المجموع : 15
بِطَيبَةَ انزِل وَيَمِّم سَيِّدَ الأُمَمِ
بِطَيبَةَ انزِل وَيَمِّم سَيِّدَ الأُمَمِ / وَانشُر لَهُ المَدحَ وَاِنثُر أَطيَبَ الكَلِمِ
وَابذُل دُموعَكَ واعذُل كُلَّ مُصطَبِرٍ / وَالحَق بِمَن سارَ وَالحَظ ما عَلى العَلَمِ
سَنا نَبيٍّ أَبيٍّ أَن يُضَيِّعَنا / سَليلِ مَجدٍ سَليمِ العِرضِ مُحتَرَمِ
جَميلِ خَلقٍ عَلى حَقٍّ جَزيلِ نَدىً / هَدى وَفاضَ نَدى كَفَّيهِ كالدِّيَمِ
كَفَّ العُداةَ وَكَدَّ الحادِثاتِ كَفى / فَكَم جَرى مِن جَدا كَفَّيهِ مِن نِعَمِ
وَكَم حَبا وَعَلى المُستَضعَفينَ حَنا / وَكَم صَفا وَضَفا جوداً لِجَبرِهِمِ
ما فاهَ في فَضحِهِ مَن فاءَ لَيسَ سِوى / عَذلٍ بِعَدلٍ وَنُصحٍ غَيرِ مُتَّهَمِ
حانٍ عَلى كُلِّ جانٍ حابٍ إن قَصَدوا / حامٍ شَفى مِن شَقا جَهلٍ وَمِن عَدَمِ
لَيثُ الشَّرى إِذ سَرى مَولاهُ صارَ لَهُ / جاراً فَجازَ وَنَيلاً مِنهُ لَم يَرُمِ
كافي الأَرامِلِ وَالأَيتامِ كافِلُهُم / وافي النَدى لِمُوافي ذَلِكَ الحَرَمِ
أَجارَ مِن كُلِّ مَن قَد جارَ حِينَ أَتى / حَتّى أَتاحَ لَنا عِزّاً فَلَم نُضَمِ
وَعامَ بَدرٍ أَعامَ الخَيلَ في دَمِهِم / حَتّى أَباتَ أَبا جَهلٍ عَلى نَدَمِ
وَحاقَ إِذ جَحَدوا حَقَّ الرَّسولِ بِهِم / كَبيرُ هَمٍّ أَراهُم نَزعَ هامِهِمِ
فَهدَّ آطامَ مَن قَد هادَ إِذ طَمِعوا / في شَتِّهِ فَرَماهُم في شَتاتِهِمِ
وَجَلَّ عَن فَضحِ مَن أَخفى فَجامَلَهُم / ما رَدَّ رائِدَ رِفدٍ مِن جُناتِهِمِ
مَن زارَهُ يَقِهِ أَوزَارَهُ وَنَوى / لَهُ نَوافِلَ بَذلٍ غَيرِ مُنصَرِمِ
كالغَيثِ فاضَ إِذ المَحلُ اِستَفاضَ تَلا / أَنفالَ جودٍ تَلافى تالِفَ النَّسَمِ
سَل مِنهُمُ صِلَةً لِلصَّبِّ واصِلَةً / والثَم أَنامِلَ أَقوامٍ أَنا بِهِمِ
أَقِم إِلى قَصدِهِم سوقَ السُرى وَأَقِم / بِدارِ عِزٍّ وَسوقَ الأَينُقِ التَثِمِ
وَالحَق بِمَن كاسَ واحتُث كاسَ كُلِّ سُرى / فالدَّهرُ إِن جارَ راعى جارَ بَيتِهِمِ
عُج بي عَلَيهِم فَعُجبي مِن جَفاءِ فَتىً / جازَ الدِّيارَ وَلَم يُلمِم بِرَبعِهِمِ
دَع عَنكَ سَلمى وَسَل ما بِالعَقيق جَرى / وَأُمَّ سَلعاً وَسَل عَن أَهلِهِ القُدُمِ
مَن لي بِدارِ كِرامٍ في البِدارِ لَها / عِزٌّ فَمَن قَد لَها عَن ذاكَ يُهتَضَمِ
بانوا فَهانَ دَمي وَجداً فَها نَدَمي / فَقَد أَراقَ دَمي فيما أَرى قَدَمي
يُولونَ ما لَهُمُ مَن قَد لَجا لَهُمُ / فاِشدُد يَداً بِهِمِ وانزِل بِبابِهِمِ
يا بَردَ قَلبي إِذا بُردُ الوِصالِ ضَفا / وَيا لَهيبَ فُؤادي بَعدَ بُعدِهِمِ
ما كانَ مَنعُ دَمي بُخلاً بِهِ لَهُمُ / لَكِن تَخَوَّفتُ قَبلَ القُربِ مِن عَدَمِ
أَهلاً بِها مِن دِماءٍ فيهِم بُذِلَت / وَحَبَّذا وِردُ ماءٍ مِن مياهِهِمِ
مَن نالَهُ جاهُهُم مِنّا لَهُ ثِقَةٌ / أَن لا يُصابَ بِضَيمٍ تَحتَ جاهِهِمِ
بدارِ وَالحَق بِدارِ الهاشِميِّ بِنا / قَبلَ المَماتِ وَمَهما اِسطَعتَ فاِغتَنِمِ
جَزمي لَئِن سارَ رَكبٌ لا أُرافِقُهُ / فَلا أُفارِقُ مَزجي أَدمُعي بِدَمي
فَأيُّ كَربٍ لِرَكبٍ يُبصِرونَ سَنا / بَرقٍ لِقَبرٍ مَتى تَبلُغهُ تُحتَرَم
مَتى أَحُلُّ حِمى قَومٍ يُحِبُّهُمُ / قَلبي وَكَم هائِمٍ قَبلي بِحُبِّهِمِ
جارَ الزَمانُ فَكَفّوا جَورَهُ وَكَفوا / وَهَل أُضامُ لَدى عُربٍ عَلى إِضَمِ
وَحَقِّهِم ما نَسينا عَهدَ حُبِّهِمِ / وَلا طَلَبنا سِواهُم لا وَحَقِّهِمِ
لا يَنقَضي أَلَمي حَتّى أَرى بَلَداً / فيهِ الَّذي ريقُهُ يَشفي مِنَ الأَلَمِ
وَقَد تَشَمَّرَ ثَوبُ النَقعِ عَن أُمَمٍ / شَتّى يَؤمُّونَ طُرّاً سَيِّدَ الأُمَمِ
مَتى أُرى جارَ قَومٍ عَزَّ جارُهُم / عَهدٌ عَلَيَّ السُرى حِفظاً لِعَهدِهِمِ
صَبُّ الدُموعِ كأَمثالِ العَقيقِ عَلى / وادي العَقيقِ اشتياقاً حَقُّ صَبِّهِمِ
أَبَحتُ فيهِم دَمي لِلشَوقِ يَمزُجُهُ / بِماءِ دَمعي عَلى خَدّي وَقُلتُ دُمِ
وَلَيسَ يَكثُرُ إِن آثَرتُ نَضخَ دَمِي / حَيثُ المُلوكُ تَغُضُّ الطَّرفَ كالخَدمِ
مِن سائِلِ الدَّمعِ سالٍ عَن مَعاهِدِهِ / نَعيمُهُ أَن يُرى يَسري مَعَ النّعَمِ
لِلسَّيرِ مُبتَدِرٍ كالسَّيلِ مُحتَفِرٍ / كالطَّيرِ مُشتَمِلٍ بالليلِ مُلتَئِمِ
قَصداً لِمُرتَقِبٍ لِلَّهِ مُنتَصِرٍ / في الحَقِّ مُجتَهِدٍ لِلرُّسلِ مُختَتِمِ
مَن لي بِمُستَسلِمٍ لِلبيدِ مُعتَصِمٍ / بِالعيسِ لا مُسئِمٍ يَوماً وَلا سَئِمِ
لِلبَرِّ مُقتَحِمٍ لِلبرِّ مُلتَزِمٍ / لِلقُربِ مُغتَنِمٍ لِلتُّربِ مُلتَثِمِ
يَسري إِلى بَلَدٍ ما ضاقَ عَن أَحَدٍ / كَم حَلَّ مِن كَرَمٍ في ذَلِكَ الحَرَمِ
