القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دُرَيد الكل
المجموع : 100
وَإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا
وَإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا / دُ فَأَولِها كَنَفَ البِعادِ
وَاِجعَل مقامَكَ أَو مَقَر / رَكَ جانِبَي بَركِ الغِمادِ
لَستَ اِبنَ أُمِّ القاطِني / نَ وَلا اِبنَ عَمٍّ لِلبِلادِ
وَاِنظُر إِلى الشَمسِ الَّتي / طَلَعَت عَلى إِرمٍ وَعادِ
هَل تُؤنِسَنَّ بَقِيَّةً / مِن حاضِرٍ مِنهُم وَبادِ
كُلٌّ الذَخائِرِ غَيرَ تَق / وى ذي الجَلالِ إِلى نَفادِ
وَما أَحَدٌ مِن أَلسُنِ الناسِ سالِما
وَما أَحَدٌ مِن أَلسُنِ الناسِ سالِما / وَلَو أَنَّهُ ذاكَ النَبِيُّ المُطَهَّرُ
فَإِن كانَ مِقداماً يَقولونَ أَهوَج / وَإِن كانَ مِفضالاً يَقولونَ مُبذِرُ
وَإِن كانَ سِكّيتاً يَقولونَ أَبكَم / وَإِن كانَ مِنطيقاً يَقولونَ مِهذَرُ
وَإِن كانَ صَوّاماً وَبِاللَيلِ قائِماً / يَقولونَ زَرّافٌ يُرائي وَيَمكُرُ
فَلا تَحتَفِل بِالناسِ في الذَمِّ وَالثَنا / وَلا تَخشَ غَيرَ اللَهِ فَاللَهُ أَكبَرُ
يَسعَدُ ذو الجِدِّ وَيَشقى الحَريص
يَسعَدُ ذو الجِدِّ وَيَشقى الحَريص / لَيسَ لِلخَلقِ مِن قَضاءٍ مَحيص
أَينَ مُلوكُ الأَرضِ مِن حَميرٍ / أَكرَمُ مَن نصَّت إِلَيهِم قُلوص
جَيفَرُ الوَهّابُ أَودى بِهِ / دَهرٌ عَلى هَدمِ المَعالي حَريص
إِذا رَأَيتَ اِمرِءاً في حالِ عُسرَتِهِ
إِذا رَأَيتَ اِمرِءاً في حالِ عُسرَتِهِ / مُصافِياً لَكَ ما في وِدِّهِ دَخلُ
فَلا تُرَجِّ لَهُ إِذ يَستَفيدُ غِنىً / فَإِنَّهُ بِاِنتِقالِ الحالِ يَنتَقِلُ
الناسُ مِثل زَمانِهِم
الناسُ مِثل زَمانِهِم / قَدّ الحِذاءِ عَلى مِثالِه
وَرِجالُ دَهرِكَ مِثلُ دَه / رِكَ في تَقَلُّبِهِ وَحالِه
وَكذا إِذا فَسَدَ الزَما / نُ جَرى الفَسادُ عَلى رِجالِه
أَرى الناسَ قَد أُغروا بِبَغيٍ وَريبَةٍ
أَرى الناسَ قَد أُغروا بِبَغيٍ وَريبَةٍ / وَغَيٍّ إِذا ما مَيَّزَ الناسَ عاقِلُ
وَقد لَزِموا مَعنى الخِلافِ فَكُلُّهُم / إِلى نَحوِ ما عابَ الخَليقَةَ مائِلُ
إِذا ما رَأَوا خَيراً رَمَوهُ بِظِنَّةٍ / وَإِن عايَنوا شَرّاً فَكُلٌّ مُناضلُ
