القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البُرَعي الكل
المجموع : 95
تَجَلَّت لِوحدانية الحق أَنوار
تَجَلَّت لِوحدانية الحق أَنوار / فدلت عَلى أَن الجحود هو العار
وَأَغرت لداعي الحق كل موحد / بمقعد صدق حبذا الجار وَالدار
وَأَبدَت مَعاني ذاته بصفاته / فَلَم يحتمل عقل المحبين أنكار
تَراءى لهم في الغَيب جل جَلاله / عيانا فَلَم يدركه سمع وَأَبصار
مَعان عقلن العقل وَالعَقل ذاهِل / واقباله في برزخ البحث أَدبار
اذاهمّ وَهم الفكر ادراك ذاته / تعارض أَوهام عليه وَأَفكار
وَكَيفَ يحيط الكيف ادراك حده / وَلَيسَ له في الكَيف حدو مقدار
وَأَينَ يحل الاين منه وَلَم يَكن / مَع اللَه غير اللَه عين وَآثار
وَلا شيء مَعلوم وَلا الكَون مضيئة / وَلا الرزق مَقسوم وَلا الخلق افطار
وَلا الشمس بالنور المنير مضيئة / وَلا القمر الساري وَلا النجم سيار
فأنشأ في سلطانه الأرض وَالسَما / ليخلق منها ما يَشاء وَيَختار
وَزين بالكرسي وَالعَرش ملكه / فمن نوره حجب عليه وَأَستار
فَسُبحان من تعنو الوجوه لوجهه / وَيَلقاه رهن الذل من هو جبار
وَمن كل شيء خاضع تحت قهره / تصرّفه في الطوع والقهر أَقدار
عَظيم يهون الاعظمون لعزه / شديد القوى كاف لدى القهر قهار
لطيف بلطف الصنع فضلنا على / خَلائق لا تحصى وَذَلكَ ايثار
يرى حركات النمل في ظلم الدجى / وَلم يحف اعلان عليه واسرار
وَيحصى عديد النمل وَالقطر وَالحصى / وما اشتملت نجد عليه وأغوار
ووزن جبال كم مَثاقيل بنوره / دراها وكيل البحر والبحر تيار
أَضاءَت قُلوب العارفين بنوره / فَباحَت بأحوال المحبين أَسرار
وَشق عَلى أَسمائهم من عَلى اسمه / عَلى الاصل فهو البر والقَوم أَبرار
فَذاكَ الَّذي يلجا إِليه توكلا / عليه وَيَعصى وَهُوَ بالحلم ستار
فأدنى الرجا للخلق من باب فضله / لتمعي اسا آن وَتغفر أَوزار
وَضامنة الآمال تَسعى مواشيا / إِلى مزن استغفاره وَهُوَ غفار
تسبح ذرّات الوجود بحمده / وَيسجد بالتَعظيم نجم وَأَشجار
وَيبكى غمام الغيث طوعا لامره / فتَضحَك مِمّا يَفعَل الغَيث أَزهار
ومن شق وجه الأَرض عن معشب الثرى / وَتَجري وَلا يَجري سِوى اللَهَ أَنهار
ومن عرد القمرى شكرا لربه / فَجاوبن بأسجع الالهى أَطيار
وان نفحت هوج النسيم تعطرت / به خلع الأَكوان وَالسكون معطار
تَبارك رب الملك وَالمَلكوت من / عَجائِب يرويهن بدو وَحضار
فَيا نفس للاحسان عودى فربما / أقلت عثارا فابن آدم معثار
وَيا فرقة الاحباب بالرغم لا الرضا / لعل بلطف اللَه تجمعنا الدار
فأصبح في الأَرض البَعيدة عهدها / فَلا ثم أَوطان وَلاثم أَقطار
وأدرك من ريحانة القلب نظرة / وَراها لصوم القلب عيد وافطار
الهى أذقني برد عفوك واهدنى / اليك بِما يُرضيك فالدهر غرار
وصل حبل أنسى باجتماع أحبتى / فَفي صرم حبل الانس بشمت غدار
وصن ماء وَجهي عَن مقام مذلة / وَحصنه من جور الطغاة اذا جاروا
فاني بِتَقصيري وَفَقري وَفاقَتي / عَلى أَملى من مصر حودك أَمتار
خَلعت عذارى واعتذرتك سيدى / وَلَم يَبقَ لي بعد اعتذاري أعذار
فَقل فزت يا عبدالرَحيم بِرَحمَتي / وَطبت وَلا خزى لديك وَلا عار
وأكرم لاجلى من يَليني وأعطنا / من النار أَمنا يوم تستعر النار
وَصل عَلى روح الحَبيب محمد / حميد المَساعي فَهُو في الخلق مختار
وَأَزواجه والآل وَالصحب انهم / له وَلدين الحق بالحق أَنصار
لَك الحَمد حمدا نستلذ به ذكرا
لَك الحَمد حمدا نستلذ به ذكرا / وان كنت لا أَحصي ثناء وَلا شكرا
لَك الحَمد حَمداً طَيبا يَملأ السَما / وَأَقطارها وَالأَرض وَالبر وَالبَحرا
لَك الحَمدُ حَمد اسر مدبا مُباركا / يقل مداد البحر عن كتبه حصرا
لَك الحمد تَعظيما لوجهك قائما / يخصك في السراء منى وَفي الضرا
لَك الحمد مقرونا بشكرك دائما / لَك الحمد في الاولى لك الحمد في الاخرى
لَك الحَمد حمد اطيب أَنتَ أَهله / عَلى كل حال يشمل السر والجهرا
لَك الحمد موصولا بغير نهاية / وَأَنتَ الهى ما أَحق وَما أحرى
لَك الحمد يا ذا الكِبرياء ومن يكن / بحمدك ذا شكر فقد احرزا الشكرا
لَك الحمد حَمدا لا يعد لحاصر / أَيحصى الحصى وَالنبت وَالرمل وَالقطرا
لَك الحَمد أَضعافا مضاعفة عَلى / لطائف ما أَحلى لدينا وَما أَمرا
لَك الحمد ما أَولاك بالحمد وَالثَنا / عَلى نعم أَتبعتها نعما تترى
لَك الحمد حمد أَنتَ وَفقتنا له / وَعلمتنا من حمدك النظم وَالنثرا
لَك الحَمدُ حَمد انبتغيه وَسيلة / اليك لِتَجديد اللطائف وَالبشرى
لَكَ الحَمد كم قلدتنا من صَنيعة / وَأَبدلتنا بالعسر يا سيدي يسرا
لَك الحمد كم من عثرة قد أقلتنا / ومن زلة أَلبستنا معها سترا
لَك الحمد كم خصصتني ورفعتني / عَلى نظرائي من بَني زَمَني قدرا
لَك الحمد حمدا فيه وردى وَمشرعي / اذا خابَت الآمال في السنة الغبرا
لَك الحمد حَمدا ينسخ الفقر بالغنى / اذا خرت يا مَولاي بعد الغنى فقرا
الهى تغمدني برحمتك الَّتي / وَسعت وَأَوسعت البرايا بهابرا
وَقوّ بروح منك ضعفي وَهمتي / عَلى الفقر واغفر زلتي واقبل العذار
فاني من تَدبير حالي وَحيلَتي / اليك ومن حولي وَمن قوتي أَبرا
ومن ماء وَجهي عَن سؤال مذلة / وَعَن جوردهر لَم يزل حلوه مرا
وَلا طف أَطيفالي واخوتهم فقد / رمتهم خطوب ما أَطاقوا لَها صَبرا
وَهم يألفون الخير وَالخير واسع / لديك وَلا وَاللَه ما عرفوا شرا
ربوافى ربا روض النَعيم وظله / فجدد لهم من جودك النعمة الخضرا
ومن محن الدنيا والاخرى تولهم / بخير وَيسرهم بفضلك اليسرى
وهبنى لهم أَسعى عليهم مجاهدا / لوجهك وافسح لي بطاعتك العمرا
وَبعد حَياتي في رضاكَ توفني / عَلى الملة البَيضاء وَالسنة الزهرا
وَفي القبر آنس وحشتي بند وحدتي / فان نزيل القر يَستَوحش القبرا
وان ضاق أَهل الحشر ذرعا بموقف / بك الكتب تعطى باليَمين وَباليسرى
فقل فزت يا عبدالرَحيم برحمتي / وَمَغفرتي لا تَخش بؤسا وَلا ضرا
وأكرم لاجلى مَن يَليني رحامة / وَصحبا وَفرج همنا واغفر الوزرا
وَلا نبق لي مِمّا نويت علاقة / وَلا حاجة كبرى وَلا حاجة صغرى
وَصل عَلى روح الحَبيب محمد / حميد المَساعي مقتَفي مضر الحمرا
صَلاة وَتَسليما عليه وَرَحمة / مباركة تَنمو فَتَستَغرق الدهرا
وَتَشمَل كل الآل ما هبت الصبا / وَما سرت الركبان في اللَيلة الغرا
عَسى من خفيّ اللطف سبحانه لطف
عَسى من خفيّ اللطف سبحانه لطف / بعطفة برّ فالكَريم له عطف
عَسى من لطيف الصنع نظرة رحمة / الى من جفاه الأهل وَالصحب والالف
عَسى فرج يأتي به اللَه عاجِلا / يسربه المَلهوف اذعمه اللهف
عَسى لِغَريب الدار تَدبير رأَفة / وبرّ من الباري اذا العيش لم يصف
عَسى نفحة فردية صعدية / بها تَنقَضي الحاجات وَالشمل يلتف
فاتى وَالشَكوى الى اللَه كالَّذي / رمى نفسه في لجة موجها يَطفو
فمن محن الأَيام قَلبي معذب / أَلمّ بروحي قبل حتف الفنا حتف
وانى لارضى ما قَضى اللَه لي وَلَو / عبدت عَلى حرف لازوى بي الحرف
ولَم ابن حسن الظن في سيدى عَلى / شفا جرف هارفينها ربي الجر ف
