القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَفِيّ الدِّين الحِلّي الكل
المجموع : 899
مَعانٍ حَكَت في قُلوبِ الأَنامِ
مَعانٍ حَكَت في قُلوبِ الأَنامِ / مَنالَ الأَماني وَنَيلَ الأَمانِ
بِنَثرٍ يُنَظِّمُ شَملَ العُلومِ / وَنَظمٍ يُقَلِّدُ جيدَ الزَمانِ
وَتَنميقِ خَطٍّ كَما نَمَّقَت / خُطوطُ الغَوالي خُدودَ الغَواني
وَأَبياتِ شِعرٍ إِذا أُورِدَت / حَكَت في الجَمالِ عُقودَ الجُمانِ
فَكَم بِكرِ مَعنىً حَوى طِرسُها / وَإِن كانَ في جِسمِ لَفظٍ عَوانِ
إِذا ما شَقَقتَ صُدورَ البُيوتِ / وَجَدتَ بِهِنَّ قُلوبَ المَعاني
أَشجَتكَ بِالتَغريبِ في تَغريدِها
أَشجَتكَ بِالتَغريبِ في تَغريدِها / فَظَنَنتَ مَعبَدَ كانَ بَعضَ عَبيدِها
وَشَدَت فَأَيقَظَتِ الرُقودَ بِشَدوِها / وَأَعارَتِ الأَيقاظَ طيبَ رُقودِها
خَودٌ شَدَت بِلِسانِها وَبَنانِها / حَتّى تَشابَهَ ضَربُها وَنَشيدِها
فَكَأَنَّ نَغمَةَ عودِها في صَوتِها / وَكَأَنَّ رِقَّةَ صَوتِها في عودِها
فَطَنَت لِأَبعادِ الشَدودِ فَناسَبَت / بِالعَدلِ بَينَ قَريبِها وَبَعيدِها
كَمُلَت صَنائِعُ وَضعِها فَكَأَنَّما / وَرِثَت أُصولَ العِلمِ عَن داودِها
تَسبي العُقولَ فَصاحَةً وَصَباحَةً / فَتَحارُ بَينَ طَريفِها وَتَليدِها
مِن لَهجَةٍ مَكسوبَةٍ أَو بَهجَةٍ / مَنسوبَةٍ تَحلو لِعَينِ حَسودِها
وَإِنّي لَأَحسُدُ عودَها إِن عانَقَت / عِطفَيهِ أَو ضَمَّتهُ بَينَ نُهودِها
وَأَغارُ مِن لَثمِ الكُؤوسِ لِثَغرِها / وَأَذوبُ مِن لَمسِ الحُلِيِّ لِجيدِها
وَإِنّي لَأَلهو بِالمُدامِ وَإِنَّها
وَإِنّي لَأَلهو بِالمُدامِ وَإِنَّها / لَمَورِدُ حَزمٍ إِن فَعَلتُ وَمَصدَرُ
وَيُطرِبُني في مَجلِسِ الأُنسِ بَينَنا / أَنابيبُ في أَجوافِها الريحُ تَصفِرُ
وَدُهمٍ بِأَيدي الغانِياتِ تَقَعقَعَت / مَفاصِلُها مِن هَولِ ما تَتَنَظَّرُ
وَصُفرِ جُفونٍ ما بَكَت بِمَدامِعٍ / وَلَكِنَّها روحٌ تَذوبُ وَتَقطُرُ
وَأَشمَطَ مَحنِيِّ الضُلوعِ عَلى لَظى / بِهِ الضُرُّ إِلّا أَنَّهُ يَتَسَتَّرُ
إِذا اِنجابَ جِنحُ اللَيلِ ظَلَّت ضُلوعُهُ / مُجَرَّدَةً تَضحى لَديكَ وَتَعصِرُ
