المجموع : 75
يا دارَ أَسماءَ قَد أَقوت بِأَنشاجِ
يا دارَ أَسماءَ قَد أَقوت بِأَنشاجِ / كَالوَشمِ أَو كَإِمامِ الكاتِبِ الهاجي
فَكَلُّ أَمعَزَ مِنها غَير ذي وَحَجٍ / وَكلّ دارة هَجلٍ ذاتِ أَوحاجِ
أَودى بِها كُلُّ رَجّافِ الضّحى هَزِمٍ / وَعاصِفٍ لِنُخالِ التُربِ نَسّاجِ
فَما يَبينُ بِها إِلّا مَعارِفُها / كَالحبرِ في زُبُرٍ لَيسَت بِأَمحاجِ
وَقَد تُلاقي بِها أَسماءُ مسقَبةً / وَالدَهرُ في جِدَّة مِنهُ وَإبهاجِ
إِنّي عَناني وُدادٌ بَينَنا نَشِب / بِلا قَضاءِ لُباناتِ وَلا حاجِ
أَيّامَ أَسماءُ رُعبوبٌ خَدلّجةٌ / كَصعدة الغابِ في نَجلٍ وَإِدراجِ
مِن السِمانِ الخِماصِ الغيدِ مالِئة / لِلعَينِ في طُرَّةٍ كَالشَمسِ مِنهاجِ
وَشربةٍ مِن شَرابٍ غَيرِ ذي نَفَسٍ / في صرةٍ مِن نجومِ القيظِ وَهّاجِ
سَقَيتُها صادِياً تَهوي مَسامِعُهُ / قَد ظَنَّ أَن لَيسَ مِن أَصحابِهِ ناجِ
إِذ الشَبابُ بِها وَالحُسنُ في نَهَرٍ / مِنَ المَعيشَةِ حُلو الطَعم ثَجّاجِ
تَقاوَدَت غَمَماً حَتّى إِذا رَضيَت / طالَت عَلَيهِنَّ طولاً غيرَ مجماجِ
تَعمى المَداري في جَون غَدائِره / وَحفُ النَباتِ لدُهنِ البانِ مجّاجِ
وَالعَينُ وَالجيدُ مِن ظَبي أَعارَهُما / أَسماءَ رِئمٌ أَلوف الظلِّ مِخراجِ
تَفتَرُّ عَن أُقحُوانٍ صُبحَ سارِيَةٍ / أَضحى بِرابِيَةٍ فَيحاءَ مِئراجِ
كَأَنَّ ريقَتَها بَعد الكَرى اِغتَبَقَت / ماءَ العَناقيدِ مَمزوجاً بِأَثلاجِ
أَسماءُ ذلِكَ ما أَسماءُ جانِبُها / عَن الدَنِيِّ بِأَغلاقٍ وَأَشراجِ
تَنفي اللِثامَ عَلى ما في اللِثام كَما / يَنفي الزُيوفَ عَزيزٌ عاقِدُ التاجِ
سَقياً لِأَسماءَ وَاِخضَرَّت مَراتِعُها / وَيل اِمّها غُنمُ ذي وَفر وَمُحتاجِ
عَلى نَوى مِن نَواها لا يُلائِمُنا / وَالنَوءُ يُخلفُ مِنها بَعد إِبلاجِ
يا صاحِبَيَّ اِنظُرا هَل تُؤنِسان لَنا / بَين العَقيقِ وَأَوطاسٍ مِنَ اِحداجِ
غَدَونَ مِن حُجبِ الجَونَين أَو حُقبٍ / عَلى عَناجيج أَمثالٍ كَالابراجِ
أَسماءُ بانَت وَلَم تُنجِز مَواعِدَها / وَلم تُنِلكَ مَواعيداً مِنَ اِعناجِ
فَسَلِّ أَسبابَ شَوقٍ مِن مَوَدَّتها / بِباقِلِ النابِ كَالقرقورِ وَسّاجِ
جَمُّ المَقَذِّ أَسيل الخَطم متَّسقٌ / مُحتَجِبٌ جانِباهُ غَيرُ مِدراجِ
لاعٍ يَكادُ خَفيضُ النَقرِ يُفرِطُهُ / مُستَربعٍ لِسُرى الموماةِ هَيّاجِ
يُرضيكَ عَفواً فَإِن رَفَّعتَ هزَّته / رفَّعتَ مِن رِبَذِ التَبغيلِ هِملاجِ
