القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صالِح بنُ عبد القُدّوس الكل
المجموع : 86
رَأَيتُ صَغير الاِمرِ تَنمي شُؤونَه
رَأَيتُ صَغير الاِمرِ تَنمي شُؤونَه / فَيَكبُر حَتّى لا يَحد وَيَعظُم
وَإِن عَناءاً أَن تَفهَم جاهِلا / فَيَحسَب جَهلا أَنَّهُ مِنكَ اِفهَم
مَتى يَبلُغ البُنيانُ يَوماً تَمامَه / اِذا كُنت تَبنيهِ وَغَيرك يَهدِم
مَتى يفضل المَثري اِذا ظَنَّ اِنَّهُ / اِذا جادَ بِالشَيءِ القَليلِ سَيعدم
مَتى يَنتَهي عَن سيء مَن أَتى بِهِ / إِذا لَم يَكُن مِنهُ عَلَيهِ تَندَم
وَما الرِزقُ إِلّا قِسمَة بَين أَهلِه / فَلا يُعدمُ الأَرزاقَ مُثرٍ وَمُعدِم
وَلَن يَستَطيعُ الدَهرَ تَغييرَ خُلقِه / لَئيمٌ وَلن يَسْطيعَهُ مُتكرِّمُ
كَما إِن ماء المزن ما ذيق سائِغ / زلال وَماء البَحرِ يَلفِظُه الغَم
لا تَجُدْ بِالعَطاءِ في غَير حَقٍّ
لا تَجُدْ بِالعَطاءِ في غَير حَقٍّ / لَيسَ في مَنع غَيرِ ذي الحَقِّ بخلُ
اِنَّما الجودُ اِن تَجودُ عَلى مَن / هُوَ لِلجودِ مِنكَ وَالبَذلِ أَهلُ
إِن يَكُن ما بِهِ أَصَبتَ جَليلا / فَذهاب العَزاءِ مِنهُ اِجل
كُل آت لا شَكَّ آتٍ وَذو الجَهل / مُعَنّى وَالغَم وَالحُزن فَضْلُ
تَخير مِن الاِخوان كُل اِبن حرة
تَخير مِن الاِخوان كُل اِبن حرة / يَسرك عِندَ النائِباتِ بَلاؤُه
وَقارِن اِذا قارَنت حراً فَإِنَّما / يَزينُ وَيُزري بِالفَتى قُرناؤُه
حَبيباً وَفياً ذا حِفاظ بِغيبَة / وَبِالبِشرِ وَالحُسنى يَكونُ لِقاؤُه
اِريب اِذا شاوَرت في كُل مُشكل / اِديب يَسوء الحاسِدينَ بَقاؤُه
وَلَن يَهلك الاِنسان إِلا اِذا اِتى / مِن الأَمرِ ما لَم يَرضَهُ نصحاؤُه
تمسَّك بِهذا إِن ظَفَرت بِوُدِّه / فَيهنيكَ مِنهُ وده وَوَفاؤُه
اِذا قَل ماء الوَجهِ قَل حَياؤُهُ / وَلا خَير في وَجه اِذا قَل ماؤُه
اِذا المَرءُ لَم يَصحَب صَديقاً مُوافِياً / عَلى ايِّ حال كانَ خابَ رَجاؤُه
حَياءُكَ فَاِحفَظه عَلَيكَ فَإِنَّما / يَدل عَلى فَضلِ الكَريم حَياؤُه
وَيظهر عَيب المَرءِ في الناسِ بخلُه / وَيَستُرُه عَنهُم جَميعاً سَخاؤُه
تَغط بِأَثوابِ السَخاءِ فَإِنَّني / اِرى كل عَيب وَالسَخاءُ غطاؤُه
لا تَذع سراً إِلى طالِبِه
لا تَذع سراً إِلى طالِبِه / مِنكَ إِنَّ الطالِبَ السر مُذيعُ
وَأَمت سرك إِن السِر إِن / جاوَزَ اِثنَينِ سَيَنمي وَيَشيعُ
الدار جَنَّة عَدن إِن عَملت بِما
الدار جَنَّة عَدن إِن عَملت بِما / يُرضي الإِلهَ وَإِن فَرَّطتَ فَالنارُ
هُما محلان ما لِلنَّاسِ غَيرُهما / فَانظُرْ لِنَفسِكَ ماذا أَنتَ مُختار
لا يُعجِبَنَّك مِن يَصونُ ثِيابَه
لا يُعجِبَنَّك مِن يَصونُ ثِيابَه / حذر الغُبارِ وَعرضه مَبذول
