القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ضابِئ البُرْجُمي الكل
المجموع : 5
غَشيتُ لِلَيلى رَسمَ دارٍ وَمَنزِلا
غَشيتُ لِلَيلى رَسمَ دارٍ وَمَنزِلا / أَبى بِاللِوى فَالتِبرِ أَن يَتَحَوَّلا
تَكادُ مَغانيها تَقولُ مِنَ البِلى / لِسائِلِها عَن أَهلِها لا تَغَيَّلا
وَقَفتُ بِها لا قاضِياً لِيَ حاجَةً / وَلا أَن تُبينَ الدارُ شَيئَاً فَأَسأَلا
سِوى أَنَّني قَد قُلتُ يا لَيتَ أَهلَها / بِها وَالمُنى كانَت أَضَلَّ وَأَجهَلا
بَكَيتَ وَما يُبكيكَ مِن رَسمِ دِمنَةٍ / مُبِنّاً حَمامٌ بَينَها مُتَظَلِّلا
عَهَدتُ بِها الحَيَّ الجَميعَ فَأَصبَحوا / أَتَوا داعِياً لِلَّهِ عَمَّ وَخَلَّلا
عَهِدتُ بَها فِتيانَ حَربٍ وَشَتوَةٍ / كَراماً يَفُكّونَ الأَسيرَ المُكَبَّلا
وَكَم دونَ لَيلى مِن فَلاةٍ كَأَنَّما / تَجَلَّلَ أَعلاها مُلاءً مُعَضَّلا
مَهامِهَ تِيهٍ مِن عُنَيزَةَ أَصبَحَت / تَخالُ بِها القَعقاعَ غارِبَ أَجزَلا
مُخَفِّقَةٌ لا يَهتَدي لِفَلاتِها / مِنَ القَومِ إِلّا مَن مَضى وَتَوَكَّلا
يُهالُ بِها رَكبُ الفَلاةِ مِنَ الرَدى / وَمِن خَوفِ هاديهِم وَما قَد تَحَمَّلا
إِذا جالَ فيها الثَورُ شَبَّهتَ شَخصَهُ / بَجَوزِ الفَلاةِ بَربَرِيّاً مُجَلَّلا
تَقَطَّعَ جونِيُّ القَطا دونَ مائِها / إِذا الآلُ بِالبيدِ البَسابِسِ هَروَلا
إِذا حانَ فيها وَقعَةُ الرَكبِ لَم تَجِد / بِها العيسُ إِلّا جِلدَها مُتَعَلَّلا
قَطَعتُ إِلى مَعروفِها مُنكَراتِها / إِذا البيدُ هَمَّت بِالضُحى أَن تَغَوَّلا
بِأَدماءَ حُرجوجٍ كَأَنَّ بِدَفِّها / تَهاويلَ هِرٍّ أَو تَهاويلَ أَخيلا
تَدافَعُ في ثِنيِ الجَديلِ وَتَنتَحي / إإِذا ما غَدَت دَفواءَ في المَشيِ عَيهَلا
تَدافُعَ غَسّانِيَّةٍ وَسطَ لُجَّةٍ / إِذا هِيَ هَمَّت يَومَ ريحٍ لِتُرسِلا
كَأَنَّ بِها شَيطانَةً مِن نَجائِها / إِذا واكِفُ الذِّفرى عَلى اللَيتِ شُلشِلا
وَتُصبِحُ عَن غِبِّ السُرى وَكَأَنَّها / فَنيقٌ تَناهى عَن رِحالٍ فَأَرقَلا
وَتَنجو إِذا زالَ النَهارُ كَما نَجا / هِجَفٍّ أَبورَ أَلَينِ ريعَ فَأَجفَلا
كَأَنّي كَسَوتُ الرَحلَ أَخنَسَ ناشِطاً / أَحَمَّ الشَوى فَرداً بِأَجمادِ حَومَلا
رَعى مِن دَخولَيها لُعاعاً فَراقَهُ / لَدُن غُدوَةً حَتّى تَرَوَّحَ موصِلا
فَصَعَّدَ في وَعسائِها ثُمَّتَ اِنتَمى / إِلى أَحبُلٍ مِنها وَجاوَزَ أَحبُلا
فَباتَ إِلى أَرطاةِ حِقفٍ تَلُفُّهُ / شَآمِيَّةٌ تُذري الجُمانَ المُفَصَّلا
يُوائِلُ مِن وَطفاءَ لَم يَرَ لَيلَةً / أَشَدَّ أَذىً مِنها عَلَيهِ وَأَطوَلا
وَباتَ وَباتَ السارِياتُ يُضِفنَهُ / إِلى نَعِجٍ مِن ضائِنِ الرَملِ أَهيَلا
شَديدَ سَوادِ الحاجِبَينِ كَأَنَّما / أُسِفَّ صَلى نارٍ فَأَصبَحَ أَكحَلا
فَصَبَّحَهُ عِندَ الشُروقِ غُدَيَّةً / أَخو قَنَصٍ يُشلي عِطافاً وَأَجبُلا
فَلَمّا رَأى أَن لا يُحاوِلنَ غَيرَهُ / أَرادَ لِيَلقاهُنَّ بِالشَرِّ أَوَّلا
فَجالَ عَلى وَحشِيَّهِ وَكَأَنَّها / يَعاسيبُ صَيفٍ إِثرَهُ إِذ تَمَهَّلا
فَكَرَّ كَما كَرَّ الحَوارِيُّ يَبتَغي / إِلى اللَهِ زُلفى أَن يَكُرَّ فَيُقتَلا
