المجموع : 17
لا تَعذِلينِيَ سَلمى اليَومَ وَاِنتَظِري
لا تَعذِلينِيَ سَلمى اليَومَ وَاِنتَظِري / أَن يَجمَعَ اللَهُ شَملاً طالَما اِفتَرَقا
إِن شَتَّتَ الدَهرُ شَملاً بَينَ جيرَتِكُم / فَطالَ في نِعمَةٍ يا سَلمُ ما اِتَفَقا
وَقَد حَلَلنا بِقَسرِيًّ أَخي ثِقَةٍ / كَالبَدرِ يَجلو دُجى الظَلماءِ وَالأُفُقا
لايُجبَرُ الناسُ شَيئاً هاضَهُ أَسَدٌ / يَوماً وَلا يَرتَقونَ الدَهرَ ما فَتَقا
كَم مِن ثَناءٍ عَظيمٍ قَد تَدارَكَهُ / وَقَد تَفاقَمَ فيهِ الأَمرُ وَاِنخَرَقا
بانَت سُعادُ وَأَمسى القَلبُ مُشتاقاً
بانَت سُعادُ وَأَمسى القَلبُ مُشتاقاً / وَأَقلَقَتها نَوى الأَزماعِ إِقلاقا
وَهاجَ بِالبَينِ مِنها مِهجَسٌ فَجِعٌ / قَد كانَ قِدماً بِفَجعِ البَينِ نَعّاقا
أَضحَت مَنازِلُها بِالقاعِ دارِسَةً / إِلّا نُئِيّاً كَوَشمِ الجَفنِ أَخلاقا
أَدنى الإِماءُ جِمالاتٍ قُراسِيَةً / كومَ الذُرى مُوَّرُ الأَعضادِ أَفناقا
أَنّى أُتيحَ لَها حِرباءُ تَنضُبَةٍ / لا يُرسِلُ الساقَ إِلّا مُمسِكاً ساقا
جَزى اللَهُ خَيراً عَن خَليعٍ مُطَرَّدٍ
جَزى اللَهُ خَيراً عَن خَليعٍ مُطَرَّدٍ / رِجالاً حَمَوه آلَ عَمرِو بنِ خالِدِ
فَلَيسَ كَمَن يَغزو الصَديقَ بِنوكِهِ / وَهِمَّتُه في الغَزوِ كَسبُ المُزاوِدِ
عَلَيكُم بِعَرصاتِ الدِيارِ فَإِنَّني / سِواكُم عَديدٌ حينَ تُبلى مَشاهِدي
أَلاوَذتُمُ حَتى إِذا ما أَمِنتُمُ / تَعاوَرتُمُ سَجعاً كَسَجعِ الهَداهِدِ
تَجَنّي عَلَينا المازِنانِ كِلاهُما / فَلا أَنا بِالمُغضي ولَا بِالمُساعِدِ
وَقَد حَدِبَت عَمرٌو عَلَيَّ بِعِزِّها / وَأَبنائُها مِن كُلِّ أَروَعَ ماجِدِ
مَصاليتُ يَومَ الرَوعِ كَسبُهُمُ العُلا / عِظامُ مَقيلِ الهامِ شُعرُ السَواعِدِ
أُولَئِكَ إِخواني وَجُلُّ عَشيرَتي / وَثَروَتُهُم وَالنَصرُ غَيرُ المُحارِدِ
سَقى اللَهُ أَطلالاً بَنُعمٍ تَرادَفَت
سَقى اللَهُ أَطلالاً بَنُعمٍ تَرادَفَت / بِهِنَّ النُوى حَتّى حَلَلنَ المَطالِيا
فَإِن كانَتِ الأَيّامُ يا أُمَّ مالِكٍ / تُسَلّيكُمُ عَنّي وَتُرضي الأَعادِيا
فَلا يَأمَنَن بَعدي اِمرِؤٌ فَجعَ لَذَّةٍ / مِنَ العَيشِ أَو فَجعَ الخُطوبِ العَوافِيا