دارٌ شَفيعُ الوَرى فيها لِمُعتَصِمٍ / جارٌ رَفيعُ الذّرا ناهٍ لِمُجتَرِمِ
فَهَجرُ رَبعي لِذاكَ الرَّبعِ مُغتَنَمي / وَنَثرُ جَمعي لِذاكَ الجَمعِ مُعتَصَمي
وَمَيلُ سَمعي لِنَيلِ القُربِ مِن شِيَمي / وَسَيلُ دَمعي بِذَيلِ التُّربِ كالدِّيَمِ
يَقولُ صَحبي وَسُفنُ العيسِ خائِضَةٌ / بَحرَ السَّرابِ وَعَينُ القَيظِ لَم تَنَمِ
يَمِّم بِنا البَحرَ إِنَّ الرَكبَ في ظَمأٍ / فَقُلتُ سيروا فَهَذا البَحرُ مِن أمَمِ
وافٍ كَريمٌ رَحيمٌ قَد وَفى وَوَقى / وَعَمَّ نَفعاً فَكَم ضُرٍّ شَفى وَكَمِ
فَقُم بِنا فَلَكَم فَقرٍ كَفى كَرَماً / وَجودُ تِلكَ الأَيادي قَد ضَفا فَقُمِ
ذو مِرَّةٍ فاِستَوى حَتّى دَنا فَرأى / وَقيلَ سَل تُعطَ قَد خُيِّرتَ فاِحتَكِمِ
وَكانَ آدَمُ إِذ كانَت نُبَوَّتُه / ما بَينَ ماءٍ وَطينٍ غَيرِ مُلتَئِمِ
صافح ثَراهُ وَقُل إِن جِئتَ مُستَلِماً / إِنّا مُحَيّوكَ مِن رَبعٍ لِمُستَلِمِ
قَد أَقسَمَ اللَّهُ في الذِّكرِ الحَكيمِ بِهِ / فَقالَ وَالنَجمِ هَذا أَوفَرُ القَسَمِ
ما بَينَ مِنبَرِهِ السّامي وَحُجرَتِهِ / رَوضٌ مِنَ الخُلدِ نَقلٌ غَيرُ مُتَّهَمِ
مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَّهِ سُلَّ عَلى / عِداه نورٌ بِهِ إِرشادُ كُلِّ عَمِ
إِنَّ الَّذي قالَ يُستَسقى الغَمامُ بِهِ / لَو عاشَ أَبصَرَ ما قَد عَدَّ مِن شِيَمِ
تَلوحُ تَحتَ رِداءِ النَّقعِ غُرَّتُهُ / كَأَنَّ يُوشَعَ رَدَّ الشَّمسَ في الظُّلَمِ
وَتَقرَعُ السَّمعَ عَن حَقٍّ زَواجِرُهُ / قَرعَ الرِّماحِ بِبَدرٍ ظَهرَ مُنهَزِمِ
قالَت عِداهُ لَنا ذِكرٌ فَقُلتُ عَلى / لِسانِ داودَ ذِكرٌ غيرُ مُنصَرِمِ
إِنّي لأَرجو بِنَظمي في مَدائِحِهِ / رَجاءَ كَعبٍ وَمَن يَمدَحهُ لَم يُضَمِ
وَإِنَّ لَيلِيَ إِلّا أَن أُوافِيَهُ / لَيلُ امرئِ القَيسِ مِن طولٍ وَمِن سأَمِ
نامَ الخَليُّ وَلَم أَرقُد وَلي زَجَلٌ / بِذِكرِهِ في ذرا الوَخّادَةِ الرُّسُمِ
أَقولُ يا لَكَ مِن لَيل وَأُنشِدُهُ / بَيتَ ابنِ حُجرٍ وَفَجري غَيرُ مُبتَسِمِ
فَقُلتُ لِلرَّكبِ لَمّا أَن عَلا بِهِمُ / تَلَفُّتُ الطَّرفِ بَينَ الضّالِ وَالسَّلَمِ
أَلَمحَةٌ مِن سَنا بَرقٍ عَلى عَلَمٍ / أَم نُورُ خَيرِ الوَرى مِن جانِبِ الخِيَمِ
أَغَرُّ أَكمَلُ مَن يَمشِي عَلَى قَدَمٍ / حُسناً وَأَملَحُ مَن حاوَرت في كَلِمِ
يا حادِيَ الرَّكبِ إِن لاحَت مَنازِلُهُ / فاِهتِف أَلا عِم صَباحاً وادنُ واِستَلِمِ
واسمَح بِنَفسِكَ وابذُل في زيارَتِهِ / كَرائِمَ المالِ مِن خَيلٍ وَمِن نَعَمِ
واسهَر إِذا نامَ سارٍ وامضِ حَيثُ وَنى / وَاسمَح إِذا شَحَّ نَفساً واسرِ إِن يَقُمِ
بِواطئٍ فَوقَ خَدِّ الصُبحِ مُشتَهِرٍ / وَطائِرٍ تَحتَ ذَيلِ اللَّيلِ مُكتَتِمِ
إِلى نَبيٍّ رأى ما لا رأى مَلِكٌ / وَقامَ حَيثُ أَمينُ الوَحي لَم يَقُمِ
جَدّوا فَأَقدَمَ ذو عِزٍّ وَرامَ سُرى / فَلَم تَجِدَّ وَلَم تُقدِم وَلَم تَرُمِ
فَسَوَّدَ العَجزُ مُبيَضَّ المُنى وَغَدا / مُخضَرُّ عَيشِكَ مُغبَرّاً لِفَقدِهِمِ
في قَصدِهِم رافِقِ الإِلفَينِ أَبيَضَ ذا / بِشرٍ وَأَسوَدَ مَهما شابَ يَبتَسِمِ
قَد أَغرَقَ الدَّمعُ أَجفانِي وَأَدخَلَني / نارَ الأَسى عَزمِيَ الوانِي فَوانَدَمِي
ما ابيَضَّ وَجهُ المُنى إِلّا لأَغبَرَ مِن / خَوضِ الغُبارِ أَمامَ الكُومِ في الأَكَمِ
فَلُذ بِبَرٍّ رَحيمٍ بالبَريَّةِ إِن / عَقَّتكَ شِدَّةُ دَهرٍ عاقَ واِعتَصِمِ
يُروى حَديثُ النَّدى وَالبِشر عَن يَدِهِ / وَوَجهُهُ بَينَ مُنهَلٍّ وَمُبتَسِمِ
تَبكي ظُباهُ دَماً وَالسَّيفُ مُبتَسِمٌ / يَخُطُّ كالنونِ بَينَ اللامِ وَاللِّمَمِ
دَمعٌ بِلا مُقَلٍ ضِحكٌ بِغَيرِ فَمٍ / كَتبٌ بِغَيرِ يَدٍ خَطٌّ بِلا قَلَمِ
جاوِرهُ يَمنَع وَلُذ يَشفَع وَسَلهُ يَهَب / وَعُد يَعُد واِستَزِد يَفعَل وَدُم يَدُمِ
لَم يَخشَ قِرناً وَيَخشى القِرنُ صَولَتَهُ / فَهوَ المَنيعُ المُبيحُ الأُسدَ لِلرَّخَمِ
وَالشَّمسُ رُدَّت وَبَدرُ الأُفقِ شُقَّ لَهُ / والنَّجمُ أَينَعَ مِنهُ كُلُّ مُنحَطِمِ
وَإِذ دَعا السُّحبَ حالَ الصَّحو فاِنسَجَمَت / وَمِن يَدَيهِ ادعُها إِن شِئتَ تَنسَجِمِ
سَقاهُمُ الغَيثُ ماءً إِذ سَقى ذَهَباً / فَغَيرُ كَفَّيهِ إِن أَمحَلتَ لا تَشِمِ
قَد أَفصَحَ الضَّبُّ تَصديقاً لِبعثَتِهِ / إِفصاحَ قُسٍّ وَسَمعُ القَومِ لَم يَهِمِ
الهاشِمُ الأُسدَ هَشمَ الزّادِ تَبذُلُهُ / بَنانُ هاشِمٍ الوَهّاب لِلطُّعمِ
كَأَنَّما الشَّمسُ تَحتَ الغَيمِ غُرَّتُهُ / في النَّقعِ حَيثُ وجوهُ الأُسدِ كالحُمَمِ
إِذا تَبَسَّمَ في حَربٍ وَصاحَ بِهِم / يُبكي الأُسودَ وَيَرمي اللُّسنَ بِالبَكَمِ
