القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحَمّد الهِلالي الكل
المجموع : 308
أسفر البدر عن صباح السرور
أسفر البدر عن صباح السرور / من مجالي سنا جمال النوري
ومنادي الهنا ينادي هلموا / للوفايا ذوي الصفا والحبور
وأجيبوا علاى صماع الأغاني / داعي اللهو بين مرد وحور
بين قوم على الدنان عكوف / قد سقاهم ساقي الشارب الطهور
يا مليك الملاح يا أعدل الأغ / صان قداً ويا أجل أمير
جد على القوم بالشراب إلى أن / يشتكي الكأس للعفو الغفور
خمرة عن الست تروي حديثاً / أنها كانت قبل دور الدهور
من ثريا عنقودها عصرت / شمساً أضاءت بها جميع العصور
هاتها من خلاصة الراح راحاً / لطفت فاختفت بمحض الظهور
قرقف لو عادت وحيت رفاةً / لأعادت حياة من في القبور
عاطنيها فهذه حضرة الأطلا / ق قد آذنت بكشف الستور
عاطنيها حتى بها أتلاشى / حيث لا أدري غيبتي من حضوري
عاطنيها بين الرياحين من ور / د خدود وأقحوان ثغور
ومغن برقة الشدو يغني / عن صرير السنطير والطنبور
في رياض أريضة ومروج / كبروج تزهو بزهر الزهور
سيما والغصون من فوقها قد / رن صوت الهزار والشحرور
ونديمي على المدام غزال / سلب الأسد طرفه بالفتور
بادر الأفراح في أدواح حان
بادر الأفراح في أدواح حان / إن شرب الراح في الأقداح حان
مع بدر يحتسون الشمس في / أنجم الكاسات من برج الدنان
في رياض وغياض أرضها / كسماء بمصابيح تزان
بنت كرم لو تراها تنجلي / بين ولدان لدى حور حسان
ودواعي البسط مدت بسطها / والأغاني من غموان في مغان
هاتها تبراً مذاباً يكتسي / الكأس منها لون ثوب أرجوان
يا لها بكر عجوز عانس / راح يجلوها ابن ست أو ثمان
بشر خمر وسحر طرفه / عنه في بابل يروي الملكان
غصن بان خصره خنصره / ظبي أنس ملتقاه أسدان
ما سواه إن بدا مبتسماً / قمر في ثغره عقد جمان
مفرد قد جمع الظرف إذا / ما تثنى ما له في اللطف ثان
تستحي شمس الضحى من وجهه / ومن الفرق يغار الفرقدان
أيها الملسوع من أصداغه / آه لو منه شفتك الشفتان
أنا راضٍ من حيبيب حبه / وهواه هو ياءٌ في الهوان
وفتاة كاعبٌ كم ناسكٌ / فتنته في الهوى أي افتنان
غداة من قدها الزاهي ومن / طرفها الوسنان رمح وسنان
خدها الورد على غصن نقا / تحت داج ليل شعر مشرقان
جل من في ثغرها أجرى الطلا / وبه للدر في المرجان صان
بحر حسن غرقت منه النهى / في بديع ومعان وبيان
درة في صدف الخدر غدا / دونها خوض دجى بحر عوان
تطمع العشاق بالقرب على / أنها بالوصل عنقاء الزمان
وردت أماني البشر بالأحباب
وردت أماني البشر بالأحباب / فشدت بلابل ألسن الترحاب
وأدارها الساقي على ندمائه / كاسات أنس لا كؤوس شراب
بجمال طلعة كوكب بقدومه / صبح السرور محادجي الأوصاب
شرف حماة الشام فيه شرفت / فرحابها أضحت أجل رحاب
أعني الشهير محمد الحسن أبا / سر الكماة السادة الأنجاب
المبتني للمجد بيتاً دونه / للنجم حكمة مطلع وغياب
للَه بارودي عزم صادر / عن بحر حلم بالوفا عباب
حكم لديه تنوعت نقماً على / أعدائه نعماً على الأصحاب
حق وصدق قوله بنعم ولا / فسواه بعد اللَه مين سراب
أرض خلت من شخصه محل كما / أرض حلت فيه محل خضاب
غوث إذا استنجدته لملمه / غيث إذا استجديته لثواب