وَبُدِّلَت مِن جَدواكِ يا أُمَّ مالِكٍ / طَوارِقُ هَمٍّ يَحتَضِرنَ وَسادِيا
وَأَصبَحتُ بَعدَ الأُنسِ لابِسَ جُبَّةٍ / أُساقي الكُماةَ الدارِعينَ العَوالِيا
فَيَومايَ يَومٌ في الحَديدِ مُسَربَلا / وَيَومٌ مَعَ البيضِ الأَوانِسِ لاهِيا
فَلا مُدرِكاً حَظّاً لَدى أُمِّ مالِكٍ / وَلا مُستَريحاً في الحَياةِ فَقاضِيا
خَليلَيَّ إَن دارَت عَلى أُمِّ مالِكٍ / صُروفُ اللَيالي فَاِبعَثا لِيَ ناعِيا
وَلا تَترُكاني لا لِخَيرٍ مُعَجَّلٍ / وَلا لِبَقاءٍ تَنظُرانِ بَقائِيا
وَإِنَّ اَلَّذي أَمَّلتُ مِن أُمِّ مالِكٍ / أَشابَ قَذالي وَاِستَهامَ فُؤادِيا
فَلَيتَ المَنايا صَبَّحَتني غُدَيَّةً / بِذَبحٍ وَلَم أَسمَع لِبَينٍ مُنادِيا
نَظَرتُ وَدوني يَذبُلٌ وَعِمايَةٌ / إِلى آلِ نُعمٍ مَنظَراً مُتَنائِيا
شَكَوتُ إِلى الرَحمَن بُعدَ مَزارِها / وَما حَمَّلَتني وَاِنقِطاعَ رَجائِيا
وَقُلتُ وَلَم أَملِك أَعَمرُو بنُ عامِرٍ / لِحَتفٍ بِذاتِ الرَقمَتَينِ يَرى لِيا
وَقَد أَيقَنَت نَفسي عَشِيَّةَ فارَقوا / بِأَسفَلَ وادي الدَوحِ أَن لا تَلاقِيا
إِذا ما طَواكِ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ / فَشَأنُ المَنايا القاضِياتِ وَشانِيا
أَجِدَّكَ إن نُعمٌ نَأَت أَنتَ جازِعُ
أَجِدَّكَ إن نُعمٌ نَأَت أَنتَ جازِعُ / قَدِ اِقتَرَبَت لَو أَنَّ ذَلِكَ نافِعُ
قَدِ اِقتَرَبَت لَو أَنَّ في قُربِ دارِها / نَوالاً وَلَكِن كَلُّ مَن ضَنَّ مانِعُ
وَقَد جاوَرَتنا في شُهورٍ كَثيرَةٍ / فَما نَوَّلَت وَاللَهُ راءٍ وَسامِعُ
فَإِن تَلقَيَن نُعمى هُديتَ فَحَيِّها / وَسَل كَيفَ تُرعى بِالمَغيبِ الوَدائِعُ
وَظَنّي بِها حِفظٌ لِغَيبي وَرِعيَةٌ / لِما اِستُرعِيَت وَالظَنُّ بِالغَيبِ واسِعُ
وَقُلتُ لَها في السِرِّ بَيني وَبَينَها / عَلى عَجَلٍ أَيّانَ مَن سارَ راجِعُ
فَقالَت لِقاءٌ بَعدَ حَولٍ وَحِجَّةٍ / وَشَحطُ النَوى إِلّا لِذي العَهدِ قاطِعُ
وَقَد يَلتَقي بَعدَ الشَتاتِ أُولو النَوى / وَيَستَرجِعُ الحَيَّ السَحابُ اللَوامِعُ
وَما إِن خَذولٌ نازَعَت حَبلَ حابِلٍ / لِتَنجُوَ إِلّا اِستَسلَمَت وَهيَ ظالِعُ
بِأَحسَنَ مِنها ذاتَ يَومٍ لَقيتُها / لَها نَظَرٌ نَحوي كَذي البَثِّ خاشِعُ