وَمَجلِسِ لَذَّةٍ أَمسى دُجاهُ
وَمَجلِسِ لَذَّةٍ أَمسى دُجاهُ / يُضيءُ كَأَنَّهُ صُبحٌ مُنيرُ
تَجَمَّعَ فيهِ مَشمومٌ وَراحٌ / وَأَوتارٌ وَوِلدانٌ وَحورُ
تَلَذَّذَتِ الحَواسُ اللَمسُ فيهِ / بِخَمسٍ يَستَتِمُّ بِها السُرورُ
فَكانَ الضَمَّ قِسمَ اللَمسِ فيهِ / وَقِسمُ الذَوقِ كاساتٍ تَدورُ
وَلِلسَمعِ الأَغاني وَالغَواني / لِأَعيُنِنا وَلِلشَمِّ البَخورُ
في الشَمعِ أَوصافٌ كَوَصفي أَوجَبَت
في الشَمعِ أَوصافٌ كَوَصفي أَوجَبَت / حُبّي لَهُ وَالبُعدَ عَن أَضدادِهِ
جَرَيانُ أَدمُعِهِ وَصُفرَةُ لَونِه / وَسُهادُ مُقلَتِهِ وَذَوبُ فُؤادِهِ
جَلَتِ الظَلماءُ بِللَهَبِ
جَلَتِ الظَلماءُ بِللَهَبِ / إِذ بَدَت في اللَيلِ كَالشُهُبِ
فَاِنجَلَت في تاجِها فَجَلَت / ظُلَمَ الأَحزانِ وَالكُرَبِ
خُرَّدٌ شابَت ذَوائِبُها / وَفُروعُ اللَيلِ لَم تَشِبِ
سَفَرَت كَالشَمسِ ضاحِكَةً / مِن تَواري الشَمسِ في الحُجُبِ
ما رَأَينا قَبلَ مَنظَرِها / ضاحِكاً في زيِّ مُنتَحِبِ
كَيفَ لا تَحلو ضَرائِبُها / وَبِها ضَربٌ مِنَ الضَرَبِ
خِلتُها وَاللَيلِ مُعتَكِرٌ / وَنُجومُ الأَفقِ لَم تَغِبِ
قُضُباً مِن فِضَّةٍ غُرِسَت / فَوقَ كُثبانٍ مِنَ الذَهَبِ
أَو يَواقيتاً مُنَضَّدَةً / بَينَ أَيدينا عَلى قُضُبِ
أَو أَساريعاً عَلى عَمَدٍ / أَشرَقَت في زِيِّ مُرتَقِبِ
أَو رِماحاً في العِدى طُعِنَت / فَغَدَت مُحمَرَّةَ العَذَبِ
أَو سِهاماً نَصلُها ذَهَبٌ / لِسِوى الظَلماءِ لَم تُصِبِ
أَو أَعالي حُمرِ أَلوِيَةٍ / نُشِرَت في جَحفَلٍ لَجِبِ
أَو شَعافَ الرومِ قَد رُفِعَت / فَوقَ أَطرافِ القَنا الأَشِبِ
أَو قِياناً مِن ذَوائِبِها / شَفَقٌ لِلشَمسِ لَم يَغِبِ
أَو شَواظاً لِلقِرى رُفِعَت / تَتَراءى في ذُرى كُثُبِ
أَو لَظى نارِ الحُباحِبِ قَد / لَمَعَت لِلعَينِ عَن لَبَبِ
أَو عُيونَ الأُسدِ موصَدَةً / في ذُرى غابٍ مِنَ القَصَبِ
أَو خُدودَ الغيدِ ساطِعَةً / أَشرَقَت في فاقِعِ النُقُبِ
أَو شَقيقَ الرَوضِ مُنتَظِماً / فَوقَ مَجدولٍ مِنَ القَصَبِ
أَو ذُرى نَيلوفَرٍ رُفِعَت / فَوقَ قُضبانٍ مِنَ الغَرَبِ
مَرحَباً مَرحَباً بِأَبطالِ لَهوٍ
