القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَبد الحَمِيد الرّافِعي الكل
المجموع : 115
سلوها لماذا غير السقم حالها
سلوها لماذا غير السقم حالها / ترى شغفت حبا والا فما لها
تبدل ذاك الورد بالورس وانطفا / سناها ورقت فهي تحكي خيالها
اظن هوى الغزلان قد هد حيلها / فاني رأيت الريم يوماً حيالها
تناجيه سراً وهي في زيّ واله / فخلت أخاها كان أو كان خالها
فيا حب غلغل في صميم فؤادها / ويا رب لا تعطف عليها غزالها
ويا حبها باللَه كن متدللاً / وزدها كما كانت تزيد دلالها
وبالغ رعاك اللَه في طول هجرها / فكم هجرت صبا يروم وصالها
وكم من عليل في هواها لقد قضى / غراماً وما القت لبلواه بالها
وكم من عزيز ذي اباء ونجدة / فلو مدّ باعاً للنجوم لطالها
دعاه هواها واهي العزم باليا / ذليلاً فولى وهو يشكو ملالها
ولكن ارحها بعض حين فانني / شمت بها والقلب يأبى زوالها
ومن حب لم يبغض ولو حب هاجرا / فقد رق قلبي مذ رأيت هزالها
عسى أنها من بعد ان ذاقت الهوى / تنوح على من كان يهوى جمالها
وتذكر اذ كانت وللحسن عزة / ترى مهج العشاق صرعى قبالها
فتبكي زماناً فيه ابكت بصدّها / عيوناً تولاها الاسى فأسالها
ولعت بها حيناً من الدهر لم أفز / بساعة لطف كنت أرج نوالها
ولو عطفت يوماً علي بزورة / لقبّلت حتى بالعيون نعالها
ولكنها جارت وللجور عودة / على اهله لن يستطيعوا نزالها
صبرت عليها صبر حر فلم يفد / ولو رامها ذو خدعة لاستمالها
ولمّا بلغت اليأس من نيل وصلها / فررت بنفسي لا عليها ولا لها
وقلت لقلبي وهو يذكر عهدها / رويدك هذى بغية لن تنالها
تركت هواها واشتغلت بغيرها / ومن قطعت حبلي قطعت حبالها
وطني عليك تحيتي وسلامي
وطني عليك تحيتي وسلامي / وقف بحلّي غربتي ومقامي
وطني اليك احن في سفرفي وفي / حضري اجل وبيقظتي ومنامي
وطني ولي بك ما بغيرك لم يكن / من كوثر عذب ودار سلام
وطني وان نقلت شذاك لي الصبا / هاجت شجوني وانفتحن كلامي
وطني ويلويني لدى خطراتها / ذكر الصبا ومراتع الآرام
وطني وادعو في ظلام الليل ان / لا يبتليك الله بالظلام
وطني وارجو ان يدوم لك الهنا / ابداً بظل عدالة الحكّام
وطني بروحي افتديك إذا التوت / عنك الرّعاة وطاشَ سهم الحامي
وطني إذا ما شاك مجدك شائك / فكأنما هو ناخر بعظامي
وطني إذا ما شان فضلك شائن / فانا الغيور وعزة الاسلام
وطني العزيز وفيك كل صبابتي / وتدلّهي وتولّهي وهيامي
وطني العزيز وعنك خلت محدّثي / انحى على سمعي ببنت الجام
وطني العزيز وان الّم بك الأسى / قامت بقلبي سائر الآلام
وطني العزيز وأنت حنتي التي / فيها اعدّ العيش من أيامي
وطني العزيز وأنت من يحلو به / غزلي وتشبيبي وسجع نظامي
وطني العزيز وأنت من أدعو له / عقبى صلاتي دائماً وصيامي
وعلاك في الأوطان جلّ مطالبي / ومآربي ومقاصدي ومرامي
وإذا اضلّ الحزم قومك تلقني / ابكي بعيني عروة بن حزام
وإذا تلاهوا عن نجاحك وارتأوا / طول الخمول تخيّبتَ احلامي
ايها بني وطني اقيموا عزّة / ان الديار تعزّ بالأقوام
احيوا المعارف واكبروا ان تفخروا / بعظام اسلاف مضين رمام
فالمجد ما قد جددتموه بجدكم / لا ذكر اجداد قدمن كرام
والعلم اصل للمفاخر كلها / وبنوره ينجاب كل ظلام
فيه الحياة لكل مجد تالد / أو طارف كالروح للأجسام
سلّم أمورك للمهيمن تسلمِ
سلّم أمورك للمهيمن تسلمِ / وعلى عبادته استقم تتقومِ
والزم مراضيه تنل حسن الرضا / وتفز بنعمى القرب منه وتنعم
واربأ بنفسك ان تذل لغيره / أبداً وأكرِمها بصبرك تكرم
وارض القناعة فهي جوهرة التقى / ودع المطامع فهي باب المأثمِ
ما كان قسمتك انتهى لك دون ما / تعب ولن تحظى بما لم يُقسم
وإذا حباك بثروة المال احتفل / بزكاته عملاً بشكر المنعم
فالشكر قيد سوابغ النعم التي / أولاكها والغنم في ذا المغرم
وإذا مُنحت الجاه في الدنيا فلا / تصرفه إلا في رضاه يعظم
واعلم بأنك عنه تُسأل فاحتذر / يوماً اعانةَ ظالمٍ متظلّم
والكبرياءُ رداء ربك وحده / ان رمته قسماً بربّك تُقصم
ومتى جعلت لك التواضع حلية / عند العباد وعنده تتقدم
وإذا حكمت فكن حكيماً منصفاً / وتوّقَ ظلم الخلق وارحم تُرحم
