القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : يوسُف النَّبْهاني الكل
المجموع : 132
أَحَبُّ لي مِن كُلِّ مَن فَوقَ الثَرى
أَحَبُّ لي مِن كُلِّ مَن فَوقَ الثَرى / عُرب النَقا رُوحي فِدا عُربِ النَقا
وَخَيرُ أَوقاتِ الفَتى في مَكَّةٍ / تُجلِسُهُ في حِجرِها أُمُّ القُرى
وَأَطيَبُ العَيشِ لَنا بِطَيبَةٍ / في ظِلِّ مَولانا النَبِيِّ المُصطَفى
شَمسِ الهُدى رُوحِ الوُجودِ أَحمَد / مُحَمَّدٍ طَه الأَمِينِ المُجتَبى
أَصلِ وُجُودِ العالَمينَ كُلِّهِم / لَولاهُ هَذا الكَونُ ما كانَ بَدا
الدَّهرُ قَد أَبصَرَ بَعدَ بَعثِهِ / وَكانَ قَبلَ البَعثِ أَعمى لا يَرى
أَحيا وَأَفنى أُمَماً بِهَديهِ / وَسَيفِهِ حَتّى بِهِ الدِينُ عَلا
لَو كانَ مَن يَجحَدُهُ حَيّاً لَما / أَنكَرَهُ لِأَنَّهُ رُوحُ الوَرى
لَم يُرَ في كُلِّ البَرايا شِبهُهُ / في كُلِّ عَصرٍ قَد مَضى وَلَن يُرى
فَرِيد خَلقِ اللَهِ لا مِثلَ لَهُ / إِلَيهِ في كُلِّ الكَمالِ المُنتَهى
أَنا عَبدٌ لِسَيِّدِ الأَنبِياءِ
أَنا عَبدٌ لِسَيِّدِ الأَنبِياءِ / وَولائي لَهُ القَديمُ وَلائي
أَنا عَبدٌ لِعَبدِهِ العَبدِ / عَبدٌ كَذا بِغَيرِ اِنتِهاءِ
أَنا لا أَنتَهي عَنِ القُربِ مِن با / بِ رِضاهُ في جُملَةِ الدُخَلاءِ
أَنشُرُ العِلمَ في مَعالِيهِ لِلنّا / سِ وَأَشدو بِهِ مَعَ الشُعَراءِ
فَعَساهُ يَقُولُ لي أَنتَ سَلما / نُ وَلائِي حَسّانُ حُسن ثَنائي
وَبِروحي أَفدي تُرابَ حِماهُ / وَلَهُ الفَضلُ في قَبُولِ فِدائي
فازَ مَن يَنتَمي إِلَيهِ وَلا حا / جَةَ فيهِ لِذَلِكَ الإِنتِماءِ
هُوَ في غنيةٍ عَنِ الخَلقِ طُرّاً / وَهُمُ الكُلُّ عَنهُ دُونَ غَناءِ
وَهوَ لِلّهِ وَحدَهُ عَبدُهُ الخا / لِصُ مَجلى الصِفاتِ وَالأَسماءِ
كُلُّ فَضلٍ في الخَلقِ فَهوَ مِنَ اللَ / هِ إِلَيهِ وَمِنهُ لِلأَشياءِ
ما الشامُ مَقصِدُنا كَلّا وَلا حَلَب
ما الشامُ مَقصِدُنا كَلّا وَلا حَلَب / لَكِن لِمَكَّةَ مِنّا ترحلُ النُجُبُ
أُمُّ القُرى لَستُ أَنسى إِذ تُقَرِّبُني / وَالدَمعُ مِن فَرحي في حِجرِها صَبَبُ
مَنَّت عَلَيَّ بِوَصلٍ كَالخَيالِ مَضى / يَهُزُّني كُلَّما اِستَحضَرتُهُ الطَرَبُ
ما العُمرُ إِلّا أويقاتٌ ذَهَبنَ بِها / صُفر سِواها وَهُنَّ الخالِصُ الذَهَبُ
لَو لَم يَكُن غَير بَعثِ المُصطَفى سَبَبٌ / لِمَجدِها لَكَفاها ذَلِكَ السَبَبُ
