المجموع : 228
أَقامَ عَنِ المَسيرِ وَقَد أُثيرَت
أَقامَ عَنِ المَسيرِ وَقَد أُثيرَت / رَكائِبُهُ وَغَرَّدَ حادِياها
وَقالَ أَخافُ عادِيَةَ اللَيالي / عَلى نَفسي وَأَن تَلقى رَداها
فَقُلتُ لَهُ عَزَمتُ عَلَيكَ إِلّا / بَلَغتَ مِنَ العَزيمَةِ مُنتَهاها
فَمَن كانَت مَنِيَّتُهُ بِأَرضٍ / فَلَيسَ يَموتُ في أَرضٍ سِواها
مَن ظَنَّ بِاللَهِ خَيراً جادَ مُبتَدِئاً
مَن ظَنَّ بِاللَهِ خَيراً جادَ مُبتَدِئاً / وَالبُخلُ مِن سوءِ ظَنِّ المَرءِ بِاللَهِ
فَلا تَهجُر أَخاكَ بِغَيرِ ذَنبٍ
فَلا تَهجُر أَخاكَ بِغَيرِ ذَنبٍ / فَإِنَّ الهَجرَ مِفتاحُ السُلُوِّ
إِذا كَتَمَ الصَديقُ أَخاهُ سِرّاً / فَما فَضلُ الصَديقِ عَلى العَدُوِّ
أَخافُ عَلى المُحسِنِ المُتَّقِي
أَخافُ عَلى المُحسِنِ المُتَّقِي / وَأَرجو لِذي الهَفَواتِ المُسِي
فَذَلِكَ خَوفي عَلى مُحسِنٍ / فَكَيفَ عَلى الظالِمِ المُعتَدِي
عَلى أَنَّ ذا الزَيغِ قَد يَستَفيقُ / وَيَستَأنِفُ الزَيغَ قَلبُ التَقِي
أَيا مَن تَدَّعي شَتمي سَفاهاً
أَيا مَن تَدَّعي شَتمي سَفاهاً / عَجِلتَ عَلَيَّ خَيراً يا أُخَيّا
أُكَسِّبُكَ الثَوابَ ببتّ شَتمي / وَأَستَدعي بِهِ إِثماً إِلَيّا
فَأَنتَ إِذَن وَقَد أَصبَحتَ ضِدّاً / أَعَزُّ عَلَيَّ مِن نَفسي إِلَيّا
طَويتَ عُوارَ الشَيبِ مِن فرطِ قُبحِه
طَويتَ عُوارَ الشَيبِ مِن فرطِ قُبحِه / بِأَقبَحَ مِنهُ فَاِفتُضِحتَ وَما اِنطَوى
وَأَصبَحتَ مُرتاداً لِنَفسِكَ ضَلَّةً / وَقَبلَكَ ما أَعيا الفَلاسِفَةَ الأُلى
لا تَسهُ عَن أَدَبِ الصَغي
لا تَسهُ عَن أَدَبِ الصَغي / رِ وَإِن بَكى أَلمَ التَعَب
وَدَعِ الكَبيرَ لِشَأنِهِ / كَبِرَ الكَبيرُ عَنِ الأَدَب
حَتّى مَتى وَإِلى مَتى / هَذا التَمادي في اللَعِب
لا تَستَفيقُ وَلا تُفي / قُ وَلا تَمَلُّ مِنَ الطَلَب
وَالرِزقُ لَو لَم تَأَتِهِ / لأَتاكَ عَفواً مِن كَثَب
إِن نِمتَ عِنهُ لَم يَنَم / حَتّى يُحَرِّكَهُ السَبَب
لا تُشعِرَن قَلبَكَ حبَّ الغَنى
لا تُشعِرَن قَلبَكَ حبَّ الغَنى / إِنَّ مِنَ العِصمَةِ أَلّا تَجِد
كَم واجِدٍ أَطلَقَ وُجدانُه / عِنانَهُ في بَعضِ ما لَم يُرِد
وَمُدمِنٍ لِلخَمرِ غادٍ عَلى / سَماعِ عودٍ وَغِناءَ غَرِد
لَو لَم يَجِد خَمراً وَلا مُسمِعاً / بَرَّدَ بِالماءِ غَليلَ الكَبِد
