المجموع : 15
هذا كتابي إلى من غاب عن نظري
هذا كتابي إلى من غاب عن نظري / وشخصه في سويدا القلب والبصر
ولا يَمُنّ بطيف منه يطرقني / عند المنام ويأتيني على قدر
ولا كتاب له يأتي فأسمع من / أنبائه عنه فيه أطيبّ الخبر
حتى الشمال التي تسري على حلب / ضنّت على فلم تخطر ولم تسر
أخصه بتحياتي وأخبره / أني سئمت من الترحال والسفر
أبيت أرعى نجوم الليل مكتئبا / مفكرا في الذي ألقى إلى السحر
وليس لي أرب في غير رؤيته / وذاك عندي أقصى السؤل والوطر
وساحرة الأجفان معسولة اللمى
وساحرة الأجفان معسولة اللمى / مراشفها تهدي الشفاء من الظما
حنت لي قوسي حاجبيها وفوقت / إلى كبدي من مقلة العين أسهما
فوا عجباً من ريقها وهو طاهر / حلال وقد أضحى علي محرما
فإن كان خمراً أين للخمر لونه / ولذته مع أنني لم أذقهما
لها منزل في ربع قلبي محله / مصون به مذ أوطنته لها حمى
جرى حبها مجرى حياتي فخالطت / محبتها روحي ولحمي والدما
تقول إلى كم ترتضي العيش أنكداً / وتقنع أن تضحي صحيحاً مسلما
سر في بلاد الله واطلب الغنى / تفز منجداً إن شئت أو شئت متهما
فقلت لها إن الذي خلق الورى / تكفل لي بالرزق منا وأنعما
وما ضرني أن كنت رب فضائل / وعلم عزيز النفس حراً معظماً
إذا عدمت كفاي مالاً وثروةً / وقد صنت نفسي أن أذل وأحرما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي / لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
وعن حلب ما شئت قُل من عجائبٍ
وعن حلب ما شئت قُل من عجائبٍ / أحل بها يا صاح إن كنت تعلمُ
غداة أتاها للمنية بغتةً / من المغل جيش كالسحاب عرمرم
أتوها كأمواج البحار زواخرا / ببيض وسمر والقتام مخيّم
وقد عطلت تلك العشار وأذهلت / مراضع عما أرضعت وهي هيم
فيا لك من يوم شديد الغامة / وقد أصبحت فيه المساجد تهدم
وقد درست تلك المدارس وارتمت / مصاحفها فوق الثرى وهي ضخم
وكل مهاة قد أهينت وهي سبية / وقد طالما كانت تُعَزُّ وتكرم
تنادي إلى من لا يجيب نداءها / وتشكو إلى من لا يرق ويرحم
فيا حلبا أنى ربوعك أقفرت / وأعيت جواباً فهي لا تتكلم
أنوح على أهليك في كل منزل / وأبكي الدجى شوقاً وأسأل عنهم
ولكنما للّه في ذا مشيئةٌ / فيفعل فينا ما يشاء ويحكم
احذر من ابن العم فهو مصحَّف
احذر من ابن العم فهو مصحَّف / ومن القريب فإنما هو أحْرُفُ
القاف من قبرٍ غدا لك حافراً / والراء منه ردّىً لنفسك يخطف
والياء يأس دائم من خيره / والباء بُغْض منه لا يتكيَّف
فاقبلْ نصيحَتيَ التي أهديتها / إني بأبناء العمومة أعرَفُ
وأهيفَ معسولِ المراشف خلتُه
وأهيفَ معسولِ المراشف خلتُه / وفي وجنتيه للمُدامة عاصرُ
يسيل إلى فيهِ اللذيذ مدامُه / رحيقاً وقد مرَّت عليه الأعاصرُ
فيسكر منه عند ذاك قوامه / فيهتزُّ تيهاً والعيونُ فواترُ
كأنَّ أميرَ النوم يهوى جفونه / إذا همَّ رفعاً خالفته المحاجرُ
خلوتُ به من بعد ما نام أهله / وقد غارت الجوزاء والليل ساترُ
فوسدته كفي وبات معانقي / إلى أن بدا ضوء من الصبح سافرُ
فقام يجر البرد منه على تقى / وقمت ولم تحْلَلْ لإثم مآزرُ
كذلك أحلى الحبِّ ما كان فرجُه / عفيفاً ووصلاً لم تَشِنْه الجرائرُ
وكنت أظن الترك تختص أعين
وكنت أظن الترك تختص أعين / لهم إن رنت بالسحر منها وأجفان
إلى أن أتاني من بديع قريضهم / قواف هي السحر الحلال وديوان
فأيقنت أن السحر أجمعه لهم / ويقر لهم هاروت فيه وسحبان
يا أحسن الناس نظماً غير مفتقر
يا أحسن الناس نظماً غير مفتقر / إلى شهادة مثلي مع توحده
إن كان خطي كسا خطاً كتبت له / إلي حسناً بدا في لون أسوده
فقد أتت منك أبيات تعلمني / نظم القريض الذي يحلو لمنشده
أرسلتها تقتضيني ما وعدت به / والحر حاشاه من إخلاف موعده
وما نسيت ولكن عاقني ورق / يجيد خطي فآتيه بأجوده
وسوف أسرع فيه الآن مجتهداً / حتى يوافيك بدراً في مجلده
