القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كَمال الدِّين ابنُ العَدِيم الكل
المجموع : 15
هذا كتابي إلى من غاب عن نظري
هذا كتابي إلى من غاب عن نظري / وشخصه في سويدا القلب والبصر
ولا يَمُنّ بطيف منه يطرقني / عند المنام ويأتيني على قدر
ولا كتاب له يأتي فأسمع من / أنبائه عنه فيه أطيبّ الخبر
حتى الشمال التي تسري على حلب / ضنّت على فلم تخطر ولم تسر
أخصه بتحياتي وأخبره / أني سئمت من الترحال والسفر
أبيت أرعى نجوم الليل مكتئبا / مفكرا في الذي ألقى إلى السحر
وليس لي أرب في غير رؤيته / وذاك عندي أقصى السؤل والوطر
وساحرة الأجفان معسولة اللمى
وساحرة الأجفان معسولة اللمى / مراشفها تهدي الشفاء من الظما
حنت لي قوسي حاجبيها وفوقت / إلى كبدي من مقلة العين أسهما
فوا عجباً من ريقها وهو طاهر / حلال وقد أضحى علي محرما
فإن كان خمراً أين للخمر لونه / ولذته مع أنني لم أذقهما
لها منزل في ربع قلبي محله / مصون به مذ أوطنته لها حمى
جرى حبها مجرى حياتي فخالطت / محبتها روحي ولحمي والدما
تقول إلى كم ترتضي العيش أنكداً / وتقنع أن تضحي صحيحاً مسلما
سر في بلاد الله واطلب الغنى / تفز منجداً إن شئت أو شئت متهما
فقلت لها إن الذي خلق الورى / تكفل لي بالرزق منا وأنعما
وما ضرني أن كنت رب فضائل / وعلم عزيز النفس حراً معظماً
إذا عدمت كفاي مالاً وثروةً / وقد صنت نفسي أن أذل وأحرما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي / لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
وعن حلب ما شئت قُل من عجائبٍ
وعن حلب ما شئت قُل من عجائبٍ / أحل بها يا صاح إن كنت تعلمُ
غداة أتاها للمنية بغتةً / من المغل جيش كالسحاب عرمرم
أتوها كأمواج البحار زواخرا / ببيض وسمر والقتام مخيّم
وقد عطلت تلك العشار وأذهلت / مراضع عما أرضعت وهي هيم
فيا لك من يوم شديد الغامة / وقد أصبحت فيه المساجد تهدم
وقد درست تلك المدارس وارتمت / مصاحفها فوق الثرى وهي ضخم
وكل مهاة قد أهينت وهي سبية / وقد طالما كانت تُعَزُّ وتكرم
تنادي إلى من لا يجيب نداءها / وتشكو إلى من لا يرق ويرحم
فيا حلبا أنى ربوعك أقفرت / وأعيت جواباً فهي لا تتكلم
أنوح على أهليك في كل منزل / وأبكي الدجى شوقاً وأسأل عنهم
ولكنما للّه في ذا مشيئةٌ / فيفعل فينا ما يشاء ويحكم
احذر من ابن العم فهو مصحَّف
احذر من ابن العم فهو مصحَّف / ومن القريب فإنما هو أحْرُفُ
القاف من قبرٍ غدا لك حافراً / والراء منه ردّىً لنفسك يخطف
والياء يأس دائم من خيره / والباء بُغْض منه لا يتكيَّف
فاقبلْ نصيحَتيَ التي أهديتها / إني بأبناء العمومة أعرَفُ
وأهيفَ معسولِ المراشف خلتُه
وأهيفَ معسولِ المراشف خلتُه / وفي وجنتيه للمُدامة عاصرُ
يسيل إلى فيهِ اللذيذ مدامُه / رحيقاً وقد مرَّت عليه الأعاصرُ
فيسكر منه عند ذاك قوامه / فيهتزُّ تيهاً والعيونُ فواترُ
كأنَّ أميرَ النوم يهوى جفونه / إذا همَّ رفعاً خالفته المحاجرُ
خلوتُ به من بعد ما نام أهله / وقد غارت الجوزاء والليل ساترُ
فوسدته كفي وبات معانقي / إلى أن بدا ضوء من الصبح سافرُ
فقام يجر البرد منه على تقى / وقمت ولم تحْلَلْ لإثم مآزرُ
كذلك أحلى الحبِّ ما كان فرجُه / عفيفاً ووصلاً لم تَشِنْه الجرائرُ
وكنت أظن الترك تختص أعين
وكنت أظن الترك تختص أعين / لهم إن رنت بالسحر منها وأجفان
إلى أن أتاني من بديع قريضهم / قواف هي السحر الحلال وديوان
فأيقنت أن السحر أجمعه لهم / ويقر لهم هاروت فيه وسحبان
يا أحسن الناس نظماً غير مفتقر
يا أحسن الناس نظماً غير مفتقر / إلى شهادة مثلي مع توحده
إن كان خطي كسا خطاً كتبت له / إلي حسناً بدا في لون أسوده
فقد أتت منك أبيات تعلمني / نظم القريض الذي يحلو لمنشده
أرسلتها تقتضيني ما وعدت به / والحر حاشاه من إخلاف موعده
وما نسيت ولكن عاقني ورق / يجيد خطي فآتيه بأجوده
وسوف أسرع فيه الآن مجتهداً / حتى يوافيك بدراً في مجلده