قَلّوا بِبَدرٍ فَفَلُّوا غَربَ شانِئهِم / بِهِ وَما قَلَّ جَمعٌ بِالرَّسولِ حمِي
فابيَضَّ بَعدَ سَوادٍ قَلبُ مُنتَصِرٍ / واسوَدَّ بَعدَ بَياضٍ وَجهُ مُنهَزِمِ
فاِتبَع رِجالَ السُّرى في البيدِ واسرِ لَهُ / سُرى الرِّجالِ ذَوي الأَلبابِ وَالهِمَمِ
خَيرُ اللَّيالي لَيالي الخَيرِ في إِضَمٍ / وَالقَومُ قَد بَلَغوا أَقصى مُرادِهِمِ
بِعَزمِهِم بَلَغوا خَيرَ الأَنامِ فَقَد / فازوا وَما بَلَغوا إِلّا بِعَزمِهِمِ
يَقومُ بالأَلفِ صاعٌ حينَ يُطعِمُهُم / وَالصّاعُ مِن غَيرِهِ بِاثنَينِ لَم يَقُمِ
مَنِ الغَزالَةُ قَد رُدَّت لِطاعَتِهِ / لَو رامَ أَن لا تَزورَ الجَديَ لَم تَرُمِ
داني القُطوفِ جَميلُ العَفوِ مُقتَدِرٌ / ما ضاقَ مِنهُ لِجانٍ واسِعُ الكَرَمِ
لا يَرفَعُ العَينَ لِلرّاجينَ يَمنَحُهُم / بَل يَخفِضُ الرّاسَ قَولاً هاكَ فاِحتَكِمِ
يا قاطِعَ البيدِ يَسريها عَلى قَدَمٍ / شَوقاً إِلَيهِ لَقَد أَصبَحتَ ذا قَدَم
قَدِ اِعتَصَمتَ بِأَقوامٍ جُفونُهُمُ / لا تَعرِفُ السَّيفَ خِلواً مِن خِضابِ دَمِ
جَوازِمُ الصَّبرِ عَن فِعلِ الجَوى مُنِعَت / وَرَفعُهُ حالَ إِلّا حالَ قُربِهِمِ
في القَلبِ وَالطَّرفِ مِن أَهلِ الحِمى قَمَرٌ / مَن يَعتَصِم بِحماهُ الرَّحبِ يُحتَرمِ
يا مُتهِمينَ عَسى أَن تُنجِدوا رَجُلاً / لَم يَسلُ عَنكُم وَلَم يُصبِح بِمُتَّهَمِ
أَغارَ دَهرٌ رَمى بِالبُعدِ نازِحَنا / فأَنجِدوا يا كِرامَ الذَّاتِ وَالشِيَمِ
إِنَّ الغَضى لَستُ أَنسى أَهلَهُ فَهُمُ / شَبُّوهُ بَينَ ضُلوعِي يَومَ بَينِهِمِ
جَرى العَقيقُ بِقَلبي بَعدَما رَحَلوا / وَلَو جَرى مِن دُموعِ العَينِ لَم أُلَمِ
حَيثُ الَّذي إِن بَدا في قَومِهِ وَحَبا / عُفاتَهُ وَرَمى الأَعداءَ بِالنّقَمِ
فالبَدرُ في شُهبِهِ وَالغَيثُ جادَ لِذي / مَحلٍ وَلَيثُ الشَّرى قَد صالَ في الغَنَمِ
وَإِن عَلا النَّقعُ في يَومِ الوَغى فَدَعا / أَنصارَهُ وَأَجالَ الخَيلَ في اللُّجمِ
تَرى الثُّرَيا تَقودُ الشُّهبَ يُرسِلُها / لَيثٌ هَدى الأُسدَ خَوضَ البَحرِ في الظُّلَمِ
أَخفوا في الإنجيلِ وَالتَّوراةِ بِعثَتَهُ / فأَظهَرَ اللَّهُ ما أَخفَوا بِرَغمِهِمِ
قَد أَحرَزَ البأسَ وَالإِحسانَ في نَسَقٍ / وَالعِلمَ وَالحِلمَ قَبلَ الدَّركِ لِلحُلُمِ
لا يَستَوي الغَيثُ مَع كَفَّيهِ نائِلُ ذا / ماء وَنائِلُ ذا مال فَلا تَهِمِ
غَيثانِ أَمّا الَّذِي مِن فَيضِ أَنمُلِهِ / فَدائِمٌ وَالَّذي لِلمُزنِ لَم يَدُمِ
جَلا قُلوباً وَأَحيا أَنفُساً وَهَدى / عُمياً وَأَسمَعَ آذاناً ذَوي صَمَمِ
يُرِيكَ بِاليَومِ مِثلَ الأَمسِ مِن كَرَمٍ / وَلَيسَ في غَدِهِ هَذا بِمُنعَدِمِ
فَلُذ بِمَن كَفُّهُ وَالبَحرُ ما اِفتَرَقا / إِلّا بِكَفٍّ وَبَحرٍ في كَلامِهِمِ
وَالمالُ وَالماءُ مِن كَفَّيهِ قَد جَرَيا / هَذا لِراجٍ وَذا لِلجَيشِ حينَ ظمِي
فازَ المُجِدّانِ دانٍ أَو مُديمُ سُرىً / فَذاكَ ناجٍ وَذا راجٍ لجودِهم
مِن وَجهِ أَحمَدَ لي بَدرٌ وَمِن يَدِهِ / بَحرٌ وَمِن فَمِهِ دُرٌّ لِمُنتَظِمِ
كَم قُلتُ يا نَفس ما أَنصَفتِ أَن رَحَلوا / وَما رَحَلتِ وَقاموا ثُمَّ لَم تَقُم
يَمِّم نَبيّاً تُباري الرِّيحَ أَنمُلُهُ / وَالمُزنَ مِن كُلِّ هامِي الوَدقِ مُرتَكِمِ
لَو قابَلَ الشُّهبَ لَيلاً في مطالِعِها / خَرَّت حَياءً وَأَبدَت بِرَّ مُحتَرِمِ
تَكادُ تَشهَدُ أَنَّ اللَّهَ أَرسَلَهُ / إِلى الوَرى نُطَفُ الأَبناءِ في الرَّحِمِ
لَو عامَتِ الفُلكُ فيما فاضَ مِن يَدِهِ / لَم تَلقَ أَعظَمَ بَحراً مِنهُ إِن تَعُمِ
تُحيطُ كَفّاهُ بِالبَحرِ المُحيطِ فَلُذ / بِهِ وَدَع كُلَّ طامي المَوجِ مُلتَطِمِ
لَو لَم تُحِط كَفُّهُ بالبَحرِ ما شَمِلَت / كُلَّ الأَنامِ وَأَروَت قَلبَ كُلِّ ظَمِي
لَم تَبرُقِ السُّحبُ إِلّا أَنَّها فَرِحَت / إِذ ظَلَّلَتهُ فَأَبدَت وَجهَ مُبتَسِمِ
وَالماءُ لَو لَم يَفِض مِن بَينِ أَنمُلِهِ / ما كانَ رِيُّ الظَّما في وردِهِ الشَّبِمِ
يَستَحسِنُ الفَقرَ ذو الدُّنيا لِيَسأَلَهُ / فَيأمَنَ الفَقرَ مِمّا نالَ مِن نِعَمِ
وَالبَدرُ أَبقى بِمَرآهُ لِيُعلِمَنا / بالانشِقاقِ لَهُ آثار مُنثَلِمِ
أَزالَ ضُرَّ البَعيرِ المُستَجيرِ كَما / بِهِ الغَزالَةُ قَد لاذَت فَلَم تُضَمِ
مِن أَعرَبِ العُربِ إِلّا أَنَّ نِسبَتَهُ / إِلى قُرَيشٍ حُماةِ البَيتِ وَالحَرَمِ
لا عَيبَ فيهِم سِوى أَن لا تَرى لَهُمُ / ضَيفاً يَجوعُ وَلا جاراً بِمُهتَضَمِ
ما عابَ مِنهُم عَدُوٌّ غَيرَ أَنَّهُمُ / لَم يَصرِفوا السَّيفَ يَوماً عَن عَدُوِّهِمِ
