القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الحسَن الباخَرْزي الكل
المجموع : 213
وافرحْ فما يُلقى لسدّك هادمٌ
وافرحْ فما يُلقى لسدّك هادمٌ / وامرحْ فما يُلفى لحدِّك ثالِمُ
فإذا سخَوتُ فإن سيبكَ عارضٌ / وإذا سطَوتَ فإنَّ سيفَك عارِمُ
فلِذاك تُخشى مِن قَناكَ مَطاعِنٌ / وكذاك تُغشى من قِراك مَطاعِمُ
أَتَتْني سُليمى لرسمِ السّلام
أَتَتْني سُليمى لرسمِ السّلام / ونَفْسي تَتوقُ إلى رسمِها
صبيحةَ يومٍ قصيرِ البَقا / ءِ تَغدو غزالتُها كاسْمِها
أفاطمُ يا تربَ النجوم تَركتِني
أفاطمُ يا تربَ النجوم تَركتِني / مُنادِمَها ليلاً ولستِ بنادِمَهْ
فَها أَرضِعي من درِّ ريقِكِ هائماً / جوانحُهُ حولَ المَوارِدِ حائِمَهْ
ولولا مُحالاتُ المُنى ما وجدتنِي أَرومُ / رضاعاً منكِ واسمُكِ فَاطِمَهْ
وأَشرقَني الجريضُ فلا قريضٌ
وأَشرقَني الجريضُ فلا قريضٌ / وأَثخنَني الكِلامُ فلا كَلامُ
فما لجيادِ أَشعاري صَهيلٌ / ولا لظباءِ آدابي بُغام
خلِّ جُرجانَ وخيِّم أينَما
خلِّ جُرجانَ وخيِّم أينَما / شئتَ من مَرعىً مُباحٍ وحِمى
إنّها دارُ هوانٍ تركَتٍْ / مَغنمَ القاطنِ فيها مَغرما
ليسَ ذو الدرهم يَدري أنّهُ / يشتري ثَلجاً بهِ أم فَحَما
خذمةُ الخِصيانِ في العين عمىً
خذمةُ الخِصيانِ في العين عمىً / فاستفدْ منهُم وفي القلب عمَهْ
مَن زنى فليتبطّنْ حُرّةً / وليكُفَّ اليدَ عن كلِّ أَمَهْ
أنتَ الذي نقضَ الميثاقَ ليسَ أنا
أنتَ الذي نقضَ الميثاقَ ليسَ أنا / فدعْ جفاءَك إنْ كانَ الوفاءُ أنا
أبقيتَ مني روحاً ما لَها بدنٌ / لِذاكَ زوَّرتَ من ثوبي لها بَدنَا
يا فالقَ الصُّبحِ من لألاءِ غُرتِهِ / وجاعِلَ الليلِ من أصداغِهِ سَكنَا
بصورةِ الوَثَنِ استعبدْتَني وبِها / فتنْتَني وقديماً هِجتَ لي فِتناَ
لا غَرو لوْ أحرقَتْ نارُ الهوى كَبِدي / والنارُ حَقٌّ على مَن يَعبُدُ الوثَنا
وطافَ طيفُكَ وهناً بي فأعجبَني / طَوفُ الخَيالِ على مثلِ الخيالِ ضَنى
حاشاكَ حاشاكَ يا رُوحي فداؤُكَ مِن / فِعلِ القبيحِ يُنافي وجهَكَ الحَسَنا
إنْ كنتَ أسهلتَ فاذكُرْ مألَفاً خشَناً / جاذبْتَني فيهِ أهدابَ المُنى زَمنَا
ولم تكُنْ تَستجيزُ الظلمَ لو فعلتْ / بكَ الصّبابَةُ أَدنى ما صنعْتَ بِنا
تبيعُ مِثليَ مجّاناً بلا ثمنٍ / نْ كانَ لا بُدَّ من بيعٍ فخُذ ثَمَنا
يا نخلُ يا نَحلُ حظِّي منكَ ليسَ سِوى / شَوكٍ ولسعٍ فهل مِن أَطْيَبَيْكَ جَنى
واللهُ يعلمُ أنِّي ما مررتُ على / معاهدِ الحزنِ إلا قلتُ واحَزَنا
وفىَّ السّحابُ لمغْناهُ وإنْ خانا
وفىَّ السّحابُ لمغْناهُ وإنْ خانا / وواصَلَ الخصبُ مَرعاهُ وإن بانا
