القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِسْماعِيل صَبْري باشا الكل
المجموع : 168
سَفَرت فلاح لنا هلالُ سعودِ
سَفَرت فلاح لنا هلالُ سعودِ / وَنمى الغرامُ بِقَلبيَ المَعمودِ
وَجَلَت على العُشّاقِ روضَ محاسنٍ / فَسَقى الحياءُ شقائِقَ التَوريدِ
وَرَنَت بِأحوَرِ طَرفِها وَتَبَسَّمت / فَبدا ضياءُ اللُؤلؤ المَنضود
يا رَبَّةَ الطَرف الكَحيل تَعَطَّفي / وَعلى مُحِبِّك بِالمَوَدَّةِ جودي
جودي وَلَو بِالطَيف في سنةِ الكَرى / وَصلى بِرَغم مَفنِّدٍ وَحسود
قَسماً بما يُرضيكِ في صِدقِ الوَفا / ما حُلتُ عنكِ بسَلوةٍ وَصدود
أَنا قائم أَبدا بِمَفروض الهوى / مستبدِلٌ لِلنَّومِ بِالتَسهيد
فَإلى متى وَلهي وفَرطُ صَبابَتي / وَسرورُ عُذّالي وَخُلفُ وُعودي
وَإلى متى ذا الصَدُّ عن مَضنى الهَوى / عودي لِيورِقَ بِالتَواصُل عودي
وَاِستَأنفي مَوصولَ عائدِ أُنسِنا / فَالقُرب عيدي وَالبِعادُ وَعيدي
دَع يا عَذولُ ملامَتي في غادَةٍ / هَيفاءَ قد فاقَت جميعَ الغيد
عربيّةٍ لو واجَهَت بَدرَ الدُجى / يَوماً لَقالَ البدرُ تمَّ سُعودي
وَاللَهُ لولا اللَه بارىءُ حُسنها / لجمالها الزاهي جَعلتُ سجودي
قَسماً بنورِ جَبينِها وَبخالِها / وَسوادِ شعرٍ وَاِحمرار خُدود
وَبقَوسِ حاجبِها وسهم لحاظِها / وبخَصرها وَقَوامِها وَالجيد
لَيَطيبُ لي في حُبِّها ذُلّى كما / في مدح إِسماعيلَ لذَّ نَشيدي
يقظُّ بجَودةِ رأيهِ مصرٌ زهت / زَهوَ الحُلّى على صدور الخود
وأَمدّها بمعارف وعوارِفٍ / وَلطائِفٍ جَلَّت عن التَعديد
لَولاهُ ما فازَت على رغم العِدا / في ظِلِّه المَمدودِ بِالمَقصود
فَلَقَد تحلّى جيدُها بوجوده / وَلَهُ أقامت رايةَ التَأييد
شَفَعَ التَليدَ بِطارِفٍ من مجدِه / وَالعِزَّ موهوبا بِكَسبِ جُدود
سمحٌ تراه إذا حللتَ بحيَّه / أَبداً يحنّ إلى خِصال الجود
طَبعاً يَميل إِلى السَماح وأَهلِه / كَتَمايُل الأَغصانَ بِالتَأويد
عَن رِفدِه حَدِّث فكم في رِفدِه / إِنعام بحرٍ وافِرٍ وَمديد
لو أنَّ صمَّ الصَخر أَصبحَ ناطقاً / لشجتكَ منها نَغمةُ التَحميد
هو قُطبُ دائِرة المعالي وَالذي / قد زانَ عَقدَ الرَأي بِالتَسديد
سامى المَآثرِ طَودُ عِزٍّ شامخٍ / نامى المَفاخرِ أَصيدٌ من صيد
محيى المدارس بعد محوِ دروسِها / وَالعلمَ أَلبَسَ حلَّةَ التَجديد
يا آل مصرٍ كم لكم من رِفعَة / في الدَهر صارَت غُرَّةَ المَوجود
هَيّا اِجتَنوا ثمر العُلا من روضه / وتفيَّئوا في ظلّه المَمدود
دُم وَاِغتَنِم أُنسا وَصفوَ مَسَرَّةٍ / بِنَعيم عيشٍ دائِم وَرَغيد
وَاِلبَس على طول المَدى حلَلَ الرِضا / بِشِعارِ مَأمونٍ وَرُشدِ رشيد