رَأَيتُ لَها ناراً تُشَبُّ وَدونَها / طَويلُ القَرا مِن رَأسِ ذَروَةَ فارِعُ
فَقُلتُ لِأَصحابي اِصطَلوا النارَ إِنَّها / قَريبٌ فَقالوا بَل مَكانُكَ نافِعُ
فَيا لَكَ مِن حادٍ حَبَوت مُقَيَّداً / وَأَنحى عَلى عِرنَين أَنفِكَ جادِعُ
أَغَيظاً أَرادَت أَن تُخِبَّ جِمالُها / لِتَفجَعَ بِالأَضعانِ مَن أَنتَ فاجِعُ
فَما نُطفَةٌ بِالطَودِ أَو بِضَرِيَّةٍ / بَقِيَّةُ سَيلٍ أَحرَزَتها الوَقائِعُ
يُطيفُ بِها حَرّانُ صادٍ وَلا يَرى / إِلَيها سَبيلاً غَيرَ أَن سَيُطالِعُ
بِأَطيَبَ مَن فيها إِذا جِئتَ طارِقاً / مِنَ اللَيلِ وَاِخضَلَّت عَلَيكَ المَضاجِعُ
وَحَسبُكَ مِن نَأيٍ ثَلاثَةُ أَشهُرٍ / وَمِن حَزَنٍ أَن زادَ شَوقَكَ رابِعُ
سَعى بَينَهُم واشٍ بِأَفلاقِ بِرمَةٍ / لِيَفجَعَ بِالأَظغانِ مَن هُوَ جازِعُ
بَكَت مِن حَديثٍ بَثَّهُ وَأَشاعَهُ / وَرَصَّفَهُ واشٍ مِنَ القَومِ راصِعُ
بَكَت عَينُ مَن أَبكاكَ لا يَعرِفُ البُكا / وَلا تَتَخالَجكِ الأُمورُ النَوازِعُ
فَلا يَسمَعَن سِرّي وَسِرَّكِ ثالِثٌ / أَلّا كُلُّ سِرٍّ جاوَزَ اِثنَينِ شائِعُ
وَكَيفَ يَشيعُ السِرُّ مِنّي وَدونَهُ / حِجابٌ وَمِن دونِ الحِجابِ الأَضالِعُ
وَحُبٌّ لِهَذا الرَبعِ يَمضي أَمامَهُ / قَليلُ القِلى مِنهُ جَليلٌ وَرادِعُ
لَهوتُ بِهِ حَتّى إِذا خِفتُ أَهلَهُ / وَبَيَّنَ مِنهُ لِلحَبيبِ المُخادِعُ
نَزَعتُ فَما سِرّي لِأَوّلِ سائِلٍ / وَذو السِرِ ما لَم يَحفَظِ السِرَّ ماذِعُ
وَقَد يَحمَدُ اللَهُ العَزاءَ مِنَ الفَتى / وَقَد يَجمَعُ الأَمرَ الشَتيتَ الجَوامِعُ
أَلا قَد يُسلّى ذو الهَوى عَن حَبيبِهِ / فَيَسلى وَقَد تُردي المَطِيَّ المَطامِعُ
كَما قَد يُسلّى بِالعِقالِ وَبِالعَصا / وَبِالقَيدِ ضِغنُ الفَحلِ إِذ هُوَ نازِعُ
وَما رَاعَني إِلّا المُنادي أَلا اِظعَنوا / وَإِلّا الرَواغي غُدوَةً وَالقَعاقِعُ
فَجِئتُ كَأَنّي مُستَضيفٌ وَسائِلٌ / لِأُخبِرَها كُلَّ الَّذي أَنا صانِعُ
فَقالَت تُزَحزِح ما بِنا كُبرُ حاجَةٍ / إِلَيكَ وَلا مِنّا لِفَقرِكَ راقِعُ
فَمازِلتُ تَحتَ السَترِ حَتّى كَأَنَّني / مِنَ الحَرِّ ذو طِمرَينِ في البَحرِ كارِعُ
فَهَزَّت إِلَيَّ الرَأسَ مِنّي تَعَجُّباً / وَعُضِّضَ مِما قَد فَعَلتُ الأَصابِعُ
