المجموع : 67
أَفي كُلِّ عامٍ مَأَتَمٌ تَجمَعونَهُ
أَفي كُلِّ عامٍ مَأَتَمٌ تَجمَعونَهُ / عَلى مِحمَرٍ ثَوَّبتُموهُ وَما رضى
تُجِدّونَ خَمشاً بَعدَ مَمشٍ كَأَنَّهُ / عَلى فاجِعِ مِن خَيرِ قَومِكُم نُعى
تُخَصِّصُ جَبّاراً عَلَيَّ وَرَهطَهُ / وَما صِرمَتي فيهِم لَأَوَّلِ مَن سَعى
تَرعَيِّ بِأَذنابِ الشِعابِ وَدونَها / رِجالٌ يَصُدّونَ الظَلومَ عَنِ الهَوى
وَيَركَبُ يَومَ الرَوعِ فيها فَوارِسٌ / يَرُدّونَ طَعناً في الأَباهِرِ وَالكُلى
فَلَولا زُهَيرٌ أَن أُكِدِّرَ نِعمَةً / لَقاذَعتُ كَعباً ما بَقيتُ وَما بَقى
قَد اِنبعَثَت عِرسي بِلَيلٍ تَلومُني / وَأَقرِب بِأَحلامِ النِساءِ مِنَ الرَدى
تَقولُ أَرى زَيداً وَقَد كانَ مُقتِرا / أَراهُ لِعَمري قَد تَمَوَّلَ وَاِقتَنى
وَذاكَ عَطاءُ اللَهِ في كُلِّ غادَةٍ / مُشَمِّرَةٍ يَوماً إِذا قَلَص الخُصى
نَصولُ بِكُلِّ أَبيَضَ مَشرَفِيٍّ
نَصولُ بِكُلِّ أَبيَضَ مَشرَفِيٍّ / عَلى اللاتي بَقى فيهِنَّ ماءُ
عَشِيَّةَ تُؤثِرُ الغُرباءُ فينا / فَلا هُم هالِكونَ وَلا رِداءُ
نَجا سَلامَةُ وَالرِماحُ شَواجِرٌ
نَجا سَلامَةُ وَالرِماحُ شَواجِرٌ / دَعواهُمُ بَني الصِيداءِ
لَولا اِدِّعاؤُهُم بِدعوى غَيرِهِم / وَرَدت نِساؤُهُم عَلى الأَطواءِ
وَنَجّاكَ ياِبنَ العامِرِيَّةِ سابِحٌ
وَنَجّاكَ ياِبنَ العامِرِيَّةِ سابِحٌ / شَديدُ النَسا وَالقُصرَتَينِ نُجيبُ
إِذا قُلت قَد أَدرَكتُ فَاِبسُط عَنانَهُ / تَجَرَّدَ سَيِّدٌ أَسلَمتهُ غُيوبُ
فَلِلسَوطِ أُلهوبٌ وَلِساقِ دِرَّةٌ / وَبِالكَفِّ مِرّيخُ العِنانِ نَعوبُ
يَجُمُّ عَلى الساقَينِ بَعدَ كَلالِهِ / كَما جَمَّ جَفرٌ بِالكِلابِ نَقيبُ
فَأقسم لا يُفارِقُني دَوولٌ
فَأقسم لا يُفارِقُني دَوولٌ / أَجولُ بِهِ إِذا كَثُرَ الضَرابُ
وَفَرَّ مِنَ الحَربِ العَوانِ وَلَم يَكُن
وَفَرَّ مِنَ الحَربِ العَوانِ وَلَم يَكُن / بِها حاتِمُ طَيّاً وَلا مُتَطَبَّبا
وَرَيّبَ حصناً بَعدَ أَن كانَ آبِياً / أَبُوَّةُ حِصنٍ فَاِستَقالَ وَأَعتَبا
أَقِم في بَني بَدرٍ وَلا ما يَهُمُّنا / إِذا ما تَقَضَّت حَربُنا أَن تَطرَبا
جَلَبنا الخَيلَ مِن أَجَأ وَسَلمى
جَلَبنا الخَيلَ مِن أَجَأ وَسَلمى / تَخُبُّ عَوابِساً خَبَبَ الذِئابِ
جَلَبنا كُلَّ طرفٍ أَعوَجِيِّ / وَسَلهَبَةٍ كَخافِيَّةِ العُقابِ