لا زِلت معتصما بتوفيق العُلا / في ضَمِّ مجدٍ طارفٍ لِتَليدِ
مَن مجدُه فوق الكَواكِب قَد عَلا / وَصِفاتهُ الحُنسى بلا تحديد
فَالقُطر عمَّ سناؤُه وَبهاؤُه / بِمحمدٍ وَبسعيه المَحمود
لا زِلتُما بدرين في أُفُق العُلا / بهما زَها إِشراقُ يومِ العيد
لا وَالهَوى العُذريِّ وَالوَجدِ
لا وَالهَوى العُذريِّ وَالوَجدِ / عَذلُ عَذولي فيك لا يجدي
إِنّي مع الصَدِّ وَطولِ الجَفا / باقٍ على الميثاقِ وَالعهد
يا عاذلي أَقصِر وَكن عاذري / ولا تُطِل لومى على سُهدى
فَشَعرُه مهما تَخيّلتُه / أَظلُّ أَبكى في الدُجى وَحدي
أَفديهِ من حُلوٍ مليحِ البَها / ناهَ على الأَغصانِ بِالقَدِّ
نَضوانَ من خمر الكَرى لحظُه / في قِتلتي فاقَ على الحدِّ
ماسَ دلالاً وَرَنا قائِلاً / بيضُ الظُبا وَالسُمرُ من جُندي
وَقدِّ قلبي وَاِنثَنى مُعجبا / وَقال لي كيف تَرى قَدّى
وَقال لِلوَردِ أَما تَستَحي / مِنّي إِذا فَتَّحتَ في خدّي
تَغَزُّلي فيه وَمدحي لمن / رَقى إلى العَلياء في المَهد
مَن مِثلُ اسماعيلَ آراؤُه / ثاقِبَةٌ تَهدى إِلى الرُشد
مَلكٌ معاليه غَدت جمَّةً / تَعُمُّ كلَّ الناسِ بِالرِفد
مَصدَرُ عَدلٍ أَمرُه نافِذٌ / بحرٌ غَدا مُستَعذَبَ الوِرد
قَد أَجمَعَ الكُلُّ على أَنَّه / مُفرَدُ هذا العَصر في المَجدِ
السعدُ من خُدّامِه قد غَدا / لذا تَهيم الناسُ بِالسَعد
يا دَوحَ عِزٍّ قد غَدت مصرُنا / به تُحاكى جَنَّةَ الخُلد
لِيَهنَ عيدٌ بك أَضحت له / فَضائِلٌ جلَّت عن العَدّ
أغرَّتك الغراء أم طلعة البدر
أغرَّتك الغراء أم طلعة البدر / وقامتك الهيفاء أم عادل السمر
وشعرك أم ليل تراخت سدوله / وثغرك أم عقد تنظم من در
تبارك من سواك في الحسن كاملا / وعود هاروت الجفون على السحر
محياك لما كان يا بدر روضة / تسلسل فيه دمع عيني كالنهر
صدودك أشجاني وهيج لوعتي / وأوجد وجدي حين أعدمني صبري
تتيه وترنو ثم تجفو منافرا / وإنا عهدنا كل ذا في الظبا العفر
فطول من الهجران عل وقوفنا / يطول معاً يا قاتلي ساعة الحشر
فما لي عن حبيك واللَه شاغل / وإن غبت عن عيني فمثواك في فكري
وقدك إني لست للغر مائلاً / ولو ذبت من فرط التباعد والهجر
فيا مالكي نعمان خدك شافعي / لدى حنبلي العذل إذ قام بالغدر
أكنى إذا ما قيل لي من تحبه / بغيرك صوناً للغرام عن الجهر
أيا عاذلي عز السلو فخلني / أقلب قلبي في هواه على الجمر
عذابي به عذب كبرد رضابه / وعذري أضحى واضحاً في الهوى العذري
وعن حبه لم يثنني غير مدحة / لما لخديوي العصر فخراً مدى الدهر
عَزيزٌ له بين الأَنامِ سياسةٌ / بِها رُفعت في مصره رايةُ النَصر
