المجموع : 81
وَلَقَد قُلتُ لِاِبنَتي وَهيَ تَكوي
وَلَقَد قُلتُ لِاِبنَتي وَهيَ تَكوي / بِاِنسِكابِ الدُموعِ قَلباً كَئيبا
اِسكُتي قَد حَزَزتُ بِالدَمعِ قَلبي / طالَما حَزَّ دَمعَكُنَّ القُلوبا
وَدَعي أَن تُقَطِّعي الآنَ قَلبي / وَتُريني في رِحلَتي تَعذيبا
فَعَسى اللَهُ أَن يُدافِعَ عَنّي / رَيبَ ما تَحذَرينَ حَتّى أَؤوبا
لَيسَ شَيءٌ يَشاؤُهُ ذو المَعالي / بِعَزيزٍ عَلَيهِ فَاِدعي المُجيبا
أَنا في قَبضَةِ الإِلهِ إِذا كُن / تُ بَعيداً أَو كُنتُ مِنكِ قَريبا
اِخلَع عَذارَكَ في الهَوى
اِخلَع عَذارَكَ في الهَوى / وَاِشرَب مُعَتَّقَةَ الدِنانِ
وَصِلِ القَبيحَ مُجاهِراً / فَالعَيشُ في وَصلِ القِيانِ
لا يَلهِيَنَّكَ غَيرُ ما / تَهوى فَإِنَّ العُمرَ فانِ
وَلِما بَدا فَرجُها جاثِماً
وَلِما بَدا فَرجُها جاثِماً / كَرَأسٍ حَليقٍ وَلَم يَعتَمِدْ
سَجَدتُ إِلَيهِ وَقَبَّلتُهُ / كَما يَفعَلُ الساجِدُ المُجتَهِدْ
قَبِّليني سُعادُ بِاللَهِ قُبلَه
قَبِّليني سُعادُ بِاللَهِ قُبلَه / وَاِسأَليني لَها فِديَتُكِ نِحْلَه
فَوَرَبِّ السَماءِ لَو قُلتِ لي صَـ / ـلِّ لِوَجهي جَعَلتُهُ الدَهرَ قِبْلَه
إِنَّ قَلبي قَد تَصابى
إِنَّ قَلبي قَد تَصابى / بَعدَ ما كانَ أَنابا
وَرَماهُ الحُبُّ مِنهُ / بِسِهامٍ فَأَصابا
قَد دَهاهُ شادِنُ يَلـ / ـبسُ في الجيدِ سِخابا
فَهُوَ بَدرٌ في نِقابٍ / فَإِذا أَلقى النِقابا
قُلتَ شَمسٌ يَومَ دَجنٍ / حَسَرَت عَنها السَحابا
لَيتَني مِنهُ عَلى كَش / حَينِ قَد لانا وَطابا
أَحضَرُ الناسِ بِما أَك / رَهُهُ مِنهُ جَوابا
فَإِذا قُلتُ أَنِلني / قُبلَةً قالَ تُرابا
ناكَ وَاللَهِ جَوهَرَ الصَحّافُ
ناكَ وَاللَهِ جَوهَرَ الصَحّافُ / وَعَلَيها قَميصُها الأَفوافُ
شامَ فيها أَيراً لَهُ اِضطلاعُ / لَم يَخُنهُ نَقصٌ وَلا إِخطافُ
زَعَموها قالَت وَقَد غابَ فيها / قائِماً في قِيامِهِ اِستِحصافُ
بَعضَ هذا مَهلاً تَرَفَّق قَليلاً / ما كَذا يا فَتى تُناكُ الظِرافُ
ناكَها ضَيفُها وَقَبَّلَ فاها / يا لِقَومي لَقَد طَغى الأَضيافُ
لَم يَزَل يَرهَزُ الشَهِيَّةَ حَتّى / زالَ عَنها قَميصُها وَالعِطافُ
أَلا يا ظَبيَةَ الوادي
أَلا يا ظَبيَةَ الوادي / وَذاتَ الجَسَدِ الرادي
وَزَينَ المِصرِ وَالدارِ / وَزَينَ الحَيِّ وَالنادي
وَذاتَ المَبسِمِ العَذبِ / وَذاتِ المِيسَمِ البادي
أَما بِاللَهِ تَستَحيي / نَ مِن خُلَّةِ حَمّادِ