وَكَم يَدٍ لِلفَقرِ عِندَ اِمرِئٍ / طَأطَأَ مِنهُ الفَقرُ حَتّى اِقتَصَد
كَم إِلى كَم أَنتَ لِلحِر
كَم إِلى كَم أَنتَ لِلحِر / صِ وَلِلآمالِ عَبدُ
لَيسَ يُجدي الحِرصُ والسّع / يُ إِذا لَم يَكُ جَدُّ
ما لِما قَدَّرَه اللَ / هُ مِنَ الأَمرِ مَرَدُّ
قَد جَرى بِالشَرِّ نَحسٌ / وَجَرى بِالخَيرِ سَعدُ
وَجَرى الناسُ عَلى جَر / يِهِما قَبلُ وَبَعدُ
أَمِنوا الدَهرَ وَما لِلد / دَهرِ وَالأَيّامِ عَهدُ
غالَهُم فَاِصطَلَمَ الجَم / عَ وَأَفنى ما أَعَدّوا
إِنَّها الدُنيا فَلا تَح / فِل بِها جَزرٌ وَمَدُّ
يا عائِبَ الفَقرِ أَلا تَزدَجِر
يا عائِبَ الفَقرِ أَلا تَزدَجِر / عَيبُ الغِنى أَكثَرُ لَو تَعتَبِر
مِن شَرَفِ الفَقرِ وَمِن فَضلِهِ / عَلى الغِنى إِن صَحَّ مِنكَ النَظَر
إِنَّكَ تَعصي اللَهَ تَبغي الغِنى / وَلَستَ تَعصي اللَهَ كَي تَفتَقِر
اِسأَلِ العُرفَ إِن سَأَلتَ كَريماً
اِسأَلِ العُرفَ إِن سَأَلتَ كَريماً / لَم يَزَل يَعرِفُ الغِنى وَاليَسارا
فَقَليلُ الشَريفُ يُكسِبُ مَجداً / وَكَثيرُ الوَضيعِ يُكسِبُ عارا
وَإِذا لَم يَكُن مِنَ الذُلِّ بُدٌّ / فَاِلقَ بِالذُلِّ إِن لَقيتَ الكِبارا
لَيسَ إِجلالُكَ الكَبيرَ بِذُلٍّ / إِنَّما الذُلُّ أَن تُجِلَّ الصِغارا
أَتاني عَنكَ ما لَيسَ
أَتاني عَنكَ ما لَيسَ / عَلى مَكروهِهِ صَبرُ
فَأَغضَيتُ عَلى عَمدٍ / وَقَد يُغضي الفَتى الحُرُّ
وَأَدَّبتُكَ بِالهَجرِ / فَما أَدَّبَكَ الهَجرُ
وَلا رَدَّكَ عَمّا كا / نَ مِنكَ الصَفحُ وَالبِرُّ
فَلَمّا اِضطَرَّني المَكرو / هُ وَاِشتَدَّ بِيَ الأَمرُ
تَناوَلتُكَ مِن سِرّي / بِما لَيسَ بِهِ قَدرُ
فَحَرَّكتَ جَناحَ الصَب / رِ لَمّا مَسَّكَ الضُرُّ
إِذا لَم يُصلِحِ الخَيرُ / اِمرَأً أَصلَحَهُ الشَرُّ
مِنّي السَلامُ عَلى الدُنيا وَبَهجَتِها
مِنّي السَلامُ عَلى الدُنيا وَبَهجَتِها / فَقَد نَعاها إِلَيَّ الشَيبُ وَالكِبَرُ
لَم يَبقَ لي لذَّةٌ إِلّا التَعَجُّبُ مِن / صَرفِ الزَمانِ وَما يَأتي بِهِ القَدَرُ
إِحدى وَسَبعونَ لَو مَرَّت عَلى حَجر / لَكانَ مِن حُكمِهِ يُفلِقَ الحَجَرُ
أَيُّها الفارِسُ المُشيحُ المُغيرُ
أَيُّها الفارِسُ المُشيحُ المُغيرُ / إِنَّ قَلبي مِن السِلاحِ يَطيرُ