حَميدُ مساعٍ ليسَ يحصُرُ بَعضَها / لَبيبٌ مُجيدُ القَولِ في النَظم وَالنَثر
سَرِيٌّ سما فوقَ السماك مقامُه / وَفاق على الشَمس المُنيرَةِ وَالبَدر
به تالدُ المجد اكتَسى بطريفهِ / فدام أَثيلَ المجد مرتَفِعَ القَدر
وَما الغَيثُ إِلّا من بحارِ نَواله / أَلم تَرَها تُروى الوفودَ بلا نَهر
أَلم تَر كَيفَ الغَيثُ يَبكى إِذا هَمى / وَهذا الذي يولي وَيَضحَك بِالبِشر
فَقل لِلَّذي قد رام حَصرَ صِفاتِه / رُوَيدَك يا هذا أَلِلقَطرِ من حَصر
مَآثِرُ عَلياه التي شاع ذِكرُها / تحلَّت بها مصرٌ وَمن حَلَّ في مصر
أثا من حَبا مصراً أَياديَ جمَّةً / وَأَضحَت بلا نُكرٍ تُقابَل بِالشُكر
أَيا من حبا مصراً أَياديَ جَمَّةً / وَأَضحَت بِلا نُكرٍ تُقابَل بِالشُكر
وَيا زينَةَ الدُنيا وَإِنسان عينِها / تَهَنَّأ بما تَهواهُ يا مُفرَدَ العَصر
وَعِش رافِلا في حلَّة الفَخر وَالعُلا / وَفزتَ بما تَرضى لأَنجالك الغُرِّ
وَلا زِلتَ تحظى كلَّ وقتٍ بِسَعدِه / وَتَبقى مدى الأَيّام منشرحَ الصَدر
وَلا زِلتَ في كلِّ الأُمورِ موفَّقا / إلى الخَير وَالأَعوامُ باسِمَة الثَغر
وَلا زالَ بِالتَوفيق بدرُك زاهيا / كَما يَزدَهي درُّ البحورِ على النَحر
إذا هبَّ مُبتَلُّ النَسيمِ على الوَردِ
إذا هبَّ مُبتَلُّ النَسيمِ على الوَردِ / تذكَّرتُ شِعري في مورَّدهِ الخدِّ
وَإن أَمطَرَت سحبٌ وفيها بَوارِقٌ / بكيتُ وَفي قَلبي لهيبٌ من الوَجدِ
يحجِّبها عَنّي الرَقيبُ وَدونَها / حجابان من هجرٍ شَديدٍ وَمن بُعدِ
وَما فِعلُ سَهمٍ سَدَّدَتهُ من النَوى / كَفِعلِ حُسامٍ جَرَّدَته من الصَدِّ
فَرُبَّ نَوىً تَأتيكَ من غيرِ عامدٍ / وَليسَ يَجيء الصَدُّ إِلّا على عَمد
دَع الشِعرَ في وَصف النِساءِ وَخلَّه / وَبادِر بِتَنظيم الجواهِر في مجدي
فَلَيسَ يَقيس العاقِل البخلَ بِالنَدى / وَليسَ يَقيس العاقِلُ الهَزلَ بِالجِدِّ
أَميرٌ لهُ فِكرٌ إِذا رُمتَ وَصفَه / فَدَع قَولَهُم كَالرُمحِ وَالسَهمِ وَالحَدِّ
علا وَدَعاني لِلمَدائِح فَضلهُ / فَنَظَّمتُ حَبّاتِ الكَواكِب في عِقدِ
أَخا المَجد خُذها وَهيَ في السَير كَالصَبا / وَفي نَشرِها كَالوَردِ وَالآسِ وَالنَدِّ
فَلا زِلتَ خِدنَ العِزِّ وَالفَخر وَالنَدى / وَلا زِلتَ تِربَ المجدِ وَالفَضلِ وَالسَعد
أَطلِع الكاسَ كوكبا في اِزدِهاءِ
أَطلِع الكاسَ كوكبا في اِزدِهاءِ / وَأَدِرها في هالَةَ النُدماءِ
اسقِنيها حتّى ترانيَ لا أَف / هَم نصحا يَمَلُّه إِصغائي
عاطِنيها صِرفا ولا تُطفىء النّو / ر الذي زان حُسنَها بِالماء
وَأَدِرها خدّا وَحيِّ النَدامى / بِعذارِ الريحانِ وَاِغنَم ثنائي
مجلسٌ فيه ماجلا صَدَأَ السَم / عِ وَقَرّت به عيونُ الرائي
