القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محُمَّد بنُ وُهَيْب الحِمْيَريّ الكل
المجموع : 44
هل الهَمُّ إلا كُربةٌ ثُمَّ تُفْرَجُ
هل الهَمُّ إلا كُربةٌ ثُمَّ تُفْرَجُ / لها مُعقِبٌ تحدى إليه وتُزعَجَ
هل الدهرُ إلا غمرةٌ ثم تَنْجَلي / وَشِيكاً وإلا ضِيقةٌ تتفَرَّجُ
وما الدَّهرُ إِلا عائدٌ مثلُ سالفٍ / وما العَيْشُ إلا جِدَّةٌ ثم تُنهِجُ
وكيف أَشيمُ البرقَ والبرقُ خُلَّبٌ / ويُطْمِعُني رَيْعانُه المتبلِّجُ
وكيف أُديمُ الصبرَ لا بي ضَراعَةٌ / ولا الرِّزْقُ مَحْظورٌ ولا أَنا مُحْرَجُ
ألا رُبَّما كانَ التَّصَبُّرُ ذِلَّةً / وأَدنى إِلى الحالِ التي هي أسْمَجُ
وهل يحملُ الهمَّ الفتى وهو ضامِنٌ / سُرى الليل رَحّالُ العَشِيّاتِ مُدلجُ
ولا صبرَ ما أعدى على الدهرِ مطلبٌ / وأمكنَ إدلاجٌ وأَصحر مَنهَجُ
أبى ليَ إغضاءَ الجفونِ على القَذى / يَقِينِيَ أَنْ لا عُسْرَ إلّا سيُفرَجُ
أخططُ في ظهرِ الحصير كأنني / أسيرٌ يخاف القتلَ والهمّ يُفرَجُ
لئن كنتُ محتاجاً إِلى الحِلم إنني / إِلى الجَهلِ في بعضِ الأَحايينِ أحوَجُ
ولي فَرَسٌ للحِلْمِ بالحِلمِ مُلجَمٌ / ولي فَرَسٌ للجهلِ بالجَهلِ مُسرَجُ
فَمَن شاءَ تَقْويمي فإِنّي مُقوَّمٌ / ومَن رامَ تعويجي فإِنّي مُعَوَّجُ
وما كنت أرضى الجهلَ خِدناً وصاحِباً / ولكنَّني أرضى بهِ حينَ أُحرَجُ
ألا رُبَّما ضاقَ الفَضاءُ بأهلهِ / وأَمْكَنَ مِنْ بَينِ الأَسِنَّةِ مَخرَجُ
وقد يُركَبُ الخَطْبُ الذي هو قاتِلٌ / إِذا لم يَكُنْ إِلّا عَلَيهِ مُعَرَّجُ
وإنْ قالَ بَعضُ النّاسِ فيهِ سَماجةٌ / فقد صَدَقُوا والذُّلُ بالحُرِّ أَسمَجُ
صدودك والهوى هتكا استتاري
صدودك والهوى هتكا استتاري / وساعدني البكاءُ على اشتهاري
وكم أبصرتُ من حسن ولكن / عليك لشقوتي وقعَ اختياري
ولم أخلع عذاراً فيك إلا / لما عاينت من خلع العذار
العُذرُ إن أنصفتَ مُتّضِحُ
العُذرُ إن أنصفتَ مُتّضِحُ / وشهيُد حبِّكَ أدمعٌ سُفُحُ
فَضَحَت ضميَرك عن ودائعهِ / إن الجفونَ نواطقٌ فُصُحُ
واذا تكلمتِ العيونُ على / إعجامِها فالسرُّ مُفتضِحُ
رُبَما أبيتُ معانقي قمرٌ / للحُسنِ فيهِ مخايلٌ تَضِحُ
نَشَرَ الجمالُ على محاسنه / بدعا وأذهبَ همَّه الفَرحُ
يختال في حُلَلِ الشبابِ به / مَرحٌ وداؤك انه مَرِحُ
ما زالَ يُلثِمُني مراشفُه / ويعُلُّني الأبريقُ والقَدَحُ
حتّى استردَ الليلُ خِلعتَه / ونشا خلاَ سوادِه وَضَحُ
وبدا الصباحُ كأنَّ غُرَّتَه / وجهُ الخليفةِ حينَ يُمتَدَحُ
نَشَرت بكَ الدنيا محاسِنَها / وتَزَيّنَت بصفاتِكَ المِدَحُ