وَلَرُبَّما اِفتَقَر الفَتى فَرَأَيتَه / دنس الثِياب وَعرضه مَغسول
أَنِستُ بِوِحدَتي وَلَزِمتُ بَيتي
أَنِستُ بِوِحدَتي وَلَزِمتُ بَيتي / فَنم العز لي وَنَما السُرور
وَأَديني الزَمان فَلَيتَ أَنّي / هَجَرت فَلا أُزار وَلا أَزور
وَلَست بِقائِل ما دُمت حَيّاً / أسار الجند أَم نَزل الأَميرُ
وَمن يَكُ جاهِلاً بِرِجال دَهر / فَإِنّي عالم بِهِم خَبيرُ
كَأَنَّهُم اِذا فَكرت فيهِم / ذئاب اِو كِلاب اِو حَمير
اِذا لَم تَستَطيع شَيئاً فَدَعهُ
اِذا لَم تَستَطيع شَيئاً فَدَعهُ / وَجاوِزه اِلى ما تَستَطيع
المَرءُ يَجمَعُ وَالزَمانُ يُفرق
المَرءُ يَجمَعُ وَالزَمانُ يُفرق / وَيَظل يَرقع وَالخطوب تمزق
وَلَئِن يُعادي عاقِلاً خَير لَهُ / مِن أَن يَكون لَهُ صَديق أَحمَق
فَاِربَأ بِنَفسِكَ أَن تصادِق اِحمَقاً / إِن الصديقَ عَلى الصَديقِ مُصدق
وَزن الكَلامِ اِذا نَطَقت فَإِنَّما / يُبدي عُقول ذَوي العُقولِ المنطِق
وَمن الرِجالِ اِذا اِستَوَت اِخلاقُهُم / مِن يُستَشارُ اِذا اِستَشيرَ فَيَطرق
حَتّى يَخل بِكُلِّ واد قَلبَه / فَيَرى وَيعرف ما يَقول فيَنطُق
فَبِذاكَ يوثق كُل أَمر مُطلَق / وَبِذاكَ يُطلق كل أَمر موثق
لا أَلفينَك ثاوِياً في غُربَة / إِن الغَريب بِكُلِّ سَهم يُرشَق
ما الناسُ إِلّا عامِلانِ فَعامِل / قَد ماتَ مِن عَطَش واخر يَغرَق
وَإِذا اِمرُؤ لَسَعَتهُ أَفعى مَرَّة / تَرَكَتهُ حينَ يَجر حَبل يفرق
وَالناسُ في طَلَبِ المَعاشِ وَإِنَّما / بِالجِد يُرزَقُ مِنهُم مَن يُرزَق
لَو يُرزَقونَ الناسَ حسب عُقولُهُم / أَلفيت اِكثَر من تَرى يَتَصَدَّق
لكِنَّهُ فَضل المَليكِ عَلَيهِم / هذا عَلَيهِ موسِع وَمضيق
وِاِذا الجَناَة وَالعَروسُ تَلاقيا / وَرَأَيت دَمع نَوائِح يَترقرق
سَكت الَّذي تَبع العَروس مبهَتاً / وَرَأَيت مِن تَبع الجَنازَةِ يَنطق
بَقي الأولى إِما يَقولوا يَكذبوا / وَمَضى الأَولى ما يَقولوا يصدقوا
إِن الأَريبَ اِذا تفكر لَم يَكد / يَخفى عَلَيهِ مِن الاِمورِ الأَوفَق
فَهناكَ تَشعب ما تَفاقَم صدقه / وَيداكَ ترتق كل اِمر يَفتق
وَاِذا اِستَشَرت ذَوي العُقولِ فَخَيرُهُم / عِند المَشورَةِ من يَحن وَيشفق
لَو سارَ الف مدجَج في حاجَة / لَم يَقضِها إِلّا الَّذي يَترفق
إِن التَرَفُّق لِلمُقيمِ موافق / وَاِذا يُسافِر فَالتَرَفُّق أَوفَق
صَرَمت حَبالك بَعد وَصلِكَ زينَب
صَرَمت حَبالك بَعد وَصلِكَ زينَب / وَالدَهرُ فيهِ تَغير وَتَقَلُّب
نَشَرت ذَوائِها الَّتي تَزهو بِها / سوداً وَرَأَسك كَالثَغامَة اِشيَب
وَاِستَنفَرت لِما رَأَتك وَطالَما / كانَت تَحن إِلى لقاكَ وَتَرغَب
