المجموع : 899
مَعانٍ حَكَت في قُلوبِ الأَنامِ
مَعانٍ حَكَت في قُلوبِ الأَنامِ / مَنالَ الأَماني وَنَيلَ الأَمانِ
بِنَثرٍ يُنَظِّمُ شَملَ العُلومِ / وَنَظمٍ يُقَلِّدُ جيدَ الزَمانِ
وَتَنميقِ خَطٍّ كَما نَمَّقَت / خُطوطُ الغَوالي خُدودَ الغَواني
وَأَبياتِ شِعرٍ إِذا أُورِدَت / حَكَت في الجَمالِ عُقودَ الجُمانِ
فَكَم بِكرِ مَعنىً حَوى طِرسُها / وَإِن كانَ في جِسمِ لَفظٍ عَوانِ
إِذا ما شَقَقتَ صُدورَ البُيوتِ / وَجَدتَ بِهِنَّ قُلوبَ المَعاني
أَشجَتكَ بِالتَغريبِ في تَغريدِها
أَشجَتكَ بِالتَغريبِ في تَغريدِها / فَظَنَنتَ مَعبَدَ كانَ بَعضَ عَبيدِها
وَشَدَت فَأَيقَظَتِ الرُقودَ بِشَدوِها / وَأَعارَتِ الأَيقاظَ طيبَ رُقودِها
خَودٌ شَدَت بِلِسانِها وَبَنانِها / حَتّى تَشابَهَ ضَربُها وَنَشيدِها
فَكَأَنَّ نَغمَةَ عودِها في صَوتِها / وَكَأَنَّ رِقَّةَ صَوتِها في عودِها
فَطَنَت لِأَبعادِ الشَدودِ فَناسَبَت / بِالعَدلِ بَينَ قَريبِها وَبَعيدِها
كَمُلَت صَنائِعُ وَضعِها فَكَأَنَّما / وَرِثَت أُصولَ العِلمِ عَن داودِها
تَسبي العُقولَ فَصاحَةً وَصَباحَةً / فَتَحارُ بَينَ طَريفِها وَتَليدِها
مِن لَهجَةٍ مَكسوبَةٍ أَو بَهجَةٍ / مَنسوبَةٍ تَحلو لِعَينِ حَسودِها
وَإِنّي لَأَحسُدُ عودَها إِن عانَقَت / عِطفَيهِ أَو ضَمَّتهُ بَينَ نُهودِها
وَأَغارُ مِن لَثمِ الكُؤوسِ لِثَغرِها / وَأَذوبُ مِن لَمسِ الحُلِيِّ لِجيدِها
وَإِنّي لَأَلهو بِالمُدامِ وَإِنَّها
وَإِنّي لَأَلهو بِالمُدامِ وَإِنَّها / لَمَورِدُ حَزمٍ إِن فَعَلتُ وَمَصدَرُ
وَيُطرِبُني في مَجلِسِ الأُنسِ بَينَنا / أَنابيبُ في أَجوافِها الريحُ تَصفِرُ
وَدُهمٍ بِأَيدي الغانِياتِ تَقَعقَعَت / مَفاصِلُها مِن هَولِ ما تَتَنَظَّرُ
وَصُفرِ جُفونٍ ما بَكَت بِمَدامِعٍ / وَلَكِنَّها روحٌ تَذوبُ وَتَقطُرُ
وَأَشمَطَ مَحنِيِّ الضُلوعِ عَلى لَظى / بِهِ الضُرُّ إِلّا أَنَّهُ يَتَسَتَّرُ
إِذا اِنجابَ جِنحُ اللَيلِ ظَلَّت ضُلوعُهُ / مُجَرَّدَةً تَضحى لَديكَ وَتَعصِرُ
وَمَجلِسِ لَذَّةٍ أَمسى دُجاهُ