وكأنَّ ما قَد غابَ عنكض له / بإزاءِ طرفِكَ عارِضاً شَبَحُ
واذا سَلِمتَ فكلُّ حادثةٍ / جَلَلٌ فلا بُؤسٌ ولا تَرَحُ
وإني لأرجُو اللّهَ حتى كأنَّني
وإني لأرجُو اللّهَ حتى كأنَّني / أرى بجميلِ الظنّ ما اللَهُ صانِعُ
طُبِعَ الكريمُ على وَفائِه
طُبِعَ الكريمُ على وَفائِه / وعلى التَفَضُّل في إِخائِه
تُغني عِنايتُه الصَدي / قَ عَن التَعرُضِ لاقتِضائِه
حَسبُ الكريمِ حَياؤه / فكلِ الكريمَ الى حَيَائِه
رأت وضحاً في مفرقِ الرأس راعها
رأت وضحاً في مفرقِ الرأس راعها / شريحانِ مبيضٌّ به وبهيمُ
تفاريقُ شيبٍ في السوادِ لوامعٌ / وما خير ليل ليس فيه نجومُ
ثلاثةٌ تشرقُ الدنيا ببهجتهم
ثلاثةٌ تشرقُ الدنيا ببهجتهم / شمسُ الضحى وأبو إِسحاق والقَمَرُ
فالشمسُ تَحْكيهِ في الإِشراقِ طالعةً / إِذا تَقَطّعَ عن إدراكِها النَظَرُ
والبدرُ يحكيهِ في الظّلماءِ مُنبَلِجاً / اذا استنارت لياليهِ به الغُرَرُ
يحكي أفاعيلَه في كلّ نائبةٍ / الغيثُ والليثُ والصَّمْصامةُ الذَكَرُ
فالغيثُ يَحكي ندى كفيهِ مُنهمراً / إِذا استهَلَ بصَوبِ الدِّيمَةِ المَطَرُ
وربما صالَ أحياناً على حَنَقٍ / شبيهُ صولتِهِ الضِّرغامةُ الهَصِرُ
والهِندُوانُّي يحكي من عَزائِمه / صَريمَةَ الرأيِ منه النَّقضُ والمَررُ
وكُلُّها مُشبِهٌ شيئا على حدة / وقد تخالفَ فيه الفعلُ والصُورُ
وأنت جامعُ ما فيهنَّ من حَسَنٍ / فقد تكامَلَ فيك النَّفْعُ والضَّرَرُ
فالخَلْقُ جسمٌ له رأْسٌ يُدَبِّرهُ / وأنت جارِحَتاهُ السَّمعُ والبَصَرُ
نفوس المنايا بالمنايا تشعب
نفوس المنايا بالمنايا تشعب / وكل له من مذهب الموت مذهب
نُراعُ لذكرِ الموتِ ساعةَ ذِكرِهِ / وتعترضُ الدنيا فلنهُو ونلعبُ
وآجالُنا في كلِ يومٍ وليلةٍ / الينا على غِرّاتِنا تتقَرَّبُ
أأيقنَ أنَّ الشيبَ ينعى حياتَه / مُدِرٌّ لأخلافِ الحطيئةِ مُذنِبُ
يقينٌ كأنَّ الشكَّ أغلبُ أمرِهِ / عليه وعرفانٌ الى الجهلِ يُنسَبُ
وقد ذَمّتِ الدنيا اليّ نعيمَها / وخاطبني أعجامُها وهو مُعرِبُ
ولكنَّني منها خُلِقت لغَيرها / وما كنتُ منه فهو عندي مُحَبّبُ
يَدُلُّ على أنني عاشِقٌ
يَدُلُّ على أنني عاشِقٌ / من الدمع مُستشهدٌ ناطِقٌ
ولي مالكٌ أنا عبدٌ لهُ / مُقِرٌّ بأني له وَامِقُ
إذا ما سَمَوتُ الى وصلِهِ / تعرّضَ لي دونَه عائِقُ
وحارَبني فيه ريبُ الزمانِ / كأنَّ الزمانَ له عاشِقُ
قد كانَت الأصنام وهي قديمةٌ
قد كانَت الأصنام وهي قديمةٌ / كسرت وجدّعهنَّ إبراهيم
ولديكَ أصنام سلمنَ من الأذى / وصفَت لهنَ غضارةٌ ونعيم
