القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مالِك بنُ حَرِيم الهَمْداني الكل
المجموع : 13
جَزَعتَ وَلَم تَجزَع مِنَ الشَيبِ مَجزَعا
جَزَعتَ وَلَم تَجزَع مِنَ الشَيبِ مَجزَعا / وَقَد فاتَ رِبقِيُّ الشَبابِ فَوَدَّعا
وَلاحَ بَياضٌ في سَوادٍ كَأَنَّهُ / صِوارٌ بِجَوٍّ كانَ جَدباً فَأَمرَعا
وَأَقبَلَ إِخوانُ الصَفاءِ فَأَوضَعوا / إِلى كُلِّ أَحوى في المَقامَةِ أَفرَعا
تَذَكَّرتُ سَلمى وَالرِكابُ كَأَنَّها / قَطاً وارِدٌ بَينَ اللِفاظِ وَلَعلَعا
فَحَدَّثتُ نَفسي أَنَّها أَو خَيالها / أَتانا عَشاء حينَ قُمنا لِنَهجَعا
فَقُلتُ لَها بيتي لَدَينا وَعَرِّسي / وَما طَرَقَت بِعدَ الرقادِ لِتَنفَعا
مُنَعَّمَةٌ لَم تَلقَ في العَيشِ تَرحَةً / وَلَو تَلقَ بؤساً عَندَ ذاكَ فَتَجدَعا
أَهيمُ بِها لَم أَقضَ مِنها لُبانَةً / وَكُنتُ بَها في سالِفِ الدَهرِ موزِعا
كَأَنَّ جَنى الكافورِ وَالمِسكِ خالِصاً / وَبَردَ النَدى وَالأُقحُوانَ المُنَزَّعا
وَقَلتاً قرت فيهِ السَحابَةُ ماءَها / بِأَنيابِها وَالفارِسِيَّ المُشَعشَعا
وَإِنّي لَأَستَحيي مِن المَشيِ أَبتَغي / إِلى غَيرِ ذي المَجدِ المُؤَثَّلِ مَطَمعا
وَأُكرِمُ نَفسي عَن أُمورٍ كَثيرَةٍ / حِفاظاً وَأَنهى شُحَّها أَن تَطَلَّعا
وَآخُذُ لِلمولى إِذا ضيمَ حَقَّهُ / مِنَ الأَعيَطِ الآبي إِذا ما تَمَنَّعا
فَإِن يَكُ شابَ الرَأسُ مِنّي فَإِنَّني / أَبيتُ عَلى نَفسي مَناقِبَ أَربَعا
فَواحِدَةٌ أَن لا أَبيتَ بِغِرَّةٍ / إِذا ما سَوامُ الحَيِّ حَولي تَضَوَّعا
وَثانِيَةٌ أَن لا أُصَمِّتُ كَلبَنا / إِذا نَزَلَ الأَضيافُ حِرصاً لِنودَعا
وَثالِثَةٌ أَن تُقَذَّعَ جارَتي / إِذا كانَ جارُ القَومِ فيهِم مُقَذَعا
وَرابِعَةٌ أَن لا أُحَجِّلَ قِدرَنا / عَلى لَحمِها حنَ الشِتاءَ لِنَشبَعا
وَإِنّي لَأُعدي الخَيلَ تُقدَعُ بِالقَنا / حَفاظاً عَلى المَلاى الحَريدِ لِيُمنَعا
وَنَحنُ جَلَبنا الخَيلَ مِن سَروِ حِميَرٍ / إِلى أَن وَطَئنا أَرضَ خَثعَمَ أَجمَعا
فَمَن يِأتِنا أَو يَعتَرِض بِسَبيلِنا / يَجِد أَثَراً دَعساً وَسَخلاً مُوَضَّعا
وَيَلقَ سَقيطاً مِن نِعالٍ كَثيرَةٍ / إِذا خَدَمُ الأَرساغِ يَوماً أَلحَموهُ مُقَطَّعا
إِذا ما بَعيرٌ قامَ عُلِّقَ رَحلُهُ / وَإِن هُوَ أَنقى أَلحَموهُ مُقَطَّعا