فهمُ عيال اللَه من يرأف بهم / يظفر ومن حسن الجزا لم يُحرم
ولقد اقول لصاحب ولي الصبا / عنه ولم يخلع شعار المغرم
متهافت دوماً على حب الظبا / مثل الفراش على اللهيب المضرم
خَّلِ التصابي فالشباب قد انقضى / ونضا عليك الشيب أمضى مِخذم
واستحيي من عشق الحسان فما الذي / تبغى الحمائم عند نسر قشعم
واسل الهيام بكل جفن فاتر / لا تَقضِ عُمركَ بالسقيم المُسقم
واترك مناجاة الديار ولا تقل / يا دار عبلة بالجواء تكلّمي
واحفظ شؤونك ان تُراق على الثرى / عبثاً فما يجدي بكاء الأرسُمِ
أولى بنفسك أن يكون لها الدعا / من أن تقول لدار مَيٍّ أيا اسلمي
قد كنت مثلك والزمان مساعد / والعمر يرفل في الشباب المُعلَم
أُمسي وأُصبح في مغازلة الظبا / ثملا ولم أعبأ بنصح اللوّم
طلق العنان مع الهوى لم اخل من / كلف بسعدى تارة وبمريم
حتى انجلى صبح المشيب بعارضي / واتى الوقار وقال للنفس الزمي
هلا كصاحبك اكتفيت من الهوى / وإلى هنا فارجع هُديت وأحجم
واقرن متابك بالندامة قبل أن / تأتي المنون ولات ساعة مندم
عجل فديتك واسأل المولى الرضا / أني أخاف عليك ان لم تُرحم
جنيت من خدها وردا ونسرينا
جنيت من خدها وردا ونسرينا / ومن مراشفها شهدا وزرجونا
غداة زارت بلا وعد ولا أمل / يوما لقد كان عيد الدهر ميمونا
صافحتها فرأت يمناي راجفة / والوجد اظهر في وجهي تلاوينا
ورمت رمانتيها فانثنت غضباً / وقطبت حاجباً كالنون مقرونا
فنبهتني لحفظ الحب من دنس / وذكرتني عهداً قط ما شينا
لكن اضل رشادي سحر مقلتها / يا رب ثبت علي العقل والدينا
افدى عفافاً تحتله شمائلها / صان الجمال وزاد الحسن تحسينا
هيفاء يحسد بدر التم طلعتها / ويعشق الغصن من أعطافها اللينا
رخيمة الدل كحلاء الجفون حوت / ملك الجمال وزادت فيه تمكينا
يحار في وصفها فكري ولا عجب / ان حيرت بمعانيها المحبينا
ان قلت حورية ابدت لواحظها / معنى من الغنج يسبي الخُرد العينا
أو قلت بدر رأيت البدر ذا كلف / حلف السرار وبالنقصان مرهونا
أو قلت درة غواص فمبسمها / مازال يخجل عقد الدر مكنونا
لكنها فتنة للناس مرسلة / تبلو الشجي وتستهوى الخليينا
حتى متى يا فؤادي انت منعكف / على الهوى لاتزال الدهر مفتونا
هو الغرام فسل عنه معانيه / كم ذا تعنى وذاق الذل والهونا
كثير عزة غال الحب عزته / وقيس ليلي دعاه الناس مجنونا
فخل عنك التصابي واتئد فلقد / لاح المشيب يجلي فودي الجونا
واستغفر اللَه مما قد ولعت به / أيام كان الصبا يا قلب يغرينا
أترى يا جيرة الوادي ألم
أترى يا جيرة الوادي ألم / يأتكم أنباء ما بي من ألم
لست لولا السهد أشكو طال أم / لم يطل ليلي ولكن لم انم
يا مهاة حللت سفك دمي / في الهوى رفقاً بصب مغرم
وإذا آليت ان لا ترحمي / روحي عني قليلاً واعلمي
قد قست قلباً ويا ما ألينا / قدُّها المزري بأعطاف القنا
تتغاضى وهي تدري من أنا / وإذا قلت لها جودي لنا
ألبسي الحسن من الحسنى حلى / واسق روضاً من حياتي ما حلا
أو فردي لي قلبا راحلاً / ان في بردى جسما ناحلاً
كم ذلل الرأي ما استعصى من الأمَلِ
كم ذلل الرأي ما استعصى من الأمَلِ / وجمّل الفضل بين الناس من رجل
لذاك عند التباس الحق بالزلل / أصالة الرأي صانتني عن الخطل
بلغت في البدء مجداً ما به طمع / ولم أزل بهموم المجد اضطلع
وما وراء الذي أدركت مرتفع / مجدي أخيراً ومجدي أولا شرع
آهاً على مربع في أرفع القنن / يشتاقني كاشتياق العين للوسن
فليت شعري وكل العز في وطني / فيم الاقامة في الزوراء لا سكني
اساور الهم ليثاً ماله لبد / الا كوارث لا يقوى لها أحد
صبرت كرها وهل يبقى له جلد / ناء عن الأهل صفر الكف منفرد
ما للزمان ولا عتب على الزمن / يطيل من المي في المنزل الخشن
ما ساءَني فيه إلا غربة الفطن / فلا صديق إليه مشتكى حزني
تُراك يا اصبهان المجد واصلتي / من بعد قطع لقد اشمتّ عاذلتي
إلى م اصبر والاشواق قاتلتي / طال اغترابي حتى حن راحلتي
مازلت بالعيس اطوي البيد معتزماً / كأن لي في فسيح الأرض مغتنما
حتى شكى البر من ضرب البرى سأما / وضج من لغب نضوى وعج لما
