المجموع : 955
لَقَد هاجَ لَيلُ البين شجوي وَلا غَروا
لَقَد هاجَ لَيلُ البين شجوي وَلا غَروا / إذا هاجَ لَيلُ البين من مغرمٍ شجوا
مَتى أَيُّها الأثْل الَّذي ظلّ ساكِناً / تهبُّ الصَّبا إن الصبا وفدُ من أَهوى
إذا طلعت من خدرها الشمس في غد / أَطلت إليها من دجى لَيلَتي الشكوى
يَرى الناس ما بي من جوىً وَصبابةً / فَيَرجون لي السَلوى وأَنّى لي السَلوى
وَلا يَعلَم الصب المصارع للهَوى / أَيَقوى عليه أَم عَلَيه الهَوى يَقوى
ومن كان فيه غلّة من صبابة / فَقَد يَشرب الماء القراح وَلا يَروى
وددت لَو اَنَّ الحب يَقسم منصفاً / فَيسلبني عضواً وَيترك لي عضوا
نظرت إِلَيها وَهيَ بَيضاء تبهجُ
نظرت إِلَيها وَهيَ بَيضاء تبهجُ / بخدٍّ به ماء الصِّبا يَتموَّجُ
وفرع غُدافيّ يزين سواده / جبين وقاه اللَه كالحق أبلج
نظرت اليها وَهيَ تعطو كأَنَّها / غَزال بمخضلٍّ من الروض يمرج
عَلى صدرها نهدان قاما أَمامها / وَمن خلفها أَردافها تترجرج
وَتحسب ماسَ القرط نار حباحب / عَلى متلع من جيدها تَتَوَهَّج
ولا صبر حتى يمسك القرط رجفة / بآذانها أو قلبي المتهيج
وَقَد خرجت من دارها للبانة / فأَحسست منها أَن روحي تخرج
مشت وَمَشى قَلبي المُتَيم خلفها / يقبِّل آثار الخطى حيث تنهج
لها وهي أدرى العالمين بحالتي / هوى في فؤادي ناره تتأجَّج
أريد إذا قابَلتها لأبثها / غَرامي بها لكنني أَتلجلج
تمنيت يا لَيلى وَهَل تنفَع المنى / لَو اَنَّ حياتي في حَياتك تمزج
فنحيا جميعاً في بُلهنيةٍ ولا / رقيبٌ علينا يستفزُّ ويزعج
عنائيَ غانيةٌ غرَّها
عنائيَ غانيةٌ غرَّها / صباها وأَنّي بها مغرَمُ
تَراني فتبسم من صفرَتي / وأحسن بها حينَما تبسم
لقد كنت يا هذه طفلة / تردُّ العداة وما ترجم
إلى اللَه أشكو هواكِ فقد / تيبَّس منهُ بجسمي الدم
ذريني أكابد مضيض الجوى / وخلِّي عيوني وما تسجم
أَطَعت الهَوى فيك مستسلماً / ومن شام عينيك يَستَسلِم
إذا غال نفسي هواكِ غداً / فإن فؤادك قد يندم
سَتَدرُس بعدي صروح الهَوى / وَتَبقى المَعالِم والأرسم
هبي القلب منك لنا راحما / فإن عيونكِ لا ترحم
دعَ المُتَيَم في شأن يريم به
دعَ المُتَيَم في شأن يريم به / فالحب شيءٌ وَراء العذر وَالعذل
ماذا تريد بأنظار تحولها / عَمداً إلينا أَولاتُ الأعيُنِ النجل
إِنَّ القُلوب إذا غدت
إِنَّ القُلوب إذا غدت / في الحُبِّ مترعة الحياضِ
فَهناك شيء بالرسا / لة بينها آتٍ وَماضي
من ذا يسد عَلى الصبا / إن أَسرعت طرقَ الرياض
كرهت سليمى أن تَرى / في لمَّتي أَثر البياض
إني كذلك يا سلي / مى عَن بَياضي غير راضي
إِلى الناس تَشكو البين فهو يروعُها
إِلى الناس تَشكو البين فهو يروعُها / وَتسكت أَحياناً فَتَشكو دموعُها
غرِّد بشعر منك في روض المنى
غرِّد بشعر منك في روض المنى / روض المنى يا عَندَليب أَنيقُ
أحمامة صدحت بأجرد قاحل / هَلا صدحتِ عليه وَهوَ وَريق
يا روض زهرك قد تغير لونُهُ / لا أَنتَ أَنتَ وَلا الشَقيق شَقيق
لئن رجعت أَيام لَيلى كعهدها