وَكَذاكَ وَصل الغانِياتِ فَإِنَّهُ / آل بِبلقَعَة وَبَرق خَلب
فَدَع الصِبا فَلَقَد عَداك زَمانَهُ / وَاِزهَد فَعمرك مِر مِنهُ الا طيب
ذَهب الشَبابُ فَمالَهُ مِن عَودَة / وَأَتى المَشيبُ فَأَينَ مِنهُ الهَرَب
دَع عَنكَ ما قَد كانَ في زَمن الصِبا / وَاِذكُر ذُنوبِكَ وَاِبكِها يا مُذنب
وَاِذكُر مُناقَشَة الحسابِ فَإِنَّهُ / لا بُدَّ يحصى ما جَنَيتُ وَيَكتُب
لَم يُنسِهِ الملكان حينَ نَسيتُه / بَل أَثبَتاه وَأَنتَ لاه تَلعَب
وَالروحُ فيكَ وَديعَة أَودَعتها / ستردها بِالرغم مِنكَ وَتَسلَب
وَغرور دُنياكَ الَّتي تَسعى لَها / دار حَقيقَتِها متاع يَذهَب
وَاللَيلُ فَاِعلَم وَالنَهارُ كِلاهُما / أَنفاسُنا فيها تعد وَتحسَب
وَجَميعُ ما خَلَفتَه وَجَمَعتَهُ / حقاً يَقيناً بَعد مَوتِكَ يُنهَبُ
تَبّاً لِدارٍ لا يَدومُ نَعيمُها / وَمشيدُها عَما قَليل يخرَبُ
فَاِسمَع هَديت نَصيحَة أَولاكها / بر نَصوح لِلأَنامِ مجرَبُ
صَحب الزَمانُ وَأَهلَهُ مُستَبصِر / وَرَأى الاِمورَ بِما تَؤوبُ وَتعقب
لا تَأمَن الدَهر الخَؤونُ فَإِنَّهُ / ما زالَ قُدُماً لِلرِجالِ يؤدب
وَعَواقِب الاِيامِ في غصاتها / مَضض يَذل لهُ الأَعز الأَنجَب
فَعَلَيكَ تَقوى اللَهِ فَالزَمها تَفُز / إِنَّ التَقِيِّ هُوَ البَهي الأَهيَبُ
وَاِعمَل بِطاعَتِهِ تَنَل مِنهُ الرِضا / إِن المُطيعَ لَهُ لَدَيهِ مُقرَب
وَاِقنَع فَفي بَعضِ القَناعَةِ راحَة / وَاليَأسُ مِمّا فاتَ فَهو المَطلَبُ
فَإِذا طَمعت كَسيت ثَوب مَذَلَّة / فَلَقَد كَسي ثَوبَ المَذَلَّةِ اِشعَبُ
وَتوق مِن غَدرِ النِساءِ خِيانَة / فَجَميعُهُنَّ مَكايدُ لَكَ تَنصب
لا تَأمَن الأُنثى حَياتك إِنَّها / كَالأَفعُوانِ تَراع مِنهُ الأَنيبُ
لا تَأمن الأُنثى زَمانك كلَّه / يَوماً وَلَو حَلَفت يَميناً وَتَكذِبُ
تَغري بِلين حَديثُها وَكلامُها / وَاِذا سَطت فَهيَ الصَقيلُ الأَشطَبُ
وَاِبدأ عدوك بِالتَحِيَّة وَلتَكُن / مِنهُ زَمانَك خائِفاً تَتَرَقَّب
وَاِحذَرهُ إِن لاقَيتَهُ مُتَبَسِّماً / فَاللَيثُ يَبدو نابَهُ إِذ يَغضَبُ
إِن العَدو وَإِن تَقادَم عَهدَهُ / فَالحِقدُ باق في الصُدورِ مُغيب
وَإِذا الصَديق لَقيتُهُ مُتَمَلِّقاً / فَهو العَدو وَحقَّه يَتجنَّبُ
لا خَيرَ في وُد امويء متمَلِّق / حلو اللِسانِ وَقَلبَهُ يَتَلَهَّبُ
يَلقاكَ يَحلف اِنَّهُ بِكَ واثِق / وَاِذا تَوارى عَنكَ فَهوَ العَقرَبُ
يُعطيكَ مِن طَرَفِ اللِسانِ حَلاوَةً / وَيَروغُ مِنكَ كَما يَروغُ الثَعلَبُ
وَصل الكِرامِ وَإِن رَموكَ بِجفوَةٍ / فَالصَفحُ عَنهُم بِالتَجاوُزِ أَصوَبُ
وَاِختَر قَرييك وَاِصطَفيهِ تَفاخُراً / إِن القَرين إِلى المقارِن يُنسَبُ
