المجموع : 56
لَمّا أَناخوا قُبَيلَ الصُبحِ عيسَهُم
لَمّا أَناخوا قُبَيلَ الصُبحِ عيسَهُم / وَثَوَّروها فَثارَت بِالهَوى الإِبِلُ
وَأَبرَزَت مِن خِلالِ السَجفِ ناظِرَها / تَرنو إِلَيَّ وَدَمعُ العَينِ يَنهَمِلُ
وَوَدَّعَت بِبَنانٍ خِلتُهُ عَنَماً / فَقُلتُ لا حَمَلَت رِجلاكَ يا جَمَلُ
وَيلي مِنَ البَينِ ماذا حَلَّ بي وَبِها / مِن نازِحِ الوَجدِ حَلَّ البَينُ فَاِرتَحَلوا
يا حادِيَ العيسِ عَرِّج كَي أُوَدِّعَها / يا حادِيَ العيسِ في تِرحالِكَ الأَجَلُ
إِنّي عَلى العَهدِ لَم أَنقُض مَوَدَّتَهُم / يا لَيتَ شِعري بِطولِ العَهدِ ما فَعَلوا
وَما في الأَرضِ أَشقى مِن مُحِبٍّ
وَما في الأَرضِ أَشقى مِن مُحِبٍّ / وَإِن وَجَدَ الهَوى عَذبَ المَذاقِ
تَراهُ باكِياً في كُلِّ حينٍ / مَخافَةَ فُرقَةٍ أَو لِاِشتِياقِ
فَيَبكي إِن نَأَوا شَوقاً إِلَيهِم / وَيَبكي إِن دَنَو خَوفَ الفِراقِ
فَتَسخَنُ عَينُهُ عِندَ التَنائي / وَتَسخَنُ عَينُهُ عِندَ التَلاقي
نَشَرَت غَدائِرَ شَعرِها لِتُظِلَّني
نَشَرَت غَدائِرَ شَعرِها لِتُظِلَّني / خَوفَ العُيونِ مِنَ الوُشاةِ الرُمَّقِ
فَكَأَنَّهُ وَكَأَنَّها وَكَأَنَّني / صُبحانِ باتا تَحتَ لَيلٍ مُطبَقِ
لَو كانَ يَقعُدُ فَوقَ الشَمسِ مِن كَرَمٍ
لَو كانَ يَقعُدُ فَوقَ الشَمسِ مِن كَرَمٍ / قَومٌ لَقيلَ اِقعُدوا يا آلَ عَبّاسِ
ثُمَّ اِرتَقوا في شُعاعِ الشَمسِ كُلَّكُم / إِلى السَماءِ فَأَنتُم سادةُ النَاسِ
ذَنبي إِلَيهِ خُضوعي حينَ أُبصِرُهُ
ذَنبي إِلَيهِ خُضوعي حينَ أُبصِرُهُ / وَطولُ شَوقي إِلَيهِ حينَ أَذكُرُهُ
وَما جَرَحتُ بِطَرفِ العَينِ مُهجَتُهُ / إِلّا وَمِن كَبِدي يَقتَصُّ مَحجَرُهُ
نَفسي عَلى بُخلِهِ تَفديهِ مِن قَمَرٍ / وَإِن رَماني بِذَنبٍ لَيسَ يَغفِرُهُ
وَعاذِلٍ بِاِصطِبارِ القَلبِ يَأمُرُني / فَقُلتُ مِن أَينَ لي قَلبٌ أُصَبِّرُهُ
غابوا فَأَضحى بَدَني بَعدَهُم
غابوا فَأَضحى بَدَني بَعدَهُم / لا تُبصِرُ العَينُ لَهُ فَيّا
بِأَيِّ وَجهٍ أَتَلَقّاهُمُ / إِذا رَأَوني بَعدَهُم حَيّا
وا خَجلَتا مِنهُم وَمِن قولِهِم / ما ضَرَّكَ الفَقدُ لَنا شَيّا
دَعا طَرفُهُ طَرفي فَأَقبَلَ مُسرِعاً
دَعا طَرفُهُ طَرفي فَأَقبَلَ مُسرِعاً / وَأَثَّرَ في خَدَّيهِ فَاِقتَصَّ مِن قَلبي
شَكَوتُ إِلَيهِ ما لَقيتُ مِنَ الهَوى / فَقالَ عَلى رِسلٍ فَقُلتُ فَما ذَنبي
رَأَيتُكَ لا تَختارُ إِلّا تَباعُدي
رَأَيتُكَ لا تَختارُ إِلّا تَباعُدي / فَباعَدتُ نَفسي لَاِتِّباعِ هَواكا
فَبُعدُكَ يُؤذيني وَقُربي لَكُم أَذىً / فلَكَيفَ اِحتِيالي يا جُعِلتُ فَداكا
لَمّا رَأَيتُ البَدرَ في
لَمّا رَأَيتُ البَدرَ في / أُفُق السَماءِ قَد اِستَقَلّا
وَرَأَيتُ قَرنَ الشَمسِ في / أُفُقِ الغُروبِ وَقَد تَدَلّى
شَبَّهتُ ذاكَ وَهَذِهِ / فَأَرى شَبيهَهُما أَجَلّا
وَجهُ الحَبيبِ إِذا بَدا / وَقَفا الحَبيبِ إِذا تَوَلّى
لا تُنكِرَنَّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ
لا تُنكِرَنَّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ / فَإِنّني لِرَحيلي غَيرُ مُختارِ
