المجموع : 81
عَلِقَ الهَوى بِحِبائِلَ الشَعثاءَ
عَلِقَ الهَوى بِحِبائِلَ الشَعثاءَ / وَالمَوتُ بَعضُ حَبائِلِ الأَهواءِ
لَيتَ الحِسانَ إِذا أَصَبنَ قُلوبُنا / بِالداءِ جُدنَ بِنِعمَةٍ وَشِفاءِ
لِلشَتمِ عِندي بَهجَةٌ وَمَلاحَةٌ / وَأَحِبُّ بَعضَ مَلاحَةِ الذَلفاءِ
وَأَرى البَياضَ عَلى النِساءِ جَهارَةً / وَالعِتقُ تَعرفُهُ عَلى الأَدماءِ
وَالقَلبُ فيهِ لِكُلِّهِنَّ مَوَدَّةٌ / إِلّا لِكُلِّ دَميمَةٍ زَلّاءِ
لَيسَت بَحَوشَبَةٍ يَبيتُ خِمارُها / حَتّى الصَباحُ مُثَبَّتاً بِغِراءِ
تَجِدُ القِيامَ كَأَنَّما هُوَ نَجدَةٌ / حَتّى تَقومُ تَكَلُّفَ الرَجزاءِ
فَلَئِن فَخَرتُ بِوائِلٍ لَقَد اِبتَنَت / يَومَ المَكارِمِ فَوقَ كُلِّ بِناءِ
وَلَئِن خَصَصتُ بَني لُجَيمٍ إِنَّني / لَأَخُصُّ مَكرَمَةً وَأَهلَ غَناءِ
قَومٌ إِذا نَزَلَ الفَظيعُ تَحَمَّلوا / حُسنَ الثَناءِ وَأَعظَمَ الأَعباءِ
لَيسَت مَجالِسُنا تَقِرُّ لِقائِلٍ / زَيغَ الحَديثِ وَلا نَثا الفَحشاءِ
عُدّوا كَمَن رَبَعَ الجُيوشَ لِصُلبِهِ / عُشرونَ وَهوَ يُعَدُّ في الأَحياءِ
وَالخَيلُ تَسبَحُ بِالكُماةِ كَأَنَّها / طَيرٌ تَمَطَّرَ مِن ظِلالِ عَماءِ
يَخرُجنَ مِن رَهَجٍ دُوَينَ ظِلالَهُ / مِثلَ الجَنادِبِ مِن حَصى المَعزاءِ
يَلفُظنَ مِن وَجعِ الشَكيمِ وَعَجمِهِ / زَبداً خَلَطنَ بَياضَهُ بِدماءِ
كَم مِن كَريمَةِ مَعشَرٍ أَيَّمنَها / وَتَرَكنَ صاحِبَها بِدارِ ثَواءِ
إِنَّ الأَعادي لَن تَنالَ قَديمَنا / حَتّى تَنالَ كَواكِبَ الجَوزاءِ
كَم في لُجَيمٍ مِن أَغَرِّ كَأَنَّهُ / صُبحٌ يَشُقُّ طَيالِسَ الظَلماءِ
أَو كَالمُكَسَّرِ لا تَؤوبُ جِيادُهُ / إِلّا غَوانِمَ وَهِيَ غَيرُ نَواءِ
بَحرٌ يُكَلِّلُ بِالسَديفِ جِفانَهُ / حَتّى يَموتُ شَمالُ كُلِّ شِتاءِ
وَمُجَرِّباً خَضِلَ السِنانِ إِذا التَقى / رَجَعَت بِخاطِرِهِ الصُدورُ ظِماءِ
صَدئَ القِباءِ مِنَ الحَديدِ كَأَنَّهُ / جَمَلٌ تَغَمَّدَهُ عَصيمُ هَناءِ
إِنّا وَجَدِّكَ ما يَكونُ سِلاحُنا / حَجرُ الأَكامِ وَلا عَصا الطَرفاءِ
تَأوي إِلى حَلَقِ الحَديدِ وَقُرَّحٍ / قُبٍّ تَشَوَّفُ نَحوَ كُلِّ دُعاءِ
وَلَقَد غَدَونَ عَلى طُهيَّةِ غَدوَةٍ / حَتّى طَرَقنَ نِساءَنا بِنِساءِ
تِلكُمُ مَراكِبُنا وَفَوقَ حَياتِنا / بيضُ الغُضونِ سَوابِغُ الأَثناءِ
قُدِّدنَ مِن حَلَقٍ كَأَنَّ شُعاعَها / فَلَجٌ يَطُنُّ عَلى مُتونِ نِهاءِ
تَحمي الرِماحُ لنا حِمانا كُلَّهُ / وَتُبيحُ بَعدَ مَسارِحِ الأَحماءِ
