القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخَطِيب الحَصْكَفِيّ الكل
المجموع : 80
أشكو إلى الله من نارَيْن واحدة
أشكو إلى الله من نارَيْن واحدة / في وَجْنَتيْه وأخرى منه في كَبِدي
ومِن سَقامَيْن سُقْم قد أحلَّ دمي / من الجُفون وسُقم حَلَّ في جَسدي
ومِن نَمُومَيْن دمعي حين أذكُره / يُذيعُ سِرّي وواشٍ منه بالرَّصَد
ومن ضعيفين صَبْرِي حين أذكره / وودّه ويراه الناسُ طَوْعَ يدي
مُهَفْهفٌ رقّ حتى قلتُ من عَجَبٍ / أَخْصَرُه خِنْصَري أم جِلْدُه جَلَدي
أتعرف شيئا في السماء يطير
أتعرف شيئا في السماء يطير / إذا سار صاح الناس حيث يسير
فتلقاه مركوبا وتلقاه راكبا / وكل أمير يعتليه أسير
يحض على التقوى ويكره قربه / وتنفر منه النفس وهو نذير
ولم يستزر عن رغبة في زيارة / ولكن على رغم المزور يزور
ساروا فَأَكْبادُنا جَرْحَى وأعيُننا
ساروا فَأَكْبادُنا جَرْحَى وأعيُننا / قَرْحَى وأنفسنا سَكْرَى من القَلَقِ
تشكو بواطِنُنا من بُعدِهم حُرَقاً / لكن ظواهِرُنا تشكو من الفَرَقِ
كأنّهم فوق أكوار المَطِيِّ وقد / سارت مُقَطَّرةً في حالِك الغَسَقِ
دَراريَ الشُّهْب في الأبراج زاهرةً / تسير في الفَلَك الجاري على نَسَق
يا مُوحِشي الدارِ مذ بانوا كما أَنِسَتْ / بقُرْبهمْ لا خَلَتْ من صَيِّبٍ غَدَق
إنْ غِبْتُمُ لم تَغِيبوا عن ضمائرنا / وإنْ حَضَرْتُم حَمَلْناكم على الحدَق
مَن كان مُرْتَدِياً بالعقل مُتَّزِراً
مَن كان مُرْتَدِياً بالعقل مُتَّزِراً / بالعِلم مُلْتَفِعاً بالفضل والأدبِ
فقد حوى شَرَفَ الدنيا وإن صَفِرَتْ / كَفّاه من فِضّة فيها ومن ذَهَبِ
هو الغنيُّ وإنْ لم يُمْسِ ذا نَشَب / وهو النَّسيبُ وإنْ لم يُمْسِ ذا نسَبِ
هل من سبيلٍ إلى رِيقِ المُريقِ دَمي
هل من سبيلٍ إلى رِيقِ المُريقِ دَمي / فما يُزيل سِوى ذاك اللَّمى ألَمي
يَشْفِي به من يُهينُ الدُّرَّ مَنْطِقُها / نَظْمَاً ونثراً بدُرِّ الثَّغر والكِلَمِ
رَوْدٌ تَرودُ حِمى قَلْبِي وتشربُ من / دَمْعِي وتسكن من صدري إلى حَرم
نادتْ محاسِنها العُشّاقَ مُعلِنةً / أنّ المَنى والمُنى في مُقْلتي وفمي
فما احْتكمْتُ وعيْنَيْها إلى فَمِها / إلاّ شُغِلتُ عن الخَصْمين بالحَكَمِ
غَرّاءُ كالدُّرَّة البيضاء تَحْجُبُها / أستارُ بحرٍ بماء الموتِ مُلتَظِم
تُهْوى فَتَهْوي المُنى دون اللَّحاقِ بها / أَفْدِيك مِن أَمَمٍ أَعْيَا على الأُممِ
