المجموع : 70
كُسِعَ الشِتاءُ بِسَبعَةٍ غُبرِ
كُسِعَ الشِتاءُ بِسَبعَةٍ غُبرِ / أَيّامَ شُهلَتِنا مِنَ الشَهرِ
فَإِذا اِنقَضَت أَيّامُها وَمَضَت / صِنُّ وَصِنَّبرٌ مَعَ الوَبرِ
وَبِآمِرٍ وَأَخيهِ مُؤتَمِرٍ / وَمُعَلِّلٍ وَبِمُطفِئِ الجَمرِ
ذَهبَ الشِتاءُ مُوَلَّياً هَرَباً / وَأَتَتكَ واقِدَةٌ مِنَ النَجرِ
إِذا ضَيَّعتَ أَوَّلَ كُلِّ أَمرٍ
إِذا ضَيَّعتَ أَوَّلَ كُلِّ أَمرٍ / أَبَت أَعجازُهُ إِلّا التِواءَ
أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بِالسَبعانِ
أَلا يا دِيارَ الحَيِّ بِالسَبعانِ / أَمَلَّ عَلَيها بِالبِلى المَلَوانِ
أَبيني دِيارَ الحَيِّ لا هَجرَ بَينَنا / وَلَكِنَّ رَوعاتٍ مِنَ الحَدَثانِ
نَهارٌ وَلَيلٌ دائِمٌ مَلواهُما / عَلى كُلِّ حالِ الناسِ يَختَلِفانِ
إذا نَزَلَ الشِتاءُ بِدارِ قَومٍ
إذا نَزَلَ الشِتاءُ بِدارِ قَومٍ / تَجَنَّبَ جارَ بَيتِهِمُ الشِتاءُ
يَدٌ ما قد يَدَيتُ عَلى سُكَينٍ
يَدٌ ما قد يَدَيتُ عَلى سُكَينٍ / وَعيدِ اللَهِ إِذ نُهِشَ الكُفوفُ
بانَ الشَبابُ وَأَفنى ضِعفَهُ العُمُرُ
بانَ الشَبابُ وَأَفنى ضِعفَهُ العُمُرُ / لِلَهِ دَرُكَ أَيَّ العَيشِ تَنتَظِرُ
هَل أَنتَ طالِبُ وِترٍ لَستَ مُدرِكَهُ / أَم هَل لِقَلبِكَ عَن أُلّافِهِ وَطَرُ
أَم كُنتَ تَعرِفُ آياتِ فَقَد جَعَلَت / أَطلالُ إِلفِكَ بِالوَدكاءِ تَعتَذِرُ
أَم لا تَزالُ تُرَجّي عيشَةً أُنُفاً / لَم تُرجَ قَبلُ وَلَم يُكتَب بِها زُبُرُ
يَلحى عَلى ذاكَ أَصحابي فَقُلتُ لَهُم / ذاكُم زَمانٌ وَهَذا بَعدَهُ عُصُرُ
مَن لِنواعِجِ تَنزو في أَزِمَّتِها / أَم لِتَنائي حُمولُ الحَيِّ قَد بَكَروا
كَأَنَّها بِنَقا العَزّافِ طاوِيَةٌ / لَمّا اِنطَوى بَطنُها وَاِخرَوَّطَ السَفَرُ
مارِيَّةٌ لُؤلُؤانُ اللَونِ أَوَّدَها / طَلٌّ وَبَنَّسَ عَنها فَرقَدٌ خَصِرُ
ظَلَّت تُماحِلُ عَنهُ عَسعَساً لِحَماً / يَغشى الضَرّاءَ خَفِيّاً دونَهُ النَظَرُ
تُربي لَهُ وَهوَ مَسرورٌ بِغَفلَتِها / طَوراً وَطَوراً تَسَنّاهُ فَتَعتَكِرُ
في يَومِ طَلٍّ وَأَشباهٍ وَضافِيَةٍ / شَهبا وَثَلجٍ وَقَطرٍ وَقعُهث دِرَرُ
حَتّى تَناهى بِهِ غَيثٌ وَلَجَّ بِها / بَهوٌ تَلاقَت بِهِ الآرامُ وَالبَقَرُ
طافَت وَسافَت قَليلاً حَولَ مَرتَعِهِ / حَتّى اِنقَضى مِن تَوالي إِلفِها الوَطَرُ
فَلَم تَجِد في سَوادِ اللَيلِ رائِحَةً / إِلّا سَماحيقَ مِمّا أَحرَزَ العَفَرُ
ثُمَّ اِرعَوَت في سَوادِ اللَيلِ وَاِدَّكَرَت / وَقَد تَمَزَّعَ صادٍ لَحمُهُ دَفِرُ
ثُمَّ اِستَمَرَّت كَضَوءِ البَرقِ وَاِنفَرَجَت / عَنها الشَقائِقُ مِن بَهنانَ وَالضَفِرُ
تَطايَحَ الطَلُّ عَن أَردافِها صُعُدا / كَما تَطايَحَ عَن ماموسَةَ الشَرَرُ
كَأَنَّما تِلكَ لَمّا أَن دَنَت أُصُلاً / مِن رَحرَحانَ وَفي أَعطافِها زَوَرُ
حَتّى إِذا كَرَبَت وَاللَيلُ يَطلُبُها / أَيدي الرِكابِ مِنَ اللَغباءِ تَنحَدِرُ
حَطَّت وَلَو عَلِمَت عِلمي لَما عَزَفَت / حَتّى تَلَينَ واهٍ كَرُّها بَسَرُ