وقال صحبي نراك الدهر منتبهاً / فما تحاول في الدنيا وخلبها
فقلت والنفس قد باحت بمطلبها / أريد بسطة كف استعين بها
يا لوع اللَه دهري كم يلوعني / كداً ويمنعني من حيث يطمعني
ما سرت إلا وسوء الحظ يتبعني / والدهر يعكس آمالي ويقنعني
ورب قوم إذا أوفى على أمل / في جبهة الليث وافاه على مهل
كلفته نجدتي فارتاع من وجل / وذي شطاط كصدر الرمح معتقل
ناجيته بمنى قلبي وعلته / حتى قضى عجباً من عظم غلته
كانني بعصا همي وصولته / طردت سرح الكرى عن ورد مقلته
فقال ماذا أرى هل أنت تنكرني / ونحن بالود كالجوزاء في قرن
غيرت ام خلت ان الدهر غيرني / فقلت ادعوك للجلى لتنصرني
لو قمت قامت بنا الايام فأنتبه / فالدهر يقظان يسطو في تقلبه
ان الرشاد طوى حلمي بمذهبه / فهل تعين على غي هممت به
فقال مرني ولو تعيي المنى هممي / ولو تطلبت عود الامس من عدم
فقلت عن كبد بالشوق مضطرم / أني اريد طروق الحي من اضم
فبي شموس جمال في مضاربه / باهي بها الافق يزهو في كواكبه
لله أي رجال في جوانبه / يحمون بالبيض والسمر اللدان به
ويلاه من ظبيات الحي في مدد / من الليوث لقد قامت على رصد
قلبي لناريهما يعشو بلا جلد / تبيت نار الهوى منهن في كبد
لقد بخلن بترياق اللمى وهم / صانوا الحمى بالأفاعي وهمي سمرهم
فليت لو أنه من بعض جودهم / يشفى لديغ العوالي في بيوتهم
قف بالربوع ولو يا سعد ثانيةً / وانشد بها مهجا في الحب فانيةً
غدت من الوجد والاشواق عانية / لعل المامةً بالجزع ثانية
وسل لنا نظرة من ظبية منعت / عنا وراء سجوف الخدر وامتنعت
اني وان دونها سمر القنا شرعت / لا اكره الطعنة النجلاء قد شفعت
انحو خباها وفي قلبي منازلها / ودونها الشوس قد هزت عواملها
فلا أخيم وان هبت جحافلها / ولا اخلّ بغزلان اغازلها
ذو الحزم من يتغالى في مآربه / ولو دهته المنايا في مذاهبه
فقل لمن قد توانى عن مطالبه / حب السلامة يثني عزم صاحبه
لا يدرك المجد إلا من طوى السبلا / كدا يحاول في الدنيا ثناً وعلا
فان لزمت الحشايا فاقصر الاملا / ودع غمار العلى للمقدمين على
وسر على اسم العلى والنفس واثقة / بالعز مهماأعاقت عنه عائقة
ولا يهجك إلى الأوطان بارقة / ان العلى حدثتني وهي صادقه
لا تدع دهرك خوفاً منه او طمعا / واجعل بصبرك انف الدهر منجدعا
نأى بحظي ولم اسأله مرتجعا / اهبت بالحظ لو ناديت مستمعا
ويلاه من زمن أمسى يخصهم / بحسن حظ تمادى فيه رقصهم
يا ليت لاح له جودي وحرصهم / لعله ان بدا فضلي ونقصهم
اهوى المنى غير أني لست أعتبُها / ان ضاق عني بالجهال مذهبها
لكنني ولئن قد عز مطلبها / اعلل النفس بالآمال ارقبها
خبرت دهري من وهد إلى قنن / فلم اجد قد تعالى فيه غير دني
لو كنت اعلم ما القى من الحزن / ما كنت اوثر ان يمتد بي زمني
نالوا مراتب يؤذي المجد حوطهم / بمثلها ودناياهم تحطهم
فلا تسلني اندفاعاً حيث خبطهم / تقدمتني اناس كان شوطهم
بأي سلكٍ خلاف الصبر اندرجُ / في ذا الزمان وقد سادت به الهَمَجُ
وليس بدعا إذا جافاني الفرج / هذا جزاء امريء اقرانه درجوا
ان افتقر فكذا من رزقه الأدب / وكم تقلّب في جمر الغضا ذهب
وان تغربت ان الدر مغترب / وان علاني من دوني فلا عجب
جانب زمانك او فاعمل بموجبه / غدراً ومكراً هما ركنا تقلبه
ولا تثق أبداً في أهل مذهبه / اعدي عدوك ادنى من وئقت به
أين المودة في الدنيا وناشدُها / مل الندا منذ قد ولت أماجدها
فلا تغرنك ان لانت اساودها / فانما رجل الدنيا وواحدها
اهل الشهامة في أكفانها اندرجت / يا حسرتا واهيل الهرج قد مرجت
ومذ على اللؤم اخلاق الورى درجت / غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت
ناجاني القلب لما شاقه صدر / عن عالم كل ود بينهم هَدَرُ
ماثم مرتفع إلا ومنحدر / يا وارداً سؤر عيش كله كدر
ويا مجدا بما أعيا تطلبه / والسير يأخذ منه وهو ينهبه
هوّن عليك ودع ما أنت تندبه / فيما اقتحامك لج البحر تركبه
لم يبق دهرك انصاراً ولا خولا / تعين ذا الفضل أو ترعى له املا
فاقنع بعيشك واسمَع ما جرى مثلاً / مُلك القناعة لا يُخشى عليه ولا
فيا أخا اللب كن بالحزم مدرعا / فلو عثرت لما قال الزمان لعا