عَلى مَراديَ سَمحاتٍ أَنِفنَ بِهِ / وَجُؤجُؤٍ مائِرِ الضَبعَينِ مَوّاجِ
مُقارِبٌ حينَ يَحزَوزي عَلى جَدَدٍ / رسلٍ بِمُعتَلِجاتِ الرَملِ غَوّاجِ
يولي الشَليل وَما مَسَّت وَليّتهُ / مُوثَّقاً ذا كَراديسٍ وَأَثباجِ
كَأَنَّما الرَحلُ مِنهُ فَوق مُبتَقِلٍ / مُكدِّحٍ علجانَ اللَيلِ مَعّاجِ
يُصَدِّعُ العُونَ أَندابُ العُلوجِ بِهِ / قَضى الرَبيع بِتعداءٍ وَتَشحاجِ
شَدَّت مُنازَلَةُ الأَقرانِ مِرَّتَهُ / وَحَوز ما حازَ من فَذّ وَأَفواجِ
فَاِقوَرَّ لاحِقُهُ قبّاً أَياطِلُهُ / خاظي الخَصائِلِ نَهدٌ غَيرُ مجماجِ
ظَلَّ بِدَوٍّ مِنَ الرَنقاءِ يَلفَحُهُ / نَفحُ السَمومِ وَإلفَيهِ بِأَلفاجِ
يَعصِبنَ أَلمى قَضيفاً مِن تَناصُبِها / في يَومِ نَجمٍ مِنَ الجَوزاءِ وَهّاجِ
حَتّى إِذا حَلَّ شَرقِيٌّ عَساكِرَهُ / ما في قَوادِمِ سِقطَيه مِن اِفراجِ
وَقَد تَذَكَّرَ عِدّاً مِن أَباطِنِهِ / مُستَورِداً ذا عَلاجيمٍ وَدَرّاجِ
مِنَ الأَباطنِ أَسراهُ ذَوي هِزَمٍ / مَجَلجلٍ قَرِدِ الأَسناءِ نَشّاحِ
فَاِحتازَ بَيضاءَ مِثلَ السَحل مانِعَةً / ما تَحتَويهِ قَدِ اِعتَلَّت بِإِرتاجِ
قَد شَفَّها خُلُقٌ مِنهٌ وَقَد قَفِلت / عَلى مِلاحٍ كَلَونِ المِشق أَمشاجِ
كَأَنَّ صَوتَ حُداها وَالقَرينُ بِهِ / تَرجيعُ مُغتَرِبٍ نَشوانَ لَجلاجِ
نَعبُ الأَشاهيبِ فَالأَخبارُ مَجمَعُها / وَاللَيلُ ساقِطَهٌ أَرواقُهُ داجِ
حَتّى إِذا ما إِيالاتٌ جَرَت بُرحاً / وَقَد رَبَعنَ الشوى مِن ماطِر ماجِ
صَلاهُما هَزِجٌ هِزٌّ خَصائِلُهُ / سيما الجَوادِ عَلَيهِ الخانِف الناجي
كَأَنَّهُ وهُما لا يَثنيانِ لَهُ / أَعطافَ مُنكَفَتي هيجٍ وَإِمجاجِ
يامومُ صَحماء مُحمرّ مخدَّمُها / كَأَنَّما عُطِفتَ خَزّاً بِديباجِ
بانَت بِمَنزِلَةٍ هَولٍ عَلى حَذَرٍ / حَتّى الصَباحِ وَما هَمَّت بِإِدلاجِ
ثُمَّ اِغتَدَت وَغَدا نِزُّ مُلازِمها / إِصعادُهُ كَهَواهُ راهِبٌ راجي
يَرجو مَراتِعَهُ مِن عازِبٍ أَنِقٍ / آثارَ مُرتَجزٍ حَيرانَ لَجلاجِ
أَو خائِفٌ لَحِماً شاكاً بَراثِنهُ / كَأَنَّهُ قاطِمٌ وَقفَينِ مِن عاجِ
ما زِلنَ يَنسُبنَ وَهناً كُلَّ صادِقَةٍ / باتَت تُباشِرُ عُرماً غَيرَ أَزواجِ
حَتّى سَلَكنَ الشوى مِنهُنَّ في مَسكٍ / مِن نَسل جَوّابَةِ الآفاقِ مِهداجِ
يَنحازُ منهنَّ فيهِ أُمَّةٌ خُلِقَت / حُذّاً مُذَبَّحةٌ مِنها بِأَوداجِ
يَجزمنَهُ في قَنا جوفٍ عَلى أَفَدٍ / ثَنيٍ جَميعٍ نِهاجٍ غَيرِ أَفلاجِ