فاقَت جَميعَ بِلادِ اللَّهِ تَكرِمَةً / بِهِ وَفاقَت بِهِ سُكّانَها العربُ
شَمسُ الهُدى كُلُّ نُورٍ مِنهُ مُقتَبَسٌ / لَكِنَّهُ لِلمَعالي كُلّها قُطُبُ
بِنَفسِهِ فاقَ في الفَضلِ الوَرى وَلَهُ / في أَصلِهِ نَسَبٌ ما مِثلُهُ نَسَبُ
ما جارَ يَوماً زَماني فَاِستَجَرتُ بِهِ / إِلّا أَتى النَصرُ وَاِنزاحَت بِهِ الكُرَبُ
لا تَرجُ خَلقاً سِواهُ لِلنَدى أَبَداً / فَعِندَ هَذا المُرَجّى يَنتَهي الطَلَبُ
طالَ شوقي لِطَيبَةِ الطَيِّباتِ
طالَ شوقي لِطَيبَةِ الطَيِّباتِ / مَوطِنِ المَكرُمات وَالبَرَكاتِ
لَيتَ شِعري يا سَعدُ بَعدَ نُزوحي / هَل أَراها بِأَعيُني النازِحاتِ
يا نُزُولاً بِها هَنيِئاً فَقَد فُز / تُم بِها في حَياتِكُم وَالمَماتِ
مِن جِنانٍ إِلى جِنانٍ فَأَنتُم / في كِلا الحالَتَينِ في جَنّاتِ
حَبَّذا العَيشُ عَيشكُم عِندَ مَثوى / أَكرَمِ الخَلقِ سَيِّدِ الساداتِ
أَحمَد المُصطَفى مُحَمَّد المَحمود / شَمسِ الوُجُودِ هادِي الهُداةِ
عِشتُمُ في جِوارِهِ في أَمانٍ / من صروفِ الرَدى وَخَوفِ العُداةِ
وَدَخَلتُم مِن نُورِهِ في حُصُونٍ / فَسَلِمتُم مِن هَذِهِ الظُلُماتِ
ظُلُمات لَولا سَواطِعُ أَنوا / رِ هُداهُ عَمَّت جَميعَ الجِهاتِ
ما غَبَطنا المُلوكُ لَكِن غَبَطنا / كَم عَلى نَيلِ أَحسَنِ الحالاتِ
وَصَلَ السُراةُ وَأَنتَ ماكِث
وَصَلَ السُراةُ وَأَنتَ ماكِث / أَأَمِنتَ أَحداثَ الحَوادِث
سَحَرَتكَ دُنيا لَم تَزَل / أَنفاسُ زَهرَتِها نَوافِث
بِزَخارِفٍ مَلَكَت هَوا / كَ فَأَنتَ فيها الدَهرَ رافِث
لِمَ لا تَسِيرُ لِخَيرِ خَل / قِ اللَّهِ أَفضَلِ كُلِّ حادِث
المُصطَفى مِن آلِ سا / مٍ مَع بَني حامٍ وَيافِث
سِرِّ البَريَّةِ صَفوَةِ ال / خلّاقِ مِن كُلِّ الحَوادِث
هُوَ أَوَّلٌ وَالشَمسُ ثا / ني نُورِهِ وَالبَدرُ ثالِث
فَهُناكَ تَأمَنُ مِن صُرو / فِ الدَهرِ وَالكُربِ الكَوارِث
وَتَعيشُ مُرتاحَ الضَما / ئِرِ غَيرَ تَعبانٍ وَلاهِث
وَإِذا حَلَفتَ بِأَنَّ مَث / واكَ الجِنان فَلَستَ حانِث
الفُلكُ تَمخرُ وَالمَهاري تَنهَجُ
الفُلكُ تَمخرُ وَالمَهاري تَنهَجُ / فَدَعوا المُقامَ وَنَحوَ طَيبَةَ عرّجوا
بَلَدٌ بِهِ حَلَّ النَبِيُّ مُحَمَّدٌ / شَمسُ البَرِيَّةِ نورُها المُتَوَهِّجُ
