القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْسِن الخُضَري الكل
المجموع : 81
آلَت تهامة أن تجوس خلالها
آلَت تهامة أن تجوس خلالها / فحمت عليك سهولها وجبالها
سرعان ما اخنت عليك فسل بِها / دارا تجر بها الصبا اذيالها
واصرف بوجهك نازحا عن دمنة / تحثو عليك ترابها ورمالها
واقذف بنفسك حيث طابَ لها السرى / او فاِستخف من الجبال ثقالها
واليك عنها يا هذيم فَطالَما / صرمت تهامة يا هذيم حبالها
اين الَّذي تبوأوا بعراصها / غرفا تبوأت الشئآم ظلالها
قذفت بهم نحو العراق فاصبحت / فقرا وقد طمس البلى اطلالها
بابي الَّذي ما انحاز نحو مفازة / الا ونازعه ابن سعد آلها
حتىّ اذا اِقتَحموا الفرات واقبلت / خيل ابن هند تستحث رجالها
صرت رحى الحرب الزوام تديرها / عصب اذا مر الطعان حلالها
متربصين تلاع كل ثنية / كالاسد ترصد في الشرى اشبالها
متسربلين على الحديد بانفس / اوحى لها الرحمن ما اوحى لها
بيض السيوف اذا عدت واذا غدت / آبت وقد خضب النجيع نصالها
يتهافَتون على المنون كأَنَّما / هي غادة زان الجميل جمالها
لا يمتطون الخيل الا شربا / تعدو فتصفق بالجباه نعالها
زهراً كأَمثال الكواكب في الوغى / مستنهضين زهيرها وهلالها
متواثبين الى النزال فعاذر / لو ريع ان سيم الكمي نزالها
يَقتادهم صعب المراس اذا اِنبرى / جذت امية في الشآم قذالها
متنافسين على المنية دونه / يغشون في مهجاتهم اهوالها
من كل مخروق الاهاب بصدره / يلقي الاسنة او يذوق وبالها
واشم يخترق الصفوف باجيد / لو طاول الشم الرعان لطالها
حتىّ اذا نودوا الى الدار الَّتي / نال السعادة منهم من نالها
القت اكفهم الصفاح فادركت / فيهم علوج امية آمالها
وَهُنالك انبعثت رعال خيولهم / نحو المخيم تستحث رجالها
وَغدت تنادي يا حسين جبنت اذ / قطعوا يمين كميكم وشمالها
فَسَعى الى القَتلى بقلب خاشع / ودموع عين بالزفير اذالها
وغدا عليه ما هنالك عاتبا / اللَه اكبر أَي عتبي قالَها
أَشَقيق روحي تلك آل امية / زعمت باني قد خشيت قتالها
أَأَخي مالك لا تجيب وقد دَعَت / وكأَنني بك ما سمعت مقالها
ثم اِنثَنى نحو الخيام مودعا / حرما تودع ما هناك ثمالها
فاتته زينب واليتامى خلفها / يتفيأون من الهجير ظلالها
فانصاع يوصيها بهم وكأَنه / اذ ذاك قطع بغتة اوصالها
فعلت كامثال الجبال فصدها / بذباب سيف لو يشاء اهالها
وانقض نحو المارقين بلهذم / ما انفك فيه مجدلا ابطالها
واطل يطرد الخميس بمخذم / كالبرق مختطفا به آجالها
عجلان تحفزه حمية انفه / حفز الحنية ان تزج نبالها
حتىّ اذا انتصف النهار وجلجلت / سوداء تلبس شمسه اذيالها
نفذ القضاء فَيالجلى اعضلت / بالمسلمين وما اشد عضالها
ارخت على آل النبي سدولها / حتىّ تغشت بدرها وهلالها
فبرزن ربات الحجال بلا حجى / اللَه أَكبر يالهول هالها
ما بين ثاكلة واخرى أَيم / تَبكي فتسعد بالبكا امثالها
بابي الَّذي ساموا نساه مذلة / ما للنساء الضائعات ومالها
بابي الَّذي تدعو نساه ولم يجب / فتعج تندب بالمدينة آلها
ولرب حسرى تَستَغيث بجدها / فترد قارعة السياط سؤالها
ياجد قد سفك العداة دمائنا / وَسبوا نساك وروعوا اطفالها
ثم اِنثَنوا بالنار نحو خيامنا / من بعد ما اِنتهب العدى اثقالها
لم يحفظوا لك في بناتك ذمة / يا جد ساعة نالها ما نالها
فَهنالك الاملاك ضجت بالبكا / والارض ثمة زلزلت زلزالها
وغدت عقائل آل بيت محمد / اسرى تجاذب بالسرى اغلالها
عَلى المأزمين حبست الركابا
عَلى المأزمين حبست الركابا / مذيلا من العين قلبا مذابا
وما انا ممن شجته الديار / اذا الذاريات كستها الثيابا
ولست بمن اوهنته الخطوب / فيوشك ان لا يطيق الخطابا
وهل أَنا الا عصي الدموع / ابى ان تصوب ولو سيم صابا
بَلى ذللت ادمعي نكبة / بها اشتعل الراس شيبا فشابا
غداة طغى في عراص الطفوف / دم اوجس الكون منه انقلابا
دم حرمت سفكه الصابئون / ولكن اباحته حرب الحرابا
بيوم تألبت الصافنات / تقل الى الروع اسدا غضابا
اذا انبعثت يسبكر القتام / فتنسج للشمس منها نقابا
ولما ابوا غير سفك الدماء / وَباءوا بغيضهم حيث آبا
اطل عليهم باسد العرين / تشق القلوب وتفري الرقابا
ودمدم ثمة ثبت الجنان / فمزق بالبرق منها السحابا
وَشمر للحرب عبل الذراع / فضيق رعبا عليها الرحابا
كأَني به ماثلا بالحسام / لاهوت قدس يقل الشهابا
او الليث شد على سابح / يخوض من الدم بحرا عبابا
ولما دَعاه اليه القضاء / لبى بحيث القضا منه لابا
وخر كليما ذبيح الخَليل / تَغتصب النفس منه اِغتصابا
فَلَهفي لعينيه نحو الخيام / ينقلب الطرف منها انقلابا
وَلِلَّه رأَسك يا ابن النَبي / يعلى على الرمح يتلو الكتابا
وَلِلَّه سبيك فوق المطي / لها العيس ترغو اسى واكتئابا
حواسر من فوق عجف النياق / تجوب الهضاب وتطوي الشعابا
اذا ما استغشن باسد العرين / سمعن صليل السياط الجوابا
ولم انس زينب اذ تَستَغيث / ابا الفضل يا كهف عزي المهابا
وَيا ليث قومي اذا الخطب ناب / وكشرت الحرب سنا ونابا
اتتركني نصب عين العدو / تنتهب القوم رحلي انتهابا
وقد خلت خيمك يأبى العتاب / فوا ضيعتي أذ أفيك العتابا
فَلِلَّه شيمة ذاك الطعين / يضطرب الجسم منه اضطرابا
وَلِلَّه مقولها اذ تَقول / ينشعب القلب منه انشعابا
عذرتك يا ابن ابي فالحميم / بكفيه يحمي اذا الخطب نابا
فشلت اكف علوج برت / يمينك اذ يسلبوني النقابا
وَذابَ حديد عمود رماك / واخطأ سهم حشاك اصابا
ملكتم بني سفيان في الأرض أشهرا
ملكتم بني سفيان في الأرض أشهرا / فأبكيتم عين الفواطم أعصرا