فَأَيُّهُما ما أَتبَعَنَّ فَإِنَّني / حَزينٌ عَلى إِثرِ الَّذي أَنا وادِعُ
بَكى مِن فِراقِ الحَيِّ قَيسُ بنُ مُنقِذٍ / وَإِذراءُ عَينَي مِثلِهِ الدَمعُ شائِعُ
بِأَربَعَةٍ تَنهَلُّ لَمّا تَقَدَّمَت / بِهِم طُرقٌ شَتّى وَهُنَّ جَوامِعُ
وَما خِلتُ بَينَ الحَيِّ حَتّى رَأّيتُهم / بِبَينونَةَ السُفلى وَهَبَّت سَوافِعُ
وَإِنّي لَأَنهى النَفسَ عَنها تَجَمُّلاً / وَقَلبي إِلَيها الدَهرَ عَطشانُ جائِعُ
كَأَنَّ فُؤادي بَينَ شِقَّينِ مِن عَصاً / حِذارَ وُقوعِ البَينِ وَالبَينُ واقِعُ
يَحُثُّ بِهِم حادٍ سَريعٌ نَجاؤُهُ / وَمُعرىً عَنِ الساقَينِ وَالثَوبُ واسِعُ
فَقُلتُ لَها يا نُعمَ حُلّي مَحَلَّنا / فَإِنَّ الهَوى يا نُعمَ وَالعَيشُ جامِعُ
فَقالَت وَعَيناها تَفيضانِ عَبرَةً / بِأَهلِيَ بَيِّن لي مَتى أَنتَ راجِعُ
فَقُلتُ لَها تَاللَهِ يَدري مُسافِرٌ / إِذا أَضمَرَتهُ الأَرضُ ما اللَهُ صانِعُ
فَشَدَّت عَلى فيها اللِثامَ وَأَعرَضَت / وَأَمعَنَ بِالكُحلِ السَحيقِ المَدامِعُ
وَإِنّي لِعَهدِ الوُدِّ راعٍ وَإِنَّني / بِوَصلِكَ ما لَم يَطوِني المَوتُ طامِعُ
حلَّت رُمَيلَةُ بالمتبع حَلَّةً
حلَّت رُمَيلَةُ بالمتبع حَلَّةً / إيان إِذ هيَ ناشيءٌ أملودُ
تهتلُّ عَن شَنَبِ اللِّثاتِ كأنَّها / عَسَلٌ بماءِ سَحابةٍ مَبرُودُ
وَلَقَد حَسَدتُّ إزارَها وقِنَاعَها / إنَّ الفَقِيرَ لذِي الغِنى لَحَسُودُ
إِنَّ الفُؤادَ قَد امسى هائِماً كَلِفاً
إِنَّ الفُؤادَ قَد امسى هائِماً كَلِفاً / قَد شَفَّهُ ذِكرُ سَلمى اليَومَ فَاِنتَكَسا
عَناهُ ما قَد عَناهُ مِن تَذَكُّرِها / بَعدَ السُلُوِّ فَأَمسى القَلبُ مُختَلَسا
وَبَعدَما لاحَ شَيبٌ في مَفارِقِهِ / وَبانَ عَنهُ الصِبا وَالجَهلُ فَاِنمَلَسا
تَذَكَّرَ الوَصلَ مِنها بَعدَما شَحَطَت / بِها الدِيارُ فَأَمسى القَلبُ مُلتَبَسا
فَعَدِّ عَنكَ هُمومَ النَفسِ إِذ طَرَقَت / وَاِشدُد بِرَحلِكَ مِذعانَ السُرى سُدُسا
عَيرانَةً عَنتَريساً ذاتُ مُعجَمَةٍ / إِذا الضَعيفُ وَنى في السَيرِ أَو رَجَسا
تَجتابُ كُلَّ مَطاً ناءٍ مَسافَتُهُ / وَمَهمَهٍ ما بِهِ حَبسٌ لِمَن حَبَسا
إِذا تَرَدّى السَرابُ القورُ فَاِلتَمَعَت / أَشباهُ بيضٍ مُلاءٍ لَم تُصِب دَنَسا
