المجموع : 380
ليت حظّي من كلِّ عيشي رضاكا
ليت حظّي من كلِّ عيشي رضاكا / فهو حسبي ونعمتي أن أراكا
فتكت مقلتاك فتكاً بقلبي / وتعدّى على فؤادي هواكا
نظرة منك لي أيا قرَّةَ العي / نِ ولا ألف نظرةٍ من سواكا
لو أخذتَ المِرآةَ أبصرتَ وجهاً / شاهداً لي بأنَّ ذاك كذاكا
الدَّمع يشهد أنّي
الدَّمع يشهد أنّي / لَقانعٌ بسلامِكْ
حُجبتَ عَنِّيَ حتى / مُنعت طِيبَ كلامِكْ
فهل عليك جناحٌ / إن زُرتَني في مَنامِكْ
يا خيرَ مولىً لعبدٍ / رفقاً بقلب غلامِكْ
أشكو الى اللّهِ ربّي / دمعاً جرى من غرامِكْ
أطفى حرارة شوقي / وُقِيتَ شَرَّ حِمامِكْ
اعلم بأنَّ مسرَّتي
اعلم بأنَّ مسرَّتي / لو كانَ فيها ما يضرُّكْ
لتركتُ ذلك واتبع / تُ مضرَّتي فيما يسرُّكْ
روحي الفداء لمن عاتبتُه فبكى
روحي الفداء لمن عاتبتُه فبكى / يا حُسنَه إن بكى يوماً وإن ضَحِكا
قد كنتُ أُبدي له صبراً فحين بكى / فصار في فيه عند الضحك منسلكا
يبكي ويضحك أحياناً فيقتلني / بُكاً وضحكاً هما في قتليَ اشتركا
دعاه يفتك بي يا صاحبيَّ فما / رأيتُ ظبياً بذئبٍ قبله فَتَكا
ظبيٌ تفلَّت من صيدي وأوقعني / في صيده إنَّ في عينيه لي شَركا
لبيكَ يا مَن دعا قلبي بناظِرِهِ
لبيكَ يا مَن دعا قلبي بناظِرِهِ / فقال قلبي له لبيك سَعديَكا
صحَّ الهوى لك من قلبي مساعده / إن صحَّ ما تدَّعي ألحاظُ عَينيكا
فغضَّ جفنك عن غيري لتخلُص لي / وانهَ اللواحظَ عن تجميش خدَّيكا
إن أنت وفَّيتَني عن غيرتي فَكَهاً / جعلتُ خدّي وقاءً تحت نعلَيكا
قل لي بألسِنَة التَّنَف
قل لي بألسِنَة التَّنَف / فُسُ كيف أنت وكيف حالُكْ
واكتب بلحظِك في فؤا / دي ما يترجِمُه مقالُكْ
فمن المخافة لا خطا / بُكَ يستطاع ولا سؤالُكْ
إنَّ الرقيب مُنَغِّصٌ / عيشاً يُلذِّذُه وصالُكْ
وعلى مساعدةِ الهوى / طال احتمالي واحتمالُكْ
كن كيف شئت وحيث شئ / تَ فلن يفارقني خيالُكْ
ما غبتَ عنّي لحظةً / إلا تمثَّل لي مثالُكْ
عهدتُكَ بَرّاً وصولاً بنا
عهدتُكَ بَرّاً وصولاً بنا / تجود وإن أنت لم تُسأَلِ
وكانت أياديك تترى عَلَي / يَ ما بين ماضٍ ومستقبلِ
وكنتَ تمنُّ بغير امتنانٍ / وتُولي الجميلَ ولا تأتَلي
وما الجودُ منك بمستَطرَفٍ / وما الفضل إلا من الأفضل
أتبخل إذ وجبت حرمتي / ومن قبلُ جُدتَ ولم تبخلِ
إذا قَدُمَت صحبةٌ عُلِّيَت / فما لي أُحَطُّ إلى أسفلِ
فإن لم تَزِد لي على حالتي / فقف بي على رسمك الأولِ
أتمنع بِرَّكَ من شاكرٍ / بشكرِكَ أفصح من جُلجُلِ
ولا بدَّ لي من ثناءٍ عليك / وكيف أقول ولم تفعلِ
أترضى لمُطريك في محفلٍ / بأن يَتكَذَّبَ في المحفلِ
فلن يتواصَل صدقُ الشَّكورِ / إذا ما الصَّنائعُ لم تُوصَلِ
فإن شئتَ أُذكِرك ما قد نسيتَ / وإن أنت أغفلتَ لم أغفَلِ
