القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِسماعيل بنُ يَسار الكل
المجموع : 21
فَدَع عَنكَ المِراءَ وَلا تُرِدهُ
فَدَع عَنكَ المِراءَ وَلا تُرِدهُ / لِقِلَّةِ خَيرِ أَسبابِ المراءِ
وَأَيقِن أَنَّ مَن مارى أَخاهُ / تَعَرَّضَ مِن أَخيهِ لِلحاءِ
وَلا تَبغِ الخِلافَ فَإِنَّ فيهِ / تَفَرُّقَ من ذَواتِ الأَصفِياءِ
وَإِن أَيقَنتَ أَنَّ الغَيَّ فيما / دَعاكَ إِلَيهِ إِخوان الصَّفاءِ
فَجامِلهُم بِحُسنِ القَولِ فيما / أَرَدتَ وَقَد عَزَمتَ عَلى الإِباءِ
ما عَلى رَسمِ مَنزِلٍ بِالجَنابِ
ما عَلى رَسمِ مَنزِلٍ بِالجَنابِ / لَو أَبانَ الغَداةَ رَجعَ الجَوابِ
غَيرتهُ الصَّبا وَكُلُّ مُلِثٍّ / دائِمِ الوَدقِ مُكفَهِرِّ السَّحابِ
دار هِندٍ وَهَل زَماني بِهِندٍ / عائِدٌ بِالهَوى وَصَفوِ الجَنابِ
كَالذي كانَ وَالصَّفاءُ مَصونٌ / لَم تَشُبهُ بِهِجرَةٍ وَاِجتِنابِ
ذاكَ مِنها إِذ أَنتَ كَالغُصنِ غضّ / وَهيَ رؤدٌ كَدُميَةِ المِحرابِ
غادَةٌ تَستَبي العُقولَ بِعَذبٍ / طَيِّبِ الطَّعمِ بارِدِ الأَنيابِ
وَأَثيثٍ مِن فَوقِ لَونٍ نَقِيٍّ / كَبَياضِ اللُّجَينِ في الزِّريابِ
فَأَقِلَّ المَلامَ فيها وَأَقصِر / لجَّ قَلبي مِن لَوعَةٍ وَاِكتِئابِ
صاحِ أَبصَرتَ أَو سَمِعتَ براعٍ / رَدَّ في الضَّرعِ ما قَرى في العِلابِ
انقَضَت شِرَّتي وَأَقصَرَ جَهلي / وَاستَراحَت عَواذِلي مِن عِتابي
رُبَّ خالٍ مُتَوّجٍ لي وَعَمٍّ / ماجِدٍ مُجتَدىً كَريم النِّصابِ
إِنَّما سمّي الفَوارِسُ بِالفُر / سِ مُضاهاة رِفعَةِ الأَنسابِ
فَاِترُكي الفَخرَ يا أُمامُ عَلَينا / وَاِترُكي الجَورَ وَاِنطقي بِالصَّوابِ
وَاِسأَلي إِن جَهلتِ عَنّا وعَنكُم / كَيفَ كُنّا في سالِفِ الأَحقابِ
إِذ نُرَبّي بَناتِنا وَتدسّو / نَ سَفاهاً بَناتِكُم في التُّرابِ
أَلا يا لَقَومي لِلرُّقادِ المُسَهَّدِ
أَلا يا لَقَومي لِلرُّقادِ المُسَهَّدِ / وَلِلماءِ مَمنوعاً إِلى الحائِمِ الصَّدي
وَللحال بَعد الحالِ يَركَبُها الفَتى / وَللحُبِّ بعد السَّلوَةِ المُتَمَرِّدِ
وللمرء لا عَمَّن يُحِبُّ بِمُرعَوٍ / وَلا لِسَبيلِ الرُّشدِ يَوماً بِمُهتَدي
وللمرء يُلحى في التصابي وقبلَهُ / صبابا لغواني كُلُّ قرمٍ مُمجَّدِ
وَقَد قالَ أَقوامٌ وَهُم يعذلونَهُ / لَقَد طالَ تَعذيبُ الفُؤادِ المصيَّدِ
