المجموع : 13
جَزَعتَ وَلَم تَجزَع مِنَ الشَيبِ مَجزَعا
جَزَعتَ وَلَم تَجزَع مِنَ الشَيبِ مَجزَعا / وَقَد فاتَ رِبقِيُّ الشَبابِ فَوَدَّعا
وَلاحَ بَياضٌ في سَوادٍ كَأَنَّهُ / صِوارٌ بِجَوٍّ كانَ جَدباً فَأَمرَعا
وَأَقبَلَ إِخوانُ الصَفاءِ فَأَوضَعوا / إِلى كُلِّ أَحوى في المَقامَةِ أَفرَعا
تَذَكَّرتُ سَلمى وَالرِكابُ كَأَنَّها / قَطاً وارِدٌ بَينَ اللِفاظِ وَلَعلَعا
فَحَدَّثتُ نَفسي أَنَّها أَو خَيالها / أَتانا عَشاء حينَ قُمنا لِنَهجَعا
فَقُلتُ لَها بيتي لَدَينا وَعَرِّسي / وَما طَرَقَت بِعدَ الرقادِ لِتَنفَعا
مُنَعَّمَةٌ لَم تَلقَ في العَيشِ تَرحَةً / وَلَو تَلقَ بؤساً عَندَ ذاكَ فَتَجدَعا
أَهيمُ بِها لَم أَقضَ مِنها لُبانَةً / وَكُنتُ بَها في سالِفِ الدَهرِ موزِعا
كَأَنَّ جَنى الكافورِ وَالمِسكِ خالِصاً / وَبَردَ النَدى وَالأُقحُوانَ المُنَزَّعا
وَقَلتاً قرت فيهِ السَحابَةُ ماءَها / بِأَنيابِها وَالفارِسِيَّ المُشَعشَعا
وَإِنّي لَأَستَحيي مِن المَشيِ أَبتَغي / إِلى غَيرِ ذي المَجدِ المُؤَثَّلِ مَطَمعا
وَأُكرِمُ نَفسي عَن أُمورٍ كَثيرَةٍ / حِفاظاً وَأَنهى شُحَّها أَن تَطَلَّعا
وَآخُذُ لِلمولى إِذا ضيمَ حَقَّهُ / مِنَ الأَعيَطِ الآبي إِذا ما تَمَنَّعا
فَإِن يَكُ شابَ الرَأسُ مِنّي فَإِنَّني / أَبيتُ عَلى نَفسي مَناقِبَ أَربَعا
فَواحِدَةٌ أَن لا أَبيتَ بِغِرَّةٍ / إِذا ما سَوامُ الحَيِّ حَولي تَضَوَّعا
وَثانِيَةٌ أَن لا أُصَمِّتُ كَلبَنا / إِذا نَزَلَ الأَضيافُ حِرصاً لِنودَعا
وَثالِثَةٌ أَن تُقَذَّعَ جارَتي / إِذا كانَ جارُ القَومِ فيهِم مُقَذَعا
وَرابِعَةٌ أَن لا أُحَجِّلَ قِدرَنا / عَلى لَحمِها حنَ الشِتاءَ لِنَشبَعا
وَإِنّي لَأُعدي الخَيلَ تُقدَعُ بِالقَنا / حَفاظاً عَلى المَلاى الحَريدِ لِيُمنَعا
وَنَحنُ جَلَبنا الخَيلَ مِن سَروِ حِميَرٍ / إِلى أَن وَطَئنا أَرضَ خَثعَمَ أَجمَعا
فَمَن يِأتِنا أَو يَعتَرِض بِسَبيلِنا / يَجِد أَثَراً دَعساً وَسَخلاً مُوَضَّعا
وَيَلقَ سَقيطاً مِن نِعالٍ كَثيرَةٍ / إِذا خَدَمُ الأَرساغِ يَوماً أَلحَموهُ مُقَطَّعا
إِذا ما بَعيرٌ قامَ عُلِّقَ رَحلُهُ / وَإِن هُوَ أَنقى أَلحَموهُ مُقَطَّعا
نُريدُ بَني الخَيفانِ إِنَّ دِماءَهُم / شِفاءٌ وَما والى زُبَيدٌ وَجَمَّعا