شَيخٌ شَموسٌ إِذا ما عَزَّ صاحِبُه / شَهمٌ وَاِسمَرُ مَحبوكٌ لَهُ عُذُرُ
كَأَنَّ وَقعَتَهُ لَو ذانَ مِرفَقِها / صَلقُ الصَفا بِأَديمِ وَقعُهُ تِيَرُ
حَنَّت قَلوصي إِلى بابوسِها جَزعاً / فَما حَنينُكَ أَم ما أَنتَ وَالذِكَرُ
إِخالُها سَمِعَت عَزفاً فَتَحسَبُهُ / إِهابَةَ القَسرِ لَيلاً حينَ تَنتَشِرُ
خُبّي فَلَيسَ إِلى عُثمانَ مُرتَجَعٌ / إِلّا العَداءُ وَإِلّا مَكنَحٌ ضَرَرُ
وَاِنجي فَإِنّي إِخالُ الناسَ في نَكَصٍ / وَأَنَّ يَحيى غِياثُ الناسِ وَالعُصُرُ
يا يَحيى يا اِبنَ إِمامِ الناسِ أَهلَكَنا / ضَربُ الجُلودِ وَعُسرُ المالِ وَالحَسَرُ
إِن تَنبُ يا اِبنَ أَبي العاصي بِحاجَتِنا / فَما لِحاجَتِنا وِردٌ وَلا صَدَرُ
ما تَرضَ نَرضَ وَإِن كَلَّفتَنا شَطَطاً / وَما كَرِهتَ فَكُرهٌ عِندَنا قَذَرُ
نَحنُ الَّذينَ إِذا ما شِئتَ أَسمَعَنا / داعٍ فَجِئنا لِأَيِّ الأمرِ نَأتَمِرُ
إِنّي أَعوذُ بِما عاذَ النَبِيُّ بِهِ / وَبِالخَليفَةِ أَن لا تُبَلُ العُذُرُ
مِن مُترَفيكُم وَأَصحابٍ لَنا مَعَهُم / لا يَعدِلونَ وَلا نَأبى فَنَنتَصِرُ
فَإِن تُقِرَّ عَلَينا جَورَ مَظلِمَةٍ / لَم تَبنِ بَيتاً عَلى أَمثالِها مُضَرُ
لا تَنسِ يَومَ أَبي الدَرداءِ مَشهَدَنا / وَقَبلَ ذَلِكَ أَيّامٌ لَنا أُخَرُ
مَن يُمسِ مِن آلِ يَحيى مُغتَبِطاً / في عِصمَةِ الأَمرِ ما لَم يَغلِبِ القَدَرُ
وَرّادَةٌ يَومَ نَعبِ المَوتِ رايَتُهُم / حَتّى يَفيءَ إِلَيها النَصرُ وَالظَفَرُ
مِن أَهلِ بَيتٍ هُمُ لِلَهِ خالِصَةٌ / قَد صَعَدوا بِزِمامِ الأَمرِ وَاِنحَدَروا
كَأَنَّهُ صُبحَ يَسري القَومُ لَيلَهُمُ / ماضٍ مِنَ الهِندُوانِيّاتِ مُنسَدِرُ
يَعلو مَعَدّاً وَيُستَسقى الغَمامُ بِهِ / بَدَّرٌ تَضاءَلَ فيهِ الشَمسُ وَالقَمَرُ
هَل في الثَماني مِنَ التِسعينَ مَظلمَةٌ / وَرَبُّها لِكِتابِ اللَهِ مُستَطِرُ
يَكسونَهُم أَصبَحِيّاتٍ مُحَدرَجَةً / إِنَّ الشُيوخَ إِذا ما أوجِعوا ضَجِروا
حَتّى يَطيبوا لَهُم نَفساً عَلانِيَّةً / عَنِ القِلاصِ الَّتي مِن دونِها مَكَروا
لَسنا بِأَجسادِ عادٍ في طَبائِعِنا / لا نَألَمُ الشَرَّ حَتّى يَألَمَ الحَجَرُ
وَلا نَصارى عَلَينا جِزيَةٌ نُسُكٌ / وَلا يَهودُ طَغاماً دينُهُم هَدَرُ
إِن نَحنُ إِلّا أُناسٌ أَهلُ سائِمَةٍ / ما إِن لَنا دونَها حَرثٌ وَلا غُرَرُ
مَلّوا البِلادَ وَمَلَّتهُم وَأَحرَقَهُم / ظُلمُ السَعادَةِ وَبادَ الماءُ وَالشَجَرُ
إِن لا تُدارِكهُمُ تُصبِح مَنازِلُهُم / قَفراً تَبيضُ عَلى أَرجائِها الحُمرُ
أَدرِك نِساءً وَشيباً لا قَرارَ لَهُم / إِن لَم يَكُن لَكَ فيما قَد لَقَوا غِيَرُ
إِنَّ العِيابَ الَّتي يُخفونَ مَشرَجَةٌ / فيها البَيانُ وَيُلوى دونَكَ الخَبَرُ
فَاِبعَث إِلَيهِم فَحاسِبهُم مَحاسَبَةً / لا تَخَف عَينق عَلى عَينٍ وَلا أَثَرُ
وَلا تَقولَنَّ زَهواً ما تُخَيِّرُني / لَم يَترُكِ الشَيبُ لي زَهواً وَلا العَوَرُ
سائِلهُمُ حَيثُ يُبدي اللَهُ عَورَتَهُم / هَل في صُدورِهِم مِن ظُلمِنا وَحَرُ
شَطَّ المَزارُ بِجَدوى وَاِنتَهى الأَمَلُ
