المجموع : 17
أهاجك برق في دجى الليل لامعُ
أهاجك برق في دجى الليل لامعُ / نعم واستخفتك الربوع البلاقِعُ
أضاء فجلباب الظلام ممزق / كما مزق النقع السيوف القواطع
أما وامتطاء العيس في كل مهمه / مواضي كما شاء الهوى ورواجع
وركب تعاطوا في الدجى دلج السرى / يقودون داجي الليل والليل طالع
يجدون عن طعم الكرى فجنوبهم / جنوب خيول ما لهن مضاجع
لقد ذكرتني سالف العهد بالحمى / حمائم أيك في ذراه سواجع
ذكرتكم والخيل تعثر بالقنا / وبيض المواضي والرماح شوارع
فبت كأني ساورتني ضئيلة / من الرقش في أنيابها السم ناقع
وبين جفوني والسهاد تواصل / وبين ضلوعي والهموم تقارع
ولم يستطع كتم الهوى ذو صبابةٍ / له فيض دمع بالتباريح صادع
إذا سألوا عن سره فهو كاتم / وان سألوا عن وجده فهو ذائع
وما الحب إلا عبرة مستهلة / ونار جوى تطوى عليها الأضالع
وقد زارني طيف الخيال فزادني / إلى الوجد وجداً والعيون هواجع
فطيف للذات التواصل مانح / وخل لإهداء التحية مانع
أكان حراما لو تدارك مهجة / لئن لم تمت في الحب فهي تنازع
ألم يأن أن تروى قلوب من الصدى / وأن يجمع الشمل المشتت جامع
حلفت بمن وارى الستار وما هوت / إليه رقاب العيس وهي خواشع
لئن بعدت منا الجسوم عن الحمى / ففي ربعه منا القلوب ودائع
وليل بجنب الحي لا أستعيده / جنيت به حلو الجنى وهو يانع
يخادعني فيه رسيس من الهوى / ومن عجب الأيام مثلي يخادع
ألا ليت شعري هل أرى ذلك الحمى / وهل فيه أيام مضين رواجع
هي الدار لا شوقي القديم بناقص / إليها ولا قلبي من البين جازع
ولولا احمرار الدم لانبعثت لها / سحائب من دمعي هوام هوامع
هجرت الحمى لا أنني قد سلوته / وكيف ولي قلب إليه ينازع
ولكنني جانبت قوما كأنني / لآنافهم لما يَرَونِيَ جادع
أقلب طرفي لا أرى غير ناكث / يماذقني في وده ويصانع
قذفت إخاء كدر المذق صفوه / ولاحت عليه للضغون طلائع
يصافي أخاه إن بدا منه مطمع / ويهجره إن جانبته المطامع
سأشكوهم والعين يسفح ماؤها / وطير الجوى بين الجوانح واقع
إلى من إذا قد قيل من نفس أحمد / أشارت كليب بالاكف الاصابع
وروح هدى في جسم نور يمده / شعاع من النور الإلهي ساطع
وكنز عن العلم الربوبي إن تشا / يخبرك ظهر الغيب ما أنت صانع
مليك تجلى في سما المجد رفعة / شمائله فيها النجوم الطوالع
دنا فتدلى للعقول وإنها / لتقصر عن إدراكه فهو شاسع
يريك الندى في البأس والبأس في التقى / صفات لأضداد المعالي جوامع
يهم بمقدام على كل فتكة / يضيق بها رحب الفضا وهو واسع
مضت حيث لا لدن المثقف شائك / فيخشى ولا السيف المهند قاطع
خلال يضوع الشعر من طيب نشرها / ألا كل مد في سواك لضائع
وكم جحفل قد دك منه صفاته / له فوق أصوات الحديد صواقع
سقبت المنايا واقعا بنفوسهم / إذا الحرب سوق والنفوس بضائع
فليس لهم إلا الدماء مدارع / وليس لهم إلا القبور مضاجع
