المجموع : 88
أقلل عتابك فالبقاء قليل
أقلل عتابك فالبقاء قليل / والدهر يعدل تارة ويميل
لم أبك من زمن ذممت صروفه / إِلا بكيت عليه حين يزول
ولكل نائبة ألمّت مدة / ولكل حال أقبلت تحويل
والمنتمون إلى الإخاء جماعة / إن حصلوا أفناهم التحصيل
ولعل أحداث الليالي والردى / يوما ستصدع بيننا وتحول
فلئن سبقت لتبكينّ بحسرة / وليكثرنّ عليَ منك عويل
ولتفجعن بمخلص لك وامق / حبل الوفاء بحبله موصول
ولتذهبنّ جمال كلّ مروءة / وليعفونّ فناؤها المأهول
ولئن سبقت ولا سبقت ليمضين / من لا يشاكله لدي عديل
وأراك تكلف بالعتاب وودنا / باق عليه من الوفاء دليل
ود بدا لذوي الإخاء جميلة / وبدت عليه بهجة وقبول
ولعلّ أيّام الحياة قصيرةٌ / فعلام يكثر عتبنا ويطول
ودعتها والدمع يقطر بيننا
ودعتها والدمع يقطر بيننا / وكذاك كل ملذّع بفراق
شغلت بتغييض الدموع شِمالُها / ويمينها مشغولة بعناقي
يا ليلُ بل يا أبدُ
يا ليلُ بل يا أبدُ / أنائم عنك غدُ
يا ليل لو تلقى الذي / ألقى بها أو تجد
قَصَّر من طولِك أو / ضُعِّفَ منكَ الجَلَد
أشكو إلى ظالمةٍ / تشكو الذي لا تجد
وقفٌ عليها ناظري / وقفٌ عليها السُّهُد
وناطق بلسان لا ضمير له
وناطق بلسان لا ضمير له / كأنه فخذ نيطت إلى قدم
يبدي ضمير سواه في الكلام كما / يبدي ضمير سواه منطق القلم
تمتع من الدنيا فإنك فانِ
تمتع من الدنيا فإنك فانِ / وإِنك في أيدي الحوادث عانِ
ولا تُنْظِرنَّ اليوم لهوًا إلى غدٍ / ومن لغد من حادث بأمان
فإني رأيت الدهر يسرع بالفتى / وينقله حالين يختلفان
فأمّا الذي يمضي فأحلام نائم / وأما الذي يبقى له فأماني
وعد البدر بالزيارة ليلاً
وعد البدر بالزيارة ليلاً / فإذا ما وفى قضيتُ نُذوري
قلت يا سيِّدي ولِمْ تؤثرُ اللَّـ / ـيلَ على بهجة النهار المنير
قال لي لا أحب تغيير رسمي / هكذا الرسم في طلوع البدور
أزعمت أنّك لا تلوط فقل لنا
أزعمت أنّك لا تلوط فقل لنا / هذا المقرطق قائما ما يصنعُ
شهدت ملاحته عليك برَيبةٍ / وعلى المُريبِ شواهدٌ لا تُدفعُ
فودعتها يوم التفرق ضاحكا
فودعتها يوم التفرق ضاحكا / إِليها ولم أعلم بأنْ لا تلاقيا
فلو كنت أدري أنه آخر اللقا / بكيت وأبكيت الحبيب المصافيا
اليوم أيقنت أن الهجر متلفة
اليوم أيقنت أن الهجر متلفة / وأن صاحبه منه على خطر
كيف الحياة لمن أمسى على شرف / من المنية بين الخوف والحذر
يلوم عينيه أحيانا بذنبهما / ويحمل الذنب أحيانا على القدر
تنأون عنه وينأى قلبه معكم / فقلبه أبدا منه على سفر
لا تعتبنّ على النوائبْ
لا تعتبنّ على النوائبْ / فالدهر يرغم كل عاتبْ
واصبر على حدثانه / إن الأمور لها عواقب
فلكلِّ صافية قذىً / ولكلّ خالصةٍ شوائبْ
والدهر أولى ما صبر / ت له على رنق المشارب