مَن غَضَّ مِن مَجدِهِم فالمَجدُ عَنهُ نأى / لَكِنَّهُ غُصَّ إِذ سادوا عَلَى الأُمَمِ
لا خَيرَ في المَرءِ لَم يَعرِف حُقوقَهُمُ / لَكِنَّهُ مِن ذَوي الأَهواءِ وَالتُّهَمِ
عِيبَت عِداهُم فَزانوهُم بِأَن تَرَكوا / سُيوفَهُم وَهيَ تِيجانٌ لِهامِهِمِ
تَجرِي دِماءُ الأَعادِي مِن سُيوفِهِم / مِثلَ المَواهِبِ تَجري مِن أَكُفِّهِمِ
لَهُم أَحاديثُ مَجدٍ كالرِياضِ إِذا / أَهدَت نَواسِمَ تُحيي بالِيَ النّسَمِ
تَرى الغَنِيَّ لَدَيهِم وَالفَقيرَ وَقَد / عادا سَواءً فَلازِم بابَ قَصدِهِمِ
قُل لِلصَّباحِ إِذا ما لاحَ نُورُهُمُ / إِن كانَ عِندَكَ هَذا النورُ فَابتَسِمِ
إِذا بَدا البَدرُ تَحتَ اللَّيلِ قُلتُ لَهُ / أَأَنتَ يا بَدرُ أَم مَرأى وُجوهِهِمِ
كانوا غُيوثاً وَلَكِن لِلعُفاةِ كَما / كانوا لُيوثاً وَلَكِن في عُداتِهِمِ
كَما قائِلٍ قالَ حازَ المَجدَ وارِثُهُ / فَقُلتُ هُم وارِثوهُ عَن جُدودِهِمِ
قَد أَورَثَ المَجدَ عَبدَ اللَّهِ شَيبَةُ عَن / عَمروِ بنِ عَبدِ مَنافٍ عَن قُصَيِّهِمِ
فَجاءَ فيهِم بِمَن جالَ السَّماءَ وَمَن / سَما عَلى النَّجمِ في سامي بُيوتِهِمِ
فالعُربُ خَيرُ أُناسٍ ثُمَّ خَيرُهُمُ / فُرَيشُهُم وَهوَ فيهِم خَيرُ خَيرِهِمِ
قَومٌ إِذا قيلَ مَن قالوا نَبيُّكُمُ / مِنّا فَهَل هَذِهِ تُلفى لِغَيرِهِمِ
إِن تَقرأِ النَّحلَ تُنحِل جِسمَ حاسِدِهِم / وَفي بَراءةَ يَبدو وَجهُ جاهِهِمِ
قَومُ النَّبِيِّ فإن تَحفِل بِغَيرِهِمِ / بَينَ الوَرى فَقَدِ استَسمَنتَ ذا وَرَمِ
إِن تَجحَدِ العُجمُ فَضلَ العُربِ قُل لَهُمُ / خَيرُ الوَرى مِنكُمُ أَم مِن صَميمِهِمِ
مَن فَضَّلَ العُجمُ فَضَّ اللَّهُ فاهُ وَلَو / فاهوا لَغصّوا وَغَضّوا مِن نَبيِّهِمِ
بَدءاً وَخَتماً وَفيما بَينَ ذَلِكَ قَد / دانَت لَهُ الرُّسلُ مِن عُربٍ وَمِن عَجَمِ
لَئِن خَدَمتُ بِحُسنِ المَدحِ حَضرَتَهُ / فَذاكَ في حَقِّهِ مِن أَيسَرِ الخِدَمِ
وَإِن أَقَمتُ أَفانِينَ البَديعِ حُلىً / لِمَدحِهِ فَبِبَعضِ البَعضِ لَم أَقُمِ
وَما مَحَلُّ فَمي وَالشِّعرِ حَيثُ أَتى / مَدحٌ مِنَ اللَّهِ مَتلوٌّ بِكُلِّ فَمِ
لَكِنَّني حُمتُ ما حَولَ الحِمى طَمَعاً / مَن ذا الَّذي حَولَ ذاكَ الجودِ لَم يَحُمِ
يا أَعظَمَ الرُّسلِ حاشا أَن أَخيبَ وَإِن / صَغُرتُ قَدراً فَقَد أَمَّلتُ ذا عِظَمَ
لَعَلَّنِي مَعَ عِلّاتي سَتُغفَرُ لي / كُبرُ الكَبائِرِ وَالإِلمامُ بِاللَّمَمِ
أَنتَ الشَّفيعُ الرَّفيعُ المُستَجيبُ إِذا / ما قالَ نَفسِيَ نَفسِي كُلُّ مُحتَرَمِ
مالي سِواكَ فآمالي مُحَقَّقَةٌ / وَرأسُ مالِي سُؤالي خَيرَ مُعتَصَمِ
فَاشفَع لِعَبدِكَ وادفَع ضُرَّ ذي أَمَلٍ / يَرجو رِضاكَ عَسى يَنجُو مِنَ الأَلَمِ
حَسبي صِلاتُ صَلاةٍ سُحبُها شَمِلَت / آلاً وَصَحباً هُمُ رُكنِي وَمُلتَزَمِي
بِصِدقِ حُبّيَ في الصِّديقِ فُزتُ وَلا / أُفارِقُ الحُبَّ لِلفاروقِ لَيثِهِمِ
وَقَد أَنارَ بِذي النُورَينِ صَدرِيَ هَل / نَخافُ ناراً وَإِنّا أَهلُ حُبِّهِمِ
بِغَيثِهِم يَومَ إِحسانٍ أَبي حَسَنٍ / غَوثِي وسِبطَيهِ سِمطي جيدِ مَجدِهِمِ
أُطفِي بِحَمزَةَ وَالعَبّاسِ جَمرَةَ ذي / بأسٍ وَأَطوي زَمانِي في ضَمانِهِمِ
صَحبُ الرَّسولِ هُمُ سُولِي وَجودَهُمُ / أَرجو وَأَنجو مِنَ البَلوى بِبالِهِمِ
أُحِبُّ مَن حَبَّهُم مِن أَجلِ مَن صَحِبوا / أَجَل وَأُبغِضُ مَن يُعزَى لِبُغضِهِمِ
هُمُ مَآلي وَآمَالِي أَمِيلُ لَهُم / وَلا يَمَلُّ لِسانِي مِن حَدِيثِهِمِ
لَكِن وَإِن طَالَ مَدحِي لا أَفِي أَبَداً / فأَجعَلُ العُذرَ وَالإِقرارَ مُختَتَمِي
حمدُ الإلهِ أَجَلُّ ما يُتَكَلَّمُ
حمدُ الإلهِ أَجَلُّ ما يُتَكَلَّمُ / بَدءاً به فله الثناءُ الأنوَمُ
وعلى النبِيّ الهاشِميّ وآله / أزكى صَلاةٍ عَرفُها يتنسّمُ
وعلى صحابتِه مصابيح الهدى / ما أعقبَ الإصباحَ ليلٌ مظلمُ
وأقولُ فيما بعد ذلك إنّه / للظاء بالضادِ التباس يُعلَمُ
فرأيت حصر الظاءِ آكدَ واجبٍ / لِيَبينَ أنَّ الغيرَ ضادٌ تُرسمُ
فسبكتُها في حكمةٍ أدبيَّة / ليهونَ مَقصِدُها لِمن يتعَلَّمُ
والآنَ أبدؤُها وأسألُ ربّنا / إتمامَها فبعونِه ستُتَمّمُ
فاعلم وعلّم فهو أشرف حُظوةٍ / والمرءُ يشرف قدرَ ما هو يعلمُ
كتم العلوم عن اَهلِها ظلمٌ لها / والجهلُ للإنسانِ ليلٌ مُظلمُ
ذئبٌ بأظلمَ في الظَّليمِ ممرغٌ / أهدى وأرشدُ من جَهولٍ يَنعُمُ
وقلامةُ الأظفارِ أحظى مِن أخي / جَهلٍ وأنظفُ عندَ من يَتوسَّمُ
دَع كُلَّ ظَمياء الشِّفاهِ كَأنَّما / في ظَلمِها عسلٌ إذا هِيَ تُلثَمُ
واظعَن لِعلمٍ تَستفيدُ بِنَيلِهِ / كرماً وحظاً في النُّفوسِ وتَعظُمُ
