المجموع : 100
وَإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا
وَإِذا تَنَكَّرَتِ البِلا / دُ فَأَولِها كَنَفَ البِعادِ
وَاِجعَل مقامَكَ أَو مَقَر / رَكَ جانِبَي بَركِ الغِمادِ
لَستَ اِبنَ أُمِّ القاطِني / نَ وَلا اِبنَ عَمٍّ لِلبِلادِ
وَاِنظُر إِلى الشَمسِ الَّتي / طَلَعَت عَلى إِرمٍ وَعادِ
هَل تُؤنِسَنَّ بَقِيَّةً / مِن حاضِرٍ مِنهُم وَبادِ
كُلٌّ الذَخائِرِ غَيرَ تَق / وى ذي الجَلالِ إِلى نَفادِ
وَما أَحَدٌ مِن أَلسُنِ الناسِ سالِما
وَما أَحَدٌ مِن أَلسُنِ الناسِ سالِما / وَلَو أَنَّهُ ذاكَ النَبِيُّ المُطَهَّرُ
فَإِن كانَ مِقداماً يَقولونَ أَهوَج / وَإِن كانَ مِفضالاً يَقولونَ مُبذِرُ
وَإِن كانَ سِكّيتاً يَقولونَ أَبكَم / وَإِن كانَ مِنطيقاً يَقولونَ مِهذَرُ
وَإِن كانَ صَوّاماً وَبِاللَيلِ قائِماً / يَقولونَ زَرّافٌ يُرائي وَيَمكُرُ
فَلا تَحتَفِل بِالناسِ في الذَمِّ وَالثَنا / وَلا تَخشَ غَيرَ اللَهِ فَاللَهُ أَكبَرُ
يَسعَدُ ذو الجِدِّ وَيَشقى الحَريص
يَسعَدُ ذو الجِدِّ وَيَشقى الحَريص / لَيسَ لِلخَلقِ مِن قَضاءٍ مَحيص
أَينَ مُلوكُ الأَرضِ مِن حَميرٍ / أَكرَمُ مَن نصَّت إِلَيهِم قُلوص
جَيفَرُ الوَهّابُ أَودى بِهِ / دَهرٌ عَلى هَدمِ المَعالي حَريص
إِذا رَأَيتَ اِمرِءاً في حالِ عُسرَتِهِ
إِذا رَأَيتَ اِمرِءاً في حالِ عُسرَتِهِ / مُصافِياً لَكَ ما في وِدِّهِ دَخلُ
فَلا تُرَجِّ لَهُ إِذ يَستَفيدُ غِنىً / فَإِنَّهُ بِاِنتِقالِ الحالِ يَنتَقِلُ
الناسُ مِثل زَمانِهِم
الناسُ مِثل زَمانِهِم / قَدّ الحِذاءِ عَلى مِثالِه
وَرِجالُ دَهرِكَ مِثلُ دَه / رِكَ في تَقَلُّبِهِ وَحالِه
وَكذا إِذا فَسَدَ الزَما / نُ جَرى الفَسادُ عَلى رِجالِه
أَرى الناسَ قَد أُغروا بِبَغيٍ وَريبَةٍ
أَرى الناسَ قَد أُغروا بِبَغيٍ وَريبَةٍ / وَغَيٍّ إِذا ما مَيَّزَ الناسَ عاقِلُ
وَقد لَزِموا مَعنى الخِلافِ فَكُلُّهُم / إِلى نَحوِ ما عابَ الخَليقَةَ مائِلُ
إِذا ما رَأَوا خَيراً رَمَوهُ بِظِنَّةٍ / وَإِن عايَنوا شَرّاً فَكُلٌّ مُناضلُ
وَلَيسَ اِمرُؤٌ مِنهُم بِناجٍ مِنَ الأَذى / وَلا فيهِمُ عَن زَلَّةٍ مُتَغافلُ
