القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : رَبيعَة بنُ مَقْروم الكل
المجموع : 23
وَإِنّي حَنى ظَهري خُطوبٌ تَتابَعَت
وَإِنّي حَنى ظَهري خُطوبٌ تَتابَعَت / فَمَشْيِي ضَعيفٌ في الرِجالِ دَبيبُ
إِذا قالَ صَحبي يا رَبيعُ أَلا تَرى / أَرى الشَخصَ كَالشَخصَينِ وَهوَ قَريبُ
وَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن تَخشُّعِ ذي الحِجى
وَلَلمَوتُ خَيرٌ مِن تَخشُّعِ ذي الحِجى / لِذي مِنَّةٍ يَزَوَرُّ لِلؤمِ جانِبُهُ
لَهُ كُلّ يَومٍ نَزحَةٌ وَغَضاضَةٌ / إِذا ما اِنزَوى أَنفُ اللَئيمِ وَحاجِبُهُ
إِنَّ عاماً صِرتَ فيهِ أَميراً
إِنَّ عاماً صِرتَ فيهِ أَميراً / يَخطبُ الناسَ لَعامٌ عُجابُ
سادَ عُبّادا وَمُلِّكَ جَيشاً / سَبَّحت مِن ذاكَ صُمَّ صِلابُ
تَذَكَرت وَالذِكرى تهيجُكَ زَينَبا
تَذَكَرت وَالذِكرى تهيجُكَ زَينَبا / وَأَصبَحَ باقي وَصلِها قَد تَقَضَّبا
وَحَلَّ بِفَلجٍ فَالأَباتِرِ أَهلُنا / وَشَطَّت فَحَلَّت غَمرَةً فَمُثَقَّبا
فَإِمّا تَرَيني قَد تَرَكتُ لُجاجَتي / وَأَصبَحتُ مُبيَضَ العِذارَينِ أَشيبا
وَطاوَعتُ أَمرَ العاذِلاتِ وَقَد أُرى / عَلَيهِنَّ أَبّاءَ القَرينَةِ مِشغَبا
فَيا رُبَّ خَصمٍ قَد كَفَيتُ دِفاعَهُ / وَقَوَّمتُ مِنهُ دَرأَهُ فَتَنَكَّبا
وَمَولىً عَلى ضَنكِ المَقامِ نَصَرتُهُ / إِذا النِكسُ أَكبى زَندَهُ فَتَذَبذَبا
وَأَضيافِ ليلٍ في شَمالِ عَريَّةٍ / قَرَيتُ مِنَ الكومِ السَديفِ المُرَعَّبا
وَوارِدَةٍ كَأَنَّها عُصَبُ القَطا / تُثيرُ عَجاجاً بِالسَنابِكِ أَصهَبا
وَزَعتُ بِمثلِ السيدِ نَهدٍ مُقَلَّصٍ / كَميشٍ إِذا عِطفَاهُ ماءً تَحَلَّبا
وَأَسمَرَ خَطِيِّ كَأَنَّ سِنانَهُ / شِهابُ غَضاً شَيَّعَتهُ فَتَلَهَّبا
وَفِتيانُ صِدقٍ قَد صَبَحتُ سُلافَةً / إِذا الديكُ في جَوشٍ مِنَ اللَيلِ طَرَّبا
سُخامِيَّةً صَهباءَ صِرفاً وَتارَةً / تَعاوَرُ أَيديهِم شِواءً مُضَهَّبا
وَمَشجوجَةً بِالماءِ يَنزو حَبابُها / إِذا المُسمِعُ الغِرّيدُ مِنها تَحَبَّبا
وَسَربٍ إِذا غَصَّ الجَبانُ بِريقِهِ / حَمَيتُ إِذا الداعي إلى الرَوعِ ثَوَّبا
وَمَربَأَةٍ أَوفَيتُ جُنحَ أَصيلَةٍ / عَلَيها كَما أَوفي القُطامِيُّ مَرقَبا
رَبيئَةَ جَيشٍ أَو رَبيئَةَ مِقنَبٍ / إِذا لَم يَقُد وَغلٌ مِنَ القَومِ مِقنَبا