نُريدُ بَني الخَيفانِ إِنَّ دِماءَهُم / شِفاءٌ وَما والى زُبَيدٌ وَجَمَّعا
يَقودُ بِأَرسان الجِيادِ سَراتُنا / لِيَنقِمنَ وِتراً أَو لِيَدفَعنَ مَدفَعا
تَرى المُهرَةَ الرَوعاءَ تَنفُضُ رَأسَها / كَلالاً وَأَيناً وَالكُمَيتَ المُقَزَّعا
وَنَخلَعُ نَعلَ العَبدِ مِن سوءِ قَودِهِ / لِكَيما يَكونَ العَبدُ لِلسَهلِ أَضرَعا
وَقَد وَعَدوهُ عُقبة فَمَشى لَها / فَما نالَها حَتّى رَأى الصُبحَ أَدرَعا
وَأَوسَعنَ عقبيه دِماء فَأَصبَحَت / أَصابِعُ رِجلَيهِ رَواعِفَ دُمَّعا
طَلَعنَ هِضاباً ثُمَّ عالَينَ قَنَّةً / وَجاوَزنَ خَيفاً ثُمَّ أَسهَلنَ بَلقَعا
وَتَهدي بِيَ الخَيلَ المُغيرَةَ نَهدَةٌ / إِذا ضَبَرَت صابَت قَوائِمُها مَعا
إِذا وَقَعَت إِحدى يَدَيها بِثَبرَةٍ / تَجاوَبَ أَثناءُ الثَلاثِ بِدَعدَعا
قُوَيرِحُ سَبعٍ أَو ثَمانٍ تَرى لَها / إِذا اِعرَورَتِ البَيداءُ مَشياً هَمَلَّعا
فَأَصبَحنَ لَم يَترُكنَ وِتراً عَلِمتُهُ / لِهَمدانَ في سَعدٍ وَأَصبَحنَ طُلَّعا
مُقَرَّبَةٌ أَدنَيتُها وَاِفتَلَيتُها / لِتَشهَدَ غُنماً أَو لِتَدفَعَ مَدفَعا
تَشَكّينَ مِن أَعضادِها حينَ مَشيِها / أَمِ القَضُّ مِن تَحتِ الدَوابِرِ أَوجَعا
وَمِنّا رَئيسُ يُستَضاءُ بِرَأيِهِ / سَناءً وَحُلماً فيهِ فَاِجتَمَعا مَعا
وَسارع أَقوامٌ لِمَجدٍ فَقَصَّروا / وَقارَبَها زَيدُ بنُ قَيسٍ فَأَسرَعا
وَلا يَسأَلَ الضَعيفُ الغَريبُ إِذا شَتا / بِما زَخَرَتِ قِدري لَهُ حينَ وَدَّعا
فَإِن يَكُ غَثّاً أَو سَميناً فَإِنَّني / سَأَجعَلُ عَينَيهِ لِنَفسِهِ مَقنَعا
إِذا حَلَّ قَومي كُنتُ أَوسَطَ دارِهِمِ / وَلا أَبتَغي عِندَ الثَنَيَّةِ مَطلَعا
يا عَمرُو لَو أَبصَرتَني
يا عَمرُو لَو أَبصَرتَني / لَرَفَوتَني في الخَيلِ رَفوا
وَالبيضُ تَلمَعُ بَينَهُم / تَعصو بِها الفُرساُ عَصوا
فَلَقيتُ مِنّي عِربِداً / يَقطو أَمامَ الخَيلِ قَطوا
لَمّا رَأَيتُ نِساءَهُم / يَدخُلنَ تَحتَ البَيتِ حَبوا
وَسَمِعتُ زَجرَ الخَيلِ في / جَوفِ الظَلامِ هَبي وَهَبوا
في فَيلَقٍ مَلمومَةٍ / تَسطو عَلى الخِبراتِ سَطوا
أَقبَلتُ أَفَلي بِالحُسا / مِ مَعاً رُؤوسَ القَومِ فَلوا
أُنبِئتُ وَالأَيامُ ذاتُ تَجارِبٍ
أُنبِئتُ وَالأَيامُ ذاتُ تَجارِبٍ / وَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما لَستَ تَعلَمُ