شَطَّ المَزارُ بِجَدوى وَاِنتَهى الأَمَلُ / فَلا خَيالٌ وَلا عَهدٌ وَلا طَلَلُ
إِلّا رَجاءَ فَما نَدري أَنُدرِكُهُ / أَم يَستَمِرُّ فَيَأتي دونَهُ الأَجَلُ
شَيخٌ شَآمٌ وَأُفنونٌ يَمانِيَةٌ / مِن دونِها الهَولُ وَالمَوماةُ وَالعِلَلُ
ما أَمُُّ غُفرِ عَلى دَعجاءَ ذي عَلَقٍ / يَنفي القَراميدَ عَنها الأَعصَمُ الوَقِلُ
في رَأسِ خَلقاءَ مِن عَنقاءَ مُشرِفَةٍ / لا يَنبَغي دونَها سَهلٌ وَلا جَبَلُ
إِلذا كَمِثلِكَ فينا غَيرَ أَنَّ لَنا / شَوقاً وَذَلِكَ مِمّا كَلَّفَت جَلَلُ
هَيهاتَ حَيٌّ غَدَوا مِن ثَجرِ مَنزِلِهِم / حَيٌّ بِنَجرانَ صاحَ الديكُ فَاِحتَمَلوا
الخَزرَجِيُّ الهِجانُ الفَرعِ لا تَرِعٌ / ضيقُ المَجَمِّ وَلا جافٍ وَلا تَفِلُ
الزاجِرُ العيسَ في الإِمليسِ أَعيُنُها / مِثلُ الوَقائِعِ في أَنصافِها السَمَلُ
يَهدي الجُيوشَ وَيَهدي اللَهُ شيمَتَهُ / في طِرمِسِ البيدِ سامي الطَرفِ مُعتَدَلُ
كَالكَوكَبِ الأَزهَرِ اِنشَقَّت دُجُنَّتُهُ / في الناسِ لا رَهَقٌ فيهِ وَلا بَخَلُ
هادٍ ضِياءٌ مُنيرٌ فاصِلٌ فَلَجٌ / قَضاؤُهُ سُنَّةٌ وَقَولُهُ مَثَلُ
هَذا الثَناءُ وَأَجدِر أَن أُصاحِبَهُ / وَقَد يُدَوِّمُ ريقَ الطامِعِ الأَمَلُ
وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها
وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها / لِجارَتِها ما إِن يَعيشُ بِأَحوَرا
فَلَمّا تَجَلّى ما تَجَلّى مِنَ الدُجى
فَلَمّا تَجَلّى ما تَجَلّى مِنَ الدُجى / وَشَمَّرَ صَعلٌ كَالخَيالِ المُخَيَّلِ
أَلا لَيتَ المَنازِلَ قَد بَلَينا
أَلا لَيتَ المَنازِلَ قَد بَلَينا / فَلا يَرمينَ عَن شُزُنٍ حَزينا
كَأَنَّ عَلى الجِمالِ أَوانَ خَفَّت / هَجائِنَ مِن نِعاجِ أُراقَ عينا
وَضَعنَ بِذي الجَداةِ فُضولَ ريطٍ / لَكِيما يَختَدِرنَ وَيَرتَدينا
تَكادُ الشَمسُ تَخضَعُ حينَ تَبدو / لَهُن وَما وَبِدنَ وَما لُحينا
أَلا لَيتَ الرِياحَ رَسولُ قَومٍ / بِمَرجِ صِراعَ أَو بِالأَندَرينا
وَما بَيضاءُ في نَضَدٍ تَداعى / بِبَرقٍ في عَوارِضَ قَد شَرينا
يُضيءُ صَبيرُها في ذي حَبِيٍّ / جَواشِنَ لَيلِها بَيناً فَبَينا
بِأَحسَنَ مِن غَنِيَّةَ يَومَ راحَت / وَجارَتِها وَمِن أُمِّ البَنينا
وَما بَيضاتُ ذي لِبَدٍ هِجَفِّ / سُقينَ بِزاجِلٍ حَتّى رَوينا
وُضِعنَ فَكُلُّهُنَّ عَلى غِرارِ / هِجانُ اللَونِ قَد وَسَقَت جَنينا
يَبيتُ يَحُفُّهُنَّ بِقَفقَفَيهِ / وَيُلحِفُهُنَّ هَفهافاً ثَخينا
بِهَجلٍ مِن قَساً ذَفرِ الخُزامى / تَداعى الجِربِياءُ بِهِ الحَنينا
بِحَيثُ هَراقَ في نَعمان خَرجٌ / دَوافِعُ في بِراقِ الأَديَثينا
تَفَقَّأَ فَوقَهُ القَلَعُ السَواري / وَجُنَّ الخازِ بازِ بِهِ جُنونا
فَما أَلواحُ دُرَّةِ هِبرِقِيٍّ / جَلا عَنها مُخَتِّمُها الكُنونا
فَأَشرَطَ نَفسَهُ حِرصاً عَلَيها / وَكانَ بِنَفسِهِ حَجِئاً ضَنينا
تَظَلُّ بَناتُ أَعنَقَ مُسرِجاتٍ / لِرُؤيَتِها يَرُحنَ وَيَغتَدينا
فَإَمّا زالَ سَرجٌ عَن مَعَدِّ / وَأَجدِر بِالحَوادِثِ أَن تَكونا