زارَتْ فَأَيْقَظتُ صَوْنِي في زيارتها / ليَقْظتي وَنَدَبتْ الحلْمَ للحُلُمِ
آليتُ أسألُ إلْمامَ الخيالِ ولي / عَينٌ وقد ظَعَنَ الأحباب لم تَنَمِ
كأنَّني بهمُ أَقْسَمتُ لا طَمِعت / طيبَ الكَرى فأبَرَّتْ مُقلَتي قَسَمي
وكيف لي يَوْمَ ساروا لو صَحِبْتُهمُ / مِن المطايا ورأسي مَوْضِعَ القَدِم
بانوا فَرَبْعُ اصطباري مُنذ بَيْنِهمُ / بالٍ كَرَبْعِهمُ البالي بذي سَلَم
وا وَحْشَتي إذ أُنادي في مَعالِمِهمْ / صُمّاً تُجيبُ بما يَشفي من الصَّممِ
يَشْكُو صَداها إلى عَيْنِي فَتَمْنَحُها / دَمْعَاً إذا فاض أَغْنَاها عن الدِّيَمِ
وكلّما قال صحبي طالَ مَوْقِفُنا / فارْحلْ بنا قالت الآثارُ بل أَقِم
مَنازِلٌ كلّما طال البِعاد عَفَتْ / كأنما تَسْتَمِدُّ السُّقْمَ من سَقَمي
قِفوا فَأَقْوى غَرامي ما يُجَدِّدُهُ / برَسْمِه طَلَلٌ أقوى على القِدَم
قُل للأُلى غَرَّهمْ حِلْمي ونَقَّصَهمْ / إيّاكمُ وطريقَ الضَّيْغَمِ اللَّحِم
فالحِلْمُ جَفْنٌ وإنْ سُلَّتَّ حَفيظتُه / فربّما كَشَفَتْ عن صارِمٍ خَذِمِ
كالشمس لا تبتغي بما صَنَعَتْ
كالشمس لا تبتغي بما صَنَعَتْ / منفعةً عندهم ولا جاها
واللهِ لو كانت الدنيا بأجْمعها
واللهِ لو كانت الدنيا بأجْمعها / تُبْقي علينا ويأتي رِزقُها رَغَدَا
ما كان مِن حقِّ حُرٍّ أن يَذِلَّ لها / فكيف وهيَ مَتاعٌ يَضْمَحِلُّ غدا
أَلَبَّ داعي الهوى وَهْنَاً فلَبّاها
أَلَبَّ داعي الهوى وَهْنَاً فلَبّاها / قلبٌ أتاها ولولا ذِكرُها تاها
تَلَتْ علينا ثناياها سُطورَ هوىً / لم نَنْسَها مُذْ وَعَيْناها وَعَيْناها
وعَرَّفْتنا معانيها التي بَهَرَتْ / سُبْلَ الغرام فَهِمْنا إذ فَهِمْناها
عِفْتُ الأَثام وما تحت اللِّثامِ لها / وما اسْتَبَحْتُ حِماها بل حُمَيّاها
يا طالبَ الحُبّ مَهْلاً إنّ مَطْلَبه / يُنسي بأكثره اللاهي به اللهَ
ولا تَمَنَّ أُموراً غِبُّها عَطَبٌ / فَرُبَّ نفسٍ مُناها في مَناياها
فَأَنْفَعُ العُدَد التقوى وأرْفَعُها / لأَنْفُسٍ إن وَضَعْناها أَضَعْناها
أَعَذْلُك هذا أنْ رَأَيْتَهمُ شَطُّوا
أَعَذْلُك هذا أنْ رَأَيْتَهمُ شَطُّوا / وفي الآلِ إذْ غَطَّوْا هَوادِجَهُمْ غَطُّوا
لئن قُوِّضَتْ فاراتهم وتحَمَّلوا / لقد نُصِبَتْ في خاطِري وبه حَطُّوا
فلا تَحْسَبنَّ الشَّحْطَ يُذْهِل عنهمُ / فأقربُ ما كانوا إذا اعترضَ الشَّحْطُ
رَضِيتُ بمن أهوى فدامَ لي الرِّضا / وَتَسْخطُه منّي فَدام لك السُّخْطُ