يا حَبَّذا وَجهٌ لَهُ بَهَرَ الوَرى / حُسناً بِأَنواعِ الجَمالِ مُدَبَّجُ
وَجهٌ مَحا الظَلماءَ ساطِعُ نُورِهِ / وَجَبينُهُ الوَضّاحُ أَبلَجُ أَبهَجُ
في عَينِهِ حَوَرٌ وَفيها شُكلَةٌ / كَالسيفِ أَضحى بِالدِماءِ يُضَرَّجُ
سَوداءُ بِالزَرقاءِ أَزرَت مُقلَةً / وَالجَفنُ مِثلُ السَهمِ أَهدَبُ أَدعَجُ
وَبِثَغرِهِ شَنَبٌ يَروقُكَ حُسنُهُ / مُتَبَسِّمٌ عَن بارِقٍ مُتَفَلِّجُ
لِلّهِ مَولىً بِالجَمالِ مُكَلَّلٌ / وَبِكُلِّ أَنواعِ الكَمالِ مُتَوَّجُ
سَبّاقُ غاياتِ الفَضائِلِ في الوَرى / طُرّاً وَسابِقُهُم لَدَيهِ أَعرَجُ
أَغنى الأَنام عَنِ الأَنامِ وَإِنَّهُم / أَغناهُمُ عَنهُم إِلَيهِ أَحوَجُ
مَيتُ أُنسي تَأتيهِ بِالوَصلِ روحُ
مَيتُ أُنسي تَأتيهِ بِالوَصلِ روحُ / طَيبَةٌ طِبَّةٌ وَطَهَ المَسيحُ
طالَ شَوقي إِلى الحَبيب وَقَد بَر / رحَ بِي مِن بِعادِهِ التَبريحُ
كَم تَجَلّى في النَومِ لي لَيسَ عَن حَق / قي وَلَكِنَّهُ الكَريمُ السَموحُ
وَمَضَت مُدَّةٌ عَمِيتُ فَلَم أَن / ظُر سَناهُ وَمِنهُ في الكَونِ يوحُ
سَيِّد الرُسلِ أَنتَ أَكرَم خَلقِ ال / لَه أنت المُحَمَّدُ المَمدوحُ
أَنا أَدري بِأَنَّني لَستُ أَهلاً / غَيرَ أَنّي عَلى نَداكُم طَريحُ
طارَ أُنسي وَطالَ تَعسي وَما لِل / قَلبِ إِلّا بِقُربِكُم تَفريحُ
كَم أُمورٍ قَد أَحزَنتني لا تَخ / فاكَ ما لي لِمَتنهِنَّ شُروحُ
أَنتَ أَدرى بِها وَبي مِن ضَميري / أَنتَ روحي بَل أَنتَ لِلروحِ روحُ
أَنا لا أَشتَكي لِغَيرِكَ أَمري / وَبِسِرّي إِلى السِوى لا أَبوحُ
كَم دونَ طَيبَةَ مِن فَراسخ
كَم دونَ طَيبَةَ مِن فَراسخ / وَشَوامِخٍ تَتلو شَوامِخ
فَاِرحَل بِعيسٍ لا يُرى / فيها لَدى الفَلَواتِ رابخ
حَتّى تَزورَ مُحَمَّداً / حَيثُ العُلا وَالمَجد باذِخ
خَيرُ الخَلائِقِ صَفوَةُ ال / خلّاق عالي القَدرِ شامِخ
بَينَ العِبادِ وَرَبِّهم / سُبحانَهُ خَيرُ البَرازِخ
شَمسُ الوجودِ لِظُلمَةِ الط / طغيانِ وَالأَديانِ ناسِخ
أَو بَعدَ أَن عَمَّ العَوا / لمَ نورُهُ يطفيهِ نافِخ
أَحيا الهُدى وَبِهِ عَلى ال / غاوينَ كَم صَرَخَت صَوارِخ
وَجُدودُهُ إمّا فَتى ال / فِتيانِ أَو شَيخ المَشايِخ
شَرَفٌ عَلا السَبعَ العُلا / وَأَساسُهُ في الأَرضِ راسِخ
لَكِ يا طَيبَةٌ عَلَينا عُهودُ
لَكِ يا طَيبَةٌ عَلَينا عُهودُ / ذِكرُها في القُلوبِ غَضٌّ جَديدُ