فَلا تَصلَي بِمَطروقٍ إِذا ما / سَرى في القَومِ أَصبَحَ مُستَكينا
إِذا شَرِبَ المُرِضَّةَ قالَ أَوكي / عَلى ما في سِقائِكَ قَد رَوينا
يَلومُ وَلا يُلامُ وَلا يُبالي / أَغَيّاً كان لَحمُكَ أَو سَمينا
يَظَلُّ أَمامَ بَيتِكِ مُجلَخِدّاً / كَما اِلقَيتِ بِالسَندِ الَوَضينا
إِذا اِشتَدَّ الزَمانُ أَكَبَّ لَغباً / فَلا قَرحاً يُدِرُّ وَلا لَبونا
وَبَلّي إِن هَلَكتُ بِأَريحي / مِنَ الفِتيانِ لا يُضحي بَطينا
كَأَنَّ الصَقرَ يَقلِبُ مُقلَتَيهِ / إِذا نَفَضَ العُيوبَ وَقَد خَفينا
كَأَنَّ اللَيلَ لا يَغسى عَلَيهِ / إِذا زَجَرَ السَبَنتاةَ الأَمونا
يُصيبُ مَغارِماً في القَومِ قَصداً / وَهُنَّ لِغَيرِهِ لا يَبتَغينا
فَما كَلَّفتُكِ القَدَرَ المُغَبّى / وَلا الطَيرَ الَّذي لا تَعبُرينا
أَصَمَّ دُعاءُ عاذِلَتي تَحَجّى / بِآخِرِنا وَتَنسى أَوَّلينا
لَبِسنا حِبرَهُ حَتّى اِقتُضينا / لِأَعمالٍ وَآجالِ قَضينا
وَإِنَّ المَوتَ أَدنى مِن خَيالٍ / وَدونَ العَيشِ تَهواداً ذَنينا
وَقارِقَةٍ مِنَ الأَيّامِ لَولا / سَبيلُهُمُ لَزاحَت عَنكَ حينا
دَبَبتُ لَها الضَرّاءَ وَقُلتُ أَبقى / إِذا عَزَّ اِبنُ عَمِّكَ أَن تَهوَنا
تَفوتُ القِصارَ وَالطِوالُ يَفتُنَها
تَفوتُ القِصارَ وَالطِوالُ يَفتُنَها / فَمَن يَرَها لَم يَنسَها ما تَكَلَّما
وَراهُنَّ رَبّي مِثلَ ما قَد وَرَينَني
وَراهُنَّ رَبّي مِثلَ ما قَد وَرَينَني / وَأَحمى عَلى أَكبادِهِنَّ المَكاوِيا
فَمِثلُكَ أَلوى بِالفُؤادِ وَزَارَ بالـ
فَمِثلُكَ أَلوى بِالفُؤادِ وَزَارَ بالـ / ـعِدادِ وَأَصحا في الحَياةِ وَأَسكَرا
تَغَمَّرتُ مِنها بَعدَما نَفَذَ الصَبا / وَلَم يَروَ مِن ذي حاجَةٍ مَن تَغَمَّرا
فَبِتُّ أُعاطيها الحَديثَ بِمُسنِفٍ / مِنَ اللَيلِ أَبقَتهُ الأَحاديُ أَخضَرا
إِلى ظُعُنٍ ظَلَّت بِجَوِّ أُشاهِمٍ / فَلَمّا مَضى حَدُّ النارِ وَقَصَّرا
تَواعَدنَ أَن لا وَعيَ عَن فَرجَ راكِسٍ / فَرُحنَ وَلَم يَغضِرنَ عَن ذاكَ مَغضَرا
تَزاوَرنَ عَن مَردٍ وَدافَعنَ رَكنَهُ / لِمُنعَرَجِ الخابورِ حَيثُ تَخبَرا
وَعَبَّرنَ عَن فَرقيسَياءَ لِعَرعَرٍ / وَفُرضَةِ نُعمٍ ساءَ ذاكَ مَعَبَّرا
تُقَطَّعُ غيطاناً كَأَنَ مُتونَها / إِذا ظَهَرَت تُكسى مُلاءً مُنَشَّرا
إِلى نِسوَةٍ مَنَّينَها بِمُثَقَّبٍ / أَمانِيَّ لا يُجدينَ عَنكَ حَبَربَرا
عَلَيهِنَّ أَطرافٌ مِنَ القَومِ لَم يَكُن / طَعامُهُم حَبّاً بِزُغبَةَ أَغبَرا
لَقَد ظَعَنَت قَيسٌ فَأَلفَت بُيوتَها / بِسِنجارَ فَالأَجزاعِ أَجزاعِ دَوسَرا
وَقَد كانَ في الأَطهارِ أَو رَملِ فارِزٍ / أَوِ الدَومِ لَمّا أَن دَنا فَتَهَصَّرا
غِنىً عَن مِياهٍ بِالمُدَيبِرِ مُرَّةٍ / وَعَن خَرِبٍ بُنيانُهُ قَد تَكَسَّرا
أَبَعدَ حُلولٍ بِالرِكاءِ وَجامِلٍ / غَدا سارِحاً مِن حَولِنا وَتَنَشَّرا
تَبَدَّلَت إِصطَبلاً وَتَلّاً وَجَرَّةً / وَديكاً إِذا ما آنَسَ الفَجرَ فَرفَرا
وَبُستانَ ذي ثَورَينِ لا لينِ عِندَهُ / إِذا ما طغى ناطورُهُ وَتَغَشمَرا
أَبا سالِمٍ إِن كُنتَ وُلّيتَ ما تَرى / فَأَسجِح فَقَد لا قَيتَ سَكناً بِأَبهَرا
