القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 604
أجيرةَ قَلبي إن تَدانَوْا وإن شَطُّوا
أجيرةَ قَلبي إن تَدانَوْا وإن شَطُّوا / ومُنيَةَ نَفسي أنْصَفُونِي أو اشْتَطُّوا
عصَيْتُ اللّواحِي فيكُمُ وأطعتُمُ / مقَالَهُمُ ما هكَذا في الهَوى الشرْطُ
ولو عَلمُوا مقدارَ حَظِّيَ منكُمُ / وهمّي بكم زال التّنافُسُ والغَبْطُ
إذا كانَ حظّي منكُمُ في دنُوِّكُم / صدودٌ وهجرٌ فالّتداني هو الشّحطُ
فيا قلبُ مهلاً لا تُرَعْ إنَّ قُربهمْ / إذا هَجروا مثلُ التّنائي إذا شَطّوا
هَواهُم هَوىً لا البعدُ يُبْلي جَديدَه / لدَيْنا ولا عَالِيهِ بالهجر يَنْحَطُّ
أُحبّهُمُ حُبّي الحياةَ محبّةً / جرتْ في دَمي والرّوحِ فَهي لها خِلْطُ
لهُم من فُؤادِي مَوضعُ السّرِّ والهَوى / فمَحضُ هَواهُم في سُويدائِه وَخْطُ
يُعلّلُني شَوقي بزَوْرةِ طَيفهم / وَجَيْبُ الدُّجَى عن واضحِ الصبحِ مُنْغَطُّ
وَطَرفِي يُراعي النّجْمَ حَيرانَ مِثلَه / إلى أن دَعَاهُ في مغَارِبِهِ الهَبْطُ
عجبتُ له كيفَ اهتَدى لرِحَالنَا / وكم للّوى من دُونِ تَعْرِيْسِنَا سقْطُ
وكيفَ فَرَى عرضَ الفَلاَ من يؤودُه / ويَبهرهُ في جانِب الخِدرِ أن يَخْطُو
فلما استَفَاض الفَجرُ كالبحر وانْبَرت / نُجومُ الدّجى فيهِ تَغُورُ وتَنْغَطُّ
أسِفْتُ على زَوْرٍ أتَانِي به الكَرى / وما زَارَني مُذْ كَان مستيقظاً قَطُّ
إذا مَاسَ خلتُ المسَّ غَالَ عقولَنا / وخَامَرها من سَوْرَةِ الوجدِ إسْفَنْطُ
يَقولُون خُوطٌ أو قَناةٌ قويمةٌ / وما قَدّهُ ما يُنبتُ البانُ والخَطُّ
شبيهةُ أمِّ الخِشْف جِيداً ومُقلَةً / بِجيدِكِ تزدانُ القلائدُ والقُرْطُ
تَروّضَ جَوٌّ جُبْتِهِ وتضوَّعَتْ / رُبىً مَسّها مما تَسرْبَلتِهِ مِرْطُ
حكى وجهُكِ الشمسَ المُنيرةَ في الضّحَى / ولونَ الدّياجِي شَعرُكِ الفاحمُ السّبطُ
فتكْتِ ببَتّاك الحُسامِ إذا هَوَى / على مُفْردٍ ثَنّاهُ في المعرَكِ القَطُّ
وما خلتُ آسادَ الشرى إذْ تَبَهْنَستَ / فرائسَ غِزلانِ الصّرِيمةِ إذ تعطو
فيا عَجَباً من فَاتِرِ الطّرِفِ فاتِنٍ / سَطَا بِكَمِيٍّ لم يزلْ في الوغَى يَسطُو
فأردَاهُ فردُ الحُسن فرداً وإنّه / ليُرهِبُهُ من رَهطِ قَاتِلِه الرّهطُ
أيا ساكني مصرٍ رضَانَا لِبعدِكُم / عن العيشِ والأيّامِ لا تبعدُوا سُخطُ
إذا عنَّ ذكراكُم ظَلِلْتُ كأنّني / غَريقُ بحارٍ ما لِلُجّتِها شَطُّ