نَسوف لِلحِزامِ بِمِرفَقَيها / شَنونَ الصُلب صَمّاءَ الكِعابِ
ضُرِبنَ بِعَمرَةٍ فَخَرَجنَ مِنها / خُروجَ الوَدقِ مِن خَلَلِ السَحابِ
فَكانوا بَينَ مَكبولٍ أَسيرٍ / وَمُنعفِرِ المَضاحِكِ في التُرابِ
وَلَو كانَت تُكَلِّمُ أَرضَ قَيسٍ / لَأَضحَت تَشتَكي لِبَني كلابِ
وَقَد عَلَمت بَنو عَبسٍ وَبَدرٍ / وَمُرَّةً أَنَّني مُرٌ عِقابي
كَأَنَّ مَحالَها بِالنيرِ حَرثٌ / أَثارَتهُ بِمَجمَرَةٍ صَلابِ
فَلَمّا أَن بَدَت أَعلامُ لُبنى / وَكُنَّ لَنا كَمُستَتِرِ الحِجابِ
صَبَحناهُنَّ مِن سَمَلِ الأَداوي / فَمُصطَبِحٌ عَلى عَجَلٍ وَآبِ
وَيَومَ المَلحِ يَومَ بَني نُمَيرٍ / أَصابَتكُم بِأَظفارٍ وَنابِ
وَآنف أَن أَعُدَّ عَلى نُمَيرٍ / وَقائِعَنا بِرَوضاتِ الرَبابِ
وَبَينَ يَعفُهُنَّ لَهُم رَقيبٌ / أَضاعَ وَلَم يَخَف نَعبَ الغُرابِ
وَأَلقى نَفسَهُ وَهَوَينَ رَهواً / يُنازِعنَ الأَعِنَّةِ كَالكِعابِ
لا أَرى أَنَّ بِالقَتيلِ قَتيلاً
لا أَرى أَنَّ بِالقَتيلِ قَتيلاً / عامِرِيّاً يَفي بِقَتلِ دَوابِ
لَيسَ مَن لاعَبَ الأَسِنَّةَ في النَقْ / عِ وَسُمِّيَ مُلاعِباً بِأَرابِ
عامِرٌ لَيسَ عامِرُ بنُ طُفَيلٍ / لَكِن العَمرَ رَأسُ حَيِّ كُلابِ
ذاكَ أَن أَلقَهُ أَنالُ بِهِ الوَتْ / رَ وَقَرَّت بِهِ عُيونَ الصِحابِ
أَو يَفُتني فَقَد سُبِقتُ بِوَتَرٍ / مَذحَجِي وَجَدِّ قَومي كِئابِ
قَد تَقَنَّصتُ لِلضَبابِ رِجالاً / وَتَكَرَّمتُ عَن دِماءِ الضِبابِ
وَأَصَبنا مِنَ الوَحيدِ رِجالاً / وَنَفيل فَما أَساغوا شَرابي
فَخَيبةَ مَن يُغيرُ عَلى غَنِي
فَخَيبةَ مَن يُغيرُ عَلى غَنِي / وَباهِلَةَ بنَ أَعصُرَ وَالرِكابِ
وَأَدى الغُنمَ مَن أَدى قُشَيراً / وَمَن كانَت لَهُ أَسرى كِلاب
كَأَنَّ رِجالَ التَغلِبِيينَ خَلفَها
كَأَنَّ رِجالَ التَغلِبِيينَ خَلفَها / قَنافِذُ قُفصٌ عُلِّقَت بِالحَقائِبِ
أَلَم أُخبِرِكُما خَبَراً أَتاني
أَلَم أُخبِرِكُما خَبَراً أَتاني / أَبو الكِساحِ جَدَّبَهُ الوَعيدُ
أَتاني أَنَّهُم مَزِقونَ عِرضي / جِحاشُ الكِرملَينِ لَها فَديدُ
كَرَرتُ عَلى أَبطالِ سَعدٍ وَمالِكٍ
كَرَرتُ عَلى أَبطالِ سَعدٍ وَمالِكٍ / وَمَن يَدعُ الداعي إِذا هُوَ نَدَّدَ
فَلَأيا كَرَرتُ الوردَ حَتّى رَأَيتُهُم / يَكُبّونَ في الصَحراءِ مَثنى وَموحدا