وَإِن عايَنوا حَبراً أَديباً مُهَذَّباً / حَسيباً يَقولوا إِنَّهُ لَمُخاتِلُ
وَإِن كانَ ذا ذِهنٍ رَمَوهُ بِبَدعَةٍ / وَسَمّوهُ زِنديقاً وَفيهِ يُجادلُ
وَإِن كانَ ذا صَمتٍ يَقولونَ صورَةٌ / مُمَثَّلَةٌ بِالعيِّ بَل هُوَ جاهِلُ
وَإِن كانَ ذا شَرٍّ فَوَيلٌ لِأُمِّهِ / لِما عَنهُ يَحكي مَن تَضُمُّ المَحافِلُ
وَإِن كانَ ذا أَصلٍ يَقولونَ إِنَّما / يُفاخِرُ بِالمَوتى وَما هُوَ زائِلُ
وَإِن كانَ مَجهولاً فَذَلِكَ عِندَهُم / كَبيضِ رِمالٍ لَيسَ يُعرَفُ عامِلُ
وَإِن كانَ ذا مالٍ يَقولونَ مالُهُ / من السُحتِ قَد رابى وَبِئسَ المَآكِلُ
وَإِن كانَ ذا فَقرٍ فَقَد ذَلَّ بَينَهُم / حَقيراً مَهيناً تَزدَريهِ الأَراذِلُ
وَإِن قَنِعَ المسكينُ قالوا لِقِلَّةٍ / وَشُحَّةِ نَفسٍ قَد حَوَتها الأَنامِلُ
وَإِن هُوَ لَم يَقنَع يَقولونَ إِنَّما / يُطالِبُ مَن لَم يُعطِهِ وَيُقاتِلُ
وَإِن يَكتَسِب مالاً يَقولوا بهيمَةٌ / أَتاها مِنَ المَقدورِ حَظٌّ وَنائِلُ
وَإِن جادَ قالوا مُسرِفٌ وَمُبَذِّرٌ / وَإِن لَم يَجُد قالوا شَحيحٌ وَباخِلُ
وَإِن صاحَبَ الغِلمانَ قالوا لِريبَةٍ / وَإِن أَجمَلوا في اللَفظِ قالوا مُباذِلُ
وَإِن هَوِيَ النِسوانَ سَمّوهُ فاجِراً / وَإِن عَفَّ قالوا ذاكَ خُنثى وَباطِلُ
وَإِن تابَ قالوا لَم يَتب مِنهُ عادَةٌ / وَلَكِن لِإِفلاسٍ وَما ثَمَّ حاصِلُ
وَإِن حَجَّ قالوا لَيسَ لِلَّهِ حَجُّهُ / وَذاكَ رِياء أَنتَجَتهُ المَحافِلُ
وَإِن كانَ بِالشِطرَنجِ وَالنَردِ لاعِباً / وَلاعَبَ ذا الآداب قالوا مُداخِلُ
وَإِن كانَ في كُلِّ المَذاهِبِ نابِزاً / وَكانَ خَفيفَ الروحِ قالوا مُثاقِلُ
وَإِن كانَ مِغراماً يَقولونَ أَهوَج / وَإِن كانَ ذا ثَبتٍ يَقولونَ باطِلُ
وَإِن يَعتَلِل يَوماً يقولوا عقوبةٌ / لشرِّ الّذي يَأتي وما هوَ فاعلُ
وَإِن ماتَ قالوا لَم يَمُت حَتفَ أَنفِهِ / لِما هُوَ مِن شَرٍّ المَآكِلِ آكِلُ
وَما الناسُ إِلّا جاحِدٌ وَمُعانِدٌ / وَذو حَسَدٍ قَد بانَ فيهِ التَخاتُلُ
فَلا تَترُكَن حَقّاً لِخيفَةِ قائِلٍ / فَإِنَّ الَّذي تَخشى وَتَحذَرُ حاصِلُ