وَهُنَّ بِالعَينِ مِن ذي صارِخٍ لَجبٍ / هَولٍ وَنَوّاحةٍ بِالمَوتِ مِرجاجِ
شَدَّت مطا عَرَبِيّ غَيرِ ذي عُقَدٍ / مُقارِبٍ كَنَسا اليَعفورِ حِملاجِ
حَتّى إِذا ما قَضَينَ النَحبَ وَاِنصَرَفَت / أَبصارُهُنَّ عَلى طَخياءَ كَالساجِ
شاكَت رُغامَى قَذُوفِ الطَرف خائِفَة / هَول الجِنان نَزورٍ غَيرِ مِخداجِ
حَرّى مُوقَّعةٌ ماجَ البنانُ بِها / عَلى خِضَمٍّ يُسَقّى الماءَ عَجّاجِ
فَاِغتالَها الأَجَلُ الآتي فَأَسلَمَها / ناوي الحَياةِ عَلَيها غَير منعاجِ
مُقَلَّصٌ رَبِذُ الأَوصالِ شَيَّعَهُ / يَعبوبُ حائِلِ جَولٍ شَركِ أَعلاجِ
كَأَنَّهُ وَشَياطينُ المِراحِ بِهِ / قِدحٌ بِكَفّي مُلَقّى الفَوزِ فَلّاجِ
حَنَّ الفُؤادُ إِلى سَلمى وَلَم تُصِبِ
حَنَّ الفُؤادُ إِلى سَلمى وَلَم تُصِبِ / فيمَ الكَثيرُ مِنَ التحنانِ وَالطَرَبِ
قالَت سُعادُ أَرى مِن شَيبَةٍ عَجَباً / مَهلاً سُعادُ فَما في الشَيبِ مِن عَجَبِ
إِمّا تَرَيني كَساني الدَهرُ شَيبَتَهُ / فَإِنَّ ما مَرَّ مِنهُ عَنكِ لَم يَغِبِ
سَقياً لِسُعدى عَلى شَيبٍ أَلَمَّ بِنا / وَقَبلَ ذلِكَ حينَ الرَأسُ لَم يَشِبِ
كَأَنَّ ريقَتَها بَعدَ الكَرى اِغتَبَقَت / صَوبَ الثُرَيّا بِماءِ الكَرمِ مِن حَلَبِ
أُهدي قِلاصاً عَناجيجاً أَضَرّ بها / نَصُّ الوَجيفِ وَتَفحيمٌ مِنَ العُقَبِ
حَرفٌ بَعيدٌ مِنَ الحادي إِذا مَلَأَت / شَمسُ النَهارِ عَنانَ الأَبرَقِ الصَخِبِ
حَتّى إِذا طَوَيا وَاللَيلُ مُعتَكِرٌ / مِن ذي أُكَيهفُ جِزعَ البانِ وَالأَثَبِ
يَقصِدنَ سَيِّدَ قيسٍ وَاِبنَ سَيِّدِها / وَالفارِسَ العِدَّ مِنها غَيرَ ذي الكَذِبِ
مُحَمَّدٌ وَأَبوه وَاِبنُه صَنَعوا / لَهُ صَنائِعَ مِن مَجدٍ وَمن حَسَبِ
جَيشُ المُحمّين شَبَّ النارَ تَحتَهُما / غَرثانَ أَمسى بِوادٍ مُوهب الحَطَبِ
إِنّي مَدَحتُهُمُ لَمّا رَأَيتُ لَهُم / فَضلاً عَلى غَيرِهِم مِن سائِرِ العَربِ
إِلّا تُثِبني بِهِ لا يَجزني أَحدٌ / وَمن يُثيبُ إِذا ما أَنتَ لَم تُثِبِ
أَلَم تَعجَبا لِلجارِياتِ البَوارِحِ
أَلَم تَعجَبا لِلجارِياتِ البَوارِحِ / جَرَت ثُمَّ قَفَّتها جُدودُ السَوانِحِ
تُخَبِّرُنا أَنَّ العَشيرَةَ جامِعٌ / بِها عقرَ دارٍ بَعدَ نَأيٍ مُصارِحِ
فَقُلتُ وَهَشَّ القَلبُ لِلطَيرِ إِذ جَرَت / عَسى اللَهُ إِنَّ اللَهَ جَمُّ الفَواتِحِ
وَهَيَّجَ أَحزاناً عَلَيَّ وَعبرَةً / مَغاني دِيارٍ مِن جَديدٍ وَماصِحِ