من مُغَنّ يغزو الهمومَ بِأَوتا / رٍ فيَحوى أَعنَّةَ الأَهواءِ
وَغزالٍ أَحلى من الأَمنِ يَسعى / بِكئوسِ الغرام وَالصَهباء
مُذ رَأت خدَّه المُدامُ علاها / عرقٌ من حبابِها وَالصهباء
هل رَأَيتَ الوردَ النَضير على الغُص / نِ تَحَلّى بِلُؤلُؤ الأَنداءِ
هو بَينَ الملاح يشبه إِسما / عيل بين الأَقيال وَالعظماء
أَيُّ أنس وافى لِمصرَ وقد وا / فى لها فَخرُها وَأيُّ صفاء
عادَ وَالسَعدُ يقتَفيه فكانا / ف يالتزامٍ كَالشَمس وَالحِرباء
وَتحلَّت بالنور مصرُ فلم نَد / رِ أَنقَضى لِلأَرضِ أم لِلسّماء
جاء من بَعد أَن تحكَّمَ فَرطُ الشَو / قِ فينا فَلَمَّ شَملَ الهَناء
وَلو انَّ الأَخبارَ لم تَأتِ بِالعَو / دِ عَرَفنا مجيئه بِالضِياء
طابَ رَوضُ السرور حتّى سمعنا / فيهِ من مدحِه غِنا الوَرقاء
وَحوى بِالفَرمانِ ما حازه الفَر / مانُ منه مِن عِزَّةٍ وَسَناء
وَحَوت من سَناه دُهم اللَيالي / ما تَمَنَّت من غرَّةٍ غَرّاء
نطق الحالُ باِعتِلاه فماذا / تنظِم الآن أَلسُنُ الشُعراء
فهل النيل كان ناذرَ نَذرٍ / ثمَّ وَفّاه إذ أَتى في بَهاء
وَدرى بِالتَقصير منه فَأَضحى / من حياءٍ بوَجنَةٍ حمراء
لِلرَعايا منك الذي تَتَمَنّى / وَلك الشُكر ملحَقاً بِالثَناء
دُم دوامَ الزَمان في أُفقِ سعدٍ / موليا أَنعُما بدون اِنتِهاء
تَبَسَّمت عن جوهَر العِقدِ
تَبَسَّمت عن جوهَر العِقدِ / فَأَكثَرت عيني من النَقدِ
رَشيقَةُ الأَعطافِ مهما اِنثَنَت / جارَت على الأَغصانِ بِالقَدِّ
تَخُدُّ بِالخَدِّ حشاصَبها / فكلُّ ما يشكو من الخَدِّ
وَلم أَقُل بِالجَفنِ تخديده / لِأَنَّهُ زاد على الحَدِّ
تَفَرَّدَت في حُسنِها مِثلَما / تَفَرَّدَ اسماعيلُ في المَجد
من كَفُّه بحرُ عَطا زاخِرٌ / منه جَميعُ السُحبِ تَستَجدي
من ذا الذي في الناس مِن بعدِه / يَليق بِالمَدح أَو الحَمدِ
وافى لمصرٍ بَعد إِبعادِها / عنهُ فَلاقَت غايَةَ القَصدِ
وَقابَلته بِقَريضٍ لها / من زَهرِها المَنظومِ وَالوَردِ
قائِلَةً في شَطرِ تاريخهِ / بُشرى أَتى اِسماعيلُ يا سَعدى
كَلامُكما إن كان مِثلَ سهامِ
كَلامُكما إن كان مِثلَ سهامِ / فَقَلبيَ حِصنٌ لا يَلين لِرامي
إِذا رُمتُما قَتلى بِغيرِ لواحظٍ / دَعاني فدون القصد طولُ صِدام
وَإن رُمتما لي بِالمَلامِ سَلامةً / أَرِفقُكُما يُرضى صِيالَ حُسامي
بِروحي الذي لَولا أَغارُ من الصَبا / عليه لما أَخرتُ عنه سلامي
وَسَقياً لدهرٍ بِالأَماني محجَّلٍ / أَدرنا به لِلأُنسِ غُرَّةَ جام
فَيا زمناً ما خِلتُه غيرَ سَكرةٍ / مُضيُّكَ أَبقى لي خُمارَ غرامِ