واحفَظ أخاكَ وظُنَّ خَيراً واِتَّعِظ / بِسِواكَ واثنِ اللَّحظَ عما يَحرُمُ
واصفَح عنِ الفَظِّ الغَليظِ إذا جَنى / فَأَخو المَكارمِ مَن يُغاظُ فَيَكظِمُ
غَيظُ بنُ مُرَّة عندَ كاظِمةَ اعتَلَى / إذ كانَ تَغنُظُهُ الخطوبُ فيَحلُمُ
ليسَ الدَّلَنظَى في الرِّجالِ كَهَيِّنٍ / يَرثِي لِمَعروفِ العِظامِ ويَرحَمُ
كادَ ابنُ مَظعون بِرَأفَةِ خُلقهِ / تُدنِي لَه أَظفارَهُنَّ الأَنجُمُ
وصِفاتُ مَنظورِ بنِ سَيار سَمَت / إذ دَأبُهُ إِنظارُ مَن هُوَ مُعدِمُ
وزَرى عَلى ابنِ الحَنظَلِيَّةِ حَظلُهُ / لِلنَّاسِ إِذ سُعِدوا فَأُحفِظَ مِنهُمُ
فَاظهَر بِما سَيشُدُّ ظَهرَكَ وَاِصطَنِع / ظَهراءَ مِن أَهلِ التُّقى فَهُمُ هُمُ
وَانظُر بِعِلمٍ واِتَّخِذهُ وَظيفَةً / فَالعِلمُ لَيسَ لَهُ نَظيرٌ يُعلَمُ
دَع كُلَّ جِنعاظٍ وَصاحِبِ ظِنَّةٍ / فَمَظَنَّةُ الإسعادِ إِلفٌ يُكرَمُ
لا تَلفِظَنَّ بِما يَسوءُ وُخَف لَظىً / وَشُواظَها فَعَساكَ مِنها تَسلَمُ
كُن كَالظَّليمِ بِمَهمَهٍ مُتَفَرِّداً / يَتَوَسَّدُ الظُّرانَ فَهوَ الأَسلَمُ
إِنَّ الظِّباءَ لَدى الظَّهيرَةِ بِالفَلا / أَهنا وَأَخلَصُ مِن فَتىً يَتَنَعَّمُ
وَاِقنَع بِرَعيِ العُنظُوانِ تَعَلُّلا / وَاِعلُ الظِّرابَ وَفُرَّ مِمن يَلؤُمُ
كُن مِثلَ مَن يُعيي وَظيفَ مَطِيِّهِ / في المَجدِ لا مُجلَنظِياً تَتَنَوَّمُ
جَحَظَت فَنامَت عَينُ كُلِّ مُفَرِّطٍ / مُتَجَحمِظٍ بِهَواهُ لا يَتَنَدَّمُ
وَأَجَدُّ بِالظَّرِبِ الهُمامِ وَبِابنِه / تَركُ الفَوارِسِ تَجفَئِظُّ وَتَألَمُ
وَهَدى أَبا ظبيانَ صِدقُ حَديثِهِ / فَلِظَابِهِ شَرفٌ بِهِ وَتَقَدُّمُ
لا تَحقِرَن ظِلفاً وَكُن مُتَيَقِّظَاً / فَظُبا الخُطوبِ تُصيبُ مَن لا يَجزِمُ
حَظرِبْ قِسِيَّ المَجدِ مِنكَ مُواظِباً / لا تُمِسكَ الظِّربَى تُعافُ وُتُسأَمُ
لا تُعنَ بالأبظارِ تلحقْ في الورى / بالقارظينِ ولو حماك الشَيظَمُ
من ظل يبسط ظِلَّه لعفاته / أمسى له حَليُ الثناء يُنَظَّمُ
والدَلظُ بالحسنى يُلَيِّنُ من جفا / والظَامُ يذهب بالوداد ويَكْلِمُ
لا تَحْظُبَنَّ بزاد أهلِ لآمةٍ / مثل الظرابينِ التي تُستذممُ
يظما الكريم وليس يهوى مورداً / يجد الحَناظِبَ حوله تَستلئمُ
كن مصلحاً لا تبغ فعلة عُنْظُبٍ / بالعَنظباءِ يرى النبات فيهشمُ
من يقرع الظُنبوبَ حزماً لم يزل / ما بين أَوشاظِ الورى يتقدَّمُ
خف كل شنظيرٍ ولا تركن له / قطعُ الشَظى ولِقا شَظاظٍ أسلمُ
واصبر على شظفِ الحياة وعش بما / يبديه ظَيّان الفلا والعَظلَمُ
لا تنتظر من كل جوَّاظ سوى / ثقل تكادُ به الشَناظي تسأمُ
ما الحنظلُ المقشور أفظع مطعماً / من جِعْظِريٍّ نفسُه لا تَحلُمُ
والإلف مثل الظِئْرِ تكسبُ خلقَه / فاخشَ الظُرُبَّ فوصفهُ مُستلأَمُ
من لم يُزِلْ ظَبْظَابَ جَهلٍ مسَّهُ / خَنْظَى وعَنْظَى شامِتٌ يَتَكَلَّمُ
كُن كَالنّظيراتِ اِعتَقَبنَ بِمَورِدٍ / مُستَنظِراً وَقتاً بِهِ تَتَقَدَّمُ
وَدَعِ التَّظَنِّي في الأُمورِ وَدارِها / وَاِعرِف لِرُعظِ السَّهمِ كَيفَ يَقوّمُ
وَإِذا أَرَدتَ جنىً فَلا تَكُ قَارِظاً / وَاِطلُب جنىً بِلِماظَةٍ تَتَنَعَّمُ
لا يَبلُغُ المَظُّ الكَريهُ مَذاقَه / بِعُكاظَ سَوم الحلوِ مِما يطعَمُ
لا يَكَنَظَنَّكَ حُبُّ عَيشٍ باهِظٍ / غاياتُهُ أَكلٌ يَكُظُّ وَيُسقِمُ
وَاِجعَل فُؤادَكَ ظَرفَ كُلِّ إِفادَةٍ / لتكونَ أظرَفَ ناطقٍ يَتكلَّمُ
والمرءُ يَلقى ما عَجَا وعَظَا إِذا / لم يَغشَهُ نَظَرانُ سَمحٍ يُكرَمُ
كَم حَلَّ بِالقَرَظِ الكَريمةِ سيِّدٌ / شهمٌ خَظَا وبَظَا صَبورٌ مُنعِمُ
فَأَلِظَّ بِالتَقريظِ في الرَّجُلِ الذي / لم يُبدِ لَعمَظَةً ولا هَو يَلؤُمُ
وَأعِدَّ لِلتَّرحالِ في طَلبِ العُلى / ظَهراً شَظاظُ رِحالِهِنَّ تَرَنَّمُ
تَنفِي شَظِيَّاتِ الحَصى وإذا اِلتَقَت / فَحلاً أَشَظَّ وَلو رَمَتهُ الأَسهُمُ
فَاِحزِم فَلَيسَ يُجيدُ سَيراً ظَالِعٌ / واِصبِر لِحرِّ القَيظِ فيما يَنعُمُ
وأَطِع فَإِنَّ بَني قُرَيظةَ إذ عَتَوا / دَأَظَتهُمُ ظُرَرُ الحُروبِ فَأَعدموا
وِإذا خَطَا وَكَظَا بِخَيرِكَ جَامِدٌ / لا تُبطِلِ الحُسنَى بِمَنٍّ يُسأَمُ
لا تَأمَنَن لِخنظيانٍ جاهِلٍ / يَرمي حُظَيَّتَهُ إِلَيكَ فَيَكلِمُ
نَفعُ اللَّئيمِ العُنظُوانِ إذا بدا / كالوَمظِ حَولَ جَناهُ شَوكٌ مُؤلِمُ
ادخُل حَظيراتِ السَّلامَةِ هارِباً / لا تَرتَكِب مَحظورَ فِعلٍ يَحرُمُ
مَن يَجتنِب إِنعاظَه وَكلامَه / يأمَن فَأَصلُ الشَّرِّ فَرجٌ أو فَمُ
وَدَعِ التَّعاظُل في الهَوى واثبُت إِذا / ظَهرانُ كادَ لِحادِثٍ يَتَثَلَّمُ