يَقودُ بِأَرسان الجِيادِ سَراتُنا / لِيَنقِمنَ وِتراً أَو لِيَدفَعنَ مَدفَعا
تَرى المُهرَةَ الرَوعاءَ تَنفُضُ رَأسَها / كَلالاً وَأَيناً وَالكُمَيتَ المُقَزَّعا
وَنَخلَعُ نَعلَ العَبدِ مِن سوءِ قَودِهِ / لِكَيما يَكونَ العَبدُ لِلسَهلِ أَضرَعا
وَقَد وَعَدوهُ عُقبة فَمَشى لَها / فَما نالَها حَتّى رَأى الصُبحَ أَدرَعا
وَأَوسَعنَ عقبيه دِماء فَأَصبَحَت / أَصابِعُ رِجلَيهِ رَواعِفَ دُمَّعا
طَلَعنَ هِضاباً ثُمَّ عالَينَ قَنَّةً / وَجاوَزنَ خَيفاً ثُمَّ أَسهَلنَ بَلقَعا
وَتَهدي بِيَ الخَيلَ المُغيرَةَ نَهدَةٌ / إِذا ضَبَرَت صابَت قَوائِمُها مَعا
إِذا وَقَعَت إِحدى يَدَيها بِثَبرَةٍ / تَجاوَبَ أَثناءُ الثَلاثِ بِدَعدَعا
قُوَيرِحُ سَبعٍ أَو ثَمانٍ تَرى لَها / إِذا اِعرَورَتِ البَيداءُ مَشياً هَمَلَّعا
فَأَصبَحنَ لَم يَترُكنَ وِتراً عَلِمتُهُ / لِهَمدانَ في سَعدٍ وَأَصبَحنَ طُلَّعا
مُقَرَّبَةٌ أَدنَيتُها وَاِفتَلَيتُها / لِتَشهَدَ غُنماً أَو لِتَدفَعَ مَدفَعا
تَشَكّينَ مِن أَعضادِها حينَ مَشيِها / أَمِ القَضُّ مِن تَحتِ الدَوابِرِ أَوجَعا
وَمِنّا رَئيسُ يُستَضاءُ بِرَأيِهِ / سَناءً وَحُلماً فيهِ فَاِجتَمَعا مَعا
وَسارع أَقوامٌ لِمَجدٍ فَقَصَّروا / وَقارَبَها زَيدُ بنُ قَيسٍ فَأَسرَعا
وَلا يَسأَلَ الضَعيفُ الغَريبُ إِذا شَتا / بِما زَخَرَتِ قِدري لَهُ حينَ وَدَّعا
فَإِن يَكُ غَثّاً أَو سَميناً فَإِنَّني / سَأَجعَلُ عَينَيهِ لِنَفسِهِ مَقنَعا
إِذا حَلَّ قَومي كُنتُ أَوسَطَ دارِهِمِ / وَلا أَبتَغي عِندَ الثَنَيَّةِ مَطلَعا
يا عَمرُو لَو أَبصَرتَني
يا عَمرُو لَو أَبصَرتَني / لَرَفَوتَني في الخَيلِ رَفوا
وَالبيضُ تَلمَعُ بَينَهُم / تَعصو بِها الفُرساُ عَصوا
فَلَقيتُ مِنّي عِربِداً / يَقطو أَمامَ الخَيلِ قَطوا
لَمّا رَأَيتُ نِساءَهُم / يَدخُلنَ تَحتَ البَيتِ حَبوا
وَسَمِعتُ زَجرَ الخَيلِ في / جَوفِ الظَلامِ هَبي وَهَبوا
في فَيلَقٍ مَلمومَةٍ / تَسطو عَلى الخِبراتِ سَطوا
أَقبَلتُ أَفَلي بِالحُسا / مِ مَعاً رُؤوسَ القَومِ فَلوا
أُنبِئتُ وَالأَيامُ ذاتُ تَجارِبٍ
أُنبِئتُ وَالأَيامُ ذاتُ تَجارِبٍ / وَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما لَستَ تَعلَمُ