ما رَأَيناكِ بِالعُيونِ وَلَكن / بِقُلُوب فيها الهَوى لا يَبيدُ
أَخَذَ البيعَةَ الغَرامُ عَلَينا / لَكِ أَنَّ الجَمال فيكِ فَريدُ
مَن يَكُن شاهِداً بِفَضلٍ فَإِنّي / لَكِ بِالفَضلِ وَالكَمالِ شَهيدُ
سُدتِ كُلَّ البِلادِ أَهلاً وَفَضلاً / وَبِسُكّانِها الدِيارُ تَسودُ
حَلَّ خَيرُ الأَنامِ فيكِ وَجاءَ الن / نَصر لِلدّينِ مِنكِ وَالتَأييدُ
لَيتَ شِعري هَل تَقبليني بِشِعري / فيكِ أُبديهِ مُنشِداً وَأُعيدُ
أَمدَحُ المُصطَفى هُناكَ وَأَتلو / هُ كِفاحاً يَجودُ لي فَأُجيدُ
سَيِّدُ العالَمينَ طُرّاً تَساوى / تَحتَ علياهُ سَيِّدٌ وَمَسودُ
سادَهُ اللَّهُ وَحدَهُ فَهوَ عَبدُ ال / لَهِ حَقّا لَهُ الأَنامُ عَبيدُ
أَنا في حِمى الرَحمَنِ عائِذ
أَنا في حِمى الرَحمَنِ عائِذ / وَبِخَيرِ خَلقِ اللَّهِ لائِذ
أَصل الوُجودِ مُحَمَّدٍ / فَرع الجَحاجِحَةِ الجَهابِذ
خَيرِ البَرِيَّةِ كُلِّها / مَن جاهُهُ في الحَشرِ نافِذ
رَبِّ الشَفاعَةِ وَاللِوا / وَالحَوضِ وَالكَلِمِ النَوافِذ
جَمَعَ الكَمالَ فَما لِشا / نئِهِ إِلى عَيبٍ مَنافِذ
حَفِظَ العُهودَ وَإِنَّهُ / لِلعَهدِ مِمَّن خانَ نابِذ
يا مَن لِجاذِبِ حُبِّهِ / بِقُلوبِهِم أَقوى جَوابِذ
بِشَذا هُداهُ تَمَسَّكُوا / عضُّوا عَلَيهِ بِالنَواجِذ
وَالآل وَالصَحب الهُدا / ة مِنَ الضَلالِ لَنا مَعاوِذ
إِنّي أَدينُ بِحُبِّهِم / وَلِضِدِّهِم أَبَداً أُنابِذ
آه لَولا الجَناحُ مِنّي كَسيرُ
آه لَولا الجَناحُ مِنّي كَسيرُ / كُنتُ في الحالِ لِلحِجازِ أَطيرُ
وَيَقيني بِأَحمَدٍ جَبر كَسري / كُلُّ كَسرٍ بِأَحمَدٍ مَجبورُ
سَيِّدُ الخَلقِ صَفوَةُ الحَقِّ شَمسُ ال / أُفقِ أُفق الهُدى البَشيرُ النَذيرُ
مَن يَكُن زاعِماً بِدِين وَدُنيا / غُنيَةً عَنهُ إِنَّني لَفَقيرُ
سَيِّدي يا أَبا البَتُولِ أَغِثني / أَنتَ أَدرى بِما حَواهُ الضَميرُ
أَأُرَجّي مَعاشِراً فيهمُ الأَر / واحُ منّي لَها الجُسومُ قُبورُ
وَأَعَزُّ الأَنامِ أَنتَ لَدى اللَ / هِ تَعالى وَهوَ السَميعُ البَصيرُ
إِنَّ رَبّي لِما يَشاءُ لَطيفٌ / وَعَلى ما يَشاءُ رَبّي قَديرُ
بِكَ أَدعوهُ أَن يُيَسِّرَ عُسري / فَعَلَيهِ تَيسيرُ عُسري يَسيرُ
أَنتَ نِعمَ العَبدُ الكَريمُ عَلَيهِ / وَهوَ نِعمَ المَولى وَنِعمَ النَصيرُ
لَيتَ أَحبابَنا بِأَرضِ الحِجازِ