لا القُربُ أَكسبَني منهُ الملالَ ولا / أفادَني منهُ بعدُ الدَارِ سلوانا
لبئسَ ما زَعموا أنَّ المُحبَّ إذا / دَنَا يَملُّ ويَشفي النأيُ أحيْانا
سبَرتُ حاليَ في قربٍ وفي بُعُدٍ / فلا تسلني ودعني كان ما كانا
يكفيكَ إن أنكرتْ نَفْسي صبابَتَها / نَحافتي حُجّةً والدمعُ بُرهانا
جَفا فجازيتُهُ بالضِّدِّ مُعتقداً / دينَ الهَوى سادراً حَيرانَ حَرّانا
بِذا جرتْ عادةُ العُشاقِ شأنُهُمُ ال / وفاءُ لَو شَرّعوا في غيرِه شانا
يَجزونَ من ظُلمِ أَهلِ الظلمِ مَغفرةً / ومِن إساءَةِ أهلِ السوءِ إحْسانا
يا راحةَ الروحِ حَتّامَ الجفاءُ لَئِنْ / آنَ الوفاءُ فجدِّدْ عهدَهُ الآنا
قرَّبتُ جِسمي ونارُ الحبِّ تأكلُهُ / فاقبلْهُ مِنِّي وصُغ لي الطوقَ مَنّانا
كذاكَ فيما سمعنْا قبلُ ما قَبلوا / إلاّ الذي أكلته النار قُربانا
وأنتَ يا هاتفَ الطرفاء خُذْ طرفاً / منّا ولا تشكُ أشواقاً وأشجانا
فاسكتْ فأنتَ وإن أسمعتَ جارتنَا / فقد عنيتَ بشجوِ الشَّدوِ إيّانا
ما ذاقَ طعمَ الكرى إنسانُ عَيني مُذْ / زفَّ السُّهادُ إليهِ أُمَّ غَيلانا
راعى قضيّةَ إنسانيّةٍ شرعَتْ / رعيَ العهودِ بذا سمّوْهُ إنسانا
إن لانَ عيشُ فتىً في ظلِّ مَنشئِهِ / فإنَّ عيشيَ في ما لينَ ما لانا
صودرتُ فيها على مالي وغاضَ بهِ / عِزّي وفاضَ عليَّ الذلُّ تَهْتانا
وأَوطأونيَ دارَ الحبسِ مُبتذلاً / كأنَّني كنتُ يومَ الدارِ عُثْمانا
إنَّ مَن سلَّ عن فكّيَّ سيفهُما / ما صان حقَّ أبيهِ حقّ لو صانا
عداوةُ الشعرِ بئسَ المُقتنى ومَتى / أرضى إذا ما علكتُ الهجْوَ غَضبانا
كيفَ السَّبيلُ إلى إنكارِ مُعجزتي / إذا قلبتُ عصا الأقلام ثعبانا
لا حبّذا البخْتُ أعياني ومالَ إلى / قومٍ يعدُّهُمُ الأرذالُ أعيانا
يُدرِّعُ البصلَ المذمومَ أكسيةَ / ويتركُ النَّجسَ المشمومَ عُريانا
ويُنبتُ الشَّوكَ من أرضٍ وجارَتُها / تُجني أكفَّ بُغاةِ الرِّزقِ عِقيْانا
سرٌّ دفينٌ نبشْناهُ فلم نَرَهُ / سبحانَ علاّمِ هذا الغيبِ سُبحانا
يا صاحِبيَّ أَعيناني على أَرَبي / ونَبِّها جفنَ عزمٍ باتَ وَسْنانا
فسوفَ يُورِقُ عُودي إن بنيتُ على ال / مطيِّ من شجراتِ الميسِ عيدانا
شوقاً إلى حضرةٍ نُصَّ الوِسادُ بِها / على سريرِ عميدِ المُلكِ مَولانا
منصورٍ الأروَعِ المنصورِ رايتُهُ / فتى محمدٍ المحمودِ أَديانا
فُطمتُ عن بابِهِ المَعسولِ درَّته / بعدَ ارتضاعيَ من نعماهُ أَلبانا
يعدُّني بيتُهُ من أهلِهِ وكذا الن / بيُّ عَدَّ من أهلِ اليتِ سَلمانا
إذا حللتَ بِواديهِ رايتَ حمىً / مُمنَّعاً ردَّ خطبَ الدَّهرِ خَزيانا
لم تَسْتبحْ إبلاً للائذينَ بهِ / بَنو اللّقيطةِ من ذُهلِ بن شَيبانا