وأُلزِمُ كفّي صدعَ قلبٍ أطارَهُ / جوَى الشوقِ لولاَ أن تَدارَكَهُ الضّبطُ
فَهْل لي إليكُم أو لَكُم بعد بُعدِكُم / إيابٌ فقد طَال التّفرقُ والشّطُّ
أراكُم على بعْدِ الديارِ بناظرٍ / لكلّ فراقٍ من مدامِعهِ قِسطُ
إذا عايَنَ التّوديعَ أرسَل لُؤلؤاً / من الدّمعِ لم يَجمعْ فرائِدَهُ اللّقْطُ
وما شَفَّهُ إلا نَوى من يَودُّهُ / وفُرقَةُ أُلاّفٍ هي الميتَة العَبْطُ
فراقٌ أتَى لم تُخبرِ الطير كَونَه / ولاَ رَفعُوا فيه الحدُوجَ ولا حَطّوا
تَلقّتهُ مني سُلطةٌ وصريمةٌ / ومن ليَ أنّي بَعدَ وشْكِ النّوَى سَلْطُ
وما كنتُ أدري أنّ للشّوقِ زَفْرةً / تَزيدُ كما يَنْمِي ويَضطرِمُ السّقطُ
بِرغْمَى أن تُمسِي وتُصبحَ دُونكُم / فَيافٍ لأيدي الجُردِ في وعْرِهَا لَغْطُ
وأن تَنزِلُوا دَارَ القطيعةِ والقِلَى / وجِيرَانُكُم بَعدَ الكرامِ بها القبطُ
إلَى اللهِ أشكُو من جَوىً لم أجدْ لَه
إلَى اللهِ أشكُو من جَوىً لم أجدْ لَه / مسَاغاً ولا طُولُ البكاءِ يُميطُهُ
ومِن حرِّ قَلْبٍ كلّما رُمتُ بَرْدَه / بتَسويفه أذْكَى جواهُ قُنُوطُهُ
أعارَ جُفوني ما يُصعِّدُ من دمٍ / فلما تَقضّى فَاضَ منها عبيطُهُ
أحبَابَنَا لي عندَ خَطْرةِ ذِكرِكُم
أحبَابَنَا لي عندَ خَطْرةِ ذِكرِكُم / نَفَسٌ تَقومُ له حنَايا أضلُعِي
أُنْسِيتُ بَعدَكُمُ السرورَ وأنكَرَتْ / عَيْنِي الكَرى ونَبا بِجَنبي مَضْجَعِي
ألْقَى نَسيمَ الرّيحِ من تِلقَائِكُم / بخُفُوتِ مكرُوبٍ وأنّةِ مَوجَعِ
وإذا السحابُ سَرى فَنَارُ بُروقِه / من زَفْرتي ومياهُه من أدْمُعي
يا قلبُ دَعْهُم فقد جرّبْتَ غَدرَهُمُ
يا قلبُ دَعْهُم فقد جرّبْتَ غَدرَهُمُ / وَفي التّجارِبِ بَعد الغَيّ ما يَزَعُ
أكَفّرَ البعدُ عَنهم ما جَنَوهُ أم ال / أيّام أنْسَتْكَ بعد البَينِ ما صَنَعُوا
وهبْهمُ أحسنُوا هل يُرجعَنّهُمُ / إليكَ وجدُك أو يُدنيهِمُ الهَلَعُ
ألستَ بالأمسِ فارقْتَ الشَبابَ ولا / أعزّ منْهُ فَلِمْ لا رَدّه الجَزَعُ
إلى مَتَى أُمسي وأُضْ
إلى مَتَى أُمسي وأُضْ / حِي بالنّوى مُرَوّعَا
مُرتَحِلاً كُرهَا عن ال / أحبابِ أو مُوَدّعَا
تُرَى اللّيالِي نَذَرَتْ / ألاّ نُرَى يوماً مَعَا
يا لائِمَ المشتَاقِ دعْهُ فَقَلّمَا
يا لائِمَ المشتَاقِ دعْهُ فَقَلّمَا / يُصغِي إلى نُصحٍ وَوَعظٍ بَالغِ
تَلحَى المحبَّ وقلبُه ملآنُ من / حَسَراتِه عَبثاً بقَلبٍ فَارغِ