لَيتَ أَحبابَنا بِأَرضِ الحِجازِ / عامَلُونا بِالوَعدِ وَالإِنجازِ
كُلُّ خَيرٍ قَد جازَ لي مِن لَدُنهُم / غَيرَ وَصلي فَما لَهُ مِن جَوازِ
كُلَّما مَرَّ ذِكرُهُم في خَيالي / هَزَّني لِلقاءِ أَيَّ اِهتِزازِ
كُنتُ مِن قَبل حُبِّهِم تِربَ ذُلٍّ / وَأَنا اليَومَ مِنهُمُ في اِعتِزازِ
إِن يَكُن بِالهَوى لِقَومٍ خَسارٌ / فَبِحُبّي لِلهاشِميِّ مَفازِي
سَيِّد الخَلقِ مُصطَفى الحَقِّ مِن كُل / لِ البَرايا فَما لَهُ مِن مُوازي
أَفضَل العالَمِينَ أَكرَم خَلقِ ال / لهِ خَيرِ الوَرى وَحيدِ الطِرازِ
جاءَ وَالكُفرُ كَالنَعامَةِ فَاِنقَض / ضَ عَلى رَأسِهِ اِنقِضاضَ البازي
كَم جَزى المُحسِنينَ خَيرَ جَزاءٍ / وَلِمَن قَد أَساءَ لَيسَ يُجازي
لَيسَ فيهِ لِغَيرِ مَولاهُ عَوزٌ / وَلَهُ العالمونَ في إِعوازِ
لا تَلُمني عَلى ظُهورِ عُبوسي
لا تَلُمني عَلى ظُهورِ عُبوسي / فَبِقَلبي مِنَ النَوى كُلّ بوسِ
لَم تَنَل مِن وِصالِ طَيبَةَ نَفسي / سُؤلَها وَهيَ منيَةٌ لِلنُفوسِ
بَلدَةٌ سادَتِ البِلادَ وَأَضحَت / أَنفسَ الأَرضِ بِالنَبِيِّ النَفيسِ
هِيَ أُمُّ الأَنوارِ قَد حَلَّها المُخ / تارُ بَدرُ البُدورِ شَمسُ الشُموسِ
خيرُ كُلِّ الأَخيارِ أَعلى الأَعالي / في المَعالي رَئيسُ كُلِّ رَئيسِ
نُخبَةُ اللَّهِ مِن جَميعِ البَرايا / زُبدَةُ الخَلقِ صَفوَةُ القُدّوسِ
طَلَعَت مُعجِزاتُهُ وَاِستَمَرَّت / مُشرِقاتِ الأَنوارِ وَسطَ الطُروسِ
لَيسَ تَخفى إِلّا عَلى طامِسِ العَق / لِ غَرِيقِ الضَلالِ أَعمى تَعيسِ
أَسفَرَت كَالنُجومِ تَهدي وَتُردي / لِنَفيسٍ مِنَ الوَرى وَخَسيسِ
فَهيَ لِلمُؤمِنينَ سَعدُ سُعودٍ / وَعَلى الكافِرينَ نَحسُ نُحوسِ
خَير البِلادِ عُلاً وَعَيشا
خَير البِلادِ عُلاً وَعَيشا / ما كانَ لِلمُختارِ مَمشى
شَمس الوُجُودِ مُحَمَّدٍ / رَغماً عَلى أَعمى وَأَعشى
لِلقُدسِ سارَ بِلَيلَةٍ / كانَت بِوَجهِ الدَهرِ نَقشا
فيها عَلا السَبعَ العُلا / حَتّى غَدا لِلعَرشِ عَرشا
وَرَأى الإِلَهَ مُقَدَّساً / فَحَباهُ سِرّاً لَيسَ يُفشى
أَولاهُ خَمساً حُكمُها / خَمسونَ هَشَّ لَها وَبَشّا
وَثَنى العنانَ لِمَكَّةٍ / فَكَأَنَّهُ لَم يَعدُ فَرشا
فَذَوو البَصائِرِ صَدَّقُوا / وَقُلوبُهُم لَم تَحوِ غِشّا
وَغَدا العِدا عَن نُورِهِ / وَحَديثِهِ عُمياً وَطُرشا
