المجموع : 86
رَأَيتُ صَغير الاِمرِ تَنمي شُؤونَه
رَأَيتُ صَغير الاِمرِ تَنمي شُؤونَه / فَيَكبُر حَتّى لا يَحد وَيَعظُم
وَإِن عَناءاً أَن تَفهَم جاهِلا / فَيَحسَب جَهلا أَنَّهُ مِنكَ اِفهَم
مَتى يَبلُغ البُنيانُ يَوماً تَمامَه / اِذا كُنت تَبنيهِ وَغَيرك يَهدِم
مَتى يفضل المَثري اِذا ظَنَّ اِنَّهُ / اِذا جادَ بِالشَيءِ القَليلِ سَيعدم
مَتى يَنتَهي عَن سيء مَن أَتى بِهِ / إِذا لَم يَكُن مِنهُ عَلَيهِ تَندَم
وَما الرِزقُ إِلّا قِسمَة بَين أَهلِه / فَلا يُعدمُ الأَرزاقَ مُثرٍ وَمُعدِم
وَلَن يَستَطيعُ الدَهرَ تَغييرَ خُلقِه / لَئيمٌ وَلن يَسْطيعَهُ مُتكرِّمُ
كَما إِن ماء المزن ما ذيق سائِغ / زلال وَماء البَحرِ يَلفِظُه الغَم
لا تَجُدْ بِالعَطاءِ في غَير حَقٍّ
لا تَجُدْ بِالعَطاءِ في غَير حَقٍّ / لَيسَ في مَنع غَيرِ ذي الحَقِّ بخلُ
اِنَّما الجودُ اِن تَجودُ عَلى مَن / هُوَ لِلجودِ مِنكَ وَالبَذلِ أَهلُ
إِن يَكُن ما بِهِ أَصَبتَ جَليلا / فَذهاب العَزاءِ مِنهُ اِجل
كُل آت لا شَكَّ آتٍ وَذو الجَهل / مُعَنّى وَالغَم وَالحُزن فَضْلُ
تَخير مِن الاِخوان كُل اِبن حرة
تَخير مِن الاِخوان كُل اِبن حرة / يَسرك عِندَ النائِباتِ بَلاؤُه
وَقارِن اِذا قارَنت حراً فَإِنَّما / يَزينُ وَيُزري بِالفَتى قُرناؤُه
حَبيباً وَفياً ذا حِفاظ بِغيبَة / وَبِالبِشرِ وَالحُسنى يَكونُ لِقاؤُه
اِريب اِذا شاوَرت في كُل مُشكل / اِديب يَسوء الحاسِدينَ بَقاؤُه
وَلَن يَهلك الاِنسان إِلا اِذا اِتى / مِن الأَمرِ ما لَم يَرضَهُ نصحاؤُه
تمسَّك بِهذا إِن ظَفَرت بِوُدِّه / فَيهنيكَ مِنهُ وده وَوَفاؤُه
اِذا قَل ماء الوَجهِ قَل حَياؤُهُ / وَلا خَير في وَجه اِذا قَل ماؤُه
اِذا المَرءُ لَم يَصحَب صَديقاً مُوافِياً / عَلى ايِّ حال كانَ خابَ رَجاؤُه
حَياءُكَ فَاِحفَظه عَلَيكَ فَإِنَّما / يَدل عَلى فَضلِ الكَريم حَياؤُه
وَيظهر عَيب المَرءِ في الناسِ بخلُه / وَيَستُرُه عَنهُم جَميعاً سَخاؤُه
تَغط بِأَثوابِ السَخاءِ فَإِنَّني / اِرى كل عَيب وَالسَخاءُ غطاؤُه
لا تَذع سراً إِلى طالِبِه
لا تَذع سراً إِلى طالِبِه / مِنكَ إِنَّ الطالِبَ السر مُذيعُ
وَأَمت سرك إِن السِر إِن / جاوَزَ اِثنَينِ سَيَنمي وَيَشيعُ
الدار جَنَّة عَدن إِن عَملت بِما
الدار جَنَّة عَدن إِن عَملت بِما / يُرضي الإِلهَ وَإِن فَرَّطتَ فَالنارُ
هُما محلان ما لِلنَّاسِ غَيرُهما / فَانظُرْ لِنَفسِكَ ماذا أَنتَ مُختار
لا يُعجِبَنَّك مِن يَصونُ ثِيابَه
لا يُعجِبَنَّك مِن يَصونُ ثِيابَه / حذر الغُبارِ وَعرضه مَبذول
وَلَرُبَّما اِفتَقَر الفَتى فَرَأَيتَه / دنس الثِياب وَعرضه مَغسول