بِأَنَّ ثَراءَ المالِ يَنفَعُ رَبَّهُ / وَيُثني عَلَيهِ الحَمدَ وَهوَ مُذَمَّمُ
وَإِنَّ قَليلَ المالِ لِلمَرءِ مُفسِدٌ / يِحِزُّكُما حَزَّ القَطيعُ المُحَرَّمُ
يَرى دَرَجاتِ المَجدِ لا يَستَطيعُها / وَيَقعُدُ وَسطَ القَومِ لا يَتَكَلَّمُ
وَأَوصاني الحَريمُ بِعِزِّ جاري
وَأَوصاني الحَريمُ بِعِزِّ جاري / وَأَمنَعُهُ وَلَيسَ بِهِ اِمتِناعُ
وَأَدفَعُ ضَيمَه وَأَذودُ عَنهُ / وَأَمنَعُهُ إِذا اِمتَنَعَ المِناعُ
فِدىً لَكُمُ أَبي عَنهُ تَنَحّوا / لِأَمرٍ ما اِستَجارَ بِيَ الشُجاعُ
وَلا تَتَحَمَّلوا دَمَ مُستَجيرٍ / تَضَمَّنَهُ أُجَيرَةُ فَالتِلاعُ
فَإِنَّ لما تَرَونَ خَفِيَّ أَمرٍ / لَهُ مِن دونِ أَمرِكُم قِناعُ
إِذا سَأَلَتكَ نَفسُكَ أَن تَرانا
إِذا سَأَلَتكَ نَفسُكَ أَن تَرانا / بِمُلكِ الجَوفِ النِجادا
تَرانا بِالقَرارَةِ غَيرَ شَكٍّ / نُقَوِّدُها مُسَوَّمَةً جِيادا
عَلَينا كُلُّ فَضفاضٍ دِلاصٍ / وَأَسيافٌ وَرَثناهُنَّ عادا
سَنَحمي الجَوفَ ما دامَت مَعينٌ / بِأَسفَلِهِ مُقابِلَةً عُرّادا
وَنُلحِقُ مَن يُزاحِمُنا عَلَيهِ / بِأَعراضِ اليَمامَةِ أَو جُرّادا
نَبيتُ مَعَ الثَعالِبِ حَيثُ باتَت / وَنَجعَلُ صَمغَ عُرفُطِهِنَّ زادا
سائِل بني ثَورٍ فَهَل لاقاكُمُ
سائِل بني ثَورٍ فَهَل لاقاكُمُ / يَومَ العُروبَةِ جَحفَلٌ خَطّابُ
مُتَشَنِّعونَ لِأَن يَشِنّوا غارَةً / بيضُ الصَوارِمِ فيهُمُ وَالغابُ
وَأَغَرُّ مُنخَرِقُ القَميصِ سمَيدَعٌ / يَدعو لِيَغزو ظالِماً فَيُجابُ
مُتَعَمِّمٌ بِالشَرِّ مُؤتَزِرٌ بِهِ / ضَرِمُ الشَذاةِ قُضاقِضٌ قَصّابُ
قَد مَدَّ أَرسانَ الجِيادِ مِنَ الوَجى / فَكَأَنَّما أَرسانُها أَطنابُ
وَحَيُّ زُبَيدٍ يَومَ حابِسَ قُتِّلوا
وَحَيُّ زُبَيدٍ يَومَ حابِسَ قُتِّلوا / وَيَومَ بَني سَعدٍ شَفَيتُ غَليلي
وَخَثعَمَ أَروَيتُ القَنا مِن دَمائِها / بِشَفّانَ حَتّى سالَ كُلَّ مَسيلِ
وَحَيُّ تَميمٍ إِذ لَقينا وَسَعدُها / بِرَملِ جُرادٍ أُهلِكوا بِذُحولِ
وَأَدبَرَ عَمرٌو وِالفِرارُ فَضيحَةٌ
وَأَدبَرَ عَمرٌو وِالفِرارُ فَضيحَةٌ / وَوَلّى كَما وَلّى الظَليمُ مِنَ الذُعرِ
قَرِّب رِباطَ الجَونِ مِنّي فَإِنَّهُ
قَرِّب رِباطَ الجَونِ مِنّي فَإِنَّهُ / دَنا الحِلُّ وَاِحتَلَّ الجَميعَ الزَعانِفُ
