المجموع : 48
أما لو أعي كلّ ما أسمع
أما لو أعي كلّ ما أسمع / وأحفظ من ذاك ما أجمع
ولم أستفد غير ما قد جمعت / لقيل هو العالم المقنع
ولكنّ نفسي إلى كلّ نوع / من العلم تسمعه تنزع
فلا أنا أحفظ ما قد جمعت / ولا أنا من جمعه أشبع
وأحضر بالعيّ في مجلس / وعلمي في الكتب مستودع
فمن يك في علمه هكذا / يكن دهره القهقري يرجع
إذا لم تكن حافظاً واعياً / فجمعك للكتب ما ينفع
ماذا يكلفك الروحات والدلجا
ماذا يكلفك الروحات والدلجا / البر طوراً وطوراً تركب اللججا
كم من فتًى قصرت في الرزق خطوته / ألفيته بسهام الرزق قد فلجا
لا تيأسن وإن طالت مطالبةٌ / إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
إن الأمور إذا استدت مسالكها / فالصبر يفتح منها كل ما ارتتجا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته / ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
فاطلب لرجلك قبل الخطو موضعها / فمن علا زلقاً عن غرة زلجا
ولا يغرنك صفوٌ أنت شاربه / فربما كان بالتكدير ممتزجا
لا ينتج الناس إلا من لقاحهم / يبدو لقاح الفتى يوماً إذا نتجا
لا يمنعنّك يأسٌ من مُطالَبَةٍ / فَضَيِّق السُّبْل يوماً رُبَّما انْتُهِجَا
ألا يا قصر قصر النوشجاني
ألا يا قصر قصر النوشجاني / أرى بك بعد أهلك ما شجاني
فلو أعفى البلاء ديار قومٍ / لفضلٍ منهم ولعظم شان
لما كانت ترى بك بيناتٍ / تلوح عليك آثار الزمان
اصْبرْ على مَضَضِ الإِدْلاجِ في السَّحَر
اصْبرْ على مَضَضِ الإِدْلاجِ في السَّحَر / وفي الرَّوَاحِ إِلى الحاجاتِ والبَكَرِ
لا تَعْجِزَنَّ ولا يُضْجِرْك مَحْبَسها / فالنُّجْحُ يَتْلَفُ بَيْنَ العَجْزِ والضَّجَرِ
إِنِّى رَأَيْتُ وفي الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ / للصَّبْرِ عاقِبَةً مَحْمُودَةَ الأَثَرِ
وقَلَّ مَنْ جَدَّ في أَمْرٍ يُطالِبُهُ / فاستَصْحَبَ الصَّبْرَ إِلاَّ فاز بالظَّفَر
ويلٌ لمن لم يرحم الله
ويلٌ لمن لم يرحم الله / ومن تكون النار مثواه
واغفلتا في كل يومٍ مضى / يذكرني الموت وأنساه
من طال في الدنيا به عمره / وعاش فالموت قصاراه
كأنه قد قيل في مجلسٍ / قد كنت آتيه وأغشاه
محمد صار إلى ربه / يرحمنا الله وإياه
وابلائي من طول هذا الكتاب
وابلائي من طول هذا الكتاب / أسعدوني عليه يا أصحابي
أسعدوني على قراة كتابٍ / طوله مثل طول يوم الحساب
إن فيه مني البلاء ملقًى / ولغيري فيه الهوى والتصابي
وله الود والهوى وعلينا / فيه للكاتبين رد الجواب