أَنِستُ بِوِحدَتي وَلَزِمتُ بَيتي
أَنِستُ بِوِحدَتي وَلَزِمتُ بَيتي / فَنم العز لي وَنَما السُرور
وَأَديني الزَمان فَلَيتَ أَنّي / هَجَرت فَلا أُزار وَلا أَزور
وَلَست بِقائِل ما دُمت حَيّاً / أسار الجند أَم نَزل الأَميرُ
وَمن يَكُ جاهِلاً بِرِجال دَهر / فَإِنّي عالم بِهِم خَبيرُ
كَأَنَّهُم اِذا فَكرت فيهِم / ذئاب اِو كِلاب اِو حَمير
اِذا لَم تَستَطيع شَيئاً فَدَعهُ
اِذا لَم تَستَطيع شَيئاً فَدَعهُ / وَجاوِزه اِلى ما تَستَطيع
المَرءُ يَجمَعُ وَالزَمانُ يُفرق
المَرءُ يَجمَعُ وَالزَمانُ يُفرق / وَيَظل يَرقع وَالخطوب تمزق
وَلَئِن يُعادي عاقِلاً خَير لَهُ / مِن أَن يَكون لَهُ صَديق أَحمَق
فَاِربَأ بِنَفسِكَ أَن تصادِق اِحمَقاً / إِن الصديقَ عَلى الصَديقِ مُصدق
وَزن الكَلامِ اِذا نَطَقت فَإِنَّما / يُبدي عُقول ذَوي العُقولِ المنطِق
وَمن الرِجالِ اِذا اِستَوَت اِخلاقُهُم / مِن يُستَشارُ اِذا اِستَشيرَ فَيَطرق
حَتّى يَخل بِكُلِّ واد قَلبَه / فَيَرى وَيعرف ما يَقول فيَنطُق
فَبِذاكَ يوثق كُل أَمر مُطلَق / وَبِذاكَ يُطلق كل أَمر موثق
لا أَلفينَك ثاوِياً في غُربَة / إِن الغَريب بِكُلِّ سَهم يُرشَق
ما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِل / قَد ماتَ مِن عَطَش واخر يَغرَق
وَإِذا اِمرُؤ لَسَعَتهُ أَفعى مَرَّة / تَرَكَتهُ حينَ يَجر حَبل يفرق
وَالناسُ في طَلَبِ المَعاشِ وَإِنَّما / بِالجِد يُرزَقُ مِنهُم مَن يُرزَق
لَو يُرزَقونَ الناسَ حسب عُقولُهُم / أَلفيت اِكثَر من تَرى يَتَصَدَّق
لكِنَّهُ فَضل المَليكِ عَلَيهِم / هذا عَلَيهِ موسِع وَمضيق
وِاِذا الجَناَة وَالعَروسُ تَلاقيا / وَرَأَيت دَمع نَوائِح يَترقرق
سَكت الَّذي تَبع العَروس مبهَتاً / وَرَأَيت مِن تَبع الجَنازَةِ يَنطق
بَقي الأولى إِما يَقولوا يَكذبوا / وَمَضى الأَولى ما يَقولوا يصدقوا
إِن الأَريبَ اِذا تفكر لَم يَكد / يَخفى عَلَيهِ مِن الاِمورِ الأَوفَق
فَهناكَ تَشعب ما تَفاقَم صدقه / وَيداكَ ترتق كل اِمر يَفتق
وَاِذا اِستَشَرت ذَوي العُقولِ فَخَيرُهُم / عِند المَشورَةِ من يَحن وَيشفق
لَو سارَ الف مدجَج في حاجَة / لَم يَقضِها إِلّا الَّذي يَترفق
إِن التَرَفُّق لِلمُقيمِ موافق / وَاِذا يُسافِر فَالتَرَفُّق أَوفَق
صَرَمت حَبالك بَعد وَصلِكَ زينَب
صَرَمت حَبالك بَعد وَصلِكَ زينَب / وَالدَهرُ فيهِ تَغير وَتَقَلُّب
نَشَرت ذَوائِها الَّتي تَزهو بِها / سوداً وَرَأَسك كَالثَغامَة اِشيَب
وَاِستَنفَرت لِما رَأَتك وَطالَما / كانَت تَحن إِلى لقاكَ وَتَرغَب