سبحان من أولاه ما هو أهله / وحباه أرفع رتبة وجناب
متحدث أبداً بنعمة ربه / متواضع لمواهب الوهاب
يا كعبة الجود الذي من جلق / لبلادنا سارت مسير سحاب
وادي الحما من بعد حمص كفيته / من وكفك الحسنى بغير حساب
هيهات أن أكفي علاك مدائحاً / هيهات ما دام النجوم طلابي
هذا اعترافي بالقصور مقدم / عذري وأنك سيدي أولى بي
وعن امتداحك أعربت عربية / بك شرفت وسمت على الأتراب
والشعر بالممدوح لا بمجيده / يزهو ولو غنى به الفارابي
مدام التصافي يا نديم دوا لي
مدام التصافي يا نديم دوا لي / بصرف تهاني لا ببنت دوالي
وكوكب صبح اليمن أسفر عن سنا / مطالع سعد من جمال مجال
إلى راحة الأرواح يا صاح رح وقل / حلال من الأفراح راح حلالي
ولا سيما الساقي علينا يديرها / مدام دوام لا زلال زوال
بروحي فتى من راح أحداقه لقد / ملا لي أقداحي بغير ملال
بمجلس إيناس به طاب وقتنا / رضاب وأنفاس الثقات غوالي
وحضرتنا التقييد عنا بها انتفى / بإثبات إطلاق ووحدة حال
مشارق أنوار حدائق بهجة / رقائق آثار شواهق عالي
هينئاً بها لابن الأنيس الذي له / مجال بنظم الشعر أي مجال
شهود فصاحات عهود بلاغة / برود مباهات عقود لآلي
بها قصبات السبق أحرزها امرؤ / لكسب المعالي اختصه المتعالي
ما الحسن في وادي حماة متمم
ما الحسن في وادي حماة متمم / إلا وفيه اليوسفي الأفخم
متصرف فيما يشاء إذا قضى / أمراً فذاك الأمر حكم محكم
يا من حماة الشام لا برحت به / أبهى عروس عن جمالك تبسم
لا كان يوم أنت في غائب / عنا وغيثك مقلع لا يسجم
بصر جمالك قد خلا منه عمى / صبح بلا مجلاك ليل مظلم
فارقتنا أرقتنا حتى إذا / جاء البشير صفا وطاب المغنم
فالحمد للَه الذي بك عمنا / إنعامه فهو الولي المنعم
أنت النعيم على المحب وجنة / أبداً عدوك في لظاها يضرم
أهلاً بمن يلقاه واصلنا الهنا / وحبال شهر صيامنا تتصرم
ما العيد بالإفطار بل تاريخه / بمآبك العيد الجلي الأعظم
زف راح الأنس في حان السرور
زف راح الأنس في حان السرور / وهي تجلي بين ولدان وحور
حبذا حضرة إطلاق بها / قد نفى التقييد لي كشف الستور
فلكٌ فيه جرت شمس الطلا / لبدور غيبوها في ثغور
فاستحالت شفقاً في أوجه / مشرفات تحت أحلامك الشعور
ومدير الكأس سلطان غدا / عادل القد على الشرب يجور
ظبي أنس كم ظبا ألحاظه / كسرت من كاسر ليث هصور
بمحياه المصون افتضحت / قاصرات الطرف من أعلى القصور
يوسفي الحسن أما إن شدا / خلته داود يتلو في الزبور
ما بدا إلا وفي بهجته / قطعت أحشاء ربات الخدور
قلن ماذا بشرٌ بل ملك / قد براه الله من لطف ونور
لست أنسى أنس أوقات بها / آنس الأغيد من بعد النفور
جاءني والليل داج مهدياً / في صفا البلور لي ذوب الشذور
قلت ما هذا حبيبي قال لي / خذ شراباً من يد الساقي طهور
زارت وعليها من الذوائب أستار
زارت وعليها من الذوائب أستار / ليلاً فرأينا الشموس تدرك أقمار
بلقيس جمال لها الملاح جنود / تختال على عرشها بحلة أنوار
يا ملك مهجة المشوق بقدٍ / بالعدل على عصبة الصبابة قد جار
هيهات رقادي يزور بعد سهادي / جفني وفؤادي على شفا جرف هار
أقسمت بآيات حسنها وبنار / في جنتها أشرقت بجنة أزهار