ثم ممن يا سيدي وإلى من / منهضيم الحشا لعوب كعاب
وإلى من إن قلت فيه بعيب / لم أحط في مقالتي بالصواب
لا يساوي على التأمل والتف / تيش يوماً في الناس كف تراب
إذا اشتملت على اليأس القلوب
إذا اشتملت على اليأس القلوب / وضاق لما به الصدر الرحيب
أقبلْتُ أهرُب لا آلو مُباعدةً
أقبلْتُ أهرُب لا آلو مُباعدةً / في الأَرض منهمْ فَلم يُحْصِنِّيَ الهربُ
بقصر أوسٍ فَما والت خنادِقُه / ولا النواويسُ فالماخورُ فالخَرب
فأَيُّما موئِلٍ منها اعتصمتُ به / فِمن ورائي حثيثاً منهمُ الطلبُ
لمَّا رأيتُ بأني لستُ معجزَهم / فوتاً ولا هَرَباً قرَّبت أحتجِبُ
فصرتُ في البيت مسروراً بهم جَذِلاً / جَارَ البراءة لا شكوَى ولاشَغَبُ
فرداً يحدِّثني الموتى وتنطِقُ لي / عن علمِ ما غاب عنِّي منهمُ الكتبُ
هم مُؤْنِسون وأُلاَّف غَنِيتُ بهمْ / فليس لي في أنيسٍ غيرهم أَرَبُ
لِلّهِ من جُلَسَاءٍ لا جَليسهمُ / ولا عشيرهُمُ للسُّوءِ مرتَقِبُ
لا بادراتِ الأَذَى يخشى رفيقُهمُ / ولا يُلاقِيه منهمْ مَنْطِقٌ ذَربُ
أبقَوا لنَا حِكماً تبقى منافِعُهَا / أُخْرَى الليالي على الأيَّام وانشعبوا
فأيّما آدبٍ منهم مددتُ يدي / إليه فهو قريبٌ من يَدِي كَثَبُ
إن شئتُ من مُحكَم الآثارِ يرفعُها / إلى النبيِّ ثِقَاتٌ خِيرةٌ نُجُبُ
أو شئتُ من عَرَبٍ علماً بأوَّلِهم / في الجاهليَّة أنبتْني به العرب
أو شئتُ مِنْ سِيَرِ الأَملاكِ مِنْ عَجَمٍ / تُنْبي وتُخْبرُ كيف الرأيُ والأَدبُ
حتَّى كأنِّيَ قد شاهدتُ عصرَهُمُ / وقد مضَتْ دونهم من دَهِرِهم حِقَبُ
يا قائلاً قصُرَت في العلم نُهْيَتُهُ / أمسى إلى الجهل فيما قال ينتسِبُ
إنَّ الأوائل قد بانوا بعلمهم / خلافَ قولِك قد بانوا وقدْ ذهبوا
ما ماتَ منا امرؤ أبقَى لنا أدباً / نكون منه إذا ما مات نَكتِسبُ
لِيَ بُستانٌ أَنيقٌ زاهِرٌ
لِيَ بُستانٌ أَنيقٌ زاهِرٌ / ناضِرُ الخُضرَةِ رَبّانٌ تَرِف
راسِخُ الأَعراقِ رَيّانُ الثَرى / غَدِقٌ تُربَتُهُ لَيسَت تَجِف
لِمَجاري الماءِ فيهِ سَنَنٌ / كَيفَما صَرَّفتَهُ فيهِ اِنصَرَف
مُشرِقُ الأَنوارِ مَيّادُ النَدى / مُنثَنٍ في كُلِّ ريحٍ مُنعَطِف
تَملك الريحُ عَلَيهِ أَمرَهُ / فَإِذا لَم يُؤنِسِ الريحَ وَقَف
يَكتَسي في الشَرقِ ثَوبَي يُمنَةٍ / وَمَع اللَيلِ عَلَيها يَلتَحِف
يَنطَوي اللَيلُ عَلَيهِ فَإِذا / واجَهَ الشَرقَ تَجَلّى وَاِنكَشَف
صابِرٌ لَيسَ يُبالي كَثرَةً / جُزَّ بِالمِنجَلِ أَو مِنهُ نُتِف
