المجموع : 25
مَن قال إني أبغضه فقد كذب
مَن قال إني أبغضه فقد كذب / وإنما أضربه لكي يلب
ويهزمُ الجيشَ ويأتي بالسلب / ولا يكن لمالِهِ خبأ مخب
أسائلة أصحاب أحدٍ مخافة
أسائلة أصحاب أحدٍ مخافة / بناتُ أبي من أعجم وخبيرِ
تُسائل عن قرمٍ هِجانٍ سَمَيدَعٍ / لدى البأس مغوارِ الصباح جَسورِ
أخي ثقة يهتز للعرف والندى / بعيدِ المدى في النائبات صَبورِ
فقلتُ لها إنَّ الشهادة راحة / ورِضْوانَ ربٍّ يا أمامَ غفورِ
فإن أباكِ الخيرَ حمزةَ فاعلمي / وزيرَ رسولِ الله خيرُ وَزيرِ
دعاه إِلهُ الخلق ذو العرشِ دعوةً / إِلى جنّةٍ يرضى بها وسرورِ
فذلك ما كنا نُرجي ونرتجي / لحمزة يوم الحشر خير مصير
فوالله ما أنساكَ ما هبتِ الصَّبا / ولأبكِيَنْ في محضري ومَسيري
على أسدِ الله الذي كان مِدْرَهًا / يذود عن الإِسلام كل كفورِ
ألا ليت شعري يومَ ذاك وأعظمي / إلى أضْبُعٍ تعتادني ونُسورِ
أقول وقد أعلى النعيُ بهلكهِ / جزى الله خيراً من أخٍ ونصير
نحن حفرنا للحجيج زمزمْ
نحن حفرنا للحجيج زمزمْ /
سُقيا نبي الله في المحرمْ /
ركضة جبريل ولما يفطمْ /
ألا يا رسولَ الله كُنتَ رجاءَنا
ألا يا رسولَ الله كُنتَ رجاءَنا / وكنت بنا براً ولم تكُ جافيا
وكنتَ رحيماً هادياً ومعلماً / ليبكِ عليكَ اليومَ مَن كانَ باكيا
لعمرك ما أبكي النبي لِفقده / ولكن لما أخشى مِن الهرجِ آتيا
كأن على قلبي لذكرِ محمدٍ / وما خفتُ مِن بعدَ النبي المكاويا
أفاطم صلى الله ربُّ محمدٍ / على جدثٍ أمسى بيثرب ثاوِيا
فدى لرسولِ الله أمي وخالتي / وعمي وآبائي ونفسي وماليا
صَقتَ وبلغتَ الرسالةَ صادقاً / ومَت صليب العودِ أبلج صافيا
فلو أن ربّ الناس أبقى نبينا / سعدنا ولكن أمره كان ماضيا
عليك من الله السلام تحيةً / وأدخلت جنات من العدن راضيا
أرى حسنا أيتمته وتركته / يَبكي ويدعو جده اليوم نائيا
ألا من مبلغ عني قريشاً
ألا من مبلغ عني قريشاً / ففيمَ الأمرُ فِينا والأمارُ
لنا السلف المقدُم قد علمتم / ولم توقد لنا بالغدر نارُ
وكل مناقب الأخيار فينا / وبعض الأمر منقصةٌ وعارُ
لهفَ نفسي وبت كالمسلوبِ
لهفَ نفسي وبت كالمسلوبِ / أرقُ الليل فعلة المحروب
مِن هُموم وحسرةٍ زد فتني / ليتَ أني سُقيتُها بشَعوبِ
حين قالوا إن الرسولَ قد أمسى / وافقته مَنِيةُ المكتوبِ
إذ رأينا أن النبي صريعُ / فأشاب القذالَ أي مشيبِ
إذ رأينا بيوته موحشاتٍ / ليس فيهن بعدَ عيش حبيبي
أورثَ القلب ذاكَ حُزناً طويلاً / خالط القلب فهو كالمرعوبِ
ليتَ شعري وكيفَ أمسي صحيحاً / بعدَ أن بينَ بالرسول القريبِ
أعظم الناسِ في البريةِ حقاً / سيدِ الناس حبه في القلوب
فإلى الله ذاكَ أشكو وحسبي / يعلمُ الله حضوبَتي ونحيبي