فَحَمّادٌ فَتىً لَيسَ / بِذي عِزٍّ فَتَنقادي
وَلا مالٍ وَلا عِزٍّ / وَلا حَظٍّ لِمُرتادِ
فَتوبي وَاِتَّقي اللَهَ / وَبُتّي حَبلَ جَرّادِ
فَقَد مُيِّزتِ بِالحُسنِ / عَنِ الخَلقِ بِإِفرادِ
وَهذا البَينُ قَد حُمَّ / فَجودي مِنكِ بِالزادِ
ثَناءٌ مِن أَميرٍ خَيرُ كَسبٍ
ثَناءٌ مِن أَميرٍ خَيرُ كَسبٍ / لِصاحِبِ مَغنَمٍ وَأَخي ثَراءِ
وَلكِنَّ الزَمانَ بَرى عِظامي / وَمالي كَالدَراهِمِ مِن دَواءِ
خَرَجنا نَمتَطي الزَهَرا
خَرَجنا نَمتَطي الزَهَرا / وَنَجعَلُ سَقفَنا الشَجَرا
وَنَشرَبُها مُعَتَّقَةٌ / تَخالُ بِكَأسِها شَرَرا
وَجَوهَرُ عِندَنا تَحكي / بِدارَةِ وَجهِها القَمَرا
يَزيدُكَ وَجهُها حُسناً / إِذا ما زِدتَهُ نَظَرا
وَجَوهَرُ قَد رَأَيناها / فَلَم نَرَ مِثلَها بَشَرا
وَيلي مِمَّن جَفاني
وَيلي مِمَّن جَفاني / وَحُبُّهُ قَد بَراني
وَطَيفُهُ يَلقاني / وَشَخصُهُ غَيرُ دانِ
أَغَرُّ كَالبَدرِ تَعشى / بِحُسنِهِ العَينانِ
جارَيَّ لا تَعذُلاني / في حُبِّهِ وَدَعاني
فَرُبَّ يَومٍ قَصيرٍ / في جَوسَقٍ وَجِنانِ
بِالراحِ فيهِ يُحَيّا / وَالقَصفِ وَالرَيحانِ
وَعِندَنا قَينَتانِ / وَجهاهُما حَسَنانِ
عُوَداهُما غَرِدانِ / كَأَنَّما يَنطِقانِ
وَعِندَنا صاحِبانِ / لِلدَّهرِ لا يَخضَعانِ
فَكُنتُ أَوَّلَ حامٍ / وَأَوَّلَ السَرعانِ
في فِتيَةٍ غَيرِ ميلٍ / عِندَ اِختِلافِ الطِعانِ
مِن كُلِّ خَوفٍ مُخيفٍ / في السِرِّ وَالإِعلانِ
حَمّالِ كُلِّ عَظيمٍ / يَضيقُ عَنهُ اليَدانِ
وَإِن أَلَحَّ زَمانٌ / لَم يَستَكِن لِلزَّمانِ
فَزالَ ذاكَ جَميعاً / وَكُلُّ شَيءٍ فانِ
مَن عاذَري مِن خَليلٍ / مُوافِقٍ مِلدانِ
مُداهِنٍ مُتَوانِ / يُكنى أَبا دَهمانِ
مَتى يَعِدكَ لِقاءً / فَالنَجمُ وَالفَرقَدانِ
وَلَيسَ يَغنَمُ إِلّا / سَكرانَ مَع سَكرانِ
يَسقيهِ كُلُّ غُلامٍ / كَأَنَّهُ غَصنُ بانِ
مِن خَندَريسِ عُقارٍ / كَحُمرَةِ الأَرجُوانِ
نَعَم لَنا نَبيذٌ
نَعَم لَنا نَبيذٌ / وَعِندَنا حَمّادُ
وَخَيرُنا كَثيرٌ / وَالخَيرُ مُستَزادُ
وَكُلُّنا مِن طَرَبٍ / يَطيرُ أَو يَكادُ
وَعِندَنا وادِيُّنا / وَهوَ لَنا عَمادُ
وَلَهونا لَذيذٌ / لَم يَلهُهُ العِبادُ
إِن تَشتَهي فَساداً / فَعِندَنا فَسادُ
أَو تَشتَهي غُلاماً / فَعِندَنا زِيادُ
ما إِن بِهِ اِلتِواءٌ / عَنّا وَلا بِعادُ
خافي اللَهَ يا بَربَرْ