فَلَمّا غَسى لَيلي وَأَيقَنتُ أَنَّها / هِيَ الأُرَبى جاءَت بِأُمِّ حَبَوكَرا
وَأَفلَتُّ مِن أُخرى تَقاصَرَ طَيرُها / عَشِيَّةَ أَدعو بِالسَتّارِ المُجَبِّرا
فَزِعتُ إِلى القَصواءِ وَهيَ مُعَدَّةٌ / لِأَمثالِها عِندي إِذا كُنتُ أَوجَرا
كَثَورِ العَذابِ الفَردِ يَضرِبُهُ النَدى / تَعَلّى النَدى في مَتنِهِ وَتَحَدَّرا
تَقولُ وَقَد عالَيتُ بِالكورِ فَوقَها / يُسَقّي فَلا يَروى إِلَيَّ اِبنث أَحمَرا
أُخَبِّرُ مَن لا قَيتُ أَنّي مُبَصِّرٌ / وَكائِن تَرى مِثلي مِنَ الناسِ بَصَّرا
أَلا قَلَّ خَيرُ الدَهرِ كَيفَ تَغَيَّرا / فَأَصبَحَ يَرمي الناسَ عَن قَرنِ أَعفَرا
وَإِن قالَ غاوٍ مِن تَنوخٍ قَصيدَةً / بِها جَرَبٌ عُدَّت عَلَيَّ بِزَوبَرا
وَيَنطِقُها غَيري وَأَكلَفُ جُرمَها / فَهَذا قَضاءٌ حَقُّهُ أَن يُغَيَّرا
جَزى اللَهُ قَومي بِالأُبُلَّةِ نُصرَةً / وَبَدوا لَهُم حَولَ الفِراضِ وَحُضرا
هُمُ خَلَطوني بِالنُفوسِ وَأَشفَقوا / عَلَيَّ وَرَدّوا البَختَرِيَّ المُؤمَّرا
أَبي الذي أَخنَبَ رِجلَ اِبنِ الصَعِق
أَبي الذي أَخنَبَ رِجلَ اِبنِ الصَعِق / إِذ كانَتِ الخَيلُ كَعِلباءِ العُنُق
عوجوا فَحَيّوا أَيُّها السَفرُ
عوجوا فَحَيّوا أَيُّها السَفرُ / أَم كَيفَ يَنطِقُ مَنزِلٌ قَفرُ
خَلَدَ الجُبَيبُ وَبادَ حاضِرُهُ / إِلّا مَنازِلَ كُلُّها قَفرُ
لَعِبَت بِها هوجٌ يَمانِيَةٌ / فَتَرى مَعارِفَها وَله تَدري
وَلَهِت عَلَيها كُلُّ مُعصِفَةٍ / هَوجاءُ لَيسَ لِلُبِّها زَبرُ
عَشواءُ رَعبَلَةُ الرَواحِ خَجَو / جاةُ الغُدُوِّ رَواحُها شَهرُ
خَرقاءُ تَلتَهِمُ الجِبالَ وَأَج / وازَ الفَلاةِ وَبَطنُها صِفرُ
وَالقوفُ تَنسُجُهُ الدَبورُ وَأَت / لالٌ مُلَمَّعَةُ القَرا شَقرُ
وَتَقنَّعَ الحِرباءُ أَرنَتَهُ / مُتَشاوِساً لِوَريدِهِ نَقرُ
وَعَرَفتُ مِن شُرُفاتِ مَسجِدِها / حَجَرَينِ طالَ عَلَيهِما الدَهرُ
بَكَيا الخَلاءَ فَقُلتُ إِذ بَكَيا / ما بَعدَ مِثلِ بُكاكُما صَبرُ
إِن تَغدُ مِن عَدَنٍ فَأَبينَةٍ / فَمَقيلُها الحُوّارُ وَالبِشرُ
تَضَعُ الحَديثَ عَلى مَواضِعِهِ / وَكَلامُها مِن بَعدِهِ نَزرُ
عوجي اِبنَةَ البَلَسِ الظَنونِ فَقَد / يَربو الصَغيرُ وَيُجبَرُ الكَسرُ
بانَ الشَبابُ وَأَخلَفَ العَمرُ / وَتَغَيَّرَ الإِخوانُ وَالدَهرُ
وَلَقَد غَدَوتُ وَما يُفَزِّعُني / خَوفٌ أُحاذِرُهُ وَلا ذُعرُ
رُؤدُ الشَبابِ كَأَنَّني غُصنٌ / بِحَرامِ مَكَةَ ناعِمٌ نَضرُ
كَشَرابِ قيلٍ عَن مَطِيَّتِهِ / وَلِكُلِّ اَمرٍ واقِعٍ قَدرُ
مُذِ النَهارُ لَهُ وَطالَ عَلَيهِ ال / لَيلُ وَاِستَنعَت بِهِ الخَمرُ
وَمُسِفَّةٌ دَهماءُ داجِنَةٌ / رَكَدَت وَأُسبِلَ دونَها السَترُ
مِن دونِهِم غِن جِئتَهُم سَمَراً / عَزفُ القِيانِ وَمَجلِسُ غَمرُ
وَجَرادَتانِ تُغَنِّيانِهِم / وَعَليهِما الياقوتُ وَالشَذرُ
وَمُجَلجَلٌ دانٍ زَبَرجَدُهُ / حَدِبٌ كَما يَتَحَدَّبُ الدُبرُ
وَنّانِ حَنّانانِ بَينَهُما / وَتَرٌ أَجَشُّ غِناؤُهُ زَمرُ