فَلَمّا اِنجَلى عَنّي الظَلامُ دَفَعتُها / يُشَبِّهُها الرائي سَراحينَ لُغَّبا
إِذا ما عَلَت حَزناً بَرَت صَهَواتِهِ / وَإِن أَسهَلَت أَذرَت غُباراً مُطَنَّبا
فَما اِنصَرَفَت حَتّى أَفاءَت رِماحُهُم / لِأَعدائِهِم في الحَربِ سُمّاً مُقَشَّبا
مَغاويرُ لا تَنمي طَريدَةُ خَيلِهِم / إِذا أَوهَلَ الذُعرُ الجَبانُ المُرَكَّبا
وَنَحنُ سَقَينا مِن فَريرٍ وَبُحتُرَ / بِكُلِّ يَدٍ مِنّا سِنانا وَثَعلبا
وَمَعنٍ وَمِن حَيَّيْ جَديلَة غادَرَت / عميرَةَ وَالصَلَّخَم يَكبو مُلَحَّبا
وَيَومَ جُرادَ اِستَلحَمَت أَسلاتُنا / يَزيدُ وَلَم يَمرُر لَنا قَرنُ أَعضَبا
وَقاظَ اِبنُ حِصنٍ عانِياً في بُيوتِنا / يُعالِجُ قَدّاً في ذِراعَيهِ مُصحَبا
وَفارِسَ مَردودٍ أَشاطَت رِماحُنا / وَأَجزَرنَ مَسعوداً ضِباعاً وَأَذؤُبا
أَخوكَ أَخوكَ مَن يَدنو وَتَرجو
أَخوكَ أَخوكَ مَن يَدنو وَتَرجو / مَوَدَّتَهُ وَإِن دُعِيَ اِستَجابا
إِذا حارَبت حاربَ مَن تُعادي / وَزادَ سِلاحُهُ مِنكَ اِقتِرابا
يواسي في الكَريهةِ كُلَّ يّومٍ / إِذا ما مُضلِعُ الحَدَثانِ نابا
وَكنتُ إِذا قَريني جاذَبَتهُ / حِبالي ماتَ أَو تَبِعَ الجِذابا
فَإِن أَهلِك فَذي حَنَقٍ لَظاهُ / عَلَيّ يَكادُ يَلتَهِبُ التِهابا
مَخَضتُ بِدَلوِهِ حَتّى تَحَسّى / ذَنوبَ الشَرِّ مِلأى أَو قِرابا
بِمثلي فَاِشهَدِ النَجوى وَعالِن / بِيَ الأَعداءَ وَالقَومَ الغِضابا
فَإِنَّ الموعِدِيَّ يَرَونَ دوني / أُسودَ خَفِيَّةَ الغُلبَ الرِقابا
كَأَنَّ عَلى سَواعِدِهِنَّ وَرساً / عَلالونَ الأَشاجِع أَو خضابا
كَأَنَّ هَوِيَّها لَمّا اِشمَعَلَّت / هُوِيُّ الطَيرِ تَبتَدِرُ الأَيابا
أَصبَحَ رَبي في الأَمر يُرشُدُني
أَصبَحَ رَبي في الأَمر يُرشُدُني / إِذا نَوَيتُ المَسيرَ وَالطَلَبا
لا سانِحٌ مِن سوانِحِ الطَيرِ يُثني / ني وَلا ناعِبٌ إِذا نَعَبا
وَمَشَيتُ بِاليَدِ قَبلَ رِجلي خطوُها
وَمَشَيتُ بِاليَدِ قَبلَ رِجلي خطوُها / رَسفُ المُقَيَّدِ تَحتَ صُلبِ أَحدَبِ
فَإِذا رَأَيتُ الشَخصَ قُلتُ ثَلاثَةٌ / أَو واحِدٌ وَإِخالُهُ لَم يَقرَبِ
وَقَضى بَنِيَّ الأَمرَ لَم أَشعُر بِهِ / وَإِذا شَهِدتُ أَكونُ كَالمتَغَيِّبِ
بانَت سُعادُ فَأَمسى القَلبُ مَعمودا
بانَت سُعادُ فَأَمسى القَلبُ مَعمودا / وَأَخلَفَتكَ اِبنَةُ الحُرِّ المَواعِيدا
كَأَنَّها ظَبيَةٌ بكرٌ أَطاعَ لَها / مِن حَومَلٍ تَلَعاتُ الجَوِّ أَو أودا
