المجموع : 48
إذا أَنا عاتبتُ المُلوكَ فَإنِّما
إذا أَنا عاتبتُ المُلوكَ فَإنِّما / أَخُطُّ بِأقْلامي عَلى الماءِ أَحْرُفا
وَهَبْهُ ارْعَوى بَعدَ العِتابِ أَلَمْ يَكُنْ / تَوَدُّدُهُ طَبْعاً فَصارَ تَكَلُّفا
إِنّي لَيَهجُرُني الصَّديقُ تَجَنِّياً
إِنّي لَيَهجُرُني الصَّديقُ تَجَنِّياً / فَأُريهِ أَنَّ لِهَجْرِهِ أَسْبابا
وَأَخافُ إِنْ عاتَبتُهُ أَغْرَيتُهُ / فَأَرى لَهُ تَرْكَ العِتابِ عِتابا
وإِذا بُليتُ بِجاهِلٍ مُتَغافِلٍ / يَدْعو المُحالَ مِنَ الأُمورِ صَوابا
أَولَيْتُهُ مِنّي السُّكوتَ وَرُبّما / كانَ السُّكوتُ عَنِ الجَوابِ جَوابا
يا خَليلي وَصاحِبي
يا خَليلي وَصاحِبي / مِنْ لُؤَيِّ بنِ غالِبِ
حاكِمُ الحُبِّ جائِرٌ / مُوجِبٌ غَيْرَ واجِبِ
لَكَ صُدْغٌ كأَنّما / نونُهُ نونُ كاتِبِ
يَلذَعُ النّاسَ إِذْ تَعَقْـ / ـرَبَ لَذْعَ العَقارِبِ
بني أَحمدٍ قَلبي لَكُم يَتَقَطَّعُ
بني أَحمدٍ قَلبي لَكُم يَتَقَطَّعُ / بِمِثلِ مُصابي فيكُمُ لَيسَ يُسْمَعُ
عجبت لكم تُفنَوْنَ قَتلاً بِسَيفِكم / ويَسْطو عَلَيكم من لَكُم كانَ يخضَعُ
فَما بُقْعَةٌ في الأَرْضِ شَرقًا وَمَغْرِبًا / وَليسَ لَكُمْ فيها قَتيلٌ وَمَصْرَعُ
ظُلِمْتُمْ وَقُتِّلْتُمْ وَقُسِّمَ فَيْئُكُمْ / وَضاقَتْ بِكُمْ أَرْضٌ فَلَمْ يُحْمَ مَوْضِعُ
كَأَنَّ رَسولَ اللهِ أَوْصى بقَتْلِكُم / فَأَجْسامُكُمْ فِي كُلِّ أَرضٍ تُوَزَّعُ
جُسومٌ عَلى البَوْغاءِ تُرْمى وَأَرْؤُسٌ / عَلى أَرْؤُسِ اللُّدْنِ الذَّوابِلِ تُرفَعُ
تُوارَوْنَ لا يُأْوي فِراشٌ جُنوبَكَمُ / وَيُسْلِمُني طيبُ الهُجوعِ فَأَهْجَعُ
تُجاهَ الشَّظا جَنبَ الحِمى فَالمُشَرَّفُ
تُجاهَ الشَّظا جَنبَ الحِمى فَالمُشَرَّفُ / حِيالَ الرُّبى فالشاهِقُ المُتَشَرِّفُ
طُلولٌ أَطالَ الحُزنُ لي حزْنَ نَهجِها / وَأَلزَمَني وَجْدا عَلَيها التَّأَسُّفُ
وقَفتُ عَلى أَرْجائِها أَسأَلُ الرُّبى / عَنْ الخُرَّدِ الأَترابِ والدّارُ صَفْصَفُ
وَكيفَ يُجيبُ السّائِلينَ مَرابْعٌ / عَفَتْا شَآبيبُ مِن المُزْنِ وُكَّفُ
دِنان كَرُهبانٍ عَليها بَرانِسُ / مِنَ الخَزِّ دُكْنٌ يَومَ فِصحٍ تَقَصَّفُ
يُنَظِّمُ مِنها المَزْجُ سِلكاً كأَنَهُ / إِذا ما بَدا في الكَأْسِ دُرٌّ مُنَصَّفُ
إذا لم تنَلْ هِمَمَ الأكرمينَ
إذا لم تنَلْ هِمَمَ الأكرمينَ / وَسعيَهُمُ وادِعاً فَاغتَرِبْ
فَكَم دِعَةٍ أَتعَبَتْ أَهلَها / وكَمَ راحةٍ نَتَجَتْ مِن تَعَبْ
أُوَدِّعُ لا أَنّي أُودِّعُ طائِعاً
أُوَدِّعُ لا أَنّي أُودِّعُ طائِعاً / وأُعطي بِكرْهي الدَّهرَ ما كُنتُ مانِعا
وَأَرجَعُ لا أَلقى سِوى الوَجْدِ صاحِباً / لِنَفْسيَ إِنْ أَلفيتُ بالنَّفسِ راجِعا