وبنا إلى صنمِ نلوذ بركنِه / فقرٌ وأنتَ إذا هززت كريمُ
مَن يَتَمَنَّ العُمرَ فَلْيَدَّرِعْ
مَن يَتَمَنَّ العُمرَ فَلْيَدَّرِعْ / صَبراً على فَقْدِ أَحِبّائهِ
ومن يُعَمَّرْ يَلْقَ في نَفْسِهِ / ما يَتمناهُ لِأَعدائِهِ
نَم فقَد وكلتَ بي الأرَقا
نَم فقَد وكلتَ بي الأرَقا / لاهياً تُغري بِمَن عَشِقا
إنّما أبقيتَ من جَسدي / شَبَحاً غيرَ الذي خُلِقا
كنتُ كالنُقصَانِ في قَمَرٍ / ماحِقاً منه الذي اتسَقَا
وفتى ناداكَ مِن كَثَبٍ / أسعِرَت أحشاؤه حُرَقا
غَرِقَت في الدمعَ مُقلَتُه / فدَعا إنسانُها الغَرَقا
إنما عاقَبت ناظَره / إن أعادَ اللحظَ مُستَرِقا
ما لِمن تَمّت محاسِنه / أن يُعادي طرفَ من رَمَقا
لك أن تُبدي لنا حُسناً / ولنا أن نُعمِلَ الحدَقا
قدحَت كفّاكَ زَندَ هوىً / في سوادِ القلبِ فاحتَرَقَا
مات الثلاثةُ لما ماتَ مُطَّلِبُ
مات الثلاثةُ لما ماتَ مُطَّلِبُ / مات الحياءُ وماتَ الرعبُ والرهَبُ
للّهِ أربعةٌ قد ضمهُم كَفَنٌ / أضحى يُعزّى به الاسلامُ والعَرَبُ
يا يومَ مُطّلِبٍ أبكيتَ أعيُنِنا / بعدَ الدموع دَماً ما دامَت الحقَبُ
فاذهب ذهابَ غوادي المزنِ ما سَفَحَت / صَوباً على الأرض أوما اخضرَّت العُشُبُ
تكلَّمَ بالوحيِ البَنَانُ المُخَضَّبُ
تكلَّمَ بالوحيِ البَنَانُ المُخَضَّبُ / وللّهِ شكوى مُعجِمٍ كيفَ يُعرِبُ
أإيماءُ أطرافِ البَنانِ وَوَجههَا / أبانا له كيفَ الضَمير المُغيَّبُ
وقد كان حُسنُ الظنِ أنجبَ مرّةً / فأحَمدَ عُقبَى أمرِه المُتَعَقِّبُ
فلمّا تَدَبرتُ الظنونَ مُراقباً / تقلّبَ حاليها إذا هيَ تكذِبُ
بدأتَ بأحسانٍ فلمّا شكرتُه / تنكّرتَ لي حَتّى كأنِّيَ مُذنِبُ
وكُلُّ فتىً يَلقى الخطوبَ بعزِمِه / لَهُ مَذهَبٌ عمّن له عَنهُ مذهَبُ
وهل يصرعُ الحبُّ الكريمَ وقلبهُ / عليمٌ بما يأتي وما يتجَنّبُ
تأنيتُ حتّى أوضحَ العلمُ أنني / مع الدهر يَوماً مُصعِدٌ ومُصَوّبُ
وألحقتُ أعجازَ الأمور صدورها / وقَوَّمها غَمزُ القِداحِ المقَلِّبُ
وأيقنتُ أنَّ اليأسَ للعِرضِ صائنٌ / وأن سوفَ أغضَي للقَذَى حينَ أرغبُ
أغادرتني بينَ الظنونِ مُمَيّزاً / شَواكل أمرٍ بينهُنّ مُجَرِّبُ
يُقرّبني مَن كنتُ أصفيكَ دونَه / بوُدّي وتَنأى بِي فلا أَتَقَرّبُ
فللّه حَظّي منكَ كيفَ أضاعَه / سُلُوُّكَ عنيّ والأمورُ تَقَلّبُ
أبعدكَ أستَسقِي بَوارقَ مُزنَةٍ / وان جادَ هطّالٌ من المُزنِ هَيدَبُ
إذا ما رأيتُ البرقَ أغضيتُ دونَه / وقلتُ إذا ما لاحَ ذا البرقُ خُلّبُ