قامَت تُريكَ غَداةَ البَينِ مُنسَدِلاً / تَخالُهُ فَوقَ مَتنَيها العَناقيدا
وَبارِداً طَيِّباً عَذباً مُقَبِّلُهُ / مُخَيَّفاً نَبتُهُ بِالظَلمِ مَشهودا
وَجَسرَةٍ حَرَجٍ تدمى مَناسِمُها / أَعمَلتُها بي حَتّى تَقطَعَ البيدا
كَلَّفتُها فَرَأَت حَقّاً تَكَلُّفَهُ / وَديقَةً كَأَجيجِ النارِ صَيخودا
في مَهمَةٍ قَذَفٍ يَخشى الهَلاكُ بِهِ / أَصداؤُهُ ما تَني بِاللَيل تَغريدا
لَمّا تَشَكَّت إِلَيَّ الأَينَ قُلتُ لَها / لا تَستَريحنَ ما لَم أَلقَ مَسعودا
ما لَم أُلاقِ اِمرأً جَزلاً مَواهِبُهُ / سَهلَ الفِناءِ رَحيبَ الباعِ مَحمودا
وَقَد سَمِعتُ بِقَومٍ يُحمَدونَ فَلَم / أَسمَع بِمِثلِكَ لا حِلماً وَلا جودا
وَلا عَفافاً وَلا صَبراً لِنائِبَةٍ / وَما أُنَبِّئُ عَنكَ الباطِل السّيدا
لا حِلمُكَ الحِلمُ موجودٌ عَلَيهِ وَلا / يُلفى عَطاؤُكَ في الأَقوامِ مَنكودا
وَقَد سَبَقتَ بِغاياتِ الجِيادِ وَقَد / أَشبَهتَ آباءَكَ السّيدَ الصَناديدا
هَذا ثَنائي بِما أَولَيتَ مِن حَسَنٍ / لا زِلتَ عَوضُ قَريرَ العَينِ مَحسودا
كَفاني أَبو الأَشوَس المُنكَرات
كَفاني أَبو الأَشوَس المُنكَرات / كَفاهُ الإِلَهُ الَّذي يَحذَرُ
أَعَزُّ مِنَ السّيِدِ في مَنصِبٍ / إِلَيهِ العَزازَةُ وَالمَفخَرُ
أَلا ضَرَمَت مَوَدَّتُكَ الرُواعُ
أَلا ضَرَمَت مَوَدَّتُكَ الرُواعُ / وَجَدَّ البَينُ مِنها وَالوَداعُ
وَقالَت إِنَّهُ شَيخٌ كَبيرٌ / فَلَجَّ بِها وَلَم تَرِعِ أَمتِناعُ
فَإِمّا أَمس قَد راجَعتُ حِلمي / وَلاحَ عَلَيَّ مِن شَيبٍ قِناعُ
فَقَد أَصِلُ الخَليلَ وَإِن نَآني / وَغِبُّ عَداوَتي كَلَأٌ جُداعُ
وَأَحفَظُ بِالمَغيبَةِ أَمرَ قَومي / فَلا يُسدى لَدَيَّ وَلا يُضاعُ
وَيَسعَدُ بي الضَريكُ إِذا اِعتَراني / وَيَكرَهُ جانِبي البَطَلُ الشُجاعُ
وَيَأبي الذَمَّ لي أَنّي كَريمٌ / وَأَنَّ مَحَلّي القَبَلُ اليَفاعُ
وَإِنّي في بَني بَكرٍ بنَ سَعدٍ / إِذا تَمَّت زَوافِرُهُم أُطاعُ
وَمَلمومٍ جَوانِبُها رَداحٍ / تَزَجّى بِالرِماحِ لَها شُعاعُ
شَهدتُ طِرادَها فَصَبرتُ فيها / إِذا ما هَلَّلَ النِكسُ اليَراعُ
وخم يركب العوصاء طاط / عَنِ المُثلى غُناماهُ القِذاعُ
طَموحِ الرَأسِ كُنتُ لَهُ لِجاماً / يُخَيِّسُهُ لَهُ مِنهُ صِقاعُ
إِذا ما اِنآدَ قَوَّمَهُ فَلانَت / أخادِعُهُ النَواقِرُ وَالوِقاعُ