وَلَيسَ اِمرُؤٌ مِنهُم بِناجٍ مِنَ الأَذى / وَلا فيهِمُ عَن زَلَّةٍ مُتَغافلُ
وَإِن عايَنوا حَبراً أَديباً مُهَذَّباً / حَسيباً يَقولوا إِنَّهُ لَمُخاتِلُ
وَإِن كانَ ذا ذِهنٍ رَمَوهُ بِبَدعَةٍ / وَسَمّوهُ زِنديقاً وَفيهِ يُجادلُ
وَإِن كانَ ذا صَمتٍ يَقولونَ صورَةٌ / مُمَثَّلَةٌ بِالعيِّ بَل هُوَ جاهِلُ
وَإِن كانَ ذا شَرٍّ فَوَيلٌ لِأُمِّهِ / لِما عَنهُ يَحكي مَن تَضُمُّ المَحافِلُ
وَإِن كانَ ذا أَصلٍ يَقولونَ إِنَّما / يُفاخِرُ بِالمَوتى وَما هُوَ زائِلُ
وَإِن كانَ مَجهولاً فَذَلِكَ عِندَهُم / كَبيضِ رِمالٍ لَيسَ يُعرَفُ عامِلُ
وَإِن كانَ ذا مالٍ يَقولونَ مالُهُ / من السُحتِ قَد رابى وَبِئسَ المَآكِلُ
وَإِن كانَ ذا فَقرٍ فَقَد ذَلَّ بَينَهُم / حَقيراً مَهيناً تَزدَريهِ الأَراذِلُ
وَإِن قَنِعَ المسكينُ قالوا لِقِلَّةٍ / وَشُحَّةِ نَفسٍ قَد حَوَتها الأَنامِلُ
وَإِن هُوَ لَم يَقنَع يَقولونَ إِنَّما / يُطالِبُ مَن لَم يُعطِهِ وَيُقاتِلُ
وَإِن يَكتَسِب مالاً يَقولوا بهيمَةٌ / أَتاها مِنَ المَقدورِ حَظٌّ وَنائِلُ
وَإِن جادَ قالوا مُسرِفٌ وَمُبَذِّرٌ / وَإِن لَم يَجُد قالوا شَحيحٌ وَباخِلُ
وَإِن صاحَبَ الغِلمانَ قالوا لِريبَةٍ / وَإِن أَجمَلوا في اللَفظِ قالوا مُباذِلُ
وَإِن هَوِيَ النِسوانَ سَمّوهُ فاجِراً / وَإِن عَفَّ قالوا ذاكَ خُنثى وَباطِلُ
وَإِن تابَ قالوا لَم يَتب مِنهُ عادَةٌ / وَلَكِن لِإِفلاسٍ وَما ثَمَّ حاصِلُ
وَإِن حَجَّ قالوا لَيسَ لِلَّهِ حَجُّهُ / وَذاكَ رِياء أَنتَجَتهُ المَحافِلُ
وَإِن كانَ بِالشِطرَنجِ وَالنَردِ لاعِباً / وَلاعَبَ ذا الآداب قالوا مُداخِلُ
وَإِن كانَ في كُلِّ المَذاهِبِ نابِزاً / وَكانَ خَفيفَ الروحِ قالوا مُثاقِلُ
وَإِن كانَ مِغراماً يَقولونَ أَهوَج / وَإِن كانَ ذا ثَبتٍ يَقولونَ باطِلُ
وَإِن يَعتَلِل يَوماً يقولوا عقوبةٌ / لشرِّ الّذي يَأتي وما هوَ فاعلُ
وَإِن ماتَ قالوا لَم يَمُت حَتفَ أَنفِهِ / لِما هُوَ مِن شَرٍّ المَآكِلِ آكِلُ
وَما الناسُ إِلّا جاحِدٌ وَمُعانِدٌ / وَذو حَسَدٍ قَد بانَ فيهِ التَخاتُلُ