رأيتُ الأُلى كلَّفْتني الصبرَ عنهمُ / بهم قَسَمي ما إنْ تَناسَيْتُهم قَطُّ
همُ سَوَّموا لَيْلِي وصُبْحي كتائباً / من الروم تَغْزُوني و تَخْلُفها الزُّطُّ
فَأَعْجَبُ منّي كيف أغترُّ بالهوى / وأسألُه قِسْطاً وما شأنه القِسطُ
وعن رغبةٍ حكَّمتُ في القلب جائراً / فَشَكْوايَ منه القَسْطَ في حكمه قِسْطُ
نصحتُكمُ لا تركبوا لُجَجَ الهوى / ألا إنّ بحر الحبّ ليس له شطُّ
بسِقْط اللِّوى أَبْكَى امرأَ القيسِ مَنْزِلٌ / وليس اللِّوى داءَ ابنِ حُجْرٍ ولا السِّقْطُ
لَقِيتُ برَهْطي كلَّ خَطْبٍ تدافَعوا / فحينَ لَقيتُ الحُبَّ أسلمَني الرَّهْطُ
وأَرْبُطُ جَأْشِي عند كلِّ عظيمةٍ / تُلِمُّ ويومَ البَيْن يَنْتَكِثُ الرَّبْطُ
ولمّا أذاعوا ما أسَرُّوا من النَّوى / وظَلَّتْ على العُشّاقِ أحداثها تَسْطُو
كَتَبْنا على صُحْفِ الخُدودِ بمُذْهَبٍ / وكان من الأجفانِ بالحُمْرةِ النَّقْطُ
ومُقْتَبِسٍ سِقْطاً أَشَرْتُ إلى الحَشا / وجاحِمِها لمّا تعَذَّرَتِ السقْطُ
أَحِلُّ رِياضَ الحَزْنِ مُكْتَئِبَ الحَشا / وَقَلْبي بحيثُ الأَثْلُ والسِّدْرُ والخَمْطُ
تعَلَّق بالقُرْطِ المُعلَّقِ قائلاً / سُكوني مُحالٌ كلّما اضطرب القُرْطُ
وفي المِرْطِ ماءُ المُزن لَوْنَاً ورِقّةً / عَجِبْتُ له لم يُنْدِ عالِيَهُ المِرْطُ
وفوقَ كَثيبِ الرملِ غُصنُ أراكَةٍ / بسالِفَتَيْ رِيمِ الأراكةِ إذْ يعطو
يخافُ لضَعفِ الوَسْط يَسْقُطُ رِدْفُهُ / ويخشى لثِقْلِ الرِّدْفِ ينتشر الوَسْطُ
وَتَسْعى على اللِّيتَيْن سُودٌ إذا الْتوتْ / أقَرَّت لها الأصْلالُ والصِّمَمُ الرُّقْطُ
وفوقَ بَياضِ الخَدِّ خطٌّ مُنَمْنمٌ / تَذِلُّ لذاك الخطِّ ما تُنبِتُ الخَطُّ
وذي شَنَبٍ عَذْبُ المَجاجةِ رِيقُه / كما قُطِّبَتْ بالمِسْكِ صَهْبَاءُ إسْفِنْطُ
رَشَفْتُ وقد غابَ الرَّقيبان مُوقِدٌ / بغارٍ ووَقّادٌ يَغور وَيَنْحَطُّ
فيا راكباً تَمْطُو به أَرْحَبيّةٌ / كِنازٌ تبُذُّ البرقَ والريح إذْ تَمْطُو
وإنْ هي مَطَّتْ للنَّجاءِ وأرْقَلَتْ / عَزاها إلى فتح المَلا ذلك المَطُّ
فلو رامَتِ الكُومُ المَراسيل شَأْوَها / لقُلنا لها كُفّي لك العَقْرُ والشَّحْطُ
وما يَدَّعي إسآدَها السيِّدُ عاسِلاً / بقَفْرَته لو أنّه الأطْلَسُ المِلْطُ
كأنَّ الفَلا طَيُّ الضمير وَخَطْوَها / مع الخَطْر خَطْرُ الوهمِ لا الوهمِ إذ يَخْطُو
بعِيسِك عُجْ بابنِ الكُمَيْت وقل له / أبا طالبٍ ما كان ذا بيننا الشَّرطُ