وَاِشعَثَ قَد جَفا عَنهُ المَوالي / لَقىً كَالحِلسِ لَيسَ بِهِ زَماعُ
ضَريرٍ قَد هَنَأناهُ فَأَمسى / عَلَيهِ في مَعيشَتِهِ اِتِّساعُ
وَماءٍ آجِن الجَمّاتِ قَفرٍ / تَعَقَّمُ في جَوانِبِهِ السِباعُ
وَرَدتُ وَقَد تَهَوَّرَتِ الثُرَيّا / وَتَحتَ وَلَّيتي وَهمٌ وَساعُ
جُلالٌ مائِرُ الضَبعَينِ يَخدي / عَلى يَسَراتِ مَلزوزٍ سِراعُ
لَهُ بُرَّةٌ إِذا ما لُجَّ عاجَت / أَخادِعُهُ فَلانَ لَها النُخاعُ
كَأَنَّ الرَحلَ مِنهُ فَوقَ جَأبٍ / أَطاعَ لَهُ بِمَعقلَةَ التِلاعُ
تِلاعٌ مِن رِياضٍ أَتأفَتها / مِنَ الأَشراطِ أَسمِيَةٌ تِباعُ
فَآضَ مُحَملِجاً كَالكَرِّ لَمَّت / تَفاوُتَهُ شَآمِيَةٌ صَناعُ
يُقَلِّبُ سَمجَحاً قَوداءَ طارَت / نَسيلَتُها بِها بِنَقٌ لِماعُ
إِذا أَسهَلا قَنَبَت عَلَيهِ / وَفيهِ عَلى تَجاسُرِها اِطِّلاعُ
تَجانَفَ عَن شَرائِعِ بطنِ قَوٍّ / وَحادَ بِها عَنِ السَبقِ الكُراعُ
وَأَقرَبُ مَورِدٍ مِن حَيثُ راحا / أُثالُ أَو غُمازَةُ أو نَطاعُ
فَأَورَدَها وَلَونُ اللَيلِ داجٍ / وَما لَغِبا وَفي الفَجرِ اِنصِداعُ
فَصَبَّحَ مِن بَني جَلّانَ صَلّاً / عَطيفَتُهُ وَأَسهُمُهُ المَتاعُ
إِذا لَم يَجتَزِر لَبَنيهِ لَحماً / غَريضاً مِن هَوادي الوَحش جاعوا
فَأًرسَلَ مُرهَفَ الغَرَّينِ حُشراً / فَخَيَّبَهُ مِنَ الوَتَرِ اِنقِطاعُ
فَلَهفَ أُمَّهُ وَاِنصاعَ يَهوي / لَهُ رَهجٌ مِنَ التَقريبِ شاعُ
لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّها لَم تُحلَل
لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّها لَم تُحلَل / بِجَنوبِ أَسنُمَةٍ فَقُفِّ العُنصُلِ
دَرَسَت مَعالِمَها فَباقي رَسمَها / خَلَقٌ كَعُنوان الكِتابِ المحولِ
دارٌ لِسُعدى إِذ سُعادٌ كَأَنَّها / رَشَأٌ غَرير الطَرفِ رَخصُ المفصَلِ
شَماءُ واضِحَةُ العَوارِضِ طِفلَةٌ / كَالبَدرِ مِن خَلَلِ السَحابِ المُنجَلي
وَكَأَنَّما ريحُ القُرُنفُل نَشرها / أَو حَنوَةُ خَلطَت خزامي حَومَلِ
تَعتادُهُ بِفُواقِها وَجَرِيَّةٍ / وَتُقيلُهُ بِسَرارِ رَوضٍ مُبقِلِ
وَكَأَنَّ فاها بَعدَ ما طَرَقَ الكَرى / كَأسٌ تُصَفِّقُ بِالرَحيقِ السَلسَلِ
لَو أَنَّها عَرَضَت لِأَشمَطَ راهِبٍ / في رَأسِ مُشرِفَةِ الذُرى مُتَبَتِّلِ
جَآّرُ ساعاتِ النِيامِ لَرَبِّهِ / حَتّى تَخَدَّدَ لَحمُهُ مُستَعمَلِ