خافي اللَهَ يا بَربَرْ / فَقَد أَفسَدتِ ذا العَسكَر
أَفَضتِ الفِسقَ في الناسِ / فَصارَ الفِسقُ لا يُنكَر
وَمَن ذا يَملِكُ الناسَ / إِذا ما أَقبَلَت بَربَر
وَأَعطافُ جَواريها / كَريحِ المِسكِ وَالعَنبَر
وَجَوهَرُ دُرَّةُ الغَوّا / صِ مَن يَملِكُها يُحبِر
لَها ثَغرٌ حَكى الدُرَّ / وَعَينا رَشَأٍ أَحوَر
أَلا يا جَوهَرَ القَلبِ / لَقَد زِدتِ عَلى الجَوهَر
وَقَد أَكمَلَكِ اللَهُ / بِحُسنِ الدَلِّ وَالمَنظَر
إِذا غَنَّيتِ يا أَحسَ / نَ خَلقِ اللَهِ بِالمَزهَر
فَهذا حَزناً يَبكي / وَهذا طَرَباً يَكفُر
وَهذا يَشرَبُ الكَأسَ / وَذا مِن فَرَحٍ يَنعَر
وَلا وَاللَهِ ما المَهدِيُّ / أَولى مِنكَ بِالمَنبَر
فَما عِشتِ فَفي كَفَّيـ / ـكِ خَلعُ اِبنِ أَبي جَعفَر
عِندي المَلاهي جَميعاً
عِندي المَلاهي جَميعاً / حَديثُهُ وَعَتيقُهُ
وَقُرطُقِيٌّ شَهِيُّ / يَفوحُ مِنهُ خَلوقُه
وَالخَمرُ عِندي عَتيقٌ / يَشفي القُلوبَ غَبوقُه
قَد لامَني في حَبيبَتي عُمَر
قَد لامَني في حَبيبَتي عُمَر / وَاللَومُ في غَيرِ كُنهِهِ ضَجَرُ
قالَ أَفِق قُلتُ لا فَقالَ بَلى / قَد شاعَ في الناسِ عَنكُما الخَبَرُ
فَقُلتُ قَد شاعَ فَاِعتِذاري مِمّا / لَيسَ لي فيهِ عِندَهُمُ عُذُرُ
عَجزٌ لَعَمري وَلَيسَ يَنفَعُني / فَكُفَّ عَنّي العِتابَ يا عُمَرُ
وَاِرجِع إِلَيهِم وَقُل لَهُم قَد آبى / وَقالَ لي لا أُفيقُ فَاِنتَحِروا
أَعشَقُ وَحدي فَيُؤخَذونَ بِهِ / كَالتُركِ تَغزو فَيُقتَلُ الخَزَرُ
يا رَئِمُ يا قاتِلَتي
يا رَئِمُ يا قاتِلَتي / إِن لَم تَجودي فَعِدي
بَيَّضَت بِالمَطلِ وَإِخ / لافِكِ وَعدي كَبِدي
حالَفَ عَيني سُهُدي / وَما بِها مِن رَمَدِ
يا لَيتَني في الأَحَدِ / اِبلَيتِ مِنّي جَسَدي
لِمَن بِهِ مِن شِقوَتي / اِخَذتُ حَتفي بِيَدي
إِنَّ مِمّا يَزيدُني فيكَ زُهدا
إِنَّ مِمّا يَزيدُني فيكَ زُهدا / أَنَّني لا أَراكَ تَصدُقُ حَرفا
لا وَلا تَكتُمُ الحَديثَ وَلا تَن / طِقُ جَدّاً وَلا تُمازِحُ ظَرفا
وَإِذا مُنصَفٌ أَرادَكَ لِلنَّص / فِ أَبيتَ الوَفاءِ وَاِزدَدتُ خُلفا
وَإِذا قالَ عارِفاً قالَ سوءاً / وَإِذا قالَ مُنكِراً قُلتَ عُرفا
طَربَةً ما طَرِبتُ في ديرِ كَعبِ
طَربَةً ما طَرِبتُ في ديرِ كَعبِ / كِدتُ أَقضي مِن طَربَتي فيهِ نَحبي
وَتَذَكَّرتُ إِخوَتي وَنَداما / يَ فَهاجَ البُكاءُ تَذكارُ صَحبي
حينَ غابوا شَتّى وَأَصبَحتُ فَرداً / وَنَأَوا بَينَ شَرقِ أَرضٍ وَغَربِ