وَلَكِن دعوت اللَه يكشف كُربَتي / فَما كربة الاومنه لها كشف
فَكَم بسطت كف لسوء تريدني / فَقالَ لَها الكافى ألاغلب الكف
وَكَم هم صرف الدهر يصرف غابه / عَليّ فَجاء الغوث وانصرف الصرف
وَلَم أَعتَصِم بِاللَه الاومدلى / من البر ظلا في رضاء له وكف
واني لمستغن بِفَقري وَفاقَتي / اليه ومستقر وان كان بي ضعف
وَفي الغبب للعبد الضَعيف لطائف / بها جفت الاقلام واِنطَوَت الصحف
فَكَم راحَ روح اللَه في خلقه وَكَم / غَدا قبل أَن يرتد لِلناظر الطرف
بقدرة من شد الهوى وَبقى السما / طَرائق فوق الأَرض فهي لها سقف
وَمن نصب الكرسي وَالعَرش واِستَوى / عَلى العَرش والاملاك من حوله حفوا
ومن بسط الارضين فهي بلطفه / لحى بَني الدنيا وميتهم ظرف
وَأَلقى الجبال الشم فيها رواسيا / فَلَيسَ لها من قبل موعد هانسف
والبسها من سندس النبت بهجة / من القطر ما صنف يشابهه صنف
وَسخر من نشر السحاب لواقعا / اذا اِنتَشَرَت درث سحائبها الوطف
وأنشأ من الفافها كل حبة / بها الاب وَالريحان وَالحب وَالعَصف
وَيَعلَم مسرى كل سار وَسارب / وَما أَعلَنوه من خَطايا وَما أَخفوا
وبحصى الحصى وَالقطر وَالنبت في الثَرى / والاحقاف عداقل أَو كثرا لحقف
وَيَدري دَبيب النَمل في اللَيل ان سعت / وان وقفت ما أَمكن السعى وَالوقف
ووزن جِبال كَم مَثاقيل ذرة / وَكيل بحار لا يغيضها نزف
وَكَم في غَريب الملك وَالمَلكوت من / عَجائِب لا يحصى لا يسرها وصف
فَسُبحانه ان هم وهم لذاته / بكفء وَتكييف يلجمه الكف
وَلَم تحط الست الجهات بذاته / فأين يَكون الاين وَالقبل وَالخلف
الهى أقلنى عثرَتي وَتولتي / بعفو فان النائبات لها عنف
خلعت عذارى ثم جئتك عامِدا / بعذرى فان لم تعف عَني فمن يَعفو
وَأَنتَ غياثي عند كل ملمة / وَلَهفي اذا لَم يَبقَ بين الوَرى كهف
فَكَم صاحب رافقته ليَكون لي / رَفيقا فأَضحى وَهُو بادى الجفا خلف
وَما شئت من قوم أعد صديقهم / اذا اِستنصر وازالوا وان وزنوا خفوا
طباع ذئاب في ثياب جَميلة / بصائرهم عمى قلوبهم غلف
تَلوح عليهم لِلنفاق دَلائل / وَبالحك يَبدو الزيف وَالذَهَب الصرف
فحل سيدى ما عشت بيني وَبينهم / بحولك حَتّى يَخضع الفرد والالف
وَأَعلى مَقامي وانصب اسمي بحفظهم / لتصرف كل اسم يحق له الصرف
لانك معروفى ومنك عوارفى / اذا اِستنكر المَعروف واِنقطَع العرف
واثبت بنور العلم وَالحلم منك لي / سَعادة حظ ما لمثبتها حذف
وأيد بحرف الكاف وَالنون حِجَتي / لِيَسبق لي من كل صالحة حرف
وَقل فزت يا عَبد الرَحيم برحمة / وَمغفرة يوم المَلائك يصطَفوا
واكرم لاجلي من يليني واعطنا / من النار أَمنا يوم كل له ضعف
وَصل عَلى روح الحَبيب محمد / صَلاة عَلاها النور واِنتشر العرف
وأَزواجه والآل وَالصحب ما اِنثَنَت / أَراكَ الحمى وانساب بالابل الزحف
مقيل العاثرين أَقل عثارى
مقيل العاثرين أَقل عثارى / وَخذلي من بَني زمني بثاري
وَجملتي بعافية وَعَفو / من الأَمراض وَالعلل الطواري
فغم البَلغَم اِستَوفى نَعيمي / وَمقدم ام ملدم لفح نار
اذاب حَماؤُها لَحمي وَعَظمي / وَلست من الحَديد وَلا الحجار
فَيا فردا بلا ثان اجرني / بعز علاك من ثان ودار
وَلا تشمت بي الاعداء وانظر / اليّ برحمة نظر اختيار
فَقَد هَتَكوا حماى وعاندوني / على نعم تدر عَلى دِياري
وان تضرري وَعناي منهم / نظير تذللي لك واِفتِقاري
فان يخسر بسوقهم اتجاري / ففضلك سوق أَرباح التجاري
وان يك عقنى صحبي وَجاري / فَجودك بالَّذي أَرجوه جاري
واني بعت حين عرفت دَهري / خيار بَني الزَمان بلا خيار
لانهم ذياب في ثياب / فَيالي من شرار في شرار
فَكَم لحم شووه بغير نار / وعرض مزقوه بلا شغار
وَكَم نَصَبوا العداوَةَ لي بكيد / فكادوا يهدمون به جدار
فَهَل لَك يا خَفي اللطف لطف / يعود عَلى اِحتسابي واِصطِباري
فأَتَت بنيتها سبعا شِدادا / يغرين جوّها شهب سواري
وَمهدت الأَراضي من نجود / دَبيبَ النَمل في ظلم المَجاري
وَسخرت البحار السبع نجرى / بها الأَفلاك من غادو ساري
وانشأت السحاب وَلا سَحاب / واذريت الرياح وَلا ذراري
جعلت الشمس خلف البدر تَسعى / كَسعي اللَيل في طرف النهار
وَتَعلم كل خائنة وَتَدري / دَبيبَ النَمل في ظلم المَجاري
وَتمسك في الهَواء الطير بسطا / وَقبضا في رواح واِبتِكاري
وَتكفل كل وحش في البَراري / وَترزق كل حوت في البحار
وَكَم من نعمة غذَت البرايا / يَراها من محل الخلق باري
كَريم منعم بر روف / مقيل العاثرين من العثار
الهى عافنى واصح جِسمي / وَصل واقبل برحمتك اِعتِذاري
وَطهر قالبي وَتغش قَلبي / بانوار السَكينة والوقار
وان كررت مشلتي فكلني / إِلى كرم يَفيض بلا انحصار
فتحت يدى أَطفال صغار / فهبني للأَطفال الصِغار
أُجاهِد فيك محتسبا عليهم / وأبذل فيك جُهدي واِقتِداري
وَتَيسير الامور عليك دونى / ففرج هم عسرى باليَسار
ومن على يوم الكتب تقرا / وَتعطى باليَمين وَباليَسار
وَعافَ أَبو السعود أَخص صحبي / من الجرح الَّذي يصلى بنار
وكن لِدَخيل علته طَبيبا / بِلا نار وَلا طول اِنتظار
فانك ان لطفت به تعافى / وَعاد بلطف صنعك وَهُوَ باري
وَقل عَبد الرَحيم وَمن يَليه / من المحن العَظيمة في جواري
وَصل عَلى النَبي وتابعيه / وعترته الخيار بَني الخيار
فمدح محمد شرفي وَعزى / وَجاهى في العَشائِر واِفتِخاري
كل شيء منكم عليكم دَليل
كل شيء منكم عليكم دَليل / وَضح الحق واِستَبان السَبيل
أَحدث الخلق بين كاف وَنون / مَن يَكون المراد حين يَقول
من أَقام السَماء سَقفا رَفيعا / يَرجع الطرف عنه وَهُوَ كَليل
وَدَحا الأَرض فَهي بحر وَبر / وَوعور مَجهولة وَسهول
وَجبال منيفة شامخات / وَعيون معينة وَسيول
وَرياح تهب في كل جوّ / وَسحاب يَسقى الجهات ثَقيل
وَرياش بكم وَشمس وَبدر / وَنجوم طَوالع وأفول
حكمة تاهَت البَصائِر فيها / واعتَراها دون الذهول ذهول
فالسَموات السَبع وَالعرش وَالكر / سي وَالحجب ذكرها التَهليل
وَجَميع الوجود يسجد شكرا / لمبيد الوجود جلّ الجَليل
ممسك الطير في الهَواء وَمحيى / السحوت في الماء فَهوَ كاف كَفيل
سرمدى البقا أَخير قديم / قصرت عَن مَدى علاه العقول
حيث لَم يَشتَمِل عليه مَكان / يَحتَويه أَوغدوة وأصيل
من له الملك وَالمُلوك عَبيد / وَله العز وَالعَزيز ذَليل
كل شيء سواه يفنى وَيُبلى / وَهُو حي سبحانه لا يَزول
أَلفت بره البَرايا فهم في / رحمة ظلها عليهم ظَليل
سيدي أَنتَ مَقصدي وَمُرادي / أَنتَ حسبي وَأَنتَ نعم الوَكيل
أَحى قَلبي بِمَوت نَفسي وَصلني / وأنلني أَن الكَريم ينيل
وأجرني من كل خطب جَليلي / قبل قول الوشاة صبر جَميل
وافتقدني برحمة وأقلني / من عثارى فانني مُستَقيل
كَيفَ يَظمأ قَلبي وَعفوك بحر / زاخر طافح عَريض طَويل
رب صفحا فان ذَنبي كَبير / واِصطباري عَلى العَذاب قَليل
لا نؤاخذ عبدَ الرَحيم بقول / أَو بفعل وأَنتَ بروصول
فَهوَ يَرجو رِضاكَ عنه وَعَن ذي / رحم هم فروعه والاصول
كلهم خائِفونَ منك فآمن / خوفهم ان أَلم هول مهول