إِنَّ السُيوفَ تُجيرُنا وَنُجيرُها / كُلٌّ يَجيرُ بِعِزَّةٍ وَوَقاءِ
لا يَنثَنِينَ وَلا نَرُدُّ حُدودَها / عَن حَدِّ كُلِّ كَتيبَةٍ خَرساءِ
إِنّا لَتَعمَلُ بِالصُفوفِ سُيوفُنا / عَمَلَ الحَريقِ بِيابِسِ الحَلفاءِ
قَد حَيَّرَتهُ جِنُّ سَلمى وَأَجَأ
قَد حَيَّرَتهُ جِنُّ سَلمى وَأَجَأ /
في يَومِ قَيظٍ رَكَدَت جَوزاؤُهُ
في يَومِ قَيظٍ رَكَدَت جَوزاؤُهُ /
وَظَلَّ مِنهُ هَرِجاً حِرباؤُهُ /
وَمَنهَلٍ أَقفَرَ مِن أَلقائِهِ
وَمَنهَلٍ أَقفَرَ مِن أَلقائِهِ /
وَرَدتُهُ وَاللَيلُ في غِشائِهِ /
لَم يُبقِ هَذا الدَهرُ مِن آيائِهِ /
سِوى أَثافيهِ وَأَرمِدائِهِ /
وَالمَروُ يُلقيهِ إِلى أَمعائِهِ /
في سَرطَمٍ مادٍ عَلى اِلتِوائِهِ /
يَمورُ في الحَلقِ عَلى عِلبائِهِ /
تَمَعُّجُ الحَيَّةِ في غِشائِهِ /
هادٍ وَلَو جازَ بِحوَصِلائِهِ /
يَبدو خِواءَ الأَرضِ مِن خَوائِهِ /
هاوٍ يَظَلُّ المُخُّ في هَوائِهِ /
يَنفي ضُباعَ القُفِّ مِن حَفائِهِ /
وَمَرَّةً بِالحَدِّ مِن مَجذائِهِ /
عَن ذِبَّحِ التَلعِ وَعُنصُلائِهِ /
أَلصَقَ مِن ريشٍ عَلى غِرائِهِ /
وَالطِمُّ كَالسامي إِلى اِرتِقائِهِ /
يَقرَعَهُ بِالزَجرِ أَو إِشلائِهِ /
يَحفِرُ بِالمِنسَمِ عَن فَرقائِهِ /
عَن يابِسِ التُربِ وَعَن ثَريائِهِ /
إِذا لَوى الأَخدَعَ مِن صَمعائِهِ /
صاحَ بِهِ عُشرونَ مِن رِعائِهِ /
في بَرقٍ يَأكُلُ مِن حِذَّائِهِ /
جَونٌ تَلوذُ الطَيرُ مِن حُدائِهِ /
يَفيضُ عَنهُ الرَبو مِن وَحائِهِ /
يَعشى إِذا أَظلَمَ عَن عَشائِهِ /
ثُمَّ غَدا يَجمَعُ مِن غَدائِهِ /
وَالشَيخُ تَهديِهِ إِلى طَحمائِهِ /
فَالرَوضُ قَد نَوَّرَ في عَزّائِهِ /
مُختَلِفَ الأَلوانِ في أَسمائِهِ /
نَوراً تَخالُ الشَمسَ في حَمرائِهِ /
مُكَلَّلاً بِالوَردِ مِن صَفرائِهِ /
يُجاوِبُ المُكّاءَ مِن مُكّائِهِ /
صَوتُ ذُبابِ العُشبِ في دَرمائِهِ /
يَدعو كَأَنَّ العَقبَ مِن دُعائِهِ /
صَوتُ مُغَنٍّ مَدَّ في غِنائِهِ /
فَكَبَّهُ بِالرُمحِ في دِمائِهِ /
كَالحَفضِ المَصروعِ في كِفائِهِ /
أوصيكِ يا بِنتي فَإِنّي ذاهِبُ
أوصيكِ يا بِنتي فَإِنّي ذاهِبُ /
أوصيكِ أَن تَحمَدُكِ القَرائِبُ /
وَالجارُ وَالضَيفُ الكَريمُ الساغِبُ /
لا يُرجَعُ المِسكينُ وَهوَ خائِبُ /
وَلا تَنى أَظفارُكِ السَلاهِبُ /
مِنهُنَّ في وَجهِ الحَماةِ كاتِبُ /
وَالزَوجُ إِنَّ الزَوجَ بِئسَ الصاحِبُ /
إِنَّ أَبانا كانَ مَردَي مَحرَبا
إِنَّ أَبانا كانَ مَردَي مَحرَبا /
أَبلَغَ صَرّاف الزُجاجِ تَرقَبا /