وَهُمُ ما هُمُ فَحَسبِيَ لا أَب / غي بَديلاً بِهِم لَعَمرُكَ حَسبي
طَلحَةُ الخَيرِ مِنهُمُ وَأَبو المُن / ذِرِ خِلّي وَمالِكٌ ذاكَ تِربي
أَيُّها الداخِلُ الثَقيلُ عَلَينا / حينَ طابَ الحَديثُ لي وَلِصَحبي
خِفَّ عَنّا فَأَنتَ أَثقَلُ وَاللَ / هِ عَلَينا مِن فَرسَخَي دَيرِ كَعبِ
وَمِنَ الناسِ مَن يَخِفُّ وَمِنهُم / كَرَحى البَزرِ رُكِّبَت فَوقَ قَلبي
صاحَ غُرابُ البَينِ بِالبَينِ
صاحَ غُرابُ البَينِ بِالبَينِ / فَكِدتُ أَنقَدُّ بِنَصفَينِ
قَد صارَ لي خِدنانِ مِن بَعدِهِم / هَمٌّ وَغَمٌّ شَرُّ خِدنَينِ
أَفدي الَّتي لَم أَلقَ مِن بَعدِها / إِنساً وَكانَت قُرَّةَ العَينِ
أَصبَحتُ أَشكو فُرقَةَ البَينِ / لِما رَأَت فُرقَتَهُم عَيني
إِكليلُها أَلوانُ
إِكليلُها أَلوانُ / وَوَجهُها فَتّانُ
وَخالُها فَريدٌ / لَيسَ لَها جيرانُ
إِذا مَشَت تَثَنَّت / كَأَنَّها ثُعبانُ
قَد جُدِلَت فَجاءَت / كَأَنُّها عِنانُ
إِنّي لَباكٍ عَلى الشَبابِ وَما
إِنّي لَباكٍ عَلى الشَبابِ وَما / أَعرِفُ مِن شِرَّتي وَمِن طَرَبي
وَمِن تَصابِيَّ إِن صَبَوتُ وَمِن / ناري إِذا ما اِستَعَرتُ في لَهَبي
أَبكي خَليلاً وَلّى بِبَهجَتِهِ / بانَ بِأَثوابِ جِدَّةٍ قُشُبِ
عَلى الأَحَمِّ الأَثيثِ مُنسَدِلاً / عَلى جَبيني تَهَدُّلَ العِنَبِ
كانَ صَفِيّي دونَ الصَفِيِّ وَذا ال / أُلفَةِ مِنّي في الوُدِّ وَالحَدَبِ
كانَ خَليلي عَلى الزَمانِ فَإِن / رابَ بِرَيبٍ أَبي فَلَم يَرِبِ
كانَ إِذا نِمتُ قالَ قُم فَإِذا / قُمتُ سَما بي لِأَعظَمَ الرُتَبِ
وَكانَ أَنسي إِذا فَزِعتُ لَهُ / وَكانَ حِصني في شِدَّةِ الكُرَبِ
وَا بِأَبي أَنتَ مِن أَخي ثِقَةٍ / لَو كانَ تُغني مَقالَتي بِأَبي
إِنّي لَباكٍ عَلَيهِ أَعوِلَهُ / بِواكِفٍ إِن أَجلِهُ يَنسَكِبِ
كُلُّ خَليلٍ مَضى فَفارَقَني / كانَ شَوى لَو ثَوى فَلَم يَغَبِ
قارَعَهُ عَنِّيَ الزَمانُ فَقَد / صِرتُ لَهُ في الأَذى وَفي التَعَبِ
وَيحَكَ يا دَهرُ كَيفَ جِئتَ بِما / أَكرَهُ جَهراً عَلَيَّ مِن كَثَبِ
شَوَّهتَني بَعدَ مَنظَرٍ حَسَنٍ / كَأَنَّ فيهِ سَبائِكَ الذَهَبِ
قَلَبتَ لَوني إِلى السَوادِ وَقَد / بَيَّضتَ رَأَسي فَصارَ كَالعُطُبِ
ما زِلتَ تَرمي مُخّي فَتُرهِقَهُ / وَتَنتَحي بِالفُتورِ في عَصَبي
حَتّى كَأَنّي وَلَم أَقُم لَغِبٌ / وَكُنتُ أَعلو الذُرى بِلا لَغَبِ