أرى الحُبَّ لا يَبلى ولكنَّه يُبلي
أرى الحُبَّ لا يَبلى ولكنَّه يُبلي / فلا قُربُه يشفي ولا بُعدُه يُسلي
حَلاوتُه ممزوجةٌ بمَرارةٍ / ففيه جَنى الدِّفلى وفيه جَنى النَّحل
أموت وأحيا بين سخطك والرضى / تُرى هكذا كان المحبُّونَ من قبلي
أعيش إذا أحييتَني بتعطُّفٍ / وتُقبض روحي بانقباضك عن وصلي
فإن شئتَ أن أحيا فجُد بتواصُلٍ / وإن شئتَ فاهجر إن عزمتَ على قتلي
أراك فأسعى ذاهلَ العقل شاخصاً / وأُبهَتُ حتى لا أُمِرَّ ولا أُحلي
فيا ويلتي هَبني غُلِبتُ على المنى / برغمي فمالي قد غُلِبتُ على عقلي
أرى لك في لُبس القَبَاء لَباقةً / كأنك قد أُفرِغتَ في قالب الشَّكلِ
بحقِّ المَلاحات التي فيك عُد بنا / إلى العادة الحسنى من القول والفعل
فإن كنتَ غضباناً فعندي لك الرضا / وإن كان لي ذنبٌ فجُد أنت بالفضلِ
قل لمَن جارَ على مَن قد عَدَلْ
قل لمَن جارَ على مَن قد عَدَلْ / وابتغى لي بَدَلاً شَرَّ بَدَلْ
لا تلُمني في جَفائيكَ فلو / لم أُجَرِّبكَ ملولاً لم أمَل
فدع العذرَ لأصحاب الوفا / يَدُمِ الوصلُ على مَن لم يَزِل
مثل ما قد قيل قدماً في المَثَل / الزَمِ الصحَّةَ يلزمكَ العَمَل
خجل الحبيبُ من العتا
خجل الحبيبُ من العتا / بِ فورَّدَ الخدَّ الخَجَلْ
فخشيتُ منه تغضُّباً / فمسحتُ ذلك بالقُبَلْ
مالي وما لعتاب مَن / لو شاء يقتلني قَتَلْ
عن الجار يسأل باغي المَحَل
عن الجار يسأل باغي المَحَل / لِ قبل السؤالِ عن المنزِلِ
وغصنُ المودَّة إن جادَهُ / سحابُ التعهُّد لم يذبلِ
أأظمأُ في منهل من نداك / وغيري يُعَلُّ ولم أنهلِ
فإنك أخرتني والأنا / مُ يرعونَ في برِّكَ الأجزلِ
كذا الجَمَل الحامل المثقلات / إذا قيل أعيا عن المحملِ
فها أنا كالجَمَل المُجتَوى / ثقلتُ ولستُ بمستثقلِ
سأُثني عليك كلا الحالَتَي / ن ثنائي على المُحسن المُجمِلِ
لأنَّك زَينيَ عند الرخاء / وأنَّك في شدَّتي معقلي
انظر إليَّ بصفحٍ منك عن زَلَلي
انظر إليَّ بصفحٍ منك عن زَلَلي / لا تتركَنِّيَ من ذنبي على وَجَلِ
روحي وروحُك مقرونان في قَرَنٍ / فكيف أهجر مَن في هجرِه أجَلي
وليس لي أمَلٌ إلا وصالكمُ / فكيف أقطع مَن في وصله أمَلي
هذا فؤاديَ لم يملِكه قبلكمُ / خلقٌ وحقِّ أمير المؤمنين علي
ما إن ذكرتُكمُ إلا بكيتُ دَماً
ما إن ذكرتُكمُ إلا بكيتُ دَماً / وما بكى كَبناتِ الثكل ناكلُها
يا ناصح الودِّ هذا ما أمرتَ به / إنَّ الدليلَ على الخيرات فاعِلُها
خذها مُحَبَّرةً يلتذُّ سامعُها / ولا يملُّ من الإطناب قائلُها
نَصرُ بن أحمد أنشاها وقال لها / كُوني فكانت ولم يعجزه عاملُها
كُلُّ مَن دَلَّ على الخَي
كُلُّ مَن دَلَّ على الخَي / رِ فشطرُ العُرفِ لَهْ