وَكَذاكَ وَصل الغانِياتِ فَإِنَّهُ / آل بِبلقَعَة وَبَرق خَلب
فَدَع الصِبا فَلَقَد عَداك زَمانَهُ / وَاِزهَد فَعمرك مِر مِنهُ الا طيب
ذَهب الشَبابُ فَمالَهُ مِن عَودَة / وَأَتى المَشيبُ فَأَينَ مِنهُ الهَرَب
دَع عَنكَ ما قَد كانَ في زَمن الصِبا / وَاِذكُر ذُنوبِكَ وَاِبكِها يا مُذنب
وَاِذكُر مُناقَشَة الحسابِ فَإِنَّهُ / لا بُدَّ يحصى ما جَنَيتُ وَيَكتُب
لَم يُنسِهِ الملكان حينَ نَسيتُه / بَل أَثبَتاه وَأَنتَ لاه تَلعَب
وَالروحُ فيكَ وَديعَة أَودَعتها / ستردها بِالرغم مِنكَ وَتَسلَب
وَغرور دُنياكَ الَّتي تَسعى لَها / دار حَقيقَتِها متاع يَذهَب
وَاللَيلُ فَاِعلَم وَالنَهارُ كِلاهُما / أَنفاسُنا فيها تعد وَتحسَب
وَجَميعُ ما خَلَفتَه وَجَمَعتَهُ / حقاً يَقيناً بَعد مَوتِكَ يُنهَبُ
تَبّاً لِدارٍ لا يَدومُ نَعيمُها / وَمشيدُها عَما قَليل يخرَبُ
فَاِسمَع هَديت نَصيحَة أَولاكها / بر نَصوح لِلأَنامِ مجرَبُ
صَحب الزَمانُ وَأَهلَهُ مُستَبصِر / وَرَأى الاِمورَ بِما تَؤوبُ وَتعقب
لا تَأمَن الدَهر الخَؤونُ فَإِنَّهُ / ما زالَ قُدُماً لِلرِجالِ يؤدب
وَعَواقِب الاِيامِ في غصاتها / مَضض يَذل لهُ الأَعز الأَنجَب
فَعَلَيكَ تَقوى اللَهِ فَالزَمها تَفُز / إِنَّ التَقِيِّ هُوَ البَهي الأَهيَبُ
وَاِعمَل بِطاعَتِهِ تَنَل مِنهُ الرِضا / إِن المُطيعَ لَهُ لَدَيهِ مُقرَب
وَاِقنَع فَفي بَعضِ القَناعَةِ راحَة / وَاليَأسُ مِمّا فاتَ فَهو المَطلَبُ
فَإِذا طَمعت كَسيت ثَوب مَذَلَّة / فَلَقَد كَسي ثَوبَ المَذَلَّةِ اِشعَبُ
وَتوق مِن غَدرِ النِساءِ خِيانَة / فَجَميعُهُنَّ مَكايدُ لَكَ تَنصب
لا تَأمَن الأُنثى حَياتك إِنَّها / كَالأَفعُوانِ تَراع مِنهُ الأَنيبُ
لا تَأمن الأُنثى زَمانك كلَّه / يَوماً وَلَو حَلَفت يَميناً وَتَكذِبُ
تَغري بِلين حَديثُها وَكلامُها / وَاِذا سَطت فَهيَ الصَقيلُ الأَشطَبُ
وَاِبدأ عدوك بِالتَحِيَّة وَلتَكُن / مِنهُ زَمانَك خائِفاً تَتَرَقَّب
وَاِحذَرهُ إِن لاقَيتَهُ مُتَبَسِّماً / فَاللَيثُ يَبدو نابَهُ إِذ يَغضَبُ
إِن العَدو وَإِن تَقادَم عَهدَهُ / فَالحِقدُ باق في الصُدورِ مُغيب
وَإِذا الصَديق لَقيتُهُ مُتَمَلِّقاً / فَهو العَدو وَحقَّه يَتجنَّبُ
لا خَيرَ في وُد امويء متمَلِّق / حلو اللِسانِ وَقَلبَهُ يَتَلَهَّبُ
يَلقاكَ يَحلف اِنَّهُ بِكَ واثِق / وَاِذا تَوارى عَنكَ فَهوَ العَقرَبُ
يُعطيكَ مِن طَرَفِ اللِسانِ حَلاوَةً / وَيَروغُ مِنكَ كَما يَروغُ الثَعلَبُ
وَصل الكِرامِ وَإِن رَموكَ بِجفوَةٍ / فَالصَفحُ عَنهُم بِالتَجاوُزِ أَصوَبُ
وَاِختَر قَرييك وَاِصطَفيهِ تَفاخُراً / إِن القَرين إِلى المقارِن يُنسَبُ