افخرا على قوم ابوها استرقكم / لدى الروع اذ كنتم اذل واحقرا
فاطلق عفوا والطَليق ابوكم / فاهون به اذ ذاك عبدا تحررا
تعدون اقصى الفخر فخر ابيكم / فهلا عددتم يوم صفين مفخرا
وهلا اِستَطالَت يوم بدر رماحكم / قصرن ويوم الفتح قد كن اقصرا
فَيا لشهيد مثلت فيه هندكم / فَجاءَت بما لا تعرف الناس منكرا
بغيض رَسول اللَه اذهى نظمت / قلادتها انفا وشنفا وبنصرا
وما مر في الايام اغيظ موقف / كموقفه اذ ساءَه ذاك منظرا
سننتم بني صخر بن حرب قطيعة / لها كاد صم الصخر ان يتفطرا
فما كانَ منكم عتبة ووليده / كحمزتهم لا في قراع ولا قرى
لان شمخت بالطف عوج انوفكم / فبا لجدع قد كانَت احق واجدرا
فقل لابن هند حين ثوب شامتا / باهليه ان كانوا اعق واكفرا
افخرا بيوم الطف اذ هم عصابة / حشدتم عليها ما خلا الجن عسكرا
سلوا ذلك الجيش اللهام تشله / ميامين يتلون الكتاب المطهرا
يشلونه ضربا وطعنا وصرخة / تذكرهم في يوم صفين حيدرا
فما نازلوهم في الكفاح وانما / يسيلون جري السيل عدوا اذا جرى
فمنها الَّذي جلى على ابن حوية / بزبرته عن ساعديه مشمرا
فما كلت الهيجاء الا اعادها / اغر اذا ما استقبل الجيش غبرا
اذا اقتحم الصف المقدم لفه / بآخر من خلف الصفوف تأخرا
ويطعن وخزا في الصدور باسمر / من الخط يمحو للكَتيبة اسطرا
وصاح بهم والموت اهون صيحة / فَخيل مليك الرعد في الجو زمجرا
وَخاضَ غمار العلقمي جواده / يهلل تصهالا وجبريل كبرا
فروى وما اروى غليل فؤاده / فهل كان طعم الماء في فيه ممقرا
وَجاءَ بها مملوءَة يستلذها / وَيَطوي حشى من مائها لن تقطرا
ابا الفضل قبل الفضل انت وبعده / اليك تسامى الفضل عزا ومفخرا
فواسيت طعانا اباك وصابرا / اخاك ومقطوع الذراعين جعفرا
وزدت عليه اليوم فرقا يشقه / عمود حديد ظل يرديك للثرى
فَلا قام للهيجاء سوق حفيظة / تباع بها نفس الكَريم وَتَشتَري
هَب من رقدة المشيب انتباها
هَب من رقدة المشيب انتباها / لعهود الشباب ما أحلاها
فاعادت عصر الشَبيبة غضا / بزرود ظمياء تسبي ظباها
يا زَمان الشباب ما كنت والاحباب / الا عشية أَو ضحاها
فرصة امكنت زمانا من الدهر / وَتاللَه ما الزَمان سواها
نعمت عيشنا بناعمة الخد / واني لشاكر نعماها
برزت تَنثَني وتخطر تيها / بقوام على الرديني تاها
رنحت عطفها وما الغصن الا / خوط بان عليه يطوى رداها
فسقتنا وهنا وماذا سَقَتنا / قهوة صرفها يمازج فاها
فشربنا اواخر الليل اولاها / وَماذا عليك من اخراها
وَتزودت نفحة من عروس / اصدقها ذووا العقول حجاها
بزغت في الدجى وناهيك شمس / قد احالت من الهموم دجاها
فاِصطلت نارها اكف الندامي / رب نار يصلى الفراش لظاها
فَتَهاوَت صرعى الى جانب الزق / وكنت الشهيد من قتلاها
فَبِنَفسي عهودها من ديار / وقليل بمثل نفسي فداها
جادها الغيت دعوة تضحك النور / وتغري السحاب حتىّ بكاها
وعليها الرَبيع مد بساطها / طرزته من زندها وكباها
وَبها فاح للرياض عَبير / تحمل الريح نفحة من شذاها
سرت نسمات الشيح وهنا فنبهت
سرت نسمات الشيح وهنا فنبهت / اخا كلف لم تألف النوم عيناه
وهبت علينا من حمى الضال نفحة / سرت بجناحي خافق من حواياه
فَما نَسَمات الجزع تحمل ريّاه / على حين اِنستنا الحمى وخزاماه
تثني بذاك العطف عن كل نبعة / فعهدي بخوط البان غضا تمناه
وَمري بنا ازكى من المسك نفحة / تَفوح بادنى المأزمين واقصاه
وَعوجي على الرضراض من رمل عالج / فقد برزت للمدلجين نعاماه
اذ الشيح والقيصوم فيه تعانقا / وَفاحَت بذياك العَبير ثناياه
فدونك يا ارواح نجد شميمه / ولا تحرمينا ويك من طيب رياه
وفي الجانب الغربي من ايمن الحمى / صفاء يفديه الحمى بصفاياه
بِنَفسي هم من نازلين بمغناه / وَبي انتم من راشدين وقد تاهوا
فَيا اخوي ودي القديمين لاطفا / خميلته الغنا وعوجا بمغناه
فثمة قتلى نشوة في صعيده / ويا بابي ذاك الصعيد وقتلاه
وَيا صاحبي الاطيبين تبوءا / مقاما الى جنب الفرات عهدناه
عهدناه مرهوب الجناب ممنعا / بشهم فمن موسى وما طور سيناه
علي الذرى سامى القواعد شامخ / بسر علي شيد اللَه مبناه
وَناهيكما عن منعة العزأنه / حفيظ اذا اعلنتما السر اخفاه
بعيشكما هل من سبيل اليكما / وهل شيق يحضى بما يتمناه
وهل لي ارى ذاك المذبذب قرطه / فيوهمني بدر السما وثرياه
بواد يود البدر لثم ترابه / على حين ذاك الظبي يلثمني فاه
وَباللَه هل اخلصتما من نجيبه / وَهَل هو لي مستودع بعض نجواه
وهل لي اليه شافع ومشفع / فيخلص لي سلساله من ثناياه
وَهَل لي على طور المناجاة وقفة / يبثكما الشاكي بها بعض شكواه
سلا ذلك الدر النقي فطالَما / تعود بسط الجود من جود يمناه
فَتى طوق الاعناق كهلا وَيافعا / وكم من ابى عاطل الجيد حلاه
فَيا نسمة المعروف فيه تأرجي / وَقومي بمثل الرند من طيب ذكراه
أَيُّها الظبي كنت غير بَعيد
أَيُّها الظبي كنت غير بَعيد / تقضم الشيح من بطوح زرود
تتسنى الرَبيع والعيش غض / صفوه لا يشاب بالتنكيد
لست تنفك بين غض ورود / تَتَهادى وبين عذب برود
وَبتلك الشعاب سقيا ورعيا / طالما نلت غاية المقصود
يا لِقَومي لذي سوالف بيض / وَلحاظ مثل المحابر سود
البسته الرياض حلة ملك / ثم زرت جيوبها بالورود
يتخطى مشي النَزيف اذا ما / ميلت رأسه ابنة العنقود
وَغَزال امضى من السهم روقا / كاد يفري القلوب قبل الجلود
ما اِلتَقى والسرحان في القفر الا / كان ذا عزة وبطش شديد
حذرا يشرئب من غيلة القانص / يَرعاه مشرفا كالسيد
يسلك الغور منجدا فاذا / غور يعدو محقوقفا في النجود
واذا كاده العدو اغتيالا / نشق الريح من مكان بعيد