بَسَطْتَ بِساطَ الأُنسِ ثم طَوَيْتَه / ولم يتَّصِل كالطَّيِّ ما بيننا البَسْطُ
وَعَدْتَ بإيناسي وعُدْتَ تَلُطُّه / وغيرُك يَعْرُوه إذا وعد اللَّطُّ
وما كنت أدري قبل سِمطٍ نَظَمْتَه / بأنك بحرُ الدُّرِّ حتى أتى السِّمطُ
كتابٌ بدا فيه لعَيْني وخاطري / ربيعان مَجْمُوعان لَفْظُك والخطُّ
تدارَكْتَ وَخْطَ الشيْب فارتَدَّ فاحِماً / فمن لي بأُخرى قبل أن يَشْمَلَ الوَخْطُ
عَذَرْتُ جِعاداً يقتفونَ سِباطَهم / ولا عُذْر أن يَقْتَاف جَعْدَهمُ السَّبْطُ
أَأَحْوَجْتَني حتى اقْتضيْتُك جَأْبَةً / بجَحْمَرِشٍ شَوْهَاءَ في جِيدها لَطُّ
ومِن قَبْلِها قد سار نحوك رائداً / فَأَبْرمَ ذاك الحَيْدَرُ اليَفَنُ الثَّطُّ
على أنها لو نَفْطَوَيْه انبرى لها / بطَعنٍ وإزْراءٍ لحرَّقه النِّفْطُ
ولو أُخِّرَ الشيخُ المعريُّ ما ابْتنى / لمن جِيرَةٌ سِيموا النَّوالَ فلم يُنْطوا
ولا نَظَمَ الشاميُّ بعد سَماعها / لأيَّةِ حالٍ حُكِّموا فيك فاشْتَطوا
تَساوى المَعاني والمَباني تَناسُباً / كما يستوي في نَفْعِ أسنانِه المُشْطُ
وما كَنَبيط القوم مَنْبَطُ عِلمِهم / ولا يستوي قُطبُ الفَصاحة والقِبْطُ
وكم صُنتُ نفسي عن حِوار مُجالِسٍ / مَلاغِمُهُ الوَجْعاء والكَلِمُ الضَّرْطُ
وما كان عندي أنّه العَوْد مَسَّهُ / خُباطٌ وأنّ اللَّفظ من فَمِه الثَّلْطُ
فقد نَفِدَ الطِّيبُ الذي كنتُ أتَّقي / به فاه حتى صار من طِيبيَ القُسْطُ
له دَفَرٌ في كلِّ جُزءٍ بجِسمه / إذا فاح قُلنا ذا الفتى كل إبطُ
به زَبَبٌ قد عَمَّ أكثرَ جِلدِه / ولكن فشافي نَبْتِ عارِضه المَرْطُ
إذا ما أَفَضْنا في الكلام رَأَيْتَه / يُخَلِّط حتى قلت ثار به خِلْطُ
ويَنشَط للتأويل في الجَهل غارقاً / له الوَيلُ ما يدريه ما الغَرْقُ والنَّشْطُ
وَيَعْزو إلى النُّعمان كلَّ عَضيهةٍ / فيرتفعُ النعمان عنها وَيَنْحَطُّ
ليَ النخل أجني خَيْرَها من فروعها / ولكن له من شِيصِها تحتها اللَّقْطُ
فَيَخْبِطُ في عَشْوَاءَ لا دَرَّ دَرُّهُ / وَمَنْ كان مَمْسُوساً تعَهَّده الخَبْطُ
وكم قد أمرناه بضَبطِ لسانه / ومُذ شَذَّ عنه العقل أعجزَه الضَّبْطُ
يَخُطُّ بكَفٍّ حَقُّها البَتْكُ أَحْرُفاً / كما كتبتْ يوماً بأرجُلِها البَطُّ
قويٌّ على نَقْلِ الملام للُؤْمِهِ / ضَعيفٌ به عن كلِّ صالحةٍ وَهْطُ
موَدَّتُه إثمٌ ومنظرُه أذىً / ومنزِله جَدْبٌ وراحَتُه قَحْطُ
