المجموع : 14
دعاني سيد الحيين منا
دعاني سيد الحيين منا / بني أسد السميذع للمغار
يقود إلى الوغى ذهلاً وعجلاً / بني شيبان فرسان الوقار
وآل حنيفة وبني ضبيع / وأرقمها وحي بني ضرار
وشوساً من بني جشم تراها / غداة الروع كالأسد الضواري
وقم بني ربيعة آل قومي تهيأوا / للتحية والمزار
إلى أخوالهم طي فاهدوا / لهم طعناً من العنوان واري
صبحناهم على جرد عتاق / بأسياف مهندة قواري
ولولا صائحات أسعفتهم / جهاراً بالصراخ المستجار
لما رجعوا ولا عطفوا علينا / وخافوا ضرب باترة الشفار
فيا لك من صراخ وفاتضاح / ونقع ثائر وسط الديار
على قب مسومة عتاق / مقلدة أعنتها كبار
فتعطف بالقنا في كل صبح / وتحمل في العجاجة والغبار
وقد زرنا الضحاة بني لهيم / فاحدرناهم في كل عار
فيممت السنان لصدر عمرو / فطاح مجندلاً في الصف عاري
وقد جادت يداي على خميس / بضربة باتر الحدين فاري
وأفلت فارس الجراح مني / لضربة منصل فوق السوار
فقل لابن الذعير النذل هلا / تصبر في الوغى مثل اصطباري
ألم أدعوه في سبق فولى / كمثل الكبش يأذن بالحذار
أنا ابن الشم من سلفي نزار / كريم العرض معروف النجار
وحولي كل أروع وائلي / سديد الرأي مشدود الإزار
تولت رجالي بالغنائم والغنى
تولت رجالي بالغنائم والغنى / مزجين للأجمال من رملان
ونادوا نداء بالرحيل فلم أطق / إياباً وصنوي في المعارك فان
أؤوب إلى أمي سليماً مكرماً / وغرسان مقتول بدار هوان
أأترك من لا يترك الدهر طاعتي / ملب لما أدعو بكل لسان
أخي ومعيني في الخطوب وصاحبي / بكل إغاراتي بحد سنان
فلما دعاني يا ابن روحان لم / أخموقومت عسالي وصدر حصاني
طعنت بنصل الرمح جبهة مالك / وغيبنه فيه بغير توان
وجندلت عماراً بضربة صارم / ومزقت شمل الجند بالخولان
بكيت لغرسان وحق لناظري
بكيت لغرسان وحق لناظري / بكاء قتيل الفرس إذ كان نائيا
بكيت على واري الزناد فتى الوغى / السريع إلى الهيجاء إن كان عاديا
إذا ما علا نهداً وعرض ذابلاً / وقحم بكرياً وهز يمانيا
فأصبح مغتالاً بأرض قبيحة / عليها فتى كالسيف فات المجاريا
وقد أصبح البراق في دار غربة / وفارق إخواناً له ومواليا
حليف نوى طاوي حشاً سافح دماً / يرجع عبرات يهجن البواكيا
فمن مبلغ عني كريمة أمه / لتندب غرساناً وبراق ثانيا
أقول لنفسي مرة بعد مرة
أقول لنفسي مرة بعد مرة / وسمر القنا في الحي لا شك تلمع
أيا نفس رفقاً في الوغى ومسرة / فما كأسها إلا من السم ينقع
إذا لم أقد خيلاً إلى كل ضيغم / فآكل من لحم العداة وأشبع
فلا قدت من أقصى البلاد طلائعاً / ولا عشت محموداً وعيشي موسع
إذا لم أطأْ طَيّاً وأحلافَها معاً / قضاعة بالأمر الذي يتوقع
فسيروا إلى طي لنُخلي ديارَهم / فتصبح من سكانها وهي بلقع
لعمري لست أترك آل قومي
لعمري لست أترك آل قومي / وأرحل عن فنائي أو أسير
بهم ذلي إذا ما كنت فيهم / على رغم العدى شرف خطير
أأنزل بينهم إن كان يسر / وأرحل إن ألم بهم عسير
وأترك معشري وهم أناس / لهم طول على الدنيا يدور
ألم تسمع أسنتهم لها في / تراقيكم وأضلعكم صرير
فكف الكف عن قومي وذرهم / فسوف يرى فعالهم الضرير
وهل أنا إلا واحد من ربيعة
وهل أنا إلا واحد من ربيعة / أعز إذا عزوا وفخرهم فخري
سأمنحكم مني الذي تعرفونه / أشمر عن ساقي وأعلو على مهري
وادعو بني عمي جميعاً وإخوتي / إلى موطن الهيجاء أو مرتع الكر