والخطب سهل فعش بالنذر مقتنعاً / ويا خبيراً على الأسرار مطلعا
باللَه ربك يا غزال الوادي
باللَه ربك يا غزال الوادي / ماذا يروقك من عذاب فؤادي
حمّلتني عبء الصدور فلم اطق / هيهات ما قلبي من الاطواد
وتركتني حلف السقام ولم تُجد / بزيارتي يوماً مع العُواد
ان كان قتلي من مرادك فاقضه / فانا الاسير وماله من فادي
والموت راحة عاشق ما ناله / في الحب غير شماتة الاضداد
ويلاه من حكم الغرام فقد قضى / ان الظبا تسطو على الآساد
لولا العيون الناعسات لما نبا / عزمي ولا أخذ الهوى بقيادي
من بعض أسهمها الفتور وانه / لم يتخذ غرضاً سوى الاكباد
يا أيها العشاق هل من مسعد / ان الحبيب مولع بعنادي
ان رمت وصلا قال هجرك واجب / او رمت قربا زاد في الابعاد
رشأ رشيق القد مهضوم الحشا / يُزرى بخوط البانة المياد
حلو اللمى لكنه مر الجفا / قصرت يدي عنه وطال سهادي
متعود ان لا يرق لعاشق / متمسك ان لا يجود لصادي
اهوى معزته ويهوى ذلتي / شتان بين مراده ومرادي
آه منها وعليها
آه منها وعليها / غادة ملت إليها
كلما رمت وصالا / قطبت لي حاجبيها
ثم هزت لي بعجب / ودلال منكبيها
شغف البدر بها مث / سلي فكنا غرضيها
صوبت نحوي وقالت / لسهام اللحظ ويها
فأصابتني لاني / كنت أشقى عاشقيها
غارت الأغصان منها / حين الوت معطفيها
أين في الروضات غصن / حائزٌ رمانتيها
تخطف الأبصار ان ما / كشفت عن معصميها
ولي اللَه إذا ما / حسرت عن ناهديها
فلقت حبة قلبي / جعلتها شامتيها
وشوتها وقلتها / فوق ناري وجنتيها
كيف أسلوها وموتي / وحياتي في يديها
قتلتني بسيوف / جردت من مقلتيها
ثم أحيتني براح / عصرت من شفتيها
لعبت بي كيف شاءت / في الهوى ويلي عليها
رمتني النائبات بقر كليسا
رمتني النائبات بقر كليسا / فلم أرقط لي فيها أنيسا
بلاد عريت من كل خير / وجل بنائها اضحى دريسا
غزاها عسكر البلغار يوماً / فأحرقها وصيرها وطيسا
فلم تبرح أماكنها خراباً / تكدر عند رؤيتها النفوسا
ومعظم أهلها روم ولكن / من الأذناب ما عرفوا الرؤوسا
عجبت لهم خلوا من كل ودّ / وقد عرف الوداد بال عيس
وبينهم طوائف من يهود / مهدلة اللحي تحكي التيوسا
لهم في سلب مال الناس سحر / فأين عصا نبي اللَه موسى
وأما المسلمون فهم قليل / يضاهي العشران تحصي النفوسا
فكم فيهم جهولاً لا يبالي / إذا علنا تعاطي الخندريسا
كأن الدين بينهم غريب / لقد حرم المرافق والجليسا
ومنهم من إلى العربي يرنو / بطرف لم يكن إلا عبوسا
كأن بمقلتيه ضرام نار / إلا فلتخسأوا لسنا مجوسا
فلم أر بينهم أهلاً لود / سوى المفتي أفديه رئيسا
همام حاز أخلاقاً حسانا / ولطفاً فيه جرح القلب يوسى
جزاه اللَه عنا كل خير / ولا لاقى مدى الأيام بوسا
غدونا في ديار نائيات / عن العمران تحسبها رموسا
إذا جن الظلام بها علينا / وهيج من ضمائرنا الرسيسا
خلعنا سابغات الصبر عنا / وصيرنا الدموع لنا لبوسا
وبتنا تندب الأوطان وجداً / ونذكر عيشة كانت عروسا
وأياماً مع الأحباب ولّت / لقد كانت لياليها شموسا
فيا رباه كم يلقى فؤادي / وقد أصبحت من صبري يؤوسا
سقاني الدهر كأس الهون حتى / أذاقني الأداهم والحبوسا
صار حبي فيك وجداً وغراما
صار حبي فيك وجداً وغراما / وعرفت السر فازددت هياما
كشفت عن عين قلبي غشوة / آيةُ الحق فابصرت المقاما
الاشارات التي ابرزها / غوثنا المهدي محت عنا القتاما
وطريق ابن الرفاعي جدكم / احمد من كان للقوم اماما
أشرقت بين البرايا شمسه / من سما شيخون والنور تسامىي
ملأ الشهباء شهبا وسرى / لفروق وبها اختار المقاما
نشرت أعلامكم بالرشد في / كل فج وعلت عن ان تسامى
ولكم من جدول سلسلتم / نال منكم مددا يشفي الأواما
سار في الكون على منهجكم / وسقى من خمرة الحق الأناما
والزوايا والتكايا عمرت / بأياديكم عراقا وشآما
وتوالى بركم بين الورى / يشبه الغيث انسكابا وانسجاماً
وسعى الناس وفوداً نحوكم / بين من يرجو نوالا ومراما
وبلغتم مظهراً يغبطه / كوكب الصبح سناء واحتراما
وانفردتم بمعال كثرت / عندها الحساد لا نالوا سلاما
زادني ما أكثروا من لغط / بكم علماً يقينا واعتصاماً