أبوابُ اسطبلِهِ إذا قسْتَ أرفعُ مِن / إيوانِ كسرى وأعَلى منهُ بُنيانا
والأنجمُ الزُّهرُ سُوَاسٌ مُواظبةٌ / على مَراكبِهِ سِرَاً وإعلانا
حقّاً أقولُ فلَولا ذاك ما نقلت / على المجرّةِ طولَ الليلِ أتْبانا
وماءِ بشرٍ مصونٍ في قَرارتهِ / يروي الرَّجاءَ إذا وافاهُ عطشانا
وطَلعةٍ زانَها الباري بقُدرتهِ / فخطّها لكتابِ الحُسنِ عُنْوانا
وخاطرٍ كشواظِ النّارِ مُتَقدٍ / يكادُ يقدحُ منهُ الوَهم نيرانا
مُستظهرٌ بعباراتٍ وألسنةٍ / تفنّنَتْ كالرياضِ الغُر أَلْوانا
هَدى إلى لغة الأعرابِ تُبَّعَها / وزَفَّ بالمَنطقِ التُّركيِّ خاقانا
وإنْ تفقّهَ في نادٍ أقرَّ لَهُ / أبو حنيفةَ بالتَبريز إذْعانا
إذا تَفلسفَ فالاقليدُ في يدِهِ / يحلُّ إقليدِسَ المُعْتاصَ عرفانا
وينسجُ الحِبرُ من مكتوبه حَبَراً / منسوجُ صنعاءَ في منسوجِهِ هانا
لم يخلُ من ثَمَراتِ الفَضلِ مُذ غُرست / يداهُ فيها من القصباءِ أَغصانا
مَجلوبةٌ جاوَرَتْنا في منازِلنا / وخلّفتْ في جوارِ الأسْدِ أَوطانا
لولا الحَنينُ إلى الأوطانِ لم تَرَها / مُصفرَّةً سَحّةَ الآماقِ مِرْنانا
خُذها إليك أبا نصرٍ مُفوّفَةً / تخالُها أعينُ الرّائينَ بُستانا
أهدى لها صُدُغُ معشوقٍ بنفسجَهُ / وخَطّ عارضُه الوَرديُّ رَيحانا
كأنّما استُودعَتْ في كلِّ قافيةٍ / مقُرطقاً ساحرَ الألحاظِ فَتّانا
مَمْطورةً بسحابِ الطبعِ ساحبةً / بُرداً يغطي وراءَ الذَّيلِ سحبانا
غازِلْ عرائسَها وافتضَّ عُذرتَها / واعقِدْ بأرْؤُسها نعماك تيجانا
وعشْ كما شئتَ ما ناحَتْ مُطوّقةٌ / بِلَوعةِ البَينِ وَهْناً وامتطَتْ بانا
فأنتَ سلطانُ أهلِ المجدِ قاطبةً / وركنُهم دامَ ركنُ الدينِ سُلطانا
رعى اللهُ عهدَ حبيبٍ ظَعنْ
رعى اللهُ عهدَ حبيبٍ ظَعنْ / وحيّا مساكنَ ذاك السّكَنْ
فإنِّي مُذ أضمرتْهُ البلادُ / مُعَنّىً بأشواقِهِ مُمْتَحَنْ
وقلبي على صدقِ إيمانِهِ / يُحبُّ عبادةَ ذاكَ الوثَنْ
أروحُ وفي الحَلْقِ منِّي شَجىً / وأَغدو في القَلبِ مِنِّي شجَنْ
وأَبكي ولا طوقَ لي بالفراقِ / إذا ذاتُ طَوقٍ بكتْ في فَنَنْ
فللماءِ من مُقلتي ما بَدا / وللنّارِ من مُهجتي ما كمَنْ
وأسهرُ مُنتصباً في الفراش / كما انتصبَ الفِعلُ من بعدِ أَنْ
ومَن لجُفوني بشيءٍ نسيتُ / وأحسبُهُ كان يُدعى الوسَنْ
ومهما تلسّنَ برقُ الحِمى / فإنيِّ في ذكرهِ ذو لَسَنْ
أَقولُ لنفسي عسى أو لعلَّ / وذلك من خِدَعِ العِشقِ فَنْ
كأنِّي في حبّه تاجرٌ / وما رأس ماليَ إلاَ الثَمَنْ
فخلِّ الهَوى إنّهُ والهَوانَ / شريكانِ لُزّا معاً في قَرَنْ
وإنِّي جُهينةُ أخبارِهِ / وعِنْدي اليَقينُ بِها فاسألَنْ
أأَرعى السّفوح ولي همّةٌ / مُطنِّبةٌ في نَواصي القُنَنْ
