المجموع : 38
حَضَّضَ قَومي مَضرَحِيُّ بنُ يَعمُرٍ
حَضَّضَ قَومي مَضرَحِيُّ بنُ يَعمُرٍ / فلّلهِ قَومي حينَ هَزّوا العَوالِيا
وماَخامَ عَنها يَومَ سارَت جُموعُنا / لِأَهلِ قُدَيسٍ يَمنَعونَ المَوالِيا
فَإِن كُنتُ قاتَلتُ العَدُوَّ فَلَلتُهُ / فَإِنّي لَأَلقى في الحُروبِ الدَواهِيا
فُيولاً أَرها كَالبُيوتِ مُغيرَةً / أُسَمِّل أَعياناً لَها وَمَآقِيا
أَلَم تَرَنا عَلى اليَرموكِ فُزنا
أَلَم تَرَنا عَلى اليَرموكِ فُزنا / كَما فُزنا بِأَيامِ العِراقِ
قَتَلنا الرومَ حَتّى ما تُساوي / عَلى اليَرموكِ مَفروقَ الوِراقِ
فَضَضنا جَمعَهُم لَمّا اِستَحالوا / عَلى الواقوصَةِ البُترِ الرقاقِ
غَداةَ تَهافَتوا فيها فَصاروا / إِلى أَمرٍ تَعَضَّلَ بِالذَواقِ
مَنَعتُكَ مِن قَرنَي قَباذٍ وَلَيتَني
مَنَعتُكَ مِن قَرنَي قَباذٍ وَلَيتَني / تَرَكتُكَ فَاِستَركَت عَلَيكَ الحَظانِبُ
عَطَفَت عَلَيكَ المُهرَ حَتّى تَفَرَّجَت / وَمَلَّت مِنَ الطَعنِ الدَراك الرَواجِبُ
أُجالِدُهُم وَالخَيلُ تَنحَطُّ في القَنا / وَأَنتَ وَحيدٌ قَد حَوَتكَ الكَتائِبُ
وَكائِن هَزَمنا مِن كَتيبَةِ قائِدٍ / وَقَد عَجَمَتنا في الحُروبِ العَجائِبُ
يَدعونَ قَعقاعاً لِكُلِّ كَريهَةٍ
يَدعونَ قَعقاعاً لِكُلِّ كَريهَةٍ / فَيُجيبُ قَعقاعٌ دُعاءَ الهاتِفِ
وَجَدنا المُسلِمينَ أَعَزَّ نَصراً
وَجَدنا المُسلِمينَ أَعَزَّ نَصراً / وَخَيرَ الناسِ كُلّهُم اِقتِدارا
دَعانا هُرمُزٌ لَمّا التَقَينا / عَلى ماءِ الكَواظِمِ فَاِستَدارا
غَزَونا جَمعَهُم حَتّى صَبَحنا / فُراتَ البَصرِ موصِلَةً جَهارا
وَلَم أَرَ قَوماً مِثلَ قَومٍ رَأَيتَهُم
وَلَم أَرَ قَوماً مِثلَ قَومٍ رَأَيتَهُم / عَلى وَلَجاتِ البَرِّ أَحمى وَأَنجَبا
وَاِقتُل المرَّواسَ في كُلِّ مَجمَعٍ / إِذا ضَعضَعَ الدَهرُ الجُموعَ وَكَبكَبا
فَنَحنُ حَبَسنا بِالزِمازِمِ بَعدَما / أَقاموا لَنا في عَرصَةِ الدارِ تُرتَبا
قَتَلناهُم ما بَينَ قَلعٍ مُطلَقٍ / إِلى القَيعَةِ الغَبراءِ يَوماً مُطَنَّبا
رَمى اللَهُ مِن ذَمَّ العَشيرَةَ سادِراً
رَمى اللَهُ مِن ذَمَّ العَشيرَةَ سادِراً / بِداهِيَةٍ تَبيَضُّ مِنها المَقادِمُ
فَدَع عَنكَ لَومي لا تَلُمني فَإِنَّني / أَحوطُ حريمي وَالعَدُوُّ المُوائِمُ
فَنَحنُ وَرَدنا في نَهاوَندَ مَورِداً / صَدرنا بِهِ وَالجَمعُ حَرّانُ واجِمُ
هُمُ هَدَموا الهاماتِ بَعدَ اِعتِدالِها
هُمُ هَدَموا الهاماتِ بَعدَ اِعتِدالِها / بِصَحنِ نَهاوَندَ الَّتي قَد أَمَرَّتِ