ولعمري ما على الشمس خفا / إنما العُمى ترى النور ظلاما
سيدي يا با الهدى يابن الذي اخ / تاره الرحمن للرسل ختاما
كم لكم يا شمس أهل الرشد من / مدد بين الورى يحيى الرماما
من أتاكم طالب الهدى اهتدى / ومن ارتاد حماكم لن يضاما
قسماً بالحب حلفا صادقاً / حبكم مازج لحمي والعظما
جبرت كسري منكم منة / لست أحصي شكرها ما العمر داما
ولئن رمت مزيداً انني / ظاميء قد ورد البحر فعاما
ملأت عيني من مطلعكم / هيبة لو شامها البدر لهاما
ولقد ادهش فكري ما أرى / من معانيكم فأوجزت الكلاما
يعجز الشعر لعمري عن ثنا / فضلكم مهما علا الشعر انتظاما
يا شيب عجلت على لمتي
يا شيب عجلت على لمتي / ظلما فيا ابن النور ما أظلمَك
بدّلت بالكافور مسكي وما / أضواه في عيني وما أعتمك
من يقبل الفاضح في ساتر / فهات ليلاي وخذ مريمك
غرّك ان الشيب عند الورى / يُكرم هل في الغيد من اكرامك
نفّرت عني غانيات الطُلى / ويحك قد اسقيتني علقمك
دعونني الشيخ وكنتُ الفتى / أخرّني الدهر الذي قدّمك
ونال من حولي ومن قوتي / جور زمان فيّ قد حكّمك
سرعان ما اذبلت من صبوتي / بنارك البيضا فما اضرمك
وشدّ ما لاقت عيوني فلو / ينطق لي جفن اذن كلّمك
ورب لمياء منيع اللمى / تقول ما اسقيه إلا فمك
تخاطب البدر لدى تمّه / جل الذي من غرّتي جسمك
فرّت كمثل الخشف مذعورة / لما رأت في مفرقي مخذمك
وصارت النظرة لي حسرة / تقول للطرف افض عندمك
وما كفى يا شيب حتى لقد / فضحت أسرار من استكتمك
أيّ خضاب لم يكن ناصلاً / عنك ولو بالليل قد عمّمك
فليت ايام شبابي التي / أرقتها غدراً أراقت دمك
وأنت يا ظبي الحمى ما الذي / أغراك بالهجر ومن علّمك
ما لبياض الرأس حكم هنا / لكن سواد الحظ قد ألزمك
لو لم يُغر هذا على لون ذا / لم تجف ذا الشيخ وما استخصمك
ما خلت ان ترضى بنقص الوفا / واللَه من بالحسن قد تمّمك
يا رب ما طال زمان الصبا / كأنه طيف سرى وانهمك
وهكذا الايام تُطوى بنا / سبحانك اللهمّ ما اعظمك
رضيت يا رب بما ترتضي / فلا تخيّب مذنبا يمّمك
وانت يا شيبي خذ بي إلى التقذ / وى عسى الرحمن ان يرحمك
طلعن بدورا في دجى الفاحم السبط
طلعن بدورا في دجى الفاحم السبط / ومسن غصونا تزدري بقنا الخط
طوالع حسن أسعد الله طالعي / بهن ولكن صير السقم من قسطي
طغى عاذلي باللوم فيهن ضلة / فأصبح كالعشواء تجهد بالخبط
طرحت ورائي نصح كل مفند / بهن وقابلت العواذل بالسخط
طففت أناجي النجم فيهن إذ غدت / تذكرني جوزاؤه أنجم القطر
طر وبابسهدي والخليون نوم / ومثلي من رام الصواب فلم يخطى
طفحت بحب الغيد من خمرة الهوى / ونزهت أقداحي عن المزج والخلط
طربت بهتكي في هواهم وإنما / التهتك في صدق الهوى أول الشرط
طويت رداء النسك طوعا بحبهم / وألبست من نسج الضنا سابغ المرط
طمعت يعطف منهم لشكيتي / فأوجزت شكوى لا تحاول بالبسط
طلبت مزيدا إذ حبوني بنظرة / فجوزيت منهم بالتباعد والشحط
طمحن إلى قتلي بسود عيونهم / وإن سهام الليل يا سعد لا تخطى
طرحت لها أفلاذ قلبي وإنما / سويداؤه صينت بحب بني السبط
طراز الهدى آل الحسين وحسبكم / بمن هم لا جياد العلى درر السمط
طبعت على الإخلاص في حبهم ولي / بهم خير شيخ في البرية بالضبط
طبيب قلوب السالكين غياثنا الر / رفاعي فرد القوم في الحل والربط
طويل نجاد الغوث أحمدنا الذي / غدا لطريق الرشد أكرم مختط
طلاب الهدى من بابه قرب المدا / علينا وعاينا السداد فلن نخطي
طريقته الزهراء نور وحبه / شفاء لمعتل وقرب لمشتط
طحنت بهم عظم الوساوس عندما / ترشفت من أكوابها خيرا سفنط
طبائعه الغراء قد طبعت على الت / تواضع والإحسان والعدل والقسط
طباق علاه جاوزت ذروة العلى / سموا فجل الله من واهب معطي
طما جوده بين الخلائق واغتدى / ندى الغيث عن جدواه أحقر منحط
طفوح نداه كاشف كل غمة / إذا اغبرت الأقطار بالجدب والقحط
طرقت حمى علياه والهم شائل / بقلبي وقد أضناه بالشيل والحط
طردت عوادي الدهر عني بحبه / وصنت فؤادي من ثعابينها الرقط
طبعت هواه في مهارق مهجتي / وكان ثناه نقطة الحسن في الخط
طلول رجائي آهلات به وكم / عوائد جود منه نحوي لن تبطي