وَإِن الغَني مِنَ الرِجالِ مُكرَم / وَتَراهُ يَرجى ما لَدَيهِ وَيَرهب
وَيبش بِالتَرحيبِ عِندَ قُدومِهِ / وَيُقامُ عِندَ سَلامِهِ وَيقرب
وَالفَقرُ شين لِلرِّجالِ فَإِنَّهُ / حَقّاً يَهونُ بِهِ الشَريف الأَنسَب
وَاِخفِض جناحِك لِلأَقارِب كُلُّهُم / بِتَذلل وَاِسمَح لَهُم إِن أَذنَبوا
وَدع الكَذوب فَلا يَكن لَكَ صاحِباً / إِن الكَذوب يَشين حراً يَصحب
وَزن الكَلامِ اِذا نَطَقت وَلا تَكُن / ثَرثارَة في كُل نادٍ يُخطَب
وَاِحفَظ لسانك وَاِحتَرِز من لَفظِه / فَالمَرءُ يَسلم بِاللِسانِ وَيعطب
وَالسر فَاِكتِمه وَلا تَنطق بِهِ / إِن الزُجاجَة كَسرها لا يشعب
وَكَذاكَ سر المَرءِ إِن لَم يَطوه / نَشَرَته أَلسِنَة تَزيد وَتَكذِب
لا تَحرِصَنَّ فَالحِرص لَيسَ بِزائِد / في الرِزقِ بَل يَشقى الحَريص وَيَتعَب
وَيَظل مَلهوفاً يَروخُ تحيلا / وَالرِزقُ لَيسَ بِحيلَة يُستَجلَب
كَم عاجِز في الناسِ يَأتي رِزقُه / رَغداً وَيحرم كيس وَيَخيب
وَاِرعَ الأَمانَةِ وَالخِيانَةِ فَاِجتَنِب / وَاِعدل وَلا تَظلِم يَطِب لَكَ مَكسَب
وَاِذا اِصابَكَ نَكبَة فَاِصبِر لَها / مِن ذا رَأَيت مُسلِماً لا يُنكَب
وَاِذا رَميت من الزَمانِ بِريبَة / او نالَكَ الأَمرُ الأَشق الأَصعَب
فَاِضرَع لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدنى لِمَن / يَدعوهعُ من حبل الوَريدِ لا يَصحَب
كُن ما اِستَطَعت عَن الأَنامِ بِمَعزَل / إِن الكَثير من الوَرى لا يَصحَب
وَاِحذَر مُصاحَبَة اللَئيمِ فَإِنَّهُ / يُعدي كَما يُعدي الصَحيح الأَجرَبُ
وَاِحذَر مِن المَظلومِ سَهماً صائِباً / وَاِعلَم بِأَن دعاءَه لا يُحجَب
وَاِذا رَأَيتَ الرِزقَ عِز بِبَلَدة / وَخَشيتَ فيها أَن يَضيقَ المدهب
فَاِرحَل فَأَرضُ اللَهِ واسَعَة الفَضا / طولاً وَعَرضاً شَرقُها وَالمَغرب
فَلَقَد نَصَحتُكَ إِن قَبِلتَ نَصيحَتي / فَالنُصحُ أَغلى ما يُباعُ وَيوهَب
تَأوَّبَني همٌّ فَبِت أُخاطِبُه
تَأوَّبَني همٌّ فَبِت أُخاطِبُه / وَبت أَراعي النجم ثُمَّ أُراقِبُه
لما رابَني من رَيب دَهر أَضرَني / فَأَنيابُه يبرينَني وَمَخالِبُه
وَأَسهَرَني طول التَفكر إِنَّني / عَجِبت لِدَهر ما تَقضى عَجائِبُه
أَرى عاجِزاً يُدعى جَليداً لِغشمه / وَلَو كلف التَقوى لِفلت مضارِبه
وَعفاً يُسمى عاجِزاً لِعَفافِهِ / وَلَولا التَقى ما أَعجَزَتهُ مَذاهِبُه
وَأَحمَق مَصنوعاً لَهُ في أُمورِهِ / يَسودُهُ اِخوانُهُ وَأَقارِبُهُ
عَلى غَيرِ حزم في الاِمورِ وَلا تقى / وَلا نائِل جَزل تعد مَواهِبُه
وَلَيسَ بِعَجز المَرءِ إِخطاؤُهُ الغِنى / وَلا بِاِحتِيالِ اِدرك المالُ كاسِبُه
