء
كنت أهوى البقاء واليوم أرجو / بعض ذاك اللقا وأين اللقاء
رُبَّ ليلٍ بجمع شمل نضير / ذي سواد له اليدُ البيضاء
رب قَدِّ إذا تمايل عُجباً / هجرت غصنَها به الورقاء
رب وجهٍ إذا تبدى كبدرٍ / حسنت أرضها عليه السماء
رب خالٍ متى علا وردَ خدٍّ / هام روضٌ وَجنّت السوداء
رب لحظٍ إِذا رنا وَهوَ ساجٍ / أَوجبت سلبَ عقلِها الكهرباء
رب صدرٍ من خالص النور تهوَى / لَو حكته الجنة النضراء
رب ثغر عن كَوثر الخُلد ينبي / تتشهى رضابَه الصَهباء
رب شعر أَمدَّ من طول حزني / تتمنى سوادَه الليلاء
رب صب هوى الجَمال فَأَضحى / مستهاماً تُبيدُه البَيداء
عجباً لِلنَوى تفرّق جَمعاً / طال ما جمّعت لَهُ الأَهواء
ما علمنا لذلك العيش قدراً / وَبِهَذا تحوّل النعماء
إيه نفس اقصري فَقَد بَعُد العَه / دُ وَأَسمت رقيَّها العَنقاء
ليسَ ماض يُرَدّ أَو مُقْبِلٌ يُد / رَى ولا الحال يزدهيها البَقاء
فاترك الهَمَّ ما استطعت وسلّ ال / نفس إِذ يقتل الرَشادَ العَناء
والزم الصَبر وَاستعنه فيا كم / نعَّمت بالَ صابرٍ بأساء
كَيفَ تَرجو دَوام حال محال / ما استطاعَت بلوغه الحكماء
كَيفَ تَهوى الثبوت منها وَعَنها / تَتَلقّى التلوّن الحرباء
انظر الوَجه وَاعرف الكنه مِنهُ / وَتزّود تُقاك فهوَ النَماء
إِن أَيامنا لَهنَّ مَع الدَه / ر اِنتِهاءٌ كَما لَهنَّ اِبتداء
وَالحَليم الرَشيد مَن باتَ فيها / لَيسَ تَهوي بِعَقله الأَشياء
فَسماء الوُجود منا عليها / سحبٌ بعضها لبعض غِشاء
أمة أمة تَزول وَتَأتي / فَلذا يَبدو وَكْفُها وانجلاء
وَرِياض الحَياة تزهر منا / بِنَضير وَتَيبس الخَضراء
هَكذا هَكذا حَياةٌ وَمَوتٌ / يَتوالى وشدةٌ وَرَخاء
فَإِذا لَم يَكُن سِوى الترك حَد / فَالهَوى باطل إِذا لا مراء
وَإِذا لَم تَفدك شَكوى سِوى ما / قَدّر اللَه فليصُنك الحَياء
وَإِذا ما المخاف عمَّ مصاباً / ثِق بِمَولاك فَالأمور قَضاء
وَإِذا ما الرَجاء أَغلق باباً / لذ بِخير الأَنام فَهوَ الرَجاء
كَم رِجال سَعوا إِليه فَنالوا / عم أكدارَهم صَفىً وَصَفاء
حرّروا الرق حين صاروا عَبيداً / لحماه فَهُم بِهِ سُعَداء
وَبقدر افتقارهم لعطاه / حسدتهم فَذلت الأَغنياء
وَيعز الهَوان بَينَ يَديهِ / عظَّمَتهم أَو هانَت العظماء
وَبذل الخُضوع عزّوا وَسادوا / رفعتهم لِهامِها العَلياء
فَاصلح القَلب وَاخلص السَير وَاقصد / تَلقَ مَولى لَهُ اللوا وَالوَلاء
ذاكَ جار إذا رَجَوت مجيرٌ / فَاعزم القَصد يحمك الاحتماء
ذاكَ نُور إِذا دجا الخَطب فَاطلب / يَتَجلّى فَتنجلي الظَلماء
كُن ضَعيفاً حَقير ذا الحَي تَشرُفْ / فَإليهِ يُشرِّفُ الانتِماء
لا تَخف ابن رابش هم أَصارو / ه أَبا الفَضل إنهم أَقوياء
فَالعَطا ابنه ومن يرتجيه / ابن أَوسٍ لأنهم كرماء
يا أَبا طرفة افتخر في حماهم / أَنتَ عَبدٌ وَالحادثات إماء
إِن عاراً عَليك حملانُ همٍّ / وَلَكَ اللَه وَالنَبي أَولياء
ته عَلى الحادِثات إِنكَ مِنهُ / في ذمام تَقلُّك الشماء
يا مطيّ الرجا استريحي فهَذا / ما قَصدنا وَعيشةٌ خَضراء
لا تَخاف المَسير هَذا مَقام / تَبتَغيهِ لتَكرُمَ الضعفاء
يا مطيّ الرَجاء قَد فارق الإع / ياء قرّي وَحُطَّت الأَعباء
قَد حمدت السَرى فَأَنتَ عَتيق / وَليسرّ الإنضاء وَالإضناء
قَد أَرحنا الرَجاء لَما استرحنا / هَكذا الشَرط بَيننا وَالجَزاء