وَاِنتُعِلَ الظِلُّ فَكانَ جَورَبا /
يَجدَعُ مَن عاداهُ جَدعاً مَوعِبا /
بَكرٌ وَبَكرٌ أَكرَمَ الناسِ أَبا /
إِلَيكَ أَشكو ثِقْلَ دَينٍ أَقتَبا /
ظَهري بِأَقتابٍ تُرِكنَ جُلَّبا /
وَاِنتَسَفَ الجالِبَ مِن أَندابِهِ
وَاِنتَسَفَ الجالِبَ مِن أَندابِهِ /
إِغباطَنا المَيسَ عَلى أَصلابِهِ /
لَقَد نَزَلنا خَيرَ مَنزِلاتِ
لَقَد نَزَلنا خَيرَ مَنزِلاتِ /
بَينَ الجُمَيراتِ المُبارَكاتِ /
وإِن أَرَدنا الصَيدَ ذا اللّذاتِ /
في لَحمِ وَحشٍ وَحُبارِياتِ /
جاءَ مُطيعٌ بِمُطاوِعاتِ /
عُلِّمنَ أَو قَد كُنَّ عالِماتِ /
فَهيَ ضَوارٍ مِن مُضَرَّياتِ /
تُريكَ آماقاً مُخَطَّطاتِ /
سوداً عَلى الأَشداقِ سائِلاتِ /
تَلوي بِأَذنابٍ مُوَقَّفاتِ /
زُرقُ العُيونِ مُتَلَوِّياتِ /
حَولَ أَفاعٍ مُتَحَوِّياتِ /
حَتّى إِذا كُنَّ عَلى المَجراتِ /
حَيثُ تَظُنُّ الوَحشَ آخِذاتِ /
قالَ أَلَستُنَّ بِنازِلاتِ /
فَسَكَرَّ الطُرقَ بِمُطرِقاتِ /
ثُمَّ حَدَونَ الوَحشَ مُقبِلاتِ /
يَضَعنَ بِالقَفرِ أَتاوِياتِ /
مُعتَرِضاتٍ غَيرَ عُرضِياتِ /
فَواثَبَتهُنَّ مُشَمِّراتِ /
فَلَو تَرى التُيوسَ مُضجَعاتِ /
عَلِمتَ أَن لَيسَ بِسالِماتِ /
أَقولُ إِذ جِئنَ مُذَبَّحاتِ /
عَلى الأَكافينِ مُعَدَّلاتِ /
ما أَقرَبَ المَوتَ مِن الحَياتِ /
اللَهُ نَجّاكَ بِكَفّيْ مَسلَمَتْ
اللَهُ نَجّاكَ بِكَفّيْ مَسلَمَتْ /
مِن بَعدِما وَبَعدِما وَبَعدِمَتْ /
صارَت نُفوسُ القَومِ عِندَ الغَلصَمَتْ /
وَكادَتِ الحُرَّةُ أَن تُدعى أَمَتْ /
إِذا اِصطَبَحتُ أَربَعاً عَرَفتَني
إِذا اِصطَبَحتُ أَربَعاً عَرَفتَني /
ثُمَّ تَجَشَّمتُ الَّذي جَشَّمتَني /
ضُروعُها بِالدَوِّ أَسقِياتُهُ
ضُروعُها بِالدَوِّ أَسقِياتُهُ /
تَقتِّلُنا مِنها عُيونٌ كَأَنَّها
تَقتِّلُنا مِنها عُيونٌ كَأَنَّها / عُيونُ المَها ما طَرفُهُنَّ بِحادِجِ
قَد قَتَلَت هِندٌ وَلَم تَحَرَّجِ
قَد قَتَلَت هِندٌ وَلَم تَحَرَّجِ /
وَتَرَكَتكَ اليَومَ كَالمُسَردَجِ /
قَد عَقَرَت بِالقَومِ أَمُّ الخَزرَجِ
قَد عَقَرَت بِالقَومِ أَمُّ الخَزرَجِ /
إِذا مَشَت شالَت وَلَم تَدَحرَجِ /
مِن ذِكرِ أَيّامٍ وَرَسمٍ ضاحي
مِن ذِكرِ أَيّامٍ وَرَسمٍ ضاحي /
كَالطَبلِ في مُختَلَفِ الرِياحِ /
وَسُحَّ كُلُّ مُدجِنٍ سَحّاحِ /
يُرعِدُ في بيضِ الذُرى جُنّاحِ /
بِكُلِّ وَأبٍ لَلحَصى رَضّاحِ /
لَيسَ بِمُصطَّرٍ وَلا فِرشاحِ /
يا ناقُ سيري عَنَقاً فَسيحاً
يا ناقُ سيري عَنَقاً فَسيحاً /
إِلى سُلَيمانَ فَنَستَريحا /