وَإِن الغَني مِنَ الرِجالِ مُكرَم / وَتَراهُ يَرجى ما لَدَيهِ وَيَرهب
وَيبش بِالتَرحيبِ عِندَ قُدومِهِ / وَيُقامُ عِندَ سَلامِهِ وَيقرب
وَالفَقرُ شين لِلرِّجالِ فَإِنَّهُ / حَقّاً يَهونُ بِهِ الشَريف الأَنسَب
وَاِخفِض جناحِك لِلأَقارِب كُلُّهُم / بِتَذلل وَاِسمَح لَهُم إِن أَذنَبوا
وَدع الكَذوب فَلا يَكن لَكَ صاحِباً / إِن الكَذوب يَشين حراً يَصحب
وَزن الكَلامِ اِذا نَطَقت وَلا تَكُن / ثَرثارَة في كُل نادٍ يُخطَب
وَاِحفَظ لسانك وَاِحتَرِز من لَفظِه / فَالمَرءُ يَسلم بِاللِسانِ وَيعطب
وَالسر فَاِكتِمه وَلا تَنطق بِهِ / إِن الزُجاجَة كَسرها لا يشعب
وَكَذاكَ سر المَرءِ إِن لَم يَطوه / نَشَرَته أَلسِنَة تَزيد وَتَكذِب
لا تَحرِصَنَّ فَالحِرص لَيسَ بِزائِد / في الرِزقِ بَل يَشقى الحَريص وَيَتعَب
وَيَظل مَلهوفاً يَروخُ تحيلا / وَالرِزقُ لَيسَ بِحيلَة يُستَجلَب
كَم عاجِز في الناسِ يَأتي رِزقُه / رَغداً وَيحرم كيس وَيَخيب
وَاِرعَ الأَمانَةِ وَالخِيانَةِ فَاِجتَنِب / وَاِعدل وَلا تَظلِم يَطِب لَكَ مَكسَب
وَاِذا اِصابَكَ نَكبَة فَاِصبِر لَها / مِن ذا رَأَيت مُسلِماً لا يُنكَب
وَاِذا رَميت من الزَمانِ بِريبَة / او نالَكَ الأَمرُ الأَشق الأَصعَب
فَاِضرَع لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدنى لِمَن / يَدعوهعُ من حبل الوَريدِ لا يَصحَب
كُن ما اِستَطَعت عَن الأَنامِ بِمَعزَل / إِن الكَثير من الوَرى لا يَصحَب
وَاِحذَر مُصاحَبَة اللَئيمِ فَإِنَّهُ / يُعدي كَما يُعدي الصَحيح الأَجرَبُ
وَاِحذَر مِن المَظلومِ سَهماً صائِباً / وَاِعلَم بِأَن دعاءَه لا يُحجَب
وَاِذا رَأَيتَ الرِزقَ عِز بِبَلَدة / وَخَشيتَ فيها أَن يَضيقَ المدهب
فَاِرحَل فَأَرضُ اللَهِ واسَعَة الفَضا / طولاً وَعَرضاً شَرقُها وَالمَغرب
فَلَقَد نَصَحتُكَ إِن قَبِلتَ نَصيحَتي / فَالنُصحُ أَغلى ما يُباعُ وَيوهَب
تَأوَّبَني همٌّ فَبِت أُخاطِبُه
تَأوَّبَني همٌّ فَبِت أُخاطِبُه / وَبت أَراعي النجم ثُمَّ أُراقِبُه
لما رابَني من رَيب دَهر أَضرَني / فَأَنيابُه يبرينَني وَمَخالِبُه
وَأَسهَرَني طول التَفكر إِنَّني / عَجِبت لِدَهر ما تَقضى عَجائِبُه
أَرى عاجِزاً يُدعى جَليداً لِغشمه / وَلَو كلف التَقوى لِفلت مضارِبه
وَعفاً يُسمى عاجِزاً لِعَفافِهِ / وَلَولا التَقى ما أَعجَزَتهُ مَذاهِبُه
وَأَحمَق مَصنوعاً لَهُ في أُمورِهِ / يَسودُهُ اِخوانُهُ وَأَقارِبُهُ
عَلى غَيرِ حزم في الاِمورِ وَلا تقى / وَلا نائِل جَزل تعد مَواهِبُه
وَلَيسَ بِعَجز المَرءِ إِخطاؤُهُ الغِنى / وَلا بِاِحتِيالِ اِدرك المالُ كاسِبُه