وَبَعيرُهُم ساجٍ بِجَرَّتِهِ / لَم يُؤذِهِ غَرثٌ وَلا نَفرُ
فَإِذا تَجَرَّرَ شَقَّ بازِلَهُ / وَإِذا أَصاخَ فَإِنَّهُ بِكرُ
خَلّوا طَريقَ الديدَبونِ فَقَد / وَلّى الصِبا وَتَفاوَتَ النَجرُ
وَاِسلَم بِراووقٍ حُبيتَ بِهِ / وَاِنعِم صَباحاً أَيُّها الجَبرُ
لا تَقتَفي بِهِمُ الشَمالُ إِذا / هَبَّت وَلا آفاقُها الغُبرُ
هُضُمٌ إِذا حُبَّ القُتارُ وَهُم / نُصُرُّ إِذا ما اِستُبطِئَ النَصرُ
ما كُنتُ مِن قَومي بِدالِهَةٍ / لَو أَنَّ مَعصِيّاً لَهُ أَمرُ
كَلَّفتَني مُخَّ البَعوضِ فَقَد / أَقصَرتُ لا نُجحٌ وَلا عُذرُ
ثَكلى عَوانٍ بِدُوّارٍ مُؤَلَّفَةٍ
ثَكلى عَوانٍ بِدُوّارٍ مُؤَلَّفَةٍ / هاجَ القَنيصُ عَلَيها بَعدَما اِقتَرَبا
ظَلَّت بِجَوٍّ رُؤافٍ وَهيَ مُجمِرَةٌ / تَعتادُ مَكراً لُعاعاً نَبتُهُ رُطَبا
عَن واضِحِ اللَوانِ كَالدينارِ مُنجَدِلٍ / لَم تَخشَ إِنساً وَلَم تَتَرُك بِهِ وَصَبا
فَاِفتَرَّتِ الجُدَّةَ البَيضاءَ وَاِجتَنَبَت / مِن رَملِ سَبّى العَذابِ الوَعثَ وَالكُثُبا
ثُمَّ اِستَهَلَّ عَلَيهِ واكِفٌ هَمِعٌ / في لَيلَةٍ نَحَرَت شَعبانَ أَو رَجَبا
حَتّى إِذا ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ صَبَّحَهُ / أَضري اِبنَ قُرّانَ باتَ الوَحشَ وَالعَزَبا
تَعدو بِنا شَطرَ جَمعٍ وَهيَ موفِدَةٌ / قَد قارَبَ العَقدُ مِن إيفادِها الحَقَبا
حَتّى أَتَيتُ غُلامي وَهوَ مُمسِكُها / يَدعو يَساراً وَقَد جَرَّعتُهُ غَضَبا
أَنشَأتُ أسأَلُهُ ما بالُ رُفقَتِهِ / حَيَّ الحُمولَ فَإِنَّ الرَكبَ قَد ذَهَبا
مِن شَعبِ هَمدانَ أَو سَعدِ العَشيرَةِ أَو / خَولانَ أَو مَذحِجٍ هاجوا لَهُ طَرَبا
عارَضتُهُم بِسؤالٍ هَل لَكُم خَبَرُ / مَن حَجَّ مِن أَهلِ عاذٍ إِنَّ لي أَرَبا
قالوا عَيينا فَاِبدُري وَقَد زَعَموا / أَن قَد مَضى مِنهُمُ رَكبٌ فَقَد نَصَبا
إِمّا الحِبالُ وَإِمّا ذو المَجازِ وَإِمّ / ما في مِنىً سَوفَ تَلقى مِنهُمُ سَبَبا
وافَيتُ لَمّا أَتاني أَنَّها نَزَلَت / إِنَّ المَنازِلَ مِمّا يَجمَعُ العَجَبا
كَأَنَّها وَبَنو النَجّارِ رُفقَتُها / وَقَد عَلَونَ بِنا بَوباتَها الصَبَبا
في طَميَةِ الناسِ لَم يَشعُر بِنا أَحَدٌ / لَمّا اِغتَنَمنا جِبالَ اللَيلِ وَالصَخَبا
لا تُقمِرَنَّ عَلى قَمَرٍ وَلَيلَتِهِ / لا عَن رِضاكَ وَلا بِالكُرهِ مُغتَصِبا
أَدرَكتُ آلَ أَبي حَفصٍ وَأُسرَتَهُ / وَقَبلَ ذاكَ وَدَهراً بَعدَهُ كَلِبا
قَد نَرتَمي بِقَوافٍ بَينَنا دُوَلٍ / بَينَ الهَباتَينِ لا جِدّاً وَلا لَعِبا
اللَهُ يَعلَمُ ما قَولي وَقَولُهُم / إِذ يَركَبونَ جَناناً مُسهَباً وَرَبا
عَذَّبَني ذو الجَلالِ بِالنارِ
عَذَّبَني ذو الجَلالِ بِالنارِ / إِن هامَ قَلبي بِذاتٍ إِسوارِ
وَلا تَعَشَّقَت قَينَةً أَبَداً / حَتّى تَراني رَهينَ أَحجارِ
كَم مِن غَبِيٍّ تَرَكنَ ذا عَدَمٍ / أَورَثنَهُ الذُلَّ بَعدَ إِكثارِ
سَلَبنَ مِنهُ الفُؤادَ بِالنَظَرِ ال / رَطبِ وَغُنجٍ وَغَمزِ أَبصارِ
وَبِالتَشاجي أَتلَفنَ مُهجَتَهُ / وَحُسنِ لَحنٍ وَقَرعِ أَوتارِ