ما طابَ فَرعٌ لا يَطيبُ أَصلُهُ
ما طابَ فَرعٌ لا يَطيبُ أَصلُهُ / حمى مُؤاخاةِ اللَئيمِ فِعلُهُ
وَكُلُّ مَن واخى لَئيماً مِثلهُ /
مَن أَمِنَ الدَهرَ أُتي مِن مَأمَنِه / لا تَستَثِر ذا لِبَدٍ مِن مَكمَنِه
وَكُلُّ شَيءٍ يُبتَغى في مَعدَنِه /
لَكُلِّ ناعٍ ذاتَ يَومٍ ناعي / وَإِنَّما السَعيُ بِقَدرِ الساعي
قَد يهلكُ المَرعِيَّ عَتبُ الراعي /
مَن تَرَكَ القَصدَ تَضق مَذاهِبَه / دَلَّ عَلى فِعلِ اِمرِئٍ مُصاحِبُه
لا تَركَبِ الأَمرَ وَأَنتَ عائِبُه /
ما لَكَ إِلّا ما عَلَيكَ مِثلهُ / لا تَحمَدَنَّ المَرءَ ما لَم تَبلُهُ
وَالمَرءُ كَالصورَةِ لَولا فِعلُهُ /
يا رُبَّما أَورَثَتِ اللجَاجَه / ما لَيسَ لِلمَرءِ إِلَيهِ حاجَه
وَضيقُ أَمرٍ يَتبَعُ اِنفِراجَه /
كَم مِن وَعيدٍ يَخرِقُ الآذانا / كَأَنَّما يُنبَأ بِهِ سِوانا
أَصَمَّنا الإِهمالُ أَم أَعمانا /
يَجِلُّ ما يُؤذي وَإِن قَلَّ الأَلَم / ما أَطوَلَ اللَيلَ عَلى مَن لَم يَنَم
وَسقمُ عَقلِ المَرءِ مِن شَرِّ السَقَم /
ما مِنكَ مَن لَم يَقبَلِ المُعاتَبَه / وَشَرُّ أَخلاقِ الفَتى المُوارَبَه
يَكفيكَ مِمّا تَكرَهُ المُجانَبَه /
مَتى تُصيبُ الصاحِبَ المُهَذَّبا / هَيهاتَ ما أَعسَرَ هذا مَطلَبا
وَشَرُّ ما طَلَبتَهُ ما اِستصعَبا /
لا يَسلُكُ الخَيرُ سَبيلَ الشَرِّ / وَاللَهُ يَقضي لَيسَ زَجرُ الطَيرِ
كَم قَمَرٍ عادَ إِلى قُمَيرِ /
لَم يَجتَمِع جَمعٌ لِغَيرِ بَينِ / لِفُرقَةٍ كُلُّ اِجتِماع اِثنَينِ
يَعمى الفَتى وَهوَ بَصيرُ العَينِ /
الصَمتُ إِن ضاقَ الكَلامُ أَوسَعُ / لِكُلِّ جَنبٍ ذاتَ يَومٍ مَصرَعُ
كَم جامِعٍ لِغَيرِهِ ما يَجمَعُ /
ما لَكَ إِلّا ما بَذَلتَ مالُ / في طَرفةِ العَينِ تَحولُ الحالُ
وَدونَ آمالِ الوَرى الآجالُ /
كَم قَد بَكَت عَينٌ وَأُخرى تَضحَكُ / وَضاقَ مِن بَعدِ اِتِّساعٍ مَسلَكُ
لا تُبرِمَن أَمراً عَلَيكَ يُملَكُ /
خَيرُ الأُمورِ ما حَمَدتَ غِبَّهُ / لا يَرهَبُ المُذنِبُ إِلّا ذَنبَهُ
وَالمَرءُ مَغرورٌ بِمَن أَحَبَّهُ /
كُلُّ مَقامٍ فَلَهُ مَقالُ / كُلُّ زَمانٍ فَلَهُ رِجالُ