بأحرف حسنت كالوجه دار به / مثل الحواشي عذار في مورده
سألزمُ نفسي الصفحَ عن كل من جنى
سألزمُ نفسي الصفحَ عن كل من جنى / عليَّ وأعفو حسبة وتكرُّما
وأجعل مالي دون عرضي وقاية / ولو لم يغادر ذاك عندي درهما
وأسلك آثار الألى اكتسوا العلى / وحازوا خلال الخير ممن تقدما
أولئك قومي المنعمون ذوو النهى / بنو عامر فأسأل بهم كي تعلما
إذا ما دعوا عند النوائب إن دجت / أناروا بكشف ما كان أظلما
وإن جلسوا في مجلس الحكم خلتهم / بدور ظلام والخلائق أنجما
وإن هم ترقَوْا مِنبرا لخطابة / فأفصح مَنْ يوماً بوعظ تكلّما
وإن أخذوا أقلامهم لكتابة / فأحسن من وشّى الطروس ونمنما
بأقوالهم قد أوضح الدر واغتدى / بأحكامهم علمُ الشريعة محْكَما
دعاؤهم يجلو الشدائد إن عرت / وينزل قطر الماء من أفق السما
وقائلة يا ابن العديم إلى متى / تجود بما تحوي ستصبح معُدَما
فقلت لها عني إليك فإنني / رأيت خيار الناس من كان منعما
أبى اللوم لي أصل كريم وأسرة / عقيلية سنوا الندى والتكرما
أليس بياض الأفق في الليل مؤذناً
أليس بياض الأفق في الليل مؤذناً / بآخر عمر الليل إذ هو أسفرا
كذاك سواد النبت يقرب يبسه / إذا ما بدا وسط الرياض منورا
يا من أبحت حمى قلبي مودته
يا من أبحت حمى قلبي مودته / ومن جعلت له أحشاي أوطانا
أرسلت نحوي أبياتاً طربت بها / والفضل للمبتدي بالفضل إحسانا
فرحت أختال عجباً من محاسنها / كشارب ظل بالصهباء نشوانا
رقت وراقت فجاءت وهي لابسة / من اللاغة والترصيع ألوانا
حكت بمنثورها والنظم إذ جمعا / بأحرف حسنت روضاً وبستانا
جرت على جرول أثواب زينتها / إذ أصبحت وهي تكسو الحسن حسانا
أضحت تغبر وجه العنبري فما / بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
يمسي لها ابن هلال حين ينظرها / يحكي أباه بما عاناه نقصانا
كذاك أيضاً لها عبد الحميد غدا / عبداً يجر من التقصير أردانا
أتت وعبدك مغمور بعلته / فغادرته صحيحاً خير ما كانا
وكيف لا تدفع الأسقام عن جسدي / وهي الصبا حملت روحاً وريحانا
فما على طيفها لو عاد يطرقنا / فربما زار أحياناً وأحيانا
فاسلم وأنت أمين الدين أحسن من / وشى الطروس بمنظوم ومن زانا
ولا تخطت إليك الحادثات ولا / حلت بربعك يا أعلى الورى شانا
بدا يسحر الألباب بالحسن والحسنى
بدا يسحر الألباب بالحسن والحسنى / هلم إليه إنه المقصد الأسنى
وزر بين أزرار القميص ترائباً / وضم إليك الدعص والغصن اللدنا
فواعجباً من ريقه وهو طاهر
فواعجباً من ريقه وهو طاهر / حلال وقد أضحى علي محرما
هو الخمر لكن أين للخمر طعمه / ولذته مع أنني لم أذقهما
نزلنا سُرَّ من را فازدهتنا
نزلنا سُرَّ من را فازدهتنا / محاسنها الدوارس إذ نزلنا
وخاطبنا لسان الحال منها / حللنا قبلكم ثم ارتحلنا
وعليكمُ نزل الكتاب وفيكم
وعليكمُ نزل الكتاب وفيكم / وإلى ربوعكمُ نحنُّ ونرجعُ
قـــل للوزيــر أدام الله دولتــه
قـــل للوزيــر أدام الله دولتــه / ولا تـخــطــت بـســوء نـحـوه قدم
يا أيها الصاحب الميمون طائره / ومن أياديه لا تحصى ولا النعم
بقـيـت للدولة الغراء تحـرسـهـا / بـحـسـن رأيك يا من فضـله ديم
ملكـت رق الرعايـا بالجميل فقد / أضحوا عبيدك عن عزوا وإن عظموا
والله لو أنفـقـت كفاك ما ملكت / لمـا مـلكــتــهـم بالبـر ملكـهـم
لكــن (...) النــار غــادرهـــم / بـطــول عـمــرك إذ يدعـون ربهـم
يـدعـونـه بابـتـهـال لا يغـادره / إلا التـضــرع والإخبـات ليلَهـمُ
أرسلت نحـو قفـاه أسهـمـا خضعت / بالقول منك لها الأذقان والقمم
تكـاد تفـعـل في أرجاء هامـتـه/ من المذلة ما لا يفـعـل الأدم
أحرقت بالخائن الزنديق فانشرحت / لك الصـدور فـلا غـلٌّ ولا سـقــم
تثـنـي عليـك بمـا أوليتـه حلب / ويـثـرب وكذا البطـحـاء والحرم
كذاك يثني رسول الله والملأ الـ / أعلى عليـك به والدين والكرم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025