بِكُلِّ قَناةٍ لَدنَةٍ بِرمِيَّةٍ / إِذا أُكرِهَت لَم تَنثني وَاِستَمَرَّتِ
وَأَبيَضَ مِن ماءِ الحَديدِ مُهَنَّدٍ / وَصَفراءَ مِن نَبعٍ إِذا هِيَ رَنَّتِ
يا لَيتَني أَلقاكَ في الطِرادِ
يا لَيتَني أَلقاكَ في الطِرادِ /
قَبلَ اِعتِرامِ الجَحفَلِ الوَرّادِ /
وَأِنتَ في حَليَتِكَ الوِرادِ /
سَقى اللَهُ قَتلى بِالفُراتِ مُقيمَةً
سَقى اللَهُ قَتلى بِالفُراتِ مُقيمَةً / وَأُخرى بَأَثباجِ النِجافِ الكَوانِفِ
فَنَحنُ وَطِئنا بِالكَواظِمِ هُرمُزاً / وَبِالثَنيِ قَرنَي قارِنٍ بِالجَوارِفِ
وَيَومَ أَحَطنا بِالقُصورِ تَتابَعَت / عَلى الحيرَةِ الرَوحاءِ إِحدى المَصارِفِ
حَطَطناهُمُ مِنها وَقَد كادَ عَرشُهُم / يَميلُ بهِم فِعلَ الجَبانِ المُخالِفِ
رَمَينا عَلَيهِم بِالقَبول وَقَد رَأَوا / غَبوقَ المَنايا حَولَ تِلكَ المَحارِفِ
صَبيحَةَ قالوا نَحنُ قَومٌ تَنَزَّلوا / إِلى الريفِ مِن أَرضِ العُرَيبِ المَقانِفِ
أَلَم يَأَتيكَ وَالأَنباءُ تَنمي
أَلَم يَأَتيكَ وَالأَنباءُ تَنمي / وَتَصعُدُ في المَلمَعَةِ الفَيافِ
تَوَقَينا وَمَنزِلَنا جَميعاً / أَمامَ الخَيلِ بِالسَمرِ الثِقافِ
قَسَمنا أَرضَهُم نِصفَينِ حَتّى / نَزَلنا مِثلَ مَنزِلَهُم كَفافِ
دُعاءً ما دَعونا آلَ كِسرى / وَقَد هَمَّ المَرازِبُ بِاِنصِرافِ
وَما إِن طبُّهُم جبنٌ وَلَكِن / رَمَيناهُم بِرامِيَةٍ ذُعافِ
فَتَحنا نَهرَ شيرَ بِقَولِ حَقٍّ / أَتانا لَيسَ مِن سَجعِ العَوافِ
وَقَد طارَت قُلوبُ القَومِ مِنّا / وَسَروا الضَربَ بِالبيضَ الخفافِ
جَدَعتُ عَلى الماهاتِ آنفَ فارِسٍ
جَدَعتُ عَلى الماهاتِ آنفَ فارِسٍ / بِكُلِّ فَتى مِن صُلبِ فارِسٍ حاذِرِ
هَتَكتُ بُيوتَ الفُرسِ يَومَ لَقَيتهُم / وَما كُلُّ مَن يَلقى الحُروبَ بِثائِرِ
حَبَستُ رُكابَ الفَيرَزانِ وَجَمعَهُ / عَلى فَتَرٍ مِن حَرِّها غَيرِ فاتِرِ
هَدَمتُ بِهِ الماهاتِ وَالدَربُ بَغتَةً / إِلى غايَةٍ أُخرى اللَيالي الغَوابِرِ
وَنَحنُ قَتَلنا في جَلَولا أَثابِراً
وَنَحنُ قَتَلنا في جَلَولا أَثابِراً / وَمَهرانَ إِذ عَزَّت عَلَيهِ المَذاهِبُ
وَيَومَ جَلَولاءَ الوَقيعَةِ أُفنِيَت / بَنو فارِسٍ لَمّا حَوَتها الكَتائِبُ
أَلا ابلِغْ أُسيداً حيث سارَت وَيَمَّمَت
أَلا ابلِغْ أُسيداً حيث سارَت وَيَمَّمَت / بِما لَقِيَت مِنّا جُموعُ الزَمازِمِ
غَداةَ هَوَوا في وَأيِ خُردٍ فَأَصبَحوا / تَعودُهُم شُهبُ النُسورِ القَشاعِمِ
قَتَلناهُمُ حَتّى مَلَأنا شِعابَهُم / وَقَد أُفعِمَ اللَهَبُ الَّذي بِالصَرائِمِ
أَلَم يَنهَ عَنّا حَيُّ فارِسٍ إِنَّنا