قُبّاً أَطاعَت راعِياً مُشِيحا /
لا مُنفِشاً رِعياً وَلا مُريحا /
يَرعى سحابَ العَهدِ والفُتوحا /
كَأَنَّ تَحتي مُخلِفاً قُروحا /
جَونٌ كَأَنَّ العَرَقَ المَنتوحا /
لَبَّسَهُ القَطِرانَ وَالمُسوحا /
يَسوفُ مِن أَبوالِها الصَريحا /
وَقَد أَجَنَّت عَلَقاً مَلقوحا /
مُحَشرِجاً وَمَرَّةً صَدوحا /
أَعجَمَ في آذانِها فَصيحا /
لا يَشتَكي الحافِرَ الصَموحا /
يَكتَحنَ وَجهاً بِالحَصى مَلتوحا /
وَمَرَّةً بِحافِرٍ مَكتوحا /
إِذا عَلَونَ الأَحشَبَ المَنطوحا /
سَمِعتَ لِلمَروِ بِهِ ضَبيحا /
يَنفُخنَ مِنهُ لَهَباً مَنفوحا /
يُطَوِّحُ الهادي بِهِ تَطويحا /
إِذا عَلا دَوِيَّهُ المَندوحا /
حَتّى إِذا ما غَيَّبَت نُشوحا /
لاقَت تَميماً سامِقاً لَموحا /
صاحِبَ أَقناصٍ بِها مَشبوحا /
يَذكُرُ زُهمَ الكَفِلِ المَشروحا /
باتَ إِلى قَترَتِهِ طَليحا /
كَالسَيِّدِ يُخفي شَخصَهُ وَالرّيحا /
وَالنَفَسَ العاليَ وَالتَسبيحا /
يَأخُذُ فيهِ الحَيَّةَ النَبوحا /
ثُمَّ يَبيتُ عِندَهُ مَسدوحا /
مُهَشَّمَ الهامَةِ أَو مَذبوحا /
في لَجَفٍ غَمَّدَهُ الصَفيحا /
وَخَشَبٍ سَطَّحَهُ تَسطيحا /
وَالطينَ مِن كَفَّيهِ وَالتَمسيحا /
بَيتاً خَفِيّاً في الثَرى مَدحوحا /
وَبَلَحَ النَملُ بِهِ بُلوحا /
حَتّى إِذا العَودُ اِشتَهى الصَبوحا /
وَسَكَتَ المُكّاءُ أَن يَصيحا /
وَهَبَّتِ الأَفعى بِأَن تَشيحا /
فَرى بِجَنبَي لِيتِهِ كُدوحا /
أَنحى شَمالاً هَمزى نَصوحا /
وَهَتفى مُعطيةً طَروحا /
حَيثُ تُلافي الأَبَرَّةُ القَبيحا /
فَاِختاضَ أُخرى فَهَوَت رَجوحا /
لِلشِقِّ يَهوي جُرحُها مَنضوحا /
وَيلُ اُمِّ دورِ عِزَّةٍ وَمَجدِ
وَيلُ اُمِّ دورِ عِزَّةٍ وَمَجدِ /
دورِ ثَقيفٍ بِسَواءِ نَجدِ /
أَهلَ الحُصونِ وَالخُيولِ الجُردِ /
قالَت لَهُ الطَيرُ تَقَدَّمَ راشِدا
قالَت لَهُ الطَيرُ تَقَدَّمَ راشِدا /
إِنَّكَ لا تَرجِعُ إِلّا حامِدا /
في مُشرِقٍ أَبلَجَ كَالدينارِ
في مُشرِقٍ أَبلَجَ كَالدينارِ /
كَأَنَّهُ إِذا مالَ لِاِنحِدارِ /
أَحمالُ كَرمٍ مونِعَ الإيقارِ /
وَسْنى سُخونَ مَطلَعَ الهِرارِ /
حَذارِ مِن أَرماحِنا حذارِ /
أَو تَجعَلوا دونَكُمُ وَبارِ /
حَتّى يَصير اللَيلُ كَالنَهارِ /
حَتّى إِذا كانَ عَلى مَطارِ /
يُمناهُ وَاليُسرى عَلى الثَرثارِ /
قالَت لَهُ ريحُ الصَبا قَرقارِ /
وَاِختَلَطَ المَعروفُ بِالإِنكارِ /
أَنا أَبو النَجمِ وَشِعري شِعري
أَنا أَبو النَجمِ وَشِعري شِعري /
لِلَهِ دَرّي مِما يُجِنُّ صَدري /