واسمع فهذي لُمظةٌ أدبيةٌ / كملت فمن يظفرْ بها فسيغنمُ
حسنت كجَزْعِ ظَفارَ أُحكِمَ حليُهُ / والزهرُ ظفرٌ نبتُهُ المتنعِّمُ
والآن أُتبِعُها ضوابطَ عندهم / للظاءِ تجلو كلَّ ما هو مبهَمُ
لا ضادَ في لفظٍ به شينٌ سوى / ما فيه راءٌ بعد شينٍ تُرسمُ
أو قولهم شَمَضَتْكَ هندٌ بالهوى / والضادُ بعد اللام ليست تُعلمُ
إلا لضا زيدُ ولَضْلَضَ فهو في / علمِ الدلالةِ ما هرٌ متقدِّمُ
وعلوضٌ وهو ابن آوى عندهم / واللَضْمُ وهو العنفُ مما يُسأمُ
والهَلْضُ وهو القلعُ ثم العَلْضُ أي / تحريكه للقلع فيما أعلمُ
واللَعْضُ وهو تناولٌ بلسانه / والضادُ بعد الكاف لا تُتَوَهَّمُ
إلا ركضتَ على العموم وكارضٌ / ما لم يكن منه المواظب يَفهمُ
وإذا أتى من بعد ياءٍ قبلَها / جيمٌ فقيدها بضادٍ تُختمُ
واستثن جيّاظاً لذي سمنٍ به / قبحٌ لمُبصرِه إذا يُتَوَسَّمُ
ومتى يقعْ من بعد هاءٍ قبلها / في اللفظِ جيمٌ فهو ضادٌ توسَمُ
واللفظُ إن لم يحو عيناً وهو ذو / جيمٍ وراء ٍضادُه تَتَحَتَّمُ
والضادُ تعدمُ بعد جيمٍ لم يقعْ / من بعدِها ياءٌ لمن يتكلَّمُ
أو هاء أو راء سوى جَضِمَ الفتى / أي صار يُكثرُ أكلَه إذ يَطعمُ
والجَمْضُ مخصوصاً بقهرٍ عندهم / والجَلْضُ أيْ رجلٌ قويٌّ يَضخُمُ
واجْضُضْ على زيدٍ أي احملْ لا الذي / تعني به اطردْ فهْوَ بالظا يُرسَمُ
والجَضْدُ وهو الجلدُ أبدل لامه / ضاداً على ما قد روينا عنهمُ
والضاد مع عينٍ ونونٍ لازم / من قبلها أو بعدها لا يُعلمُ
إلا نَعَضْتُ الشيءَ حيث أصبتُهُ / والنَعْضُ أيْ شجرٌ يُساكُ به الفمُ
والظاءُ حيث اللامُ فاءٌ عندهم / والفاءُ واوٌ حكمُها مستلزمُ
إلا الوضيفُ لكلِّ موقوفٍ كذا / أوضفْتُ راحلتي لمن يتفهمُ
واحكم بنفي الضاد إن تك عينُهُ / راءً ولامُ اللفظ فاءً تُوسمُ
واستثن منه الضَرْفَ للشجر الذي / للتين فهو لضاده يَستلزمُ
واحكم بظاءٍ حيثُ توجدُ فاؤه / نوناً ولامُ اللفظِ ميماً تُرسمُ
واستَثنِ نِضْمَ الزرعِ تعني أنه / أبدى امتلاءً فهو زرعٌ يَعظمُ
والظاءُ ميزها بلامٍ أُخِّرت / عنها وحاءٍ قبلها تتقدمُ
واستثن أحضالاً ومن يلعبْ بها / يحضلْ وهنَّ كعوبُ عاجٍ تُحكَمُ
واستثن أيضاً منه حنضلةً إذا / تعني الغدير بها لمن يتوهمُ
وتَمِيزها أيضاً بنونٍ قبلَها / ويكون قبل النونِ عينٌ تُوسَمُ
أو حاءُ أو خاءٌ فما هو هكذا / فاكتبْهُ بالظاءِ التي تتحتَّمُ
والظاءُ توجَدُ فاءَ لفظٍ عينُهُ / همزٌ بدا واللامُ راءٌ تُعلَمُ
أو ميمٌ اَو فاءٌ أتَت أو باؤُهُم / فاحكم بأن الفاءَ ظاءٌ تَلزَمُ
هذي ضوابطُ إن تقُلَّ فإنَّها / كثُرَت فوائدُها لمن يتفهَّمُ
والحمدُ للَه الذي بثنائه / بُدِئَ الكلامُ ومثلَ ذلك يُختمُ
وعلى النبيِّ وآله وصحابِهِ / طراً أصلي آخراً وأسلِّمُ
في كل فاتحةٍ في القولِ معتبرَه
في كل فاتحةٍ في القولِ معتبرَه / حقُّ الثناءِ على المبعوثِ بالبقرَه
في آل عمران قدماً شاعَ مبعثه / رجالهم والنساءُ استوضحُوا خبرَه
من مدَّ للناسِ من نُعماهُ مائدةً / عمت فليست على الأنعامِ مقتصره
أعراف نُعماهُ ما حلَّ الرجاءُ بها / إلا وأنفالُ ذاك الجودِ مُبتدرَه
به توسلَ إذ نادى بتوبته / في البحر يُونسُ والظلماء معتكره
هودٌ ويوسفُ كم خوفٍ به أمنا / ولن يُروع صوتُ الرعدِ من ذكرَه
مضمونَ دعوةِ إبراهيم كان وفي / بيت الإله وفي الحجر التمس أثرَه
ذُو أمةٍ كدوى النحل ذكرُهُم / في كل قُطرِ فَسبحان الذي فطره
بكهفِ رُحماهُ قد لاذَ الورى وبه / بُشرى ابن مريمَ في الإنجيلِ مُشتهرَه
سماهُ طهَ وحضَّ الأنبياءَ على / حجِّ المكانِ الذي من أجلهِ عمرَه
قد أفلح الناسُ بالنورِ الذي غمرُوا / من نُورِ فُرقانه لما جلا غُرَرَه
أكابر الشعراءِ اللسين قد عجزوا / كالنمل إذ سمعت آذانهم سورَه
وحسبهُ قصصٌ للعنكبوتِ أتى / إذ حاكَ نسجاً ببابِ الغارِ قَد سَتَرَه
في الرومِ قد شاعَ قدماً أمرهُ وبهِ / لُقمانُ وفقَ للدرِّ الذي نثرَه
كم سجدةٍ في طُلى الأحزابِ قد سجدت / سُيوفُهُ فأراهم ربهُ عبرَه
سباهم فاطِرُ السبعِ العُلا كرماً / لمن بياسين بين الرسلِ قد شهره
في الحزب قد صفت الأملاكُ تنصرُهُ / فصادَ جمعَ الأعادي هازماً زُمَرَه
لغافرِ الذنب في تفضيله سُورٌ / قد فُصِّلَت لمعانٍ غيرِ منحصِرَه
شُوارهُ أن تهجرَ الدنيا فزخرفها / مثل الدخان فيعشى عين من نظره
غزت شريعته البيضاءُ حين أتى / أحقافَ بدرٍ وجُندُ اللَهِ قد نصرَه
فجاءَ بعدَ القِتالِ الفتحُ مُتصِلا / وأصبحت حجراتُ الدينِ منتصرَه
بقافَ والذاريات اللَهُ أقسم في / أن الذي قالهُ حقُّ كما ذكره
في الطورِ أبصر موسى نجمَ سُؤدَدِهِ / والأفقُ قد شقَّ إجلالاً لهُ قمرَه