لم يرد موردا من الماء الا / آخر الليل خيفة البارود
فاذا ما تغورت انجم الليل / نحا الماء ممنعا في الورود
حبذا ذلك الغزال المفدى / من غزال ما مثله في الوجود
ناعم الخد والاديم نحيل الخصر / ضخم الصلا صقيل الجيد
شاق قَلبي وليته كان يرعى / من سويداه مثل حب الحصيد
يا عشيق الملوك اذ كل ملك / بات منه بليلة المعمود
لم يزل في طلابه ساهر الليل / وحيدا وكان جم العديد
فاذا ما اِنثَنى وصفت له الخيل / رأَيت المَليك بين الجنود
حالف الكلب في هواه وعاف / الصحب وانثال هائما في البيد
فهو طاوى الحشى ضئيل من / الجوع وصاد شرابه من صديد
يتحراه في الظهيرة لا يعرف / ما الموت مستظلا بعود
ايُّها الشادن الَّذي ظل يأوى / لحمى كل اريحي مجيد
هو من جملة الوحوش ولكن / انست نفسه بعفراء خود
ذات عز وسؤدد فاذا ما / حددوها جلت عن التَحديد
ظل يأوى لدارها فهو منها / ابدا لم يزل بعيش رَغيد
أي دار على المكارم شيدت / وكذا اربع الكرام الصيد
فهو طورا في ساحة الدار يختال / وَطورا من فوق قصر مشيد
انست نفسه بها فهو يعطو / عندها في مخصر املود
يتحرى القصور قصرا فقصرا / ليس شيء عليه بالمرصود
لا طفته ابنة النبي فامسى / وهو في حجرها مثال الوَليد
والى جنبها يروح ويغدو / لم ترعه بجفوة وصدود
تتحراه بكرة وعشيا / غير مأمورة بريف وجود
فهو منها في منعة وامان / لم يخف كيد مارق وعنيد
فاذا سامه القَريب هوانا / نال منها القَريب ذل البَعيد
مستطيلا على بنيها مدلا / فالموالي لديه مثل العَبيد
لهف نفسي عليه حين رآها / تسبل الدمع فوق صحن الخدود
ضاق ذرعا مِمّا رآه فاهوى / لاطما في يديه وجه الصَعيد
فَقَضى نحبه الغداة شهيدا / مستضاما على الحسين الشَهيد
ايُّها الظَبي لا رأَيت هوانا / بعد ذا اليوم يانقي العود
انتَ لا شك من سلالة ظَبي / فضله قط ليس بالمجحود
قد عرفنا به ضريح علي / وَهدينا به الى الملحود
اوحشت يوم فقده الدار حزنا / حر قَلبي عليه من مفقود
ساورته عين الحسود فاردته / صريعا عمى لعين الحسود
لست ارضى سوى الجوانح قبرا / لك يا خير من ثوى في اللحود
وَلَقَد عز ان تقطع ايديك / جهارا من بعد حز الوَريد
سلخوا جلده فما ظل قوم / حَرموا في القديم طعم الجلود
اكلوا لحمه وكان شواء / لاعدت آكليه ذات الوقود
كسروا عظمه ألا ان قوما / كسروه قلوبهم من حديد
قطعوا صلبه الا ان قوما / قطعوه اقسى من الجلمود
فلقوا رأسه فبعدا لقوم / فلقوا ام رأسه بعمود
ضيعوا عهده وقد حفظته / حرة من بَني الاماجد صيد
حفظت عهده وان كثيرا / من رجال تنسى قديم العهود
لم تزل تدريه حيا وميتا / شيمة ليس بعدها من مَزيد
عكس الامر للجميل نساء / وَرجال لقصمة وَثَريد
من بشيري بقرية انشاها
من بشيري بقرية انشاها / من بَني جعفر عميد علاها
محسن الفعل من عليه المعالي / ابدا لم يزل يرف لواها
شاد بنيانها بجنب المصلى / لاعداها الحيا وروى ثراها
من محاريب مسجد لست اعني / بالمصلى وما قصدت سواها
مسجد المرتضى علي وكم ذا / عفر الانبياء فيه الجباها
بيت نوح بل منه طوفان نوح / غمر الارض فاِستَحالَت مياها
وَخَليل الرحمان ما زال فيه / بسأل اللَه مخلصا اواها
وَبه للنبي اسمى مقام / لِلَّذي في السماء قام اتجاها
وَلزين العباد فيه مصلى / يفخر البيت لوبه اداها
وَحواليه مسجد لسهيل / وَسهيل من الورى اتقاها
مسجد طالَما به سأل اللَه / رجال فيه اِستَجاب دعاها
وَبحصباه كم اقام ولي اللَه / ذا خشية يناجي الألاها
هُوَ ذاكَ السر الَّذي دق معنى / والامام المهدي من آل طاها
يا لَها قرية على اليمن شيدت / هي بين البلاد ام قراها
وَبها حف للجنان ابتهاجا / طائف عن يمينها ووراها
شمخت عزة بها الفرس لما / كان رهط الفساد يغشى حماها
وَبشرقيها مقام ابن متى / نبذته حوت القضا في عراها
وَقعت بين كربلا والغربيين / فما كان موقعا احلاها
هي للزائرين من ذا وهَذا / موئل عند قصدها مولاها
شادها من بني العلى اوفاها / ذمة وهو عصمة ازكاها
جعفري او لا فقل علوي / اذ غدا من محمد ادناها
ظل يَروي عن آله المجد لما / ان عدمنا كمثلهم اشباها
واصح الحَديث ما عنعنته / فروته الابناء عن آباها
باه بدر الدجى به وَقَليل / فهو من اسرة بها الدين باهى
لست انسى مواقف العز منه / ان قَلبي يَرتاح في ذكراها
صال كالليث عن علاه يحامي / وكذاك الاسود تحمي حماها
ليس يلوي اعنة العزم عنها / او على رأسه يرف لواها
من معم يقفو مآثر عمم / لَقبت اللَه ذاته بهداها
مخول والرضا لعمر المَعالي / خير خال زهت به وجنتاها
راض بالنسك نفسه فهي لا / تغضب الا والهمت تقواها
يغمز القوم منه عود اصليبا / دق خيشومها وشك كلاها
ثُمَّ جاءَت اليه تسأله البقيا / على انفس عدمت بقاها
يا ابن موسى ما انت والقوم الا / كنت لما تفرعنت موساها
زعمت تستَميل طبعك بالمال / فكنت الغَني عن دنياها
فتنصلت لِلَّتي هي ابقى / لك ذكرا ففرت في عقباها
وَكذاك الاباء يعهد للأَسد / وهل تترك الاسود اباها
خلق وَالنفوس ليست سواء / رب نفس تعنو لنيل مناها
فاعتبر نفس جعفر اتراها / تَنثَني عن رشادها حاشاها
أي نفس تطوى على زهد سلمان / وقد كان زادها تقواها
فاذا ما نوى وهم بامر / سابق الفعل نية قد نواها
لم يزل بالصلاح يهتف والاصلاح / لِلَّه طاعة لا سواها
داعيا للقريض غير مجيد / دعوة طاب عود من لباها
فانبرى مذودي يقول / ارتجالا هذه ذمة علي وفاها
يا بَني عمي اقبلوها فتاة / وهبتكم بحسنها حسناها
ما ونت عن ملالة بل توارت / عن حياء فقصرت في خطاها