غَداةَ بَذَتهُم بِالصَعيدِ رِماحَكُم / وَقَد ظَهَرَت دَعوى زَنيمُ وَأَسعَدا
فَما زِلتُ أَرميهُم بِغرَّةِ وَجهِهِ / وَبِالسَيفِ حَتّى كَلَّ تَحتي وَبَلَّدا
إِذا شَكَّ أَطرافَ العَوالي لُبانَةُ / أَقَدِّمُهُ حَتّى يَرى المَوتَ أَسوَدا
عُلالَتُها بِالأَمسِ ما قَد عَلِمتُم / وَعَلَّ الجَواري بَينَنا أَن تَسهَدا
لَقَد عَلِمَت نَبهانُ أَنّي حَمَيتُها / وَأَنّي مَنعتُ السَبيَ أَن يَتَبَدَّدا
عَشِيَّةَ غادَرتُ اِبنَ ضَبٍّ كَأَنَّما / هَوى عَن عُقابٍ مِن شَماريخ صِندَدا
بِذي شَطبٍ أَغشى الكَتيبَة سَلهَب / أَقَبَّ كَسَرحانِ الظَلامِ مِعوَدا
أَلا وَدَّعتَ جيرانَها أَم أُسودا
أَلا وَدَّعتَ جيرانَها أَم أُسودا / وَضَنَّت عَلى ذي حاجَةٍ أَن يَزودا
وَأَبغَض أَخلاق النِساءِ أَشَدَّهُ / إِلَيَّ فَلا تولن أَهلي تَشَدُّدا
وَسائِل بَني نَبهانَ عَنّا وَعِندَهُم / بَلاءٌ كَحَدِّ السَيفِ إِذ قَطَعَ اليَدا
دَعوا مالِكاً ثُمَّ اِتصَلنا بِمالِكٍ / فَكانَ ذَكا مِصباحِهِ فَتَوَقَّدا
وَبَشر بنُ عَمرٍو قَد تَرَكَنا مُجَندلاً / يَنوءُ بِخطارٍ هُناكَ وَمَعبَدا
تَمَطَّت بِهِ قَوداءُ ذاتَ عُلالَةٍ / إِذا الصلدَمُ الخِنذيذ أَعيا وَبَلَّدا
لَقيناهُم نَستَنقِذُ الخَيلَ كَالقَنا / وَيَستَسلِبونَ السَمهَرِيِّ المُقَصَّدا
فَيا رُبّ قدرٍ قَد كَفَأنا وَجَفنَةً / بِذي الرَمثِ إِذ يَدعونَ مَثنى وَموحِدا
عَلى أَنَّني أَثوي سِناني صَعدَتي / بِساقِين زيداً أَن يَبوءَ وَمَعبَدا
مَنَعنا بَينَ شَرقِ إلى المَطالي
مَنَعنا بَينَ شَرقِ إلى المَطالي / بِحَيٍّ ذي مُكابَرَةٍ عنودِ
نَزَلنا بَينَ فَيدٍ وَالخِلافي / بِحَيٍّ ذي مُدارأَةٍ شَديدِ
وَحَلَّت سِنبِسٌ طَلحُ العَيارى / وَقَد رَغِبَت بِنَصرِ بَني لَبيدِ
فَسيري يا عُدَيُّ وَلا تُراعي / فَحُلّي بَينَ كَرمَلَ فَالوَحيدِ
إِلى جَزعِ الدَواهي ذاكَ مِنكُم / مَغانٍ فَالخَمائِلِ فَالصَعيدِ
وَسيري إِذ أَرَدتِ إِلى سُمَيرٍ / فَعودي بِالسَوائِلِ وَالعُهودِ
وَحُلّوا حَيثُ وَرَثَكُم عُدَيُّ / مُرادَ الخَيلِ مِن ثَمدِ الوُرودِ
إِنّا لَنُكثِرُ في قَيسٍ وَقائِعَنا
إِنّا لَنُكثِرُ في قَيسٍ وَقائِعَنا / وَفي تَميمٍ وَهَذا الحَيِّ مِن أَسَدِ
وَعامِرَ بِنَ طُفَيلٍ قَد نَحَوتُ لَهُ / صَدَرَ القَناةِ بِماضي الحَدِّ مُطّرِدِ