أسرى فنالَ من الرحمانِ واقعةً / في القُربِ ثبتَ فيه ربُه بصره
أراه أشياءَ لا يقوى الحديدُ لها / وفي مجادلةِ الكُفارِ قد آزره
في الحشر يوم امتحانِ الخلقِ يُقبلُ في / صفٍّ من الرُسلِ كلُّ تابعٌ أثرَه
كفُّ يُسبِّحُ لله الحصاةُ بها / فاقبل إذا جاءك الحقُّ الذي قدره
قد أبصرت عندهُ الدنيا تغابُنها / نالت طلاقاً ولم يصرف لها نظرَه
تحريمهُ الحبَّ للدنيا ورغبتهُ / عن زهرةِ المُلكِ حقاً عندما نظرَه
في نونَ قد حقَّتِ الإمداحُ فيه بما / أثنى به اللَه إذ أبدى لنا سيرَه
بجاهِهِ سالَ نُوحٌ في سفيتهِ / سُفنَ النجاة ومَوجُ البحرِ قد غَمَرَه
وقالت الجنُّ جاءَ الحقُّ فاتبِعُوا / مزملاً تابعاً للحقِّ لن يذَر
مُدثراً شافِعاً يومَ القيامةِ هل / أتى نبيٌّ له هذا العُلا ذخرَه
في المُرسلاتِ من الكتب انجلى نبأ / عن بعثه سائرُ الأخبارِ قد سَطَرَه
ألطافُهُ النازِعاتُ الضيمَ في زمَنٍ / يَومٌ بهِ عَبَسَ العاصي لما ذعَرَه
إذ كُوِّرَت شمسُ ذاك اليومِ وانفطَرَت / سماؤُهُ ودَعَت ويلٌ به الفجرَه
وللسماءِ انشقاقُ والبُروجُ خَلَت / من طارقِ الشهبِ والأفلاكُ مستتِرَه
فسَبِّح اسمَ الذي في الخلقِ شفَّعَهُ / وهل أتاكَ حديثُ الحوضِ إذ نَهَرَه
كالفجرِ في البَلَدِ المحروسِ غُرَّتُهُ / والشمسُ من نُورِهِ الوضاحِ مُستَتِرَه
والليل مثلُ الضحى إذ لاحَ فيه ألم / نشرح لكَ القَولَ في أخبارهِ العَطِرَه
ولو دعا التينَ والزيتونَ لابتدرا / إليه في الحين واقرأ تستبن خبَرَه
في ليلةِ القدرِ كم قد حازَ من شَرَفٍ / في الفخر لم يكن الإنسانُ قد قدره
كم زلزلت بالجياد العادياتِ لهُ / أرضٌ بقارعَةِ التخويف منتشِرَه
له تكاثرُ آياتٍ قد اشتهرت / في كلِّ عصرٍ فَويلٌ للذي كفَرَه
ألم ترَ الشمسَ تصديقاً لهُ حُبِسَت / على قُرَيشٍ وجاءَ الروحُ إذ أمَرَه
أرأيتَ أنَّ إلهَ العرشِ كَرَّمَهُ / بكوثَرٍ مُرسَلٍ في حَوضِهِ نَهرَه
والكافرونَ إذا جاءَ الورى طُرِدُوا / عن حوضِهِ فلقد تبَّت يدا الكفَرَه
إخلاصُ أمداحهِ شُغلي فكم فَلَقٍ / للصبحِ أسمعتُ فيه الناسَ مَفتَخِرَه
أزكى صلاتي على الهادي وعترتهِ / وصحبهِ وخُصوصاً منهُمُ عَشَرَه
صديقهم عُمَرُ الفاروقِ أحزمُهُم / عُثمانُ ثُمَّ عليُّ مُهلِكُ الكفرَه
سَعدٌ سعيد عبيد طلحة وأبو / عبيدةَ وابن عوفٍ عاشِرُ العشَرَه
وحمزةُ ثم عباسٌ وآلهُما / وجعفرٌ وعقيلٌ سادةٌ خيرَه
أولئك الناسُ آل المصطفى وكفى / وصحبهُ المقتدونَ السادةُ البَرَرَه
وفي خديجةَ والزهرا وما ولدت / أزكى مديحي سأهدي دائماً دُرَرَه
عن كل أزواجهِ أرضى وأوثرُ من / أضحت براءتها في الذكرِ منتشرَه
أقسمتُ لا زِلتُ أهديهم شذا مدحي / كالروضِ ينثرُ من أكمامهِ زَهَرَه
ناظمه يرجو من الله غدا
ناظمه يرجو من الله غدا / ثوابه محمد بن أحمدا
ابن علي عرف ابن جابر / فكن له اللهم خير جابر
وهو في نسبته الهواري / المالكي المغربي الدار
لكنه في مغرب ممن غدا / أندلسيا منشأ ومولدا
مثواه في بلدانها المرية / لكنه انأته عنها الرحلة
يا حبذا من بلدة وموضع / يا ليت شعري هل لها من مرجع
ان البراعة لفظ أنت معناه
ان البراعة لفظ أنت معناه / وكل شيء بديع أنت مغناه
انشاد نظمك اشهى عند سامعه / من نظم غيرك لو ا سحق غناه
تحجب الشعر عن قوم وقد جهدوا / وعندما جئته أبدى محياه
أتيت منه بمثل الروض مبتسما / فلو تكلم زهر الروض حيَّاه
تلك الذخائر أولى ما نسير بها / للغرب مغربة فيما سمعناه
كذا الكواكب شرف الارض مغربها / وكلها أبدا للغرب مسراه
ان ابن جابر ان تسأله معرفة / محمد عند من نادى فسماه
لا تعاد الناس في اوطانهم
لا تعاد الناس في اوطانهم / قلما يرعى غريب الوطن
واذا ما عشت عيشا بينهم / خالق الناس بخلق حسن
حمص لمن اضحى بها جنة
حمص لمن اضحى بها جنة / يدنو لديها الآمل القاصي
حل بها العاصي ألا فاعجبوا / من جنة حل بها العاصي
ما كان هذا دنو جسم
ما كان هذا دنو جسم / ادناه ذو العرش كيف شاءا
بل كان هذا مثال معن / لعظم ما قد حوى ارتقاءا
صلوا على المصطفى وآل / كانوا على الحق اولياءا
وارضوا عن الصحب ولتكونوا / من مبغضي صحبه براءا
بمدح خير الانام لن أفيا
بمدح خير الانام لن أفيا / ولو ملكت الكلام محتويا
عليه ازكى الصلاة دايمة / ما بات ركب اليه مرتميا
يسري بها عاطر النسيم اذا / ما الصبح من ليل ثوبه عريا
وان علياً كان سيف رسوله
وان علياً كان سيف رسوله / وصاحبه السامي لمجد مُشيّدِ
وصهر النبي المجتبى وابن عمه / أبا الحسنين المحتوى كل سؤدد
وخير نساء الجنة الغرّ زوجه / وحسبك هذا سؤدد لمسود
وزوّجه رب السما في سمائِه / وناهيك تزويجاً من العرش قد بدى