كُلَّما أُلحِفَ مِنهُ جانِبٌ / لَم يُلَبَّث مِنهُ تَعجيلُ الخَلَف
لا تَرى لِلكَفِّ فيهِ أَثَراً / فيهِ بَل يَنمي عَلى مَسِّ الأَكُف
فَتَرى الأَطباقَ لا تُمهِلُهُ / صادِراتٍ وارِداتٍ تَختَلِف
فيهِ لِلخارِفِ مِن جيرانِهِ / كُلَّما اِحتاجَ إِلَيهِ مُختَرَف
أُقحُوانٌ وَبَهارٌ مونِقٌ / وَسِوى ذلِكَ مِن كُلِّ الطُرَف
وَهوَ زَهرٌ لِلنَّدامى أُصُلاً / بِرِضا قاطِفِهِم مِمّا قَطَف
وَهوَ في الأَيدي يُحَيّونَ بِهِ / وَعَلى الآنافِ طوراً يُستَشَف
أَعفِهِ يا رَبِّ مِن واحِدَةٍ / ثُمَّ لا أَحفَلُ أَنواعَ التَلَف
اِكفِهِ شاةَ مَنيعٍ وَحدَها / يَومَ لا يُصبِحُ في البَيتِ عَلَف
اِكفِهِ ذاتَ سُعالٍ شَهلَةً / مُتِّعَت في شَرِّ عَيشٍ بِالخَرَف
اِكفِهِ يا رَبِّ وَقصاءَ الطُلى / أَلحِمِ الكِتفَينِ مِنها بِالكَتِف
وَكَلوحٍ أَبَداً مُفتَرَّةٍ / لَكَ عَن هُتمٍ كَليلاتٍ رُجُف
وَنَؤوسِ الأَنفِ لا يَرقا وَلا / أَبَداً تُبصِرُهُ أَهلُها مِنها ظِلَف
لَم تَزَل أَظلافُها عافِيَةً / لَم يُظَلِّف أَهلُها مِنها ظِلَف
فَتَرى في كُلِّ رِجلٍ وَيَدٍ / مِن بَقاياهُنَّ فَوقَ الأَرضِ خُف
تَنسِفُ الأَرضَ إِذا مَرَّت بِهِ / فَلَها إِعصارُ تُربٍ مُنتَسِف
تُرهِجُ الطُرقَ عَلى مُجتازِها / بِيَدٍ في المَشيِ وَالخَطوِ القَطِف
في يَدَيها طَرَقٌ مِشيَتُها / حَلقَةُ القَوسِ وَفي الرِجلِ حَنَف
فَإِذا ما سَعَلَت وَاِحدَودَبَت / جاوَبَ البَعرُ عَلَيها فَخُصِف
وَأُحِصَّ الشّعرُ مِنها جِلدُها / شَنَّةٌ في جَوفِ غارٍ مُنخَسِف
ذاتُ قَرنٍ وَهيَ جَمّاءُ أَلا / إِنَّ ذا الوَصفَ كَوَصفٍ مُختَلِف
وَإِذا تَدنو إِلى مُستَعسِبٍ / عافَها نَتناً إِذا ما هُوَ كَرَف
لا تَرى تَيساً عَلَيها مُقدِماً / رُمِيَت مِن كِلِّ تَيسٍ بِالصَلَف
شَوهَةُ الخِلقَةِ ما أَبصَرَها / مِن جَميعِ الناسِ إِلّا وَحَلَف
ما رَأى شاةً وَلا يَعلَمُها / خُلِقَت خِلقَتَها فيما سَلَف
عَجَباً مِنها وَمِن تَأليفِها / عَجَباً مِن خَلقِها كَيفَ اِئتَلَف
لَو يُنادونَ عَلَيها عَجَباً / كَسبوا مِنها فُلوساً وَرُغُف
لَيتَها قَد أَفلَتَت في جَفنَةٍ / مِن عَجينٍ أَو دَقيقٍ مُجتَرَف
فَتَلَقَّت شَفرَةً مِن أَهلِهِ / قَدَرَ الإِصبِعِ شَيئاً أَو أَشَف
أَحكَمَت كَفّا حَكيمٍ صُنعَها / فَأَتَت مَجدولَةً فيها رَهَف
أُدمِجَت مِن كُلِّ وَجهٍ غَيرَ ما / أَلَّلَ الأَقيانُ مِن حَدِّ الطرَف
قابِضُ الرَونَقِ فيها ماتِحٌ / يَخطِفُ الأَبصارَ مِنها يُستَشَف