أراع فؤاد الدهر بطشك فانطوت / على ومجل أحشاؤه والاضالع
حسامك في الاعمار أمضى من الردى / وحلمك يوم الصفح للصفح شافع
وأنت أمين اللَه بعد أمينه / وأنت له صهر وصنو وتابع
لعمري لقد أيدته في حروبه / كما أيدت كفيه منه الاصابع
فلا واصل إلا الذي هو واصل / ولا قاطع إلا الذي هو قاطع
أقول لقوم أخروك سفاهة / وللذكر نص فيك ليس يدافع
دعو الناس ردوهم إلى من يسوسهم / فهل يستوي شم الذرى والاجازع
وهل يستوي السيف اليماني والعصا / وهل تستوي أسد الشرى والضفادع
ألا إن هذا الدين لولا حسامه / لما شرعت للناس منه الشرايع
ألا إنما الأقدار طوع بنانه / إذا ما دعي للأمر وافت تسارع
ألا إنما الأرزاق عند اقتسامها / فهذا له معطي وذلك مانع
إلا إنما التوحيد لولا علومه / لما كشفت للناس عنه البراقع
لك المعجزات الباهرات أقلها / لك الميت يحيا والضلوع جراشع
وفيك استغاث اللَه للذنب آدم / فلاح له برق من العفو لامع
وفيك التجى في اليم نوح وقد طغى / على كل طود لجه المتدافع
وفيك اغتدى في السجن يوسف راجيا / نجاة وقد سدت عليه المطالع
وآنس منك النار موسى بذي طوى / فسار إليها وهو للنعل خالع
وباسمك قد نادى الخليل فلم يخف / من النار هولا وهو في النار واقع
ومعناك كم أبدى لذي اللب معجراً / وكم رد وقع الخطب والخطب فاضع
وما هي إلا آية بعد آية / تسك بها للملحدين مسامع
حمى لا يريع الليث ظبي كناسه / فيذعره عن سربه وهو راتع
وجارك لا يعطي الزمان مقاده / ومنك له ركن شديد مدافع
ولا فاضعاً للدهر خوفا وان مضى / على الناس جوراً صرفه المتتابع
سهام المنايا للانام قواصد
سهام المنايا للانام قواصد / وليس لها إلا النفوس مصائد
أتأمل أن يصفو لنا العيش والردى / له سائق لم يلو عنا وقائد
وتطمع في حب البقاء وطوله / ونعلم ان الدهر للعمر فاقد
وما هذه الأيام إلا أساود / تلمض في أنيابها السم راقد
وتلك الليالي لا يغرك سلمها / وما هن إلا الثاكلات الفواقد
ألم تر إنا كل يوم إلى الثرى / نشيع مولوداً مضى منه والد
وحسبك بالاشراف من آل هاشم / فقد اقفرت أطلالهم والمعاهد
حدا بهم الحادي فتلك ديارهم / خواشع ما بين الديار هوامد
دموع ليس تنقع من أوام
دموع ليس تنقع من أوام / وان سحت كماء المزن هامي
ووجد كلما حاولت أنى / أبرده تلهب بالضرام
ولا تشفي الدموع حليف وجد / وان فاضت بأربعة سجام
ولا يجدي جميل الصبر صبا / شجيا لا ينهنه بالملام
مررت بكربلا فاهاج وجدي / مصارع فتية غر كرام
حماة لا يضام لهم نزيل / أماجد برئوا من كل ذام
قبور تنطف العبرات فيها / كما نطف العبير على الأكام
قليل ان تقاد لها الغوادي / وينحر عندها جون الغمام
وقفت بها لالئم من ثراها / أريج العرف مفضوض الختام
وضعت يدي وقد ضمت لصدري / كلوم لا يقوم بها كلامي
وقد نصلت دموع العين فيها / نصول الدر سل من النظام
أسائل ربعها عن ساكنيه / ولات العز والرتب السوامي