يا عينُ جودي بدمعٍ منكِ مُنحدرِ
يا عينُ جودي بدمعٍ منكِ مُنحدرِ / ولا تملي وبكي سيدَ البشرِ
بكي رسول الله فقد هدت مصيبتهُ / جميع قومي وأهل البدوِ والحضرِ
ولا تَملي بكاءكِ الدهرَ مِغولَةً / عليه ما غردَ القمريُّ بالسَحَرِ
أفاطمَ بَكّي ولا تَسأمي
أفاطمَ بَكّي ولا تَسأمي / بِصبحِكِ ما طَلَعَ الكوكبُ
هو المرءُ يبكى وحقُ البكاءُ / هو الماجد السيدُ الطيب
فأوحشت الأرض من فقده / وأي البريةِ لا ينكبُ
فما لي بعدكَ حتى المَما / تِ إلا الجوى الداخل المنصب
فبَكّي الرسول وحقت لهُ / شهودُ المدينة والغيب
لِتبكيكَ شمطاءُ مضرورة / إذا حُجبِ الناس لا تحجب
لِيبكيك شيخ ابو ولدةٍ / يطوفُ بعقوتهِ أشهب
ويبكيك ركبٌ إذا أرملوا / فلم يلفَ ما طلبَ الطلبُ
وتبكي الأباطح من فقده / وتبكيه مكة والأخشبُ
وتبكي وعيرةث مِن فقدهِ / بحزنٍ ويسعدها الميثب
فعيني مالكِ لا تدمعين / وحُقُ لدمعكِ يُستَسكَبُ
عيني جودي بدمعةٍ تسكابِ
عيني جودي بدمعةٍ تسكابِ / للنبي المُطَهرِ الأوابِ
واندبي المصطفى فَعَمِّي وخُصِّي / بدموعٍ غزيرةِ الاسرابِ
عينِ من تندبينَ بعدَ نبي / خَصُهُ الله ربُنا بالكتاب
فاتحٍ خاتمٍ رحيمٍ رؤوفٍ / صادقِ القيلِ طيبِ الاثوابِ
مشفقِ ناصحٍ شفيقٍ علينا / رحمةٍ من إلهنا الوهَابِ
رحمةُ الله والسلامُ عليه / وجَزاهُ المليكُ حُسنَ الثَواب
لفقد رسول الله إذ حانَ يومه
لفقد رسول الله إذ حانَ يومه / فيا عينِ جودي بالدُموعِ السواجمِ
أرقتُ فبتُ ليليَ كالسليبِ
أرقتُ فبتُ ليليَ كالسليبِ / لِوجدٍ في الجوانحِ ذي دَبيبِ
فَشيبني وما شابت لِداتي / فأمسى الرأس مني كالعسيب
لِفَقد المصطفىَ بالنور حقاً / رسولِ الله مالَكَ مِن ضَريب
كريم الخيم أروع مضر جيُ / طويل الباع منتجبٍ نجيب
ثمال المُعدمِينَ وكل جارٍ / ومأوى كل مضطهدٍ غريب
فاما تُمسي في جدث مقيماً / فقدما عشت ذا كرم وطيب
وكنتَ موفقا في كل امرٍ / وفيما نابَ من حدثِ الخُطوب
نحنُ حفرنا بذَّرْ
نحنُ حفرنا بذَّرْ /
نسقي الحجيج الأكبرْ /
من مقبلٍ ومدبرْ /
وأم أحراد شَرْ /
ما لعيني لا تجودانِ رَيا
ما لعيني لا تجودانِ رَيا / قد رُزِينا خير البرية حيا
يومَ نادى إلى الصلاةِ بلال / فبكينا بعد النداءِ مَليا
كلَ يوم أصبحتُ فيه ثقيلاً / لا يردُّ الجواب منكَ إليا
لم أجد قبلها ولستُ بلاقٍ / بعدها غصةً أمر عَلَيا
وجمان الشيخِ منحدرٌ في / عارضيه كالمسكِ فاح ذكيا
وهي في الصدر قد تُساقُ حثيثا / ومن الوقت عند ذاك هويا
ليت يومي يكونُ قبلك يوماً / أنضج القلب للحرارة كيا
خُلقاً عالياً وديناً كريماً / وصراطاً تهدي به مُستويا
وسراجا يهدي الظلام منيراً / ونبياً مسوداً عربياً
حازماً عازماً حليماً كريما / عايداً بالنوال براً تقيا