خولوها من القبول صداقا / فيه نالَت من المنى اقصاها
بنت فكر لم تبرح الخدر الا / قيل ظمياء تزدَهي بحلاها
وَعلى جيدها الثنا لاح عقدا / من لآل تشع فوق طلاها
سلسلتها قريحتي فهي فيكم / مدحة واصلت عراها عراها
وَسلمتم وللعلى لحظات / تدريكم منها بعين رضاها
وأجرد ناحل الكشحين طاو
وأجرد ناحل الكشحين طاو / من العسلان في متن الطَّريق
تألب يشمعل وملؤ فيه / كهداب الدمقس لعاب ريق
فرن بفوده سيفي فاهوى / كما انعطف الشَقيق على الشَقيق
رأَيت في البُستان نيلوفرا
رأَيت في البُستان نيلوفرا / فقلت ما بالك وسط البرك
فَقالَ لي غرقت في ادمعي / فَصادَني ظبي الفلا بالشرك
فقلت ما بال اصفرار بدا / فيك وما هَذا الَّذي غيرك
فَقالَ لي الوان اهل الهوى / صفر ولو ذقت الهوى صفرك
كأَنَّما هو ملك الزنج قام على
كأَنَّما هو ملك الزنج قام على / دست من الورد أو في روضة جلسا
يا من أسر الفواد حتىّ ملكا
يا من أسر الفواد حتىّ ملكا / حاشاك وأن يخيب من أملكا
يا مرسل شعره الَّذي ضللني / آمنت بربك الَّذي أرسلكا
جلل في محرم إِذا أطلا
جلل في محرم إِذا أطلا / هل درى ما اِستَباح أو ما استحلا
كمدي منه مستهل جديد / ابدا ثوب حزنه ليس يبلى
قل لمن هب لائما ليسَ يَدري / سبق السيف ويك لوما وعذلا
رجت الارض ما اصمك سمعا / شد ما صر طارق مصمئلا
واقشعرت دعائم البيت لما / ان هوى ذلك الصَفيح المعلى
يا هلالا لم تجله العين الا / طلها وابل من الدمع طلا
سيم بالذل منك كل عزيز / يوم عاد الأَعز فيك الأَذلا
هتكت حرمة الهدى بك هلا / ذمة للهدى رعيت والا
غالك الخسف من ضئيل مشوم / قد تعاليت في السماء محلا
كانَ اولى بك الحضيض ولو كنت / به عاد صاغرا بك ذلا
لك كالصل نفثة بيد اني / ما توسمت في وجارك رملا
ولان كنت في بياضك كالايم / فها عدت في الأَساود فحلا
يا ترى البين قد اعدك قوما / فهو يرمي حشى الهوى منك نبلا
ام تحراك خنجرا فهو يفري / من وريديه إِذ اعدك نصلا
فلك السوء طالعا من هلال / عابث في الاسلام طردا وشلا
لك ما بين كربلا والنواويس / الى ارض بابل أي جلى
يوم اودت آل النبي وعجت / بينها الزَهراء تندب ثكلى
اين منها ذاكَ الحَبيب المفدى / وَالسراج الَّذي به الهم يجلى
قشع البين منه غيثا ركاما / بل طَوى من اظله العرش ظلا
ايُّها المستشيط لِلَّه غيضا / بدم قبله دم الوحي طلا
شاقك الموت راغبا عن حياة / اسوة بالاولى تمنوه قتلا
برئت ذمة الوفا من خَليل / لك يَسلو شمائلا ليس تسلى
لا ارى البدر ما حييت بعيني / ساءَني ان ارى لك اللَه مثلا
رب امر حملت وهو عَظيم / قمت خفا به وقد كان ثقلا
ولاقصى المدى افضت فهَل / كنت طمرا اوبازلا مشمعلا
واليك الامور حيث تَناهَت / فزت بالمفخرين عقدا وحلا
انت اشهى من النَعيم لعيني / ومن الزَنجيل طعمك احلى
فَبرغمي احثوا عليك ثرى القَبر / بكفي وليتها قبل شلا
يا رَبيع العفاة امحلت الارض / فهل انت تخصب اليوم محلا
اين غيث الندى وان هو الا / عارض مر موهنا فاِستقلا
اين غوت الصَريخ لم يلف الا / صخرة ان عندها ثم ولى
يا امان المخوف ها هو امسى / مرهق القَلب خيفة اين حلا
يا فداك الاسير تطلق من رجليه / قيدا وعن تراقيه غلا
بعدك المجد يا طَليق المحيا / اوثقت رجله يد البين عقلا
يا امام الهدى وغير كَثير / بك لَو قلت جانب الدين ثلا
شرع في مصابك الناس من اهديت / منها ومن عداك فضلا
وَلكل في الفضل منك نصيب / مكثرا مرة وطورا مقلا
زادك اسم علا فان قيل / بحرعب علما او جعفر فاض فضلا
اصدق الناس قائلا واذ هم / بامر فاكيس الناس فعلا
حازم في الامور تجربة الشيخ / وان صارع المنية كهلا
رب نذر اوفى به وهو وعد / وَكَثير من ينجز الوعد مطلا
من كرام تنال منها العطايا / فَاليها او لا تشدن رحلا
حبهم فرض طاعة وهو دين / فاتل قل لا ودن بما بعد الا
يا قَرين الكتاب في ضمن اهليه / مضامين آية حين تتلى
تلك ام الكتاب بعدك عجت / كالَّتي شيعت الى القبر نجلا
اين محبي الدجى اذا عسعس الليل / قياما لِلَّه عند المصلى
يا غَليلي لناظر الدين اغفى / بك لا يوهم القضاء المطلا
واذا الخطب قائم نصب عينيه / فاردى انسانها وتولى
غاله بغتة بقاصمة الظهر / اذ انقض بازيها ثم جلى
فهو لَولا بقية اللَه في الارض / وسر الوجود بعدا وقبلا
لقضى نحبه ولكن تلافاه / بنور منه دنا فتدلى
ذاك من نوه الحجى فيه طفلا / وعليه تلوى الخناصر كهلا
لقبوه بصالح وهو جزء / من معان لهن قد كان كلا
قد اضاءَت فيحاء بابل منه / بسني به دجى الهم يجلى
اصبح الدين فيه غض المبادي / حين هبت طلائع النصر عجلى
يهنها اليوم منه فيصل حكم / تملأ الارض منه قسطا وعدلا
وَبمثل الحسين قد يتعزى / موجع لست قائلا يتسلى
واذا ما محمد كان ردءاً / فالتَسلي اولى به ثم اولى
لا سَقى اللَه للمحرم عهدا / حين يسقي اهلة العام جملا
فَلياليه كم حملن شجونا / وكأن كل ليلة منه حبلى
سل بمن سالم النوائب حتىّ / قطعت فرعه وقد كان اصلا
أنت أيوب حين صابرت أمرا / رجت الأرض منه حزنا وسهلا
أم امام العصر الَّذي قد وعدنا / قل من يحتذي مثالك قلا
أين سبط النَبي اصبح وترا / رزؤه في السما وفي الأرض جلا
فَبارزائه تهون الرَزايا / وعلى مثله يناح والا
جاءَتك صارخة سيارة الإبل
جاءَتك صارخة سيارة الإبل / تعج بالويل في حل ومرتحل
خوص العيون كريه الشكل هيكلها / شوها وبوها لها من اينق بزل
فاءَت وَهَل علمت ماذا تفئى به / اعلام سود قد ابيضت بها مقلي
فَلا حباء لها من نيل عارفة / ولا سرورا بها من لغب هزل
وَسميها غير مشكور وان وجفت / بالمقفلين لبيت اللَه آل علي