وَمَجلِسِ لَذَّةٍ أَمسى دُجاهُ / يُضيءُ كَأَنَّهُ صُبحٌ مُنيرُ
تَجَمَّعَ فيهِ مَشمومٌ وَراحٌ / وَأَوتارٌ وَوِلدانٌ وَحورُ
تَلَذَّذَتِ الحَواسُ اللَمسُ فيهِ / بِخَمسٍ يَستَتِمُّ بِها السُرورُ
فَكانَ الضَمَّ قِسمَ اللَمسِ فيهِ / وَقِسمُ الذَوقِ كاساتٍ تَدورُ
وَلِلسَمعِ الأَغاني وَالغَواني / لِأَعيُنِنا وَلِلشَمِّ البَخورُ
في الشَمعِ أَوصافٌ كَوَصفي أَوجَبَت
في الشَمعِ أَوصافٌ كَوَصفي أَوجَبَت / حُبّي لَهُ وَالبُعدَ عَن أَضدادِهِ
جَرَيانُ أَدمُعِهِ وَصُفرَةُ لَونِه / وَسُهادُ مُقلَتِهِ وَذَوبُ فُؤادِهِ
جَلَتِ الظَلماءُ بِللَهَبِ
جَلَتِ الظَلماءُ بِللَهَبِ / إِذ بَدَت في اللَيلِ كَالشُهُبِ
فَاِنجَلَت في تاجِها فَجَلَت / ظُلَمَ الأَحزانِ وَالكُرَبِ
خُرَّدٌ شابَت ذَوائِبُها / وَفُروعُ اللَيلِ لَم تَشِبِ
سَفَرَت كَالشَمسِ ضاحِكَةً / مِن تَواري الشَمسِ في الحُجُبِ
ما رَأَينا قَبلَ مَنظَرِها / ضاحِكاً في زيِّ مُنتَحِبِ
كَيفَ لا تَحلو ضَرائِبُها / وَبِها ضَربٌ مِنَ الضَرَبِ
خِلتُها وَاللَيلِ مُعتَكِرٌ / وَنُجومُ الأَفقِ لَم تَغِبِ
قُضُباً مِن فِضَّةٍ غُرِسَت / فَوقَ كُثبانٍ مِنَ الذَهَبِ
أَو يَواقيتاً مُنَضَّدَةً / بَينَ أَيدينا عَلى قُضُبِ
أَو أَساريعاً عَلى عَمَدٍ / أَشرَقَت في زِيِّ مُرتَقِبِ
أَو رِماحاً في العِدى طُعِنَت / فَغَدَت مُحمَرَّةَ العَذَبِ
أَو سِهاماً نَصلُها ذَهَبٌ / لِسِوى الظَلماءِ لَم تُصِبِ
أَو أَعالي حُمرِ أَلوِيَةٍ / نُشِرَت في جَحفَلٍ لَجِبِ
أَو شَعافَ الرومِ قَد رُفِعَت / فَوقَ أَطرافِ القَنا الأَشِبِ
أَو قِياناً مِن ذَوائِبِها / شَفَقٌ لِلشَمسِ لَم يَغِبِ
أَو شَواظاً لِلقِرى رُفِعَت / تَتَراءى في ذُرى كُثُبِ
أَو لَظى نارِ الحُباحِبِ قَد / لَمَعَت لِلعَينِ عَن لَبَبِ
أَو عُيونَ الأُسدِ موصَدَةً / في ذُرى غابٍ مِنَ القَصَبِ
أَو خُدودَ الغيدِ ساطِعَةً / أَشرَقَت في فاقِعِ النُقُبِ
أَو شَقيقَ الرَوضِ مُنتَظِماً / فَوقَ مَجدولٍ مِنَ القَصَبِ
أَو ذُرى نَيلوفَرٍ رُفِعَت / فَوقَ قُضبانٍ مِنَ الغَرَبِ
مَرحَباً مَرحَباً بِأَبطالِ لَهوٍ