كم نعمة مطوية / لك تحت أنياب النوائب
ومسرّة قد أقبلت / من حيث تنتظر المصائب
هديتي تقصر عن همّتي
هديتي تقصر عن همّتي / وهمّتي تعلو على مالي
فخالص الود ومحض الثنا / أحسن ما يهديه أمثالي
عذب الفراق لنا قبيل وداعنا
عذب الفراق لنا قبيل وداعنا / ثمّ اجترعناه كسمّ ناقع
وكأنّما أثر الدموع بخدّها / طلٌّ تساقط فوق ورد يانع
لم آت ذنبا فإن زعمتَ بأن
لم آت ذنبا فإن زعمتَ بأن / أتيتُ ذنبًا فغير مُعتمِدِ
قد تطرِفُ الكفُّ عينَ صاحبها / فلا يرى قطعَها من الرَّشَدِ
تظنون أنّي قد تبدلت بعدكم
تظنون أنّي قد تبدلت بعدكم / بديلاً وبعض الظنّ إثم ومنكرُ
إذا كان قلبي في يديك رهينةٌ / فكيف بلا قلب أصافي وأَهجرُ
أُهاب وأستحيي وأرقُبُ وعدَه
أُهاب وأستحيي وأرقُبُ وعدَه / فلا هو يَبْداني ولا أنا أسالُ
هو الشمس مجراها بعيد وضوؤها / قريبٌ وقلبي بالبعيد موكَّلُ
زارك زور على ارتقابِ
زارك زور على ارتقابِ / مغتنما غفلة البوابِ
مستتراً بالنقاب يبدو / ضياء خدَّيهِ في النقاب
كالشمس تبدو وقد طواها / دونك سترٌ من السحاب
قد كان في النفس منك عتب / يدعو إلى شدة اجتناب
فملت بالعتب عن حبيب / يضعف عن موقف العتاب
والذنب منه وأنت تخشى / في هجره صولةَ العقاب
بأي يد أسطو على الدهر بعد ما
بأي يد أسطو على الدهر بعد ما / أبان يدي عضب الذبابين قاضبُ
وهاض جناحي حادث جلّ خطبه / وسدّت عن الصبر الجميل المذاهب
ومن عادة الأيام أن صروفها / إذا سرّ منها جانبٌ ساء جانب
لعمري لقد غال التجلد أنّنا / فقدناك فقد الغيث والعام جادب
فما أعرف الأيام إلا ذميمةً / ولا الدهر إلا وهو بالثأر طالب
ولا لي من الإخوان إلا مكاشرٌ / فوجه له راض ووجه مغاضب
فقدت فتى قد كان للأرض زينة / كما زينت وجهَ السماء الكواكب
لعمري لئن كان الردى بك فاتني / وكل امرِئٍ يوما إلى اللّه ذاهب
لقد أخذت مني النوائب حكمها / فما تركت حقا عليّ النوائب
ولا تركتني أرهب الدهر بعده / لقد كلّ عني نابه والمخالب
سقى جدثا أمسى الكريم ابن صالح / يحل به دانٍ من المزن ساكب
إذا بشر الرواد بالغيث برقه / مرته الصبا واستحلبته الجنائب
فغادر باقي الدهر تأثيرُ صَوْبِه / ربيعا زهت منه الرُّبا والمذانب
أمري وأمرك شيءٌ غير متفقِ
أمري وأمرك شيءٌ غير متفقِ / والهجر أفضل من وصل على مَلَقِ
لا أكذبُ اللّه ما نفسي بسالية / ولا خليقةُ أهل الغدر من خلقي
فإن وثقت بودّ كنت أبذله / فعاودي سوء ظن بي ولا تثقي
أخ لي كأيام الحياة إخاؤه
أخ لي كأيام الحياة إخاؤه / تلوَّنُ ألواناً كثيراً خطوبُها
إذا عبت منه خِلّةً فمجَجْتُها / تذكرت منه خِلّة لا أعيبُها
نَعِلٌ بعثت بها لتلبسها
نَعِلٌ بعثت بها لتلبسها / قدم بها تسعى إلى المجد
لو كان يصلح أن أشركها / خدّي جعلت شراكها خدي