هبها وقد بلغت اقصى المنى بهم / فهيَ الَّتي قطعت من بينهم املي
عهد علي لو ان العيس تنصفني / ادميت اخفافها باللثم والقبل
وصرت استاف ما نالته من رهج / وَالمسك يغضب ان اعتاض في بدل
وَلَو بلغت بها قصدي شكرت يدا / للعيس ما ان ترامَت ارجل الابل
وَبلغة في ظهور العيس ارقها / تخالني نلتها قربا ولم انل
ما كانَ اقربها مني وابعدها / عمن يحوم حواليها فلم يصل
وَمدلج في سواد الليل يوهمه / عين المَليحة ذات الاعين النجل
طماعة بالليالي البيض حول منى / ارق من نغمات البيض في الغزل
الية بالَّذي قاساه من نصب / جسم الح عليه البين بالعلل
ما حج اذ حج نحو البيت عن سعة / انى وقد عال بالانثى وبالرجل
لكنه ازمع الترحال نافلة / نافَت على الفرض من اشفاق منتفل
فَلَيسَ للحزم فعل غير عزمته / ناءَت بذي همة ارسى من الجبل
تزجى به الحرف وسط القفر متهمة / بمنجد يفتدى في جملة القفل
كأَنَّها السيل اذ تجري لغايتها / تسللا او كصل الرمل في الرمل
لم يثنه العذل عن تصميم عزمته / كانما صمتا اذناه عن عذل
يا هل ترى شاقه عهد يجدده / مع الميامين من اسلافه الاول
فجشم العيس في الأَهلين مقفلة / تواصل السير في الأَبكار والأَصل
كأَنَّهم فيالسرى نبل الى غرض / يرمي به عن قسى الأَينق الذلل
فرحب البيت لما حل ساحته / اوضاق رحبا بذاك العارض الهطل
وَبات في حجر اسماعيل تحسبه / داود ثوب في المحراب عن زجل
وَبالَّذي فاضَ من عينيه من علق / احيا الذبيح ولكن ما دم المقل
حتىّ اذا شاقه الأَدنى له رحما / وآذنت جمرات الشوق في شعل
جلى فآنس نور اللَه ملتمما / من ارض طيبة مثوى سيد الرسل
لكان اضوأ من نار على علم / تذكى لمن ضل ادلاجا عن السبل
فبث ما بثت من هم يساط به / صميم قلب بذاك البث مشتعل
فهونت محنة الزهراء محنته / مقسومة الفيء والأَنفال في السفل
النابذين كتاب اللَه خلفهم / وَتاركي النص تصديقا بمفتعل
وهب مطلبا للوتر منصلتا / كالسيف عري متناه عن الخلل
فقيل مهدي اهل البيت قد نهضت / به الحمية غير النكس والوكل
وقد تبوأ صدر الدست مطرقة / له الجحاجح اذ عانا بلا جدل
عن زهد عيسى وعلم الخضر مبتدلا / شبليه فاِعتاض عن علم وعن عمل
سلالة الحسن الزاكي واكرم من / سعى الى اللَه من حاف ومنتعل
من يثرب جاءَت البشرى بمقدمه / لسهل لينة ممتدا الى الجبل
فَيا لها فرحة ما كانَ اطولها / لَو لم تطأها وشيكا فدحة الأَجل
بلى اتى فيه امر اللَه تحمله / حمولة ذرفت من دارة الحمل
فَيا عرى الدين والأَيمان فاِنقصلى / ويامآتمها للحشر فاتصلي
وَيا معالم دين اللَه فانطمسي / اودى المنار ودك الطور من وهل
وانت يا هاشم البطحاء فانهشمي / فقد منيت بفقد الفارس البطل
وَلتنقص الأَرض من اطرافها جزعا / فَقَد تفاقم وقع الحادث الجلل
وَيا شموس المَعالي ان حددت اسى / بمثل حلته السوداء فاِشتملي
جاءَت باقمارها تنعاه كاسفة / وكم علي اتى ينعى العلى لعلي
يَنعاه شبلاه لذاك الليث تصرعه / يد الردى يا رماها اللَه بالشلل
نَعى الندى بحره الطامي وجعفره / فجف عود الرجا من روضة الأَمل
ساروا بتابوت طالوت فسار به / ذاكَ النمير على هون بلا عجل
قالوا ونى سيره نهرا فقلت بلى / سليله جعفر يمشي على مهل
رفقا بوالده مِمّا تحمله / من كلفة السير محمولا على جمل
لكاد يغدو الفرات العذب منقلبا / ملحا اجاجا فوا للعل والنهل
لولا تجلى الَّذين اعتضت في نظر / اليهما عن جلاء العين في الكحل
العيلمين فلا يَدري لا يهما / تلقى المقاليد في علم وفي عمل
والواهبين اذا ما ديمة بخلت / فَلَيسَ يدرك ما بالعام من بخل
وَالفائقين فلا عيب يرى بهما / لَولا عطاء يسوم المزن بالخجل
وَبيد ان ابا الهادي مناقبه / قد زين جيد العلى فيها عن العطل
كانما القول فيه عالم علم / ضرب الزجاج لنور اللَه في المثل
وانما هو قول الحق تحسبه / عيسى وقول النصارى فيه لا تقل
مقدس السر ما زلت له قدم / كانه كان معصوماً عن الزلل
وَبالحسين اذا امعنت من نظر / وَجدت سر المَعالي فيه وهو جلي
فالفضل يعرف في اثناء منطقه / فسله ما شئت اولا عنه لا تسل
يَحتال كيفَ يطيع اللَه لو هدأت / عيناه مجتهدا في الطف الحيل
كيلا تمر به حال ولا سنة / الا بقلب بذكر اللَه مشتغل
وان مرتضعا البان منجبة / صلصالة نتجت من فاطم وعلي
اولى به ان يرينا من شمائله / محمدا في تفاصيل وفي جمل
اكر به اسما فيما اصغت له اذني / الا تمززت في احلى من العسل
ولم يصن بذلة الراجي بعارفة / الا واردفها بالعارض الهطل
والارض لا ينبت الوسمي تربتها / ما لم يطسها كافواه المزاد ولي
فالبَحران قيل فهو اسم لنائله / لذاك تكفيك منه مصة الوشل
ورب يوم له والجو معتكر / بالنقع من هبوات الحادث الجلل
لكان كالقطب لا تثنيه عاصفة / ولَم يزغ عَن مراسيه ولم يمل
صبرا جميلا بَني الذكر الجَميل فما / بالفضل نقص ولا بالعزم من قلل
وَلا غضاضة لو اغضى ابن بجدتها / ما بالقضاء ولا الاحكام من خلل
بمن صات ناعيك هلا درى
بمن صات ناعيك هلا درى / بفرق العلى وبفيه الثرى
اصات بنعيك لا بل اشاط / بنفسي فَسالَت دما احمرا
نعى بك ناعيك نجما اضا / ء وبرقا تألق زندا ورى
نعى بك ناعيك غيثا همى / وَبحبها تدفق سيلا جرى
نعى للوَرى بك نفس الحياة / وهل انت الا حياة الوَرى
نعى بك ناعيك زاد المقل / فكان المقل وان اكثرا
نعى بك ناعيك ضوء الصباح / فَصلى عليك وما كبرا
واذن بالعير ذاك النعي / فعاد النَفير اجب القرا
نعى بك ناعيك جون السحاب / فصك انعقادا وما امطرا
اهل مني الناس بالاشهبين / فما ان تغاث ولن تعصرا