تَحمَّلْتَ عَنّا بالصَّنائِعِ والعُلا / فَنَستَوْدِعُ اللهَ العُلا والصَّنائِعا
رَعاكَ الذي يَرعى بِسَيفِكَ دينَهُ / ولَقّاكَ رَوضَ العَيشِ أَخضَرَ يانِعا
لَيسَ الحِجابُ مِنَ آلةِ الأَشرافِ
لَيسَ الحِجابُ مِنَ آلةِ الأَشرافِ / إنَّ الحِجابَ مُجانِبُ الإِنْصافِ
وَلَقَلَّ مَن يأْتي فَيُحجَبُ مَرَّةً / فَيَعودُ ثانِيةً بِقَلبٍ صافي
بآلِ مُحَمَّدٍ عُرِفَ الصَّوابُ
بآلِ مُحَمَّدٍ عُرِفَ الصَّوابُ / وفي أَبْياتِهِمْ نَزَلَ الكِتابُ
همُ الكَلماتُ للأسماءِ لاحتْ / لآدمَ حينَ عَنَّ لهُ المتابُ
وهُم حُجَجُ الإلهِ على البَرايا / بِهِم وبِحُكمِهِم لا يُسْتَرابُ
بَقيَّةُ ذي العُلى وفُروعُ أصْلٍ / لِحُسْنِ بَيانِهم وَضَحَ الخِطابُ
وأَنوارٌ يُرى في كلِّ عَصْرٍ / لإِرْشادِ الوَرى مِنهُمْ شِهابُ
ذَراري أَحْمَدٍ وَبَنو عَلِيٍّ / خَليفَتِهِ فَهُم لُبٌّ لُبابُ
تناهَوْا في نِهايةِ كُلِّ مَجْدٍ / فَطُهِّرَ خَلقُهُم وزَكَوْا وَطابوا
إذا ما أَعْوَزَ الطُّلّابَ عِلمٌ / وَلمْ يوجَدْ فَعِندَهُمُ يُصابُ
مَحَبَّتُهُمْ صِراطٌ مُستَقيمٌ / ولكِنْ في مَسالِكِها عِقابُ
ولا سِيما أبو حَسَنٍ عَلِيٌّ / لَه في الحَرْبِ مَرتَبَةٌ تُهابُ
كَأَنَّ سِنانَ ذابِلِهِ ضَميرٌ / فَلَيسَ عَنِ القُلوبِ لهُ ذَهابُ
وصارِمَهُ كَبَيْعَتِهِ بِخُمٍّ / مَعاقِدُها من القَوْمِ الرِّقابُ
إذا نادَت صَوارمُهُ نُفوسًا / فَلَيسَ لها سِوى نَعَمٍ جَوابُ
فَبَينَ سِنانِه والدِّرْعِ سِلمٌ / وَبَينِ البِيضِ والبَيْضِ اصْطِحابُ
هُوَ البكّاءُ في المِحرابِ ليْلًا / هُوَ الضَّرّابُ إِنْ وَصَلَ الضِّرابُ
ومَنْ في خُفِّه طَرَحَ الأَعادي / حُبابًا كَي يُلبِّسُهُ الحُبابُ
فَحينَ أَرادَ لبْسَ الخُفِّ وافى / يُمانِعُهُ عَنِ الخُفِّ الغُرابُ
وطارَ بِهِ فَأَكفاهُ وفيهِ / حُبابٌ في الصَّعِيد لهُ انسِيابُ
ومنْ ناجاهُ ثُعبانٌ عَظيمٌ / بِبابِ الطُّهرِ ألقَتهُ السَّحابُ
رآهُ النّاسُ فانْجَفَلوا بِرُعبٍ / وَأُغلِقَتِ المَسالِكُ وَالرِّحابُ
فَلمّا أَنْ دَنا مِنهُ عَلِيٌّ / تدانى النّاسُ واسْتَولى العُجابُ
فكَلَّمَهُ علِيٌّ مُستطيلًا / وَاَقبَلَ لا يُخافُ ولا يُهابُ
وَرَنَّ لِحاجِزٍ وانسابَ فيهِ / وقالَ وَقَدْ تَغَيَّبَهُ التُّرابُ
أَنا مَلَكٌ مُسِختُ وَأَنتَ مَوْلىً / دُعاؤُكَ إِنْ مَنَنْتَ بِهِ يُجابُ
أَتَيْتُكَ تائِبًا فاشْفَعْ إِلى مِن / إلَيْهِ في مُهاجَرَتي الإِيابُ
فَأقْبَلَ داعِياً وِأَتى أَخوهُ / يُؤَمِّنُ وَالعُيونُ لِها انْسِكابُ
فَلَمّا أِنْ أُجيبا ظَلَّ يَعلو / كَما تَعلو لَدى الجَوِّ العُقابُ
وِأَنبَتَ ريشَ طاووسٍ عَلَيهِ / جَواهِرُ زانِها التِّبْرُ المُذابُ