وَكَيفَ تَناسى القَلبُ سَلمى وَحُبُّها / كَجَمرِ غَضىً بَينَ الشَّرايفِ موقدِ
إِلَيكَ إِمامَ الناس مِن بَطنِ يَثرِبٍ / وَنِعمَ أَخو ذي الحاجَةِ المُتَعَمَّدِ
رَحَلنا لِأَنَّ الجودَ مِنكَ خَليقَةٌ / وَأَنَّكَ لَم يَذمُم جَنابَكَ مُجتَدي
مَلَكتَ فَزِدتَ الناسَ ما لَم يَزِدهُمُ / إِمامٌ مِنَ المَعروفِ غَيرِ المُصَرَّدِ
وَقُمتَ وَلَم تَنقُض قَضاءَ خَليفَةٍ / وَلَكِن بِما ساروا مِنَ الفِعلِ تَقتَدي
وَلَمّا وليتَ المُلكَ ضارَبتَ دونَهُ / وَأَسنَدتَهُ لا تَأتَلي خَيرَ مُسنَدِ
جَعَلتَ هِشاماً وَالوَليدَ ذَخيرَةً / وَليينِ لِلعَهدِ الوَثيقِ المُؤَكَّدِ
وَأَمضَيتَ عَزماً في سُلَيمانَ راشِداً / وَمَن يَعتَصِم بِاللَّهِ مِثلك يرشدِ
وَأَرى الوُفودَ لَدى المَنازِل مِن منىً
وَأَرى الوُفودَ لَدى المَنازِل مِن منىً / شَهِدوا وَأَنَّكَ غائِبٌ لَم تَشهَدِ
صَلّى الإِلَهُ عَلى اِمرِئٍ غادَرتُهُ / بِالشأمِ في جَدَثِ الضَّريحِ المُلحدِ
بَوّأتُهُ بِيَدَيَّ دارَ مُقامةٍ / نائي المَحَلَّةِ عَن مَزارِ العُوَّدِ
أَعنى اِبنَ عروة إِنَّهُ قَد هَدَّني / فَقدُ اِبنِ عُروَةَ هَدَّةً لَم تَقصدِ
وَغَبَرتُ أُعوِلُهُ وَقَد أَسلَمتُهُ / لشَبا الأَماعِزِ وَالصَّفيحِ المُسنَدِ
مُتَخَشّعاً لِلدَّهرِ أَلبسَ حُلَّةً / في النائِباتِ بعَولَةٍ وَتَبَلُّدِ
فَلَئِن تَرَكتُكَ يا مُحَمَّدُ ثاوِياً / لَبما تَروحُ مَعَ الكِرامِ وَتَفتَدي
فَإِذا ذَهَبتُ إِلى العَزاءِ أَرومُهُ / لأُري المُكاشِحَ بِالعَزاءِ تَجَلُّدي
مَنع التَّعَزّي أَنَّني لِفِراقِهِ / لبسَ العَدو عَلَيَّ جِلدَ الأَربَدِ
وَنَأى الصَّديقُ فَلا صَديقَ أُعِدُّهُ / لِدِفاعِ نائِبَةِ الزَّمانِ المُفسدِ
إِذ خانَني عَنَتُ الزَّمانِ وَفاتَني / بِأَغَرَّ ذي فَجَرٍ كَريمِ المَشهَدِ
مُتَبَلِّجٍ لِلخَيرِ يُشرِقُ وَجهُهُ / كَالبَدرِ ليلته بِسَعد الأَسعَدِ
وَأَرى لِفَقدِكَ كُلَّ أَرضٍ جُبتُها / وَحشاً وَإِن أَهِلَت بِمَن لَم يُحمَدِ
كانَ الَّذي يَدرا العَدو بِدَفعِهِ / فَيَرُدُّ نَخوَةَ ذي المِراحِ الأَصيَدِ
فَمَضَى لِوجهَتِهِ وَكُلُّ مُعَمّرٍ / يَوماً سَيُدرِكُهُ حِمامُ المَوعِدِ
وَالمَرءُ رَهنُ منيةٍ يُدعى لَها / لا بُدَّ أسرعَ مِن رِداءِ المُرتَدي