فَلا تَترُكَن حَقّاً لِخيفَةِ قائِلٍ / فَإِنَّ الَّذي تَخشى وَتَحذَرُ حاصِلُ
ما طابَ فَرعٌ لا يَطيبُ أَصلُهُ
ما طابَ فَرعٌ لا يَطيبُ أَصلُهُ / حمى مُؤاخاةِ اللَئيمِ فِعلُهُ
وَكُلُّ مَن واخى لَئيماً مِثلهُ /
مَن أَمِنَ الدَهرَ أُتي مِن مَأمَنِه / لا تَستَثِر ذا لِبَدٍ مِن مَكمَنِه
وَكُلُّ شَيءٍ يُبتَغى في مَعدَنِه /
لَكُلِّ ناعٍ ذاتَ يَومٍ ناعي / وَإِنَّما السَعيُ بِقَدرِ الساعي
قَد يهلكُ المَرعِيَّ عَتبُ الراعي /
مَن تَرَكَ القَصدَ تَضق مَذاهِبَه / دَلَّ عَلى فِعلِ اِمرِئٍ مُصاحِبُه
لا تَركَبِ الأَمرَ وَأَنتَ عائِبُه /
ما لَكَ إِلّا ما عَلَيكَ مِثلهُ / لا تَحمَدَنَّ المَرءَ ما لَم تَبلُهُ
وَالمَرءُ كَالصورَةِ لَولا فِعلُهُ /
يا رُبَّما أَورَثَتِ اللجَاجَه / ما لَيسَ لِلمَرءِ إِلَيهِ حاجَه
وَضيقُ أَمرٍ يَتبَعُ اِنفِراجَه /
كَم مِن وَعيدٍ يَخرِقُ الآذانا / كَأَنَّما يُنبَأ بِهِ سِوانا
أَصَمَّنا الإِهمالُ أَم أَعمانا /
يَجِلُّ ما يُؤذي وَإِن قَلَّ الأَلَم / ما أَطوَلَ اللَيلَ عَلى مَن لَم يَنَم
وَسقمُ عَقلِ المَرءِ مِن شَرِّ السَقَم /
ما مِنكَ مَن لَم يَقبَلِ المُعاتَبَه / وَشَرُّ أَخلاقِ الفَتى المُوارَبَه
يَكفيكَ مِمّا تَكرَهُ المُجانَبَه /
مَتى تُصيبُ الصاحِبَ المُهَذَّبا / هَيهاتَ ما أَعسَرَ هذا مَطلَبا
وَشَرُّ ما طَلَبتَهُ ما اِستصعَبا /
لا يَسلُكُ الخَيرُ سَبيلَ الشَرِّ / وَاللَهُ يَقضي لَيسَ زَجرُ الطَيرِ
كَم قَمَرٍ عادَ إِلى قُمَيرِ /
لَم يَجتَمِع جَمعٌ لِغَيرِ بَينِ / لِفُرقَةٍ كُلُّ اِجتِماع اِثنَينِ
يَعمى الفَتى وَهوَ بَصيرُ العَينِ /
الصَمتُ إِن ضاقَ الكَلامُ أَوسَعُ / لِكُلِّ جَنبٍ ذاتَ يَومٍ مَصرَعُ
كَم جامِعٍ لِغَيرِهِ ما يَجمَعُ /
ما لَكَ إِلّا ما بَذَلتَ مالُ / في طَرفةِ العَينِ تَحولُ الحالُ
وَدونَ آمالِ الوَرى الآجالُ /
كَم قَد بَكَت عَينٌ وَأُخرى تَضحَكُ / وَضاقَ مِن بَعدِ اِتِّساعٍ مَسلَكُ
لا تُبرِمَن أَمراً عَلَيكَ يُملَكُ /
خَيرُ الأُمورِ ما حَمَدتَ غِبَّهُ / لا يَرهَبُ المُذنِبُ إِلّا ذَنبَهُ
وَالمَرءُ مَغرورٌ بِمَن أَحَبَّهُ /
كُلُّ مَقامٍ فَلَهُ مَقالُ / كُلُّ زَمانٍ فَلَهُ رِجالُ