وَالرجافيك وَالرضا منك فضلا / ولك المن وَالعَطاء الجَزيل
وَعَلى المُصطَفى النبي صَلاة / أَحمَد الهاشمي نعم الرَسول
وَعَلى الآل ماسري برق نجد / أَو نثنى في الاصل غصن يَميل
قِف بالخضوع وَنادربك يا هو
قِف بالخضوع وَنادربك يا هو / إِنَّ الكَريم يجيب من ناداه
واطلب بطاعته رضاه فَلَم يزل / بالجود يَرضى طالبين رضاه
واسأله مسألة وَفضلاته / مبسوطتان لسائليه يَداه
واقصد منقطعا اليه فكل من / يَرجوه منقطعا اليه كفاه
شملت لطائفه الخَلائق كلها / ما لِلخَلائق كافل الا هو
فعَزيزها وَذَليلها وَغنيها / وَفَقيرها لا يَرتَجون سواه
ملك تدين له المُلوك وَيلتجى / يَومَ القيامة فقرهم بِغناه
هُوَ أوّل هُوَ آخر هو ظاهر / هُوَ باطِن لَيسَ العيون تَراه
حجبته أَسرار الجَلال فَدونه / تَقِف الظنون وَتخرس الافواه
صمد بِلا كفء وَلا كَيفية / أَبدا فَما النظراء والاشباه
شهدت غَرائب صنعه بوجوده / لَولاه ما شهدت به لَولاه
واليه أذعنت العُقول فآمنت / با لغيب تؤثر حبها اياه
سُبحان من عنت الوجوه لوجهه / وَله سجود أَوجه وَحباه
طوعا وَكرها خاضعين لعزه / فَله عليها الطوع والاكراه
سل عنه ذرات الوجود فانها / تدعوه معبودا لها رباه
ما كانَ يعبد من الدغيره / وَالكل تحت القهر وَهواله
أَبدى بمعكم صنعه من نطفة / بشرا شويابجل من سواه
وَبَني السَموات العَلي وَالعَرش / وَالكرسيّ ثم عَلى الجَميع علاه
وَدحا يبسط الأَرض فَرشا مثبتا / بالراسيات وَبالنبات حلاه
تَجري الرياح عَلى اختلاف هبوبها / عَن اذنه وَالفلك والامواه
رب رَحيم مشفق متعطف / لا يَنتَهي بالحصر ما أَعطاه
كَم نعمة أَولى وَكَم من كربة / أَحلى وَكَم من مُبتَلى عافاه
فاذا بليت بغربة أَو كربة / فادع الاله وَقل سَريعا ياهو
لا محسن لظن الجَميل به يَرى / يوأ وَلا راجيه خاب رجاه
وَلحلمه سبحانه يَعصى فَلَم / يمحل عَلى عبد عصى مَولاه
يأتيه معتذرا فيقبل عذره / كَرَما وَيَغفر عمده وَخطاه
ياذا الجَلال وَذا الجَمال وَذا الكَرم / يا منعما عم الانام نداه
يا من هوالمعروف بالمَعروف يا / غوثاه يا رباه يا مولاه
لي صاحب يَشكو الديون فقضها / عنه وِبلغه الَّذي يَهواه
واقبل توسلنا بفضل محمد / وَبِمَن له وجه لديك وجاه
واشدد عرا عبَدالرَحيم برحمة / ان الحَوادِث قَد قصمن عراه
وأنله من دنياه كل كرامة / وَقمه الَّذي يَخشاه في أخراه
وأذقه برد رضاك عنه فَلَم يخب / من كان عينك بالرضا تَرعاه
واقمع بحولك حاسديه وكن له / حرما من المَكروه واحم حماه
واغفر ذنوب اصوله وَفروعه / وَصحابه وَجَميع من آخاه
مالي إِذا ضاقَت وجوه مذاهبي / أَحد الوذبر كنه الاهو
ثم الصَلاة عَلى النَبي تخصه / وَتعم بالخَيرات من والاه
ما صاح في عذب العَذيب مغرد / أَولاح برق الابرقين سناه
لَك الحَمد يا مستوجب الحمد دائما
لَك الحَمد يا مستوجب الحمد دائما / عَلى كل حالٍ حمدُ فانٍ لدائمِ
وَسُبحانك اللهم تَسبيح شاكِر / لمعروفك المَعروف ياذا المَراحِم
فَكَم لَك من ستر على كل خاطىء / وَكَم لَك من برعلى كل ظالم
وجودك مَوجود وَفضلك فائض / وَأَنتَ الَّذي ترحى لتكشف العَظائم
وَبابك مَفتوح لكل مؤمل / وَبرك ممنوح لكل مصارم
فَيا فالق الاصباح وَالحب وَالنوى / وَيا قاسِم الارزاق بين العَوالِم
وَيا كافِل الحيتان في لج بحرها / وَمؤنس في الآفاق وَحش البَهائم
وَيا مُحصي الأَوراق وَالنَبت وَالحَصى / وَرَمل الفلا عَدا وَقطر الغَمائم
اليك توسَلنا بك اغفر ذنوبنا / وَخفف عَن العاصين ثقل المَظالِم
وَحَبِب إِلَينا الحق واعصم قلوبنا / من الزيغ وَالاهواء يا خير عاصم
وَدَمِر أَعادينا بسلطانك الَّذي / أذل وأننى كل عات وَغاشِم
وَمن علينا يوم يَنكَشِف الغَطا / بستر خَطايانا وَمحو الجَرائم
وَصل عَلى خَيرِ البَرايا نَبينا / محمد المَبعوث صفوة آدم
اليه به سبحانه أَتَوَسَل
اليه به سبحانه أَتَوَسَل / وَأَرجو الَّذي يُرجى لديه واسأل
وأحسن قَصدي في خُضوعي وَذلتي / له وَعَليه وحده أَتوَكَل
وأصحب آمالي إِلى فضل جوده / وأنزل حاجاتي بِمَن لَيسَ يبخل
فَسُبحانه من أَوَّل هو آخِر / وَسُبحانه من آخر هُوَ أَوَّل
وَسُبحان من تعنو الوجوه لِوَحهِهِ / ومن كل ذي عز له يَتَذَلل
ومن هو فرد لا نَظير له وَلا / شَبيه وَلا مثل به يَتَمَثَل
ومن كلت الافهام عَن وصف ذاته / فَلَيسَ لها في الكيف والاين مدخل
تكفل فضلا لا وجوبا برزقه / عَلى الخلق فهو الرازِق المتكفل
وَلَم يأخذ العبد المسىء بذنبه / وَلكنه يرجى لامر وَيمهل
حَليم عَظيم راحِم متكرم / رؤف رَحيم واهب متطوّل
جواد مجيد مشفق متعطف / جَليل جَميل منعم متفضل
له الراسيات الشم تهبط خشية / وَتنشق عَن ماء يسيح وَيخضل
وأنشأ من لا شيء محبا هو اطلا / يسبح فيها رعدها وَيهلل
وأَحيا نَواحي الأَرض من بعد مَوتِها / بمنسجم غيث من السحب يهمل
واجرى بِلا نفخ رياحا لواقحها / تَسير بلا شخص يحاط وَيعقل
فَسُبحان مَجرى الريح في كل موضع / لتبلغ كل العالمين وَتشمل
عَلى أَنه في عز سلطانه يَرى / وَيَسمَع منا ما نجد ونهزل
يحيط بما تخفى الضَمائر عمله / وَيَدري دَبيب النمل وَاللَيل أَلبل
وَيَحصى عديد القطر وَالرَمل وَالحَصى / وَما هُوَ أَدنى منه عدا وأَكمَل
وَيَعلَم ما قدر الجبال وَوزنها / مَثاقيل ذر أَو أَخف وَأَثقَل
حَنانيك يا من فضله الجم فائض / وَمن جوده المَوجود للخلق يَشمَل
وَيا غافِر الزلات وَهي عَظيمة / وَيا نافِذ التَدبير ما شاء يَفعَل
وَيا فالق الاصباح وَالحب وَالنوى / وَيا باعِث الاشباح في الحشر تنسل
أَجِب دَعوَتي يا سَيدي واقض حاجَتي / سَريعا فَشأن العَبد يَدعو وَيعجل
فَما حاجَتي الا الَّتي قَد عَلِمتها / وان عظمت عِندي فَعندك تسهل
تول ابن يحيى الشارقى محمدا / وأبلغه في الدارَين ما هُوَ يأمل
وأسبل عَليهِ الستر من كل نكبة / فَسَترك مَسدول عَلى الخَلق مسبل
وأكرمه بالقرآن واجعله حجة / لَهُ شافعا اذ لا شَفاعَة تقبل
فَيا طول ما يَتلوه يَرجو بضاعة / مضاعَفة يَوم الجَزا لَيسَ تهمل
وَلاطفه وارحم من يَليه رحامة / وَصحبا فان البعض للبعض يحمل
أَجرهم من الدنيا وَمن نكباتها / وَجازهم يوم العشار تعطل
وَقائلها واغفر خَطاياه أَنَّه / أَسير باثقال الذنوب مكبل
أَتاكَ وَلا قَلب سَليم مطهر / وَلا عمل تَرضى به كان يفعل
وَلا يَرتَجي من عند غيرك رحمة / وَلا يَبتَغي فَضلا لمن يتفضل
بَلى جاء مسكينا مقرا بِذَنبه / ذنوب وَأَوزار عَلى الظهر تحمل
فَحَقِق رَجائي فيك يا غاية المنى / فانت لمن يَرجوك حصن مؤمل
وَقل أَنتَ يا عَبدالرَحيم لِرَحمَتي / خلقت ومن يعنيك فهو مجمل
سأغرقكم في بحر جودى كَرامة / وأومنكم يوم المراضع تذهل
وان فتحت جنات عدن لداخل / فَقُل يا عِبادي هَذه الجنة ادخلوا
فَجودك يا ذا الكبرياء مؤمل / وَحبلك للراجين بالخير يوصل
وَصل وَسلم كل لمحة ناظر / عَلى أَحمد ما حن رعد مجلجل
صَلاة تحاكى الشمس نورا وَرِفعَة / وتفضح أَزهار الرياض وَنجعل
تخص حَبيب الزائين وَتثنى / عَلى آله اذهم أَعز وَأَفضل