لِقَومِيَ إِذ قَومي جَميعٌ نَواهُمُ / وَإِذ أَنا في حَيٍّ كَثيرِ الوَضائِحِ
عَفَت مرُّ مِن أَحياءِ سَعدٍ فَأَصبَحت / بَسابِسَ لا نارٌ وَلا نَبحُ نابِحِ
فَأَجراعُ أَوسافٍ فَالاِعوَصُ كُلُّهُ / فَبيشَةُ فَالرَوضاتُ حَتّى المَقازِحِ
كَأَن لَم يَكُن بَينَ الثَنِيَّةِ مِنهُمُ / وَتَقتد حَزمٍ مِن غَريبٍ وَرائِحِ
فَبَحرَةُ مَسحومائِهِ فَضُفاضِغٌ / فَصُوَّتُهُ ذاتُ الرّباد المَنادِحِ
إِذِ الحَيُّ وَالحومُ المُيسّرُ وَسطَنا / وَإِذ نَحنُ في حالٍ مِنَ العَيشِ صالِحِ
وَذو حَلقٍ تُقضَى العَواذيرُ بَينَهُ / يَلوحُ بِأَخطارٍ عِظامِ اللَقائِحِ
وَإِذْ خَطْرَتانا وَالعِلاطانِ حِليَةٌ / عَلى الهَجمَةِ الغُلبِ الطِوالِ السَرادِحِ
أَناعيمُ مَحمودٌ قَراها وَقَيلُها / وَصابِحُها أَيّامَ لا رِفدَ صابِحِ
نَكُبُّ الأَكامِيَّ البَوائِكَ وَسطَنا / إِذا كَثُرَت في الناسِ دَعوى الوَحاوِحِ
فَلَم أَرَ قَوماً مِثلَ قَومِيَ إِذْ هُمُ / بِأَوطانِهِم أَعطى وَأَغلى المرابِحِ
وَأَعبطَ لِلكَوماءِ يَرغَو حُرارُها / وَأَندى أَكُفّاً بَينَ مُعطٍ وَمانِحِ
وَأَكثَرَ مِنهُم قائِماً بِمَقالَةٍ / تُفَرِّجُ بَينَ العَسكَرِ المُتَطاوِحِ
كَأَن لَم يَكُن عَوفُ بنُ سَعدٍ وَلَم تَكُن / بَنو الحَشرِ أَبناءَ الطِوالِ الشَرامِحِ
وَحَيٌّ حِلالٍ مِن غُوَيثٍ كَأَنَّهُم / أُسودُ الشَرى في غيلِهِ المُتَناوِحِ
وَلَم يَغنَ مِن حَيّانَ حَيٌّ وَجابِرٌ / بِها لِيلُ أَمثالِ السُيوفِ الجَوارِحِ
مَطاعيمُ ضَرّابونَ لِلهامِ قادَةٌ / مَعاطٍ بِأَرسانِ الجِيادِ السَوابِحِ
لَهُم حاضِرٌ لا يجهَلونَ وَصارِخٌ / كَسَيلِ الغَوادي يَرتَمي بِالقَوازِحِ
فَإِن كانَ قَومي أَصبَحوا حَوَّطَتهُمُ / نَوىً ذاتُ أَشطانٍ لِبَعضِ المَطارِحِ
فَما كانَ قَومي ضارِعينَ أَذِلَّةً / وَلا خُذّلاً عِندَ الأُمورِ الجَوارِحِ
وَقَد عَلِموا ما كُنتُ أَهدِمُ ما بَنَوا / وَما أَنتَحي عيدانَهُم بِالقَوادِحِ
وَما كُنتُ أَسعى أَبتَغي عَثَراتِهِم / وَما أَغتَدي فيها وَلَستُ بِرائِحِ
وَإِنِّي لَعَيّابٌ لِمَن قالَ عيبهُم / وَإِنّي لِمَدّاحٌ لَهُم قَولَ مادِحِ
فَبَلِّغ بَني سَعدِ بنِ بَكرٍ مُلِظَّةً / رَسولَ اِمرئٍ بادي المَوَدَّةِ ناصِحِ
بِأَنَّ العَتيقَ البَيتَ أَمسى مَكانَهُ / وَقَبرُ رَسولِ اللَهِ لَيسَ بِبارِحِ
مُقيمينَ حَتّى يُنفخَ الصورُ نَفخَةً / وَأُخرى فَيُجزى كَدَحَهُ كُلُّ كادِحِ