وَرُبَّما فارَقَ الإِنسانُ مُهجَتَهُ / يَومَ الوَغى غَيرَ قالٍ خيفَةَ العارِ
وَمُترَّفٍ عَقَدَ النَعيمُ لِسانَهُ
وَمُترَّفٍ عَقَدَ النَعيمُ لِسانَهُ / فَكَلامُهُ وَحيٌ وَإيماءِ
وَكَأَنَّما نُهِكَت قُوى أَجفانِهِ / بِالراحِ أَو شيبَت بِاِغفاءِ
لَو صافَحَ الماءَ القَراحَ بِكَفِّهِ / لَجَرَت أَنامِلُهُ كَجَريِ الماءِ
يَرنو إِلى نِعَمٍ بِنِيَّةِ مُسعِفٍ / وَلِسانُهُ وَلَقٌ عَلى لَألَأءِ
مُعَذَّبُ القَلبِ بِالفِراقِ
مُعَذَّبُ القَلبِ بِالفِراقِ / قَد بَلَغَت نَفسُهُ التَراقي
وَذابَ شَوقاً إِلى غَزالٍ / أَوضَعَ لِلبَينِ بِاِنطِلاقِ
لَم يُبقِ مِنهُ السَقامُ إِلّا / جِلداً عَلى أَعظُمٍ رِقاقِ
لَولا تَسَلّيهِ بِالتَبَكّي / آذَنَتِ النَفسُ بِالفِراقِ
بَكَت عَيني غَداةَ البَينِ دَمعَاً
بَكَت عَيني غَداةَ البَينِ دَمعَاً / وَأُخرى بِالبُكَى بَخِلَت عَلَينا
فَعاقَبتُ الَّتي بَخِلَت عَلَينا / بَأَن غَمَّضتُها يَومَ اِلتَقَينا
مِنَ الظِباءِ ظِباءٌ هَمُّها السُخُبُ
مِنَ الظِباءِ ظِباءٌ هَمُّها السُخُبُ / تَرعى القُلوبَ وَفي قَلبي لَها عُشُبُ
أَفدي الظِباءَ اللَواتي لا قُرونَ لَها / وَحَليُها الدُرُّ وَالياقوتُ وَالذَهَبُ
يا حُسنَ ما سَرَقَت عَيني وَما اِنتَهَبَت / وَالعَينُ تَسرِقُ أَحياناً وَتَنتَهِبُ
فَتِلكَ مِن حُسنِ عَينَيها وَهَبتُ لَها / قَلبي لَو قَبِلَت مِنّي الَّذي أَهَبُ
وَما أُريدُهُما إِلّا لِرُؤيَتِها / فَإِن تَأَبَّت فَما لي فيهِما أَرَبُ
إِذا يَدٌ سَرَقَت فَالحَدُّ يَقطَعُها / وَالحَدُّ في سِرقَةِ العَينَينِ لا يَجِبُ
لَم يَبقَ إِلّا نَفَسٌ خافِتٍ
لَم يَبقَ إِلّا نَفَسٌ خافِتٍ / وَمُقلَةٌ إِنسانُها باهِتُ
بَلى وَما في جِسمِهِ مَفصِلٌ / إِلّا وَفيهِ سَقَمٌ ثابِتُ
فَدَمعُهُ يَجري وَأَحشاؤُهُ / توقَدُ إِلّا أَنَّهُ ساكِتُ
عَدُوُّهُ يَبكي لَهُ رَحمَةً / وَحَسبُكُم مِن راحِمٍ شامَتُ
وَقُمتُ أُداري الدّمعَ وَالقَلبُ حائِرٌ
وَقُمتُ أُداري الدّمعَ وَالقَلبُ حائِرٌ / بِمُقلِةِ موقوفٍ عَلى الضُّرِّ وَالجَهدِ
وَلَم يُعدني هذا الأَميرُ بَعَدلِهِ / عَلى ظالِمٍ قَد لَجَّ في الهَجرِ وَالصَدِّ
مُكتَئِبٌ ذو كَبِدٍ حَرّى
مُكتَئِبٌ ذو كَبِدٍ حَرّى / تَبكي عَلَيهِ مُقلَةٌ عَبرى
يَرفَعُ يُمناهُ إِلى رَبِّهِ / يَدعو وَفَوقَ الكَبِدِ اليُسرى
يَبقى إِذا كَلَمتَهُ باهِتاً / وَنَفسُهُ مِمّا بِهِ سَكرى
تَحسَبَهُ مُستَمِعاً ناصِتاً / وَقَلبُهُ في أُمَّةٍ أُخرى
اللَهُ يَعلَمُ أَنّني كَمدُ
اللَهُ يَعلَمُ أَنّني كَمدُ / لا أَستَطيعُ أَبُثُّ ما أَجِدُ
نَفَسانُ لي نَفسٌ تَضَمَّنَها / بَلَدٌ وَأُخرى حازَها بَلَدُ
وَأَرى المُقيمَةَ لَيسَ يَنفَعُها / صَبرٌ وَلَيسَ يُقيمُها جَلَدُ
وَأَظُنُّ غائِبَتي كَشاهِدَتي / بِمَكانِها تَجِدُ الَّذي أَجِدُ
ظَبيَةٌ كَالهِلالِ لَو تَلحَظُ الصخ
ظَبيَةٌ كَالهِلالِ لَو تَلحَظُ الصخ / رَ بِطرفٍ لغادرته هشيما
وَإِذا ما تَبَسَّمَت خِلتَ ما يَب / دو مِنَ الثَغرِ لُؤلُؤاً مَنظوما
كَرّاتُ عَينِكَ في العِدا
كَرّاتُ عَينِكَ في العِدا / تُغنيكَ عَن سَلِّ السُيوفِ