لَمّا أَحَسَّ بِأَنَّ الوِردَ مُدرِكُهُ / وَصارِماً وَرَبيطُ الجَأشِ ذا لَبَدِ
نادى إِلَيَّ بِسِلمٍ بَعدَما أَخَذَت / مِنهُ المَنِيَّةُ بِالحَيزومِ وَاللُغُدِ
وَلَو تَصَبَّرَ لي حَتّى أُخالِطُهُ / أَسعَرتهُ طَعنَةً كَالنارِ بِالزندِ
أَمُرتَحِلٌ صَحبي المَشارِقَ غُدوَة
أَمُرتَحِلٌ صَحبي المَشارِقَ غُدوَة / وَأُترَكُ في بَيتٍ بِفَردَةَ مُنجِدِ
سَقى اللَهُ ما بَينَ القَفيلِ فَطابَةٍ / فَما دونَ أَرمامٍ فَما فَوقَ مُنشِدِ
هُنالكَ لَو أَنّي مَرِضتُ لَعادَني / عَوائِدُ مَن لَم يُشفَ مِنهُنَّ مُجهدِ
فَلَيتَ اللَواتي عُدنَني لَم يُعُدنَني / وَلَيتَ اللَواتي غِبنَ عَنّي عودي
صَبَحنَ الخَيل مُرَّةَ مُسنَفاتٍ
صَبَحنَ الخَيل مُرَّةَ مُسنَفاتٍ / بِذي أُرُلٍ وَحَيَّ بَني نِجادِ
وَيَوماً بِالبِطاحِ عَرَكنَ قَيساً / غَداتَئِذٍ بِأَرماحٍ شِدادِ
وَيَوماً بِاليَمامَةِ قَد ذَبَحنا / حَنيفَةَ مِثلَ تَذباحِ النِقادِ
أَلا هَلَ أَتى غَوثاً وَمازِنَ أَنَّني
أَلا هَلَ أَتى غَوثاً وَمازِنَ أَنَّني / حَلَلتُ إِلى البيضِ الطِوالِ السَواعِدِ
إِلى الواحِدِ الوَهّابِ قَيسُ بنُ عاصِمِ / لَهُ قادِحاً زِندي سِنانِ بنِ خالِدِ
أَقولُ لَعَبدي جَرول إِذ أَسَرتُهُ
أَقولُ لَعَبدي جَرول إِذ أَسَرتُهُ / أَبثني وَلا يَغرُركَ أَنَّك شاعِرُ
أَنا الفارِسُ الحامي الحَقيقَةِ وَالَّذي / لَهُ المَكرُماتُ وَاللُهى وَالمَآثِرُ
وَقَومي رُؤسُ الناسِ وَالرَأسُ قائِدُ / إِذا الحَربُ شَبَّتها الأَكُفُّ المَساعِرُ
فَلَستُ إِذا ما المَوتُ حوذِرَ وِردُهُ / وَأُترِعَ حَوضاهُ وَحُمِّجَ ناظِرُ
بِوَقّافَةٍ يَخشى الحُتوفَ تَهَيُّباً / يُباعُدُني عَنها مِنَ القُبُّ ضامِرُ
وَلَكِنَّني أَغشى الحُتوفَ بِصَعدَتي / مُجاهَرَةً أَنَّ الكَريمَ يُجاهِرُ
وَأَروى سِناني مِن دِماءٍ عَزيزَةٍ / عَلى أَهلِها إِذ لا تُرَجّى الأَياصِرُ
نَحنُ الفَوارِسُ يَومَ نَعفُ قَشاوَةَ
نَحنُ الفَوارِسُ يَومَ نَعفُ قَشاوَةَ / إِذ ثارَ نَقعٌ كَالعجاجَةِ أَغبَرُ
يوحونَ مالِكَهُم وَنوحي مالِكاً / كُلٌّ يَحُضُّ عَلى القِتالِ وَيَدمُرُ
صَدرَ النَهارِ يُدَرُّ كُلَّ وَتيرَةٍ / بَأَسِنَّةٍ فيها سِمامٌ تَقطُرُ
فَتَواهَقوا رَسلاً كَأَنَّ شَريدَهُم / جَنحُ الظَلامِ نِعامُ سَيفِ نُقَّرُ
وَنَحا عَلى شيبانَ ثُمَّ فَوارِسٌ / لا يَنكُلونَ إِذا الكُماةُ تَنَزَّرُ