فَإِنّي لعَمري لا أَبيعُهُما غَداً / بِشِعب وَلا شَيبانَ بَيعَ المُسامِحِ
وَلا أَشتَري يَوماً جوارَ قَبيلَةٍ / بِجيرانِ صِدقٍ مِن قُرَيشِ الأَباطاحِ
هَلُمَّ إِلى الأَثرَينِ قَيسٍ وَخِندفٍ / وَساحَةِ نَجدٍ وَالصُدور الصَحائِحِ
وَلا تَقذِفوني في قُضاعَةَ عاجَزَت / قُضاعَةُ وَاِستَولَت حَطاطَ المَجامِحِ
أَبَوا أَن يَكونوا مِن مَعَدٍّ قَريحَةً / حَديثاً فَإِنّا عِلمُ تِلكَ القَرائِحِ
لَعَمري لَئِن كانَت قُضاعَةُ فارَقَت / عَلى غَيرِ جُدّادٍ مِنَ القَولِ واضِحِ
لَأغنى بِنا عَن صاحِبٍ مُتَقَلِّبٍ / وَعَن كُلِّ ذَوّاقٍ وَمَلٍّ مُراوِحِ
فَإِنّا وَمَولانا رَبيعَة مَعشَرٌ / نَعيشُ عَلى الشَحناءِ مِن كُلِّ كاشِحِ
بَنو علَّةٍ ما نَحنُ فينا جَلادَةٌ / زَبَنُّونَ صَمّاحونَ رُكنَ المُصامِحِ
يا من على الجود صاغ اللَّه راحتَهُ
يا من على الجود صاغ اللَّه راحتَهُ / فليسَ يحسِنُ غير البذلِ والجُودِ
عَمت عطاياك مَن بالشرقِ قاطبةً / وأنت والجُود منحوتانِ مِن عُودِ
راحَت رَواحاً قَلوصي وَهي حامِدَةٌ
راحَت رَواحاً قَلوصي وَهي حامِدَةٌ / آلَ الزُبَيرِ وَلَم تَعدِل بِهم أَحَدا
راحَت بِسِتّينَ وَسقاً في حَقيبَتِها / ما حُمِّلَت حَملَها الأَدنى وَلا السَدَدا
ما إِن رَأَيتُ قلوصاً قَبلَها حَمَلَت / سِتّينَ وَسقاً وَلا جابَت بِهم بَلَدا
ذاكَ القِرى لا قِرى قَوم رَأَيتُهُم / يَقرونَ ضَيفَهُمُ الملويَّةَ الجُدَدا
تزورُ بيَ القَرمَ الحَوارِيَّ إِنَّهُم
تزورُ بيَ القَرمَ الحَوارِيَّ إِنَّهُم / مَناهِلُ أَعداد إِذا القَومُ أَقطَعوا
وَإِن لَبِسوا العَصبَ اليَمانِيَّ واِنتَدوا / فَبِالجودِ أَيديهِم سِباط تَرَيَّعُ
نَشيعٌ بِماءِ البَقل بَينَ طَرائِقٍ / مِنَ الخَلقِ ما مِنهُنَّ شَيءٌ مُضَيَّعُ
تَوَسَّطَها غالٍ عَتيقٌ وَزانَها / مُعَرَّسُ مَهريّ بِهِ الذَيلُ يَلمَعُ
فَقُلتُ أَتَبكي ذات طَوقٍ تذكَّرت / هَديلاً وَقَد أَودى وَما كانَ تُبَّعُ
عُيونٌ تَرامَت بِالرُعافِ كَأَنَّها / مِنَ السوقِ صِردانٌ تَدِفُّ وَتَلمَعُ
وَفي الرَكبِ إِلّا أَن عَيناً وَرقبَةً / عَقائِلُ قَومٍ لَيسَ فيهِنَّ مَطمَعُ
تَعَلَّقَ هذا القَلبُ مِنّي علاقَةً / تَضُرُّ فَلَو كانَت مَع الضُرِّ تَنفَعُ
كَتَمتُ الهَوى يَومَ النَوى فَتَرَفَّعت
كَتَمتُ الهَوى يَومَ النَوى فَتَرَفَّعت / بِهِ زَفَراتٌ ما بِهِنَّ خَفاءُ
يَكَدنَ يُقَطِّعنَ الحَيازيمَ كُلَّما / تَمَطَّت بِهِنَّ الزَفرَةُ الصُعداءُ