لَصَبا لِبَهجَتِها وَحُسنِ حَديثِها / وَلَهَمَّ مِن ناقوسِهِ بِتَنَزُّلِ
بَل إِن تَرى شَمطاءَ تَقرَعُ لمَّتي / وَحَنا قَناتي وَاِرتَقى في مَسحَلي
وَدَلَفتُ مِن كِبرٍ كَأَنّي خاتِلٌ / قَنَصاً وَمَن يَدبُب لِصَيدٍ يَختِلِ
فَلَقَد أَرى حُسنَ القَناةِ قُوَيمَها / الكَنَصلِ أَخلَصَهُ جَلاءُ الصَيقَلِ
أَزَمانٌ إِذ أَن وَالحَديدُ إِلى بلى / تَصبى الغَواني مَيعَتي وَتَنَقُّلي
وَلَقَد شَهِدتُ الخَيلَ يَومَ طِرادِها / بِسُلَيمِ أَو ظِفَةِ القَوائِمِ هَيكَلِ
مُتَقاذِفُ شَنجِ النَسا عَبلِ الشَوى / سِباقِ أَندِيَةِ الجِيادِ عَمَيثَلِ
لَولا أَكَفكِفُهُ لَكادَ إِذا جَرى / مِنهُ الغَريمُ يَدُقُّ فَأَسَ المَسحَلِ
وَإِذا جَرى مِنهُ الحَميمُ رَأَيتَهُ / يَهوي بِفارِسِهِ هَوِيَّ الأَجدَلِ
وَإِذا تُعَلَّل بِالسِياطِ جِيادُنا / أَعطاكَ نائِلُهُ وَلَم يَتَعَلَّلِ
فَدعوا نَزالِ فَكُنتَ أَوَّلَ نازِلٍ / وَعَلامَ أَركَبُهُ إِذا لَم أَنزِلِ
وَلَقَد جَمَعتُ المالَ مِن جَمعِ امرئ / وَرَفعتُ نَفسي عن لَئيمِ المَأكَلِ
دَخَلتُ أَبنِيَةَ المُلوكِ عَلَيهِم / وَلشَرُ قَولِ المَرءِ ما لَم يَفعَلِ
وَشَهَدتُ مَعرَكَةَ الفُيولِ وَحَولَها / أَبناءُ فارِسَ بيضُهُم كَالأَعبَلِ
مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ كَأَنَّهُم / جُرب مُقارِفَةُ عَنِيَّةَ مُهمَلِ
يَجُّرونَ نَشّاباً سَريعاً مَرهُ / فيهِ جَرائِدَ مَن تخالط تَقتُلِ
فَحَبست مُحتَبِساً سَيالاً صابِراً / نَفسي رَجاءُ ثَوابٍ رَب مِفصَلِ
وَلَرَبِّ ذي حَنَقٍ عَلَيَّ كَأَنَّما / تَغلي عَداوَةَ صَدرِهِ كَالمرجَلِ
أَوجيتُهُ عَنّي فَأَبصَرَ قَصدَهُ / وَكَوَيتَهُ فَوقَ النَواظِرِ مَن عَلِ
وَأَخي مُحافِطَة عَصى عَذّالَهُ / وَأَطاعَ لِذَّتَهُ مُعَمٍّ مخوَلِ
هَشٍّ يَراح إلى النَدى نَبهتُهُ / وَالصُبحُ ساطِعُ لَونِهِ لَم يَنجَلِ
فَأَتَيتُ حانوتاً بِهِ فَصَبَّحتُهُ / مِن عانِقٍ بِمَزاجِها لَم تَقتُلِ
صَهباءَ صافِيَةَ القَذى أَغلى بِها / يَسِرٌ كَريمُ الخيمِ غَيرَ مُبَخَّلِ
وَمُعَرِّس عَرض الرِداء عَرستهِ / مِن بَعدِ آخرَ مِثلِهِ في المَنزِلِ
وَلَقَد أَصَبت مِنَ المَعيشَةِ لينَها / وَأَصابَني مِنهُ الزَمانُ بِكَلكَلِ
وَمَطِيَّةٍ مَلَتَ الظَلام بَعَثتُهُ / يَشكو الكَلالَ إِلَيَّ دامي الأَظلَلِ
أَودَ السُرى بِقتالِهِ وَمراحِهِ / شَهراً نَواحِيَ مُستَتِبٍّ مَعمَلِ