مرجع الأَمر مَوطن النَفس هَذا / تَتَقي مَن يَحتله الأسواء
إِن قوت القُلوب فيهِ مقيتٌ / وَلصادِ الفؤاد مِنهُ اِرتواء
مَهبط الوَحي مَظهر السر نُور ال / حَق مِنهُ الهُدى بِهِ الاهتداء
يا نبي الهُدى وَأَنتَ سَميع / جل داءُ العَنا وَعز الدَواء
غال حَزمي الهَوى وَعَزمي الأَماني / هال عَقلي البَلا وَجسمي البَلاء
رَدَّني الغيُّ عَن رَشاد مُبين / حَيث وَلَّى بيقظَتي الإغفاء
وَانقَضى العُمر بَينَ لَهو وَلَغو / ما أَفادا ولَيسَ ثمّ اقتضاء
ثم ذا اليَوم وَالصَباح صَباح / وَكَذا اللَيل وَالمَساء المَساء
لَم تغير سِوى شؤوني وَلم يَم / ضِ سِوى العُمر وَالجَميعُ هباء
بعت أَيامها بخسران نفسي / وَلَقد كانَ في السَماح الثراء
كُل وَقت يَغر حَتّى كَأَني / خلت أَبقى وَقَد مَضى النظراء
إِن تُحَذِّرْ نُهىً يَغِرَّ هيامٌ / لَم يُمكِّن تحذيرَها الإغراء
ما عَلى النَفس لَو أَصابَت هداها / فَنجت مثل ما نجَى الأتقياء
كُل حين يمر تدنو مِن الأم / وات داري وتبعد الأحياء
وَأَنا جاهل الحقيقة لاهٍ / أَتردّى وَهكَذا الجهلاء
كم لآمالنا الطوال اِبتداءٌ / وَلا جالنا القصار اِنتِهاء
يا طَبيب الأَرواح أَمرض رُوحي / سوءُ فعلي وفي يديك الشفاء
يا ضياء اليَقين أَنتَ تَقيني / إِن دَهى الخَطب أَو عرت دَهياء
بِكَ نام الأَنام تَحتَ أَمان / نَشرته الشَريعة الغَراء
بِكَ عَم الوُجود جُودٌ عَميم / نَضَّرت وَجهَها بِهِ الغَبراء
لَكَ ذلت جَبابرٌ وَطغاة / بِكَ عَزت أَجلَّةٌ حُنفاء
أَنتَ سر الوُجود ديناً وَدُنيا / لَيسَ في جاهك العَظيم اِمتِراء
أَنتَ أُرسلتَ وَالخَلائق شَتّى / مَهملاتٌ وَكلُّهم غَوغاء
فَاِغتَدوا أَحباباً بِأخوة دين / بَعد حين مَضى وَهُم أَعداء
جِئتنا بِالبُرهان فَاتّضح الحق / ق لذي أَعين فَبان الخَفاء
عم إنساً وَعَم جنّاً نداك ال / مُرتَجى بَل قَد نالَت الصماء
عمت الأُمَهات قَبل المَوالي / د مَعاليك حَيث خَص الجداء
نُقطة الكَون كُنت أَنتَ ولا شَك / ك وَكلاً جَميعنا أَجزاء
لَيتَ شعري فما حقيقتك القص / وى التي رُدَّ دونَها العُقَلاء
أَيّ شَمس هِيَ الحَقيقة إِن كا / ن الَّذي في العُيون هَذا الضياء
إِن عَيناً لَم تُبصر الرُشد مِن نُو / رك عَينٌ كَميهةٌ عَمياء
كَيفَ نطق الحَيوان وَالجذع اذ حن / ن وَفي الكَفِّ سبَّحت حَصباء
لَيتَ شعري أَحلّ في تِلكَ رُوح / أَم بِلا رُوح تَنطق الخَرساء
آية اللَه أَظهرت معجزاتٍ / لِلنبي الكَريم فيما يَشاء
وَلَكَم مثلَها عَجائبُ تترى / يَنقضي دُونَ حَصرِها الإحصاء
وَالَّذي قَد رقى إِلى العَرش قُرباً / كَيفَ تَرقى رُقيَّهُ الأنبياء
وَالَّذي قَد أَثنى الإِلهُ عَلَيهِ / كَيفَ تَسطيع مَدحه الشعراء
فَلتكن أَبحرُ الوجود مِداداً / وَليَكُن صحفَ كاتبيها الفَضاء
وَلتَعش ما تَشاء وَالوَقت دَهر / لَن يرجَّى لِذَلكَ استقراء
إِنَّما قَد تَقول جهد مقلٍّ / وَهوَ عَرض يَمده الإلتجاء
يا نبي الهُدى أَقلْها عثاراً / لَم يُقِلني من حملها الإعياء
وَارضني مِنكَ لِلمَراحم أَهلاً / لتروح الأَرواح وَالبرحاء
وَاقض لي بِالقبول وَالعَفو وَاصفح / ليتمَّ المنى وَيَبدو الهَناء
يا نَبي الهُدى عَليك سَلام / لا اِبتِداء لَهُ وَلا إنتِهاء

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025