يَقولُ لَقَدْ نَجَوْتُ بِأَهلِ بَيتٍ / بِهِمْ يُصْلى لَظىً وَبِهِمْ يُثابُ
هُمُ النَّبَأُ العَظيمُ وَفُلْكُ نوحٍ / وَبابُ اللهِ وانْقَطَعَ الخِطابُ
رجائي بعيدٌ والمماتُ قَريبُ
رجائي بعيدٌ والمماتُ قَريبُ / ويُخطِئُ ظنّي والمَنونُ تُصيبُ
مَتى تَأْخُذونَ الثَّأْرَ مِمَّنْ تأَلّبوا / عَليكُمْ وشَبّوا الحَربَ وَهْيَ ضروبُ
فَذلكَ قَد أَدمى ابنُ مُلْجَمَ شَيبَهُ / فَخرَّ عَلى المِحرابِ وَهْوَ خَضيبُ
وذاكَ تَوَلّى السُّمُّ مِنهُ حُشاشَةً / وَأَنْشَبْنَ أَظفارٌ بِها وَنُيوبُ
وَهذا تَوزَّعْنَ الصَّوارِمُ جِسمَهُ / فَخرَّ على البَيداءِ وَهْوَ تَريبُ
قَتيلٌ عَلى نَهرِ الفُراتِ عَلى ظماً / تَطوفُ بِهِ الأَعداءِ وَهْوَ غَريبُ
كَاَنْ لمْ يَكُنْ رَيحانَةً لِمُحمّدٍ / وَما هُوَ نَجْلٌ لِلوَصِيِّ حَبيبُ
وَلمْ يكُ مِنْ أَهلِ الكِساءِ الأُولى بِهِمْ / يُعاقِبُ جَبّارُ السَّما وَيَتوبُ
أُناسٌ عَلَوْا أَعلى المَعالي منَ العُلى / فَليسَ لهُمْ في العالَمينَ ضَريبُ
إِذا انْتَسَبوا جازوا التَّناهي بِجَدِّهِمْ / فما لهُمُ في الأَكْرَمينَ نَسيبُ
هُمُ البَحرُ أَضحى دُرُّهُ وَعُبابُهُ / فَلَيسَ لهُ مِنْ مُبتَغيهِ رُسوبُ
تَسيرُ بهِ فُلكُ النَّجاةِ وَماؤهُ / لِشُرّابِهِ عَذبُ المَذاقِ شَروبُ
هُمُ البَحرُ يُغني مَنْ غَدا في جِوارِهِ / وِساحِلُهُ سَهلُ المَجالِ رَحيبُ
يَمُدُّ بِلا جَزرٍ عُلومًا وَنائِلًا / إِذا جاءَ مِنهُ المَرْءُ وَهْوَ كَسوبُ
هُمُ سَبَبٌ بينَ العِبادِ وَرَبِّهِم / فَراجيهُمُ في الحَشرِ ليسَ يَخيبُ
حَوَوْا عِلمَ ما قَدْ كانَ أَوْ هُوَ كائِنٌ / وَكُلَّ رَشادٍ يَبتَغيهِ طَلوبُ
هُمُ حَسَناتُ العالَمينَ بِفَضلِهِم / وَهُمْ لِلأَعادي في المَعادِ ذُنوبُ
وَقَدْ حَفِظَتْ غَيبَ العُلومِ صُدورُهُمْ / فَما الغَيبُ عَن تِلكَ الصُّدورِ يَغيبُ
فَإِنْ ظُلِمَتْ أَو قُتِّلَتْ أَوْ تُهُضِّمَتْ / فَما ذاكَ مِن شَأْنِ الزَّمانِ عَجيبُ
وَسَوفَ يُديلُ اللهُ فيهِمْ بِأَوبةٍ / وَكُلٌّ إِلى ذاكَ الزَّمانِ يَؤوبُ
وليلٍ تَوارى النجمُ من طُولِ مُكثهِ
وليلٍ تَوارى النجمُ من طُولِ مُكثهِ / كما ازْوَرَ محبوبٌ لخوف رقيبهِ
كأنّ الثُّرَيا فيه باقةُ نَرجِسٍ / يُحيّى بها ذُو صبوةٍ لحبيبهِ
وكأنَّ عَقربَ صُدغِهِ وَقفتْ
وكأنَّ عَقربَ صُدغِهِ وَقفتْ / لمّا دنتْ من نارِ وَجْنَتِه
أَلا يا خَليفَةَ خَيرِ الوَرى
أَلا يا خَليفَةَ خَيرِ الوَرى / لَقَدْ كَفرَ القَوْمُ إذْ خالَفوكا
أَدَلُّ دَليلٍ على أنَّهُمْ / أَبَوْكَ وَقد سَمِعوا النَّصَّ فِيكا
خِلافُهُمُ بَعدَ دَعواهُمُ / وَنَكْثُهُمُ بَعدَما بايَعوكا
طَغَوْا بِالخَريبَةَ واسْتَنْجَدوا / بِصِفّينَ والنَّهرِ إذْ صالَتوكا