مَرحَباً مَرحَباً بِأَبطالِ لَهوٍ / شُهبُهُم سُمرُهُم إِذا اللَيلُ جَنّا
مَزَّقوا جَحفَلَ الظَلامِ وَخاضوا / نَقعَهُ بِالضِياءِ فَاِنجابَ عَنّا
بِرِماحٍ لَها أَسِنَّةُ نارٍ / قَد أَبادَت عَساكِرَ اللَيلِ طَعنا
يَتَثَنّى سِنانُها غَيرَ وانٍ / وَقَناها بِالعِزِّ لا تَتَثَنّى
إِن أَرادوا لَها عَلى الوَشيِ رَكزاً / وَضَعوا تَحتَ كُلِّ لَدنٍ مِجَنّا
أَنكَرَ الصُبحُ دَمَ اللَي
أَنكَرَ الصُبحُ دَمَ اللَي / لِ وَفي العُذرِ تَوَصَّل
وَتَرَدَّى مِن شُعاعِ ال / شَمسِ ثَوباً لَم يُفَصَّل
فَبَكى الطَيرُ بِنَوحٍ / أَجمَلَ القَولَ وَفَصَّل
قالَ عُذرُ الصُبحِ في إِن / كارِهِ لا يَتَحَصَّل
دَمُهُ في بُردَتَيهِ / وَهوَ مِنهُ يَتَنَصَّل
وَإِبرِقٍ لَهُ نُطقٌ عَجيبٌ
وَإِبرِقٍ لَهُ نُطقٌ عَجيبٌ / إِذا ما أُرسِلَت مِنهُ السَلافُ
كَفَأفاءٍ تَلَجلَجَ في حَديثٍ / يَرَدَّدُ لَفظَهُ وَالفاءُ قافُ
بَحرٌ مِنَ الحُسنِ لا يَنجو الغَريقُ بِهِ
بَحرٌ مِنَ الحُسنِ لا يَنجو الغَريقُ بِهِ / إِذا تَلاطَمَ أَعطافٌ بِأَعطافِ
ما حَرَّكَتهُ نَسيمُ الرَقصِ مِن مَرَحٍ / إِلّا وَماجَت بِهِ أَمواجُ أَردافِ
لَم أَنسَ ما عِشتُ حَمّاماً دَخَلتُ بِهِ
لَم أَنسَ ما عِشتُ حَمّاماً دَخَلتُ بِهِ / ما بَينَ كُلِّ رَخيمِ الدَلِّ فَتّانِ
في جَنَّةٍ مِن طِباعٍ أَربَعٍ جُمِعَت / أَرضٍ وَماءٍ وَأَهواءٍ وَنيرانِ
فَنِلتُ مِن حَرِّها بَرداً عَلى كَبِدي / وَفُزتُ مِن مالِكٍ مِنها بِرُضوانِ
فَاِعجَب لَها جَنَّةً فيها جَحيمُ لَظىً / تُذكى وَلَم تَخلُ عَن حورٍ وَوِلدانِ
لَئِن لَم يَمضِ لي حَدٌّ فَكَم قَد
لَئِن لَم يَمضِ لي حَدٌّ فَكَم قَد / فَلَلتُ الحَدَّ في الحَربِ العَوانِ
وَإِنّي لا أَزالُ أَخا حُروبٍ / إِذا لَم أَجنِ كُنتُ مِجَنَّ جانِ
وَبابٍ إِذا أَمَّهُ قاصِدٌ
وَبابٍ إِذا أَمَّهُ قاصِدٌ / رَآهُ مِنَ الغَيثِ أَدنى وَأَندى
لَهُ الفَتحُ دَأبٌ وَمِن شَأنِهِ / يُرَدَّ وَقاصِدُهُ لَن يُرَدّا
ما بَعدَ بَغدادَ لِلنُفوسِ هَوىً
ما بَعدَ بَغدادَ لِلنُفوسِ هَوىً / رَقَّ هَواها وَراقَ مَنظَرُها