إنَّ مَن دَلَّ على الخَي / رِ كمَن قد فَعَلَهْ
مؤاربٌ في قولِه وفِعلِهِ
مؤاربٌ في قولِه وفِعلِهِ /
منافق في جَدِّه وهَزلِهِ /
قلتُ وقد أنكرتُه لخَتلِهِ /
مَن لك يوماً بأخيك كلِّهِ /
بكم غفلةٌ عمّا بنا من هواكُمُ
بكم غفلةٌ عمّا بنا من هواكُمُ / فيا عَجباً من قاتلٍ وهو غافِلُ
ويا رُبَّ سهم قد أصابَ مَقاتِلاً / ولم يَدرِ ربُّ السَّهم ما السَّهمُ فاعِلُ
هويتُ بخيلاً ظالماً فاستقادَني
هويتُ بخيلاً ظالماً فاستقادَني / هوايَ له حتى اقتديتُ بفعلِهِ
فأحببتُ مَن يُدعى ظلوماً لظلمه / وأحببتُ مَن يُدعي بخيلاً لبخلِهِ
أرى ظلمَه عندي جميلاً كعدلِهِ / فألزمني في هجره شكرَ وصلِهِ
صنعتُ لكيلا يشمتوا بي قصيدة / إليه تعدُّ المنعَ إسرافَ بذلِهِ
كأنَّ بي عِلَلاً ممّا تعلَّلها
كأنَّ بي عِلَلاً ممّا تعلَّلها / بالوعد من كثرت في وعده العِلَلُ
كأن بي خجلاً منه لهيبته / إذا تورَّد لي في خدِّه الخَجَلُ
نعم أقول لو اَنَّ القول مقبولُ
نعم أقول لو اَنَّ القول مقبولُ / طالَ الهوى وتمادى القال والقِيلُ
ليس السلامُ بشافي القلب من دنفٍ / ما لم يكن معه لمسٌ وتقبيلُ
وليس يرضى محبٌّ عن أحبَّتِه / حتى يفوز بما ضمَّ السراوِيلُ
بدأتَ بعتبٍ كان فرعاً بلا أصلِ
بدأتَ بعتبٍ كان فرعاً بلا أصلِ / ولم تنتظر عُذري فتقبض عن عَذلي
فلا تتسرع بالعتاب فمنكرٌ / تسرُّع خِلٍّ بالعتاب إلى خلّ
وكلُّ عتاب كانَ صعباً تضيَّقت / مسالكُه ألجا إلى الكَذِب السَّهلِ
وما حَسَنٌ في كلِّ يوم تعاتُبٌ / ولا يحسن التفنيد في الجدِّ والهَزلِ
تَعاتُبُنا يزري علينا وإنما / تعاتُبُ أهل العقل من أكمل العقلِ
وقد تُذعِن الأسيافُ وهي صديئةٌ / وما كلّ حينٍ يُبذَل السيف للصَّقلِ
وقد قيل يُبلي الثوبَ من قبل حِينه / مُقاساتُه قبل التدنُّسِ بالغسلِ
تَخالُفُنا عند الزِّيارات هَيِّنٌ / إذا ما اتَّفقنا في الإخاءِ على شكلِ
فإن قلتَ لي أين القيام بحقِّنا / فإنَّ جوابي أين أخذُكَ بالفضلِ
وتسألني ما الفرق بين تَواصُلٍ / وهجرٍ لتوكيد الحقائق والمطلِ
حفاظُ الفتى في غَيبه ووفاؤه / هو الفرق ما بين القطيعة والوصلِ
وما غائبٌ مَن غاب وهو محافظٌ / وما زائرٌ مَن زارَ وهو على رَحلِ
قيامي على رأسي بواجب إخوتي / يقلُّ لهم كيف القيام على رِجلي
فجسمك إن يَختلَّه الوَعكُ ساعةً / فما قدرُك العالي لدينا بمختلِّ
وما أنت بالمُعتلِّ وحدك إنما / نفوس ذوي الألباب في حال معتلِّ
وما بُرْؤُك المأمول برؤك وحده / ولكنَّه برء العلوم من الجهل
أذنت أبا بكر بِليلِ تفرُّقٍ / وما أنت إلا الشمس قاربْتَ للأفلِ
لأستوحِشَن إن غاب شخصك وحشةً / تحيِّر إن القول يكفي عن العزلِ
وهبني أكافي القولَ بالقول جاهداً / فمَن ذا يكافي الفعلَ عنّيَ بالفِعلِ