القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَنَس بنُ زُنَيْم الدُّؤَلي الكل
المجموع : 18
عجبتُ لِهَرجٍ من زمانٍ مُضلَّلِ
عجبتُ لِهَرجٍ من زمانٍ مُضلَّلِ / ورأي لألباب الرجال مُغَيّرِ
ومن حِقبةٍ عوجاء غول تلبّست / على الناس جِلدَ الأربد المتنمّرِ
فلا يعرفُ المعروف فيه لأهله / وان قيل فيه مُنكرٌ لم يُنكّرِ
لحارثةَ المُهدي الخَنَى ليَ ظالماً / ولم أر مثلي يَدّري صَيد مُدّري
أحارِ بن بدر قد اتتني مقالةٌ / فما بالُ نكرٍ قيل في غير مُنكرِ
أيروي عليكَ الناس ما لا تقولُه / فتُعذِرَ أم أنت امرؤ غير مُعذِر
فان يكُ حقًّا ما يقال فلا يكُ / دبيباً وجاهِرني فما من تستُّر
أُقلّدكَ ان كنت امرأً حان عرضهُ / قوافيَ من بقاي الكلام المُشهّرِ
وقد كنتَ قبل اليوم جرّبتَ أنني / أشقُّ على ذي الشعر والمتشعّر
وإن لساني بالقصائد ماهرٌ / تَعنُّ غُرُّ القوافي وتَنبري
أصادفُها حيناً يسيراً وابتغي / لها مَرّةً شزراَ إِذا لم تَيَسَّرِ
تَنَاوَلُني بالشتم في غير كنههِ / فمهلاً ابا الخيماء وابن المُعذّر
هجوتَ وقد ساماك في الشعر خطة / الذليل ولم يفعل كأفعال مُنكرِ
سَل أَميري ما الذي غيّرَهُ
سَل أَميري ما الذي غيّرَهُ / عن وِصالي اليومَ حتّى وَزَعَه
ما الذي أَنكرَ مِنّي فَانْثَنى / وهو يُبدي لي أُموراً شَنَعَه
لا تُهِنّي بعد إِكرامِكَ لي / فَشَديدٌ عادةٌ مُنتَزَعَه
لا يكُن وعدُك بَرقاً خُلَّباً / إِنَّ خيرَ البرقِ ما الغَيْثُ مَعَه
كم بجودٍ مُقرِفٌ نالَ العُلا / وشَريفٍ بخلُهُ قَد وَضَعَه
إنَّ الخِيانةَ شرُّ الخليلِ
إنَّ الخِيانةَ شرُّ الخليلِ / والكفرُ عندَكَ ديوانُها
بصُرتَ به في قديمِ الزَّمانِ / كما بَصُرَ العينَ إِنْسانُها
أحارِ بن بدر وأنت امرؤ
أحارِ بن بدر وأنت امرؤ / لعمري المتاعُ إِليَّ الحبيبُ
متى كان مالُك لي مغنماً / من الدهر أَن أَعوزتني الكسوبُ
وشرُّ الأَخلاء عند البلا / ءِ وعند الرزيّة خِلٌّ كَذوبُ
أحارِ بنَ بَدرٍ قد وليتَ امارةً
أحارِ بنَ بَدرٍ قد وليتَ امارةً / فكُن جُرَذاً فيها تخُونُ وتَسرقُ
وباهِ تميماً بالغِنى إِنّ للغنى / لساناً به المرءُ الهَيُوبَةُ يَنطِقُ
فإن جَميعَ الناسِ إِمّا مُكذِّبٌ / يقول بما يَهوَى وإِمّا مُصدّقُ
يقولون أقوالاً ولا يعلمونها / وإِنْ قيلَ هاتوا حقِّقوا لم يحقِّقوا
فلا تحقِرَنْ يا حارِ شَيْئاً أصبتَهُ / فحظُّكَ من مُلك العِراقَيْنِ سُرّقُ