مَع قُربِهِ مِن رَبِّهِ / ما زالَ يَرجوهُ وَيَخشى
عيسٌ لَها في الآلِ رَقصُ
عيسٌ لَها في الآلِ رَقصُ / وَلِنَحوِ ذاتِ النَخلِ نَصُّ
سارَت بِأَكرَمِ فِتيَةٍ / فِيهِم عَلى الخَيراتِ حِرصُ
زاروا النَبِيَّ مُحَمَّداً / وَلِصَحبِهِ عَمّوا وَخَصّوا
خَير البَرِيَّةِ كامِل ال / أوصافِ لا يَعروهُ نَقصُ
كَم جاءَنا مِن رَبِّهِ / في فَضلِهِ بِالذِكرِ نَصُّ
شَرِبَ العُلومَ جَميعَها / وَلِكُلِّ خَلقِ اللَّهِ مَصُّ
عَلِمَ الغُيوبَ بِأَسرِها / ما ثَمَّ تَخمينٌ وَخَرصُ
بِدُعائِهِ زالَ الغَلا / ءُ وَعَمَّ في الآفاقِ رُخصُ
لَيثُ الحُروبِ وَمِخلَبا / هُ هُناكَ بَتّارٌ وَخرصُ
أَضحى بِصارِمِ دِينِهِ / لِجَناحِ دِينِ الشِركِ قَصُّ
قُل لِي مَتى العَذراءُ تَرضى
قُل لِي مَتى العَذراءُ تَرضى / وَلُبانَةُ المُشتاقِ تُقضى
وَمَتى أُشاهِدُ وَجنَتي / بِتُرابِها لِلأَرضِ أَرضا
وَأَزورُ ثَمَّ مُحَمَّداً / خَير الوَرى كُلّاً وَبَعضا
مَولى الخَلائِقِ نائِبَ ال / خَلّاق إِبراماً وَنَقضا
لَم يَقض قَطُّ قَضِيَّةً / إِلّا لَها الرَحمَنُ أَمضى
جَعَلَ الإِلَهُ مِن القَدي / مِ وَلاءَهُ في الرُسلِ فَرضا
عَمَّ البَسيطَةَ دينُهُ / وَسَرى بِها طولاً وَعَرضا
مَحَضَ النَصيحَةَ لِلوَرى / إِذ جاءَهم بِالحَقِّ مَحضا
وَشَفى مِنَ الضُلّالِ وَال / جُهّال أَمواتاً وَمَرضى
وَلَكَم جَفاهُ مَعَ اِقتِدا / ر البَطشِ ذو جَهلٍ فَأَغضى
أَأَحبابَنا ما خُنتُ عَهدَكُم قَطّ
أَأَحبابَنا ما خُنتُ عَهدَكُم قَطّ / فَهَل بَعدَ هَذا القَبضِ يَحصلُ لي بَسطُ
وَلي مِن أَماني الدَهرِ أَعظَم منيَةٍ / إِذا قُلتُ قَد حانَت أَرى الدَهرَ يَشتَطُّ
أَزورُ أَبا الزَهراءِ في تَختِ مُلكِهِ / وَيُغرِقُني مِن بَحرِ إِحسانِهِ شَطُّ
وَمَن ذا يُطيقُ الفَيضَ مِن بَحرِ جودِهِ / وَحَسبُ جَميعِ الخَلقِ مِن غَيثِهِ نَقطُ
بِهِ زَيَّنَ اللَّهُ الوُجودَ بِخاتمٍ / لِأَعظَمِ أَفلاكِ السَما نَعلُهُ قُرطُ
أَجَلُّ مُلوكِ الأَرضِ مسكينُ بابِهِ / وَلَيثُهُم في يَومِ سَطوَتِهِ قطُّ
وَأَفرادُ آسادِ الوَغى في حُروبِهِ / نِعاجٌ وَأَهلُ الجودِ في بَحرِهِ بَطُّ
لَقَد عَمَّ كُلَّ العالَمينَ بِعِلمِهِ / وَما مِن سَجاياهُ القِراءَةُ وَالخَطُّ
بِهِ العُربُ نالوا كُلَّ عِزٍّ وَسُؤدَدٍ / وَدانَ إِلَيهِ الفُرسُ وَالرومُ وَالقِبطُ