قُل لِوالي العَهدِ إن لاقَيتَهُ
قُل لِوالي العَهدِ إن لاقَيتَهُ / وَوَلِيُّ العَهدِ أَولى بِالرَّشَد
إِنَّهُ وَاللَّهِ لَولا أَنتَ لَم / يَنجُ مِنّي سالِماً عَبدُ الصَّمَد
إِنَّهُ قَد رامَ مِنّي خُطَّةً / لَم يَرُمها قَبلَهُ مِنّي أَحَد
فَهوَ مِمّا رامَ مِنّي كَالَّذي / يَقنُصُ الدُّراجَ مِن خيسِ الأَسَد
نَأَتكَ سُلَيمى فَالهَوى مُتَشاجِرٌ
نَأَتكَ سُلَيمى فَالهَوى مُتَشاجِرٌ / وَفي نَأيها لِلقَلبِ داءٌ مُخامِرُ
نَأَتكَ وهام القَلبُ نَأياً بِذِكرِها / ولجّ كَما لَجَّ الخَليعُ المُقامِرُ
بواضحة الأَقرابِ خَفّاقَةِ الحَشى / برهرَهة لا يَجتَويها المُعاشِرُ
إِذا عَدَّدَ الناسُ المَكارِمَ وَالعُلا / فَلا يَفخَرَن يَوماً عَلى الغَمرِ فاخِرُ
تَراهُم خشوعاً حينَ يَبدو مَهابَةً / كَما خَشَعَت يَوماً لِكِسرى الأَساوِرُ
أغَرّ بِطاحِيٌّ كَأَنَّ جَبينَهُ / إِذا ما بَدا بَدرٌ إِذا لاحَ باهِرُ
وَقى عِرضَهُ بِالمالِ فَالمالُ جُنَّةٌ / لَهُ وَأَهانَ المالَ وَالعِرضُ وافِرُ
وَفي سَيبه لِلمُجتَدينَ عِمارَةٌ / وَفي سَيفِهِ لِلدّينِ عِزٌّ وَناصِرُ
نَماهُ إلى فَرعَي لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ / أَبوهُ أَبو العاصي وَحَربٌ وَعامِرُ
وَخَمسَةُ آباءٍ لَهُ قَد تَتابَعوا / خَلائِفُ عَدلٍ مُلكُهُم مُتَواتِرُ
بهاليلُ سَبّاقونَ في كُلِّ غايَةٍ / إِذا اِستَبَقَت في المَكرُماتِ المَعاشِرُ
هُمُ خَيرُ مَن بَين الحجونِ إِلى الصَّفا / إِلى حَيثُ أَفضَت بِالبِطاحِ الحَزاوِرُ
وَهُم جَمَعوا هَذا الأَنامَ عَلى الهدى / وَقَد فرقَت بَينَ الأَنامِ البَصائِرُ
إِنَّ جُملاً وَإِن تَبَيَّنتُ مِنها
إِنَّ جُملاً وَإِن تَبَيَّنتُ مِنها / نَكباً عَن مَوَدَّتي وَاِزوِرارا
شرّدَت بِاِدِّكارِها النَّوم عَنّي / وَأُطيرَ العَزاءُ منّي فطارا
ما عَلى أَهلِها وَلَم تَأتِ سوءاً / أَن تُحَيّا تَحِيَّةً أَو تُزارا
يَوم أَبدَوا لي التَّجَهُّمَ فيها / وَحَمَوها لَجاجَةً وَصِرارا
عيلَ العَزاءُ وَخانَني صَبري
عيلَ العَزاءُ وَخانَني صَبري / لَمّا نَعى الناعي أَبا بَكرِ
وَرَأَيتُ رَيبَ الدَّهرِ أَفرَدَني / مِنهُ وَأَسلَمَ لِلعِدا ظَهري
مِن طَيِّبِ الأَثوابِ مُقتَبِلٍ / حُلوِ الشَّمائِلِ ماجِدٍ غَمرِ