حَتّى إِذا ما مَضَت دَراهِمُهُ / وَصارَ ذا فِكرَةِ وَتَسهارِ
ناوَلَنَهُ المَسحَ ثُمَّ قُلنَ لَهُ / بَيِّضهُ بِالنَهرِ نَهرِ بَشّارِ
فَلا تَغُرَّنكَ قَينَةٌ أَبَداً / وَدَع وِصارَ القِيانِ في النارِ
فَلَيسَ في الغَدرِ عِندَهُنَّ إِذا / هَوَينَ أَو شِئنَ ذاكَ مِن عارِ
سَواسٍ كَأَسنانِ الحِمارِ فَلا تَرى
سَواسٍ كَأَسنانِ الحِمارِ فَلا تَرى / لِذي شَيبَةٍ مِنهُم عَلى ناشِئٍ فَضلا
أَفِدَ الرَحيلُ وَلَيتَهُ لَم يَأفَدِ
أَفِدَ الرَحيلُ وَلَيتَهُ لَم يَأفَدِ / وَاليَومَ عاجِلُهُ وَيُعذَلُ في غَدِ
زَعَمَت غَنِيَّةُ أَن اَكثَرَ لِمَّتي / شَيبٌ وَهانَ بِذاكَ ما لَم تَزدَدِ
لَمّا رَأَيتُ عُرباً هَجائِنَ وَسطَها / مَرِحَت وَجالَت في الصُراخِ الأَبعَدِ
وَمَنَحتُها قَولي عَلى عُرضِيَّةٍ / عُلُطٍ أُداري ضِغنَها بِتَوَدُّدِ
لَم تَدرِ ما نَسجُ البَرَندَجِ قَبلَها / وَدِراسُ أَعوَصَ دارِسٍ مُتَخَدِّدِ
مِمَّن تَرَبَّبَهُ النَعيمُ وَلَم يَخَف / عُقُبَ الكِتابِ وَلا بَناتِ المُسنَدِ
ثَمِلٌ رَمَتهُ المَنجَنونُ بِسَهمِها / وَرَمى بِسَهمٍ جَريمَةٍ لَم يَصطَدِ
أَو هَل تَرَينَ الدَهرَ عَرّى مَسَّهُ / إِلّا عَلى لَمَمٍ يَروحُ وَيَغتَدي
أَزرى بِوَصلِ الحارِثِيَّةِ أَنَّها / تَنأى وَيَحدُثُ بَعضُ ما لَم نَعهَدِ
قالَت لَنا يَوماً بِبَطنِ سَبوحَةٍ / في مَوكِبٍ زَجِلِ الهَواجِرِ مُبرِدِ
يا جَلَّ ما بَعُدَت عَلَيكَ بِلادُنا / وَطِلابُنا فَاِبرُق بِأَرضِكَ وَاِرعُدِ
لَو كُنتُ بِالطَبسَينِ أَو بِأُلالَةٍ / اَو بَر بَعيصَ مَعَ الجِنانِ الأَسوَدِ
مَلسى يَمانِيَةٌ وَشَيخٌ هَمَّةٌ / مُتَقَطِّعٌ دونَ اليَماني المُصعِدِ
وَجَرَت لَها طَيرٌ فَيَزجُر صاحِبي / وَأَقولُ هَذا رائِدٌ لَم يُحمَدِ
وَلَقَد غَدَوتُ رَأَيَّ أَفتُنِ دَهرِهِ / يَرجو الفَتى في العَيشِ ما لَم يَفتَدِ
بِمُقَلِّصٍ دَركِ الطَريدَةِ مَتنُهُ / كَصَفا الخَليقَةِ بِالفَضاءِ المُلبِدِ
هَمِقٌ إِذا رَشَحَ العِذارُ بِلَيتِهِ / وَكَفَت خَصائِلُهُ وَكَيفَ الغَرقَدِ
يَخدي بِأَوظِفَةٍ شَديدٍ أَسرُها / صُمِّ السَنابِكِ لا تَقي بِالجَدجَدِ
ذي مَنكِبٍ رَهلٍ وَقُصرى جَأبَةٍ / وَصَليفِ أَرعَنَ يافِعِ المُتَلَدَّدِ
حَبِطَت قُصَيراه وَسونِدَ ظَهرُهُ / وَإِذا تَدافَعَ خِلتَهُ لَم يُسنَدِ
حُدِيَت بِحارِكِهِ قَطاةُ فَعمَةٌ / في صَندَلٍ لَهزٍ وَهادٍ موفِدِ
وَحَبَت لَهُ أُذُنٌ يُراقِبُ سَمعَها / بَصَرٌ كاصِيَةِ الشُجاعِ الأَصيَدِ
باتَت عَلَيهِ لَيلَةُ عَرشِيَّةٌ / شَرِيَت وَباتَ إِلى نَقاً مُتَهَدِّدِ
فَبَدَرتُهُ عَينا وَلَجَّ بِطَرفِهِ / عَنّي لُعاعَةُ لَغوَسٍ مُتَرَئِّدِ
لَمّا تَجَلى غَلَسُ الظَلامِ صَبَحتُهُ / ذا مَيعَةٍ خَرِصاً كَلَونِ الفَرقَدِ
ثُمَّ اِقتَحَمتُ مُناجِداً وَلَزِمتُهُ / وَفُؤادُهُ زَجِلٌ كَعَزفِ الهُدهُدِ
نَبَذَ الجَؤارَ وَضَلَّ هِديَةَ رَوقِهِ / لضمّا اِختَلَلتُ فُؤادَهُ بِالمِطرَدِ
وَاِنقَضَّ مُنسَدِراً كَأَنَّ إِرانَهُ / قَبسٌ تَقَطَّعَ دونَ كَفِّ الموقِدِ