وَلَم يَكُن مَلكٌ لِلقَومِ يُنزِلُهُم
وَلَم يَكُن مَلكٌ لِلقَومِ يُنزِلُهُم / إِلّا صَلاصِلُ لا تُلوى عَلى حَسَبِ
تَحَسَّرَ الماءُ عَنهُ وَاِستَجَنَّ بِهِ / إِلفانِ جُنّا مِنَ المكنانِ وَالقُطَبِ
جُماديَين حُسوماً لا يُعايِنُهُ / وَعيٌ مِنَ الناسِ في أَهلٍ وَلا غَرَبِ
تَبيتُ جارَتهُ الأَفعى وَسامِرُهُ / رُمد بِهِ عاذِرٌ مِنهُنَّ كَالجَرَبِ
حَتّى إِذا جَنَّ أَغواءُ الظَلامِ لَهُ / مِن فَوزِ نَجمٍ مِنَ الجَوزاءِ مُلتَهِبِ
أَخلى بِلينَةَ وَالرَنقاء مَرتَعهُ / يَقرو مَزاحِفَ جَونٍ ساقِطِ الرَبَبِ
كَأَنَّ زُجلَةَ صَوبٍ صابَ مِن بَرَدٍ / شُنَّت شَآبيبهُ مِن رائِحٍ لجبِ
نَواصِح مِن حَمّاوَين أُحصِنَتا / مُمَنَّعاً كَهُمامِ الثَلجِ بِالضَرَبِ
مَجنوبَةُ الأُنسِ مَشمولٌ مَواعِدُها / مِنَ الهِجانِ الجِمالِ الشطبِ وَالقَصَبِ
طافَ الخَيالُ مِن اِبنِ شَيبَةَ وَاِعتَرى
طافَ الخَيالُ مِن اِبنِ شَيبَةَ وَاِعتَرى / وَالقَومُ مِن سِنَةٍ نَشاوى بِالكَرى
طافَت بِخوصٍ كَالقِسيِّ وَفِتيَةٍ / هَجَعوا قَليلاً بَعدَ ما مَلّوا السُرى
حَتّى إِذا هَجَدوا أَلَمَّ خَيالُها / سِرّاً أَلا بِلِمامِه كانَ المُنى
طَرَقَت بريّا رَوضَةٍ مِن عالِجٍ / وَسميّةٍ عَذُبَت وَبَيَّتها النَدى
يا أمَّ شَيبَةَ أَيَّ ساعَةِ مطرقٍ / نَبَّهتنا أَينَ المَدينَةُ مِن بُدا
إِنّي مَتى أَقضِ اللُبانَةَ أَجتَهد / عَنَقَ العِتاقِ الناجِياتِ عَلى الوَجى
حَتّى أَزورَكِ إِن تَيَسَّرَ طائِري / وَسَلِمتُ مِن رَيبِ الحَوادِثِ وَالرَدى
فَلَأَمدَحَنَّ بَني عَطِيَّةَ كُلَّهُم / مَدحاً يُوافي في المَواسِمِ وَالقرى
الأَكرَمينَ أَوائِلاً وَأَواخِراً / وَالأَحلَمينَ إِذا تُخولجتِ الحُبا
وَالمانِعينَ مِنَ الهَضيمَةِ جارَهُم / وَالجامِعينَ الرّاقعينَ لما وَهى
وَالعاطِفينَ عَلى الضَريكِ بِفَضلِهِم / وَالسابِقينَ إِلى المَكارِمِ مَن سَعى
قَد قُلتُ وَالعيسُ النَجائِبُ تَفتَلي / بِالقَومِ عاصِفَةً خَوانِفَ في البُرى
شَدَّ الوَليدُ غَداةَ لُدَّ شدَّةً / فَكَفى بِها أَهلَ البَصيرَةِ وَاِكتَفى
أَبا الهَجرِ وَالصَرمِ الأَشاحِمُ تَصدَحُ
أَبا الهَجرِ وَالصَرمِ الأَشاحِمُ تَصدَحُ / وَطيرٌ بِأَجوازٍ حَواذِرُ نُوَّحُ
وَإِذ هِيَ كَالبِكرِ الهِجانِ إِذا مَشَت / أَبى لا يُماشيها القِصار الدرادِحُ
أَوِ الأَثابِ الدَوحِ الطِوالِ فُروعُهُ / بِخَيسَقَ هَزَّتهُ الصَبا المُتَناوِحُ