طنوب السخا مدت لديه وإنه / لأكرم من يرجى وأسمح من يُنطي
يا بروحي افتديها غادة
يا بروحي افتديها غادة / أخجلت حسن الشموس النيرات
بانة تخطر في زهو الصبا / آه ما الطف تلك الخطرات
زهرها النرجس عينا وكذا ال / ورد خدا يا لها من زهرات
نور اللؤلؤ في مبسمها / جل من قد صاغ تلك الجوهرات
بين عينيها وقلبي معرك / من لثاري عند تلك النظرات
كيف لا تغلبنا ألحاظُها / إنما الله مع المنكسرات
عرفتني بالضنا أجفانها / فغدا جسمي كبعض المضمرات
خافياً مستتراً عن ناظر / غرامي علم في المظهرات
ليس لي في الحب سر بعدما / باح بالسر لسان العبرات
قد جنى طرفي وضلت حيلتي / عند هاتيك الخدود النضرات
وارى السلوان في شرع الهوى / يا عذولي من أشد المنكرات
لست أنسى ليلة قد زرتها / وعذولي قلبه في غمرات
حسرت عن غرة في طرة / تذهب النفس عليها حسرات
قلت والطرف إليها باهت / هكذا حسن الليالي المقمرات
وأباحت ما اباحت فلكم / أطفأت من نار قلبي جمرات
أدر الأقداح من خمر اللمى / يا نديمي فهو أهنا المسكرات
إنما العمر كروض يجتنى / ووصال الغيد اهنا الثمرات
ولذاذ العيش في سكر الهوى / كم لأرباب الهوى من سكرات
ليت العواذل لا كانوا ولا خُلقوا
ليت العواذل لا كانوا ولا خُلقوا / كم غيروا فكر حبي عن مباديه
هم علموه الجفا حتى غدا كلفا / به وعذب قلبي في تجنيه
ابلاهم اللَه مثلي بالغرام ولا / رأوا من الحب ودا غير تمويه
حتى يروا ان من يسعى لصاحبه / بالشعر فهو بلا شك ملاقيه
شنف بذكر مفاخر العربان
شنف بذكر مفاخر العربان / سمعي وانعش خاطري وجناني
فحديث آباء الفتى ينشي به / عزماً كنفخ الروح في الجثمان
ولرب آثار لهم تذكارهم / يهب الضمائر قوة الايمان
هم منبع الدين القويم ومطلع الن / ور العظيم ومنجع اللهفان
تتفاخر الأجيال في أخبارهم / والشمس لا تحتاج للبرهان
والكون يزهر في مكارمهم وما / أدراك فعل الوابل الهتان
أهل الشجاعة والبراعة والوفا / والصدق والإيثار والاحسان
جعلوا الممالك تحت ظل سيوفهم / متظللين ذوائب المران
واستقبلوا الزمن العبوس بأوجه / غر اضاءت غرة الأحيان
وتوطنوا رحب الفلا فتعلموا / سعة الصدور ورقة الغدران
خلقوا ألي بأس ومن أخلاقهم / رعي الذمام ونصرة الجيران
تأبى قبول الضيم أنفسهم ولو / طاحت رؤوسهم عن الأبدان
والجود شنشنة متى ذكروا بها / خضع الوجود واذعن الثقلان
بسطوا الأكف به فنالوا سؤدداً / عقدت عليه خناصر الأعيان
وكفاهم شرفاً عظيماً أنهم / عرب ومنهم سيد الأكوان
قوم ترى نور البصيرة طافحاً / ما بينهم في الشيب والشبان
ملكوا الفراسة والخفايا عندها / كالصبح جلت قدرة المنان
سل عنهم الشعر البليغ كأنه / وحي تنزل من عظيم الشان
وسل الفصاحة هل يضئ بغيرهم / إنسانها في العالم الإنساني
تخذوا المفاخر حلية بضيائها / سطع الوجود واشرق الملوان
وتنافسوا بمحاسن اللغة التي / ألفاظها كالهيكل النوراني
لغة بفضل جلالها وجمالها / شهدت شواهد محكم الفرقان
لغة إذا أدركت سحر بيانها / أدركت معنى السحر في الأجفان
لغة هي البحر الخضم وكيف لا / وبها مغاص الدر والمرجان
ضاق المجال على مبارى فضلها / فكأنما هو فوق رأس سنان
وغدا المفكر في دقائق سرها / متضائلاً كالتائه الحيران
قل للألى جهلوا مكانتها وقد / كادوا لها في السر والاعلان
عاديتم ما تجهلون ولم يعب / قدر الورود كراهة الجعلان
واللَه يأبى ان تهان فبشروا / من رام ذلتها بكل هوان
ام البلاغة لا عدمنا درها / روح العقول وراحة الاذهان
للّه ما أحلاك يا عربيتي / في ذوق أهل الذوق والعرفان
كل اللغات لديك يالغة الهدى / خدم وأنت مليكة الايوان
ظلموك أهلك بالجفاء فأصبحوا / والكل يمشي مشية السرطان
لم يحفظوا لك ذمة وتعلقوا / بهوى السوى ورموك بالهجران
لو أتقنوا فيك العلوم لأدركوا / شأو العلى وعلوا على الأقران
لكنهم غروا بغيرك حقبة / من دهرهم والدهر ذو الوان
حتى إذا انكشف الغطاء وايقظت / مقل الرجال حوادث الأزمان
نهضوا وكل يستعيذ بربه / مما انتشى ويسب بنت الحان
يا مالك الحسن انت الآمر الناهي
يا مالك الحسن انت الآمر الناهي / على القلوب فدارُك قلبي الواهي