وآسى وفي الأرضِ مثلُ العميدِ / أبي طاهرٍ خلفِ بنِ الحسَنْ
جهيرِ النِّداءِ كثيرِ النّدى / جزيلِ العَطاءِ رحيبِ العَطَنْ
ونِيطَتْ عُرا الملك من رائِهِ / بِبعض الدَّهاءِ مِعَنٍّ مِفَنْ
إذا بعُدَ الماءُ مِن ماتِحٍ / فمن عندِهِ دَلوُهُ والشّطن
وإنْ تاهَ في الناسِ آمالُنا / تَداركَنا منهُ سَلوى ومَنْ
فسلوى وفيهِ لنا سَلوةٌ / وَمنٌّ لوم يتنغّصْ بمَنْ
يُهينُ كرائمَ أموالِهِ / ويَشْري الثّناءَ بأغلى ثمَنْ
هو الرُوحُ في بدنِ المكرُماتِ / وبالرُّوحِ يُرجى بقاءُ البدَنْ
فما فاتَهُ في الشبابِ الوقارُ / ولم يُنسِهِ الشّيبُ عهدَ الدَّدَنْ
شَجاياهُ مثلُ رياضِ الحزونِ / تَسرُّ الحزينَ وتَسرو الحَزَن
فعِلمٌ يفنِّدُ فيهِ الحليمُ / وحِلمٌ يُزلزَلُ منهُ حَضَنْ
به نفرةٌ من دَنايا الأمورِ / كما ذَعَر السربَ نَبعٌ أرَنْ
تجرُّ أعاديهِ من بأسِهِ / على الأخشنينِ السّفا والسّفَن
قَصدتُ ذَراهُ وظنِّي بهِ / جميلٌ فحقّقَ لي كلَّ ظَنْ
وجبتُ القِفارَ وطفتُ البلادَ / فلم أرَ حُرّا سِواهُ ولَنْ
ولا مدحِيَ المُجْتبى شذَّ عنْهُ / ولا مَنحُهُ المُجْتنى شذَّ عَنْ
فلا زالَ في نعمةٍ لا تَزولُ / وجدٍّ يجدَّدُ طولَ الزَّمنْ
وبِيضٍ جَوارٍ صَعَدنَ السُّطوحَ
وبِيضٍ جَوارٍ صَعَدنَ السُّطوحَ / فأقررْنَ أعينَ عشّاقِهِن
صعدنَ السطوحَ فكانَ الصعودُ / سعوداً لطالعِ مُشتاقهِنْ
فضَحنَ الغصونَ بقاماتِهِنَّ / وعُفْرَ الظِّباءِ بأعناقِهِن
وزادَتْ خلاخيلُ أَسواقهِنَّ / نَفاقَ بضاعاتِ أَسواقِهِن
لقد كنتُ أُعرَفُ بابنِ الحسَنْ
لقد كنتُ أُعرَفُ بابنِ الحسَنْ / فلقّبني العِشقُ بابن الحَزَنْ
ولولا الهَوى ما لقيتُ الهوانَ / ولولا الدُّمى لم أقِف بالدِّمَنْ
نأى مَن أحبُّ فلي مَدمعٌ / كما انْتَثَر اللؤلؤ المُختزَنْ
ألا أيّها النفسُ لا تَيأسي / من الاجتماعِ عسى الله أنْ
لو كان يُدرى بأيِّ بُرجٍ
لو كان يُدرى بأيِّ بُرجٍ / قد حلّتِ الشمسُ لارتَقَيْنا
إلى سنا نورِها ولكن / حالَ التّنائي فما التَقَيْنا
لو أنني حُسنُهُ أو أنّهُ حَزَني
لو أنني حُسنُهُ أو أنّهُ حَزَني / ما بِنتُ عنهُ وعنِّي قطُّ لم يبِنِ
لأنّه لم يزل والحسنَ في قَرَنٍ / وأنني لم أزَلْ والحزنَ في قَرَنِ
بحرٌ إذا ما نَزَفوه طَما
بحرٌ إذا ما نَزَفوه طَما / طَودٌ إذا ما زَلزلوهُ اطْمأنْ
كالماءِ والنارِ جَرى والتظى / كالريحِ والتُّرب سَما وارجَحَنْ
أيا مَن ليسَ مُحتفلاً ببأسي
أيا مَن ليسَ مُحتفلاً ببأسي / ستَعلم أنَّ رأيَك فيهِ أَفْنُ
وتَعرفُني غَداة يَجيشُ جيشٌ / ويرعفُ مارنٌ ويسيلُ جَفْنُ
بزَّني دهريَ اللئيمُ كَريما
بزَّني دهريَ اللئيمُ كَريما / كانَ لي والداً وكنتُ أنا ابْنا