فَمَضى لِوجهَتِهِ وَأَدركهُ / قَدَرٌ أُتيحَ لَهُ مِنَ القَدرِ
وَغَبَرتُ مالي مِن تَذَكُّرِهِ / إِلّا الأَسى وَحَرارَةُ الصَّدرِ
وَجَوىً يُعاوِدُني وَقَلَّ لَهُ / مِنّي الجَوى وَمَحاسِنُ الذِّكرِ
لَمّا هَوَت أَيدي الرِّجال بِهِ / في قَعرِ ذاتِ جَوانِبٍ غُبرِ
وَعَلِمتُ أَنّي لَن أُلاقِيَهُ / في الناسِ حَتّى مُلتَقى الحَشرِ
كادَت لِفُرقَتِهِ وَما ظلمَت / نَفسي تَموتُ عَلى شَفا القَبرِ
وَلَعَمرُ مَن حُبِسَ الهَدِيُّ لَهُ / بِالأَخشَبَينِ صَبيحَةَ النَّحرِ
لَو كانَ نَيلُ الخُلدِ يُدرِكُهُ / بَشَرٌ بِطيبِ الخيم وَالنَّجرِ
لغبرتَ لا تخشى المنون ولا / أودى بِنَفسِكَ حادِثُ الدَّهرِ
وَلنِعمَ مَأوى المُرمَلينَ إِذا / قحطوا وَأَخلَفَ صائِبُ القَطرِ
كَم قُلتُ آوِنَةً وَقَد ذَرَفَت / عَيني فَماءُ شُؤونها يَجري
أَنّى وَأَيُّ فَتىً يَكونُ لَنا / شَرواكَ عِندَ تَفاقُمِ الأَمرِ
لدِفاع خَصمٍ ذي مُشاغبَةٍ / وَلعائِلٍ تَرِبٍ أَخي فَقرِ
وَلَقَد عَلِمتُ وَإِن ضُمِنتُ جَوىً / مِمّا أُجِنُّ كَواهِج الجَمرِ
ما لامرِئٍ دونَ المَنِيَّةِ من / نَفَقٍ فَيحرزُهُ وَلا سِترِ
بَني عَمِّنا ما أَسرَعَ اللَّومَ مِنكُمُ
بَني عَمِّنا ما أَسرَعَ اللَّومَ مِنكُمُ / إِلَينا وَما نَبغي عَلَيكُم وَلا نَجُر
بَني عَمِّنا إِنَّ الرِّكابَ بِأَهلِها / إِذا ساءَها المَولى تَروحُ وَتَبتَكِر
بَني عَمِّنا إِنّا نَفيءُ إِلَيكُمُ / بِأَحلامِنا في الحادِثِ الهائِلِ النُّكُر
وَنَشرَبُ رَنقَ الماءِ مِن دونِ سُخطِكُم / وَلا يَستَوي الصافي مِنَ الماءِ وَالكَدِر
أَرى قَومَنا لا يَغفِرونَ ذُنوبَنا / وَنَحنُ إِذا ما أَذنَبوا لَهُم غُفُر
لَعَمرُكَ ما إِلى حسنٍ رَحَلنا
لَعَمرُكَ ما إِلى حسنٍ رَحَلنا / وَلا زُرنا حسيناً يا اِبنَ أنسِ
وَلا عَبداً لِعَبدِهِما فَنَحظى / بِحُسنِ الحَظِّ مِنهُم غَيرَ بَخسِ
وَلَكِن ضَبَّ جَندَلَةٍ أتينا / مضّباً في مكامنه يفَسّي
فلمّا أن أتيناه وَقُلنا / بِحاجَتِنا تَلَوَّن لَونَ وَرسِ
وَأَعرَضَ غَيرَ مُنبَلِجٍ لِعُرفٍ / وَظَلَّ مُقَرطِباً ضِرساً بِضرسِ
فَقُلتُ لِأَهلِهِ أبهِ كُزازٌ / وَقُلتُ لِصاحِبي أَتُراهُ يُمسي
فَكانَ الغُنمُ أَن قُمنا جَميعاً / مَخافَة أَن نُزَنَّ بِقَتلِ نَفسِ
إِنّي اِمرُؤٌ لا يغولُ النَّأيُ لي خُلُقاً