خاضَت بِنا غَولَهُ وَالعيسُ وانِيَةٌ / وَقَد تَخَبّى بَها اليَعفورُ فَاِكتَنَسا
كَأَنَّها بَعدَما طالَ النِجاءُ بِها / مُحاذِرٌ ظَلَّ يَحدو ذُبَّلاً عُجُسا
أَو مُفرَدٌ أَسفَعُ الخَدَّينِ ذو جُدُدٍ / جادَت لَهُ مِن جُمادى لَيلَةٌ رَجَسا
وَباتَ ضَيفاً لِأَرطاةٍ يَلوذُ بِها / في مُرجَحِنٍّ مَرَتهُ الريحُ فَاِنبَجَسا
حَتّى إِذا لاحَ ضَوءُ الصُبحِ باكَرَهُ / مُعاوِدُ الصَيدِ يُشلي أَكلُباً غُبُسا
فَاِنصاعَ وَاِنصَعنَ أَمثالَ القِداحِ مَعاً / تَخالُ أَكرُعَها بِالبيدِ مُرتَعَسا
فَخَرتَ بِيَومٍ لَم يَكُن لَكَ فَخرُهُ
فَخَرتَ بِيَومٍ لَم يَكُن لَكَ فَخرُهُ / أَحاديثُ طَسمٍ إِنَّما أَنتَ حالِمُ
تُفاخِرُ قَوماً أَطرَدَتكَ رِماحُهُم / أَكَعبُ بنُ عَمرٍو هَل يُجابُ البَهائِمُ
فَلَو شَهِدَت أُمُّ الصَبيَّينِ حَملَنا / وَرَكضَهمُ لِاِبيَّضَ مِنها المَقادِمُ
غَداةَ تَوَلَّيتُم وَأَدبَرَ جَمعُكُم / وَأُبنا بِأَسراكُم كَأَنّا ضَراغِمُ
قَضَيتَ القَضاءَ مِن قَسيمَةِ فَاِذهَبِ
قَضَيتَ القَضاءَ مِن قَسيمَةِ فَاِذهَبِ / وَجانَبتَها يا لَيتَ أَن لَم تَجَنَّبِ
وَأَعقَبتَها هَجراً وَشَفَّكَ دونَها / مَناطِقُ رَهطٍ في قَسيمَةِ خُيَّبِ
إِذا اِستَحلَفوني في قَسيمَةَ اِجنَحَت / يَدايَ إِلى جَوفِ الرِتاجِ المُضَبَّبِ
يَميناً بِرَبِّ الرَاقِصاتِ عَشِيَّةً / وَإِلّا فَأَنصابٍ يَمُرنَ بِغَبغَبِ
فَوَيلٌ بِها لِمَن تَكونُ ضَجيعَةً / إِذا ما الثُرَيّا ذَبذَبَت كُلَّ كَوكَبِ
إِذا اِشتَدَّ إِرهامُ النَدى فَهوَ ساقِطٌ / خَضولٌ كَظَهرِ البُرجُدِ المُتَصَبِّبِ
مُبَتَّلَةٌ بَيضاءُ تُؤتيكَ شيمَةً / عَلى حَصَرٍ في صَدرِها وَتَهَيُّبِ
دَعَوتُ عَدِيّاً وَالكُبولُ تَكُبُني
دَعَوتُ عَدِيّاً وَالكُبولُ تَكُبُني / أَلا يا عَدِيُّ يا عَدِيُّ بنَ نَوفَلِ
دَعَوتُ عَدِيّاً وَالمَنايا شَوارِعٌ / أَلا يا عَدِيُّ لِلأَسيرِ المُكَبَّلِ
فَما البَحرُ يَجري بِالسَفينِ إِذا غَدا / بِأَجوَدَ سَيباً مِنهُ في كُلِّ مَحفَلِ
تَدارَكتُ أَصحابَ الحَظيرَةِ بَعدَما / أَصابَهُمُ مِنّا حَريقُ المُحَلِّلِ
وَأَتبَعتُ بَينَ المَشعَرَينِ سِقايَةً / لِحُجّاجِ بَيتِ اللَهِ أَكرَمُ مَنهَلِ
فَأُقسِمُ لَولا أَسهَمُ اِبنُ مُحَرَّقٍ
