أَحيوا الجوارَ فَقد أماتته معاً / كلّ الأعاربِ يا بَني شيبانِ
ما العذرُ قد لفّت ثيابي حرّةٌ / مَغروسةٌ في الدارِ والمرجانِ
بنت الملوك ذوي المَمالِكِ وَالعُلى / ذات الحِجالِ وصفوة النعمانِ
أَتهاتفونَ وَتشحذونَ سُيفوكم / وَتقوّمونَ ذَوابل المرّانِ
وَتقوّمونَ جُنودكم يا معشري / وَتُجدّدونَ حَقيبة الأبدانِ
وَعَلى الأكاسرِ قَد أجرتُ لحرّةٍ / بِكهولِ مَعشرنا وبالشبّانِ
شيبان قَومي هَل قبيلٌ مثلهم / عِندَ الكفاحِ وكرّة الفرسانِ
لا وَالذوائب مِن فروعِ ربيعةٍ / ما مِثلهم في نائبِ الحدثانِ

اليوم يومُ العزّ لا يوم الندم / إِن صَبَرت ذهلٌ فعزّي اليومَ تَم

للَّه درّك مِن نصيحٍ صادقٍ / وَالنصحُ رأيك أيّها الإنسانُ
واللَّه يَجزيك الّذي أرسلتهُ / إِنّ المُهيمن واصلٌ منّانُ
أَصبحتَ في شيبان حول صنائعٍ / فَلتستعدّ لِحملها شيبانُ
وَاليومَ يومُ حَجيجةٍ مِن وائلٍ / جاءَت بِها الأنباءُ والأزمانُ
وَلَعمر جدّك إن عَناني جندهُ / فَمَعي له الشفراتُ والمرّانُ
شَيبان قَومي وَالأعاربُ دَعوتي / وَعَزيزةٌ فيهِم فلست أهانُ
قُل لِلطميحِ فَدته فِتيانُ الوغى / عِندي لِكسرى القلبُ والأبدانُ
باللَّه أفزعُ مِن كثيفِ جنودهِ / وَأنا تجيبُ لِدعوتي العربانُ
فَليأتِ كِسرى وَالأيافث بعدهُ / وَالتركُ وَالأدلامُ وَالحبشانُ
عِندي السلاهبُ والقواضبُ والقنا / وَمدجّجونَ الشمط والشبّانُ
وَأَنا الحجيجة مِن ذؤابة وائلٍ / وَأَنا المجيرة والقنا رعفانُ
يا وائلٌ ثوروا فَذا ميقاتُكُم / وَلكلّ أَمرٍ يا جليل زمانُ
هَذا زَماني قَد دَنا ميقاتهُ / هَذا الأوانُ لما زعمتَ أوانُ
أَبلِغ طميحاً يا رسولُ وقل له / بِسيوفِ تَغلبَ تُغلب الأقرانُ
لا تَجزعنّ عَلى ربيعةَ إنّهم / أَهلُ النصيحةِ يا فتى شيبانُ

يا آلَ شيبانٍ ظَفرتم في الدّنا / بِالفخرِ وَالمَعروفِ والإحسانِ

ساقَت فَوارس شيبانٍ لِمَعشرها / خير الصنائعِ فيها طفرة العجمِ

يا عمرو يا مَن قَد أجارَ الحُرَقَه / يا رأس شيبان الكماةِ المعرقَه

قُولا لمنصور لا ردّت خلائفه / ما صاحَ فيهم غرابُ البينِ أو نعقا
يا ويحَ أمّك يا منصور إِنّ لنا / خَيلاً كِراماً تصون الجارَ ما علقا

هَذا مَقامي وَقومي قائِلون مَعي / كَما أَقول لسانٌ صادقٌ بفمِ
أَنا الحجيجةُ مِن قومٍ ذوي شرفٍ / أُولي الحِفاظ وأهل العزّ والكرمِ
وَالعزّ فيهم قديماً غير مقترفٍ / وَالجار فَاِعلم عزيزاً داره بهمِ
قولوا لِكسرى أَجرنا جارة فَثَوت / في شامِخِ العزّ يا كسرى على الرغمِ

يا عَمرو عَمرو أَجبني يا اِبن ثعلبةٍ / يا شبهَ برّاق يوم القتل والسلبِ
لأجلِ عِشرينَ أَلفاً أُضحِ صارخةً / في آل بكر وذا شيء من العجبِ
لا تَكشِفوني بِهذا اليوم وَاِرتقبوا / يَومي لَوقت اِجتماعِ العجم والعربِ

إن نصر الطميح أكرمُ نصرٍ / وَحنوّ على بني الأعمامِ

هَذا ظليمُ جاءَكم في يشكُرِ / اِحمل هُديتَ حملة المنتصرِ

لجيمُ قومي وَبنو أبينا / إِيهاً بني الأعمامِ فَاِنصُرونا

الفخرُ فَخري بسراة عجلِ / هُم مَعشري في نجدهم والسهلِ

إِيهاً أَجيبوا بني بكرٍ حَجيجتكم / ما عِندَكم ويحكم من غاية الخبرِ
يا أَيّها الشمّ أَنتم حافِظوا ذممي / وَأَنتمُ فلعمري العزّ في عمري
إمّا صَبرتم فَلا أَدعو لغيركم / وَإِن جَزعتم أُنادي كلّ ذي حضرِ
لِكلّ سامٍ إِلى الهيجاءِ ذي شرفٍ / وَاري الزِّناد كريم الجدّ من مضرِ

إِيهاً بَني شيبان صفّاً بعد صفّ / مَن يردِ العلياءَ لَم يخشَ التَلَف
اليومَ يومُ العزّ موصوف الشَّرَف / إِن حافَظَت قَومي فما بي مِن أَسَف
أَنا اِبنةُ العزّ وَعِرضي اليوم عفّ / بِكلّ نَصلٍ كالشهاب المُختطف

يا عَمرو يا عمرو الفَتى بن ثَعلبه / حام على جارتكَ المُستقربه

ماذا أُحاذر من عِشرين يقدُمهم / مَنصور في حيّ غسانٍ على نُجُبِ
مِنَ الجيادِ عليها الحيّ مِن يمنٍ / وَالعجمُ ترفلُ في الماذيّ واليَلَبِ

إيهاً أَجيدوا الضربَ يا حَنيفه / فَأنتم الجُمجمةُ الشّريفه