لَمَحَتها فَاِستَخَفَّت نَحوَها / عَجَلاً ثُمَّ أَحالَت تَنتَسِف
فَتَناهَت بَينَ أَضعافِ المِعَى / وَتَبَوَّت بَينَ أَثناءِ الشَغَف
أَورَمَتها قُرحَةٌ زادَت لَها / ذَوَباناً كُلَّ يَومٍ وَنَحَف
كُلَّ يَومٍ فيهِ يَدنو يَومُها / أَو تُرى وارِدَةً حَوضَ الدَنَف
بَينَما ذاكَ بِها إِذ أَصبَحَت / كَحَميتٍ مُفعَمٍ أَو مِثلَ جُف
شاغِراً عُرقوبُها قَد أَعقَبَت / بِطنَةً مِن بَعدِ إِدمانِ الهَيَف
وَغَدا الصِبيَةُ مِن جيرانِها / لِيَجُرّوها إِلى مَأوى الجِيَف
فَتَراها بَينَهُم مَسحوبَةً / تَجرُفُ التُربَ بِجَنبٍ مُنحَرِف
فَإِذا صاروا إِلى المَأوى بِها / أَعمَلوا الآجُرَّ فيها وَالخَزَف
ثُمَّ قالوا ذا جَزاءٌ لِلَّتي / تَأكُلُ البُستانَ مِنّا وَالصُحُف
لا تلوموني فَلَو أَبصَرتُ ذا / كُلَّهُ فيها إِذَن لَم أَنتَصِف
لا تذكري لوعةً إثري ولا جزعا
لا تذكري لوعةً إثري ولا جزعا / ولا تقاسن بعدي الهم والهلعا
بل ائتسي تجدي إن ائتسيت أساً / بمثل ما قد فجعت اليوم قد فجعا
ما تصنعين بعينٍ عنك قد طمحت / إلى سواك وقلبٍ عنك قد نزعا
إن قلت قد كنت في خفضٍ وتكرمةٍ / فقد صدقت ولكن ذاك قد نزعا
وأي شيءٍ من الدنيا سمعت به / إلا إذا صار في غاياته انقطعا
ومن يطيق خليعاً عند صبوته / أم من يقوم لمستورٍ إذا خلعا
كم في علاج نبيذ التمر لي تعبٌ
كم في علاج نبيذ التمر لي تعبٌ / الطبخ والدلك والمعصار والعكر
وإن عدلت إلى المطبوخ معتمداً / رأيتني منه عند الناس أشتهر
نقل الدنان إلى الجيران يفضحني / والقدر تتركني في القوم أعتذر
فصرت في البيت أستسقي وأطلبه / من الصديق ورسلي فيه تبتدر
فمنهم باذلٌ سمحٌ بحاجتنا / ومنهم كاذبٌ بالزور يعتذر
فسقني ري أيامٍ لتمنعني / عمن سواك وتغنيني فقد خسروا
إن كان زقٌ فزقٌ أو فوافرةٌ / من الدساتيج لا يزري بها الصفر
وإن تكن حاجتي ليست بحاضرةٍ / وليس في البيت من آثارها أثر
فاستسق غيرك أو فاذكر له خبري / إن اعتراك حياءٌ منه أو حصر
ما كان من ذلكم فليأتني عجلاً / فإنني واقفٌ بالباب أنتظر
لا لي نبيذٌ ولا حرٌّ فيدعوني / وقد حماني من تطفيلي المطر
شاربت قوماً لم أطق شربهم
شاربت قوماً لم أطق شربهم / يغرق في بحرهم بحري
لما تجارينا إلى غايةٍ / قصر عن صبرهم صبري
خرجت من عندهم مثخناً / تدفعني الجدر إلى الجدر
مقبح المشي كسير الخطا / تقصر عند الجد عن سيري
فلست أنسى ما تجشمت من / كدحٍ ومن جرحٍ ومن أثر
وشق ثوبٍ وتوى آخرٍ / وسقطةٍ بان بها ظفري
تخطي النفوس مع العيا