وَلِلعُقولِ تُضرَبُ الأَمثالُ /
دَع كُلَّ أَمرٍ مِنهُ يَوماً يُعتَذَر / خَف كُلَّ وِردٍ غَيرَ مَحمودِ الصَدَر
لا تَنفَعُ الحيلَةُ في ماضي القَدَر /
نَومُ الفَتى خَيرٌ لَهُ مِن يَقَظه / لَم تُرضِهِ فيها الكِرامُ الحَفَظَه
وَفي صُروفِ الدَهرِ للناسِ عِظَه /
مَسأَلَةُ الناسِ لِباسُ ذُلِّ / مَن عَفَّ لَم يُسأَم وَلَم يُمَلِّ
فَاِرضَ مِن الأَكثَرِ بِالأَقَلِّ /
جَوابُ سوءِ المَنطقِ السُكوتُ / قَد أَفلَحَ المُتَّئِدُ الصَموتُ
ما حُمَّ مِن رِزقِكَ لا يَفوتُ /
في كُلِّ شَيءٍ عِبرَةٌ لِمَن عَقَل / قَد يَسعَدُ المَرءُ إِذا المَرءُ اِعتَدَل
يَرجو غَداً وَدونَ ما يَرجو الأَجَل /
كَم زادَ في ذَنبِ جَهول عُذرُهُ / دَع أَمرَ مَن أَعيى عَلَيكَ أَمرُهُ
يَخشى اِمرُؤٌ شَيئاً وَلا يَضُرُّهُ /
رَأَيتُ غِبَّ الصَبرِ مِمّا يُحمَدُ / وَإِنَّما النَفسُ كَما تعَوَّدُ
وَشَرُّ ما يُطلَبُ ما لا يوجَدُ /
لا يَأكُلُ الإِنسانُ إِلّا ما رُزِق / ما كُلُّ أَخلاقِ الرِجالِ تَتَّفِق
هانَ عَلى النائِمِ ما يَلقى الأَرِق /
مَن يَلدَغِ الناسَ يَجِد مَن يَلدَغُه / لا يعدمُ الباطِلُ حَقّاً يَدمَغُه
لِسانُ ذي الجَهلِ وَشيكاً يوثِقُه /
كُلُّ زَمانٍ فَلَهُ نَوابِغُ / وَالحَقُّ لِلباطِلِ ضِدٌّ دامِغُ
يَغُصُّكَ المَشرَبُ وَهوَ سائِغُ /
لا خَيرَ في صُحبَةِ مَن لا يُنصِفُ / وَالدَهرُ يَجفو مَرَّةً وَيَلطفُ
كَأَنَّ صَرفَ الدَهرِ بَرقٌ يَخطفُ /
رُبَّ صَباحٍ لِاِمرِئٍ لَم يُمسِهِ / حَتفُ الفَتى مُوَكَّلٌ بِنَفسِهِ
حَتّى يَحِلَّ في ضَريحِ رمسِهِ /
إِنّي أَرى كُلَّ جَديدٍ بالِ / وَكُلَّ شَيءٍ فَإِلى زَوالِ
فَاِستَشفِ مِن جَهلِكَ بِالسُؤالِ /
إِنَّكَ مَربوبٌ مَدينٌ تُسأَلُ / وَالدَهرُ عَن ذي غَفلَةٍ لا يَغفَلُ
حَتّى يَجيءَ يَومُهُ المُؤَجَّلُ /
أَهلاً وَسَهلاً بِاللَّذينَ أَودُّهُم
أَهلاً وَسَهلاً بِاللَّذينَ أَودُّهُم / وَأُحِبُّهُم في اللَهِ ذي الآلاءِ
أَهلاً بِقَومٍ صالِحينَ ذَوي تُقىً / غُرِّ الوُجوهِ وَزَينِ كُلِّ مَلاءِ
يَسعونَ في طَلَبِ الحَديثِ بِعِفَّةٍ / وَتَوَقُّرٍ وَسَكينَةٍ وَحَياءِ