وَلِلعُقولِ تُضرَبُ الأَمثالُ /
دَع كُلَّ أَمرٍ مِنهُ يَوماً يُعتَذَر / خَف كُلَّ وِردٍ غَيرَ مَحمودِ الصَدَر
لا تَنفَعُ الحيلَةُ في ماضي القَدَر /
نَومُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن يَقَظه / لَم تُرضِهِ فيها الكِرامُ الحَفَظَه
وَفي صُروفِ الدَهرِ للناسِ عِظَه /
مَسأَلَةُ الناسِ لِباسُ ذُلِّ / مَن عَفَّ لَم يُسأَم وَلَم يُمَلِّ
فَاِرضَ مِن الأَكثَرِ بِالأَقَلِّ /
جَوابُ سوءِ المَنطقِ السُكوتُ / قَد أَفلَحَ المُتَّئِدُ الصَموتُ
ما حُمَّ مِن رِزقِكَ لا يَفوتُ /
في كُلِّ شَيءٍ عِبرَةٌ لِمَن عَقَل / قَد يَسعَدُ المَرءُ إِذا المَرءُ اِعتَدَل
يَرجو غَداً وَدونَ ما يَرجو الأَجَل /
كَم زادَ في ذَنبِ جَهول عُذرُهُ / دَع أَمرَ مَن أَعيى عَلَيكَ أَمرُهُ
يَخشى اِمرُؤٌ شَيئاً وَلا يَضُرُّهُ /
رَأَيتُ غِبَّ الصَبرِ مِمّا يُحمَدُ / وَإِنَّما النَفسُ كَما تعَوَّدُ
وَشَرُّ ما يُطلَبُ ما لا يوجَدُ /
لا يَأكُلُ الإِنسانُ إِلّا ما رُزِق / ما كُلُّ أَخلاقِ الرِجالِ تَتَّفِق
هانَ عَلى النائِمِ ما يَلقى الأَرِق /
مَن يَلدَغِ الناسَ يَجِد مَن يَلدَغُه / لا يعدمُ الباطِلُ حَقّاً يَدمَغُه
لِسانُ ذي الجَهلِ وَشيكاً يوثِقُه /
كُلُّ زَمانٍ فَلَهُ نَوابِغُ / وَالحَقُّ لِلباطِلِ ضِدٌّ دامِغُ
يَغُصُّكَ المَشرَبُ وَهوَ سائِغُ /
لا خَيرَ في صُحبَةِ مَن لا يُنصِفُ / وَالدَهرُ يَجفو مَرَّةً وَيَلطفُ
كَأَنَّ صَرفَ الدَهرِ بَرقٌ يَخطفُ /
رُبَّ صَباحٍ لِاِمرِئٍ لَم يُمسِهِ / حَتفُ الفَتى مُوَكَّلٌ بِنَفسِهِ
حَتّى يَحِلَّ في ضَريحِ رمسِهِ /
إِنّي أَرى كُلَّ جَديدٍ بالِ / وَكُلَّ شَيءٍ فَإِلى زَوالِ
فَاِستَشفِ مِن جَهلِكَ بِالسُؤالِ /
إِنَّكَ مَربوبٌ مَدينٌ تُسأَلُ / وَالدَهرُ عَن ذي غَفلَةٍ لا يَغفَلُ
حَتّى يَجيءَ يَومُهُ المُؤَجَّلُ /
أَهلاً وَسَهلاً بِاللَّذينَ أَودُّهُم
أَهلاً وَسَهلاً بِاللَّذينَ أَودُّهُم / وَأُحِبُّهُم في اللَهِ ذي الآلاءِ
أَهلاً بِقَومٍ صالِحينَ ذَوي تُقىً / غُرِّ الوُجوهِ وَزَينِ كُلِّ مَلاءِ
يَسعونَ في طَلَبِ الحَديثِ بِعِفَّةٍ / وَتَوَقُّرٍ وَسَكينَةٍ وَحَياءِ