نَهجٍ كَأَن حَرثُ النَبيطِ عُلوبُهُ / ضاحي الموارِدِ كَالحَصيرِ المُرمَلِ
أَخلَصتُهُ صُنعاً فَآضَ مُحَملِجاً / كَالتَيسِ في أُمعوزِهِ المُتَرَبَّلِ
فَإِذا وَذاكَ كَأَنَّهُ ما لَم يَكُن / إِلّا تَذَكّرهُ لِمَن لَم يَجهَلِ
وَلَقَد أَتَت مائَة عَلَيّ أَعَدها / حَولاً فَحَولا إِن بَلاها مبتلِ
فِإِذا الشَبابُ كَمبذلٍ أَنضَيتهُ / وَالدَهرُ يبلي كُل ّجدة مبذلِ
هَلّا سَأَلتَ وَخَيرُ قَومٍ عندَهُم / وَشفاءُ غَيِّكَ خائِراً أَن تَسأَلِ
هَل نُكرِمُ الأَضيافَ إِن نَزَلوا بِنا / وَنَسودُ بِالمَعروفِ غَيرَ تَنَحُّلِ
وَنَحلَ بِالثَغرِ المَخوفِ عَدوّهُ / وَنَرُدُّ خالَ العارِضِ المُتَهَلِّلِ
وَنُعينُ غارِمَنا وَنَمنَعُ جارَنا / وَنَزينُ مَولى ذِكرِنا في المَحفَلِ
وَإِذا اِمرؤُ مِنّا جَنى فَكَأَنَّهُ / مِمّا يَخافُ عَلى مَناكِبِ يَذبُلِ
وَمَتى يَقِم عِندَ اِجتِماعِ عَشيرَةٍ / خُطَباؤُنا بَينَ العَشيرَةِ يَفصِلِ
وَيَرى العَدُوَّ دُروءاً صَعبَةً / عِندَ النَجومِ مَنيعَةِ المُتَأَوِّلِ
وَإِذا الحَمالَة أَثقَلَت حَمّالَها / فَعَلى سَوائِمِنا ثَقيلِ المَحمَلِ
وَيَحِقُّ في أَموالِنا لِحَليفِنا / حَقاً يَبوءُ بِهِ وَإِن لَم يَسأَلِ
يا مَن لِعَذّالَة لَومي مخَنَّتُها
يا مَن لِعَذّالَة لَومي مخَنَّتُها / وَلَو أَصابَت سَداداً لِاِتَّقَت عَذلي
تَقولُ أَهلَكتَ مالاً لَو قَنِعتَ بِهِ / أَغناكَ عَن طولِ تِرحال وَعَن عَمَلِ
وَما المَلامَةُ في شَيءٍ وَقَيْتُ بِهِ / عِرضي وَباعَدَني مِن شائِنِ النَحلِ
يا دارَ أَسماءَ بِالأَمثالِ فَالرَجلِ
يا دارَ أَسماءَ بِالأَمثالِ فَالرَجلِ / حُيّيتِ مِن دَمنَةٍ قَفرٍ وَمِن طَلَلِ
كَأَنَّها بَعدَ عَهدِ العاهِدينَ بِها / مَهارِقُ العجمِ أَو موشِيَّةُ الحُلَلِ
دارٌ غُنينا بِها حيناً وَأَيٍّ غِنى / عَن أَهلِهِ يا اِبنَةَ اللضَبِّيِ لَم يَحُلِ
أَصِفِ المَوَدَّةَ مَن صَفا لَكَ ودُّهُ
أَصِفِ المَوَدَّةَ مَن صَفا لَكَ ودُّهُ / وَاِترُك مُصافاةَ القَريبِ الأَميَلِ
كَم مِن بَعيدٍ قَد صَفا لَكَ ودُّهُ / وَقَريبِ سَوءٍ كَالبَعيدِ الأَعزلِ
ظَلَّ وَظَلَّت حَولَهُ صُيَّماً
ظَلَّ وَظَلَّت حَولَهُ صُيَّماً / يُراقِبُ الجَونَةَ كَالأَحوالِ
ثُمَّ رَمى اللَيلُ بِهِ قارِباً / يَستَوقِدُ النيرانَ في الجَروَلِ
أَما تَرى لِمَّتي لاحَ المَشيبُ بِها