لصك برزئك كف المصاب / جبين الهدى فكبا للثرى
ورزؤك مِمّا يشيب الرؤس / فَلَو كانَ في صخرة اثرا
وَحطك ام حط من هاشم / وَبطحائها العز وَالمفخرا
وَسير نحوي جيش الهموم / فاورد امرا وما اصدرا
وَبهجني قبل فيك البَشير / فاورق عودي وما اثمرا
واودت به لفحات السموم / فعاد هشيما كما قد ترى
فَما بال حظي ذاك المشوم / فبينا يرى مقبلا ادبرا
لَقَد غسلوك بماء السماء / وَقَد كنت من مائه اطهرا
وقد عقدوا من عليك الردا / فحل الحبى منك سامى الذرى
وانت ومن انت انت الَّذي / تزمل بالحمد وادثرا
وقد مهدوا لك وجه الحضيض به / انف المجد ان تقبرا
فقبرك اما سواد العيون / واما سويدا الحشى لا الثرى
وما انكر الموت اني اخاف / عليه نكيرا ولا منكرا
ولكنه حسنات الزَمان / يغطي بها فعله المنكرا
ابى او يبوء بذاك الشَنيع / فاعيت مساويه ان تسترا
وهب انه مساء وهو المسيء / ولا يعرف السوء مستنكرا
فان بحسبي هَذا الاغر / فَتى يملأ الدست والمنبرا
سَرى عجلا لهما صالح / وَناقته الجود اتى سرى
لعمر العلى لهو ذاك الَّذي / يريك وعمرو العلى جعفرا
فما ذكر المجد الا اراك / تجملة افعاله المصدرا
انامله قل بها عشرة / سحائب لا سبعة ابحرا
وَللبحر جزر اذا قيل مد / وَحاشا اياديه ان تجزرا
اذا مر قلت نسيم الصباح / ذلاذله تحمل العنبرا
وَمَهما تكلم وهو البَليغ / وابلغ منه جَميع القرى
فمن نثره فالتقط لؤلؤا / ومن نظمه الدر والجوهرا
لَقَد حدثتَني بنات الخَيال / حديثا وما كان بالمفترى
اليه وشيكا تصير الامور / فمن شاء قدم او اخرا
فجهلا قانص المكرمات / امامك لا ترجع القهقري
فما الدر الا باصدافه / وَما الصيد الا بجوف الفرا
هتفت بشاوية الاضالع
هتفت بشاوية الاضالع / وَفوادح الرزء اللواذع
ومن الرزية اعولت / بين الاباطح والاجارع
وتبث من لأوائها / فوق المآذن والصوامع
حتىّ اِستفزت صيدها / ملء المشارع والشوارع
تنعى عزيز المصر اضحى / خده للترب ضارع
تنعى السحاب الجون تطويه / الاعاصر بالزعازع
تنعى لشمل المكرمات / وهل لذاك الشمل جامع
تنعى الأئمة للمنابر / وَالجماعة للجوامع
تنعى المدارس اصبحت / قفرى المعاهد والمرابع
تنعى الأولى من جعفر / وضحت بهم سنن الشرايع
اعلام شرعة جعفر / وَالكل مستن وشارع
تنعى مذاهب جعفر / عادَت معالمها بلاقع
تنعى مصابح اطفئت / لأفول اقمار طوالع
تنعى عصى موسى اذا / القى المخيل والمصانع
تنعى مآثره الحسان / وَبيض ايديه النواصع
تنعى عليا ذا العلى / كشاف معضلة الوقائع
تنعى الزَكي المجتَبي / حسنا تريب الخد سافع
تنعى الجواد محمد بن علي / مأمل كل طامع
تنعى الفَتى المهدي من / ملات مناقبه المسامع
وَفَجيعة الدهر الَّتي / عظمت فهونت الفجائع
للشرع تنعى جعفرا / عذب المناهل والمشارع
تنعى ابا حسن فلا / تنفك مسبلة المدامع
تنعاه ام تنعى الفقاهة / ما لتاجرها بضايع
تنعى الرضا لبني ابيه / قضى غريب الدار شاسع
واسى الامام سميه / فغدا له في الحكم تابع
تنعى اشعة كوكب / في هالة العلياء ساطع
وامين شرع محمد / وَلنعم محتفظ الودايع
تنعى ابن موسى ذي اليد / البيضاء والكلم الجوامع
تنعى بروق سحابة / وَالسحب اغزرها اللوامع
تنعى ضروع غمامة / ما حرمت منها المراضع
تنعى المجلي في السباق / اذ الكميت الطرف ضالع
تنعى صنايع ربها / وَالناس بعد لها صنايع
تنعى لركن هده / من هادم اللذات قارع
تنعى لكبش نطاحها / ارداه مشبوح الاصابع
تنعى طلايع عزها / كمنت بهابطة الأَجارع
فغدا الكمين طليعة / من بعد هاتيك الطلايع
تنعى ابا موسى لموسى / حين اعوز منه طالع
من خاطب بكر العلى / من كل قاصية وشاسع
ومملك من نيلها / اقصى الاماني والمطامع
فيه التسلي للقلوب / اذا امضتها الفجايع
وَبمحسن نعم الأَسى / في المزعجات من الوقايع
طلاع كل ثنية / طلاب غايتها المسارع
هو منجب الابوين / ذو حسب كضوء الصبح ناصع
وَعَميد ارباب الكمال / وليس ثمة من ينازع
أَرثيه منصدعا فيا / لك فادحا للطود صادع
مِمّا عرا من نكبة / نزعت من الكف الأَصابع
وَلمثله نعم التسلي / بالحَبيب الى الطبايع
الآمر الناهي بنا / والكل ممتثل وسامع
هو ذاك منتجع الندى / وعَميم اسباب المنافع
وَبكل رزق قانع / زهدا ورب الزهد قانع
متبتل في الليل اما / ساجد اولا فراكع
وَعَزيز علم زانه / عمل به للرجس قامع
نعم المفيد ذخيرة / وَلنعم مختصر وَنافع
ما انفك يلتمس الفتاوي / عن ادلتها القواطع
وَلسوف يصدع بالهدى / وكفى به بالحق صادع
وَيُقيم ما قد زاغ من / عمد الهداية خير رافع
وَسَقى الحيا جدث الرضا / وَمضاجيعه لدى المضاجع
فدحتك من إحدى الكبائر
فدحتك من إحدى الكبائر / بمقلة عدد الأكابر
سوداء لا يجلو الشهاب / سرارها إن جن عاكر
ومروعة تبكي ومن / نفثاتها كالنار ثائر
وَلَها لهول مصابها / روح تردد في الحناجر
والى المقابر تَنثَني / فتثير افنية المقابر
وَتصك حهتها اسى / بصفيح ارسمها الدواثر
يفري المرائر شجوها / والشجو ما يفري المرائر
وَلَها سوافح عبرة / كالجمر من فوق المحاجر
وَالدَمع يصليه الجوى / فيسوس منه الخد فائر
تنعى ابن موسى لا الكَليم / بل ابن جعفر وَالمفاخر
فلتلق من تيجانها / صيد القياصر والاكاسر
أَمنيع ضيم الجار كيف / عليك صرف الدهر جائر
أَضياء عين المجد بعدك / طرفه اقذاه عائر
فاذا بكاك فانما / انسلها تبكي النواظر
واما وعز علاك اذ كانت / تذل له الجبابر
لو كانَ غير اللَه ما / اضرعت خدك طوع آمر
لكنما حتم القضا / او حان ترحال المسافر
رَعيا لشبهك ياسما / لمعت كانعمه الزواهر
وحكاه بدرك طالعا / والشيء يذكر بالنظائر