لكل خطب مهم حسبي اللَه
لكل خطب مهم حسبي اللَه / أَرجو به الامن مِمّا كنت أَخشاه
وأستَغيث به في كل نائبة / وَما مَلازي في الدارين الا هو
ذو المن وَالمَجد وَالفَضل العَظيم ومن / يَدعوه سائله رباه رَباه
له المَواهِب والالاء وَالمثل ال / لأعلى الَّذي لا يحيط الوهم علياه
القادِر الآمر الناهي المدبر لا / يَرضى لَنا الكفر والايمان يَرضاه
مَن لا يقال بحال عنه كيف وَلا / لفضله كم تَعالى ربنا اللَه
وَلا يغيره مر الدهور وَلا / كر العصور وَلا الاحداث تَغشاه
وَلا بعبر عَنه بالحلول وَلا / بالانتقال دنا أَو شط حاشاه
أَنشا العَوالِم اعلاما بقدرته / وأغرق الكل منهم بحر نعماه
وأوجد الخلق باري الخلق من عدم / عَلى محبة خير الخلق لَولاه
محمد من زكت شمس الوجود به / وَطابَ من ثمرات الكون حرفاه
سر النبيين محيي الدين ذو شرف / طابَت ذوائبه فرعا وَمنشاه
فرد الجلالة فرد الجود البسه / تاج الجَلالة من للخلق أَهداه
أَغشاه خلعة نور فيه أودعها / جبريل وَهُوَ باذن اللَه أَغشاه
فأشرق الكون من نوار بهجته / وَطابَ رياه لما طاب رياه
لِلَّه خرقه أَنوار تداولها / أَئمة لهم التَمكين والجاه
سر تشفع من سر الغيوب فَما / زالَت بَصائِر أَهل الحق تَرعاه
ما بَينَ جبريل وَالطهر ابن آمنة / إِلى الامام عَلي كان مسراه
وَفي الحسين وَفي نجل الحسين وز / العابدين رحيم القلب أَوّاه
وَباقر العلم فالمَيمون جعفره / وَكاظم الغيظ موسى من كموساه
أَبى عَلى الرضا سامى الفخار وكم / مستقبل السر من ماض تَلقاه
أَئمة من بَني الزهر الهم شرف / هم خمسة حيدر فيهم وَزهراه
هم عرفوا الشيخ معروفا أَخا كرخ / أَدنوه قبل سرى وَهوَ أَدناه
سار السرى عَلى آثار سيرتهم / إِلى الجنيد مجدا حين آخاه
أَلقى الجنيد الى الشبلى نور هدى / هداية الخلق طرا ثم أَلقاه
الى المحدث عبدالواحِد القمر / الساري فأودعه مصباح دنياه
أَعنى أَبا الفرج الهادى فخص به / أَبا سَعيد كَذاك الفرد عقباه
وَمنه في الشيخ عبدالقادر ابتهجت / طَلائِع الفَظل نورا في محياه
كالشمس تسفر من أَقصى مطالعها / حسنا وَكالبَدر ملء العين مرآه
وَكالغمام اذا استمطرته كرما / وَكالصبا خلقا ان رق مهواه
من آل فاطمة لزهراء ذو شرف / أَتى به الدهر فردا عَن مثناه
عَلى جملالته أَنوار هيبته / كالسَيف ان راق حسنا رق حداه
فخر الجيلان دون العالمين به / اذ غاية الشرف الاعلى قصاراه
أَلقى من السر في الحداد نور هدى / هداه وَهُو لفرد العصر أَداه
محمد ذي التقى المكي ابن أَبي / بكر فذلك سر اللَه آناه
إِلى ابنه الشيخ عبد الواحد اتصلت / أَسبابه فأبو عثمان مَولاه
إِلى أَبي بكر الشامي من عمر / إِلى أَخيه عَلى نجم علياه
وَصارم الدين ابراهيم صنوهما / أَجله في ذرا صنويه عماه
الناصبي شهاب الدين سيدنا / شمس لدين الهدى طابَت سَجاياه
الماخذ الحوضى المنتقى شرقا / في رتبة نال منها ما تَمناه
أَغشى العرابي من أَنوار بهجته / سر العناية منه حين والاه
فَلَم يزل عمر الفاروق مرتقبا / الى جناب عزيز عز مرقاه
اولئك الزهر أَرباب الكمال فَما / يَزال مسمعه فيهم وَمرآه
أَهل الولاية وَالغر الَّذين لهم / فخر ينيف عَلى الجوزاء أَدناه
السائرين إِلى عين الحَقيقة في / أَهدى السَبيل واسناه واسماه
ما يبرح الفضل منهم بل لهم وَبهم / معاده ابدا فيهم وَمداه
الوارثين رَسول اللَه سيرتهم / فَكلهم بعده في الهدى أَشباه
وَكَم خَلائق لا يحصون غيرهم / في نهج خرقتنا تاهو أَو ما تاهوا
عَسى بجاه اولاك القوم يغفر لي / مهيمن أَنا أَرجوه وَأَخشاه
فَلي صَحائف بالوزار قَد ملئت / واخجلتي من كِتابي حينَ أَلقاه
ضللت بالجهل عَن قصد السَبيل وَمن / يضل عَنه فان النار مأواه
وَكنت مَولاي عبدا قد خطئت وَما / يَمحو خَطاياه الاصفح مَولاه
يا رائد الحي بالجرعاء سائل هَل / رأَيت صوب الحَيا الوسمى حياه
وَهَل تريحن أَغصان الاراك به / لنسمة الريح واِرتاحَت خزاماه
بِاللَه سلم عَلى الوادي وَجيرته / وَما حَواه مَصلاه وَمَسعاه
كَم يدعى حب أَهل المروتين مَعي / من لا تصدقه في الحب دعواه
وَكَم تواجد من وَجدي لشبهتي / مَن لَيسَ تسعده بالدمع عَيناه
أَخفى محبتهم عنهم وأجحدها / وأصعب المذهب العذرى أَخفاه
وَكَيفَ أَكتم سرا يشهد ان به / دمع يَسيل وَقَلب بين أَحشاه
مالي اذا ذكر واجرعاء ذى سلم / أَرخصت مِن دَمعي المهراق أَغلاه
ذكرى حَبيبا بأرض الشام يعشقه / قَلبي عَلى بعد دارَينا واهواه
طَبيعة من طباع النفس خامسة / تملى عَلى خطرات القَلب ذكراه
محبة لرسول اللَه أدخرها / ليَوم أسئل عَن ذَنبي فأجزاه
حسنت ظني وآمالي بذى كرم / تَلقاك من قبل أَن تَلقاه بشراه
محمد سيد السادات من وطئت / حجب العلى لَيلة المعراج نعلاه
بمهذب الخلق والاخلاق بهجته / ينبيك عَن حسنه عنوان حسناه
ومثله ما رأت عبر وَلا سمعت / وَلا به نطقت في الكون أَفواه
كل المَلائك وَالرسل الكِرام عَلى / فص الجَلالة شكل وَهُو مَعناه
راحى وَراحَة روحي أَنتَ أَنتَ فَما / أَلَذ ذكرك في قَلبي وأَحلاه
يا سَيدي يا رَسول اللَه خذ بيدي / في كل هول من الاهوال أَلقاه
يا عدتي يا نجاتي في الخطوب إِذا / ضاقَ الخناق لِقَلب جل بَلواه
ان كان زارك قوم لم أَزر معهم / فان عبدك عاقته خَطاياه
وَالعَفو أَوسع عَن تَقصير من قعدت / به الذنوب فَلَم تنهض مَطاياه
وَكلما منك راجون الشَفاعة من / هوى أَطَعناه أَوحق أَضَعناه
فاسمع جواهر مدح فيك حبرها / حبر إِذا ماج بحر الشعر أَملاه
مهاجرية افترت كمائمها / عَن نعت مدح ثناه لا ثَناياه
فاِرحم مؤلفها عَبد الرَحيم وَكُن / حماه من هم دنياه واحمراه
وَالحَمد للَهَ حمدا لا اِنقصاء له / وَحَسبي اللَه اذ لا رب إِلّا هو
وَبعد زاكى صَلاة ثم ثاوية / عَلى جَلالة من قد طابَ مَثواه
موصولة بِسَلام اللَه دائمة / تؤتيه من نسمات المسك أَذكاه
وَتَشمل الآل والصحب الكِرام ومن / رَعى الوفاء له حقا وَأَرعاه
ما لاحَ نور عَلى أَرجاء قبته / وَما تيممت الزوّار مغناه
جَوامِع الخير في الدارين تابعة
جَوامِع الخير في الدارين تابعة / لِطاعَة اللَه فالزم طاعة اللَه
وَالشرأ جمعه في ترك طاعته / فاخضع ذَليلا لعز الآمر الناهي
وَكَيفَ يأمن في الدارين شرهما / من لَم يَكُن طائعا للآمر الناهي
كَم من حقير فَقير ذي مراقمة / أَحظ في الحشر من ذي المال وَالجاه
هَل في كتاب مَضى أَوسنة سلفت / عز لعبد عَلى عصيانه لاهى
فاسلك سَبيل كتاب اللَه ممثلا / وَسنة المله الزهرا نعما هى
مالي مَع اللَه في الدارين من سبب
مالي مَع اللَه في الدارين من سبب / الا الشهادة أَخفيها وأبديها
وَسيلة لي عِندَ اللَه خالِصَة / عَن كل من يؤديها أؤديها
تِجارَة أَشتريها غير بائرة / تضاعف الربح اضعافا لشاريها
دلالها المُصطَفى وَاللَه بائعها / مِمَّن يحب وَجبريل مناديها
أَغيب وَذو اللطائف لا يَغيب
أَغيب وَذو اللطائف لا يَغيب / وَأَرجوه رجاء لا يخيب
واسأله السَلامة من زَمان / بليت به نوائبه تشيب