لم أهو سواها ولو أذاب نواها / جسمي وهواها إلى المهالك بي سار
شمس ببرود من الأطالس حلت / فاستطلعت بالشهب في البنا أزرار
غراء بستر تزين أنحل خصرٍ / والوجه كبدر بدا يضيء بأسحار
هيفاء فلو أنها بدت لأبيها / يوماً ورأى لطف رقصها عبد النار
جلاها على مهد الهنا فتولدا
جلاها على مهد الهنا فتولدا / من التبر في الأقداح در تنضدا
مشعشعة تحت الدجى نورها زها / عليه كليم الوجد قد وجد الهدى
في القوت والياقوت شمس إذا جرت / وسالت أحالت جامد الجام عسجدا
عليك بها يا ابن السماع أما ترى / هزار الهنا في دوحة الأنس غردا
وبالنشر بعد الطي فاح شذا الربا / وحادي الصبايا يا صاح في ركبه حدا
وصبح الهدى أبدى زجاجة كوكب / بمصباح درياته قد توقدا
وأذن داعي البشر في حرم الصفا / وأعلن في تكبيره وتشهدا
وقامت صلاة اللهو فالقوم ركعاً / تراهم لساقيهم من السكر سجدا
فدونك يا ابن البسط أوقاته فمن / تقاعد عن أوقاته كان مقعدا
وإياك والتأخير إن كنت حازماً / فمدرك فقد اليوم لم ينتظر غدا
ورح واتخذ في حانة الراح جنة / وروحاً وريحاناً وورداً وموردا
وطلعة ساق يطلع الشمس في الدجى / ويغرب بدر التم منه إذا بدا
مدام من السر المصون تكونت / بكأس من اللطف الخفي تجسدا
أدرها أدرها يا نديم مدمدما / فمن جانب الأسرار قد جاءني الندا
أدرها ودعني لا أرى الصحو بعدها / مدى الدهر فالأعمار من دونها سدى
قديمة عهد عن ألست بربكم / روت خبراً مأ أن له ثم مبتدا
هل في هالاته البدر التمام
هل في هالاته البدر التمام / ومن الهالات للبدر اللثام
يا له من قمر شمس الهنا / أشرقت من كفه وهي مدام
راحة للروح ريحان ورو / ح إذا حيا بها أيحا الرمام
يا نديمي إن هذا وقتنا / وقت لذات فأين الاغتنام
فانتبه للوقت واعلم أنه / فرصة عنها بنو الدنيا نيام
واصرف السقم بصرف إن من / طبعها التصريف في صرف السقام
واكتشف من نورها السر الذي / ما له عن ظاهر الكشف اكتتام
وادن منها لا تخف من نارها / يا خليلي فهي برد وسلام
واجتهد في كل كنز رمزه / حكمة من كيمياء الاحتكام
واستفض من فضة الإبريق ذا / يب تبر حل في جامد جام
حبذا عنصر نار فوقه / حبب فاق على حب الغمام
خمرة من قبل نوح عتقت / لجديد الأنس في دن الدوام
خمرة قامت بها كاساتها / ولها في نفسها كان القيام
فهي ليلاً بمغاني حسنها / وبها نحن مجانين الغرام
قم يا نديمي فهذه الصهباء
قم يا نديمي فهذه الصهباء / قد باكرت حانتها الندماء
وانهض بنا نخطب عروساً ما لها / غير الملوك ذوي الصفا ألفاء
وأزل بها ضراء صحوي حيث ما / لي في سوى سكري بها سراء
راح إذا مزجت يروح مركباً / منها لأدواء الهموم دواء
يا قوتة في جوهر من فوقها / حبب لآلئه لها لألاء
ما الكيمياء سوى المعتقة التي / قد أحكمت أكسيرها الحكماء
شمس على الأقمار بات يديرها / بدر له فلك اللبهاء سماء
ساق عن الجنات تغني المجتني / من وجنتيه الروضة الغناء
يسقيكما والنقل من شفتيه وال / مصباح منه غرة غراء
للَه رب ملاحة أبداً على / عرش الجمال لذاته استيلاء
وأمير حضرة رقة وخلاعة / تسعى لطاعة أمره الأدباء
متناقض الأوصاف مجتمع به / لهب على ورد الخدود وماء