أَما تَرى لِمَّتي لاحَ المَشيبُ بِها / مِن بَعدِ اِسحَمِ داجٍ لَونُهُ رَجلِ
أَعقَبتُهُ بَدَلاً مِنهُ وَفارَقَني / لِلَّهِ دَرُّ مَشيبِ الرَأسِ مِن بَدَلِ
حَتّى أَفيءَ بِها تَدمي مَناسِمُها
حَتّى أَفيءَ بِها تَدمي مَناسِمُها / مِثلُ البَليَّةِ مِن حلي وَمِن رحَلي
أَعَجرَدُ إِنّي مِن أَمانِيِّ باطِلٍ
أَعَجرَدُ إِنّي مِن أَمانِيِّ باطِلٍ / وَقولُ غَدا شَحٌ لِذاكَ سَؤومُ
وَإِن اِختِلافي نِصفَ حَولَ مجرّم / إِلَيكُم بَني هِندٍ عَلَيَّ عَظيمُ
فَلا اِعرَفَنّي بَعدَ حَولٍ مُجَرَّمٍ / وَقولُ خَلا يَشكونَني فَأَلومُ
وَيَلتِمِسوا ودي وَعَطفي بَعدَما / تَناشَدَ قَولي وائِلُ وَتَميمُ
وَإِن لَم يَكُن إِلّا اِختِلافي إِلَيكُم / فَإِنّي اِمرِؤٌ عِرضي عَلَيَّ كَريمُ
فَلا تُفسِدوا ما كانَ بَيني وَبَينَكُم / بَني قَطنٍ أَن المُليمَ مَليمُ
أَمِن آلِ هِندٍ عَرَفَت الرُسوما
أَمِن آلِ هِندٍ عَرَفَت الرُسوما / بِجُمرانَ قَفراً أَبَت أَن تَريما
تَخالُ مَعارِفَها بَعدَ ما / أَتَت سَنَتانِ عَلَيها الوشوما
وَقَفتُ أُسائِلُها ناقَتي / وَما أَنا أَم ما سُؤالي الرُسوما
وَذَكَّرَني العَهدَ أَيّامُها / فَهاجَ التَذَكُّرُ قَلباً سَقيما
فَفاضَت دُموعي فَنَهنَهتُها / عَلى لِحيَتي وَرِدائي سُجوما
فَعَدَّيتُ أَدماءَ عَيرانَةٍ / عُذافِرَةٍ لا تَمَلُّ الرَسيما
كِنازِ البَضيعِ جُمالِيَّةً / إِذا ما بَغَمنَ تَراها كَتوما
كَأَنّي أوشِحُ أَنساعَها / أَقَبَّ مِنَ الحُقبِ جَأباً شَتيما
يُلَحَّئُ مِثلَ القَنا ذُبَّلا / ثَلاثاً عَنِ الوِردِ قَد كُنَّ هيما
رَعاهُنَّ بِالقُفِّ حَتّى ذَوَت / بقُولِ التَناهي وَهَرَّ السَموما
فَظَلَّت صَوادِيَ خُزرَ العُيونِ / إِلى الشَمسِ مِن رَهبَةٍ أَن تَغيما
فَلَمّا تَبَيَّنَ أَنَّ النَهارُ / تَوَلّى وَآنَسَ وَحفاً بَهيما
رَمى اللَيل مُستَعرِضاً حَوزَهُ / بِهِنَّ مِزَرّاً مِشَلّاً عَذوما
فَأَورَدَها معَ ضَوء الصَباحِ / شَرائِعَ تَطحَرُ عَنها الجَميما
طَوامِيَ خُضراً كَلَونِ السَماءِ / يَزينُ الدَرارِيُّ فيها النُجوما
وَبِالماءِ قَيسٌ أَبو عامِرٍ / يُؤَمِّلُها ساعةً أَن تَصوما
وَبِالكَفِّ زَوراءُ حِرمِيَةً / مِنَ القُضبِ تُعقِبُ عَزفاً نَئيما
وَأَعجَفُ حَشرٌ تَرى بِالرِصا / فِ مِمّا يُخالِطُ مِنها عَصيما
فَأَخطَأَها فَمَضَت كُلُّها / تَكادُ مِنَ الذُعرِ تَفري الأَديما