أُناسٌ هُمُ حاصَروا نَعْثَلاً / وَنالوهُ بِالقَتلِ ما اسْتَأْذَنوكا
فَيا عَجَبًا مِنهُمُ إذْ جَنَوْا / دَمًا وَبِثاراتِهِ طالَبوكا
وَلَوْ أَيقَنوا بِنَبِيِّ الهُدى / وَبِاللهِ ذي الطَّوْلِ ما كايَدُوكا
وِلِوْ أَيْقَنوا بِمَعادٍ لَما / أَزالوا النُّصوصَ وِلا مانَعوكا
وِلَوْ أَنَّهُمْ آمِنوا بِالهُدى / لَما مانَعوكا ولا زايَلوكا
وَلكِنَّهُمْ كَتَموا الشَّكَّ في / أَخيكَ النَّبيِّ وَأَبْدَوهُ فِيكا
فَلِمْ لمْ يثوروا بِبَدْرٍ وقَدْ / قَتَلْتَ مِنَ القَومِ مَنْ بارَزوكا
وَلِمْ عَرَّدوا إِذْ ثَنَيْتَ العِدى / بِمِهراسِ أُحْدٍ وَلِمْ نازَلوكا
وَلِمْ أَحْجَموا يَومَ سَلْعٍ وَقَدْ / ثَبَتَّ لِعَمرٍو وَلِمْ أَسْلَموكا
وَلِمْ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ يَثْبُتوا / بِرايةِ أَحْمَدَ واسْتَدْرَكوكا
فَلاقَيْتَ مَرْحَبَ والعَنكَبوتَ / وأُسْدًا يُحامونَ إِذْ وَجَّهوكا
فَدَكْدَكْتَ حِصنَهُمُ قاهِرًا / وَلَوَّحتَ بِالبابِ إِذْ حاجَزوكا
وَلَمْ يَحضُروا بِحُنَينٍ وَقَدْ / صَكَكْتَ بِنَفسِكَ جَيشًا صَكوكا
فَاَنتَ المُقَدَّمُ في كُلِّ ذاكَ / فَيا لَيتَ شِعْرِيَ لِمْ أَخَّروكا
فَيا ناصِرَ المُصطَفى أَحمَدٍ / تَعَلَّمْتَ نُصْرتَهُ مِنْ أَبيكا
وَناصَبتَ نُصّابَهُ عَنْوَةً / فَلَعنَةُ رَبّي عَلى ناصِبيكا
فَأَنتَ الخَليفةُ دونَ الأَنامِ / فَما بالُهُمْ في الوَرى خَلَّفوكا
ولا سِيَّما حينَ وافَيتَهُ / وَقَدْ سارَ بالجَيشِ يَبغي تَبوكا
فقالَ أُناسٌ قَلاهُ النَّبيُّ / فَصِرتَ إلى الطُّهرِ إذْ خفَّضوكا
فقالَ النَّبِيُّ جَوابًا لِما / يُؤدّي إلى مَسمَعِ الطُّهرِ فوكا
أَلَم تَرضَ أَنّا على رَغْمِهِمْ / كَموسى وَهارونَ إذْ وافَقوكا
ولو كانَ بَعدي نَبيٌّ كما / جُعِلتَ الخَليفةَ كُنتَ الشَّريكا
ولكِنّني خاتَمُ المُرسَلين / وأنتَ الخليفَةُ إِنْ طاوَعوكا
يَراكَ نجِيًّا لَهُ المسلِمونَ / وَكانَ الإلهُ الذي يَنتَجيكا
عَلى فَمِ أَحمدَ يوحي إليكَ / وأَهلُ الضَّغائِنِ مُستَشرِفوكا
وَاَنتَ الخليفَةُ في دَعوَةِ الـ / ـعَشيرَةِ إذْ كانَ فيهِم أَبوكا
وَيومَ الغَديرِ وما يَومُهُ / لِيَترُكَ عُذْرًا إِلى غادِريكا
لَهُمْ خَلَفٌ نَصَروا قَولَهم / لِيَبغوا عَلَيكَ وَلمْ يَنصُروكا
إِذا شاهَدوا النَّصَّ قالوا لَنا / تَوانى عَنِ الحَقِّ واسْتَضْعَفوكا
فَقُلْنا لَهُمْ نَصُّ خَيرِ الوِرى / يُزيلُ الظُّنونَ وَيَنْفي الشُّكوكا
أَلا يا آلَ ياسينَ
أَلا يا آلَ ياسينَ / وأَهلَ الكهفِ والرعدِ
عَرَفتم كلَّ ما يَحد / ثُ في الزِّنجِ وفي الهِندِ
وجابلقا وجابرصا / وما في الصينِ من بُدِّ
وما يَحدُثُ في الأَقطار / من فتحٍ ومِن سَدِّ
ومِن خَسفٍ ومِن رَجفٍ / ومِن هَدْمٍ ومِن هَدِّ