ريم فما البيض الحداد إذا رنا / وإذا انثنى ما الصعدة السمراء
يسطو على أسد الشرى فيصدها / بلواحظ هي والقضاء سواء
لا تنكرون منه ابتساماً كلما / غلبت علي صبابة وبكاء
برق ثناياه وبين جوانحي / رعد وعيني مزنة وطفاء
ملك الحسان كأنما من فرعه / للنصر منشور عليه لواء
بصفا قدومك طابت الأوقات
بصفا قدومك طابت الأوقات / وبراح لطفك غنت الكاسات
وبفضل صيتك صاح صوت مطرب / غنت على ألحانه حانات
قد أبت من دار السعادة مرحباً / بك مرحباً قد حلت البركات
وسعيت زائر بيت باز أشهب / أفراخه في الأولياء بزاة
صادح الأفراح بالإفصاح صاح
صادح الأفراح بالإفصاح صاح / إذا محا الظلماء مصباح الصباح
ولأرباب التهاني والصفا / فتح الفتاح أبواب النجاح
بقدوم النير الأعلى الذي / منه سورية حياها الفلاح
وحماة الشام أضحت تنجلي / كعروس ذات عقد ووشاح
بوزير الوزراء المجتبى / أصف الهمة الشاكي السلاح
أحمد الشان العظيم الجد في / جوده الكف لمن منه استماح
لسن من كأس لفظ مسكر / بمعان هي للأرواح راح
علم العلم بصيت صوته / ما على الصابي إليه من جناح
ببديع وبيان في صفا / خمرة قد مزج السحر المباح
فهلموا يا ذوي الحزم فقد / جاء أمر الجد وانزاح المزاح
ولسان البشر نادى أرخوا / في حماة الشام بدر الحق لاح
صون اللسان عن الكلام مسفهاً
صون اللسان عن الكلام مسفهاً / صوم اللَّبيب الحازم المقدام
يا عاذلي عني بعذلك لي فقد / أبلغت أسماعي أليم ملامي
أسمعت لو ناديت حياً إنما / ناديتني فاقصر ورح بسلام
هذا الهوى هو والقضاء كلاهما / من أعين الآرام سهم حمام
يا نظرة تركت فؤادي شاخصاً / لجلال وجه جمال بدر تمام
بشهوده أعمى أصم عن السوى / سكران سكر صبابة وهيام
لا يرعوي عن ذلة لمهفهف / ذل المحب إليه عز سام
قمر محياه النضير وشعره / صبح تبلج تحت جنح ظلام
ظبي أغن إذا رنا متلفتاً / تعنو أسود لأعين الآرام
وإذا انتضى سيفاً وهز مثقفاً / سلب العقول بمقلة وقوام
إنا مشايخ صبوة سكراتنا / وقف على حركات جيد غلام
ونفوسنا موتى وليس حياتنا / إلا النديم على دوام مدام
أسرى لحل قيودنا وفكاكنا / عند السماع مفاتح الأنغام
ما بين أقمار إليهم في الدجى / تجري الشموس بأنجم من جام
من بورد الرياض خدك شبه
من بورد الرياض خدك شبه / وهو جمر هواك في القلب شبه
بل ومن ذا الذي أباحك إن تس / لب منا ما حرم اللَه سلبه
يا غزالاً غزا القلوب بطرف / جرد السحر منه للفتك عضبه
قدك السمهري ما ماس إلا / راح مستخدماً من البان قضبه
مالكي مالكي بعدل قوام / صير الجور في رعاياك دأبه
جد بوصل لمغرم فيك قد وا / صل أشجانه وقاطع صحبه
وتعطف على محب هواه / في قليب الهوان قلب قلبه
وخف اللَه لا عدمتك واغنم / بأساراك أجر من خان ربه
يا أخلاي من لصب غدا مستهلاً / من هول الصبابة صعبه
ألف الذل بعد عز وأضحى / بين أهليه ذا انفراد وغربه
وعصى نصح ناصحيه ولبى / طائعاً عند ما دعا الحب لبه
آمري بالسلو هيهات يصغي / من قضى منه لاعج الشوق نحبه
لا ومحيي العظام وهي رفاة / وحياة النبي ساكن طيبه
لست أسلو الهوى ولو بهجير / الهجر بعد الوفا سلتني الأحبه
هم مرامي بهم هيامي وإن ذقت / عذاب الغرام فيهم وعذبه