عين تجود وقلب واله كمد
عين تجود وقلب واله كمد / لما ثوى في الثرى الضرغامة الأسد
غاب الكرى وتقضى النوم وانصرمت / حبل التواصل لما أن دنا السهد
أمن دون ليلى عوقتنا العوائق
أمن دون ليلى عوقتنا العوائق / جنود وقفر ترتعيه النقانق
وعجم وأعراب وأرض سحيقة / وحصن ودور دونها ومغالق
وغربها عني لكيز بجهله / ولما يعقه عند ذلك عائق
وقلدني ما لا أطيق إذا ونت / بنو مضر الحمر الكرام الشقائق
وإني لأرجوهم ولست بائس / وإني بهم يا قوم لا شك واثق
فمن مبلغ برد الأيادي وقومه / بأني بثاري لا محالة لاحق
ستسعدني بيض الصوارم والقنا / وتحملني القب العتاق السوابق
رمى الله من يرمي الكعاب بريبة / ومن هو بالفحشاء والمكر ناطق
كم باكيات ترى يرثين في أسد
كم باكيات ترى يرثين في أسد / ونادبات بحسرات لغرسان
لهفي عليه ثوى في موطن خشن / بين الجياد بأسياف ومران
والخيل تقرع عرضاً في أعنتها / والأرض تقذف سيلاً من دم قان
فذاك مشرع آبائي الألى سلفوا / بين المعارك من شيب وشبان
عبرت بقومي البحر أنزف ماءه
عبرت بقومي البحر أنزف ماءه / وهل ينزفن البحر يا قوم نازف
ويوم التقينا ظل يوم عصبصب / وفيه غبار ثائر وعواصف
وضرب يقد الهام بالبيض موجع / وفيه الجياد السابحات زواحف
إذا قيل قد ولت هزيماً فإنها / بقدر لحاظ الطرف منك عواطف
وظل لها يوم يجمع هبوة / بها يبتني سقف من الأفق واقف
ودارت رحى الحرب المشيبة للفتى / وهالت ذوي الألباب تلك المواقف
بها نغم الأسياف تنطق بالطلى / فصيحات حد ثائرات خفائف
فآبت إلى ما يستشير بني أبي / وينهضها الشم الكرام الغطارف
لم يبق يا ويحكم إلا تلاقيها
لم يبق يا ويحكم إلا تلاقيها / ومسعر الحرب لاقيها وآتيها
لا تطمعوا بعدها في قومكم مضر / من بعد هذا فولوها مواليها
فمن بقي منكم في هذه فله / فخر الحياة وإن طالت لياليها
ومن يمت مات معذوراً وكان له / حسن الثناء مقيماً إذ ثوى فيها
إن تتركوا وائلاً للحرب يا مضر / فسوف يلقاكم ما كان لاقيها
يا أيها الراكب المجتاز / ترفل في حزن البلاد وطوراً في صحاريها
أبلغ بني الفرس عنا حين تبلغهم / وحي كهلان أن الجند عافيها
لابد قومي أن ترقى وقد جهدت / صعب المراقي بما تأبى مراقيها
أما إياد فقد جاءت بها بدعاً / في ما جنى البعض إذ ما البعض راضيها
لا فرجن اليوم كل الغمم
لا فرجن اليوم كل الغمم / من سبيهم في الليل بيض الحرم
صبراً إلى ما ينظرون مقدمي / إني أنا البراق فوق الأدهم
لارجعن اليوم ذات المبسم / بنت لكيز الوائلي الأرقم
وَقَد جادَت يَدايَ عَلى خَميسٍ
وَقَد جادَت يَدايَ عَلى خَميسٍ / بِضَربَةِ باتِرِ الحَدَّينِ فاري
وَأَفلَت فارِسُ الجُرّاحِ مِنّي / لَضَربَةِ مُنصُلٍ فَوقَ السُواري
فَقُل لِاِبنِ الذُعَيرِ النَذلِ هَلّا / تَصَبَّرُ الوَغى مِثلَ اِصطِباري
أَلَم أَدعوهُ في سَبقٍ فَوَلّى / كَمِثلِ الكَبشِ يَأذَنُ بِالحِذارِ
أَنا اِبنُ الشُمِّ مِن سَلَفي نِزارٍ / كَريمِ العِرضِ مَعروفِ النِجارِ
وَحَولي كُلُّ أَروَعَ مائِلِيٍّ / سَديدِ الرَأيِ مَشدودِ الإِزارِ
فَإِن تَسيروا إِلَينا تَرفِدوا عَجَلاً
فَإِن تَسيروا إِلَينا تَرفِدوا عَجَلاً / ضَرباً يَظَلُّ عَلى هاماتِكُم يَقِدُ
وَإِن وَقَفتُم فَإِنّا سائِرونَ لَكُم / يا آلَ خالي بِجُردِ الخَيلِ تَنجَرِدُ