لئن رجعت أَيام لَيلى كعهدها / شكوت إليها بعض ما فعل الهجرُ
وإن فاتَني عصر الشباب الَّذي خلا / فَما فاتَني يوماً لأفراحه الذكر
غَدير أَقام البدر في اللَيل طالِعاً / يطل عليه ثم ينعكس البدر
لَقَد كانَ من لَمياء لي الحسن وحده / وَمنّي للمياء الصبابة وَالشعرُ
لي عندك حقٌّ أَنشدُهُ
لي عندك حقٌّ أَنشدُهُ / أتقرّ به أم تجحدُهُ
لك في بغداد أَخو شغف / ما بالك لا تَتَفقده
صبّ بفراقك ما يَشقى / إلا وَخيالك يسعده
يَمشي المَحبوب وَينظرني / ما أَدري ماذا مقصده
إنَّ الرَّبيع كَثيرةٌ أَوراده
إنَّ الرَّبيع كَثيرةٌ أَوراده / فاذا اِنقَضى لَم يَبقَ من أَورادِ
إن متُّ تحزن في العراق أَحبةٌ / حيناً وَتفرح في العراق أَعادي
قَد أَتاني طيفُ لَيلى لَيلَةً
قَد أَتاني طيفُ لَيلى لَيلَةً / بعد صدٍّ وَالدُجى معتكرُ
فَتَعاتَبنا عَلى طول النوى / وَكِلانا حالف معتذر
وَبَكينا ساعةً كامِلةً / بعيون دمعها ينهمر
وَتعانقنا وَفي أحشائنا / لوعة نيرانها تستعر
قبلتني مثلما قبلتها / وَهناك النجم عين تنظر
وَتحادثنا إلى أن طلع ال / صُبح وانجاب الدجى ينحسر
فَمَضى الطيف وَوَلّى هارِباً / وَهوَ لا يَلوي وَلا ينتظر
ناحَت حمامة أَيكٍ
ناحَت حمامة أَيكٍ / فَيا حَمامةُ نوحي
قَد هاجَ شجوك شجوي / كأَنَّ روحك روحي
قَد ضقتُ ذرعاً بكتما / نك الغَرام فَبوحي
إن أَنتَ بحت بما تك / تمينه تَستَريحي
كَم موقف للحب فيه تكلمت
كَم موقف للحب فيه تكلمت / بعيونها الفَتيات وَالفتيانُ
فتن الجَميع الحسن في ريعانه / وَالحسن في ريعانه فتّان
يا مَنزِلاً فيه تعاطينا الهَوى / لا أَنتَ أَنتَ وَلا الزَمان زَمان
جاءَ الخَريف مبكراً فَتَجَرَّدَت / في الدوح من أَوراقها الأغصان
قَد كانَ ريحان وَكانَت روضة / وَاليَوم لا روض وَلا ريحان
يبني الهزار عَلى الغصون لنفسه / عشاً فتهدم عشه الغُربان
إِنّي أَرى شبحاً حَيالي
إِنّي أَرى شبحاً حَيالي / بين الحَقيقة وَالخَيال
يَخفى كسرٍّ ثم يظ / هرُ شاحِباً مثل الهِلال
فإذا بدا فكأنّه / أَملٌ لِرَينِ اليأس جالي
وإذا اِختَفى فكأَنّه / روح تلفّع بالظلال
شبح توشَّح حين طَو / وفَ بالوضاءَةِ وَالجَمال
أَتَرى سعاد أَتَت تفي / بالوَعد من بعد المطال
أَم كانَ ما عيني تشا / هد من خَيالات اللَيالي
طيف الحَبيبة قد أَتى / في اللَيل يسمح بالوصال
إن لَم يَكن هو شخصها / فمثالها فيما بدا لي
يا طيف أَنتَ اليوم اق / ربُ من سعاد إلى النوال
وأبر منها في موا / صلة المحب بكل حال
يا طيف أَنتَ عَليّ يا / طيف الحَبيبة أَنتَ غالي
لَم أَكُن أَعرف الصبابة حَتّى
لَم أَكُن أَعرف الصبابة حَتّى / ظهرت لي لَيلى بغير قناع
ثُمَّ غابَت عَني فَلَم يَبقَ للشَم / سِ بأفق الرجاء غير شعاع
أرسلي يا لَيلى إذا شئت طيفاً / ليَرى من فرط النزوع نزاعي
قَلبي أَحب وَلَم تبن
قَلبي أَحب وَلَم تبن / فيه عَلى حبي أَماره
فكأَنَّ قَلبي لَيسَ في / هِ للصَبابة من حَراره
خَفي الهَوى فيهِ كَما / تَخفى الشَرارة في الحِجاره
إِنَّ الهَوى مَعنى تقص / صر عَن إبانته العباره