بِأَنَّ ثَراءَ المالِ يَنفَعُ رَبَّهُ / وَيُثني عَلَيهِ الحَمدَ وَهوَ مُذَمَّمُ
وَإِنَّ قَليلَ المالِ لِلمَرءِ مُفسِدٌ / يِحِزُّكُما حَزَّ القَطيعُ المُحَرَّمُ
يَرى دَرَجاتِ المَجدِ لا يَستَطيعُها / وَيَقعُدُ وَسطَ القَومِ لا يَتَكَلَّمُ
وَأَوصاني الحَريمُ بِعِزِّ جاري
وَأَوصاني الحَريمُ بِعِزِّ جاري / وَأَمنَعُهُ وَلَيسَ بِهِ اِمتِناعُ
وَأَدفَعُ ضَيمَه وَأَذودُ عَنهُ / وَأَمنَعُهُ إِذا اِمتَنَعَ المِناعُ
فِدىً لَكُمُ أَبي عَنهُ تَنَحّوا / لِأَمرٍ ما اِستَجارَ بِيَ الشُجاعُ
وَلا تَتَحَمَّلوا دَمَ مُستَجيرٍ / تَضَمَّنَهُ أُجَيرَةُ فَالتِلاعُ
فَإِنَّ لما تَرَونَ خَفِيَّ أَمرٍ / لَهُ مِن دونِ أَمرِكُم قِناعُ
إِذا سَأَلَتكَ نَفسُكَ أَن تَرانا
إِذا سَأَلَتكَ نَفسُكَ أَن تَرانا / بِمُلكِ الجَوفِ النِجادا
تَرانا بِالقَرارَةِ غَيرَ شَكٍّ / نُقَوِّدُها مُسَوَّمَةً جِيادا
عَلَينا كُلُّ فَضفاضٍ دِلاصٍ / وَأَسيافٌ وَرَثناهُنَّ عادا
سَنَحمي الجَوفَ ما دامَت مَعينٌ / بِأَسفَلِهِ مُقابِلَةً عُرّادا
وَنُلحِقُ مَن يُزاحِمُنا عَلَيهِ / بِأَعراضِ اليَمامَةِ أَو جُرّادا
نَبيتُ مَعَ الثَعالِبِ حَيثُ باتَت / وَنَجعَلُ صَمغَ عُرفُطِهِنَّ زادا
سائِل بني ثَورٍ فَهَل لاقاكُمُ
سائِل بني ثَورٍ فَهَل لاقاكُمُ / يَومَ العُروبَةِ جَحفَلٌ خَطّابُ
مُتَشَنِّعونَ لِأَن يَشِنّوا غارَةً / بيضُ الصَوارِمِ فيهُمُ وَالغابُ
وَأَغَرُّ مُنخَرِقُ القَميصِ سمَيدَعٌ / يَدعو لِيَغزو ظالِماً فَيُجابُ
مُتَعَمِّمٌ بِالشَرِّ مُؤتَزِرٌ بِهِ / ضَرِمُ الشَذاةِ قُضاقِضٌ قَصّابُ
قَد مَدَّ أَرسانَ الجِيادِ مِنَ الوَجى / فَكَأَنَّما أَرسانُها أَطنابُ
وَحَيُّ زُبَيدٍ يَومَ حابِسَ قُتِّلوا
وَحَيُّ زُبَيدٍ يَومَ حابِسَ قُتِّلوا / وَيَومَ بَني سَعدٍ شَفَيتُ غَليلي
وَخَثعَمَ أَروَيتُ القَنا مِن دَمائِها / بِشَفّانَ حَتّى سالَ كُلَّ مَسيلِ
وَحَيُّ تَميمٍ إِذ لَقينا وَسَعدُها / بِرَملِ جُرادٍ أُهلِكوا بِذُحولِ
وَأَدبَرَ عَمرٌو وِالفِرارُ فَضيحَةٌ
وَأَدبَرَ عَمرٌو وِالفِرارُ فَضيحَةٌ / وَوَلّى كَما وَلّى الظَليمُ مِنَ الذُعرِ
قَرِّب رِباطَ الجَونِ مِنّي فَإِنَّهُ
قَرِّب رِباطَ الجَونِ مِنّي فَإِنَّهُ / دَنا الحِلُّ وَاِحتَلَّ الجَميعَ الزَعانِفُ
يا راكِباً بَلِّغَن وَلا تَدَعن