لَعمرُكَ ما زادُ ابنِ عُروَة بِالَّذي / لَهُ دونَ أَيدي القَومِ قفلٌ ومفتَحُ
وَما ظِلُّهُ عَنهُم يَضيقُ وَما تُرى / رِكابُ أَبي بَكر تُصانُ وَتُمسَحُ
وَأَبيَضَ نهّاضٍ بِكلِّ حَمالةٍ / فَلا سائِل فيها وَلا مُتَنَحنِحُ
فَتىً قَد كَفاني سيبُه ما أَهَمَّني / وَلي خِلتُ في أَعقارِهِ مُتَنَدَّحُ
أَغَرُّ تُنادي مَن يَليهِ جِفانُه / هدايا وَأُخراها قَواعِدُ رزَّحُ
فَتى الرَكبِ يَكفيهِم بِفَضلٍ وَيَكتَفي / وَفي الحَيِّ فَيّاضُ السجِيّات أَفيَحُ
لِمن دِمنَةٌ بِالنَعفِ عافٍ صَعيدُها
لِمن دِمنَةٌ بِالنَعفِ عافٍ صَعيدُها / تَغيَّرَ باقيها وَمحَّ جَديدُها
لِسَعدَةِ مِن عامِ الهَزيمَةِ إِذ بِنا / تَصافٍ وَإِذ لَمّا يَرُعنا صدودُها
وَإِذ هي أَمّا نَفسُها فَأَرِيبَةٌ / لِلهوٍ وَأَمّا عَن صِبا فَتذودُها
تَصَيَّدُ أَلبابَ الرِجالِ بدلّها / وَشيمَتُها وَحشِيَّةٌ لا نَصيدُها
كَباسِقَةِ الوَسمِيّ ساعَةَ أَسبَلَت / تَلَألَأَ فيها البَرقُ وَاِبيضَّ جيدُها
كَبِكرٍ تُرائي فَرقَدَين بِقَفرةٍ / مِن الرَملِ أَو فَيحانَ لَم يَعسُ عودُها
لعمرو النَدى عمرو بن آل مكدّم / وَعمرٌو فَتى عُثمانَ طُرّاً وَسيدُها
فَتىً بَينَ مَسروجٍ وَآلِ مُكدَّمٍ / كَثيرُ عَليّاتِ الأَمورِ جَليدُها
حَليمٌ إِذا ما الجَهلُ أَفرطَ ذا النُهى / عَلى أَمرِهِ حامي الحصاةِ سَديدُها
وَما زالَ يَنحو فِعلَ مَن كانَ قَبلَهُ / مِن آبائِهِ يَجني العُلا وَيُفيدُها
فَكَم مِن خَليلٍ قَد وَصَلتُ وَطارِقٍ / وَقَرَّبتُ مِن أَدماء وارٍ قَصيدها
وَذي كُربَةٍ فَرَّجتُ كُربَةَ همِّه / وَقد ظَلَّ مُستَدّاً عَلَيهِ وَصيدُها
قَرَّبنَ كلَّ صَلَخدىً مُحنِقٍ قَطِمٍ
قَرَّبنَ كلَّ صَلَخدىً مُحنِقٍ قَطِمٍ / عهوٍ لَهُ ثَبَجٌ بِالنِيِّ مَضبورُ
فَإِن تَبَدَّلتَ أَو كَلّأت مِن رجُلٍ / فَلا يَغُرَّنكَ ذو أَلفَينِ مَغمورُ
حَتّى إِذا أَنجَدت أَرواقُهُ اِنهَزَمَت / وَاِعتَقَّ مُنبَعِجٌ بِالوَبلِ مَبقورُ
وَكَركَرتهُ الصَبا سَبعين تَحسَبُه / كَأَنَّه بِحِيالِ الفَورِ مَعقورُ
أُثني عَلى ابنَي رَسولِ اللَهِ أَفضَل ما
أُثني عَلى ابنَي رَسولِ اللَهِ أَفضَل ما / أَثنى بِهِ أَحَدٌ يَوماً عَلى أَحَدِ
السيّدَينِ الكَريمَي كلِّ مُنصَرفٍ / مِن والدَينِ وَمِن صِهرٍ وَمن وَلدِ
ذُرِّيَّةٌ بَعضُها مِن بَعضِها عَمِرَت / في أَصلِ مجدٍ رَفيعِ السَمكِ وَالعَمَدِ