وأنزل حاجَتي في كل حال / الى من تطمئن به القلوب
وَلا أَرجو سواه اذا دهاني / زَمان الجور وَالجار المريب
فَكَم لِلَّه من تَدبير أَمر / طوته عَن المشاهدة الغيوب
وَكَم في الغَيب مِن تَيسير عسر / وَمن تفريج نائية تنوب
وَمن كرم ومن لطف خفي / وَمن فرج تزول به الكروب
وَمالي غير باب اللَه باب / وَلا مولى سواه وَلا حَبيب
كَريم منعم برّ لَطيف / جَميل الستر للداعي مجيب
حَليم لا يعاجل بالخَطايا / رَحيم غيم رحمته يصوب
فَيا مَلِك المُلوك أَقل عثارى / فانى عنك أنأتني الذنوب
وأمرضنى الهوى لهوان حظي / وَلكن لَيسَ غيرك لي طَبيب
وَعاندني الزَمان وقل صبري / وَضاق بعبدك البلد الرَحيب
فآمن روعَتي واكبت حسودى / يعاملني الصَداقة وَهوَ ذيب
وَعد النائبات الى عدوى / فان النائبات لها نيوب
وآنسنى باولادي وَأَهلي / فَقَد يَستَوحش الرجل الغَريب
وَلي شجن باطفال صغار / أَكادَ اذا ذكرتهم أذوب
وَلكني نبذت زمام أَمري / لمن تدبيره فيه عَجيب
هُوَ الرَحمن حولى واِعتصامي / به واليه مبتهلا أَنيب
الهى أَنتَ تَعلَم كَيفَ حالي / فَهَل يا سَيدي فرج قَريب
وَكَم متملق يَخفى عنادا / وَأَنتَ عَلى سريرته رَقيب
وَحافر حفرة لي هار فيها / وَسهم البغى يدرك من يصيب
وَممتنع القوى مستضعف بي / قصمت قواه عني يا حسيب
وَذي عصبية بالمكر يَسعى / الى سعى به يوم عصيب
فَيا ديات يوم الدين فرج / هموما في الفؤاد لها دَبيب
وَصل حبلي بحبل رضاك وانظر / إِلى وتب عَلى عسى أَتوب
وَراع حمايتي وَتول نصري / وَشد عراى ان عرت الخطوب
وافن عداي واقرن نجم حظي / بسعد ما لطالعه غروب
والهمني لذكرك طول عمري / فان بذكرك الدنيا تطيب
وَقل عبد الرَحيم ومن يَليه / لهم في ريف رأفتنا نصيب
فَظَني فيك يا سندى جَميل / وَمَرعى ذود آمالي خصيب
وَصل عَلى النَبي وآله ما / ترنم في الاراك العَندَليب
بمحمد خطر المحامد يعظم
بمحمد خطر المحامد يعظم / وَعقود تيجان العقود تنظم
وَله الشَفاعة وَالمقام الاعظم / يوم القلوب لَدى الحَناجر كظم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
قمر تفرد بالكَمال كماله / وَحَوى المَحاسن حسنه وَجماله
وَتَناول الكرم العَريض نواله / وَحَوى المفاخر فخره المتقدم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَاللَه ما ذرأ الاله وَلابرا / بشرا وَلا ملكا كأحمد في الورى
فَعَليه صَلى اللَه ما قلم جرى / وَجلا الدياجي نوره المتبسم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
طلعت عَلى الآفاق شمس وجوده / بالخير في أَغواره وَنجوده
فالخلق تَرعى ريف رآفة جوده / كرما وَجارحنا به لا يهضم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
سور المثانى من حروف ثنائه / وَمحامد الاسماء من أَسمائه
فالرسل تحشر تحت ظل لوائه / يوم المعاد وَيستَجير المجرم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
والكون مبتهج بهاء بهائه / وَبجيم نحدته وَفاء وَفائه
فلسر سيرته وَسين سنائه / شرف يَطول وعروة لا تقصم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
البدر محتقر بطلعة بدره / وَالنجم يقصر عَن مراتب قدره
ما أَسعَد المتلذذين بذكره / في يوم تعرض للعظام جهنم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
دهشته أَخطار النبوة في حرا / فأتى خَديجة باهتا متحيرا
فحكت خديجة لابن توفل ماجرا / من شأن أَحمد اذغدت تسنفهم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
قالَت أَناه السبع في المتعبد / برسالة أقرأ باسم ربك وابتد
فأجاب لست بقارىء من مولدى / فَثنى عليه اقرأ وَرَبُكَ أَكرَم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
قال ابن نوفل ذاك يؤثر عن نبي / ينشا بمكة وَالمقام بيثرب
سَيَقوم بين مصدق وَمكذب / وَستكثر القَتلى وَينسفك الدم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
هَذى عَلامته وَهذا نعته / وَالوَقت في الكتب القَديمة وَقته
وَلَو أَنَّني أَدركته لاطعته / وَخدمته مع من يطيع وَيخدم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
قالَت له فمني يَكون ظهوره / وَبأى شيء تَستَقيم أَموره
قال المَلائكة الكِرام ظَهيره / وَالبيض ترجف وَالقَنا يَتَحَطَم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَعَلى تمام الاربعين سَتَنجَلي / شمس النبوّة لِلنَبي المرسل
بِمَكارِم الاخلاق وَالشرف العلي / فَسَناه ينجد في البلاد وَيتهم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَمن العلامة يوم يبعث مرسلا / لَم يَبقَ من حجر وَلا مدرولا
نجم وَلا شجر وَلا وحش الفلا / الا يصلى مفصحا وَيسلم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
فَعَليه صَلى اللَه كل عشية / وَضحى وَحياه بكل تحيَّة
تهدى لخير الخلق خير هداية / وَتعزه وَتجله وَتكرم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
طمس الضلال نور حق بين / وَدَعا العباد إِلى السَبيل الاحسن
وَلربما صدم الطغاة فينثَني / وَالقَوم صَرعى وَالمَغانِم تقسم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
سقت نبوّته وآدم طينة / بوجود سرو وجوده معجونة
فيها المَناصِب والاصول مصونة / وَقُرَيش أَرحام لديه وَمحرم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَقبائِل الانصار خيل جهاده / وَولاة نصر جداله وَجلاده
وردوا الردى في اللَه وفق مراده / وَغدوا وَراحوا وَهُوَ راض عنهم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
طوبى لعبد زار مشهد طيبة / وَجلا بنور القَلب ظلمة غيبة
يَدنوا وَيَبتَدىء السَلام بهيبة / وَيمس ترب الهاشمي وَيلثم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
قبر يحط الوزر مسح ترابه / وَيَنال زائره عَظيم ثوابه
لَم لا وسر المرسلين ثوى به / قمر المحامد وَالروف الارحم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
هطلت لعزته السحاب وَظللت / وَكَذا الرياح بنصر أَحمد أرسلت
وَعَليه سلمت الغَزال وَأَقبَلَت / تَشكو كنطق العضو وَهو مسمم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَالثدى فاض كَفَيضِ نهر يمينه / وَالسهم عَن ثمد سما بمعينه
وَالجذع أَفهم شوقه بحنينه / وَبكفه صم الحصى تتكلم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَقريش اذعزم الرَحيل مهاجرا / ملؤا المسالك راصدا وَمشاجرا
فَمَضى لحاجته وَلَم يرحاجرا / وَالقَوم يَقظى وَالبَصائِر نوّم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
نثر التراب عَلى رؤس الحسد / وَسَرى وَقَد وَقَفوا له بالمرصد
قولوا لاعمى العين مَغلول اليد / أَنف الشفى ببغض أَحمد مرغم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
لَما رأى الغر اِنثَنى متوجها / فرقت وراه قريش زاخر لجها
وَبنت عليه العَنكَبوت بنسجها / وَبيضها سخت الحمام الحوّم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