إِلامَ أُقاسي ما أُقاسي من الجَوى / وَمن معشرٍ هاموا بِتَركِ هيامي
لَبيبُ بُشرَكَ فَالأَيّامُ قَد رَضيَت
لَبيبُ بُشرَكَ فَالأَيّامُ قَد رَضيَت / وَلِلمَسَرّاتِ أَفراحٌ وَتَغريد
وَلِليّالي صَفاءٌ بعد أَن كَدُرَت / تَرجوكَ صفحاً وَسيفُ الغَدرِ مَغمودُ
فَاِهنَأ بِنَجلِكَ إِنَّ السَعد أَرَّخَه / لَبيبُ دامَ لكَ المَحفوظُ محمودُ
طابَ الزَمانُ وَهذي مصرُ قد شَربَت
طابَ الزَمانُ وَهذي مصرُ قد شَربَت / كأسَ المَسَرّاتِ تُجلى من يدِ البُشرى
وَذا هو الشَوقُ يَحدونا إلى ملِكٍ / كُبرى الأُمورِ لدى هِمّاتِه صُغرى
وَذا هو العيدُ وَالإِقبالُ أَرَّخَه / تَوفيقُ مِصرَ به أَعيادُنا كُبرى
مولايَ وافاكَ عامٌ مُشرِقٌ بهِجٌ
مولايَ وافاكَ عامٌ مُشرِقٌ بهِجٌ / فيه لآمالِ هذا القُطرِ تحقيقُ
أَبشِر بهِ فَلِسان السَعد أَرَّخَه / صافاكَ عامُ العُلا وَالخيرِ توفيقُ
توفيقَ مصرَ العامُ وافى سعدُه
توفيقَ مصرَ العامُ وافى سعدُه / وَسعى إِلَيكَ بِفَيضِه المُتكاثِرِ
فاِهنَأ به وَاخلَع على أَعطافِه / حُللاً مطرَّزَةً بحُسنِ مَآثِرِ
وَاجعَل بلادَك فيه روضَ سعادةٍ / تُمسي وَتُصبِحُ في رَبيعٍ ناضِر
حتّى يَسودَ على سِنينٍ قد مَضَت / وَيكونَ عامَ فَضائِلٍ وَمفاخرِ
مولايَ هذا السَعد قال مؤرِّخا / بُشرى أَبا العباسِ عامُ بَشائِر
أَعَبّاس يا فرعَ المَكارمِ وَالعُلا
أَعَبّاس يا فرعَ المَكارمِ وَالعُلا / وَأَفضَلُ من في ظِلّ والِدِه سَما
تَغَيَّبتَ عَن هذي البِلاد وَجِئتَها / فَكنتَ سِواراً حينَما كُنَّ مِعصَما
وَعُدت إلى الإِسكِندِريَّةِ غانِماً / وَأَلفَيتَها ثَغراً فَكنتَ تَبَسُّما
وَأَنت عَلِيَّ القَدرِ أُبتَ معزَّرا / إِيابَ نَميرِ الماءِ وافى على ظَما
فَلا زِلتُما بَدرَين نوراً وَرِفعةً / تَزينان طولَ الدَهر مُلكَ أَبيكُما
إِن هَيَّم الشعراءَ الثَغرُ وَالريقُ
إِن هَيَّم الشعراءَ الثَغرُ وَالريقُ / وَشاقَهُم كَأسُ صَهباءٍ وَإِبريقُ
فَلى بمجدِك تَوفيق العُلا كلَفٌ / لَم يَثنى عنهُ هَيفاءٌ وَمَعشوقُ
حَقَّقتَ آمالَ مِصرٍ حينَ كانَ لها / إلى عُلاك مدى الأَزمانِ تحديقُ
وَهَدَّ حُكمُك ركنَ الظالِمينَ وَقَد / عَدَلتَ حَتّى أَحبَّ الحَقَّ مَحقوقُ
وَشِدتَ في مصر فخر الاخفاءَ له / فَلَيسَ يُنكِره في الكَونِ زِنديقُ
فَالعَينُ ما طَمَحَت إِلّا رَأت أَثرا / لهُ بِتاجكَ تَرصيعٌ وَتَنسيقُ
مَولايَ وافاكَ بِالإِقبال عيدُ فِداً / بِالبِِر وَاليُمن مَصحوبٌ وَمَرفوقُ
قَد راقَه ما به تَمتازُ من هِمَمٍ / فيها لآمالِ هذا القُطر تَحقيقُ
فَعِش لأمثالهِ طولَ المَدى فَرِحاً / وَاِسعَد فَأَنت بِعَين اللَهِ مَرموقُ