وإن سَنَحَت لي فُرصةٌ لم أسامِها / وأعرضتُ عنها خوفَ ما أترقَّبُ
تَأدّبتُ عن حُسنِ الرجاءِ فلن أرى / أعودُ له إِنّ الزمانَ مُؤدِّبُ
دماءُ المحبينَ لا تُعقل
دماءُ المحبينَ لا تُعقل / أما في الهوى حكمٌ يعدِلُ
تعبَّدني حَوَرُ الغانياتِ / ودانَ الشبابُ له الاخطلُ
ونظرةِ عَينٍ تلافيتُها / غِراراً كما يَنظُر الأحولُ
مُقَسَّمةٍ بين وجهش الحب / يبِ وطرفِ الرقيبِ متى يَغفُلُ
أذُمُّ على غَرَبَاتِ النَوى / إليك السُّلُوَّ ولا أذهَلُ
وقالوا عزاؤكَ الفِراق / اذا حمَّ مكروهة أجملُ
أَقيدي دماً سفَكَتْه العيونُ / بإِيماض كحلاءَ لا تُكحَلُ
فكلُّ سهامِك لي مُقْصِدٌ / وكل مواقعِها مَقْتَلُ
سلامٌ على المنزلِ المستحيلِ / وإن ضنَّ بالمنطقِ المنزلِ
وعضب الضريبة يلقى الخطوبَ / بجدٍّ عن الدهر لا ينكلُ
تغلغَلَ شرقاً الى مغربٍ / فلما تبدّت له المَوصِلُ
ثوى حيث لا يستمال الاريب / ولا يُؤلَفُ اللقِنُ الحُوَّلُ
لدى ملكِ قابلتهُ السعُودُ / وجانبه الأنجم الأُفَّلُ
لأيامه سطواتُ الزمانِ / وإنعامُه حين لا موئلُ
سما مالك بك للباهراتِ / وأوحدَكَ المربأ الاطولُ
وليس بعيداً بأن تحتذي / مذاهبَ آسادِها الأَشبُلُ
آتي يَزيدَ بنَ هارونٍ أدلجهُ
آتي يَزيدَ بنَ هارونٍ أدلجهُ / في كلِ يومٍ ومالي وابن هارونِ
فليتَ لي بيزيدِ حينَ أشهَدُه / راحاً وقصفاً وندماناً يُسلِّيني
أغدُو الى عُصبةٍ صُمت مسامعُهم / عن الهُدى بين زنديقٍ ومأفُونِ
لا يذكرونَ علياً في مشاهِدهم / ولا بنيه بني البيضِ الميامينِ
اللهُ يعلمُ أني لا أحبُّهم / كما هُم بيقينٍ لا يُحبوني
لو يستطيعونَ عن ذكري أبا حَسَنٍ / وفَضله قطَّعوني بالسكاكينِ
ولستُ أتركُ تفضيلي له أبداً / حتى المماتِ على رَغم الملاعين
عليمٌ بأعقابِ الأمورِ كأنما
عليمٌ بأعقابِ الأمورِ كأنما / تخاطِبُه من كلِ أمرٍ عواقِبُه
إذا اختلجَت عيني رأت مَن تُحِبّه
إذا اختلجَت عيني رأت مَن تُحِبّه / فدامَ لعيني ما حييتُ اختلاجُها
وما ذُقتُ كأساً مُذ تعلّقني الهَوى / فأشرَبها إلا ودَمعي مِزاجُها
فتىً لما رأى الأنسابَ عزّاً
فتىً لما رأى الأنسابَ عزّاً / تناولَ غيرَ نسبةِ والديهِ
ويَرضى أن يقال له شريفٌ / ومن يرضى إذا كَذِبوا عليه
تَشَبَّهتَ بالأعرابِ أهلِ التعَّجرُفِ
تَشَبَّهتَ بالأعرابِ أهلِ التعَّجرُفِ / فدلَّ على دَعواكَ قُبحُ التكّلُّفِ
لسانٌ عِراقي إذا ما صَرَفتَه / الى لغةِ الأعرابِ لم يَتَصَرَّفِ
لئن كنتَ للأعرابِ والنحو حافِظاً / لقد كنتَ من قُرّاءِ سُورَةِ يُوسُفِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025