ملأت محاسنه الزَمان فأفرعت / شجر الهَداية في الجهات وَأَينَعَت
وَتَلَوَّنَت ثمراتها وَتَنوعّت / فالكل فير بركاته يتنعم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
سرت البراق له لموجب نية / واشارة في الغيب بانية
وَسَرى الحَبيب سمير وحدانية / طابَ المَسير بها وَطابَ المقدم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
من بعد ما قد جاز سدرة منتهى / وَحَبيبه جبريل في السيرانتهى
فخرت بموطىء نعله حجب البها / فالنور يسطع وَالبَشائِر تقدم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَالأَرض تبهج وَالسَموات العلى / وَعَروس مكة بالكَرامة تجتلى
وَالعرش بالضَيف النَزيل قد امتلا / كرما وَضيف الاكرمين مكرم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
سبقت عنايته لسبق عناية / فرقى الى ذى العرش أبعد غاية
وَرأى من الآيات أَكبر آية / عظمت وأيدها الكتاب المحكم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
فَلِسان حال القرب يَهتف مرحبا / بقدوم محترم الجناب المجتَبى
سلني بحقك ما أَحق وَأَوجبا / بخلاف من يعطى سواك وَيحرم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
سل تعط يا من لَيسَ ينطق عَن هَوى / وأفد وأرسد بالهداية من غوى
فَلك الفَضيلة وَالوَسيلة وَاللوا / وَالحَوض وَهُوَ الكوثر المتلطم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
فاشرب شراب الانس كاف كفايتي / وَسلاف سالف عصمتي وَهدايَتي
وانظر بعين عنايتي وَوقايتي / واحكم بِما تَرضى فأَنتَ محكم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
شرفت قدرك بي وضدك أَحقر / وَرفعت ذكرك حيث اذكر تذكر
فَعَليك أَلوية الولاية تنشر / وَبعمرك الوحي المنزل يقسم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَلَك الشَفاعة أَحرزت لتنالها / وَعَليك كل المرسلين أَحالها
فسجدت مفتخرا وَقلت أَنالها / جاهى وَحبل وَسيلَتي لا يصرم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
يا خير مَبعوث لا كرم أمة / أَنتَ المؤمل عند مل ملمة
فاعطف عَلى عَبدالرَحيم برحمة / فغمام فضلك فيضه متمجم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
فانهض به وَبِمَن يليه صحابة / وَصهارة وَنسابة وَقَرابَة
واجعل لدعوته القبول اجابة / فيجاه وجهك يُستَغاث وَيرحم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وابن الوَهيب أَجِب سميك أَحمدا / واغثه في الدارين يا علم الهدى
واجمع بنيه ومن يلوذ به غدا / فَلأنتَ حصن للسممى وَملزم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَعَلَيكَ صَلى ذو الجَلال وَسلما / وَهدى وَزكى واِرتَضى وَترحما
ما غردت ورق الحَمائم في الحمى / وَسَرى عَلى عَذب العَذيب نَسيم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
وَعَلى صحابتك الكِرام الأَتقيا / أَهل الديانة والامانة وَالحَيا
وَكَذا السَلام عليهم وَعليك يا / نورا عَلى الآفاق لا يَتَكَتَم
فَبحقه صَلوا عليه وَسلموا /
أَمن تذكر أَهل البان والبان
أَمن تذكر أَهل البان والبان / أَم من تبدل جيران بجيران
جعلت دمعك وَقفا في محاجره / يقبض في الخد هتانا بهتان
حالى كَمالك أَشتاق النَسيم فَلَو / هب النَسيم لحياني واحياني
اني اذا غرد القمرى في سحر / بذى الاراكة أَسهاني وَأَلهاني
وَكلما لاح برق الغور مُبتَسِما / في الفَور حرك أَشجاني وَأَشجاني
وَقفت في الحي بعد الظاعنين فان / أَرى سوى الوحش أَو آثار غزلان
يا دمنة حلها البَلوى فعوّضها / عصما وَعفرا بقضبان وَكُثبان
وَطالَما كنت مصطافى وَمرتبعى / وَحيث مألف اخواني وَخلاني
فَكَم احن حنين الثاكلات عَلى / نجد وَتنجي بالدمع أَكفاني
لا وَالَّذي نصب الاجبال راسية / فرد البقاء وكل غيره فاني
ما طالَ لَيلى وَلَيلى في الغوير وَلا / أَو هي فؤادي هوى نعم وَنعمان
الاشغفت بخير الخلق من مضر / مولى القَريقين قحطان وَعَدنان
هداية اللَه في الدنيا وَخيرته / من خلفه فَهوَ هادى كل حَيران
وَاللَه ما حملت أُنثى وَلا وَضَعَت / كَمِثلِ أَحمَد من قاص وَلا دانى
مهذب شرف اللَه الوجود به / وَخصه بدلالات وَبُرهان
في أُمة كان هاديها وَليسَ لَها / الا عبادة أَصنام وَأَوثان
سر السرارة لب اللب من مضر / مُستغرق الفضل فرد ماله ثانى
حامى الحمى سيد السادات أَشجَع مِن / في اللَه جاهد في سر واعلان
لَم يَبقَ لِلشرك عونا يطمئن به / وَلا نَصير الَّذي بَغى وَعدوان
واصبحت ملة الاسلام ظاهرة / بالحق فالناس في أَمن وايمان
وَبدل الغي رشداً وَالضلال هدى / في الارض وَالدين فردا بعد اديان
آياته الغرفى التَوراة بينة / وَفي زبور وانجيل وَفُرقان
كَم أخبر تنابه من قبل مبعثه / فينا بَشائر أَحبار وَرُهبان
مَتى تجلت لَنا أَنوار مولده / مِن الحِجاز إِلى بصرى وَكنعان
تَتابعَت منه آيات الظهور فَما / خمود نار وَماشق بايوان
وَمعجزات بعد الرمل لَو كتبت / لَم يحصها ماء سيحان وَجيحان
يا صاح ان خفت في الأَيام نائبة / من ظالم قاهِر أَو جور سلطان
وَلَم تَجِد في الوَرى حرا له كَرَم / يرجى نداه وَلا صفح عَن الجاني
فلذ بمن سبح الحصباء في يده / واقصد كَريم السَجايا مطلق العانى
محمد سيد الكونين وَالثقلي / نِ وَالفَريقين من عجم وَعربان
وَقل بفضل ضجعه فأنهما / أَلسيدان المَجيدان الرَفيعان
وَثق بحبل شهيد الدار تلوهما / شيخ الكَرامة عثمان بن عَفان
ثم أبلغ الغاية القصوى أَبوحَسَن / وابتاه أَيضا وَعماه الكَريمان
أَئمة زين اللَه الوجود بهم / غر مهذبة أَبناء غران
لا غرو ان جَعَلوني من تفضلهم / سلمان بينهم من بعد سلمان
أَو شرفوا قدر مَدحي وَهو شيمتهم / أَو بشروني بالحسنى كحسان
الحَمد لِلَّه هم ركنى وهم عضدى / وَهم نجاتي وَهم روحى وَريحاني
يا سَيدي يا رَسول اللَه يا أَمَلي / يا موئلي يا مَلاذي يوم يَلقاني
هبنى بجاهك ما قدمت من زال / جودا وَرجح بفضل منك ميزاني
واسمع دُعائي واكشف ما يساورني / من الخطوب وَنفس كل أَحزاني
فأَنتَ أَقرَب من تَرجى عواطفه / عِندي وان بعدت داري وَأَوطاني
وَفيك يا ابن خَليل اللَه يوم غَدا / أَلوذ من سوء زلاتي وَعصياني
نَوالك الجم يَطويني وَينشرنى / بالمكرمات وَعين اللطف ترعاني
وَجاهَ وجهك يَحميني وَيمنعني
وَجاهَ وجهك يَحميني وَيمنعني / مِن بَغي ذي حسد أَو شامت شاني
اني دَعَوتك مِن نيابَتي برع / وَأَنتَ أَسمع من يَدعوه ذو شان
وَاستَعينك يا فردا الجَلال عَلى / دهر يُحاول بعد الربح خسراني
فاِعطف حَنانا عَلى عَبد الرَحيم ومن / يَليه في الناس من صحب واخوان
وامنع حَماى واكرمني وَصل نسبي / برحمة وَكَرامات وَغُفران
لا تعد عَيناك عَني بالرعاية في / نَفسي وَسرى ومن في اللَه والاني
وَبعد صلى عَلَيك اللَه ما اِعتَنَقت / ريح الصبا عذبات الاثل والبان
وَعمّ صحبك والآل الكِرام سنا / تَحيَّة منه تهدي كل رضوان
وَجاد أَرضا حوتك الغَيث منسَجِما / يا منتهى صفتي حسن واحسان