ومثل لي الحسين بها غريبا / عنائي للغريب المستضام
تكاد النفس ان ذكرته يوما / تفر من الحياة إلى الحمام
أبي الضيم لم يألف قياداً / غداة الطف للجيش اللهام
يحامي عن حقيقته وحيداً / بنفسي ذلك البطل المحامي
بعين للعدى ترنوا واخرى / بها يرنو إلى نحو الخيام
سعى للحرب يهتز ارتياحا / ونار الحرب موقدة الضرام
تقارعه الهموم فيتقيها / بقلب مثل حامله همام
همت كفاه في سلم وحرب / على العافين بالمنن الجسام
فلا يسراه يشغلها لجام / ولا يمناه يشغل بالحسام
تسل من الرقاب له سيوف / فتغمد في المفارق واللمام
اذ ركعت رأيت لها الأعادي / سجوداً في التراب بغير هام
كأن عداه يوم الروع نبت / وبيض ضباه كالنهم السوام
إلى أن خر فوق الترب ملقى / على الرمضاء عز له المحامي
برغمي ان خلا نادي المعالي / وخر عن الهدى سامي الدعام
برغمي للشريعة قد رماها / بصدع ليس يجبر بالتئام
ولم أر مثل يومك والسبايا / على الاقتاب تهدى للشآم
ولم أر مثل يومك ليس ينسى / على الأيام عاما بعد عام
وكل حشى عليك كأن فيه / لسان الرمح أو طرف الحسام
هوالرزء الذي ابتدع الرزايا / وقال لا عين الأعداء نامي
ألا يا كربلا كم فيك بدر / علاه الخسف من قبل التمام
وكم غصن بأرضك جف غضاً / يفدى بالنفوس معروق الفطام
وكم من آل أحمد من أبي / قضى ظما ولج الماء طامي
بنفسي كل ابلج من قريش / أشم الانف معروق الفطام
وكل معرق في المجد منهم / يدار بذكره كأس المدام
على الرمضاء دامي النحر عار / ولا ظل له غير القتام
ويا لك عصبة لم ترع إلا / لا آل اللَه في الشهر الحرام
فهذا موثق عان وهذا / عليل لا يفيق من السقام
وذاك مجرع كأس المنايا / بضرب السيف أو رشق السهام
وأفئدة العقايل من معد / لها خفقان أجنحة الحمام
قريحات الجفون يضيق فوها / بما في الصدر من صفة الغرام
سقطن على الشهيد بحر قلب / إلى تقبيل منحره ظوامي
وان أبعدن قسراً عن حماه / لحظناه بأجفان دوامي
ألا من مبلغ عني نزاراً / ببطحاء المشاعر والحرام
لأنتم أطول الثقلين باعا / وأبعد موطنا عن كل ذام
فلا حملت عواتقكم سيوفا / ورأس السبط فوق الرمح سامي
ولا ركبت فوارسكم خيولا / وصدر السبط مرضوض العظام
ولا حجبت كرائمكم خيام / ورحل السبط منهوب الخيام
ولا نقع الغليل لكم رواء / ونجل محمد في الطف ظامي
ولا بلغ الفطام لكم رضيع / وطفل السبط يفطم بالسهام
وأنصار له في اللَه باعوا / حياة النفس بالموت الزوام
لقد ألفوا الوغى قدما فحنوا / إلى الهيجاء حنين المستهام
إذا شبت لظى الهيجاء كانوا / أمام الدارعين إلى الأمام
حموا وسموا فما حام وسام / سواهم من بني حام وسام
لقد نالوا المنى وجنوا ثماراً / من الشرف الرفيع المستدام
أيا بن القادمين على المنايا / إذا ما الصيد تحجم في الصدام
وهم حجج الإله على البر / بهم عرف الحلال من الحرام
تحلى بالعلى قوم سواهم / فكان نصيبهم منها الأسامي