ومن فَتقٍ ومِن رَتْقٍ / ومِن دَهشٍ ومِن بلدِ
وَعِلمَ الأَبحُرِ السَّبعـ / ـةِ ذاتِ الجَزرِ والمَدِّ
وَعِلمَ الريحِ والأَنجُـ / ـمِ مِن نَحْسِ ومِن سَعْدِ
أَبوكم آيةُ النور / عَلى الطّور لَمُستَهدي
هُو البَحرُ الذي تيّا / رُهُ أَحلى منَ الشُّهدِ
بِريحِ المِسكِ والعَنبَـ / ـرِ والكافورِ والنَّدِّ
هُوَ الحاملُ في الحَشرِ / بِكَفِّيهِ لِوا الحَمْدِ
قَسيمُ النّارِ والجَنَّـ / ـةِ بَينَ النِّدِّ والضدِّ
فَما لابنِ أَبي طالِـ / ـبٍ المِفضالِ مِن نِدِّ
هُمامٌ مَلكَ المَوتَ / إذا بارزَ في كَدِّ
لِذاكَ الموتَ يَقضي أَمْـ / ـرَهُ في صورةِ العَبْدِ
فَما يَبرَحُ حتّى يو / لِجَ المُرهَفَ في الغِمدِ
وَلا يَقتُلُ إلا / إلّا كُلَّ لَيثٍ باسِلٍ نَجدِ
ولا يَتبعُ مَنْ ولّى / مِنَ الرُّعبِ إلى بُعدِ
فَقَدْ أَعجَبَ في بَدرٍ / وفي سَلعٍ وفي أُحْدِ
وقَدْ جدَّلَ في خَيبـ / ـرَ آلافًا بِلا عَدِّ
وَقدْ أَطلقَ بعدَ الأَسـ / ـرِ عَمرَو الليثَ مِن مَعدِ
وما ولّى كمَن ولّى / ولا مالَ عنِ القَصْدِ
إمامٌ يَفضُلُ العالَـ / ـمَ بالعِلمِ وَبِالزُّهدِ
وِيَدري ما أَتى أَو يـأْ / تي مِن قَبلٍ ومِن بُعدِ
وما يَفسُدُ مِن دينٍ / وما يصلُحُ مِن عَقدِ
وَمَن كابنِ أبي طالِـ / ـبَ في الفَضلِ وفي المَجْدِ
ألا إنَّ خيرَ الخلقِ بعدَ مُحمّدٍ
ألا إنَّ خيرَ الخلقِ بعدَ مُحمّدٍ / عليُّ الذي بالشمسِ أَزرَتْ دلائلُهْ
وصِيُّ النّبيِّ المُجتبى وَنجِيُّهُ / وَوارثُهُ عِلمَ الغُيوبِ وَغاسِلُهْ
وِمنْ لمْ يَقُلْ بالنَّصِّ فيهِ مُعانِدًا / غَدا عَقلُهُ بالرَّغْمِ منهُ مُجادِلُهْ
يُعرِّفُهُ حقَّ الوَصِيِّ وفضلَهُ / على الخَلقِ حتّى تضْمَحِلَّ بَواطِلُهْ
هُوَ البَحرِ يُغني مَن غدا في جِوارِهِ / ولا سِيَّما إنْ أظهَرَ الدُّرَّ ساحِلُهْ
هُوَ الفخْرُ في اللأْوا إذا ما نَدَبتَهُ / ولا عَجَبٌ أَن يَندُبَ الفَخرَ ثاكِلُهْ
حِجابٌ إلهُ الخلقِ أَحكَمَ رَتْقَهُ / وَسِترٌ عَلى الإِسلامِ ذو الطَّوْلِ سابِلُهْ
وَبابٌ غدا فينا لِخَيرِ مَدينَةٍ / وَحبْلٌ يَنالُ الفَوْزَ في البَعثِ واصِلُهْ
وَعَيْبَةُ عِلمِ اللهِ والصّادِقُ الذي / يَقولُ بِحُرِّ القَولِ إِنْ قالَ قائلُهْ
عَليمٌ بما لا يَعلَمُ الناسُ مُظْهِرٌ / مِنَ العِلمِ مَنْ كلُّ البَرِيّةِ جاهِلُهْ
يُجيبُ بِحُكمِ اللهِ في كُلِّ شُبهةٍ / فَيُبصرُ طِبَّ الغيّ منهُ مُسائلُهْ
إِذا قالَ قولًا صدَّقَ الوَحيُ قولَهُ / وَكذَّبَ دَعوى كُلِّ رِجسٍ يُناضِلُهْ
حَميدٌ رَفيعُ القولِ عندَ مَليكِهِ / شَفيعٌ وَجيهٌ لا تُرَدُّ وَسائِلُهْ
وخُلصانُ ربِّ العرشِ نفسُ مُحمّدٍ / وقد كانَ من خيرِ الورى من يُباهِلُهْ