أَلَم يَنهَ عَنّا حَيُّ فارِسٍ إِنَّنا / مَنَعناهُم مِن رَبعِهِم بِالصَوارِمِ
وَإِنّا أُناسٌ قَد نُعَوِّدُ خَيلَنا / لِقاءَ الأَعادي بِالحُتوفِ الفَواطِمِ
وَروزَ قَتَلنا حَيثُ أَرجَفَ خَدُّهُ / وَكُلُّ رَئيسٍ رازَنا بِالعَظائِمِ
تَرَكنا حَصيداً لا أَنيسَ يجره / وَقَد شَفِيَت أَربابُهُ بِالأَعاجِمِ
وَإنّي لَراجي أن تُلاقي جُموعُهُم / غُدَيّا بِإِحدى المُنكَراتِ الصَوارِمِ
أَلا أَبلِغا أَسماءَ أَنَّ حَلِيلها / قَضى وَطَرا مِن رَوزَبِيِّ الأَعاجِمِ
غَداةَ صَبَحنا في حَصيدٍ جُموعَهُم / بِهِندِيَّةٍ تَفري فِراخَ الجَماجِمِ
وَروزَ أَصابَت بِالمَنايا فَأَوجَعَت / سُيوفُ بَني عَمرٍو بِإِحدى العَظائِمِ
كَم مَن أَبٍ لي قَد وَرَثتُ فِعالُهُ
كَم مَن أَبٍ لي قَد وَرَثتُ فِعالُهُ / جَمِّ المَكارِمِ بَحرُهُ تَيّارُ
وَغَداةَ فِحلٍ قَد رَأَوني مُعلماً / وَالخَيلُ تَنحطُ وَالبَلا أَطوارُ
ما زالتِ الخَيلُ العُرابُ تَدوسُهُم / في حَومِ فَحلٍ وَالهَبا مُوّارُ
حَتّى رَمَينَ سَراتُهُم عَن أَسرِهِم / في رَوعَةٍ ما بَعدَها اِستَمرارُ
وَسائِل نَهاوَندا بِنا كَيفَ وَقعُنا
وَسائِل نَهاوَندا بِنا كَيفَ وَقعُنا / وَقَد أَثخَنَتها في الحُروبِ النَوائِبُ
وَنَحنُ حَبَسنا في نَهاوَندَ خَيلَنا
وَنَحنُ حَبَسنا في نَهاوَندَ خَيلَنا / لِشَدِّ لَيالٍ أُنتِجَت لِلأَعاجِمِ
فَنَحنُ لَهُم بَينا وَعَصلُ سجلها / غَداةَ نَهاوَندَ لِإِحدى العَظائِمِ
مَلَأنا شِعابا في نَهاوَندَ مِنهُمُ / رِجالاً وَخَيلاً أَضرَمَت بِالضَرائِمِ
وَراكَضَهُنَّ الفَيرُزانُ عَلى الصفا / فَلَم ينجِهِ مَنّا اِنفِساحُ المَخارِمِ
مَن مُبلِغٍ عَنّي القَبائِلَ مالِكاً
مَن مُبلِغٍ عَنّي القَبائِلَ مالِكاً / وَقَد أَحَسَنت عِندَ النِياحِ القَبائِلُ
فَلِلَهِ جاهَدنا وَفي الفُرسِ بُغيَةٌ / وَنَحنُ عَلى الثَغرِ المَخوفِ نُسائِلُ
وَأَنتُم عِنادٌ إِن أَلَمَّت مُلِمَّةٌ / وَحَلَّت عَلَينا في الثُغورِ الجَلائِلُ
وَهَل تَذكُرونا إِذ نَزَلنا وَأَنتُم / مَنازِلَ كِسرى وَالأُمورُ جَوائِلُ
فَصِرنا لَكُم رِدءاً بِحُلوانَ بَعدَما / نَزَلنا جَميعاً وَالجُموعُ نَوازِلُ
فَنَحنُ الأُلى فُزنا بِحُلوانَ بَعدَما / أَرَنَّت عَلى كِسرى الإِما وَالحَلائِلُ
قَطَعنا أَباليسَ البِلادِ بِخَيلِنا
قَطَعنا أَباليسَ البِلادِ بِخَيلِنا / نُريدُ سِوى مِن آبداتِ قُراقِرِ
فَلَمّا صَبَحنا بِالمُصَيَّخِ أَهلَهُ / وَطارَ إِباري كَالطُيورِ النَوافِرِ
أَفاقَت بِها بَهراءَ ثُمَّ تَجاسَرَت / بِنا العيسُ نَحوَ الأَعجَمِيُّ القُراقِرِ