متى أنا قائم أعلى مقام / ولاق ضوء وجهك بالسلام
وقد نشرت لك الرايات تبدو / خوافقها بمكة فالمقام
تقود جوامح الأيام حتى / جرت بيديك طيعة اللجام
وأشرقت البلاد بجيش نصر / رماحهم أخف من السهام
تدير السمر فيه عيون زرق / فلا ينظرن إلا عن حمام
وبيض في سواد النقع تهوي / إلى فيض الدما أبداً ظوامى
هناك يشتفي الصادي ويحظى / وليكم بإدراك المرام
رحل الخليط جزعت أم لم تجزع
رحل الخليط جزعت أم لم تجزع / وحبست أم أطلقت حمر الأدمع
أني وهل يطفي الجوى من مدنف / دمع جرى ما بين تلك الأربع
يا راحلا هلا رجوع إلى الحمى / هيهات ليس لذي النوى من مرجع
أم هل لأيام التلاقي مطمع / هيهات سد علي باب المطمع
أفديك بي هلا رجعت بنظرة / يحيى بها قلب الشجي الموجع
أفديك بي هلا حبست في السرى / منك المطي لتقض حق تودعي
لهفي عليك وقد دعاك إلى السرى / داعي الرحال فجئت جيئة طيع
قل للمليحة من بنات الصيد
قل للمليحة من بنات الصيد / قولا يذوب له صفا الجلمود
أفلا ترقي في الهوى لمتيم / أم بين جانحتيك قلب حديد
أمرضت جثماني عليك صبابة / وكحلت جفن العين بالتسهيد
ما غردت فوق الغصون حمامة / إلا وهمت إليك بالتغريد
كم أعين لك صعدتها زفرة / عن حر قلب ذاب بالتصعيد
ومفند لي في هواك سفاهة / قد ضل نهج الحق بالتفنيد
لو كان يبصر بعض ما أبصرته / ألقى الومام إلي بالتقليد
يا بنت من تروي حديث فخارها / عن خير آباء لها وجدود
كم سار للعشاق خلفك موكب / والحسن تحت لوائك المعقود
هل شملنا بعد التفرق جامع / فأرى بعيد الوصل غير بعيد
ما زلت في بحر الكآبة طافحا / فمتى استوائي فوق متن الجود
وقفت بها مستنشقا لعبيرها
وقفت بها مستنشقا لعبيرها / ودمعي مسكوب وقلبي واجد
وكم بين باك مستهام وبين من / تراه كئيبا وهو للوجد فاقد
أسائلها ما بالها حكم البلى / عليها وكيف استوطنتها الأوابد
مهابط وحي طامسات رسومها / معاهد ذكر أوحشت ومساجد
وعهدي بها للوفد كعبة قاصد / فذا صادر عنها وذلك وارد
وأين الألى لا يستظام نزيلهم / إليهم وإلا ليس تلقى المقالد
ذوي الجبهات المستنيرات في العلى / تقاصر عنها المشتري وعطارد
سما بهم في العز جد ووالد / ومجد طريف في الفخار وتالد
وما قصبات السبق إلا لماجد / نمته إلى العليا غر أماجد
معادن علم اللَه حكام شرعه / لديهم وإلا ليس ترجى المقاصد
تسود بني الدنيا وليست تسودهم / وهل أحد إلا مسود وسائد
لتغدو المنايا بعدهم حيث تبتغي / فما أنا من رزء وإن جل واجد
سأبكيهم ما فاض دمعي وإن يفض / فلي كبد ما عشت للوجد كامد
وأعظم أحداث الزمان رزية / بكتها الصخور الصم وهي جلامد
وداهية دهياء غم نهارها / وطار بها نقع إلى الافق صاعد
بها رقدت عين الضلال وسهدت / عيون حماة الحق وهي رواقد
سلام على الاسلام من بعد يومها / فليس له راع عن الضيم ذائد
سهدت وقد نامت عيون كثيرة / وما أنا لولا يوم عاشور ساهد