كلُّ شيء يبيدُ واللهُ باقٍ / ربّنا إنَّنا إليكَ أَنَبْنا
سَيِّدي قد ظننتُ فيكَ جميلاً
سَيِّدي قد ظننتُ فيكَ جميلاً / فتفضَّلْ وجُدْ بتحقيقِ ظّنِّي
أتمنّى الطوافَ بالبيتِ فأذَنْ / إنّ فيهِ لمُنيةُ المُتَمَنِّي
حبَّذا حبَّذا متاعُ غرور / يدفعُ الماءَ عنكَ والنّارَ عني
ما بالُ هذا الفلكِ الجاني
ما بالُ هذا الفلكِ الجاني / نأى ولكنْ جَورُهُ دانِ
وليستِ الدُّنيا سوى قَحبةٍ / تَبرُزُ في الزينةِ للزاني
حتى إذا اغْترَّ بإقبالِها / مالتْ لإعراضٍ وهجرانِ
هذا عميدُ الملكِ وهو الذي / لم يَخلُ منهُ صدرُ ديوانِ
ولا نَضا طاعتًهُ مارِدٌ / إلاّ اكتَسى فروةَ خِذلانِ
ولا اعْتراهُ القِرن إلاّ رأى / غَضَنفراً في زيِّ إنسانِ
كأنَّ في خاتَمِهِ حيثُ ما / أَومى بهِ فصُّ سُليمانِ
شادتْ يدُ الدَّولةِ أركانَهُ / ثمَ هوى أعظمَ بُنيانِ
مفرَّقاً في الأرضِ أجزاؤُهُ / رهنَ قُرىً شتّى وبُلدانِ
جَبّ بخوارزمٍ مذاكيرَهُ / طُغرِلُ ذاك الملكُ الفاني
وجادَ مروَ الرُّوذَ من جيدِهِ / معصفرٌ مخضبُهُ قانِ
والشخصُ في كُنْدُرَ مُستبطَنٌ / وراءَ أرماسٍ وأكفانٍ
ورأسُه طار فلهْفي على / مَجْثمهِ في خَيرِ جُثمانِ
خَلّوا بنيسابورَ مَضمونَهُ / وقحفَه الخالي بكَرمانِ
والحكمُ للجبّارِ فيما قَضى / وكلَّ يومٍ هو في شان
فلا تُلَجِّجْ في غمارِ المُنَى / وارضَ بما يُمني لك الماني
قُربُ السَّقامِ وبعدُ الأهلِ وَالوطنِ
قُربُ السَّقامِ وبعدُ الأهلِ وَالوطنِ / هُما هُما أوْرثاني السقَم في بَدني
حنَّتْ هوىً لجبالِ الثّلجِ راحِلتي / وما لهَا بِبراقِ الشِّيحِ من عَطَنِ
ما لي أُذيعُ فنونَ الوَجدِ مُشْتكياً / إذا اشتكتْ شجوَها الورقاءُ في فَنَنِ
بقيتُ بالبَصرةِ الرَّعناء مُمْتَرِياً / دَمْعاً غسلتُ بهِ عن مُقلتي وَسَني
طَوراً ترانيَ فيها ذاوياَ زَهَري / من النُّحولِ وطوراً ذابلاً غُصُني
لِرقصِ برغوثِها القَفَّازِ في سَلَبي / بَدءاَ وَعوداً وزمرِ البقِّ في أُذُني
ومائِها المِلحِ والشمسِ التي صَهرت / رملَ الفَلا وأَذابَتْ صخرةَ القُنَنِ
ونَفْضِ زائرةٍ تنفكَ تُنزلني / عن ظهرِ صَبري وليسَ النوم يَحملُني
إذا عَرتْ مضجعي ظمياء جائعةً / تشرَّبت رَوْنقي واستأكلَتْ سِمَني
كالمشرفيِّ إذا أغمدت في فُرُشي
كالمشرفيِّ إذا أغمدت في فُرُشي / وإن نُفضتُ منَ الحُمّى فكليزَني
ولو فَشا خبرٌ ممّا مُنيتُ بِهِ / بأرضِ خيبرَ ظَلتْ منهُ في مِحَنِ
بِمَ التّعلُّلُ لا أهلي لديَّ ولا / عندي النّديمُ ولا كَأسي ولا سَكَني
الشكرُ دأبيَ والكُفرانُ لستُ لهُ / سِيّانِ في جَذَلٍ أصبحتُ أم حَزَنِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025