وَسادَ جَميعَ الناسِ بِالمَجدِ رَهطُهُ / بَنو هاشِمٍ ما مِثلُهُم في الوَرى رَهطُ
لَكَ نَحوَ أَرضِ العُربِ لَحظُ
لَكَ نَحوَ أَرضِ العُربِ لَحظُ / أَهواكَ قَيصومٌ قرظُ
كَلّا وَلَكن ثَمَّ أَح / بابٌ لَهُم في القَلبِ حِفظُ
فَعَسى يَكونُ بِقُربِهِم / لي عِندَ خَيرِ الخَلقِ حَظُّ
روحُ الوُجودِ مُحَمَّدُ ال / مَحمُود لا كَظّ وَفَظُّ
طَبعٌ أَرَقُّ مِن النَسي / مِ بِهِ عَلى الكُفّارِ غِلظُ
راضٍ بِما رَضِيَ الإِلَ / هُ وَما بِهِ لِسِواهُ غَيظُ
لا الحرُّ حرٌّ عِندَهُ / في حُبِّهِ لا القَيظُ قَيظُ
مَهما عَراهُ مِن أُمو / رِ الدَهرِ لا يَعروهُ بَهظُ
فاقَ الكَلامَ جَميعَهُ / لِكِتابِهِ مَعنىً وَلَفظُ
وَقَدِ اِستَوى بِبَيانِهِ / قِصَصٌ وَأَحكامٌ وَوَعظُ
تَذَكَّرَ مِن طَيبَة أَربُعا
تَذَكَّرَ مِن طَيبَة أَربُعا / فَأَذرى البُكا أَربَعاً أَربَعا
دَعاني فَأَبطَأت شَوقي لَها / وَكانَ بِوُدِّيَ أَن أُسرِعا
وَلَولا قُيودي مِن النائِبات / لَكُنتُ لَها عَبدَها الطَيِّعا
فَيا بَرقُ بِاللَّهِ إِن جِئتَها / وَطُفتَ بِها مَربَعاً مَربَعا
فَدونَكَ فَاِسجُد عَلى تُربِها / وَيَمِّم بِها المَنزِلَ الأَرفَعا
وَبَلِّغ سَلامي رَسولَ الهُدى / مُحَمَّداً السَيِّدَ الأَروَعا
وَقُل يا أَعَزَّ الوَرى بائِسٌ / رَجاكَ لِدينٍ وَدُنيا مَعا
فَكُن شافِعاً فيهِما لِلإِله / بِأَن يَمنحَهُ الأَصلَحَ الأَنفَعا
وَإِنّي لَأَعلَمُهُ حاضِراً / يَراني وَأَدعو لَهُ مُسمِعا
وَلَكِنَّهُ الشَمسُ شَمسُ الهَدى / وَطَيبَةُ أَضحَت لَهُ مَطلَعا
يا لَيتَني لِلحِجاز بالِغ
يا لَيتَني لِلحِجاز بالِغ / وَفيهِ عَيشي يا سَعدُ سائِغ
يُمحى ظَلامي بِنُورِ بَدرٍ / في طَيبَة الطَيِّبينَ بازِغ
مُحَمَّدٌ سَيِّدُ البَرايا / أَفضَلُ فَردٍ في الخَلقِ نابِغ
خاتِمُ رُسلِ الإِلَهِ زَينٌ / لَهُم لَهُ اللَّهُ خَيرُ صائِغ
قَد مُلِئَ الكَونُ مِن هُداهُ / وَكانَ مِن قَبل ذاكَ فارِغ
أَتى بِدينٍ يَهدي وَيُردي / لِكُلِّ دينٍ بِالحَقِّ دامِغ
تِرياقُ تَوحيدِهِ حَياةٌ / لِمَن لَهُ الشِركُ شَرُّ لادِغ
وَهوَ لعَمري حِصنٌ حَصينٌ / مِن كُلِّ ناز وَكُلِّ نازِغ
حَقّاً رَأى اللَّه في سُراهُ / لِلعَرشِ ما طَرفُهُ بِزائِغ
وَعادَ في لَيلَةٍ قَريراً / عَلَيهِ فَضلُ الرَحمَنِ سابغ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025