سقيا لحفظ عهوده / هيهات يسلوهن ذاكر
تنسى بواكره النفائس / ام نفائسه البواكر
وعذرت ثمة من كبا / واقلت عثرة كل عاثر
اني لمستام الحبصى / من سوم هاتيك الجواهر
عذرا بني العز الكرام / لها فاني اليوم عاذر
وَعسى لسر احجمت / وَاللَه اعلم بالسرائر
فاسلم ابا المهدي / ممتثل النواهي والاوامر
وانهض لعز الدين / منتصرا بربك خير ناصر
كالليث دمدم كاسرا / وَيقل عنك الليث كاسر
انت ابن بجدتها وانت / سراج مشكاة المفاخر
انتَ المقيم عمادها / وَلكل كسر انت جابر
انت الشفاء لدائها / ولكل جرح انت سابر
اعميد اهليه الاكابر / صبرا ولست اقول كابر
فالى الحَبيب اشاره الاحياء / اذ تلوى الخناصر
وَبه المدارس نالَت البشرى / واعواد المنابر
يهنى العماد اقامها / جم المناقب والمآثر
كالبحر الا انه / عذب الموارد والمصادر
واذا تعرض مشكل / يرتد عنه الطرف حاسر
فاكشف بضوء الفرقدين / سراره ان جن عاكر
وانظر اليه بذينك العينين / تنكشف السرائر
فابنا علي والزكي / اليهما قصد النواظر
واذا ندبت بني الرضا / للفخر حين زها المفاخر
القى العصى موسى فابطل / بالحَقيقة كل ساحر
وَسَما علي طائرا / بالفخر بورك منه طائر
بهما لعمر ابي الحسين / غدا الحسين قرير ناظر
من تلق منهم تلقه / ملأ المسامع والمناظر
من باهر للعقل / قل لمثله لو قيل باهر
يا تربة الرمم الَّتي / ضمنت من الغيب الضمائر
ما انت الا المسك / لَولا نسبة لدم اليعافر
ولانت ازكى تربة / طهرت باعظمها الزواهر
فَعَلى الاوائل منهم / اسنى التحيَّة والاواخر
ما هب معتل النَسيم / وَهاجَ فقد الالف طائر
خَيرالبَريَّة هاشم من سامها
خَيرالبَريَّة هاشم من سامها / ظمأ وزمل بالدماء همامها
من فل صارمها ولف لواءها / من دق كاهلها وجب سنامها
من صك جبهتها برغم انوفها / ولوى معاصمها وهد عصامها
من حاز حوزتها وجاس خلالها / وطوى مضاربها ولف خيامها
من ذا اراق على الصعيد دماءها / ومن استحل من الدماء حرامها
من هز ارجاء البسيطة نجدها / وَعراقها وحجازها وشئآمها
من زلزل السبع الطباق باهلها / فرقا ودك من الجبال شمامها
يا للرجال لها وتلك ملمة / ما كانَ اصدع للحشى المامها
وي لابنة الرعد المشومة مالها / كالايم تقذف بالشواظ سمامها
هدت قوى المجد الاثيل واججت / في مهجة الشرف الرَفيع ضرامها
تلك الفواطم من بنات محمد / باليتم من ذا راعها من ضامها
من اثكل الزهراء في ابنائها / حنقا ومن هو كافل ايتامها
قتل الرضا ظلما فهد من العلى / والمكرمات عمادها ودعامها
كسفت له شمس النهار فعاذر / لو اسدلت عمر الزَمان ظلامها
اللَه اكبر يا لها من ضربة / حمل ابن ملجم قبله آثامها
لمن النعي بساعة في مثلها / فقدت جميع المسلمين امامها
يا ذمة خفرت وحرمة خازن / هتكت ولم ترع العلوج ذمامها
هذي القطيعة من طغام واصلت / في قتل آل محمد ارحامها
لا يشمت القوم اللئام بما جنت / ان العذاب وراءها وامامها
وارى الشهادة ليس يدرك شأوها / وَبمثلها اختص الاله كرامها
لا غرو ان واسى بها اسلافه / في الغاضرية شيخها وغلامها
ماذا يَقول الظالمون لاحمد / يوم القيامة ان اطال خصامها
هتكوا به حرم الوصي وزلزلوا / حرم النبي ومكة فمقامها
يا ليت شعري ما تَروم بكيدها / واللَه يأَبى ان تنال مرامها
إِطفاء نور اللَه كلا انها / انوار علام قضى اتمامها
أَو ما درت ان الجواد بن الرضا / في كل معضلة يقوم مقامها
من اسرة طابَت منابت غرسها / وَاللَه طهر بدءها وختامها
فاحَت خلائقها فخلت خميلة / ريح النبوة فتقت اكمامها
اللَه يا للمسلمين لنكبة / طحنت جناجن هاشم وعظامها
فالمسلمون يد على من سامها / وَاللَه ليس بناقض ابرامها
وَسَقى الرضا والعفو ما ضمن الرضا / تربة عزت على من رامها
سل بنجوم الدين آل هاشم
سل بنجوم الدين آل هاشم / ما بالها دارسة المعالم
وسل بني العز الرَفيع مالها / يلاث منها الضيم بالعمائم
هَل فقدت فخارها وَلا ارى / شهما به تفخر غير هاشم
فلترجف السبع الطباق جزعا / ولتملأ الآفاق بالمآتم
وَلتبكه العين ولا عذر لها / ان ساجلتها ديم الغمائم
فالسحب تبكي لطلول درست / وهذه تَبكي عَلى المكارم
فَيا لعين شرقت جفونها / بمدمع جار عليه ساجم
وربما فاضت على ضريحه / شؤون منثور الدموع ناظم
سل بنجوم الافق هلا اِنتثرت / بين نطاف الادمع السواجم
حيث الحمى وحيث سكان الحمى / تندب بين قاعد وقائم
فهذه العرب الى امثالها / تنعاه والعجم الى الاعاجم
ويح صروف الدهر ماذا اِنتَهَكَت / اكفها للدين من محارم
يا دهر أي نبلة مراشة / قد فوقتها منك كف غاشم
جهلت لا تعلم من اودى بها / شتآن بين جاهل وعالم
هاهى بالهادي الامين طوحت / وفي علي نزلت وفاطم
فاِستشعر النفاد او فاقرع لها / يا دهر طول العمر سن نادم
يا رب جلى دك منها شاهق / لا يرتَفي اليه بالسلالم
فلا السَليم بعدها بسالم / ولا العصام بعدها بعاصم
فهل يَسوغ مشرب لشارب / وهل يَروق مطعم لطاعم
له العفا من زمن كَما تَرى / مفتتح برزئه وخاتم
وَهَكَذا الاقدار حيثما جرت / تجري ولا تصغي للوم لائم
سل هاشما وابن منها طودها / هال به الرزء على العوالم
أحسين قد أذكيت حر غليلي
أحسين قد أذكيت حر غليلي / ونكبت للاشراف خير قبيل
لِلَّه رزء جل وقع مصابه / وبه جميل الصبر غير جَميل
أَحُسين رزؤك لا يَنوء بثقله / الا رسول او وصي رسول
من قبل قد اشجى البتول وبعدها / لم يشج غير سليلة لبتول
ابيوم تروية الظماء تسومني / قبسا به الهبت حر غليلي
يا أَيُّها الناعي لوقع ملمة / طرقتك من ارزائها بمهول