لَهفي عَلى الغُصنِ الَّذي / أَخذت تزايله النضاره
تَمضي حَلاوتها الحَيا / ةُ وإنما تَبقى المَراره
كلفت بِلَيلى وَهيَ ذات جَمالِ
كلفت بِلَيلى وَهيَ ذات جَمالِ / فَلازمتُها عمراً لغير وِصالِ
وَزايلتها لا حامِداً لزيالي /
نأت بيَ عَن لَيلى نوىً لا أُريدها / فَما لي إلى لَيلى سِوى اللفتات
يَقول أُناس إن عفراء تغضبُ / إذا أَبصرت عيناً إليها تُصوِّبُ
فَقلت لَهم إني فَلا تتكذّبوا /
نظرتُ إِلى عَفراء عشرينَ مَرَّةً / فَما غضبت عَفراء من نَظَراتي
نعمتُ زَماناً قبل هَذا التَشتتِ / بعَفراء إذ جادَت وَعَفراءُ سلوَتي
فَلَمّا مَضَت عني إلى غير عودة /
ظللت رِدائي فوق رأَسي قاعِداً / أَعُدُّ الحَصى لا تنقضي عبراتي
لَقَد فاتَني أن أمنع الركب باذِلا / من الجهد ما يَنهاهُ عَن أن يزايلا
وَلَكِنَّني تاللَه قد كنت جاهِلا /
تساقطُ نَفسي كلَّ يومٍ وَلَيلةٍ / عَلى إثر ما قد فاتها حسراتِ
تَبَسَّمت ليَ لَيلى فَوقَ شرفتها
تَبَسَّمت ليَ لَيلى فَوقَ شرفتها / كَما تَبَسَّمَ في أَفنانِه الزَهَرُ
لَقَد كلفت بها سَمراء فاتنة / في جيدها تلع في عينها حَوَرُ
قَدٌّ كَما شاءَت الأهواء معتدلٌ / ما شانه زارياً طولٌ وَلا قِصَرُ
إذا مَشَت تَتَثنّى عند مشيتها / كَما تَمايل غُصنٌ ناعم غضر
لَيلى لأَنتِ منَى نفسي وَحاجتها / وأنتَ وحدك يا لَيلى لها الوطر
يا سرحة الماء أَنتَ اليوم وافرةٌ
يا سرحة الماء أَنتَ اليوم وافرةٌ / وانت ناعِمة خضراء ناضرةٌ
لا تأمني الدهر فالايام غادِرةٌ /
يا سرحة الماء ان جاء الخَريف غَداً / فإنما هذه الأَوراق تنتثرُ
ليلاي بانَت وَما للبين من سببِ / فساء من بعد ذاكَ البين منقلبي
قد كانَ لي أَن أَجِد السير في الطَلَب /
اذا اِجتَمَعتُ وَلَيلى عند رجعتها / فَقَد تعاتبني لَيلى وأَعتَذِرُ
قابَلتُ لَيلى فَلَم تمدد إِليَّ يدا / يا وَيلَتا إِنَّ أَتعابي ذهبن سُدى
لا كنتُ من شاعرٍ لَمّا أَهين شدا /
أَزور لَيلى إليها الوجد يدفعني / وإن حظيَ من لَيلى هُوَ النظرُ
ظفرت بالمنى
ظفرت بالمنى / في ليلة هنا
في لَيلة بدت / بَيضاء بالسنى
كانَت سعادة / فَلَم تَدُم لَنا
إِذ كانَ ساكِباً / لنوره القَمَر
وكانَ تحته / يَحلو لَنا السَمَر
لَيلى تنيلني / أَو أَجتَني أَنا
أَجني لذاذة / ما أَطيب الجنى
فيضحك الرضى / وَتبسم المنى
يا لَهفَتي عَلى / عيشى الَّذي غبر
وَحَسرَتي عَلى / أَوقاته الغرر
إِذ كنتَ عائشاً / في دولة الغنى
أَروح رافِلاً / في مطرف الهنا
لا أَشتَكي الأذى / لا أَعرِف الونى
قد بدل الزَما / ن الانس بالضجر
وَالوَصل بالنَوى / وَالصفو بالكدر
قد كنتُ واثِقاً / بالعَهدِ بَينَنا
من ذا أَضاعه / أَأَنتِ أَم أَنا
أَم الَّذي حبا / هُوَ الَّذي جنى
هَذا الَّذي جَرى / ما كانَ ينتظر
لا عتب لي عَلى ال / أيام وَالقدر
آه من الآسى / أوهٍ من الضنى
المَوت راعَني / في اللَيلِ إِذ رَنا
من ذا يرده / من بعد ما دَنا
للدهر لا تلم / فالدَهر ما غدر
حظي هُوَ الَّذي / من العمى عثر