يا راكِباً بَلِّغَن وَلا تَدَعن / بَني قُمَيرٍ وَإِن هُمُ جَزِعوا
كَي يَجِدوا مِثلَ ما وَجَدتُ فَقَد / أَصبَحتُ نِضواً وَمَسَّني الوَجَعُ
لا أَسمَعُ اللَهوَ في الحَديثِ وَلا / يَنفَعُني في الفِراشِ مُضطَجَعُ
لا وَجدَ ثُكلى كَما وَجدتُ وَلا / وَجدَ عَجولٍ أَضَلَّها رُبَعُ
أَو وَجدَ شَيخٍ أَضَلَّ ناقَتَهُ / يَومَ رَواحِ الحَجيجِ إِذ دَفَعوا
يَنظُرُ في أَوجُهِ الرِجالِ فَلا / يَعرَفُ شَيئاً فَالوَجهُ مُلتَمَعُ
بَني قُمَيرٍ قَتَلتُ سَيِّدَكُم / فَاليَومَ لا فِديَةٌ وَلا جَزَعُ
جَلَّلَتهُ صارِمَ الحَديدِ كَمِث / لِ المِلحِ فيهِ سَفاسِقٌ لُمَعُ
تَرَكتُهُ بادِياً مُضاحِكُه / يَدعو صَداهُ وَالرَأسُ مُنصَدِعُ
بَني قُمَيرٍ قَتَلتُ سَيِّدَكُم / أَثوابُهُ مِن دَمائِهِ رُدُعُ
فَاليَومَ صِرنا عَلى السَواءِ فَإِن / أَبقَ فَدَهري وَدَهرُكُم جَذَعُ
لَم أَكُ فيها لَمّا بُليتُ بِها / نَؤومَ لَيلٍ يَغُرَّني الطَمَعُ
فَإِن تَغضَب فَلَستَ المَرءَ تَرضى
فَإِن تَغضَب فَلَستَ المَرءَ تَرضى / وَلَم أَعلَمكَ إِلّا مِن إِيادِ
أَسَرَّكَ أُم يَسوؤُكَ ما فَعَلنا / غَداةَ الأَحرَمَينِ إِلى السَوادِ
كَبيرَةِ جَيشِنا لِبَني زُبَيدٍ / فَغادَرَهُم بِرهَطِ أِبي نِجادِ
وَرَهطِ المازِنِيِّ اَبي كُعَيبٍ / تَرَكناهُم كَباقِيَةِ الرَمادِ
تَحومُ الطَيرُ فَوقَهُم وَجالَت / عَلى خَولانَ بِالأَسَلِ الحِدادِ
فَوَلّوا عِندَ ذاكَ وَأَمكَنونا / مِنَ البيضِ الأَوانِسِ وَالخِرادِ
غَنيمَةُ جَيشِنا مِن كُلِّ حَيٍّ / مُعَكَّرَةُ الطَرائِفِ وَالتِلادِ
وَلُعسٍ كَالظِباءِ مُرَدَّفاتٍ / كَأَنَّ عُيونَها واهِي المَزادِ
وَرَبعِيٍّ نَحَرتُ عَلى ثَلاثٍ
وَرَبعِيٍّ نَحَرتُ عَلى ثَلاثٍ / لِحَمدِ ثَلاثَةٍ مِن بَعدِ حينِ
فَراحوا حامِدينَ وَرُحنَ بُحّاً / فَلَ أَحفِل لِهَرُهَرَةِ الحَنينِ
تَدارَكَ فَضلي الأَنعَمِيُّ وَلَم يَكُن
تَدارَكَ فَضلي الأَنعَمِيُّ وَلَم يَكُن / بِذي نِعمَةٍ عِندي وَلا بِخَليلِ
فَقُلتُ لَهُ قَولاً فَأُلفيتُ عِندَهُ / وَكُنتُ حَرياً أَن أُصَدِّقَ قيلي
أَجودُ عَلى العافي وَأَحذَرُ ذَمَّهُ / إِذا ضَنَّ بِالمَعروفِ كُلُّ بَخيلِ
بِذَلِكَ وَصّاني حَريمُ بِنُ مالِكٍ / وَإنَّ قَليلَ الذَمِّ غَيرُ قَليلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025