مَرحَباً مَرحَباً بِأَبطالِ لَهوٍ / شُهبُهُم سُمرُهُم إِذا اللَيلُ جَنّا
مَزَّقوا جَحفَلَ الظَلامِ وَخاضوا / نَقعَهُ بِالضِياءِ فَاِنجابَ عَنّا
بِرِماحٍ لَها أَسِنَّةُ نارٍ / قَد أَبادَت عَساكِرَ اللَيلِ طَعنا
يَتَثَنّى سِنانُها غَيرَ وانٍ / وَقَناها بِالعِزِّ لا تَتَثَنّى
إِن أَرادوا لَها عَلى الوَشيِ رَكزاً / وَضَعوا تَحتَ كُلِّ لَدنٍ مِجَنّا
أَنكَرَ الصُبحُ دَمَ اللَي
أَنكَرَ الصُبحُ دَمَ اللَي / لِ وَفي العُذرِ تَوَصَّل
وَتَرَدَّى مِن شُعاعِ ال / شَمسِ ثَوباً لَم يُفَصَّل
فَبَكى الطَيرُ بِنَوحٍ / أَجمَلَ القَولَ وَفَصَّل
قالَ عُذرُ الصُبحِ في إِن / كارِهِ لا يَتَحَصَّل
دَمُهُ في بُردَتَيهِ / وَهوَ مِنهُ يَتَنَصَّل
وَإِبرِقٍ لَهُ نُطقٌ عَجيبٌ
وَإِبرِقٍ لَهُ نُطقٌ عَجيبٌ / إِذا ما أُرسِلَت مِنهُ السَلافُ
كَفَأفاءٍ تَلَجلَجَ في حَديثٍ / يَرَدَّدُ لَفظَهُ وَالفاءُ قافُ
بَحرٌ مِنَ الحُسنِ لا يَنجو الغَريقُ بِهِ
بَحرٌ مِنَ الحُسنِ لا يَنجو الغَريقُ بِهِ / إِذا تَلاطَمَ أَعطافٌ بِأَعطافِ
ما حَرَّكَتهُ نَسيمُ الرَقصِ مِن مَرَحٍ / إِلّا وَماجَت بِهِ أَمواجُ أَردافِ
لَم أَنسَ ما عِشتُ حَمّاماً دَخَلتُ بِهِ
لَم أَنسَ ما عِشتُ حَمّاماً دَخَلتُ بِهِ / ما بَينَ كُلِّ رَخيمِ الدَلِّ فَتّانِ
في جَنَّةٍ مِن طِباعٍ أَربَعٍ جُمِعَت / أَرضٍ وَماءٍ وَأَهواءٍ وَنيرانِ
فَنِلتُ مِن حَرِّها بَرداً عَلى كَبِدي / وَفُزتُ مِن مالِكٍ مِنها بِرُضوانِ
فَاِعجَب لَها جَنَّةً فيها جَحيمُ لَظىً / تُذكى وَلَم تَخلُ عَن حورٍ وَوِلدانِ
لَئِن لَم يَمضِ لي حَدٌّ فَكَم قَد
لَئِن لَم يَمضِ لي حَدٌّ فَكَم قَد / فَلَلتُ الحَدَّ في الحَربِ العَوانِ
وَإِنّي لا أَزالُ أَخا حُروبٍ / إِذا لَم أَجنِ كُنتُ مِجَنَّ جانِ
وَبابٍ إِذا أَمَّهُ قاصِدٌ
وَبابٍ إِذا أَمَّهُ قاصِدٌ / رَآهُ مِنَ الغَيثِ أَدنى وَأَندى
لَهُ الفَتحُ دَأبٌ وَمِن شَأنِهِ / يُرَدَّ وَقاصِدُهُ لَن يُرَدّا
ما بَعدَ بَغدادَ لِلنُفوسِ هَوىً
ما بَعدَ بَغدادَ لِلنُفوسِ هَوىً / رَقَّ هَواها وَراقَ مَنظَرُها
كَأَنَّها جَنَّةٌ مُزَخرَفَةٌ / وَنَهرُ عيسى النُميرُ كَوثَرُها