ألا لَيتَ شِعري هل يَرى الناسُ ما أرى
ألا لَيتَ شِعري هل يَرى الناسُ ما أرى / من الأمر أو يبدُو لهم ما بَدَا ليا
بدا ليَ أنِّي عشتُ تسعين حِجَّة / وعشراً وتسعاً بعدها وثمانيا
فلم أَلفَهَا لمَّا مَضت وعَدَدتُها / بِحِسبَتِها في الدهر إِلا لَياليا
لقد كُنت أسعى في هواك وأَبتغي
لقد كُنت أسعى في هواك وأَبتغي / رِضاكَ وأعصي أُسرتي والأدانيا
حِفاظاً وإِمساكاً لما كان بينَنا / لِتجزيَني يوماً فما كُنتَ جازيا
أراني إِذا ما شِمتُ فيك سحابةً / لِتُمطِرَني عادَت عجاجاً وسافِيا
إذا قلتُ نالتني سَماك تيامَنَت / شآبيبُها واثعَنجَرَت عن شِماليا
وألقيتُ دَلوي في دِلاءٍ كثيرةٍ / فأُبنَ مِلاءً غَيرَ دَلوي كما هيا
أَأُقصى ويُدنى مَن يُقَصِّرُ رأيُهُ / ومن ليس يُغني عنكَ مِثلَ غَنائِيا
أأنت الذي تُهدى مَعَدُّ بأمرِه
أأنت الذي تُهدى مَعَدُّ بأمرِه / بلِ اللهُ يَهديهم وقالَ لكَ اشهَدِ
وما حَمَلت من ناقةٍ فوقَ رَحِلها / أبرَّ وأوفى ذمَّةً من محمَّدِ
أحثَّ على خيرٍ وأسبغَ نائلاً / اذا راحَ كالسّيف الصَّقيل المُهَنَّدِ
واكسَى لبُردِ الخَالِ قبلَ ابذالهِ / وأعطى لرأسِ السَّابق المُتجردِ
تَعَلّم رسولَ الله أنك مُدركي / وأن وعيداً مِنكَ كالأخذِ باليدِ
تَعلّم رسولَ الله أنك قادرٌ / على كُلّ صِرمٍ مُتهمِين ومُنجدِ
تَعَلّم بانّ الركبَ ركبَ عُويمرٍ / هم الكاذِبُون المُخلفُو كلّ مَوعِد
ونبَّوا رسولَ الله أَني هَجَوتُهُ / اذاً فلا حَمَلت سوطي اليّ يدي
سِوَى أننّي قد قُلتُ ويلٌ امِّ فتيةٍ / أُصيبُوا بنَحسٍ لا بطَلقٍ وأسعُدِ
أصابَهُمُ مَن لم يكُن لدمائِهم / كِفَاءً فَعَّزت عَبرتَي وَتَبلُّدِي
فإنَّكَ قد أخفَرت ان كُنتَ ساعياً / بعبدِ بن عبدالله وابنة مَهوَدِ
ذؤيبٌ وكُلثُومٌ وسَلَمى تَتَابَعُوا / جميعاً فالاّ تَدمَعِ العينُ أكمَدِ
وسَلمَى وسَلمَى ليس حيٌّ كمثِلهِ / وأخوتُهُ وَهَل مُلُوك كأَعبُدِ
فإنّيَ لا دِيناً فَتَقتُ ولا دماً / هَرَقتُ تبيَّن عالِمَ الحقِّ واقصدِ
أبلغ أميرَ المؤمنين رسالةً
أبلغ أميرَ المؤمنين رسالةً / من ناصح لك لا يُريدُ خِداعا
بِضعُ الفتاة بألفِ ألفٍ كامل / وتَبيتُ سادات الجنود جِياعا
لو لأبي حَفصٍ أقولُ مَقالتي / وأقصُّ شأنَ حديثِكُم لارتاعا
وعوراءَ من قِيل امرىءٍ قد رددتُها
وعوراءَ من قِيل امرىءٍ قد رددتُها / بسالمة العينين طالبةٍ عُذرا
ولو أنه إِذ قالها قلتُ مِثلها / واكثرَ منها أورثت بيننا غِمرا