فباتا وحلي الزهر خير حلاهما / وقد آثروا بالزاد من جاء يجتدي
فأثمرت الجنات من حلل ومن / حلالهما رعياً لذاك التزهد
وما ضرّ من قد بات والصوف لبسه / وفي السندس الغالي غداً سوف يغتدي
وقال رسول الله اني مدينة / من العلم وهو الباب فالباب فاقصد
ومن كنت مولاه عليّ وليه / ومولاه فاقصد حب مولاه ترشد
وانك مني خالياً من نبوة / كهرون من موسى وحسبك فاحمد
وقال غداً اعطي اللواء محبباً / الي وللرحمن بالنصر مرتدي
وباتوا وكل يشتهي أن ينالها / الى أن بدا ضوء الصباح المجدد
فنادى علياً ثم ابرأ عينه / بنفث كأن لم يمس قبل بأرمد
فأعطاه اياها وقال له ادعهم / وممهما أبوا فازهد اليهم تؤيد
فجدّل منهم مرحباً عندما دعا / الى الحرب دعوى الفاتك المتمرد
وقاتل طود اليوم والباب ترسه / يجول به للقوم في كل مرصد
فأعجز هذا الباب من بعد عشرة / فما الظن في هذا القوى المؤيد
وكان من الصبيان أول سابق / الى الدين لم يسبق لطاعة مرشد
وجاء رسول الله مسترضياً له / وكان عن الزهراء كالمتشرد
فمسّح عنه الترب اذ مس جلده / وقد نام نوم النافر المتفرد
وقال له قول التلطف قم أبا / تراب كلام المخلص المتودد
وفي ابنيه قال المصطفى ذان / سيدا شبابكم في دار عز مؤيد
وأرسله عنه الرسول مبلغاً / وخص بهذا الامر تخصيص مفرد
وقال هلا التبليغ عني ينبغي / لمن ليس من بيتي فبالقوم فاقتد
وقد قال عبد الله للسائل الذي / أتى سائلا عنهم سؤال مندد
وأما عليّ فالتفت أين بيته / وبيت رسول الله فاعرفه تشهد
وآمن من حرٍ وبرد فلم يجد / أذى بردها أو حرها المتوقد
وما زال صواماً منيباً مثابراً / على الحق قواماً كثير التعبد
قنوعاً من الدنيا بما قل معرضاً / عن المال مهما جاءه المال يزهد
لقد طلق الدنيا ثلاثاً وكلما / رآها وقد جاءت يقول لها ابعدي
وأقربهم للحق فيها وكلهم / اولو الحق لكن كان أقرب مهتد
وبالحسنين السيدين توسلي
وبالحسنين السيدين توسلي / لجدهما في الحشر عندي تفردي
هما قرتا عين الرسول وسيدا / شباب الورى في جنة الخلد في غد
وقال هما يرحانتاي أحب من / أحبهما فاصدقهما الحب تسعد
هما اقتسما شبه الرسول تعادلا / وماذا عسى تحصيه مهما تعدد
فمن صدره شبه الحسين رجله / وللحسن الاعلى وحسبك فاعدد
وللحسن السامي مزايا كقوله / هو ابني هذا سيد وابن سيد
سيصلح رب العالمين به الورى / على فرقة منهم وعظم تبدد
وان تطلبوا ابناً للنبي فلن تروا / سواي مقال منه غير مفند
أليس الذي ظهر الرسول قد ارتقى / فقر ولم يعجله وهو بمسجد
فقال له طال السجود فقال لا / ولكنه قد خفت ان قمت يشرد
وان الحسين الصابر الحازم الذي / متى تقصر الابطال في الحرب يشدد
شبيه رسول الله في البأس والندى / وخير شهيد ذاق طعم المهند
لمصرعه تبكي الدموع بحقها / فلله من جُرم وعظم تمرّد
فبعداً لمن يبغضهم ويسبهم / ومن سار مسرى ذلك المقصد الردي
فدونك من آل الرسول وصحبه / مناقب مثل الروض في زهره الندي
هم القوم آل الهاشمي وصحبه / مصابيح من يبصر سناها يسدد
ويا رب فرج كل ضيق بمدحهم / ووفق لما يرضي الرسول وأرشد
وحاشاهم اني أصوغ ثناهم / ولم يشفعوا لي في الذي قد جنت يدي
واني أرجو انني معهم غدا / وان لست عنهم في الجنان بمبعد
على المصطفى والآل والصحب كلهم / صلاة متى يبلى الزمان تجدد
دع الدار وارحل للذي جاء بالبشرى
دع الدار وارحل للذي جاء بالبشرى / وبع دارك الدنيا من الله بالاخرى
وقفت على مدح الرسول وآله / وجاوز شعري بامتداحهم الشعري
عليهم صلاة الله ما ذر شارق / بافقٍ وما حاد الغمام وما درا
امن تذكر ذات الخال والسمر
امن تذكر ذات الخال والسمر / يبيت طرفك طول الليل ذا سهر
وذي الجناحين في الاخرى وعن حسن / وعن حسين وباقي أهله الغرر
وعن خديجة أم المؤمنين وعن / أولاده الغرّ من انثى ومن ذكر
وخص فاطمة الزهراء بينهم / بالذكر وارض مدى الآصال والبكر
وعن بقية أزواج النبي وعن / أصحابه النجباء السادة الصبر
علم الحديث أجل السؤل والوطر
علم الحديث أجل السؤل والوطر / فاقطع به العيش تدرك لذة العمر
وعن علي أبي السبطين أول من / أجاب للدين يسعى سعي مبتدر
أضحى كهرون من موسى اليه كما / رووا وحسبك من فخر لمفتخرِ
وعن بقية أصحاب النبي وعن / أزواجه الطاهرات العرض عن كدر
والحمد لله في بدءٍ ومختتمٍ / على الهدى للطريق الواضح الاثر
أما وذمام عهدهم الوثيق
أما وذمام عهدهم الوثيق / وحرمة ذلك البيت العتيق
لقد سكنت محبتهم بقلبي / ودبت في المفاصل والعروق
على الهادي وعترته صلاة / كدمع الطلّ في خد الشقيق
وأهديها الى المولى عليّ / وللحسنين عن قلب مشوق
وامهما وعمي خير هادٍ / وسائر صحبه أزكى فريق
بحبهم بدار الخلد يُكسى / بديباج ويُسقى من رحيق