إِنّي اِمرُؤٌ لا يغولُ النَّأيُ لي خُلُقاً / وَلا يُلائِمُني ذو مَلَّةٍ طَرِفُ
وَكُلُّ كَربٍ وَإِن طالَت بَليتُهُ / يَوماً تُفَرَّجُ غماهُ وَتَنكَشِفُ
تِلكَ عِرسي رامَت سَفاهاً فِراقي
تِلكَ عِرسي رامَت سَفاهاً فِراقي / وَاِستَمَلَّت فَما تواتي عِناقي
زَعمت أَنَّها مِلاكي مَعَ الما / لِ وَأَنّي مُحالِفُ الإِملاقِ
ثُمَّ نامَت عُيونُها بَعدَ وَهنٍ / حُشِيَ الصّابَ جَفنُها وَالمَآقي
وَتناسَت مُصيبَةً بِدِمَشق / أَشخَصَت مُهجَتي فُوَيقَ التَّراقي
يَومَ أَدنَوا إِلى اِبنِ عُروَةَ نَعشاً / بَينَ أَيدي الرِّجالِ وَالأَعناقِ
فَاِستَقلوا بِهِ شِراعاً إِلى ال / قَبرِ وَما إِن يَحُثّهم مِن سِباقِ
لمقامٍ زَلخٍ فَلَمّا أَجَنّوا / شَخصَهُ وَاِرتَقوا وَلَيسَ بِراقي
كِدتُ أَقضي الحَياةَ إِذ غَيَّبوهُ / في ضَريحٍ مُراصِفِ الأَطباقِ
فَاِعتَراني الأَسى عَلَيهِ بِوَجدٍ / سَدَّ مَكبوتُهُ مَجيءَ الفُواقِ
فَتَوَلَّيتُ موجَعاً قَد شَجاني / قُربُ عَهدٍ بِهِ وَبُعدُ تَلاقي
عارِفاً بِالزَّمانِ أَعلَمُ أَنّي / لابِسٌ حُلَّةً بِعَيشٍ رَماقِ
وَلَعَمري لَقَد أُصِبتُ بِفَرعٍ / ثاقِبِ الزَّندِ ماجِدِ الأَعراقِ
وَلَقَد كُنتُ لِلحُتوفِ عَلَيهِ / مُشفِقاً لَو أَعاذَهُ إِشفاقي
فَإِذا المَوتُ لا يُرَدُّ بِحِرصٍ / مِن حريصٍ وَلا بِرُقيَةِ راقي
وَغنينا كَاِبني نُوَيرَةَ إِذ عا / شا جَميعاً بِغِبطَةٍ وَاِتِّفاقِ
ثُمَّ صِرنا لِفُرقَةٍ ذاتِ بُعدٍ / كُلُّ حَيٍّ مَصيرُهُ لِفِراقِ
أَصرَمتَ رامَةَ أم تَجَدَّدَ حَبلُها
أَصرَمتَ رامَةَ أم تَجَدَّدَ حَبلُها / أَم قَد مَلِلتَ عَلى التَّنائي وَصلَها
أَم كَيفَ تَرجو نائِلاً مِن خُلَّةٍ / تَدنو مَوَدَّتها وَتَمنَعُ بَذلَها
فَأَظَلّ بَينَ رِضىً وَسُخطٍ واقِفاً / أَرجو مَواعِدَها وَأَكرَهُ بُخلَها
فَاِقصِد لِغايَةِ ما تُريدُ فَإِنَّما / تَحذو الحِذاءَ لِكُلِّ رِجلٍ نَعلَها
وَإِذا أَصَبتَ مِنَ النَّوافِلِ رَغبَةً / فَاِمنَح عَشيرَتَكَ الأَداني فَضلَها
وَذي رَحِمٍ يُطالِعُني أَذاهُ
وَذي رَحِمٍ يُطالِعُني أَذاهُ / أَقولُ لَهُ صراحاً غَير خَتلِ
ألا تَقنى الحياءَ أبا يَسارٍ / فَتُقصِرُ عن مُلاحاتي وعَذلي
فَصَدري سالِمٌ لا غِشَّ فيهِ / وَصَدرُك واغِرٌ بِالغِش يَغلي
أُحاوِلُ أَن تَلينَ وَأَنتَ فَظٌّ / أُلهف لَهفَتي وَلُهوفَ عَقلي