فأعرضتُ عنه وانتظرتُ به غداً / لعلّ غداً يُبدي لمؤتمرٍ أمرا
لأنزعَ ضيماً ثاوياً في فؤادهِ / وأقلِمَ أظفاراً أطال بها الحفرا
يُحَلِّي لي الطرفَ ابن بَدرٍ وإِنني
يُحَلِّي لي الطرفَ ابن بَدرٍ وإِنني / لأعرفُ في وجه ابن بدرٍ لي البُغضَا
رآني شجاً في حلقه ما يسيغُهُ / فما إِن يزالُ الدهرَ يُحرَض بي حَرضا
وما ليَ من ذنب إِليه علمتُهُ / سوى أن رآني في عشيرته مَحْضَا
وإِن ابنَ بدرٍ في تميمٍ مُكَركسٌ / إِذا سِيمَ خسفاً أو مشنَّعةً أغضَى
فعِش يا ابن بدرٍ ما بقيت كما أرى / كثيرَ الخنا لا تسأم الذُّلَّ والغَضَّا
تعيبُ الرجال الصالحين وفعلَهم / وتبذل بُخلاً دون ما نلته العِرضا
وترضَى بما لا يرتضي الحرُّ مثلَه / وذو الحلم بالتخييس والذلِّ لا يَرضى
وَشَرُّ أُخُوّةِ الإِخوان مَا لم
وَشَرُّ أُخُوّةِ الإِخوان مَا لم / يَكُن فيها التكرُّمُ والتآسي
أراكَ اذا نَظَرتَ تَصُدُّ عنّي / بألحاظٍ مُشَزَّرةٍ خِلاسِ
وإِنْ كَلّمتنِي كَلَّمتَ نَزراً / كَلامَ مُباغِضٍ بادي الشِّماسِ
وإِن رُمتُ الدُّخُولَ إِليك وقتاً / تَراقَدُ لي وما بِكَ من نُعَاسِ
رجوتُ النَّفعَ منكَ فلم تَدَعني / رَجائي نَفعُكُم رأساً براسي
أحارِ بنَ بدر باكرِ الرّاحَ إِنّها
أحارِ بنَ بدر باكرِ الرّاحَ إِنّها / تُنسّيك ما قدَّمتَ في سالف الدهرِ
تنسّيك أسباباً عظاماً ركبتَها / وأَنت على عَمياءَ في سَننٍ تجري
أتذكرً ما أَسديتَ واخترت فعلة / وجئت من المكروه والشر والنُّكْرِ
إِذا قلتُ مهلاً نلتَ عِرضي فما الذي / تعيبُ على مثلي هبلتَ أَبا عَمْرو
أليسَ عظيماَ أن تكايدَ حُرَّةً / مُهَفهَفةَ الكَشحين طيبةَ النَّشر
فإن كنت قد أَزمعتَ بشرَك بالذي / عُرفت به إذ أنت تُخْزى ولا تَدري
فَدع عنك شُربَ الخمرِ وارجع إِلى التي / بها يرتضي أهلُ النَّباهةِ والذكرِ
عليك نبيذَ التَّمر إِنْ كنتَ شارباً / فانّ نبيذَ التَّمر خيرٌ من الخمرِ
ألا إِنَّ شُربَ الخمر يُزْري بِذي الحِجا / ويُذهبُ بالمالِ التّلادِ وبالوَفرِ
فصبراً عن الصَّهباء واعلم بأنني / نصيحٌ وأني قد كبرت عن الزجرِ
وأنك إِنْ كفكفْتَني عن نصيحة / تركتُك يا حارِ بن بدرٍ إِلى الحشرِ
أأبذلُ نُصحي ثم تَعصي نصيحتي / وتهجرني عنها هُبِلتَ أبا بَدْرِ
وخَانَ الدهرُ قبلَك ذا رُعَينٍ
وخَانَ الدهرُ قبلَك ذا رُعَينٍ / وذا يَزَنٍ وخاضَ بذي نُواسِ
وفرعونَ الفَراعِن حين يَبني / بمصرَ الصَّرحَ في عَدَدٍ وناسِ