من لنفس ثَناها
من لنفس ثَناها / بعدَها عَن بَناها
أَهلها في زرود / وَهَواها وَراها
كُلَما لاحَ برق / من جياد شَجاها
فَبَكَت واِستَفادَت / راحَة في بكاها
وَتَراءَت بنجد / رَوضَة وَمياها
وَديارا لمثلى / فاحَ مسكا ثَراها
وَزَمانا يصافى / رامة وَلَواها
ليت لَيلى رعت في / بعدها من رَعاها
وَتَدانَت لصب / لَيسَ يَهوى سواها
يا خَليلي عوجا / بي أُشاهِد رباها
وأقبل ترابا / عطرا من شَذاها
واحيي مَغاني / ربع لَيلى شَفاها
وَتَراني أُداني / مَوضع من خباها
فَعَساها تَراني / مَرة وأَراها
ان راحى وَروحي / حيث يحمى حماها
وَأَمانيّ قَلبي / قبلة من لماها
بهجة الحسن كَم من / عاكِف في قباها
برّدوا عَن حشائي / بحواشي رداها
وَأمروا الريح تهدى / نَفحة من صباها
فَسَقَتها الغَوادي / واهنات عراها
ما لِنَفسي معين / عند خطب عناها
غير بشرى نَبي / في المَعالي تَناهى
سيد ساد من في / أَرضه وَسَماها
هاشمي نماه / مِن قريش ذراها
فاقَ أَهل المَعالي / وَعَلا من عُلاها
من سعى خلفه في / طلب الفخر تاها
تقصر الرسل طرا / عنه وَجها وَجاها
وَمنا راوهديا / وَعلا واِنتباها
فَلَه معجزات / بحرها لا يُضاهي
ان سبع المثاني / فيه يا من تَلاها
وَمَقامات صدق / لا يداني مداها
سدرة المُنتَهى في / مُنتَهى منتهاها
وَكَذا القلب حيث / ما ينادي الالها
سيدي هاكَ درا / فيك حال حَلاها
وَمَعاني حروف / لا تَضَع من وَراها
وَتجارات مدح / رابح من شَراها
منك عَبد الرَحيم اليَوم / يَرجو جَزاها
يا شَفيع البَرايا / في غد من لظاها
كُن لِنَفسي معينا / ان هوت في هَواها
وأكفها حرنار / جرف هارشفاها
وأرعها في جنان / دانيات جَناها
وَصَلاة تحيى / خاتِم الرسل طه
وَتَغشى رياضا / حلها واِرتضاها
يا صاحِب القبر المُقيم بيثرب
يا صاحِب القبر المُقيم بيثرب / يا مُنتَهى أَملي وَغايَة مطلبي
يا مَن به في النائِبات توسلي / واليه من كل الحَوادِث مهربي
يا من نرجيه لكشف عظيمة / ولحل عقد ملتوِ متصعب
يا من يجود عَلى الوجود بانعم / خضر تعم عموم صوب الصيب
يا غوث من في الخافقين وَغيثهم / وَرَبيعهم في كل عام مجدب
يا رَحمة الدنيا وَعصمة أَهلها / وَأَمان كل مشرق وَمغرب
يا من نؤمل من كل كَرامة / وَنَلوذ في حرم الجِناب الاغلب
يا من نُناديه فَبِسَمعنا عَلى / بعد المَسافة سمع أَقرب أَقرَب
يا من هُوَ البر التقى المنتقى / سر السرارة طيب من طيب
يا من سرى من مكة للمسجد ال / أَقصى عَلى ظهر البُراق المنجب
يا من تلقته مَلائكة السَما / بخطاب أَهلا بالحَبيب وَمرحب
يا من تَباهى فوق سدرة مُنتَهى / لعناية سبقت وَحق موجب
يا من يَحنِ العَرش وَالكُرسي اذ / نودى لقرب فاق كل مقرب
ان كانَ رؤيتك الرَفيعة في العلا / منصوبة فالفعل فعل تعجب
الحجب ترفع وَالجهات انيسة / وَالمجتَبي يَغشاه نور المُجتَبي
وَلِسان حال الوَصف يهتف قائِلا / يا نازِلا بجنابنا كالاجنبي
سل يا مُحَمَّد تعط وادع تجب وَقل / تَسمَع غداة الحشر وادن تقرب
وَلَكَ الوَسيلة وَالفَضيلَة فافتَخِر / بشفاعة لخلاص كل معذب
وَالرسل تحت لواء عزك في مقا / م الحمد ذي الحوض الهنىء المشرب
وَلَقَد بعثت لامة أُمية / نورا عَلى الاكوان غير محجب
رأت الفَضائِل منك في حمل وَفي / طفل وَمقتبل الشباب وأَشيب
لما تلوت الوحى معجزة لهم / سمعوا فبين مصدق وَمُكَذِب
وأقمت فيهم منذرا وَمبشرا / بتعطف وَتَلَطف وتأدب
وَعموا وَصموا واعتَدوا فوعظتهم / بالسَيف يرعف وَالعتاق الشرب
فاجاب دعوتك الَّذي في سمعه / وَقر اجابة خائف مترقب
وانقاد مُمتَنِع القياد مذللا / من بعد عز قاهر متغلب
فَعَلى منا الدين حين منعته / وَرفعته وَقرنته بالكوكب
فالحَمد لِلَّه القُرآن شَريعَة / وَاللَه رب وابن آمنة نَبي
وَالحَق متضح السَبيل بأَحمَد / وَلِمَذهَب الاسلام أَشرف مذهب
يا سَيدي اني رَجوتك ناصِرا / من جور دهر خائن متقلب
وَجَعلت مَدحي فيك يا علم الهُدى / سببا وأَنتَ وَسيلة المتسبب
فأقل عثار عَبيدك الداعي الَّذي / يَرجوك اذراجيك غير مخيب
واكتب له وَلوالديه بَراءة / من حرنار جهنم المتلهب
واقمع بحولك مبغضيه وكل من / يؤذيه من متمرد متعصب
وأَجز بها عَبد الرَحيم كَرامة / الدارين خير جَزاء نظم معرب
واشفَع له ولِمَن يَليه وَقم بهم / في كل حال يا شَفيع المذنب
وَعَلَيكَ صَلى ذو الجَلال أَتم ما / صَلى وَسلم يا رَفيع المنصب
وَعَلى صَحابتك الكِرام وآلك ال / أَعلام أَهل الفضل كل مهذب
ما غردت وَرق الحَمام وَما اِنثَنَت / عذب البشام ضحى بروح الارنب
يا رب صل عَلى النَبي المجتبى
يا رب صل عَلى النَبي المجتبى / ما غردت في الايك ساجعة الربا
يا رب صل عَلى النبي وآله / ما اِهتَزَت الاثلاث من نفس الصبا
يا رب صل عَلى النَبي وآله / ما لاحَ برق في الاباطح أَو حبا
يا رب صل عَلى النَبي وآله / ما أَمت الزوّار نحوك يثربا
يا رب صل عَلى النَبي وآله / ما قالَ ذو كرم لضيف مرحبا
يا رب صل عَلى النَبي وآله / ما كوكب في الجوّ قابل كوكبا
يا رب صل عَلى الَّذي أدنيته / من قاب قَوسين الجناب الاقربا
باللَه يا متلذذين بذكره / صلوا عليه فما أَحق وأَوجبا
صلوا عَلى المختار فهو شفيعكم / في يوم يبعث كل طفل أَشيَبا
صلوا عَلى من ظللته غمامة / وَالجزع حن له وأَفصحَت الظبا
صلوا عَلى مَن تدخلون بجاهه / دار السَلام وَتبلغون المطلبا
صلوا عليه وَسَلموا وَتَرحموا / وَردوايه حوض الكَرامة مشربا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا / من نور طلعته يشق الغيهبا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا / أَحلاك ذكرا في القلوب وأَعذَبا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا / أَوفاك للمتذممين وأَحسبا
صلى وَسلم ذو الجَلال عليك يا / أَزكاك في الرسل الكِرام وَأَطيَبا
صَلي وَسلم ذو الجلال عليك من / عبدالرَحيم توسلا وَتَقربا
كلفت بكم فَفاضَ دَمي دُموعا
كلفت بكم فَفاضَ دَمي دُموعا / وَبت سمير من هجر الهموعا
رحلتم ذات ذاك البين عَني / فَها أَنا بعد كَم أَبكي الربوعا
وَمالي لا أَنوح عَلى طلول / أَطلت بأهلها وَبها الولوعا
وَفي يوم الربوع سلبت عَقلي / بنجد لا رعى اللَه الربوعا
وَكنت أحب أَن أخفي غَرامي / فَيأبى الدمع الا أَن يذيعا
فَكَيفَ بهائم يَرجو وِصالا / وَلَم يَكُن الزَمان له مُطيعا
لَقَد علم الفريق بانَ مِثلي / اذا ذكر الفراق لديه ريعا
يَطول وَراءَهم ظمئى وَجوعي / لفقد الاهل لاظمأ وَجوعا
وَيَنزع نحوهم قَلبي فمن لي / اذا لَم يَرحَموا قَلبا نزوعا
عَسى زَمن يَعود بأهل ودي / فَيأتي الانس انسانا هَلوعا
وَلَو كانَ الهوى العذرى عدلا / لقلدني بزورتهم صَنيعا
أصيحابي دعوا عبرات جفني / تجد بدرا فطببة فالبَقيعا
فان بها نبيا هاشميا / شكورا صابِرا برا خشوعا
وَقَوما جاهَدوا في اللَه حَتّى / سقوا أَعداءَه السم النَقيعا
أسود تفرق الهَيجاء منهم / اذا لَبِسوا دماءَهم دروعا
وان نهضت كتيبتهم لحي / كَثير الجَمع فرقت الجموعا