لَيسَ لي قُوَّةٌ عَلى رَهَجِ الخَيلِ / إِذا ثَوَّرَ الغُبارَ مُثيرُ
وَاِستَدارَت رَحى الحَربِ بِقَومٍ / فَقَتيلٌ وَهارِبٌ وَأَسيرُ
حَيثُ لا يَنطِقُ الجَبانُ مِنَ الذُع / رِ وَيَعلو الصِياحُ وَالتَكبيرُ
أَنا في مِثلِ ذا وَهَذا بَليد / وَلَبيبٌ في غَيرِهِ نِحريرُ
لَعَمرُكَ ما يَدري الفَتى كَيفَ يَتَّقي
لَعَمرُكَ ما يَدري الفَتى كَيفَ يَتَّقي / نَوائِبَ هَذا الدَهرِ أَم كَيفَ يحذرُ
يَرى الشَيءَ مِمّا يَتَّقي فَيَخافُهُ / وَما لا يَرى مِمّا يَقي اللَهُ أَكبَرُ
أَراني مَعَ الأَحياءِ حَيّاً وَأَكثَري / عَلى الدَهرِ مَيتٌ قَد تَخَوَّنَهُ الدَهرُ
فَما لَم يَمُت مِنّي لِما ماتَ مَيِّتٌ / وَبَعضٌ لِبَعضٍ قَبلَ قَبرِ البِلى قَبرُ
فَيا رَبِّ قَد أَحسَنتَ بَدءاً وَعودَةً / إِلَيَّ فَلَم يَنهَض بِإِحسانِكَ الشُكرُ
فَمَن كانَ ذا عُذرٍ لَدَيكَ وَحُجَّةٍ / فَعُذرِيَ إِقراري بِأَن لَيسَ لي عُذرُ
لَبِستُ صُروفَ الدَهرِ كَهلاً وَناشِئاً
لَبِستُ صُروفَ الدَهرِ كَهلاً وَناشِئاً / وَجَرَّبتُ حالَيهِ عَلى العُسرِ وَاليُسرِ
فَلَم أَرَ بَعدَ الدينِ خَيراً مِنَ الغِنى / وَلَم أَرَ بَعدَ الكُفرِ شَرّاً مِنَ الفَقرِ
شُكرُ الإِلَهِ نِعمَةٌ
شُكرُ الإِلَهِ نِعمَةٌ / موجِبَةٌ لِشُكرِهِ
وَكَيفَ شُكري بِرَّهُ / وَشُكرُهُ مِن بِرِّهِ
يا نَفسُ خوضي بِحارَ العِلمِ أَو غوصي
يا نَفسُ خوضي بِحارَ العِلمِ أَو غوصي / فَالناسُ ما بَينَ مَعمومٍ وَمَخصوصِ
لا شَيءَ في هَذِهِ الدُنيا يُحاطُ بِهِ / إِلّا إِحاطَةَ مَنقوصٍ بِمَنقوصِ
أَتَمُّ الناس أَعرفُهُم بِنَقصِه
أَتَمُّ الناس أَعرفُهُم بِنَقصِه / وَأَقمَعُهُم لِشَهوَتِهِ وَحَمصِه
فَدانِ عَلى السَلامَةِ مَن تُداني / وَمَن لَم يَرضَ صُحبتَهُ فَأَقصِه
وَخَلِّ الفَحصَ ما اِستَغنَيتَ عَنهُ / فَكَم مِن جالِبٍ غَيظاً بِفَحصِه
وَلا تَستَغلِ عافِيَةً بِشَيءٍ / وَلا تَستَرخِصَنَّ أَذىً لِرُخصِه
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّه
تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّه / هَذا مُحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لأَطَعتَهُ / إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ
في كُلِّ يَومٍ يَبتَليكَ بِنِعمَةٍ / مِنهُ وَأَنتَ لِشُكرِ ذاكَ مُضيعُ