عَمَّرتُكَ اللَهُ الجَليلَ فَإِنَّني / أَلوي عَلَيكَ لَو أَنَّ لُبَّكَ يَهتَدي
هَل لامَني مِن صاحِبٍ صاحَبتُهُ / مِن حاسِرٍ أَو دارِعٍ أَو مُرتَدي
هَل لامَني قَومٌ لِمَوقِفِ سائِلٍ / أَو في مُخاصَمَةِ اللَجوجِ الأَصيَدِ
قَد بَكَرَت عاذِلَتي بُكرَةً
قَد بَكَرَت عاذِلَتي بُكرَةً / تَزعُمُ أَنّي بِالصِبا مُشتَهِر
وَإِنَّما العَيشُ بِرُبّانِهِ / وَأَنتَ مِن أَفنانِهِ مُقتَفِر
مِن طارِقٍ يَأتي عَلى خِمرَةٍ / أَو حِسبَةٍ تَنفَعُ مَن يَعتَبِر
بَل وَدَعيني طَفلُ أَنّي بَكُر / فَقَد دَنا الصُبحُ فَما أَنتَظِر
أَن تَغضَبَ الكَأسُ لِما قَد أَنتَ / إِنَّ أَناةَ الكَأسِ شَيءٌ نَكِر
أَو تَبعَثَ الناقَةَ أَهوالُها / تَجُرُّ مِن أَحبُلِها ما تَجُرُّ
أَو يُصبِحَ الرَحلُ لَنا آيَةً / لا يَعذِرُ الناسُ بِما نَعتَذِر
إِنَّ القَيسِ عَلى عَهدِهِ / في إِرثِ ما كانَ بَناهُ حُجُر
بَنَّت عَلَيهِ المُلكَ أَطنابَها / كَأسٌ رَنَوناةٌ وَطِرفٌ طِمِر
يَلهو بِهِندٍ فَوقَ أَنماطِها / وَفَرتَنى تَعدو إِلَيهِ وَهِر
حَتّى أَتَتهُ فَياقٌ طافِحٌ / لا تَتَّقي الزَجرَ وَلا تَنزَجِر
لَمّا رَأى يَوماً لَهُ هَبوَةٌ / مُرّاً عَبوساً شَرُّهُ مُقمَطِر
أَدّى إِلى هِندٍ تَحِيّاتِها / وَقالَ هَذا مِن وَداعي دُبُر
إِنَّ الفَتى يُقتِرُ بَعدَ الغِنى / وَيَغتَني مِن بَعدِ ما يَفتَقِر
وَالحَيُّ كَالمَيتِ وَيَبقى التُقى / وَالعَيشُ فَنّانِ فَحُلوٌ وَمُر
إِمّا عَلى نَفسي وَإِمّا لَها / فَعايِشِ النَفسَ وَفيما وَتَر
هَل يُهلِكَنّي بِسطُ ما في يَدي / أَو يُخلِدَنّي مَنعُ ما أَدَّخِر
أَو يَنسَأَن يَومي إِلى غَيرِهِ / أَنّي حَوالِيٌّ وَأَنّي حَذِر
وَلَن تَرى مِثلِيَ ذا شَيبَةٍ / أَعلَمَ ما يَنفَعُ مَمّا يَضُر
كَم دونَ لَيلى مِن تَنوفِيَّةٍ / لَمّاعَةٍ تُنذِرُ فيها النُذُر
يُهِلُّ بِالفَرقَدِ رُكبانُها / كَما يُهِلُّ الراكِبُ المُعتَمِر
يَظَلُّ بِالعَضرَسِ حِرباؤُها / كَأَنَّهُ قَرمٌ مُسامِ أَشِر
كَأَنَّما المُكّاءُ في بيدِها / سُرادِقٌ قَد أَوفَدَتهُ الأُصُر
لا تُفزِعُ الأَرنَبَ أَهوالُها / وَلا تَرى الضَبَّ بِها يَنجَحِر
تَرعى القَطاةُ الخِمسَ قَفورَها / ثُمَّ تَعُرُّ الماءَ فيمَن يَعُرُّ
حَتّى إِذا ما حَبَّبَت رَيَّةً / وَاِنكَدَرَت يَهوي بِها ما تَمُرُّ
صَهصَلَقُ الصَوتِ إِذا ما غَدَت / لَم يَطمَعِ الصَقرُ بِها المُنكَدِر
أَيقَظتُ أَزمَلُها فَاِستَوى / مُصَعصَعُ الرَأسِ شَخيتٌ قَفِر
تُروى لَقىً أُلقِيَ في صَفصَفٍ / تَصهَرُهُ الشَمسُ فَما يَنصَهِر
مُطلَنفِثاً لَونُ الحَصى لَونُهُ / يَحجُزُ عَنهُ الذَرَّ ريشٌ زَمِر
أَطلَسَ ما لَم يَبدُ مِن جَلدِهِ / وَبِالذنابى شائِلٌ مُقمَطِر
فَأَزعَلَت في حَلقِهِ زُغلَةً / لَم تُهطِئِ الجيدِ وَلَم تَشفَتِر
مِن ذي عِراقٍ نيطَ في جَوزِها / فَهوَ لَطيفٌ طَيُّهُ مُضطَمِر
يا قَومُ ما قَومي عَلى نأيِهِم / إِذ عَصَبَ الناسَ شَمالٌ وَقُر
وَراحَتِ الشَولُ وَلَم يَحبُها / فَحلٌ وَلَم يَعتَسَّ فيها مُدِر
أَربَطَ جَأشاً عَن ذُرى قَومِهِ / إِذ قَلَّصَت عَمّا تُواري الأُزُر