لَهُمُ المَهابَةُ وَالجَلالَةُ وَالنُهى / وَفَضائِل جَلَّت عَنِ الإِحصاءِ
وَمِدادُ ما تَجري بِهِ أَقلامُهُم / أَزكى وَأَفضَلُ مِن دَمِ الشُهَداءِ
يا طالِبي عِلمَ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / ما أَنتُم وَسِواكُمُ بِسَواءِ
وَأَفضَلُ قَسمِ اللَهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ
وَأَفضَلُ قَسمِ اللَهِ لِلمَرءِ عَقلُهُ / فَلَيسَ مِنَ الخَيراتِ شَيءٌ يُقارِبُه
فَزَينُ الفَتى في الناسِ صِحَّةُ عَقلِهِ / وَإِن كانَ مَحظوراً عَلَيهِ مَكاسِبُه
يَعيشُ الفَتى بِالعَقلِ في كُلِّ بَلدَةٍ / عَلى العَقلِ يَجري عِلمُهُ وَتَجارِبُه
وَيُزري بِهِ في الناسِ قِلَّةُ عَقلِهِ / وَإِن كَرُمَت أَعراقُهُ وَمَناسِبُه
إِذا أَكمَلَ الرَحمانُ لِلمَرءِ عَقلَهُ / فَقَد كَمُلَت أَخلاقُهُ وَمَآرِبُه
العالِمُ العاقِلُ اِبنُ نَفسِهِ
العالِمُ العاقِلُ اِبنُ نَفسِهِ / أَغناهُ جِنسُ عِلمِهِ عَن جِنسِهِ
كُن اِبنَ مَن شِئتَ وَكُن مُؤَدَّباً / فَإِنَّما المَرءُ بِفَضلِ كَيسِهِ
وَلَيسَ مَن تُكرِمُهُ لِغَيرِهِ / مِثلَ الَّذي تُكرِمُهُ لِنَفسِهِ
لا تَحقِرَن عالِماً وَإِن خَلِقَت
لا تَحقِرَن عالِماً وَإِن خَلِقَت / أَثوابُهُ في عُيونِ رامِقِهِ
وَاِنظُر إِلَيهِ بِعَينِ ذي خَطَرٍ / مُهَذَّبِ الرَأيِ في طَرائِقِهِ
فَالمِسكُ إِذا ما تَراهُ مُمتَهَناً / بِفِهرِ عَطّارِهِ وَساحِقِهِ
سَوفَ تَراهُ بِعارِضَي مَلكٍ / وَمَوضِعِ التاجِ مِن مَفارِقِهِ
كَم عاقِلٍ أَخَّرَهُ عَقلُهُ
كَم عاقِلٍ أَخَّرَهُ عَقلُهُ / وَجاهِلٍ صَدَّرَهُ جَهلُهُ
جَهِلتَ فَعادَيتَ العُلومَ وَأَهلَها
جَهِلتَ فَعادَيتَ العُلومَ وَأَهلَها / كَذاكَ يُعادي العِلمَ مَن هُوَ جاهِلُه
وَمَن كانَ يَهوى أَن يُرى مُتَصَدِّراً / وَيَكرَهُ لا أَدري أَصيبَت مَقاتِلُه
لَيسَ السَليمُ سَليمَ أَفعى حَرَّةٍ
لَيسَ السَليمُ سَليمَ أَفعى حَرَّةٍ / لَكِن سَليمَ المُقلَةِ النَجلاءِ
نَظَرَت وَلا وَسَنٌ يُخالِطُ عَينَها / نَظَرَ المَريضِ بِسَورَةِ الإِغفاءِ
لَو أَنَّ قَلباً ذابَ مِن كَمَدٍ