اِنظُر إِلى بَركَةِ الجِسرَينِ حينَ بَدا
اِنظُر إِلى بَركَةِ الجِسرَينِ حينَ بَدا / لِلبَدرِ فيها عَمودٌ ساطِعُ اللَهَبِ
كَالصَرحِ حَفَّ بِهِ سِكرانِ مِن سَبَجٍ / وَسالَ في وَسطِهِ نَهرٌ مِنَ الذَهَبِ
وَكَأَنَّ دِجلَةَ وَالرِيا
وَكَأَنَّ دِجلَةَ وَالرِيا / حُ تُغَيرُ كَالخَيلِ النَوازي
وَالجِسرُ واهي السِلكِ مِن / فَرطِ اِضطِرابٍ وَاِهتِزازِ
ثَوبٌ تُجَندِرُهُ الرِيا / حُ وَقَد أَضَرَّت بِالطِرازِ
مَن لَم تَرَ الحِلَّةَ الفَيحاءَ مُقلَتُهُ
مَن لَم تَرَ الحِلَّةَ الفَيحاءَ مُقلَتُهُ / فَإِنَّهُ في اِنقِضاءِ العُمرِ مَغبونُ
أَرضٌ بِها سائِرُ الأَهوالِ قَد جُمِعَت / كَما تَجَمَّعَ فيها الضَبُّ وَالنونُ
فَالغُدرُ طافِحَةٌ وَالريحُ نافِحَةٌ / وَالوُرقُ صادِحَةٌ وَالطَلُّ مَوضونُ
ما شانَها غِيرُ بَغيِ الجاهِلينَ بِها / كَأَنَّها جَنَّةٌ فيها شَياطينُ
حَبَّذا أَرضُ مارِدينَ وَبِرُّ ال
حَبَّذا أَرضُ مارِدينَ وَبِرُّ ال / ظِلِّ فيها وَماؤُها وَهَواها
بَلدَةٌ تُنبِتُ الكِرامَ فَلا ذُق / تُ فَناهُم ولا عَدِمتُ فِناها
فَهيَ أَرضٌ إِن لَم تَكُن هِيَ ذاتَ ال / نَفسِ مِنّي فَإِنَّها مُشتَهاها
جَمَعَت سائِرَ المُنى فَلِهَذا / ما أَتاها ذو الحِلمِ إِلّا وَتاها
كَم رَأَينا لَها وَفيها وَمِنها / صُوَراً تَسفِكُ الدِماءَ دُماها
لَو تَمَكَّنتُ أَن أَقَضّي بِها العُم / رَ جَميعاً لَما سَكَنتُ سِواها
لِلَّهِ وادي الغَرسِ حينَ حَلَلتُهُ
لِلَّهِ وادي الغَرسِ حينَ حَلَلتُهُ / زَمَناً كَأَنَّ العَيشَ فيهِ مَنامُ
وادٍ حَريريُّ الرِياضِ فَكَم بِهِ / مِن حارِثٍ يَغدو بِهِ وَهُمامُ
مُمتَدُّ أَودِيَةِ الظِلالِ فَقَعرُهُ / باكي العُيونِ وَثَغرُهُ بَسّامُ
فَالشَمسُ فيهِ مَدى النَهارِ فَطيمَةٌ / وَالظِلُّ كَهلٌ وَالنَسيمُ غُلامُ
لِلَّهِ قاهِرَةُ المُعِزِّ فَإِنَّها
لِلَّهِ قاهِرَةُ المُعِزِّ فَإِنَّها / بَلَدٌ تَخَصَّصَ بِالمَسَرَّةِ وَالهَنا
أَوَما تَرى في كُلِّ قُطرٍ مُنيَةً / مِن جانِبَيها وَهيَ مُجتَمَعُ المُنى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025