فلو قد رَأَتْهُ أمُّه وَبَدَتْ لها / مَساويه وَدَّتْ أنّ مَن وَلَدَت سقْطُ
فقلْ للحُسينِ قد أطلتُ وإنّما / لساني على الأعداء مُحتكِمٌ سَلْطُ
فقُطَّ شَوى هَمّي بُرقْشٍ تَقُطُّها / فهُنَّ كبِيضٍ دِينُها في الوغى القَطُّ
يا لَيْلُ ما فَعَلَ الصباحُ
يا لَيْلُ ما فَعَلَ الصباحُ / أَفَمَا لمُبْهَمِهِ اتِّضاحُ
لَيْلِي غُرابٌ واقعٌ / في الشرق ليس له جَناحُ
دَلَكَتْ بَراحِ فقالت ال / أفلاكُ ليس لنا بَراحُ
مَرِضَتْ عن السيْرِ الدُّجى / وَرَنَتْ لها الحدَقُ الصِّحاحُ
ما زال تَبْيَضُّ العُقو / دُ بها ويسْوَدُّ الوِشاحُ
حتى أقول عساه يَخْ / ضِب شَيْبَهُ الدهرُ الوَقاحُ
وكأنّما خَلَعَتْ غدا / ئراها على الجوِّ المِلاحُ
ومسمع غناؤه
ومسمع غناؤه / يبدل بالفقر الغنى
شهدته في عصبةٍ / رضيتهم لي قرنا
أبصرته فلم تخب / فراستي لما دنا
وقلت من ذا وجهه / كيف يكون محسنا
ورمت أن أروح لل / ظن به ممتحنا
فقلت من بينهم / هات أخي غن لنا
ويوم سلعٍ لم يكن / يومي بسلعٍ هينا
فانشال منه حاجب / وحلجب منه انحنى
وامتلأ المجلس من / فيه نسيماً منتنا
أوقع إذ وقع في الأن / فس أسباب العنا
وقال لما قال من / يسمع في ظل الفنا
وما اكتفى باللحن وال / تخليط حتى لحنا
هذا وكم تكشخن ال / وغد وكم تقرنننا
يوهم زمراً أنه / قطعه ودندنا
وصاح صوتاً نافراً / يخرج عن حد البنا
وما درى محضره / ماذا على القوم جنى
فذا يسد أنفه / وذا يسد الأذنا
ومنهم جماعة / تستر عنه الأعينا
فاغتظت حتى كدت من / غيظٍ أبث الشجنا
وقلت يا قوم اسمعوا / إما المغني أو أنا
أقسمت لا أجلس أو / يخرج هذا من هنا
جروا برجل الكلب إن / السقم هذا والضنا
قالوا لقد رحمتنا / وذدت عنا المحنا
فحزت في إخراجه / راحة نفسي والثنا
وحين ولى شخصه / قرأت فيهم معلنا
الحمد لله الذي / أذهب عنا الحزنا
للهِ مَن زادَنا تَذْكَارُهم وَلَهَاً
للهِ مَن زادَنا تَذْكَارُهم وَلَهَاً / وصَيَّروا زادَنا يَوْمَ الرحيل ضَنا
هاتِها في نسائم الأسْحارِ
هاتِها في نسائم الأسْحارِ / حين تَشْدُو على الغصونِ القَماري
مُزّة الطّعْم وهي أحلى من الشَّهْدِ / وأذكى من الكِباء القَماريّ
والتي حُرِّمَتْ عليك مع المَي / سِر دَعْ شُرْبها لأهل القِمار
فطُلوعُ الشُّموسِ عمّا قليلٍ / سوفَ يُنسيكَ غَيْبَةَ الأقمارِ
ومسمعٍ قوله بالكره مسموع
ومسمعٍ قوله بالكره مسموع / محجب عن بيوت الناس ممنوع
غنى فبرق عينيه وحرك لح / ييه فقلنا الفتى لا شك مصروع