ماذا بَنى لَهُم مِن صالِحٍ حَسَنٌ / وَحَسنٌ وَعليّ وَاِبتَنوا لِغَدِ
فَكَرَّمَ اللَهُ ذاكَ البَيتَ تَكرمةً / تَبقى وَتَخلُدُ فيهِ آخِرَ الأَبَدِ
هُم السَدى وَالنَدى ما في قَناتِهِمُ / إِذا تَعَوَّجَتِ العيدانِ من أَوَدِ
مُهَذَّبونَ هِجانٌ أُمَّهاتُهُمُ / إِذا نُسِبن زلال البارِقِ البَرِدِ
بَينَ الفَواطِمَ ماذا ثَمَّ مِن كَرَمٍ / إِلى العَواتِكِ مَجدٌ غَيرُ مُنتقدِ
ما يَنتَهي المَجدُ إِلّا في بَني حَسَنٍ / وَما لَهُم دونَهُ مِن دارِ مُلتَحدِ
دَعَتنا لمسرى لَيلَةٍ رَجَبيَّةٍ
دَعَتنا لمسرى لَيلَةٍ رَجَبيَّةٍ / جَلا بَرقُها جَونَ الصَناديدِ مُظلِما
يَزيفُ يَمانِيهِ لأَجزاعِ بيشَةٍ / وَيَعلو شَآميهِ شَرورى وَأَظلَما
وَسِرنا بِمَطلولٍ مِنَ اللَهوِ لَيِّنٍ / يَحُطُّ إِلى السَهل اليَسوميّ أَعصَما
تَنادَوا بِأَغباشِ السَوادِ فَقَرَّبَت / عَلافيف قَد ظاهَرنَ نِيّاً مُعَوَّما
يَقرمنَ سَعدانَ الأَباهِر في النَدى / وَعذقَ الخُزامى وَالنصيّ المُجَمَّعا
وَإِن سَبَّتَته مالَ جَثلاً كَأَنَّما / سَدى واثِلاتٍ مِن نَواسِجِ خَثعَما
دَلَنطى يَزِلُّ القِطرُ عَن صَهَواتِهِ
دَلَنطى يَزِلُّ القِطرُ عَن صَهَواتِهِ / هُوَ اللَيلُ في الجُمّازَةِ المتوَرِّدُ
أَدماءُ في وَضَحٍ يَكادُ إِزارُها
أَدماءُ في وَضَحٍ يَكادُ إِزارُها / يُقوي وَيشبِعُ ما أَحبَّ إِزارُها
وَاِنغَسَّ في كَدَرِ الطمالِ دُعامِصٌ / حُمرُ البُطونِ قَصيرَةٌ أَعمارُها
خُطباء لا خرقٌ وَلا غُللٌ إِذا / خُطَباءُ غَيرِهِمُ أَغَلَّ شِرارُها
وَغَداً نَوائِحُ مُعوِلاتٌ بِالضُحى / ورقٌ تَلوحُ فَكلُّهُنَّ قِصارُها
دعها أبا وجزةَ واقعُد في الغنَم
دعها أبا وجزةَ واقعُد في الغنَم / فسوف يكفيك غُلامٌ كالزلم
مشمّر يرفَل في نَقلٍ حذَم / وفي قَفَاهُ لقمةٌ مِنَ اللُقَم
قد ولّهت ألافُها غير لَمَم / حتى تناهَت في قَفا جعدٍ أحَم
عَلى قَعودٍ قَد وني وَقَد لَغِب
عَلى قَعودٍ قَد وني وَقَد لَغِب / بِهِ مَسيحٌ وَبريحٌ وَصَخَب
تَرى العِلافِيَّ مِنها موفداً فَظِعاً
تَرى العِلافِيَّ مِنها موفداً فَظِعاً / إِذا احزَألَّ بِهِ مِن ظَهرِها فِقَرُ
أَعَيَّرتُموني أَن دَعَتني أَخاهُمُ
أَعَيَّرتُموني أَن دَعَتني أَخاهُمُ / سُلَيمٌ وَأَعطَتني بِأَيمانِها سَعدُ
فَكُنتُ وَسيطاً في سُلَيمٍ مُعاقِداً / لِسَعدٍ وَسَعدٌ ما يُحَلُّ لَها عَقدُ
صَبَبتُ عَلَيكُم حاصِبي فَتَركتُكُم / كَأَصرامِ عادٍ حينَ جَلَّلَها الرُمدُ