بكل فَتى يَخوض الهَول سعيا / إِلى الضَرب المبرح لا جَزوعا
فَكَم حملت عتاق الخيل منهم / أسودا تدهش الاسد الشَجيعا
وَكَم شجرت لهم فوق الهوادى / رماح تمنع الطير الوَقوعا
وَبيض في سَماء النقع بيض / تَرى لشموسها فيها طلوعا
اذا اشتعل الظباء لها ظننا / متون الخطيات لها شموعا
لَقَد صدعوا من العزى شعوبا / كَما شعبوا من التَقوى صدوعا
زمت بهم الصوافن كل ثغر / كأن لَها به مَرعى مريعا
فكَم غمر طَغى وَبَغى عليهم / فَبات مجندل الغبرا ضَجيعا
وَذي نظر سعى حَتّى رآهم / فخرّ لِهَول هيبتهم صَريعا
اذا سلوا سيوف الهند ظلت / رؤس المُشركين لَها ركوعا
مدحت أولئك المَلاء افتِخارا / فَصار بمدحهم زَمَني رَبيعا
فَصَلى ذو الجَلال عَلى نَبي ال / هدى وَعَلى صحابته جَميعا
بِهِ وَبهم علت رتبى لانى / طويت عَلى ودادهم الضلوعا
قرنت بعزهم ذلي وَحَسبي / لهم فوجدتهم حصنا مَنيعا
كلفت بهم من المحن اللَواتي / تشيب خطوبها الطفل الرَضيعا
مدحتك يا رَسول اللَه فخرا / وَتَشريفا وَلَم أَكُن البَديعا
أَلَست علوت عَن سبع طباق / يؤم ركابك الركن الرَفيعا
وَشرفك المُهَيمن بالتَداني / فأصبح كل ذي شرف وَضيعا
وَخصك بالشَفاعَة يوم تَعنو / وجوه الخلق لِلباري خضوعا
وَأَنتَ أَحق من يرجى بَصيرا / لنائبة ومن يدعى سَميعا
أَيا مَولاي ضاع العمر جَهلا / وَلست أَرى لفائته رجوعا
فخذ بِيَدي وَجدبا لعفو يا من / اذا نادَيته لبى سَريعا
وَقل عَبد الرَحيم غدا رَفيقي / وَما يَخشى رَفيقك أَن يَضيعا
وَعم بما تخصصني صحابي / وَحاشيتي وَأَصلي وَالفروعا
رجوذا جاه وجهك من ذنوب / ثقال تعجز الجلد الضَليعا
وَما قدر الذنوب وأَنتَ نورا / خلقت لكل ذي ذنب شَفيعا
وَكَيف يَضيق ذرعك من مرج / نداك الجم وَالجاه الوَسيعا
عَلَيكَ صَلاة ربك ما تَوَلَّت / نجوم الغرب تنتظر الطلوعا
خل الغَرام لصب دمعه دمه
خل الغَرام لصب دمعه دمه / حَيران توجده الذكرى وَتعدمه
فاقنع له بعلاقات علقن به / لَو اطلعت عليها كنت ترحمه
عذلته حين لم تنظر بناظره / وَلا علمت الَّذي في الحب يعلمه
وَذقت كأس الهَوى العذرى ما هجعت / عَيناكَ في جنح لَيل جن مظلمة
وَلا ثنيت عنان الشوق عَن طلل / بالَ عفت بيد الانواء أَرسمه
ما الحب الا لِقَوم يعرفون به / قدما رسوا الحب حَتّى هَانَ معظمه
عذابه عندهم عذب وَظلمته / نور وَمغرمه بالراء مغنمه
كلفت نفسك ان تقفو مآثرهم / وَالشيء صعب عَلى من لَيسَ يحكمه
اني أَورى لِغَيري حينَ يَسألني / بذكر زينَب عَن لَيلى فأوهمه
وَطالَما سجعت وَهنا بذي سلم / وَرقاء يعجم شَكواها فافهمه
وَتَنثَني نسمات الغور حاكية / علم الفَريق فادري ما نُتَرجمه
يا مَن أَذابَ فُؤادي في محبته / لَو شئت داويت قلبا أَنتَ مسقمه
سَقى الحيار بع صب سار منه إِلى / شعب المريحات هامى المزن يوهمه
وَبات يَرفض من سفح الخزام إِلى / وادى ادام وَما والى يلملمه
يَسوقه الرعد في تلك البطاح إِلى / أُمُّ القُرى وَالرياح البشر تقدمه
وَكلما كف أَوكلت ركائبه / ناداه بالرَحب مَسعاه وَزَمزَمه
لما ألب عَلى البَطحاء عارضه / عَلى المَدينة برق راق مبسمه
سَقى الرياض الَّتي من روضها طلعت / طَلائِع الدين حَتّى قام قيمه
حيث النبوّة مضروب سرادقها / وَالنور لا يَستَطيع اللَيل يكتمه
وَالشَمس تسطع من خلف الحجاز وَفي / ذاكَ الحِجاز أَعز الكَون اكرمه
محمد سيد السادات من مضر / سر النَبيين محي الدين مكرمه
فرد الجَلالة فرد الجود مكرمة / فرد الوجود أبر القَلب أَرحمه
نور الهُدى جوهو التَوحيد بدر سما / ء المَجد واصفه بالبَدر يظلمه
من نور ذي العرش معناه وَصورته / وَمُنشىء النور من نور يجسمه
وَمودع السر في ذات النبوة من / علم وحسن واحسان بقسمه
فَذاكَ من ثَمَرات الكَون أَطيَب ما / جاد الوجود به أَعلاه أَعلمه
قَما رأت مثله عين وَلا سَمِعَت / اذن كاحمد اين الاين تعلمه
أَمسَت لمولده الاصنام ناكِسَة / عَلى الرؤس وَذاكَ الخزى محرمه
واصبحت سبل التَوحيد واضِحة / وَالكفر يندبه بالوَيل مأتمه
والارض تبهج من نور ابن آمنة / وَالحق تصمى ثغور الجور اسهمه
وان يقم لاستراق السمع مسترق / فَعنده صادر الارجاء يرجمه
ان ابن عبد مُناف من جَلالَته / شمس لافق الهدى وَالرسل انجمه
العَدل سيرته وَالفَضل شيمَته / وَالرعب يقدمه وَالنَصر يخدمه
أَقامَ بالسَيف بنهج الحق معتَدِلا / سهل المَقاصِد يهدى من بيومه
وَكُلما طالَ ركن الشرك منتهيا / في الزيغ قام رَسول اللَه يهدمه
سارَت إِلى المَسجِد الأَقصى ركائبه / يزفه مسرج الاسرا وَملجمه
وَالسوق يهتف يا جِبريل زج به / في النور ذَلِكَ مرقاه وَسلمه
وَالعَرش يَهتَزُّ مِن تَعظيمِهِ طَرَبا / اذ شرف العرش وَالكرسي مقدمه
وَالحَقُّ سُبحانه في عز عِزته / من قاب قَوسين أَو أَدنى يكلمه
فَكَم هُنالِك من فَخر وَمِن شَرَف / لمن شَديد القوى رحيا يعلمه
حَتّى إِذا جاءَ بالتَنزيل معجزة / يَمحوا الشَرائِع وَالأَحكام تحكمه
هانت صِفاتَ عَظيم القربتين وَما / يأتيه جهل أَبي جهل وَيزعمه
حالَ السها غير حال الشَمس لَو عَلِموا / بَل أَهل مَكَّة في طغيانهم عمهوا
فاصدع بأمرك يا ابن الشم من مضر / فَقَد بعثت لاهل الشرك ترغمه
لَك الجَميل من الذكر الجَميل وَمن / كل اسم حود عَظيم الجود أَعظمه
يا أَيُّها الآمل الراجي ليهنك ما / تَرجوه ذا كعبة الراجي وَموسمه
قبرا تساهد نوراً حين تبصره / عينى وانشق مَسكا حين ألثمه
كَم أَستَنيب رفاقا في زيارَته / عني وَما كل صب القَلب مغرمه
وَكَم يُصافحه مَن لا يدى يده / وَلا فَمي عند تَقبيل الثرى فمه
مَتى أُناديه من قرب وأنشده / قَصيدة فيه أَملاها خويدمه
مهاجرية اهتَزَت كمائمها / عَن نور درّ لسان الحال ينظمه
كَم يأَمَل الرَوضَة الغراء ذو شغف / يَرجو الزيارة والاقدار تحرمه
مستعد يا بحبيب الزائرين عَلى / دهر تنكر بالاهمال معجمه
فَقم بعبدك يا شمس الكَمال وَكن / حماه من كل خطب مرمطعمه
وارع الكَريم اذا ضاق الخناق به / ما خابَ من أَنتَ في الدارين ملزمه
يا سَيد العرب العرباء معذرة / لَنا دم القَلب لا يغني تندمه
أنطت ظَهري بأَوزار وَجئتك لا / قَلب سَليم وَلا شيء أقدمه
يا صاحِب الوحي وَالتَنزيل لطفك بي / لا زلت تَعفو عَن الجاني وَتكرمه
وَهاكَ جوهر أَبيات بك اِفتَخَرت / جاءَت بخط أَسير الذَنب برقمه
فاِنهض بقائلها عَبد الرَحيم ومن / يَليه ان هم صرف الدهر يدهمه
واجعله منك برأى العين مرحمة / اذا أَلم به من لَيسَ يَرحمه
وان دعا فأحبه واحم جانبه / يا خير من دفنت في القاع أَعظمه
فَكل من أَنتَ في الدارين ناصره / لَم تَستَطِع محن الايام تهضمه
عَلَيكَ مِن صَلوات اللَه كلها / يا ماجِدا عمت الدارين أَنعمه
يندى عَبير أَو مسكا صوب عارضها / وَيبدأ الذكر ذكراها وَيختمه
ما رَبح الريح أَغصان الاراك وَما / جابَت عَلى أبرق الحنان حوّمه
وَينثى فيعم الآل جانبه / بكل عارِض فضل فاضَ مسجمه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025