ان لم يكن منك للعاشق مرحمة / خفف لظى الوجد عنهم خف من الله
يكفيك ما فعلت عيناك في كبدي / اواه من حر قلب فيك اوّاه
يا رب ما لي على نار الهوى جلد / وقد بليت بقاسي القلب تياه
جعلت قلبي لأجفان الظبا غرضا / فعافني او فصبرني على آهي
ما حيلة الصب والاحداق ساحرة / تصبى الحليم ومنها داؤنا الداهي
تغرنا بانكسار في لواحظها / ويح القلوب وما المكسور الا هي
ساهي الجفون خدعت العاشقين وكم / تحت السواهي دواه عذت باللَه
يال الهوى من عذيري في هوى رشأ / منزه الحسن عن شكل واشباه
ما يخجل الغصن والبدر المنير سوى / قوامه والجبين الزاهر الزاهي
دعا الفؤاد فلبى مسرعاً عجلا / طوع البنان له من دون اكراه
اجاب منه اشارات الجفون وقد / تغني الاشارة عن نطق بأفواه
لم يعصه فلم استبقاه يلهب في / نار الغرام وما أدراكم ما هي
من لصب كلما حن بكى
من لصب كلما حن بكى / وشكى البين بقلب موجع
أيها الجافي دلالاً هل لكا / بعد ذياك الجفا من مرجع
علّ ان يحيى بها من هلكا / يا غزالاً بفؤادي يرتعي
إنما رمت إليك المشتكى / لي ان أشكو وان لم تسمع
هل درى أيّ دم قد سفكا / يا لقومي ريم وادي الاجرع
اين مني ان اطول الفلكا / إنما العاشق حلف الطمع
ان قلبي هائم في حبّكا / لم يفق لم ينتبّه لم يع
لم يبالغ من بلّغكا / كل هذا قد جرى من ادمعي
في ثنا من بنداه ملكا / طوق رقي والحشا من اضلعي
عاجز عن بعض ما قد أدركا / ما على شمس الضحى من برقع
كل من فيه بصدق سلكا / بلغ القصد ولم ينقطع
شمته فذّا بها ما تركا / لمريد شأوه من مطمع
بشراً قد لحت لي ام ملكا / سيدي جلّ ثناء المبدع
ما احيلى ذكرها ما ابركا / سرها في خاطري في مسمعي
حصرها مهما جرى وانهمكا / عز ان تطوى السما بالأذرع
ذر عنك لومي ولا تعجل بتفنيدي
ذر عنك لومي ولا تعجل بتفنيدي / أنا القتيل بلحظ الكاعب الرود
ويلاه من جفنها الجاني على كبدي / يجد وجدي ويبلى فيه مجهودي
الوت وعودي وأضنت بالنوى جسدي / باللَه يا أخت جارات اللوى عودي
أرى الخيال يمنيني اللقا فمتى / أحظى ولو بخيال منك مسعودِ
يا قلب هل لك من هذا الخفوق ولو / يوماً سكون بلاهم وتنكيد
كلفتني خطة كلت بها هممي / أقضي ولم أقض منها بعض مقصود
بين المنى والمنايا موقف زلقت / فيه لعمرك اقدام الصناديد
دعني اطول دوالي الليل مجتنياً / حب الثريا ولا تذمم عناقيدي
فهي التي شفق الفجر المنير لنا / من كف عاصرها يزهو بتوريد
عسى أعيش ليفتر الصباح فلي / مع الصباح نهايات المواعيد
وان أمت كمدا يا نفس فالتزمي / صبر الكرام بلا نوح وترديد
فالدهر يومان ان مرا وان عذبا / سيان عندي فلم أخلق لتخليد
لكن أعد إلى يوم المعاد رضا / أبى الهدى والندى والمجد والجود
دعني من الدهر واذكر منه لي همما / القى الزمان إليها بالمقاليد
لو جسمت لعيون الناس سيرته / هاموا بنور بحبل الشمس معقود
ليت الكواكب تدنو لي لأنظمها / في مدح علياه نظم العقد للجيد
مولاي كم لك عندي من يد لمعت / بروقها البيض في أيامي السود
واللَه يعلم أني لم أحد أبداً / عن عهد صدق لدى مولاي معهود
سل الدياجير عني كم سهرت بها / أساجل الشهب فيكم بالأناشيد
وافاك بي أملي والحب يشفع لي / فلا ترع بالجفا أحشاء مكمود
أما كفى من حراب العتب ما سفكت / دمي جهاراً وابلتني بتسهيد
وكلفتني أخوض البحر مقتحماً / هول الشتاء وهيجاء الرواعيد
اطوي جبالاً من الأمواج قد تركت / عيس السفائن فيها كالمشاريد
مالي على حملها واللَه من جلد / رفقاً فما أنا من صُم الجلاميد
هبني هفوت اليس العفو أقرب للت / قوى واليق بالغر المجاويد
فلا تذرني كما رام العدى هملا / فحسب قلبي منهم نار اخدود
قالوا فلان سيغدوا للردى غرضا / وما دروا بخضم العفو مورودي
فاسمح فديتك واكبح ظنهم فلقد / دنت سفينة آمالي من الجودي
خذ جبهة البدر عند التم قرطاسا
خذ جبهة البدر عند التم قرطاسا / واجعل سواد عيون العين انقاسا
ومن أشعة نور الشمس خذ قلما / واقبس لنفسك من حسان انفاسا
وانظم نجوم السما واشمخ بشعرك عن / جواهر الأرض ان درا وان ماسا