وَلكِنَّهُ قَبض الإِله وَبَسطُه / فَلا ذا يُجاريه وَلا ذا يُغالِبُه
اِذا كَمل الرَحمن لِلمَرءِ عَقلُهُ / فَقَد كَمَلت أَخلاقُهُ وَمَناقِبُه
عَزاءُكُ أَيُّها العَين السَكوب
عَزاءُكُ أَيُّها العَين السَكوب / وَدَمعُك اِنَّها نوب تَنوبُ
وَكنت كَريمَتي وَسراج وَجهي / وَكانَت لي بِكَ الدُنيا تَطيبُ
فَإِن أَكُ قَد ثَكَلتكُ في حَياتي / وَفارَقَني بِكَ الأَلفُ الحَبيبُ
فَكُل قَرينَة لا بُدَّ يَوماً / سَيَشعَب الفَها عَنها شَعوب
عَلى الدُنيا السَلامُ فَما لِشَيخ / ضَرير العَينِ في الدُنيا نَصيبُ
يَموتُ المَرءُ وَهو يَعد حَيّاً / وَيخلف ظنهُ الامَل الكَذوبُ
يَمنيني الطَبيبُ شفاء عَيني / وَما غَير الإِلهِ لَها طَبيبُ
اِذا ما ماتَ بَعضُكَ فَابك بَعضاً / فَان البَعضَ من بَعض قَريبُ
أَيُّها اللائِمي عَلى نكد الدَه
أَيُّها اللائِمي عَلى نكد الدَه / رِ لِكُلِّ من البَلاءِ نَصيبُ
قَد يُلامُ البَريءُ من غَير ذَنب / وَتغطى من المَسيءِ الذُنوبُ
وَيَحولُ الأَحوالُ بِالمَرءِ وَالدَهر / لَهُ في صُروفِهِ تَقليبُ
أَبا الهَذيل هَداكَ اللَهُ يا رَجُل
أَبا الهَذيل هَداكَ اللَهُ يا رَجُل / فَأَنتَ حَقّاً لِعمري معضل جدل
وَما عَدم العادي عَلى الناسِ ظالِماً
وَما عَدم العادي عَلى الناسِ ظالِماً / وَلا خابَ مَظلوم عَفا حينَ يُظلَمُ
فَسائِل إِن مُنيَت بِأَمر شك
فَسائِل إِن مُنيَت بِأَمر شك / فَإِن الشَكَّ يَقتُلُه اليَقينُ
فَأَكثِر من تَلقى يسرك قَولَه
فَأَكثِر من تَلقى يسرك قَولَه / وَلكِن قَليل من يَسرك فِعله
وَقد كانَ حُسن الظَنِّ بَعض مَذاهِبي / فَأَدبني هذا الزَمانُ وَأَهله
تَوَدُّ عَدوي ثُمَّ تَزعُم أَنَّني
تَوَدُّ عَدوي ثُمَّ تَزعُم أَنَّني / صَديقُكَ لَيسَ النوك مِنكَ بِعازِب
بَلَوتك في أَشياءَ مِنها منحتَني / أَماني مجاج وَفيكَ مَخالِب
وَلَيسَ أَخي من ودني رَأى عَينَهُ / وَلكِن أَخي من وَدَّني في المَغايِبِ
وَمَن مالُهُ مالي اِذا كنتُ مُعدِماً / وَمالي لَهُ إِن عَضَّ دَهرٌ بِغارب
فَما أَنتَ إِلّا كَيفَ أَنتَ وَمَرحَبا / وَبِالبيضِ رَوّاغ كَروغ الثَعالب
اِذا كُنت لا تَرجى بِدَفع ملمة
اِذا كُنت لا تَرجى بِدَفع ملمة / وَلم يَكُ لِلمَعروفِ عِندَكَ موضِع
وَلا اِنتَ ذو جاه يعاش بِجاهِهِ / وَلا اِنتَ يَوم البَعث لِلنّاسِ تشفع
فَعيشك في الدُنيا وَمَوتك واحِد / وَعود خِلال من حَياتِكَ اِنفَع
لا تَيأَسَنَّ من اِنفِراجِ شَديدَة
لا تَيأَسَنَّ من اِنفِراجِ شَديدَة / قَد تَنجَلي الغَمَراتُ وَهيَ شَدائِدُ
كَم كُربَةٍ أَقسَمَت أَنْ لَن تَنقَضي / زالَت وَفَرَّجُها الجَليلُ الواحِدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025