وَاِهنَأ به فَصفاءُ الوَقتِ أَرَّخَه / عيدُ الفِداءِ بِبِشرِ جاءَ تَوفيقُ
هَلَّ بِالخَيراتِ عامٌ مُشرِقٌ
هَلَّ بِالخَيراتِ عامٌ مُشرِقٌ / أَصبَحَت أَنوارُه في مِصرَ كُبرى
قَلتُ لمّا جاءَ في تاريخِه / يا أَبا العَبّاس أَبشِر عامُ بُشرى
العيدُ عاد بِما تَشاء بَشيرا
العيدُ عاد بِما تَشاء بَشيرا / وَالسَعدُ ظَلَّ له عُلاكَ سَميرا
وَالدينُ وَالدُنيا يَتيه كِلاهُما / طولَ المَدى بك عِزَّةً وَسُرورا
أَعزَزتَ شَأنَ رَعِيَّةٍ بك فاخَرَت / أُمَماً وَكنتَ لها أَباً وَأَميرا
وَشَعائِرُ الشَهرِ الكريمِ أَقَمتَها / حَتّى تَوَلّى عن حِماكَ قَريرا
لا زلتَ تُسدي لِلمَواسِم بهجَةً / وَلِمُلكِ مصرَ نَضارَةً وَحُبورا
وَتُذَلِّل الصَعبَ الخطيرَ بهمَّةٍ / تَدَع الجَليلَ من الأُمورِ يَسيرا
وَتَرى بَنيكَ الأَكرَمينَ جَميعَهم / بِسماء مجدِك أَنجُما وَبُدورا
بشراك فَالإِقبال قال مؤرِّخا / تَوفيقُ عيدُ الفِطر جاء مُنيرا
وافاكَ يا زينَةَ الدُنيا وَبَهجَتَها
وافاكَ يا زينَةَ الدُنيا وَبَهجَتَها / عامٌ بِصَفوِ اللَيالي ظَلَّ مَرموقا
وَهذه أَلسُنُ البُشرى تُؤرِّخه / في كلِّ عام نَرى العِزِّ توفيقا
مولايَ في مِثلِ هذا اليَوم قَد قُرِنت
مولايَ في مِثلِ هذا اليَوم قَد قُرِنت / آمالُ مصرَ بِإِنجازٍ وَتَوفيقِ
وَنَسَّقَ السَعدُ لَمّا أَن وَليتَ به / شَتاتَ شَملِ المَعاني أَيَّ تَنسيقِ
فَاِهنَأ فقد قالت البشرى مؤرِّخةً / بِمِصرهِ لِيَدُم كرسيُّ توفيقِ
لم يَدرِ أنّ ملامَه أَغراكا
لم يَدرِ أنّ ملامَه أَغراكا / إذ لجَّ في بُهتانه وَنَهاكا
يا حبّذا عَذلُ العذولِ لو انه / داواكَ من أَلم الهوى فَشَفاكا
قِف بِالدِيار وحيِّ رَبعاً دارِساً / لو يَستَطيع إجابَةً حيّاكا
وَاِنثُر دموعَك في ثَراه صبابَةً / علَّ البكاءَ يُزيلُ بعضَ جواكا
وَاِنشُد فُؤادا ضلَّ في عَرَصاتهِ / إن كانَ يَرضى عن ذَراهُ فكاكا
أَتُرى تَنال من البَخيلَة نَظرَة / تَأسو جراحَك أَو وَتَبُلّ صداكا
كَم ذا تَحِنَّ لها وَحظُّك عندها / دلٌّ يُقابِل بِالمِطال هَواكا
مَهلاً أَبا العَباس في طلبِ العُلا / وَاِستَبِق منها فَضلةً لِسواكا
هَل في السماءِ فَضيلَةٌ لم تَحوِها / تَبغى لأَجل منالِها الأَفلاكا
لِلَّه ما أَهدى يَمينَك لِلنَدى / وَأخفَّ في طُرُقِ الفخار خُطاكا
أَرضَيتَ رَبَّكَ وَاِعتَصَمتَ بِأَمرِه / وَتَبِعت هدي نَبيِّه فَهَداكا
وَقَسَمت همَّك ين رَعيِ عهودهِ / وَرعايةِ المَلكِ الذي اِستَرعاكا
وَسَنَنت في بَذل النَوال بدائِعا / حتى اجتَنَينا العَدلَ من جَدواكا
وَظَلِلتَ في أَعداءِ مجدِك فاتكاً / حتّى عدَدنا الظُلمَ من قَتلاكا