بأحرف حسنت كالوجه دار به / مثل الحواشي عذار في مورده
سألزمُ نفسي الصفحَ عن كل من جنى
سألزمُ نفسي الصفحَ عن كل من جنى / عليَّ وأعفو حسبة وتكرُّما
وأجعل مالي دون عرضي وقاية / ولو لم يغادر ذاك عندي درهما
وأسلك آثار الألى اكتسوا العلى / وحازوا خلال الخير ممن تقدما
أولئك قومي المنعمون ذوو النهى / بنو عامر فأسأل بهم كي تعلما
إذا ما دعوا عند النوائب إن دجت / أناروا بكشف ما كان أظلما
وإن جلسوا في مجلس الحكم خلتهم / بدور ظلام والخلائق أنجما
وإن هم ترقَوْا مِنبرا لخطابة / فأفصح مَنْ يوماً بوعظ تكلّما
وإن أخذوا أقلامهم لكتابة / فأحسن من وشّى الطروس ونمنما
بأقوالهم قد أوضح الدر واغتدى / بأحكامهم علمُ الشريعة محْكَما
دعاؤهم يجلو الشدائد إن عرت / وينزل قطر الماء من أفق السما
وقائلة يا ابن العديم إلى متى / تجود بما تحوي ستصبح معُدَما
فقلت لها عني إليك فإنني / رأيت خيار الناس من كان منعما
أبى اللوم لي أصل كريم وأسرة / عقيلية سنوا الندى والتكرما
أليس بياض الأفق في الليل مؤذناً
أليس بياض الأفق في الليل مؤذناً / بآخر عمر الليل إذ هو أسفرا
كذاك سواد النبت يقرب يبسه / إذا ما بدا وسط الرياض منورا
يا من أبحت حمى قلبي مودته
يا من أبحت حمى قلبي مودته / ومن جعلت له أحشاي أوطانا
أرسلت نحوي أبياتاً طربت بها / والفضل للمبتدي بالفضل إحسانا
فرحت أختال عجباً من محاسنها / كشارب ظل بالصهباء نشوانا
رقت وراقت فجاءت وهي لابسة / من اللاغة والترصيع ألوانا
حكت بمنثورها والنظم إذ جمعا / بأحرف حسنت روضاً وبستانا
جرت على جرول أثواب زينتها / إذ أصبحت وهي تكسو الحسن حسانا
أضحت تغبر وجه العنبري فما / بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
يمسي لها ابن هلال حين ينظرها / يحكي أباه بما عاناه نقصانا
كذاك أيضاً لها عبد الحميد غدا / عبداً يجر من التقصير أردانا
أتت وعبدك مغمور بعلته / فغادرته صحيحاً خير ما كانا
وكيف لا تدفع الأسقام عن جسدي / وهي الصبا حملت روحاً وريحانا
فما على طيفها لو عاد يطرقنا / فربما زار أحياناً وأحيانا
فاسلم وأنت أمين الدين أحسن من / وشى الطروس بمنظوم ومن زانا
ولا تخطت إليك الحادثات ولا / حلت بربعك يا أعلى الورى شانا
بدا يسحر الألباب بالحسن والحسنى
بدا يسحر الألباب بالحسن والحسنى / هلم إليه إنه المقصد الأسنى
وزر بين أزرار القميص ترائباً / وضم إليك الدعص والغصن اللدنا
فواعجباً من ريقه وهو طاهر
فواعجباً من ريقه وهو طاهر / حلال وقد أضحى علي محرما
هو الخمر لكن أين للخمر طعمه / ولذته مع أنني لم أذقهما
نزلنا سُرَّ من را فازدهتنا
نزلنا سُرَّ من را فازدهتنا / محاسنها الدوارس إذ نزلنا
وخاطبنا لسان الحال منها / حللنا قبلكم ثم ارتحلنا
وعليكمُ نزل الكتاب وفيكم
وعليكمُ نزل الكتاب وفيكم / وإلى ربوعكمُ نحنُّ ونرجعُ
قـــل للوزيــر أدام الله دولتــه
قـــل للوزيــر أدام الله دولتــه / ولا تـخــطــت بـســوء نـحـوه قدم
يا أيها الصاحب الميمون طائره / ومن أياديه لا تحصى ولا النعم
بقـيـت للدولة الغراء تحـرسـهـا / بـحـسـن رأيك يا من فضـله ديم
ملكـت رق الرعايـا بالجميل فقد / أضحوا عبيدك عن عزوا وإن عظموا
والله لو أنفـقـت كفاك ما ملكت / لمـا مـلكــتــهـم بالبـر ملكـهـم
لكــن (...) النــار غــادرهـــم / بـطــول عـمــرك إذ يدعـون ربهـم
يـدعـونـه بابـتـهـال لا يغـادره / إلا التـضــرع والإخبـات ليلَهـمُ
أرسلت نحـو قفـاه أسهـمـا خضعت / بالقول منك لها الأذقان والقمم
تكـاد تفـعـل في أرجاء هامـتـه/ من المذلة ما لا يفـعـل الأدم
أحرقت بالخائن الزنديق فانشرحت / لك الصـدور فـلا غـلٌّ ولا سـقــم
تثـنـي عليـك بمـا أوليتـه حلب / ويـثـرب وكذا البطـحـاء والحرم
كذاك يثني رسول الله والملأ الـ / أعلى عليـك به والدين والكرم