وَكَرَّ وَما أَدرَكنَهُ غَيرَ أَنَّهُ / كَريمٌ عَلَيهِ كِبرياءُ فَأَقبَلا
يَهُزُّ سِلاحاً لَم يَرَ الناسُ مِثلَهُ / سِلاحَ أَخي هَيجا أَدَقَّ وَأَعدَلا
فَمارَسَها حَتّى إِذا اِحمَرَّ رَوقُهُ / وَقَد عُلَّ مِن أَجوافِهِنَّ وَأُنهِلا
يُساقِطُ عَنهُ رَوقُهُ ضارِياتِها / سِقاطَ حَديدِ القَينِ أَخوَلَ أَخوَلا
فَظَلَّ سَراةَ اليَومِ يَطعُنُ ظِلَّهُ / بِأَطرافِ مَدرِيَّينِ حَتّى تَفَلَّلا
وَراحَ كَسَيفِ الحِميَرِيِّ بِكَفِّهِ / نَضا غِمدَهُ عَنهُ وَأَعطاهُ صَيقَلا
وَآبَ عَزيزَ النَفسِ مانِعَ لَحمِهِ / إِذا ما أَرادَ البُعدَ مِنها تَمَهَّلا
مَن يَكُ أَمسى بِالمَدينَةِ رَحلُهُ
مَن يَكُ أَمسى بِالمَدينَةِ رَحلُهُ / فَإِنّي وَقَيّارٌ بِها لَغَريبُ
فَلا تَجزَعَن قَيّارُ مِن حَبسِ لَيلَةٍ / قَضِيَّةَ ما يُقضي لَنا فَنَؤوبُ
وَما عاجِلاتُ الطَيرِ تُدني مِنَ الفَتى / رَشاداً وَلا عَن رَيثِهِنَّ يَخيبُ
وَرُبَّ أُمورٍ لا تَضيرُكَ ضَيرَةً / وَلِلقَلبِ مِن مَخشاتِهِنَّ وَجيبُ
فَلا خَيرَ فيمَن لا يُوَطِّنُ نَفسَهُ / عَلى نائِباتِ الدَهرِ حينَ تَنوبُ
وَفي الشَكِّ تَفريطٌ وَفي الحَزمِ قَوَّةٌ / وَيُخطِئُ في الحَدسِ الفَتى وَيُصيبُ
وَلَستَ بِمُستَبقٍ صَديقاً وَلا أَخاً / إِذا لَم تَعَدَّ الشَيءَ وَهوَ يَريبُ
وقائلةٍ إن مات في السجنِ ضابىءٌ
وقائلةٍ إن مات في السجنِ ضابىءٌ / لَنِعمَ الفتى نَخلو بهِ ونُواصِلُهْ
وقائلةٍ لا يَبعُدَنْ ذلك الفَتى / ولا تَبْعُدَنْ أَخلاقُهُ وَشَمائِلُهْ
وقائِلَةٍ لا يُبْعِدِ اللّهُ ضابئاً / إِذا القِرْنُ لَمْ يُوجَدْ له مَنْ يُنازلُهْ
وقائلةٍ لا يُبعِدِ اللهُ ضابِئاٌ / إذ الخَصمُ لم يوجَدْ لهُ مَنْ يُقاوِلُهْ
فلا تُتْبِعيني إنْ هَلَكتُ مَلامَةً / فليسَ بِعارٍ قَتْلُ مَن لا أقاتِلُهْ
هَمَمْتُ ولمْ أَفعلْ وكِدْتُ وليتَني / تركْتُ على عُثْمانَ تَبْكي حَلائِلُهْ
فلا يُعْطِيَنْ بَعْدِي امْرُوءٌ ضَيْمَ خُطَّة / حِذارَ لِقاءِ المَوْتِ والموتُ قاتِلُهْ
وما الفَتْكُ ما أمرت فيهِ ولا الذي / تُحدِّثُ من لاقيتَ أَنَّكَ فاعِلُهْ
وما الفَتْكُ إلا لامرِئٍ ذي حَفيظةٍ / إذا همَّ لم تَرعُدْ عليه خَصائلُهْ
تجشَّم نَحوي وَفْدُ قُرحانَ شُقَّةً
تجشَّم نَحوي وَفْدُ قُرحانَ شُقَّةً / تَظَلُّ بها الوَجناءُ وهي حَسِيرُ
فزوّدتُهم كلباً فراحوا كأنما / حَباهم بتَاجِ الهُرْمُزانِ أَميرُ
وقَلَّدتُهُمْ ما لَوْ رَمَيتُ مُتالِعاً / بِهِ وهْوَ مُغبَرٌّ لَكادَ يَطيرُ
فيا راكباً إما عرضت فبلِّغَنْ / أُمامة مِنّي والأُمور تَدورُ
فأمَّكُمُ لا تَترُكوها وكلبَكُمْ / فإنَّ عُقوقَ الوالِداتِ كَبيرُ
فإنَّكَ كلبٌ قد ضَريت بما ترى / سَميعٌ بما فَوقَ الفِراشِ بَصيرُ
إذا عَثّنَتْ من آخِرِ اللَّيلِ دُخْنَةٌ / يبيتُ له فَوقَ السَّرِيرِ هَرِيرُ
وداوِيَّةٍ تِيهٍ يَحارُ بِها القَطا
وداوِيَّةٍ تِيهٍ يَحارُ بِها القَطا / على مَنْ عَلاها مِنْ ضَلولٍ ومُهتَدي
مُسافِهَةٍ للعِيسِ ناءٍ نِياطُها / إذا سارَ فيها راكبٌ لَمْ يُغَرِّدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025