سل الليل عني هل مللت سهاده / وهل ألفت جنبي فيه المراقد
ولي مقلة محلولة الجفن بالبكا / وقلب على فرط الصبابة عاقد
وفي القلب أشجان وفي الصدر غلة / إذا رمت ابراداً لها تتزايد
فلا وجد إلا وهو عندي مخيم / ولا صبر إلا وهو عني شارد
أيمسي حسين بالطفوف مروع / وطرفي ريان من الأمن راقد
ويمسي صريعا بالعراء على الثرى / وتوضع لي فوق الحشايا الوسائد
فلا عذب الماء المعين لشارب / وقد منعت ظلماً عليه الموارد
ولا حملت ايدي الرجال سيوفها / وقد نهلت منه الرقاق البوارد
وما أنس لا أنساه ناء عن الحمى / غريبا تواسيه الرجال الأباعد
وما أنس لا أنساه وهو مروع / يكابد من أشجانه ما يكابد
بنفسي أبي الضيم لم يلف ضارعا / وقد أسلمته للمنون الشدائد
ولم ير مكثورا أبيدت حماته / وعز مواسيه وقل المساعد
بأربط جأشاً منه في حومة الوغى / إذ البيض فيها باديات عوائد
ينادي بهم هل من مجير يجيرنا / وما فيهم إلا قريب وجاحد
وينشدهم هم هل تعرفوني من أنا / وكيف وهل يستنطق العجم ناشد
فشمر لا يلوي إلى الحرب والردى / يمانعه عن نفسه ويراود
أمام يرد الجيش وهو كتائب / بسطوته يوم الوغى وهو واحد
إذا ركع الهندي يوما بكفه / لدى الحرب فإلها مات فيها سواجد
يلوح الردى في شفرتيه كأنه / شهاب هوى لما تطرق مارد
وان ظمي الخطي بل أوامه / لدى الروع من فيض الطلى فهو وارد
قريب الندى ناتي المدى مورد العدى / حياض الردى والضرب في الهام شاهد
يصول عليهم صولة حيدرية / يقيم لواء الدين واللَه عاقد
يخوض عليهم صولة حيدرية / ويوردهم حوض الردى وهو راكد
إلى أن هوى فوق الصعيد مجدلا / بنفسي وبي ثاو على الترب ساجد
فلا اخضر عود المجد بعدك والعلى / ولا رار روض الدين بعدك رائد
ولا جانب الدنيا بسهل ولا ضحى / بطلق ولا غصن المسرة مائد
بنفسي وبي ملقى ثلاثا على الثرى / تهب عليه الصافنات الصوارد
وما أسفى للراس يسمو على القنا / ترتل آي الذكر والركب هاجد
ولم أر يوما سيم خسفا به الهدى / وهدت به أركانه والقواعد
كيوم حسين والسبايا حواسر / تشاهد من أسر العدى ما تشاهد
تسير إلى نحو الشئام شواخصاً / على قتب تطوى بهن الفراقد
وتضرب قسراً بالسياط متونها / وتنزع أقراط لها قلائد
بنفسي أبو الفضل المواسي بنفسه / أخاه وباز الحرب للموت صائد
أخ ماجد لم يخزه يوم مشهد / له عضد في الحادثات وساعد
بنفسي زين العابدين مغللا / سقيما لوا الوجد المبرح عائد
فوا لهفتاكم من نفوس كريمة / إليها وإلا ليس تنمى المحامد
تسيل على زرق الأسنة والظبا / ويشمت فيها مبغض ومعاند
بنفسي وبي تلك الجسوم كأنما / عليهن من فيض الدماء مجاسد
توفوا عطاشا بالعراء كأنما / لهم بالمنايا في الطفوف مواعد
وللَه أقوام فدته نفوسهم / فكان لهم عز على الدهر خالد
كأنهم والخيل تعثر بالقنا / أسود رعت اشبالها وأساود
بها ليل مناعون للضيم أحسنوا / بآلائهم في اللَه غر أماجد