لَو أَنَّ قَلباً ذابَ مِن كَمَدٍ / ما كانَ بَينَ ضُلوعِهِ قَلبُ
لَو كُنتَ صَبّاً أَو تُسِرُّ هَوىً / لَعَلِمتَ ما يَتَجَرَّعُ الصَبُّ
يَهوى اِقتِرابَكَ وَهوَ قاتِلُهُ / فَشِفاؤُهُ وَسَقامُهُ القُربُ
صُدغٌ كَقادِمَةِ الخُطافِ مُنعَطِفٌ
صُدغٌ كَقادِمَةِ الخُطافِ مُنعَطِفٌ / في وَجنَةٍ يُجتَنى مِن صَحنِها الوَردُ
لَو ذابَ مِن نَظَرٍ خَدٌّ لِرقَّتِهِ / لَذابَ مِن لَحظِ عَيني ذَلِكَ الخَدُّ
وَلَيلَةٍ سامَرَت عَيني كَواكِبَها
وَلَيلَةٍ سامَرَت عَيني كَواكِبَها / نادَمتُ فيها الصِبا وَالنَومُ مَطرودُ
يَستَنبِطُ الراحُ ما تُخفي النُفوسُ وَقَد / جادَت بِما مَنَعَتهُ الكاعِبُ الرودُ
وَالراحُ يَفتَرُّ مِن دُرٍّ وَعَن ذَهَبٍ / فَالتِبرُ مُنسَكِبٌ وَالدُرُّ مَعقودُ
يا لَيلُ لا تُبِحِ الإِصباحَ حَوزَتَنا / وَليَحمِ جانِبَهُ أَعطافُكَ السودُ
لَيسَ المُقَصِّرُ وانِياً كَالمُقصرِ
لَيسَ المُقَصِّرُ وانِياً كَالمُقصرِ / حُكمُ المُعَذَّرِ غَيرُ حُكمِ المُعذرِ
لَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ لَحظَكِ موبِقي / لَحَذَرتُ مِن عَينَيكِ ما لَم أَحذَرِ
لا تَحسَبي دَمعي تَحَدَّرَ إِنَّما / نَفسي جَرَت في دَمعِيَ المُتَحَدِّرِ
خَبَري خُذيهِ عَن الضَنى وَعَنِ البُكا / لَيسَ اللِسانُ وَإِن تَلِفتُ بِمُخبِرِ
وَلَقَد نَظَرتُ فَرَدَّ طَرفي خاسِئاً / حَذَرُ العِدى وَبَهاءُ ذاكَ المَنظَرِ
يَأسي يُحَسِّنُ لي التَسَتُّرَ فَاِعلَمي / لَو كُنتُ أَطمَعُ فيكِ لَم أَتَسَتَّرِ
أَقولُ لِوَرقاوَينِ في فَرعِ نَخلَةٍ
أَقولُ لِوَرقاوَينِ في فَرعِ نَخلَةٍ / وَقَد طَفَّلَ الإِمساءُ أو جَنَّحَ العَصرُ
وَقَد بَسَطَت هاتا لِتِلكَ جَناحَها / وَمالَ عَلى هاتيكَ مِن هَذِهِ النَحرُ
لِيَهنَكُما أَن لَم تُراعا بِفُرقَةٍ / وَما دَبَّ في تَشتيتِ شَملِكُما الدَهرُ
فَلَم أَرَ مِثلي قَطَّعَ الشَوقُ قَلبَهُ / عَلى أَنّه يَحكي قَساوَتَهُ الصَخرُ
إِنَّ الَّذي أَبقَيتَ مِن جَسمِهِ
إِنَّ الَّذي أَبقَيتَ مِن جَسمِهِ / يا مُتلِفَ الصَبِّ وَلَم يَشعُرِ
صبابَةً لَو أَنَّها دَمعَةٌ / تَجولُ في جَفنِكَ لَم تَقطُرِ