بُشراك بِالعيد الكَبيرِ فإنَّه / وافى وَغايةُ قَصدِه بُشراكا
وَاِهنَأ بمقَمهِ السَعيدِ فقد أَتى / وَالشَوقُ يَجذِبُه إلى لُقياكا
وَاِبلُغ بجدِّك ما تُريد نَوالَه / فَمُنى البَرِيَّة أن تَنال مُناكا
وَاِسعَد فَقد قالَ الزَمان مُؤرِّخا / قد تاهَ يا تَوفيقُ عيدُ فِداكا
يا أَميرا عليه من رَونَقِ المُل
يا أَميرا عليه من رَونَقِ المُل / كِ جلالٌ وَبَهجَةٌ وَبَهاء
أَنت إِن غابت البدورُ لنا بد / رٌ متى لاح تَنجلى الظلماءُ
بِمعاني عُلاكَ تَفتَخِر الدُن / يا وَتَزهو بِسَعدِك الأَنحاءُ
سِر إلى مصرَ يَقتَفى إِثركَ اليُم / نُ وَتَحدو رِكابَك العَلياءُ
وَأَعِد ُنسَها بوجهٍ على الأَي / امِ من نور حُسنِه لأَلاءُ
وَأَفِض من نداكَ فيه غُيوثا / قَصُرَت عن سِجالِها الأَنواءُ
ثمَّ عد سالما تُرافِقُك البُش / رى وَتَسعى أَمامَك السَرّاءُ
إنَّ ثَغرا عهِدتَه بك بَسّا / ما عداه حتى تعودَ الهَناءُ
لا تُطِل شَجوَه بِبُعدك عنه / فهو ذو غُلَّةٍ وَأَنت الماءُ
يا دواءَ الزَمان وَالأَمرِ إِن أَع / ضَلَ خَطبٌ وَعزَّ فيه الدواءُ
إنَّ أرضا تَسعى إليكَ يَقيم ال / أُنس فيها وَيَصطَفيها الصَفاءُ
فَإِذا سِرتَ من دِيارٍ لأخرى / حَسَدت أَرضَها عَليك السَماءُ
عِش لِلعُلا مَولى وَذُخرا
عِش لِلعُلا مَولى وَذُخرا / وَاِسطَع بِأُفقِ السَعدِ بَدرا
وَتَحُلُّ أَعيادُ الزَما / نِ بَواسِماً بِحُلاكَ ثَغرا
وَاحكم فحُكمُك في البَرِي / يَةِ نافذٌ نَهياً وَأَمرا
فَلَقَد مَلأتَ مهابَةً / وَهوىً قُلوبَ الناسِ طُرّا
سَمّيتَ باسم محمَّدٍ / فَحُمِدتَ أَفعالا وَذِكرا
وَدُعيتَ توفيقا فَكن / تَ بغايَة التَوفيقِ أَحرى
حَلَفَ الزَمانُ بِأَن يُوَف / فِيكَ المُنى فَوَفى وَبَرّا
وَغَدا يَسوقُ لك السرو / رَ وَحظُّه في أَن تُسَرّا
هذا جُلوسُك عيدهُ / مَلأَ المَلا بِشرا وَبُشرى
يومٌ بِطابَعِ يُمنهِ / وجهُ الزمان غدا أَغرّا
أَلبَستَه مِنَناً تَهُز / زُ معاطِفَ الأَيّام كِبرا
وَإِبابُ عبّاسٍ كسا / هُ جلابِباً لِلحُسن أَخرى
حَنَّت إِلَيهِ تَشَوُّقا / مصرٌ فعاد يَؤُمّ مِصرا
من بعد ما طافَ المَما / لكَ عابِراً بَرّا وَبَحرا
وَأَرى المَغارِبَ طَلعةً / يُتلى الكمالُ بها وَيُقرا
وَمَكارما منك اِستَمَدَّ / جَمالها غَضّا وَنَضرا
وَمَطارفا لِلفَضلِ أَن / تَ بِلُبسها في الكَون أَدرى
وَمخايلا من والدٍ / فوق النجوم الشُهبِ قَدرا
قد صَيَّرت كلَّ الجَوا / رحِ وَالقلوبِ لدَيه أَسرى
فَاِهنَأ به وَبِصِنوِهِ / إِذ أَشبَهاكَ علاً وَفَخرا
فَبِفَضلِ ذا وَبِمِثلِ ذا / حقٌّ لِعَينِك أَن تَقَرّا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025