ان يوماً اتى عليك كيوم / نورت شمسه وكانت جلياً
فعليك السلام منا ومن رب / بك بالروح بكرة وعشيا
قد كان بعدَك أبناءَ وهنبثةُ
قد كان بعدَك أبناءَ وهنبثةُ / لو كنت شاهدَها لم تكثُرِ الخطبُ
إنَا فقدناكَ فقدَ الأرضِ وابِلَها / واختل قومُكَ فاشهدْهُم فقد سبغوا
أَرِقْت لِصَوْتِ نَائِحَةٍ بِلَيْلِ
أَرِقْت لِصَوْتِ نَائِحَةٍ بِلَيْلِ / عَلَى رَجُلٍ بِقَارِعَةِ الصّعِيدِ
فَفَاضَتْ عِنْدَ ذَلِكُمْ دُمُوعِي / عَلَى خَدّي كَمُنْحَدِرِ الْفَرِيدِ
علَى رَجُلٍ كَرِيمٍ غَيْرِ وَغْلٍ / لَهُ الْفَضْلُ الْمُبِينُ عَلَى الْعَبِيدِ
عَلى الْفَيّاضِ شَيْبَةَ ذِي الْمَعَالِي / أَبِيك الْخَيْرِ وَارِثِ كُلّ جُودِ
صَدوقٍ في المَواطنِ غيرِ نَكْسٍ / ولا شَخْتِ المَقامِ ولا سَنيدِ
طويلِ الباعِ أروعَ شَيْظَمِيٍّ / مُطاعٍ في عَشيرتِهِ حَميدِ
رفيعِ البَيْتِ أَبلجَ ذي فُضولٍ / وغَيثِ النّاسِ في الزَّمنِ الحَرودِ
كريمِ الجَدِّ ليسَ بِذي وُصُومٍ / يَروقُ عَلى المُسَوَّدِ والمَسودِ
عَظيمِ الحِلمِ مِنْ نَفَرٍ كِرامٍ / خَضارِمَةٍ مَلاوِثَةٍ أُسودِ
فَلَوْ خَلُدَ امْرُؤٌ لِقَديمِ مَجْدٍ / ولكن لا سَبيلَ إِلى الخُلودِ
لكانَ مُخَلَّداً أُخْرى اللّيالي / لِفَضْلِ المَجْدِ والحسَبِ التَّليدِ
فسائل في جموعٍ بني عليّ
فسائل في جموعٍ بني عليّ / إذا كثر التناسبُ والفخارُ
بأنا لا نقرُّ الضيم فينا / ونحنُ لِمن توسمنا نُضارُ
كيْفَ رأَيْتَ زَبْرا
كيْفَ رأَيْتَ زَبْرا /
أَأَقِطًا أو تَمْرا /
أمْ مُشمَعِلًا صَقْراً /
عين جودي بدمعةٍ وشهودِ
عين جودي بدمعةٍ وشهودِ / واندبي خير هالكٍ مفقودِ
واندبي المصطفى بحزنٍ شديدٍ / خالطَ القلبَ فهو كالمعمودِ
كدت أقضي الحياة لما أتاه / قَدَرٌ خطُ في كتابٍ مجيدٍ
فلقد كان بالعباد رؤوفا / ولهم رحمة وخيرَ رَشيدِ
رضيَ الله عنه حيًّا ومَيْتاً / وجزاه الجنانَ يومَ الخُلودِ
أعينيّ جُودا بدمعٍ سجم
أعينيّ جُودا بدمعٍ سجم / يبادر غرباً بما مُنهدم
أعيني فاسحنفرا واسكبا / بوجد وحزنٍ شديد الألم
على صفوة الله ربّ العبادِ / ورَبّ السماءِ وباري النسم
على المرتضى للهدى والتقى / وللرشدِ والنورِ بعدَ الظُلمِ
على الطاهر المُرسلِ المُجتبى / رسولٍ تخيرهُ ذو الكَرَم
بكّي زُبيرَ الخيرِ إذ ماتَ إنْ
بكّي زُبيرَ الخيرِ إذ ماتَ إنْ / كنتِ على ذي كرمٍ باكيه
لو لفظته الأرضَ ما لُمتُها / أو أصبحت خاشعة عارية
قد كان في نفسي أن اترك / الموتى ولا أتبعهم قافيَه
فلم أطلق صبراً على رُزئه / وجدتُه أقرب إخوانيه
لو لم أقل من فيّ قولاً لهُ / لقضت العبرة اضلاعيه
فهو الشامي واليماني إذا / ما خضروا ذو الشفرةِ الداميه