تخطي النفوس مع العيا / ن وقد تصيب مع المظنة
كم من مضيقٍ في الفضا / ء ومخرجٍ بين الأسنة
لا أرق الله عيني من أرقت له
لا أرق الله عيني من أرقت له / ولا ملا مثل قلبي قلبه ترحا
يسرني سوء حالي في مسرته / فكلما ازددت سقماً زادني فرحا
عقله عقل طائر
عقله عقل طائر / وهو في خلقة الجمل
قل لبغاة الآداب ما صنعت
قل لبغاة الآداب ما صنعت / منها إليكم فلا تضيعوها
وضمنوها صحف الدفاتر بال / حبر وحسن الخطوط أوعوها
فإن عجزتم ولم يكن علفٌ / تسيغه عندكم فبيعوها
لا تجلسن مع يوسفٍ في مجلسٍ
لا تجلسن مع يوسفٍ في مجلسٍ / أبداً ولم تحمل دم الأخوين
ريحانه بدم الشباب ملطخٌ / وتحية الندمان لطم العين
كم أرى مِن مستعجبٍ من نعالي
كم أرى مِن مستعجبٍ من نعالي / ورِضائي منها بلُبْسِ البَوالي
كلّ جرداءَ قد تحيَّفَها الخَص / فُ بأقطارها بسرد النِّقال
لا تُدانَى وليس تُشبِه في الخِلْ / قِة إنْ أُبرِزَتْ نعال الموالي
لا ولا عن تقادمِ العهد منها / بَليتْ لا ولا لكرِّ الليالي
ولقد قلتُ حِين أُوثِر ذا الو / دِّ عليها بثروتي وبمالي
من يُغالي من الرِّجال بنعل / فَسَوَائي إذاً بهِنّ يُغَالِي
أو بَغاهُنَّ للجمالِ فإنِّي / في سواهنّ زينتي وجمالي
في إخائي وفي وفائي ورائي / وعفافي ومنطقي وفعالي
ما وقاني الحَفَى وبلَّغني الحا / جةَ منها فإنَّني لا أبالي
عَينُ بَكّي بِعَبرَةٍ تَسفاحِ
عَينُ بَكّي بِعَبرَةٍ تَسفاحِ / وَأَقيمي مَآتِمَ الأَلواحِ
أَو حَشَت حُجزَتي وَرُدنايَ مِنها / في بُكُوري وَعَندَ كُلِّ رَواحِ
وَاِذكُريها إِذا ذَكَرتِ بِما قَد / كانَ فيها مِن مَرفَقٍ وَصَلاحِ
آبَنوسٌ دَهماءُ حالِكَةُ اللَو / نِ لُبابٌ مِنَ اللِطافِ المِلاحِ
ذاتُ نَفعٍ خَفيفَةُ القَدرِ وَالمَح / ملِ حُلكوكَةُ الذُرى وَالنَواحي
وَسَريعٌ جُفوفُها أَن مَحاها / عِندَ مُملٍ مُستَعجِلُ القَومِ ماحي
هِيَ كانَت عَلى عُلومِيَ وَالآدابِ وَال / فِقهِ عُدَّتي وَسِلاحي
كُنتُ أَغدو بِها عَلى طَلَبِ العِل / مِ إِذا ما غَدَوتُ كَلَّ صَباحِ
هِيَ كانَت غِذاءَ زَوري إِذا زارَ / وَرِيَّ النَديمِ يَومَ اِصطِباحي
آبَ عُسري وَغابَ يُسري وَجودي / حينَ غابَت وَغابَ عَنّي سَماحي
لم يَكُنْ رَأيِى إِضافتَهُمْ / غَيْرَ أَنَّ الرَّأىَ مُشْتَرَكُ
أنْبِئْتُ أنَّ فتاةً كنتُ أخطبُها
أنْبِئْتُ أنَّ فتاةً كنتُ أخطبُها / عُرقوبُها مِثلُ شَهر الصَّوم في الطولِ
أسنانُها مائةٌ أو زِدْن واحدةً / كأنّها حين يبدو وَجْهُها غُولُ