إمامٌ علا مِنْ خاتَمِ الرُّسْلِ كاهِلاً / وليسَ عليٌّ يحملُ الطُّهْرَ كاهِلُهْ
ولكن رسولُ اللهِ علّاه عامِدًا / عَلى كَتِفَيهِ كَيْ تَناهى فضائِلُهْ
أيعجزُ عنهُ مَن دحا بابَ خَيبَرٍ / وتحمِلُهُ أَفراسُهُ ورَواحِلُهُ
فشَرَّفَهُ خَيرُ الأَنامِ بِحملِهِ / فَبورِكَ مَحمولٌ وَبورِكَ حامِلُهْ
ولمّا دَحا الأَصنامَ أَوْمى بِكَفِّهِ / فكادَتْ تَنالُ النَّجمَ منهُ أَنامِلُهْ
وَذلكَ يومَ الفَتحِ والبَيتُ قَبلَهُ / وَمِنْ حَولِهِ الأَصنامُ والكُفرُ شامِلُهْ
يا آلَ ياسينَ إنَّ مَفخَرَكُمْ
يا آلَ ياسينَ إنَّ مَفخَرَكُمْ / صَيَّرَ كُلَّ الورى لكُمْ خَوَلا
لَوْ كانَ بَعدَ النَّبِيِّ يُوجَدُ في الـ / ـخَلْقِ رَسولٌ لَكُنتُمُ رُسُلا
لَولا مُوالاتُكُمْ وَحبُّكُمُ / ما قَبِلَ اللهُ لِلوَرى عَمَلا
يا كَلِماتٍ لولا تَلَقَّنَها / آدَمُ يَومَ المَتابِ ما قُبِلا
أَنتُمْ طَريقٌ إلى الإِلهِ بِكُمْ / أَوضَحَ رَبُّ المَعارجِ السُّبُلا
آمَنتُ في مَنْ مَضى بكُمْ وَقضى / وَبالذي غابَ خائفًا وَجِلا
وَهْوَ بِعَين اللهِ العَلِيِّ يَرى / ما صَنَعَ المُختَفي وما فَعَلا
وَيُؤْمِنُ الأَرضَ مِنْ تَزَلْزُلِها / إِذْ كانَ طَوْدًا لِثَبْتِها جَبَلا
حتّى يَشاءَ الباري فَيُظْهِرَهُ / لِلقِسطِ وَالعَدْلِ خَيرَ مَن عَدَلا
يا غائبًا حاضِرًا بِأَنفُسِنا / وظاهِرًا باطِنًا لِمَنْ غَفَلا
يا ابْنَ البُدورِ الذينَ نُورُهُمُ / يَسطَعُ في الخافِقَينِ ما أَفلا
وَابْنَ الهُمامِ الذي بِسَطْوَتِهِ / قُوِّضَ ظَعْنُ الإِشْراكِ مُرتَحِلا
أَقامَ دينَ الإِلهِ إِذْ كَسَرَتْ / يداهُ في فَتْحِ مَكَّةٍ هُبَلا
عَلا عَلى كاهِلِ النَّبِيِّ ولَوْ / رامَ احْتِمالًا لِأَحمَدٍ حَمَلا
وَلَوْ أَرادَ النُّجومَ لامَسَها / بِما لَهُ ذو الجَلالِ قَدْ كَفَلا
مَنْ يَعْتَلِ فَلْيَكُنْ عُلاهُ كَذا / أَو لا فَقَدْ باءَ هابِطًا سَفِلا
أَمسَكتُ مِنكُمْ حَبلَ الوَلاءِ فلا / أَراهُ إِلّا بِاللهِ مُتَّصِلا
اسْتَمِعْ ما أَتى بِهِ جَبْرَئيلٌ
اسْتَمِعْ ما أَتى بِهِ جَبْرَئيلٌ / أَحمَدَ المُصْطفى البَشيرَ النَّذيرا
يومَ صامَ الوصِيُّ والآلُ للهِ / تَعالى يُوفونَ مِنهُم نُذورا
وَحَبَوْا في طَعامِهِم ذلكَ اليو / مَ يَتيماً وَمُؤسَرًا وَفَقيرا
فَتلا هَلْ أَتى على الإِنسانِ حيـ / ـنٌ مِنَ الدَّهرِ لم يَكُنْ مَذْكورا
وابْتَدا نُطْفَةً هُنالِكَ أَمشا / جًا غَدا بَعدَها سَميعًا بَصيرا
وَهَدى نَسلَهُ فَأَصْبَحَ إِمّا / شاكِرًا مُؤمِنًا وَإِمَا كَفورا
إِنَّ الابْرارَ يَشرَبونَ بِكَأْسٍ / كانَ فيهِم مِزاجُها كافُورا
وَهْيَ عَينٌ تَجري بِقُدرةِ بارٍ / فجَّرَتها أَلطافُهُ تَفجيرا
إِذْ وَفَوْا نَذْرَهُم يَخافونَ يَومًا / في غَدٍ كانَ شرُّهُ مُسْتَطيرا