وَإِن تَسأَليني فَإِنّي اِمرؤٌ / أَهينُ اللَئيمَ وَأَحبو الكَريما
وَأَبني المَعاليَ بِالمَكرُمات / وَأُرضي الخَليلَ وَأَروي النَديما
وَيَحمَدُ بِذلي لَهُ مُعتَفٍ / إِذا ذَمَّ مَن يَعتَفيهِ اللَيئَما
وَأَجزي القُروضَ وَفاءً بِها / بِبُؤسى بَئيس وَنُعمى نَعيما
وَقومي فَإِن أَنتَ كَذَّبتَني / بِقَولِيَ فَاِسأَل بِقَومي عَليما
أَلَيسوا الَّذينَ إِذا أَزمَةٌ / أَلَحَّت عَلى الناسِ تُنسي الحُلوما
يُهينونَ في الحَقِّ أَموالَهُم / إِذا اللَزَباتُ التَحَينَ المُسيما
طِوالِ الرَماحِ غَداةَ الصَباحِ / ذَوو نَجدَةٍ يَمنَعونَ الحَريما
بَنو الحَرب يَوماً إِذا اِستَلأَموا / حَسِبتَهُم في الحَديدِ القُروما
فِدى بُزاخَةَ أَهلي لَهُم / إِذا مَلَأوا بِالجُموع الحَزيما
وَإِذ لَقِيَت عامِرٌ بِالنِسا / رِ مِنهُم وَطِخفَةَ يَوماً غَشوما
بِهِ شاطَرو الحَيَّ أَموالَهُم / هَوازِنَ ذا وَفرِها وَالعَديما
وَساقَت لَنا مَذحَجٌ بِالكُلابِ / مَواليها كُلَّها وَالصَميما
وَساقَت لَن مَذحَجٌ بِالكُلابِ / فَعادوا كَأَنَّ لَم يَكونوا رَميما
بِطَعن يَجيشُ لَهُ عانِدٌ / وَضَربٍ يُفَلِّقُ هاماً جشوما
وَأَضحَت بِتَيمُنَ أَجسادُهُم / يَشَبَّهُها مَن رَآها الهَشيما
تَرَكنا عُمارَةَ بَينَ الرِماحِ / عُمارَةَ عَبسٍ نَزيفاً كَليما
وَلَولا فَوارِسُنا ما دَعَت / بِذاتِ السُلَيمِ تَميمٌ تَميما
وَما إِن لِأَوبَئِها أَن أَعُد / مَآثِرَ قَومي وَلا أَن أَلوما
وَلَكِن أُذَكِّرُ آلاءَنا / حَديثاً وَما كانَ مِنّا قَديما
وَدارِ هَوانِ إِنِفنا المُقامَ / بِها فَحَلَلنا مَحَّلا كَريما
إِذا كانَ بَعضُهُم لِلهَوانِ / خَيطَ صَفاءٍ وَأُمّا رَؤوما
وَثَغرٍ مَخوفَ أَقَمنا بِهِ / يَهابُ بشهِ غَيرُنا أَن يُقيما
جَعَلنا السُيوفَ بِهِ وَالرِماحَ / مَعاقِلَنا وَالحَديدَ النَظيما
وَجُرداً يُقَربنَ دونَ العِيالِ / خِلالَ البُيوتِ يَلكُنَ الشَكيما
تعَوَّد في الحَربِ أَن لا بَراحَ / إِذا كُلِّمَت لا تَشَكّى الكُلوما
وَآلُ مُزَيقِياءَ وَقَد تَداعَت
وَآلُ مُزَيقِياءَ وَقَد تَداعَت / حَلائِبُهُم لَنا حَتّى قَرينا
صَبَرنا بِالسُيوفِ لَهُم وَكانَت / مَعاقِلُنا بِهِنَّ إِذا عَصينا
وَغادَرنا قَريعَهُمُ صَريعا / عَوائِدُهُ سباع يَعتَفينا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025