فَأُقسِمُ لَولا أَسهَمُ اِبنُ مُحَرَّقٍ / مَعَ اللَهِ ما أَكثَرتُ عَدَّ الأَقارِبِ
تَرَكتُ اِبنَ عُشٍّ يَرفَعونَ بِرَأسِهِ / يَنوءُ بِساقٍ كَعبُها غَيرُ راتِبِ
وَأَنهاهُمُ خَلعي عَلى غَيرِ ميرَةٍ / مِنَ اللَحمِ حَتّى غُيِّبوا في الغَوائِبِ
هَلِ الأُدمُ كَالآرامِ وَالزُهرُ كَالدُمى
هَلِ الأُدمُ كَالآرامِ وَالزُهرُ كَالدُمى / مُعاوَدَتي أَيّامُهُنَّ الصَوالِحُ
زَمانَ سِلاحي بَينَهُنَّ شَبيبَتي / لَها شائِفٌ في سَيبِهِنَّ وَرامِحُ
فَأَقسَمنَّ لا يَسقينَني قَطَر مُزنَةٍ / لِشَيبي وَلَو سالَت بِهِنَّ الأَباطِحُ
هَل يُبلِغَنَّ الجارَتَينِ تَحِيَّةً
هَل يُبلِغَنَّ الجارَتَينِ تَحِيَّةً / ذَوا سَفَرٍ قَد أَجمَعاهُ كِلاهُما
عَلى حُرَّتَينِ اِستَعلَيا كُلَّ قَفرَةٍ / سَديسَينِ قَد تَنفي الرِجالَ ذُراهُما
كأنّ القطوعَ والأَشِلَّةَ عُلَّقَت / على آبِدَينِ لاحقٍ إِطِلاهُما
يَكادانِ بَعدَ الأَينِ وَالشَأوِ مِنهُما / تَفُضُّ قُوى نِسعَيهِما زَفرَتاهُما
يَبوسانِ لَم تَطمِثهُما كَفُّ حالِبٍ / عَلى السَوطِ وَالأَنساعِ كانَ مِراهُما
كَأَنَّ عَمودَي قامَتَين تَدانَتا / بِمَنزِلَةٍ أُهوِيَّةٍ عُنُقاهُما
كَأَنَّ مُبيتاً مِن ثَمانٍ مِنَ القَطا / مُناخُهُما يَنفي الحَصى كَلكَلاهُما
هُما جارَتايَ لا تَعودانِ هالِكاً / عَلى سَفَرٍ فَكُلُّ حَيٍّ يَطاهُما
هُما نَعجَتانِ مِن نِعاجِ قَصيمَةٍ / إِذا مارَتا يَأتيهِما جُؤذَراهُما
هُما ظَبيَتانِ مِن ظِباءِ تَبالَةٍ / يُساقِطُ مَرداً يانِعاً مِدرَياهُما
إِذا هَزَّتا قَرنَيهِما مِن ذُبابَةٍ / يُصيبُ الغُصونَ الدَنِيّاتِ نَساهُما
أَنا الَّذي تَخلَعُه مَواليهِ
أَنا الَّذي تَخلَعُه مَواليهِ / وَكُلُّهُم بَعدَ الصَفاءِ قالِيه
وَكُلُّهُم يُقسِمُ لا يَبالِيه / أَنا إِذا المَوتُ يَنوبُ غالِيه
مُختَلِطٌ أَسفَلُهُ بِعالِيه / قَد يَعلَمُ الفِتيانُ أَنّي صالِيه
لَقَد سُمتَ نَفسَكَ يا اِبنَ الظَرِب
لَقَد سُمتَ نَفسَكَ يا اِبنَ الظَرِب / وَجَشَّمتَهُم مَنزِلاً قَد صَعُب
وَحَمَّلتَهُم مَركَباً باهِظاً / مِنَ العِبءِ إِذ سُقتَهُم لِلشَغَب
بِحَربِ خُزاعَةَ أَهلِ العُلا / وَأَهلِ الثَناءِ وَأَهلِ الحَسَب