يُطعِمونَ الطَّعامَ في حُبِّهِ المِسْـ / ـكينَ ثُمَّ اليَتيمَ ثُمَّ الأَسيرا
أَطْعَموهُمْ للهِ لمْ يَبتَغوا مِنْـ / ـهُمْ جَزاءً ولَمْ يُريدوا شُكورا
ثُمَّ قالوا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْ / مًا عَبوسًا مِنْ هَولِهِ قَمطَريرا
فَيُوَقَّوْنَ شَرَّ ذلِكَ في الحَشْـ / ـرِ وَيَلْقَوْنَ نَضْرَةً وَسُرورا
وَجَزاهُمْ إِلهُهُمْ في العَظيما / تِ عَلى الصَّبْرِ جَنَّةً وَحَريرا
واتِّكاءً عَلى الأَرائِكِ لا يَلْـ / ـقَوْنَ فيها شَمسًا ولا زَمْهَريرا
دانِياتُ القُطوفِ قَد ذُلِّلَ القَطْـ / ـفُ وَإِنْ كانَ قَد عَلا تَشْميرا
وَعَليهِم تَدورُ آنِيةُ الفِضَّـ / ـةِ تَحوي شَرابَها المَذخورا
في قَواريرَ فِضَّةٍ قَدَّروها / في ثَنايا كَمالِها تَقْديرا
وَيُسَقَّوْنَ زَنْجَبيلًا لَدى الكَأْ / سِ مِزاجًا وَسَلسَبيلًا نَميرا
وَيَطوفُ الوِلدانُ فيهِمْ يُخالَوْ / نَ مِنَ الحُسنِ لُؤْلُؤاً مَنثورا
وَإِذا ما رَأَيتَ ثَمَّ تَأَمّلْـ / ـتَ نَعيمًا لَهُم وَمُلكًا كَبيرا
وَعَلَيهِم ثِيابُهُمْ سُنْدُسًا خُضْـ / ـرًا وَحُلُّوا أساوِرًا وَشُذورا
وَسَقاهُمْ في الخُلدِ رَبُّهُمُ اللهُ / وَقَدْ كانَ سَعيُهُم مَشكورا
وَصَلاةُ الإِلهِ تَتْرى علَيْهِم / فَأَصيلاً تَعتادُهُم وَبُكورا
يا آلَ ياسينَ من يُحِبَّكمُ
يا آلَ ياسينَ من يُحِبَّكمُ / بِغَيرِ شكٍّ لِنفسِهِ نصَحا
أَنتًمْ رشادٌ مِنَ الضَّلالِ كما / كلُّ مُنادٍ بِحُبكُمْ صَلُحا
وَكُلُّ مُستَحسَنٍ لِغَيرِكُمُ / إِنْ قيسَ يَومًا بِفضلِكُمْ قَبُحا
ما مُحِيَت آيةُ النَّهارِ لنا / وآيةَ الليلِ ذو الجَلالِ مَحا
وكيفَ تُمحى أَنوارُ رُشدِكُمُ / وأَنتُمُ مِنْ دُجى الظلامِ ضُحى
أَبوكُمُ أَحمدٌ وصاحِبُهُ الـ / ـممنوحُ مِن عِلمِ ربِّهِ مِنَحا
ذاك عليُّ الذي تفرُّدُهُ / في يومِ خُمٍّ بِفَضلِهِ اتَّضحا
إذ قالَ بينَ الورى وقامَ بهِ / مُعتَضِدًا في القيامِ مُكتَشِحا
مَنْ كُنتُ مَولاهُ فالوَصِيُّ لَهُ / مولىً بِوَحيٍ مِنَ الإلهِ وَحى
فَبَخْبَخوا ثُمَّ بايعوه وَمنْ / يُبايِعِ اللهَ مُخلِصًا رَبِحا
ذاكَ علِيُّ الذي يَقولُ لَهُ / جِبريلُ يَومَ النِّزالِ مُمْتَدِحا
لا سَيفَ إلّا سَيفُ الوَصِيِّ ولا / فتىً سِواهُ إِنْ حادِثٌ فَدَحا
لَو وَزنوا ضَربَهُ لِعَمرٍو وأَعـ / ـمالَ البَرايا لِضَربِهِ رَجَحا
ذاكَ عَلِيُّ الذي تَراجَعَ عنْ / فَتحٍ سَواهُ وسارَ وافْتَتَحا
في يومِ حَصنِ اليَهودِ حينَ أَقَلَّ الـ / ـبابَ مِنْ حَصنِهِمْ وَحينَ دَحا
لَمْ يَشهدِ المُسلِمونَ قَطُّ رَحى / حَربٍ وَاَلفَوْا سِواهُ قُطْبَ رَحى
صلّى عَليهِ الإِلهُ تَزكِيَةً / وَوَفَّقَ العَبدَ يُنْشِئُ المِدَحا