فَصعَّدَ في السماء بغير إِذْنٍ / على عَمَدٍ قَواعِدُها رَوَاسي
فلا يَغرُرْكَ مُلكُكَ كُلُّ مُلكٍ / يُحَوَّل من أُناسَ إِلى أُناسِ
فحتى متى أنت ابنَ بدر مُخيّم
فحتى متى أنت ابنَ بدر مُخيّم / وصحبُكَ تَحسُون الحَليبَ من الكرمِ
فإِن كان شرّاً فالْهُ عنْهُ وخَلِّه / لغيرك من أهل التخّمُطِ والظلمِ
وإِن كان غُنماً يا ابن بدرٍ فقد أرى / سَئمت من الأكثار من ذلك الغنمِ
وان كنت ذا علم بما في احتسابها / فما لك تأتي ما يَشينُك عن علمِ
تَقِ الله واقبل يا ابن بدرٍ نَصيحَتي / ودعها لمن أمسى بعيداً من الحَزمِ
فلو أنها كانت شراباً مُحلّلاً / وقلتَ ليَ اترُكْها لأَوضعت في الحكمِ
وأَيقنتُ أن القول ما قلتَ فانتفعْ / بقولي ولا تجعل كلامي من الجُرم
فرُبَّ نصيحِ الجيبِ رُدَّ انتِصاحُه / عليه بلا ذنبٍ وعُوجِلَ بالشَّتْمِ
وأوصاني أبُو عَمرو اذا ما
وأوصاني أبُو عَمرو اذا ما / بَدَا لي من أَخٍ خَبَثُ النُّحاسِ
بِتَركِ إِخائهِ والصّدِّ عَنهُ / كما صَدَّ الجَبَانُ عن المِراسِ
أُهانُ وأقصى ثم تنتَصِحونَني
أُهانُ وأقصى ثم تنتَصِحونَني / وأَيّ امرِىءٍ يُعطي نَصيحتَه قَسْرا
رأيتُ أَكفَّ المُصلتين عليكمُ / مِلاءً وكفّي من عَطاياكُمُ صِفْرا
فإِن تَسْأَلوني ما عليّ وتمنعوا الـ / ـذي ليَ لا أَسْطِعْ على ذلِكُمْ صَبْرا
فحمداً صَرفتُ الناس عما يُريبُكُم / ولو شئتُ قد أَغْليتُ في حَربِكُم قِدْرا
رأَيتكُمُ تُعطونَ من ترهَبونَهُ / زَرابِيةً قد وُشِّحَتْ حَلَقاً صُفرا
وإِنّي مع الساعي عليكُم بِسَيفِهِ / إذا عَظْمُكُم يوماً رأيتُ بِهِ كَسْرا
ألم ترني خُيّرت والأُمر واقعٌ
ألم ترني خُيّرت والأُمر واقعٌ / فما كنت لما قُلتُ بالمتخيِّرِ
رِضاكَ على شيء سواه ومن يكُن / إذا اختار ذا حزمٍ من الأمر يَظفرِ
قعدت لترضى عن جهاد وصاحب / شفيقٍ قديمِ الوُدِّ كان مُؤَمّري
على أحد الثغرين ثم تركته / وقد كنت في تأميرهِ غير مُمتري
فأمسكتُ عن سَلمٍ لساني وصحبتي / ليعرف وجه العذر قبل التعذُّرِ
فإِن كنت لمّا تدْرِ ما هي شيمَتي / فسَل بيَ أَكفائي وسَل بيَ مَعشَري
ألست مع الإِحسان والجود ذا غنىً / وبأسِ إِذا ما كُفّروا في التستُّر
ورائي وقد أَعصي الهوى خشية الردى / وأعرف غِبَّ الأمر قبل التدبُّر
وما كنتُ لولا ذاك ترتدَّ بُغْيَتي / عليّ ارتدادَ المُظلمِ المُتحيّرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025