لَهُمُ المَهابَةُ وَالجَلالَةُ وَالنُهى / وَفَضائِل جَلَّت عَنِ الإِحصاءِ
وَمِدادُ ما تَجري بِهِ أَقلامُهُم / أَزكى وَأَفضَلُ مِن دَمِ الشُهَداءِ
يا طالِبي عِلمَ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / ما أَنتُم وَسِواكُمُ بِسَواءِ
وَأَفضَلُ قَسمِ اللَهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ
وَأَفضَلُ قَسمِ اللَهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ / فَلَيسَ مِنَ الخَيراتِ شَيءٌ يُقارِبُه
فَزَينُ الفَتى في الناسِ صِحَّةُ عَقلِهِ / وَإِن كانَ مَحظوراً عَلَيهِ مَكاسِبُه
يَعيشُ الفَتى بِالعَقلِ في كُلِّ بَلدَةٍ / عَلى العَقلِ يَجري عِلمُهُ وَتَجارِبُه
وَيُزري بِهِ في الناسِ قِلَّةُ عَقلِهِ / وَإِن كَرُمَت أَعراقُهُ وَمَناسِبُه
إِذا أَكمَلَ الرَحمانُ لِلمَرءِ عَقلَهُ / فَقَد كَمُلَت أَخلاقُهُ وَمَآرِبُه
العالِمُ العاقِلُ اِبنُ نَفسِهِ
العالِمُ العاقِلُ اِبنُ نَفسِهِ / أَغناهُ جِنسُ عِلمِهِ عَن جِنسِهِ
كُن اِبنَ مَن شِئتَ وَكُن مُؤَدَّباً / فَإِنَّما المَرءُ بِفَضلِ كَيسِهِ
وَلَيسَ مَن تُكرِمُهُ لِغَيرِهِ / مِثلَ الَّذي تُكرِمُهُ لِنَفسِهِ
لا تَحقِرَن عالِماً وَإِن خَلِقَت
لا تَحقِرَن عالِماً وَإِن خَلِقَت / أَثوابُهُ في عُيونِ رامِقِهِ
وَاِنظُر إِلَيهِ بِعَينِ ذي خَطَرٍ / مُهَذَّبِ الرَأيِ في طَرائِقِهِ
فَالمِسكُ إِذا ما تَراهُ مُمتَهَناً / بِفِهرِ عَطّارِهِ وَساحِقِهِ
سَوفَ تَراهُ بِعارِضَي مَلكٍ / وَمَوضِعِ التاجِ مِن مَفارِقِهِ
كَم عاقِلٍ أَخَّرَهُ عَقلُهُ
كَم عاقِلٍ أَخَّرَهُ عَقلُهُ / وَجاهِلٍ صَدَّرَهُ جَهلُهُ
جَهِلتَ فَعادَيتَ العُلومَ وَأَهلَها
جَهِلتَ فَعادَيتَ العُلومَ وَأَهلَها / كَذاكَ يُعادي العِلمَ مَن هُوَ جاهِلُه
وَمَن كانَ يَهوى أَن يُرى مُتَصَدِّراً / وَيَكرَهُ لا أَدري أَصيبَت مَقاتِلُه
لَيسَ السَليمُ سَليمَ أَفعى حَرَّةٍ
لَيسَ السَليمُ سَليمَ أَفعى حَرَّةٍ / لَكِن سَليمَ المُقلَةِ النَجلاءِ
نَظَرَت وَلا وَسَنٌ يُخالِطُ عَينَها / نَظَرَ المَريضِ بِسَورَةِ الإِغفاءِ
لَو أَنَّ قَلباً ذابَ مِن كَمَدٍ
لَو أَنَّ قَلباً ذابَ مِن كَمَدٍ / ما كانَ بَينَ ضُلوعِهِ قَلبُ