وَلكِنَّهُ قَبض الإِله وَبَسطُه / فَلا ذا يُجاريه وَلا ذا يُغالِبُه
اِذا كَمل الرَحمن لِلمَرءِ عَقلُهُ / فَقَد كَمَلت أَخلاقُهُ وَمَناقِبُه
عَزاءُكُ أَيُّها العَين السَكوب
عَزاءُكُ أَيُّها العَين السَكوب / وَدَمعُك اِنَّها نوب تَنوبُ
وَكنت كَريمَتي وَسراج وَجهي / وَكانَت لي بِكَ الدُنيا تَطيبُ
فَإِن أَكُ قَد ثَكَلتكُ في حَياتي / وَفارَقَني بِكَ الأَلفُ الحَبيبُ
فَكُل قَرينَة لا بُدَّ يَوماً / سَيَشعَب الفَها عَنها شَعوب
عَلى الدُنيا السَلامُ فَما لِشَيخ / ضَرير العَينِ في الدُنيا نَصيبُ
يَموتُ المَرءُ وَهو يَعد حَيّاً / وَيخلف ظنهُ الامَل الكَذوبُ
يَمنيني الطَبيبُ شفاء عَيني / وَما غَير الإِلهِ لَها طَبيبُ
اِذا ما ماتَ بَعضُكَ فَابك بَعضاً / فَان البَعضَ من بَعض قَريبُ
أَيُّها اللائِمي عَلى نكد الدَه
أَيُّها اللائِمي عَلى نكد الدَه / رِ لِكُلِّ من البَلاءِ نَصيبُ
قَد يُلامُ البَريءُ من غَير ذَنب / وَتغطى من المَسيءِ الذُنوبُ
وَيَحولُ الأَحوالُ بِالمَرءِ وَالدَهر / لَهُ في صُروفِهِ تَقليبُ
أَبا الهَذيل هَداكَ اللَهُ يا رَجُل
أَبا الهَذيل هَداكَ اللَهُ يا رَجُل / فَأَنتَ حَقّاً لِعمري معضل جدل
وَما عَدم العادي عَلى الناسِ ظالِماً
وَما عَدم العادي عَلى الناسِ ظالِماً / وَلا خابَ مَظلوم عَفا حينَ يُظلَمُ
فَسائِل إِن مُنيَت بِأَمر شك
فَسائِل إِن مُنيَت بِأَمر شك / فَإِن الشَكَّ يَقتُلُه اليَقينُ
فَأَكثِر من تَلقى يسرك قَولَه
فَأَكثِر من تَلقى يسرك قَولَه / وَلكِن قَليل من يَسرك فِعله
وَقد كانَ حُسن الظَنِّ بَعض مَذاهِبي / فَأَدبني هذا الزَمانُ وَأَهله
تَوَدُّ عَدوي ثُمَّ تَزعُم أَنَّني
تَوَدُّ عَدوي ثُمَّ تَزعُم أَنَّني / صَديقُكَ لَيسَ النوك مِنكَ بِعازِب
بَلَوتك في أَشياءَ مِنها منحتَني / أَماني مجاج وَفيكَ مَخالِب
وَلَيسَ أَخي من ودني رَأى عَينَهُ / وَلكِن أَخي من وَدَّني في المَغايِبِ
وَمَن مالُهُ مالي اِذا كنتُ مُعدِماً / وَمالي لَهُ إِن عَضَّ دَهرٌ بِغارب
فَما أَنتَ إِلّا كَيفَ أَنتَ وَمَرحَبا / وَبِالبيضِ رَوّاغ كَروغ الثَعالب
اِذا كُنت لا تَرجى بِدَفع ملمة
اِذا كُنت لا تَرجى بِدَفع ملمة / وَلم يَكُ لِلمَعروفِ عِندَكَ موضِع
وَلا اِنتَ ذو جاه يعاش بِجاهِهِ / وَلا اِنتَ يَوم البَعث لِلنّاسِ تشفع
فَعيشك في الدُنيا وَمَوتك واحِد / وَعود خِلال من حَياتِكَ اِنفَع
لا تَيأَسَنَّ من اِنفِراجِ شَديدَة
لا تَيأَسَنَّ من اِنفِراجِ شَديدَة / قَد تَنجَلي الغَمَراتُ وَهيَ شَدائِدُ
كَم كُربَةٍ أَقسَمَت أَنْ لَن تَنقَضي / زالَت وَفَرَّجُها الجَليلُ الواحِدُ