بِقُربي فيكَ لَو يُدنيكَ قُربي / حُنُوّاً قَد حَنَنتَ بِقَطعِ حَبلي
فَلَولا أَنَّ أَصلَكَ حينَ ثَنمى / وَفَرعَكَ مُنتَهى فَرعي وَأَصلي
وَأَنّي إِن رَمَيتُك هِضتُ عَظمي / وَنالَتني إِذا نالَتكَ نَبلي
لَقَد أَنكَرتَني إِنكارَ خَوفٍ / يُقيمُ حَشاكَ عَن شُربي وَأَكلي
وَكَم مِن سَورَةٍ أَبطَأتُ عَنها / وَأدرَكَ مَجدها طلبي وَحَفلي
كَقَولِ المَرءِ عَمرٍو في القَوافي / لِقَيسٍ حينَ خالَفَ كُلَّ عَدلِ
عذيري مِن خَليلي مِن مُرادٍ / أُريدُ حَياتَهُ وَيُريدُ قَتلي
تَعَلَّم حينَ يُدلي القَومُ يَوماً / دِلاءَ المَجدِ ماذا كُنت تُدلي
وَتُغمَرُ عِندَ جَهدِكَ في المَعالي / إِذا ما لَم تُواضِحهُم بِسَجلِ
كلثمُ أَنتِ الهَمُّ يا كَلثَمُ
كلثمُ أَنتِ الهَمُّ يا كَلثَمُ / وَأَنتمُ دائي الَّذي أَكتُمُ
أُكاتِمُ الناسَ هَوىً شَفَّني / وَبَعضُ كتمانِ الهَوى أحزمُ
قَد لُمتِني ظُلماً بِلا ظِنَّةٍ / وَأَنتِ فيما بَينَنا أَلومُ
أُبدي الَّذي تُخفينَهُ ظاهِراً / أرتَدُّ عَنهُ فيك أَو أُقدِمُ
إِمّا بِيَأسٍ مِنكَ أَو مَطمَعٍ / يُسدي بِحُسنِ الوُدِّ أَو يُلحِمُ
لا تَترُكيني هَكذا مَيِّتاً / لا أُمنَحُ الوُدَّ وَلا أُصرَمُ
أوفِي بِما قُلتِ وَلا تَندَمي / إِنَّ الوَفِيَّ القَولِ لا يَندَمُ
آيَةُ ما جِئتُ عَلى رقبَةٍ / بَعدَ الكرى وَالحَيُّ قَد نَوَّموا
أُخافِتُ المَشيَ حِذارَ العِدا / وَاللَّيلُ داجٍ حالِكٌ مُظلِمُ
وَدونَ ما حاوَلتُ إِذ زُرتُكُم / أَخوكِ وَالخالُ مَعاً وَالعَمُ
وَلَيسَ إِلّا اللَهُ لي صاحِبٌ / إِلَيكُم وَالصّارِمُ اللَّهذَمُ
حَتّى دَخَلتُ البَيتَ فَاِستَذرَفَت / مِن شَفَقٍ عَيناكَ لي تَسجمُ
ثُمَّ اِنجَلى الحزنُ وَرَوعاتُهُ / وَغُيِّبَ الكاشِحُ وَالمُبرَمُ
فَبِتُّ فيما شِئت مِن نعمَةٍ / يَمنَحُنيها نَحرُها وَالفَمُ
حَتّى إِذا الصُّبحُ بَدا ضَوءُهُ / وَغارَتِ الجَوزاءُ وَالمِرزَمُ
خَرَجتُ وَالوَطءُ خَفِيٌّ كَما / يَنسابُ مِن مَكمَنِهِ الأَرقَمُ
يا هِندُ رُدّي الوَصلَ أَن يَتَصَرَّما
يا هِندُ رُدّي الوَصلَ أَن يَتَصَرَّما / وَصِلي اِمرأً كَلِفاً بِحُبِّك مُغرَما
لَو تَبذُلينَ لَنا دَلالَكِ مَرَّةً / لَم نَبغِ مِنكِ سِوى دَلالكِ محرَما