لَو كُنتَ صَبّاً أَو تُسِرُّ هَوىً / لَعَلِمتَ ما يَتَجَرَّعُ الصَبُّ
يَهوى اِقتِرابَكَ وَهوَ قاتِلُهُ / فَشِفاؤُهُ وَسَقامُهُ القُربُ
صُدغٌ كَقادِمَةِ الخُطافِ مُنعَطِفٌ
صُدغٌ كَقادِمَةِ الخُطافِ مُنعَطِفٌ / في وَجنَةٍ يُجتَنى مِن صَحنِها الوَردُ
لَو ذابَ مِن نَظَرٍ خَدٌّ لِرقَّتِهِ / لَذابَ مِن لَحظِ عَيني ذَلِكَ الخَدُّ
وَلَيلَةٍ سامَرَت عَيني كَواكِبَها
وَلَيلَةٍ سامَرَت عَيني كَواكِبَها / نادَمتُ فيها الصِبا وَالنَومُ مَطرودُ
يَستَنبِطُ الراحُ ما تُخفي النُفوسُ وَقَد / جادَت بِما مَنَعَتهُ الكاعِبُ الرودُ
وَالراحُ يَفتَرُّ مِن دُرٍّ وَعَن ذَهَبٍ / فَالتِبرُ مُنسَكِبٌ وَالدُرُّ مَعقودُ
يا لَيلُ لا تُبِحِ الإِصباحَ حَوزَتَنا / وَليَحمِ جانِبَهُ أَعطافُكَ السودُ
لَيسَ المُقَصِّرُ وانِياً كَالمُقصرِ
لَيسَ المُقَصِّرُ وانِياً كَالمُقصرِ / حُكمُ المُعَذَّرِ غَيرُ حُكمِ المُعذرِ
لَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ لَحظَكِ موبِقي / لَحَذَرتُ مِن عَينَيكِ ما لَم أَحذَرِ
لا تَحسَبي دَمعي تَحَدَّرَ إِنَّما / نَفسي جَرَت في دَمعِيَ المُتَحَدِّرِ
خَبَري خُذيهِ عَن الضَنى وَعَنِ البُكا / لَيسَ اللِسانُ وَإِن تَلِفتُ بِمُخبِرِ
وَلَقَد نَظَرتُ فَرَدَّ طَرفي خاسِئاً / حَذَرُ العِدى وَبَهاءُ ذاكَ المَنظَرِ
يَأسي يُحَسِّنُ لي التَسَتُّرَ فَاِعلَمي / لَو كُنتُ أَطمَعُ فيكِ لَم أَتَسَتَّرِ
أَقولُ لِوَرقاوَينِ في فَرعِ نَخلَةٍ
أَقولُ لِوَرقاوَينِ في فَرعِ نَخلَةٍ / وَقَد طَفَّلَ الإِمساءُ أو جَنَّحَ العَصرُ
وَقَد بَسَطَت هاتا لِتِلكَ جَناحَها / وَمالَ عَلى هاتيكَ مِن هَذِهِ النَحرُ
لِيَهنَكُما أَن لَم تُراعا بِفُرقَةٍ / وَما دَبَّ في تَشتيتِ شَملِكُما الدَهرُ
فَلَم أَرَ مِثلي قَطَّعَ الشَوقُ قَلبَهُ / عَلى أَنّه يَحكي قَساوَتَهُ الصَخرُ
إِنَّ الَّذي أَبقَيتَ مِن جَسمِهِ
إِنَّ الَّذي أَبقَيتَ مِن جَسمِهِ / يا مُتلِفَ الصَبِّ وَلَم يَشعُرِ
صبابَةً لَو أَنَّها دَمعَةٌ / تَجولُ في جَفنِكَ لَم تَقطُرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025