يا راكِباً بَلِّغَن وَلا تَدَعن
يا راكِباً بَلِّغَن وَلا تَدَعن / بَني قُمَيرٍ وَإِن هُمُ جَزِعوا
كَي يَجِدوا مِثلَ ما وَجَدتُ فَقَد / أَصبَحتُ نِضواً وَمَسَّني الوَجَعُ
لا أَسمَعُ اللَهوَ في الحَديثِ وَلا / يَنفَعُني في الفِراشِ مُضطَجَعُ
لا وَجدَ ثُكلى كَما وَجدتُ وَلا / وَجدَ عَجولٍ أَضَلَّها رُبَعُ
أَو وَجدَ شَيخٍ أَضَلَّ ناقَتَهُ / يَومَ رَواحِ الحَجيجِ إِذ دَفَعوا
يَنظُرُ في أَوجُهِ الرِجالِ فَلا / يَعرَفُ شَيئاً فَالوَجهُ مُلتَمَعُ
بَني قُمَيرٍ قَتَلتُ سَيِّدَكُم / فَاليَومَ لا فِديَةٌ وَلا جَزَعُ
جَلَّلَتهُ صارِمَ الحَديدِ كَمِث / لِ المِلحِ فيهِ سَفاسِقٌ لُمَعُ
تَرَكتُهُ بادِياً مُضاحِكُه / يَدعو صَداهُ وَالرَأسُ مُنصَدِعُ
بَني قُمَيرٍ قَتَلتُ سَيِّدَكُم / أَثوابُهُ مِن دَمائِهِ رُدُعُ
فَاليَومَ صِرنا عَلى السَواءِ فَإِن / أَبقَ فَدَهري وَدَهرُكُم جَذَعُ
لَم أَكُ فيها لَمّا بُليتُ بِها / نَؤومَ لَيلٍ يَغُرَّني الطَمَعُ
فَإِن تَغضَب فَلَستَ المَرءَ تَرضى
فَإِن تَغضَب فَلَستَ المَرءَ تَرضى / وَلَم أَعلَمكَ إِلّا مِن إِيادِ
أَسَرَّكَ أُم يَسوؤُكَ ما فَعَلنا / غَداةَ الأَحرَمَينِ إِلى السَوادِ
كَبيرَةِ جَيشِنا لِبَني زُبَيدٍ / فَغادَرَهُم بِرهَطِ أِبي نِجادِ
وَرَهطِ المازِنِيِّ اَبي كُعَيبٍ / تَرَكناهُم كَباقِيَةِ الرَمادِ
تَحومُ الطَيرُ فَوقَهُم وَجالَت / عَلى خَولانَ بِالأَسَلِ الحِدادِ
فَوَلّوا عِندَ ذاكَ وَأَمكَنونا / مِنَ البيضِ الأَوانِسِ وَالخِرادِ
غَنيمَةُ جَيشِنا مِن كُلِّ حَيٍّ / مُعَكَّرَةُ الطَرائِفِ وَالتِلادِ
وَلُعسٍ كَالظِباءِ مُرَدَّفاتٍ / كَأَنَّ عُيونَها واهِي المَزادِ
وَرَبعِيٍّ نَحَرتُ عَلى ثَلاثٍ
وَرَبعِيٍّ نَحَرتُ عَلى ثَلاثٍ / لِحَمدِ ثَلاثَةٍ مِن بَعدِ حينِ
فَراحوا حامِدينَ وَرُحنَ بُحّاً / فَلَ أَحفِل لِهَرُهَرَةِ الحَنينِ
تَدارَكَ فَضلي الأَنعَمِيُّ وَلَم يَكُن
تَدارَكَ فَضلي الأَنعَمِيُّ وَلَم يَكُن / بِذي نِعمَةٍ عِندي وَلا بِخَليلِ
فَقُلتُ لَهُ قَولاً فَأُلفيتُ عِندَهُ / وَكُنتُ حَرياً أَن أُصَدِّقَ قيلي
أَجودُ عَلى العافي وَأَحذَرُ ذَمَّهُ / إِذا ضَنَّ بِالمَعروفِ كُلُّ بَخيلِ
بِذَلِكَ وَصّاني حَريمُ بِنُ مالِكٍ / وَإنَّ قَليلَ الذَمِّ غَيرُ قَليلِ