عساك تبلغ ما يرضى العلى بثنا / أكارم بثناهم نرفع الراسا
اقطاب مجد أقاموا للعلى فلكا / تسبيك انجمه سرجا وحراسا
وأولت الأدب العالي فضائلهم / روحا اعادته نضر الغصن مياسا
تواضعوا لك بالتكريم عن كثب / شأن الكريم بمرجو الندى واسى
ومن نأى جاد عن بعد بعاطفة / تنسي المعنى من الأيام ما قاسى
واشكر حكومة لبنان فقد جمعت / اسدا حوت شرف الأخلاق أخياسا
رئيسها الندب قد أولاك عارفة / اضحت حيال سناها الشهب اخناسا
والبس الوطن الغالي بغيرته / عزاً على الفلك الدوار دواسا
وأنت ان لم تكن أهلاً لفضلهم / فالغيث يسقي الربى خضرا وايباسا
ومن لنصرِكِ يا أم اللغات سوى / أبنائك الغر اجواداً واحماسا
واللَه أغناك باللفظ الرشيق وبال / معنى الرقيق فكنت الراح والكاسا
وقد أمدك من نور الجلالة ما / تود منه لغات الكون اقباسا
والشعر لولاك لم تعشق لطافته / ولا غدا في خلال النفس جواسا
هو القريض على عرش الجمال سما / وفضله جاوز الجوزاء واجتاسا
شادت به العرب الاجواد بيت على / سامي الذرى ورسا في المجد آساسا
قد كان مفخرة الأجيال عندهم / وبهجة النفس اصباحاً واغلاسا
سحر البيان تجلى فيه فانقلبت / بسره وحشة الأقوام ايناسا
وكم معلقة منه لها سجدوا / عرفان فضل به عطف النهى ماسا
وكم روائع اجرى العرب سلسلها / ينبتن في الجلمد الريحان والآسا
أهل الفصاحة زان اللَه السنهم / سادوا بها الخلق أجناسا فأجناسا
لهفي على زمن عمت سيادتهم / به وكانوا لأهل الأرض سواسا
ليت الليالي التي مذ ثار ثائرها / أردت كليباً وغالبت بعد جساسا
قد أخلفت كالموالي من بني مضر / وآل قحطان اقيالا واكياسا
ممن أفادوا بني الدنيا هدى وندى / ومن أقاموا بها للعدل قسطاسا
توارثوا المجد عن أسلافهم وسروا / مسراهم فزكوا زهرا واغراسا
وصاحبوا العلم نضرا والتقى ارجا / والحلم والزهر والاخلاق أقداسا
أولئك القوم لولا ذكرهم أبدا / يبني قصور الرجا اصبحن أدراسا
يا ابن العروبة جدد مجدها واقم / له العماد بعزم يطرد الياسا
اسلك اليه سبيل العلم مجتهداً / طول الحياة تنل جاها وارغاسا
وخل نهج الكسالى ان تكن فطنا / فالنصل تكسبه الاصداء ادناسا
اهل البطالة أوهى اللَه أنفسهم / ولم يدع في ديار العز أحلاسا
والجهل ان ساد في الأقوام بدلهم / من السعود وقاك اللَه اتعاسا
ناج الحقيقة واهجر كل مختبل / يدق للوهم أبواقاً وأجراسا
وان ضربت بسهم في سبيل على / فكن معداً لها بالحزم أقواسا
كم ذلل الحزم صعباً كان امنع من / صيد اقر عليه الليث أضراسا
أخو الحصافة يلقى الهول مبتسماً / كأنما شد للافراح أفراسا
وعادم الرأي لا ينفك مبتئساً / حيران يضرب للأسداس أخماسا
واذكر ماثر أسلاف حضارتهم / كانت لدى ظلمة التاريخ نبراسا
في كل علم وفن طال باعهم / حتى جلوا عن طريق النجح أغلاسا
واصبحوا قدوة للخلق نافعة / والناس خيرهم من ينفع الناسا
فاعمل لاحياء ما شاد الجدود ولا / تقم على الجهل ان ما كنت حسّاسا
عسى مع العالم الراقي يكون لنا / حظ يعيد حواشي العيش أملاسا
ولا تعش يائساً في الدهر من أمل / قد يبسم الدهر مهما كان عبّاسا
وليس ينساك من نجاك من زمن / قسا وشد على الاعناق أمراسا
وما رميت ولكن الإله رمى / وليس يخطئ سهم اللَه برجاسا
رمتني عوادي الدهر لا در دَرها
رمتني عوادي الدهر لا در دَرها / بقرقِ كليسا وهي في آخر الملك
نفاني إليها الظالمون تجنياً / علي بلا جرم جنيت ولا افك
غدوت بها كالطير في القفص انزوى / مهيض جناح واجاً الم الضنك
بعيداً عن الأوطان والأهل لا أرى / شفيقاً إليه تضحك النفس أو تبكي
إذا صاح فيها الديك أنكرت صوته / فأحسب هندياً يؤذن بالتركي
فما تسمع الآذان إلا رطانة / من الروم أولى عند سمعي بالتركِ
اطوف نهاري خائضاً تيه سوحها / وقلبي عن نار الأسى غير منفك
وان جن ليلي قلت للنجم ان تكن / انيساً لمثلي فادنُ واستملِ ما احكي
فلم القه إلا كزرق نواظر / يلاحظني شزراً كمن يرتجي هلكي
فأصرف عنه الطرف حتى كأنني / توخيت معنى لا يلائمه سبكي
واطوى على جمر واغضي على قذى / ولا اشتكي ضيماً فما ثم من يشكي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025