هَل للحسين نعيت سبط محمد / ام انت تنعى مسلم بن عقيل
اميمم الترحال قبل اوانه / مهلا فما لبثت غير قَليل
فيم الترحل والشَبيبة غضة / فاسلم بخد كالحسام صقيل
آليت ان لا ترعوى لشكايتي / حتىّ رحلت ولات حين رحيل
فبللت اكمامي والهبت الحشى / اسفا على ذاك اللمى المعسول
وجمعتها ظلما لِقَلبي ابتَغي / ريا باطراف الردا المبلول
اقرين بدر التم بعدك ليتما / هوت النجوم وآذنت بافول
لاشبت يا غض المعاطف والصبا / من سام غصنك يانعا بذبول
افبعد ما كملت صفاتك في العلى / وترشحت كفاك للتقبيل
عفت المعالي وانحدرت الى الثرى / كالليث حين ثوى بامنع غيل
او هل سئمت مفازَتي مبتوءاً / في جنة الفردوس خير مقيل
أَمجدد البرد القشيب لعيده / ولعرسه قد زف بالتَهليل
واما وبشرك ان ثوبك ملبسي / ثوبين ثوب اسى وثوب نحول
ارثيك ام ارثي لهون ابيك اذ / يغشى ضريحك في ردا محلول
حتىّ اضالعه المصاب ومال من / طود العلى بالعز والتَبجيل
ومقوس مازج من اوتاره / نبلا بلى قد زّج خير نَبيل
يرثيك لكن في لسان قريحتي / بشجون والهة ونوح ثكول
ابني لو تستام نفسك بالفدا / لوجدتني بالنفس غير بخيل
ولو انني خلدت بعدك لم اكن / في الدهر الا عابراً لسبيل
احبيب قَلبي قد قطعت نياطه / ووصلت دَمعي بالثرى المطلول
ومن الصفيح ضربت دوني حاجبا / ما للصَفيح وقَلبي المبتول
شل الردى بك ساعدي فاذا عدا / عاد رميت بساعد مشلول
أَضياء عيني قد ذهبت بنورها / فحسدت من يسعى بغير دَليل
أَمحيل اندية السرور مآتما / ومعوضا زجل الهنا بعويل
قد كنت اطمع لو سررت بك العلى / وزَففت خير سليلة لسليل
واليَوم قد غاب الرجاء وحلقت / عنقاء مغرب في رجاي وسولي
زفوك للبيت المهيل ترابه / هيلي جبال الصبر كل مهيل
وعليك قد نضحوا قراح فراتهم / سيلي دموع العين كل مسيل
والى سريرك عولوا باكفهم / وعليك كم للقوم من تعويل
وطووك معدوم المثال شمائلا / الا الخيال بعالم التمثيل
فَبمهجتي ذاك النَزيل بقومه / المانعين الضيم كل نزيل
علماء امة احمد وبهم اتى / كالانبيا من آل اسرائيل
تَروي اسانيد العلى عن جعفر / وعن النبي الطهر عن جبريل
قرءوا من الانجيل ما قد ابطلوا / دين المسيح به من الانجيل
وتلوا من التوراة ما قد أَثبَتوا / فيه الهدى بالنص وَالتأويل
وعلى كلا الفئتين قد ظهر الهدى / بادلة المعقول وَالمَنقول
فعليهم صلى المهيمن ماتلا / تال كتاب اللَه في تَرتيل
ياوقعة اذ اطل معضلها
ياوقعة اذ اطل معضلها / عَنها الرواسي يخف محملها
ان بحت فيها غصصت في شجن / وادمع ما برحت اهملها
وَسائل قد الح يسأل عن / غَريبة لا يكاد يعقلها
اغمضت عنها وكنت مطلعا / وحين يحفي السوال اجملها
لكن عيني وليتها جمدت / بنثرها او شكت تفصلها
يا حسرة في الفواد كامنة / ثَقيلة لا يكاد يحملها
يا صيحة في البلاد شاملة / ايسرها وجبة تزلزلها
يا ضيعة السائلين قد رجعت / بخيبة لا تجاب اسؤلها
يا ذلة المسلمين ان جمحت / عاقدة الذيل من بذللها
من للصعاب الشداد هائلة / الشكل ففيمن يحل مشكلها
من لليتَامى وانت كافلها / من للأَيامي وانت موئلها
من لحقوق عنيت انت بها / وهَل كَفيل سواك يكفلها
من ذا لكشف الغطا فيدرسه / ومن لآياته يرتلها
ومن لاحكامه اذا اِشتَبَهَت / وكنه اسراره يعللها
اولى به لو أَتتك صارخة / آياته اذ اصيب كلكلها
يا غاية السابقين اذ ختمت / كانما اليوم مات اولها
غر اياديك كيف اسبرها / وَلَيسَ عد الرمال يعدلها
اعاذلى اذ انوح معذرة / نصيحة منك لست اقبلها
ابعد هذي الارزاء تعذلني / برئت مِمّا يَقول عذلها
لا عاش قومي وانت مفتقد / عليك قسرا يقام محفلها
وكيف تَرجو البقاء موجعة / اصيب لما اصبت مقتلها
فسل بها ما يَقول قائلها / اني وقد سل فيك مقولها
يا حفرة ضاق عنه واسعها / حتىّ تجافى علاه جندلها
لا بارحتك الدموع جارية / يَفيض فيض السحاب مسبلها
يا ناهضا والعيون شاخصة / اليه مدت تشير انملها
مرآك ري القلوب صادية / وجعفر الفضل منك سلسلها
جعفر فضل وبحر مكرمة / يَقولها دائما ويفعلها
حسب الورى في هجير غلتها / من جعفر دوحة تظللها
انت لعمر العلى معولها / وانت في ضرها مؤملها
تراث اهليك انت وارثه / فانهض الى حكمة تؤثلها
صريح لفظ العلوم انت ومن / ناواك ان اطلقت مؤلها
عنعنة فليصح مسندها / عنك كضما صح لي مسلسلها
حملت اعباء كل مكرمة / اذ ليس حي سواك يحملها
فقمت بالامر غير مضطهد / اخف شيء عليك اثقلها
هَذا الهدى قد اتاك مبتدئا / بادمع في الخدود يهملها
هون عليك المصاب متشحا / بهمة في الامور تعجلها
ازرك فاشدده في ابي حسن / اصدقها قائلا وافعلها
قطب رحى الشرع سبط شارعها / اعلق فيها يدا واطولها
وشيعة شايعتك تابعة / تمسح كفيك بل تقبلها
فاحكم بها فالامام جعفرها / وجعفر في الخصام فيصلها
وامر فانت المطاع في فئة / ارحامها في علاك توصلها
هاهي اضحت عليك عاكفة / عليك دون الورى معولها
هاهي طوعا لديك قد برزت / ليوثها تَرتَمي واشبلها
وانت حقا منار حجتها / وَفيك قدما تحط ارحلها
من يجحد الشمس وهي طالعة / الا قذى في العيون يسملها
علامة والجَميع شاهدة / بانه في الجَميع اكملها
قد شمل العالمين نافلة / وان خير السحاب اشملها
صبرا بني جعفر وان نزلت / جائحة في القلوب منزلها
ما افسد الدهر سوف يصلحه / اصلحها صالح واعدلها
علاء عين الزَمان منظرة / بهيبة لم تزل تجللها
مبجل من رآه اكبره / وملأ عين الورى مبجلها
عرق فيه ابوه عارفة / غباوة من يقول اجلها
لا زالَ بدرا تشع طلعته / به اللَيالي يضيء اليلها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025