وفرسان موت مقدمون كأنما / فناها لاجال الرجال مقاود
وما كل مفتول الذراعين باسل / ولا كل سام في السماء فراقد
لتذهب بها مثل الجبال محامد / على الدهر أطواق لها وقلائد
عسى الغائب الموتور قد حان وقته / فيجبر مكسور ويصلح فاسد
ويصبح عود الدين بعد ذبوله / يميس قواما وهو ريان مائد
فديناك قد ضاق الخناق ولم يزل / يعنفنا فيك العدو المعاند
فلا تتركني قاعداً أرقب المنى / أقيم قناة الحرب والحرب قاعد
ودونكموها من عتيق ولائكم / قواف على جيد الزمان فرائد
جواهر لم تعلق بها كف ناظم / ولا لامستهن الحسان الخرائد
ولولاكم مافاه بالشعر مقولي / ولا شاع لي بين الأنام قصائد
عليكم سلام اللَه ما اهتزت الربى / وسحت عليها البارقات الرواعد
سلوت عن الغري فذكرتني
سلوت عن الغري فذكرتني / نوائح غردت فوق الغصون
ذكرت أحبة فيها كراما / علا وان هم لم يكرموني
إذا ما جاء يسحب برديته
إذا ما جاء يسحب برديته / وفي أعطافه هيف ولين
بوجه رق ماء الحسن فيه / فراق الخد منه والجبين
وألحاظ مواض كالمواضي / قلوب العاشقين لها جفون
سقطت على جهينته فسله / فعند جهينة الخبر اليقين
بنفسي نديم بات يقري مسامعي
بنفسي نديم بات يقري مسامعي / حديثا لمطوي الغرام به نشر
إذا ما تلا صحف ابن مريم صادعا / بالحان داود وقد هجع السمر
وهبت له نفسي وقلت له احتكم / فأنت بما تهوى لك النهي والأمر
إلى كم ذا تدان ولا تدين
إلى كم ذا تدان ولا تدين / وحتى ما أخان ولا أخون
أما عاهدتني والعهد دين / ومثلي لا تضاع له ديون
مسألة أعضلني حلها
مسألة أعضلني حلها / فهل رعاك اللَه عنها جواب
ما وجه تخصيصك بالمال من / مت بقرب لك أو انتساب
هل وردت في ذاك من سنة / أو آية من محكمات الكتاب
فاكشف عن الستر فانا نرى / جميع أفعالك وفق الصواب
ولا تدعني منك في حيرة / اسبح في لجة بحر ارتياب
أدامك اللَه عماداً لنا / مشرف القدر علي الجناب
قل لقريب الدار في بعده
قل لقريب الدار في بعده / ما باله قد حال عن عهده
وما له لم يرع حق الوفا / وينجز المأمول من وعده
أخنى بعبد اللَه صرف الردى / وابتزنا القاسم من بعده
واليوم قد أخنى على محسن / ندب رحيب الباع ممتده
وردة مجد قطفت غضة / والهفة المجد على ورده
أركب الردى هل من يؤدي رسالتي
أركب الردى هل من يؤدي رسالتي / إلى جدثٍ أمسى علي رهينه
تحية مشتاق ودعوة وامق / مقيم على عهد الوفا لن يخونه
يسائله عن غائب كيف حاله / وما حال من قد حالت الأرض دونه
هل ابن أخي باق هلالا كعهدنا / يجلي من الليل البهيم دجونه
وهل غير القبر الذي قد ثوى به / وقد كان وضاح الجبين جبينه
وهل هو في مشقوقة اللحد سامع / وقد أن مفجوع عليه أنينه
رعى اللَه من ودعته يوم بينه / وأودعته قلبا يواري شجونه
أكتم وجدي عن شماته يوم بينه / وأودعته قلب يواري شجونه
أقول لقوم يحملون سريره / ألا ثكلت أم الذي يحملونه