كَأَنَّها جَنَّةٌ مُزَخرَفَةٌ / وَنَهرُ عيسى النُميرُ كَوثَرُها
اِنظُر إِلى بَركَةِ الجِسرَينِ حينَ بَدا
اِنظُر إِلى بَركَةِ الجِسرَينِ حينَ بَدا / لِلبَدرِ فيها عَمودٌ ساطِعُ اللَهَبِ
كَالصَرحِ حَفَّ بِهِ سِكرانِ مِن سَبَجٍ / وَسالَ في وَسطِهِ نَهرٌ مِنَ الذَهَبِ
وَكَأَنَّ دِجلَةَ وَالرِيا
وَكَأَنَّ دِجلَةَ وَالرِيا / حُ تُغَيرُ كَالخَيلِ النَوازي
وَالجِسرُ واهي السِلكِ مِن / فَرطِ اِضطِرابٍ وَاِهتِزازِ
ثَوبٌ تُجَندِرُهُ الرِيا / حُ وَقَد أَضَرَّت بِالطِرازِ
مَن لَم تَرَ الحِلَّةَ الفَيحاءَ مُقلَتُهُ
مَن لَم تَرَ الحِلَّةَ الفَيحاءَ مُقلَتُهُ / فَإِنَّهُ في اِنقِضاءِ العُمرِ مَغبونُ
أَرضٌ بِها سائِرُ الأَهوالِ قَد جُمِعَت / كَما تَجَمَّعَ فيها الضَبُّ وَالنونُ
فَالغُدرُ طافِحَةٌ وَالريحُ نافِحَةٌ / وَالوُرقُ صادِحَةٌ وَالطَلُّ مَوضونُ
ما شانَها غِيرُ بَغيِ الجاهِلينَ بِها / كَأَنَّها جَنَّةٌ فيها شَياطينُ
حَبَّذا أَرضُ مارِدينَ وَبِرُّ ال
حَبَّذا أَرضُ مارِدينَ وَبِرُّ ال / ظِلِّ فيها وَماؤُها وَهَواها
بَلدَةٌ تُنبِتُ الكِرامَ فَلا ذُق / تُ فَناهُم ولا عَدِمتُ فِناها
فَهيَ أَرضٌ إِن لَم تَكُن هِيَ ذاتَ ال / نَفسِ مِنّي فَإِنَّها مُشتَهاها
جَمَعَت سائِرَ المُنى فَلِهَذا / ما أَتاها ذو الحِلمِ إِلّا وَتاها
كَم رَأَينا لَها وَفيها وَمِنها / صُوَراً تَسفِكُ الدِماءَ دُماها
لَو تَمَكَّنتُ أَن أَقَضّي بِها العُم / رَ جَميعاً لَما سَكَنتُ سِواها
لِلَّهِ وادي الغَرسِ حينَ حَلَلتُهُ
لِلَّهِ وادي الغَرسِ حينَ حَلَلتُهُ / زَمَناً كَأَنَّ العَيشَ فيهِ مَنامُ
وادٍ حَريريُّ الرِياضِ فَكَم بِهِ / مِن حارِثٍ يَغدو بِهِ وَهُمامُ
مُمتَدُّ أَودِيَةِ الظِلالِ فَقَعرُهُ / باكي العُيونِ وَثَغرُهُ بَسّامُ
فَالشَمسُ فيهِ مَدى النَهارِ فَطيمَةٌ / وَالظِلُّ كَهلٌ وَالنَسيمُ غُلامُ
لِلَّهِ قاهِرَةُ المُعِزِّ فَإِنَّها
لِلَّهِ قاهِرَةُ المُعِزِّ فَإِنَّها / بَلَدٌ تَخَصَّصَ بِالمَسَرَّةِ وَالهَنا
أَوَما تَرى في كُلِّ قُطرٍ مُنيَةً / مِن جانِبَيها وَهيَ مُجتَمَعُ المُنى