منعَ الزِّيارَةَ أَنَّ أَهلَكَ كُلَّهُم / أَبدَوا لِزَورِكِ غِلظَةً وَتَجَهُّما
ما ضَرَّ أَهلكِ لَو تَطَوَّف عاشِقٌ / بِفِناءِ بَيتِكَ أَو أَلَمَّ فَسَلَّما
يا رَبع رامَة بِالعَلياءِ مِن ريمِ
يا رَبع رامَة بِالعَلياءِ مِن ريمِ / هَل تَرجِعَنَّ إِذا حَيَّيت تَسليمي
ما بالُ حَيٍّ غَدَت بُزلُ المَطِيِّ بِهِم / تَخدي لِغُربَتِهِم سَيراً بِتَقحيمِ
كَأَنَّني يَومَ ساروا شارِبٌ سَلَبَت / فُؤادَهُ قَهوَةٌ مِن خَمرِ دارومِ
إِنّي وَجدّك ما عودي بِذي خَوَرٍ / عِند الحِفاظِ وَلا حَوضي بِمَهدومِ
أَصلي كَريمٌ وَمَجدي لا يُقاسُ بِهِ / وَلي لِسانٌ كَحَدِّ السَّيفِ مَسمومِ
أَحمي بِهِ مَجدَ أَقوامٍ ذَوي حَسَبٍ / مِن كُلِّ قرمٍ بِتاجِ المُلكِ مَعمومِ
جَحاجِح سادَةٍ بُلجٍ مَرازِبَةٍ / جُردٍ عِتاقٍ مَساميخٍ مَطاعيمِ
مَن مِثلُ كِسرى وَسابور الجُنودِ مَعاً / وَالهُرمُزانِ لفَخرٍ أَو لتَعظيمِ
أُسدِ الكَتائِبِ يَومَ الرَّوعِ إِن زَحَفوا / وَهُم أذلّوا مُلوكَ التُّركِ وَالرّومِ
يَمشونَ في حَلَقِ الماذِيِّ سابِغَةً / مَشيَ الضَّراغِمَةِ الأُسدِ اللَّهاميمِ
هُناكَ إِن تَسأَلي تُنبي بِأَنَّ لَنا / جُرثومَةً قَهَرَت عزَّ الجَراثيمِ
وَلَقَد تعلم سَلمى أَنَّني
وَلَقَد تعلم سَلمى أَنَّني / صادِقُ الوَعدِ وَفِيٌّ بِالذّمَمْ
وَالفَتى يَعدو وَيسري لَيلَه / وَهوَ في نَبلِ المَنايا بِأُمَمْ
بَينَما يُصبِحُ يَوماً ناعِماً / في غِنىً فاشٍ وَأَهلٍ وَنَعَمْ
أمَّه مُختَرِمُ المَوتِ وَمَن / يَكُ لِلمَوتِ بأمّ يُختَرَمْ
فَثوى لَيسَ لَهُ مِمّا حَوى / غَيرَ أَكفانٍ وَنَعشٍ وَرَجَمْ
إِنَّ مَمشاكَ نَحوَ دارِ عَدِيٍّ
إِنَّ مَمشاكَ نَحوَ دارِ عَدِيٍّ / كانَ لِلقَلبِ شقوةً وَفُتونا
هاجَ ذا القَلبَ من تَذَكُّرِ جُملٍ / ما يَهيجُ المُتَيَّمَ المَحزونا
إِذ تَراءَت عَلى البَلاطِ فَلَمّا / واجَهَتنا كَالشَّمسِ تَغشى العُيونا
لَيلَةَ السَّبتِ إِذ نَظَرتُ إِلَيها / نَظرَةً زادَتِ الفُؤادَ جُنونا
قالَ هارون قِف فَيا لَيتَ أَنّي / كُنتُ طاوَعتُ ساعَةً هارونا
أحِينَ بلغْتَ ما كُنَّا نُرَجِّي
أحِينَ بلغْتَ ما كُنَّا نُرَجِّي / وكنتَ على أنُوفِ الكاشحِيناَ
أبا بكْرٍ ثَوَيْتَ رَهِينَ رَمْسٍ / يَخْبُّ بَنْعيِك المُتَعجِّلُوناَ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025