رضيت بحكم الدهر فيه ضرورة / ويرضى الفتى إذ لم يلاق معينه
سمحت به إذ لم أجد عنه مدفعا / وكنت به في الحادثات ظنينه
مضى طاهر الجثمان والعين والحشى / وخلف مكوي الفؤاد حزينه
هنيئا له البيت الجديد موسداً / على اليمن والاقبال فيه يمينه
مجاور سكن في ديار بعيدة / أطال بها ريب المنون سكونه
حلفت له لا آلف الصبر بعده / فشلت يميني ان نقضت يمينه
أجانب قوما لم يكن وسط عقدهم / واهجر ربعا لا يكون قطينه
أمر بقبر قد طواه صعيده / عسى يقضي جفن العين في ديونه
ولا عجب إن تمطر العين قومه / وأضحى سواد المقلتين دفينه
جلل له بذوي العلى إلمام
جلل له بذوي العلى إلمام / لم تأتنا بنظيره الأيام
لعل لياليا ذهبت تعود
لعل لياليا ذهبت تعود / فيورق من زمان الوصل عود
ويرجع لي بها زمن التصابي / ويدنو لي بها الأمل البعيد
وكنت بقربها اختال تيها / وغصن شبيبتي خضل يميد
لقد ولت على عجل قصاراً / تقضت والمشوق بها عميد
أبيت وفي الحشا داء دفين / يؤرقني وأصحابي هجود
ووجد كلما حاولت أني / أبرده يشب له وقود
وعتب كحيلة العينين رود / يذوب لعتبها الحجر الصلود
بألفاظ قطعن نياط قلبي / إذ تليت يشيب بها الوليد
فمثلي لا يخون عهود خل / ومثلك لا تخان له عهود
وراعى حق من أولاك علما / تفيد به سواك وتستفيد
ولا تجزع لهجر بعد وصل / فأيام الهوى بيض وسود
إلى كم يروع القلب منك صدوده
إلى كم يروع القلب منك صدوده / وسالف عيش كل يوم تعيده
أتأمل ان الوصل يخضر عوده / غنى في يد الآمال لا تستفيده
فدع عنك خلاً قد ثني عنك عطفه / فما ضر ظبي قانص لا تصيده
ودونك خلاً قد أطاعك قلبه / تعرفه في الأمر كيف تريده
أخاك الذي ان تدعه لملمة / يذد عنك مالا يستطيع نديده
يبيت يقاسي لوعة السهد والجوى / ينم عليه للصباح عموده
بقلب خفوق لا يزال الأسى / كما خنقت فوق الخميس بنوده
وطرف سكوب لا يمل من البكا / فوافره يجري دماً ومديده
شقي الهوى من لم يذق طعم صابر / ومن ذاقه يوما فذاك سعيده
إذا لم أشيد في الحشى لك منزلا / على حنق الواشي فمن ذا يشيده
فكم من بعيد في المرار قريبه / وكم من قريب في المزار بعيده
وتنسب للتشبيب مثلي ضلة
وتنسب للتشبيب مثلي ضلة / وكم لي عليها من يد مستهلةِ
ولا أعرف التشبيب إلا بوصفه / ولا كان يوما في الغرام تعلتي
وهل لامرىء بعد الثلاثين ملعب / وقد أدبرت أيامه وتولت
ألم ترني في كل يوم مشيعا / إلى القبر منهم ميتا إثر ميت
فكم خلطوا حلو الكلام بمره / وكم عرضوا بي مرة بعد مرة
ألم يعلموا أني أبو عذرها الذي / غدا طالعا بالفضل كل ثنية
ويعرف فضلي كل غاد ورائح / ويعمى حسودي عن بيان فضيلتي
وما أنا إلا الشمس يسطع نورها / وإن أنكرتها كل عين مريضة
انا ابن الألى قد طبق الأرض فضلهم / ولاذت بنو العليا بهم واستطلت
بها ليل في أبياتهم حطت العلى / وألقت لديهم رحلها فاطمأنت
فأية رجل في السباق وكم تكن / لهم سابقت يوم الفخار فزلت