آه من لي برد سالف عهد / غاب نجم السرور والأنس غبه
وليال مرت فما كان أحلا / لو يجود الزمان منها بأوبه
يا رعى اللَه من حمى البان ظبياً / لم يزل يحمي في ظبا اللحظ سربه
وسقى وابل الحيا حي أتراب / وحيت نوافج المسك تربه
ذلك المنزل الذي ليس إلا / نسمات الصبا تزور مهبه
أما والسنا الوضاح من جيدها الغجري
أما والسنا الوضاح من جيدها الغجري / وسود ليال من ذوائبها العشر
ومن كأسها بالنجم وهي تديره / ومن شهب الأزرار بالشفع والوتر
وشمس محياها وفرقد فرقها / وصبح جبين ضاء كوكبه الدري
لليلة لقياها المنيرة ليلة / علمت يقيناً أنها ليلة القدر
ولم أنس إن زارت من الليل مضجعي / وحيت فأحيت ميت الصد والهجر
وقد كان منها القرب عنقاء مغرب / ومن دونه صيد الكواكب والزهر
دنت وتدلت فاندهشت مهابة / وغبت بها عن حالة الصحو والسكر
وعند تدليها اتراني هزة / كما انتفض العصفور من بلل القطر
ولما أباحتني الوفا فهت بالجوى / وبحت بما قد كنت أكتم في سري
ورقت وقالت قر عيناً فهذه / أويقات وصلي فاغتنم غفلة الدهر
وهذا جنى جنات قربي ففز به / وإياك ما يفضي إلى السوء والوزر
فقلت معاذ اللَه ما أنا بالذي / أحب وما راعى عفاف الهوى العذري
على أنني الحر الأبي لكل ما / يشين وليس العذر من شيم الحر
هناك أوت من بعد عز وآنست / إل وأهوت من قطوب إلى بشر
فعانقت منها أسمراً تحت أبيض / الإزار بدا يختال بالحل الخضر
وغصنا من البلور أصبح يانعاً / برمانتي نهدين في فضة الصدر
ومن زندها للضم مدت أريكة / إلي فأغنتني عن المد في القصر
وسرحت طرفي في رياض جمالها / وأوردته الورد المضمخ بالعطر
فبت حليف الأنس منها منعماً / بروح وريحان على كوثر الثغر
إلى أن نوى ركب الظلام على النوى / وطي صبا الأسحار آذن بالنشر
وهمت بسلخ الليل أيدي الصباح مذ / أتاه بسكين الضياء من الفجر
ومن شفق الصبح البنفسج كاد أن / يعصفره فيروزج الجو بالتبر
وقامت لتوديع التي ساعة الصفا / بها والوفا منها أبيع بها عمري
تفوه بآه وهي قائلة دنا / رحيلي وإني من رقيبي على ذعر
وسارت ولولا الوعد منها بأوبة / لكانت حياتي اليوم من أعجب الأمر
ربح المتاجر لاكتساب معالي
ربح المتاجر لاكتساب معالي / حسن الثناء على جميل خصال
للفضل أهل لا يقوم بغيرهم / بيت سوى أهليه فيه خال
يا خاطب العليا جد فإنها / حسناء ذات تمنع ودلال
فمن الورى ما هم حلا للمجد من / شنف ومن عقد ومن خلخال
مالليث إلا من حما الغابات لا / من يحتمي بعرينة ودحال
عقد به الخود المليحة جيدها / حال وعقد بالمليحة حال
بشرى لمحكمة التجارة والهنا / ء لها بصارم عضبها الفصال
عبد الحميد وما سواه لها فتى / ماضي العزيمة صادق الأقوال
والحق سيف والأحق به امرؤ / شهم بغير اللَه ليس يبالي
لك يا أبا المحروس محيي الدين أن / تأتي السها من جملة الأبخال
إذ أنت أعلا من مقامك قائلاً / النجم موطئ أخمصي ونعالي
لم لا وهمتك العلية فوق ما / منها تؤمله بنو الآمال
ولحمص قد حق الهناء لأنها / قد أصبحت بك للجمال مجالي
أبدور سعد أم شموس فاشهدوا
أبدور سعد أم شموس فاشهدوا / غرر الأهلة كيف منها تولد
أم عن مصابيح أبان البشر أم / سفرت عن الصبح الحسان الخرد