هُمُ المانِعو البَيتِ وَالذائِدونَ / عَنِ الحُرُماتِ جَميعَ العَرَب
نَفَوا جُرهُماً وَنَفَوا بَعدَهُم / كِنانَةَ غَصباً بِبيضِ القُضُب
وَسُمرِ الرِماحِ وَجُردِ الجِيادِ / عَلَيها فَوارِسُ صِدقٍ نُجُب
وَهُم أَلحَقوا أَسَداً عَنوَةً / بِأَحياءِ طَيٍّ وَحازوا السَلَب
خُزاعَةُ قَومي فَإِن أَفتَخِر / بِهِم يَزكُ مُعتَصَري وَالنَسَب
هُمُ الرَأسُ وَالناسُ مِن بَعدِهِم / ذُنابى وَما الرَأسُ مِثلُ الذَنَب
يُواسي لَدى المَحلِ مَولاهُمُ / وَتُكشَفُ عَنهُ غُمومُ الكُرَب
فَجارُهُمُ آمِنٌ دَهرَهُ / بِهِم أَن يُضامَ وَأَن يُغتَصَب
يُلَبّونَ في الحَربِ خَوفَ الهِجاءِ / وَيَبرونَ أَعداءَهُم بِالحَرَب
وَلَو لَم يُنَجِّكَ مِن كَيدِهِم / أَمينُ الفُصوصِ شَديدُ العَصَب
لَزُرتَ المَنايا فَلا تَكفُرَن / جَوادَكَ نُعماهُ يا اِبنَ الظَرِب
فَإِن يَلتَقوكَ يَزُركَ الحِما / مُ أَو تَنجُ ثانِيَةً بِالهَرَب
نَحنُ جَلَبنا الخَيلَ قُبّاً بُطونُها
نَحنُ جَلَبنا الخَيلَ قُبّاً بُطونُها / تَراها إِلى الداعي المُثَوِّبِ جُنَّحا
بِكُلِّ خُزاعِيٍّ إِذا الحَربُ شَمَّرَت / تَسَربَلَ فيها بُردَهُ وَتَوَشَّحا
قَرَعنا قُشَيراً في المَحَلِّ عَشِيَّةً / فَلَم يَجِدوا في واسِعِ الأَرضِ مَسرَحا
قَتَلنا أَبا زَيدٍ وَزَيداً وَعامِراً / وَعُروَةَ أَقصَدنا بِها وَمُرَوَّحا
وَأُبنا بِإِبلِ القَومِ تُحدى وَنِسوَةٍ / يُبَكِّينَ شِلواً أَو أَسيراً مُجَرَّحا
غَداةَ سَقَينا أَرضَهم مِن دِمائِهِم / وَأُبنا بِأُدمٍ كُنَّ بِالأَمسِ وُضَّحا
وَرُعنا كِلاباً قَبلَ ذاكَ بِغارَةٍ / فَسُقنا جِلاداً في المُبارَكِ قُرَّحا
لَقَد عَلِمَت أَفناءُ بَكرِ بنِ عامِرٍ / بِأَنّا نَذودُ الكاشِحَ المُتَزَحزِحا
وَأَنّا بِلا مَهرٍ سِوى البيضِ وَالقَنا / نُصيبُ بِأَفناءِ القَبائِلِ مَنكَحا
فِدىً لِبَني قَيسٍ وَأَفناءِ مالِكٍ
فِدىً لِبَني قَيسٍ وَأَفناءِ مالِكٍ / لَدى الشِسعِ مِن رِجلي إِلى الفَرقِ صاعِدا
غَداةَ أَتى قَومُ الضَريسِ كَأَنَّهم / قَطا الكُدرِ مِن وُدّانَ أَصبَحَ وارِدا
فَلَم أَر جَمعاً كانَ أَكرَمَ غالِباً / وَأَحمى غُلاماً يَومَ ذَلِكَ أَطرَدا
رَمَيناهُم بِالحُوِّ وَالكُمتِ وَالقَنا / وَبيضٍ خِفافٍ يَختَلينَ السَواعِدا