وقطع الشعر حتى ود أكثرنا / أن اللسان الذي في فيه مقطوع
لم يأت دعوة أقوامٍ بأمرهم / ولا مضى قط إلا وهو مصفوع
أَقْوَتْ مَغانيهم فأقوى الجسَدُ
أَقْوَتْ مَغانيهم فأقوى الجسَدُ / رَبْعَانِ كلٌّ بعد سُكْنى فَدْفَدُ
أسألُ عن قلبي وعن أحبابِه / ومنهمُ كلُّ مُقِرٍّ يَجْحَدُ
وهل تُجيبُ أَعْظُمٌ بالِيةٌ / أو أَرْسُمٌ دارِسةٌ مَن يَنْشُدُ
ليس بها إلاّ بقايا مُهجَتي / وذاك إلاّ حجَرٌ أو وَتِدُ
كأنني بين الطُّلول واقِفاً / أَنْدُبُهُنَّ الأشعثُ المُقَلّدُ
كأنّما أنواؤها خَلاخِلٌ / والمُثَّلُ السُّفْعُ حَمامٌ رُكَّدُ
صاحَ الغُرابُ فكما تحمَّلوا / مَشى بها كأنه مُقَيَّدُ
يَحْجِلُ في آثارهمْ بَعْدَهُمُ / بادي السِّمات أَبْقَعٌ وأسْوَدُ
لبِئْسَ ما اعْتاضَتْ وكانتْ قبلَ ذا / تَرْتَعُ فيها ظَبَيَاتٌ خُرَّدُ
لَيْتَ المطايا للنَّوى ما خُلِقَتْ / ولا حَدا من الحُداةِ أحَدُ
رُغاؤُها وَحَدْوهم ما اجتمعا / للصَّبِّ إلاّ وَشَجَاه الكمَدُ
تقاسَموا يومَ الوداع كَبِدي / فليس لي منذ توَلَّوْا كَبِدُ
عن الجُفونِ رحلوا وفي الحَشا / تقَيَّلوا وماءَ عَيْنِي ورَدوا
فَأَدْمُعي مَسْفُوحةٌ وكَبِدي / مَقْرُوحةٌ وغُلَّتي لا تَبْرُدُ
وَصَبْوَتي دائمة ومُقلتي / دامِية وَنَوْمُها مُشَرَّدُ
أَرْعَى السُّها والفَرْقَدَيْنِ قائِلاً / ليتَ السُّها عَنَّ عليه الفَرْقَدُ
تلك بدورٌ في خُدورٍ غَرَبَتْ / لا بل شُموسٌ فالظلام سَرْمَدُ
تيَمَّني منهم غزالٌ أَغْيَدُ / يا حبّذا ذاك الغزال الأغْيَدُ
حُسامه مُجَرَّدٌ وَصَرْحُهُ / مُمَرَّدٌ وخَدُّه مُوَرَّدُ
وصُدْغه فوق احمرار خَدِّه / مُعَقْرَب مُبَلْبلٌ مُجَعَّد
كأنّما نَكْهَتُه وَريقُه / مِسكٌ وخَمرٌ والثنايا بَرَدُ
له قَوامٌ كقَضيبِ بانَةٍ / يهتزُّ نَضْرَاً ليس فيه أَوَدُ
يُقعِده عند القيام رِدفُه / وفي الحَشا منه المُقيمُ المُقعِدُ
أَيْقَنْتُ لمّا أنْ حَدا الحادي بهم / ولم أمُتْ أنَّ فؤادي جَلْمَدُ
كنتُ على القُرْبِ كئيباً مُغْرَماً / صَبّاً فما ظنُّكَ بي إنْ بَعُدوا
لولا الضَّنا جَحَدْتُ وَجْدِي بهِمُ / لكنْ نُحولي بالغَرام يَشْهَدُ
همُ توَلَّوْا بالفؤادِ والحَشا / فأين صَبْرِي بَعْدَهمْ والجلَدُ
همُ الحياة أَعْرَقوا أم أَشْأَموا / أم أَتْهَموا أم أَيْمَنوا أم أَنْجَدوا
ليَهْنِهِمْ طِيبُ الكَرى فإنّه / حظُّهمُ وحظُّ عَيْنِي السَّهَدُ