للَه ذياك الجمال وحبذا / مجلى به ابتهج الحمى والمعهد
فانهض بنا يا ابن التهاني نجتني / صرف العتيق وللسرور نجدد
واستجلها عذراء في الأقداح قد / أمست بدر حبابها تتقلد
حمراء في قار الزجاج كأنها / شفق غدا يغشاه ليل أسود
شهباء رتبها أكف سقاتها / بازاً لأطيار الهنا يتصيد
من كف أهيف شعره ليل على / صبح يقلهما قضيب أملد
يسقيكها والنقل من شفتيه والري / حان منه عذارة المتزرد
يسعى بها وكأنها من خده / لهب به ماء البها يتردد
زاهي المعاطف ما القضيب إذا انثنى / وإذا تلفت ما الغزال الأغيد
من لي به ظبياً غضيض الطرف يف / ترس الفوارس لحظه المتأس
لم أنس حين ضممته إذ منه في / جمع المحاسن قد تثنى مفرد
لو تنظر الندمان وهو يعلهم / ليلاً ومصباح الصفا يتوقد
والراح شمس والأكف بروجها / والكأس نجم والمدير الفرقد
حيث المشعشعة الشمول لنارها / يعشو مجوسي الصبو ويسجد
صهباء بالأفراح شهب حبابها / ترمي شياطين الهموم وتطرد
من رصَّع الشَّمس في شهب من الدرر
من رصَّع الشَّمس في شهب من الدرر / فأطلع البدر في ليل من الشعر
شمس على فلك الحسن البديع جرت / لمستقر لها في هالة القمر
حيث الرياض ونور النور يسفر عن / برج من الزهر ف مرج من الزهر
وحامل الكأس بدر فوق غصن نقا / بالنجم يسعى إلى الندمان بالسحر
ساق يسوق لنا المشروب يصحبه / المشموم من شامة في خده العطر
تبارك من أجرى إلى هالة البدر
تبارك من أجرى إلى هالة البدر / بطيب الهنا شمس الصيانة في الخدر
زفاف به حق السرور وكيف لا / وليلته ما غيرها ليلة القدر
وحمداً لمولانا وشكراً وحبذا / مقابلة النعماء بالحمد والشكر
على أن كسا الجندي أعني محمدا / جمال مجالي بهجة العز والفخر
وحسبي اعترافي يا أجل الكرام إذ / مآثرك الحسنى تجل عن الحصر
هنيئاً بما قد قدمته يداك من / قران سعود البدر في أشرف الزهر
هما القمران النيران سناهما / غدا مستفاداً منك يا كوكب العصر
فدم لهما واسلم إلى أن تراهما / بهذا الورى جدوداً مدى الدهر
وأبقاك والأنجال رب السماء ما / جرى في الورى عقد النكاح على بكر
وما ابن هلال راح يشدو مؤرخاً / زفاف الثريا حل للكوكب الدري
سرى فأثار نار الشوق ريا
سرى فأثار نار الشوق ريا / نسيم هب من أطلال ريا
وأودى حين داوى جرح قلبي / رسائل تصحب المسك الزكيا
ويا برقاً أضا ومضى فأبقى / لرعد الوجد في قلبي دويا
عجبت من العليل أتى يداوي / عليلاً قد كواه البين كيا
بسحب الدمع مني عني حي / ربوع أحبتي حيى فحيا
وعرض بي لديهم عل يوماً / بسلك منك أن يوحوا إليا
وأنت حمامة الوادي أبيني / أشدواً كان صوتك أم نعيا
تأني يا حمامة لا تئني / ففرط النوح لا يجدي شجيا
ولكن أين نوحك من حنين / إذا جن الدجى وسجا عليا
قفي نوحي النوى ما يقتضيه / لأنك لم تري مثلي وفيا
عويلاً واضطراباً وانتخاباً / وجسماً لابساً ضعفاً قويا
وجفناً سائلاً يا قوت منه / طروساً تظهر السر الخفيا
أجل ومعي ابن مقلة فوق طرس / الخدود يخط سطراً عندميا
ليهن الشامتون بأن سقتني / صروف البين كأساً علقميا
عدمت العز والإقدام إن لم / أكن للذل في الدنيا أبيا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025