مَصائِبُ نَسلِ فاطِمةَ البتولِ
مَصائِبُ نَسلِ فاطِمةَ البتولِ / نَكَتْ حَسراتُها كَبِدَ الرَّسولِ
أَلا بأَبي البُدورُ لَقينَ كَسْفًا / وَأَسلَمَها الطُّلوعُ إِلى الأُفولِ
أَلا يا يَومَ عاشورا رَماني / مُصابي مِنكَ بالداءِ الدَّخيلِ
كَأَنّي بابنِ فاطِمةٍ جَديلًا / يُلاقي التُّربَ بالوجهِ الجَميلِ
يُجَرَّرُ في الثَّرى جَسَدًا ورَأْسًا / عَلى الحَصباءِ بالنَّحْرِ التَّليلِ
جَديلًا ظَلَّ فوقَ الأَرضِ أَرضًا / فَوا أَسَفي عَلى الجَسَدِ الجَديلِ
تَوَطَّأهُ أَعاديهِ ولكِنْ / تَحاماهُ العِتاقُ مِنَ الخُيولِ
وَقدْ قَطَعَ العُداةُ الرأْسَ مِنهُ / وَعَلَّوْهُ على رُمحٍ طَويلِ
وَقد برزَ النِّساءُ مُهتَّكاتٍ / يُجَزِّزْنَ الفُروعَ مِنَ الأُصولِ
فَصِرنَ إِلى الجُسومِ مُوزَّعاتٍ / فَلمْ يُعرفْ قَتيلٌ مِنْ قَتيلِ
فَطَورًا يَلتَثِمنَ بَني علِيٍّ / وَطَورًا يَلتثِمْنَ بني عَقيلِ
وَفاطِمةُ الصَّغيرةُ بَعدَ عِزٍّ / كساها الحُزنُ أَثوابَ الذَّليلِ
تُنادي جَدَّها يا جَدُّ إِنَّا / طُلِبنا بَعدَ فَقدِكَ بالذُّحولِ
وَسيقَتْ بعدَ ذاكَ إلى يَزيدٍ / تُعاني لِلوَجيفِ وللذَّميلِ
فَتُحْدى بالرُّؤوسِ على رؤوسِ الـ / ـقَنا وَتُساقُ بالدَّنِفِ العَليلِ
إِذا نادَتْ يَتاماهُمْ بِجدٍّ / تُجاوَبُ بِالسِّياطِ وَبِالطُّبولِ
فيا للهِ ما لَقِيَتْ شُجونًا / وَما يَلقى المُحِبُّ مِنَ الطَّويلِ
بِبَغدادٍ وإِن مُلِئَت قُصورا
بِبَغدادٍ وإِن مُلِئَت قُصورا / قُبورٌ غَشَّتِ الآفاقَ نُورا
ضَريحُ السابِعِ المَنصورِ موسى الـ / ـإِمامِ المُحتَوي مَجداً وخِيرا
وَقَبرُ مُحَمَّدٍ في ظَهرِ موسى / يُغَشّي نورُ بَهجَتِهِ الحُضورا
هُما بَحرانِ مِن عِلمٍ وجودٍ / تُجاوِزُ في نَفاسَتِها البُحورا
هُما بَدرانِ مِن رُشدٍ وَحُسنٍ / أَبى نوراهُما تَحكي البُدورا
هُما طَورانِ مِنْ مَنعٍ وَهَدْيٍ / فَإِنْ فَصَّلتَ تَمَّ الطَّوْدُ طُورا
إِذا غارَتْ جَواهِرُ كُلِّ بَحرٍ / فَجَوهَرُها تنَزَّهُ أَن تَغورا
وَإِنْ غابَتْ بُدورٍ في نَهارٍ / فَما غابا أَصيلًا أَو بُكورا
وَإِنْ دُكَّتْ مِنَ الأَطوادِ هُضْبٌ / تَجِدْ كُلًّا بِرِفْعَتِهِ وَقورا
إِذا زُرتَ المَقابِرَ مِنْ قُرِيْشٍ / وَجَدْتَ الطِّيبَ فيها وَالعَبيرا
وَقَبرَينِ استَضاءَ الأُفقُ مِنها / فَتُبصِرُ وَجهَهُ بَهِجًا نَضيرا
يَلوحُ خَطيرُ دُرٍّ في الثَنايا / وَتَحوي الأَبحُرُ الدُّرَّ الخَطيرا
فَزُرْ واحصُلْ عَلى دُرٍّ ودَرٍّ / وَنورٍ ما أَتَيتَ لِكَيْ تَزورا
وَسَلِّم واسْتَلِمْ رُكْنَيْ رَشادٍ / وَبابَيْ رَحمَةٍ وَسِعا كَثيرا
وَسَلْ بِهِما مِنَ الرَّحمنِ غُفْرَ الـ / ـخَطايا فَهْوَ قَدْ كانَ الغَفورا