للهِ ما أَجْوَرَ حُكّامَ الهوى / ليس لمن يُظلَمُ فيهم مُسْعِدُ
ولا على المُتلِفِ غُرْماً بينهم / ولا على القاتل عَمْدَاً قَوَدُ
فقد قلتُ يا قلبُ كُن بَعْدَهم
فقد قلتُ يا قلبُ كُن بَعْدَهم / جَليداً فقال ألا خَلِّ عنّي
إذا أَوْحَشَ الحيُّ من سادتي / فلا أنا منكَ ولا أنت منّي
وإنسية زارت مع النوم مضجعي
وإنسية زارت مع النوم مضجعي / فعانقت غصن البان منها إلى الفجر
أسائلها أين الوشاح وقد سرت / معطلة منه معطرة النشر
فقالت واومت للسوار نقلته / إلى معصمي لما تقلقل في خصري
جاءني يَحْلِفُ أي أنّ
جاءني يَحْلِفُ أي أنّ / ي مُحِبٌّ وشَفيقُ
يُظهِر البِرَّ وفي البا / طِن خُبْثٌ وعُقوقُ
مِثلما يَخْدَعُكَ الضَّحْ / ضاحُ والبحرُ عميقُ
كلُّه مَحْلٌ وإنْ غرَّ / تْ رُعودٌ وبُروقُ
وعجيبٌ أنْ زكا الفر / عُ ولم تَزْكُ العُروقُ
دِينُه دِينٌ رقيقُ / وله وجهٌ صَفيقُ
وله لا حاطه الل / هُ إلى كلٍّ طريقُ
هو بالفِعل عَدوٌّ / وهو بالقَولِ صَديقُ
هو في القُربِ رحيقٌ / وهو في البُعدِ حريقُ
هو قُدّامي مَنْجُو / ق وَخَلْفي مَنْجَنيقُ
وإنِ اسْتُنطِقَ بَقٌّ / وإنِ اسْتُكتِمَ بُوقُ
خَلَقُ الأخلاقِ بالهِج / رانِ والتَّرْكِ خَليقُ
ففؤادي منه في تيّ / ار أفكاري غَريقُ
إنْ أُجانِبْه يَقُلْ كا / نتْ وضاعَتْ لي حُقوقُ
أو أُصاحِبْه فما يُل / فى له عَقدٌ وثيقُ
وله منّي إنْ أَعْرَضْ / تُ عنه الخَنْفَقيقُ
عنديَ النارُ له في / ها زَفيرٌ وشهيقُ
غير أنّ المَكر والغَدْ / ر بمثلي لا يَليقُ
عَلَّهُ من لَمّة الجَهْ / ل بتَوفيقٍ يُفيقُ
فَعَتْبي له عَتْبُ البريء وخِيفَتي
فَعَتْبي له عَتْبُ البريء وخِيفَتي / لحِرصي على عُتْباه خِيفَةُ جانِ
فإنْ يكُ لي ذَنبٌ فأينَ وَسائلي / وإن لم يكن ذَنبٌ ففيمَ جَفاني
أتُرى عَلِموا لمّا رحلوا
أتُرى عَلِموا لمّا رحلوا / ماذا فعَلوا أمْ مَن قتَلوا
خدَعوا بالمَيْنِ قَتيلَ البَيْ / نِ فدمعُ العَين لهُم ذُلُلُ
وبسَمْعي ثَوَّرَ حادِيهِمْ / وبعيني قُرِّبَتِ البُزُلُ
فمتى وصَلوا حتى قطَعوا / ومتى سمَحوا حتى بَخِلوا
قد زاد جنونُ النَّفسِ بمَنْ / للعقل محاسنُه عُقَلُ
إن قام أقام قيامَتها / أو جالَ فَجَوْلتُه الأجَلُ
كقَضيبِ البان وفي الأجفا / ن من الغِزلانِ له مثَلُ
أشكو زَمَنَاً أَوْلَى مِحَناً / وجنى حَزَنَاً فَعَفَتْ سُبُلُ
العلمُ يُهانُ وليس يُصا / ن فأيُّ لسانٍ يَرْتَجِلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025