دَعْ لَومَه فكفَاهُ تعذِيبُ الهَوى / واستَبِقْ عَافيةَ النّعِيم السّابغِ
اسيرُ نَحو بلادٍ لا أُسرُّ بِها
اسيرُ نَحو بلادٍ لا أُسرُّ بِها / إذا تَبدّتْ لِعيني هيّجتْ أسَفي
تطولُ أرضِي إذا يَمّمْتُ ساحتَها / بُغْضاً لها ثمّ تُطوى عندَ مُنصرَفي
يَا لائِمَ المشْتَاقِ تَع
يَا لائِمَ المشْتَاقِ تَع / نيفُ المَشُوقِ الصّبّ عُنفُ
انظُر إلى عَينٍ مُسَهْ / هَدَةٍ وجَفنٍ لا يَجِفُّ
وسَقَامِ جسمٍ كلّ سرْ / رٍ للهَوى منهُ يَشِفُّ
واعْطِف عليه فَلِلكِرا / مِ على أُولى الضّرّاءِ عَطفُ
أحبَابَنا مَن ليَ لَو
أحبَابَنا مَن ليَ لَو / دَامَ التّدانِي والجَفَا
فإنّني أرى النّوَى / من الصّدودِ أتْلَفَا
شَتّتتِ الأيّامُ ظُل / ماً شَملَنَا المؤتَلِفَا
وكدّرَت مِن عَيشَنا / ما كانَ طابَ وصَفَا
وأوقَفَتْني بَعدَكم / من النّوى على شَفَا
حتّى رأى الحاسِدُ بي / ما كانَ يَهْوَى واشْتَفَى
وصَارَ بعد البَينِ نَد / مَانِيَ مَهدي وَكَفى
كأنّنِي اعْتَضْتُ من الدْ / دُرِّ الثمينِ الصّدفَا
أذْكِرهمُ الوُدّ إن صَدّوا وإن صَدفُوا
أذْكِرهمُ الوُدّ إن صَدّوا وإن صَدفُوا / إنّ الكَرامَ إذا استَعطفْتَهُم عَطَفُوا
ولا تُرِدْ شَافعاً إلاّ هَواكَ لَهم / يكفيكَ ما اختَبرُوا منه وما كَشَفُوا
به دنَوتَ وإخلاصُ الهَوى نَسَبٌ / كما نَأيتَ وإفراطُ الهَوَى تَلَفُ
رأى الحسودُ تَدانِي وُدِّنَا فَسَعَى / حتّى غَدتْ بَين دَارينَا نَوىً قُذُفُ
ومَا البعيدُ الّذي تَنأى الدّيارُ به / بَل مَن تَدانَى وعنهُ القلبُ منصرفُ
أجيرةَ القلب والفُسطَاطُ دَارُهُمُ / لم تُصقِبِ الدّارُ لكنْ أصقَبَ الكَلَفُ
أدْنَى التدانِي الهَوَى والدّارُ نازحةٌ / وأبْعدُ البُعد بين الجيرةِ الشَّنَفُ
فارقْتُكُم مُكرَهاً والقلبُ يُخبِرُني / أنْ لَيس لي عِوَضٌ منكمْ ولاَ خَلَفُ
ولو تعوّضتُ بالدّنيا غُبِنتُ وهَل / يَعُوضُني من نَفيس الجوهرِ الصّدفُ
ولستُ أنكِرُ ما يأتِي الزّمانُ به / كُلّ الوَرَى لِرَزَايا دَهرِهم هَدَفُ
كم فَاجأتني اللّيالِي بالخُطوبِ فَما / رَأتْ فُؤادِيَ من رَوْعَاتِها يَجِفُ
واستَرجَعَتْ ما أعَارتْ من مَواهِبِها / فما هَفَا بي عَلَى آثارِهِ اللّهَفُ
ولا أسِفتُ لأمرٍ فاتَ مطلبُهُ / لَكِن لفُرقةِ من فارَقْتُه الأسفُ
ما منهمُ لك مُعتاضٌ ولا خَلَفُ
ما منهمُ لك مُعتاضٌ ولا خَلَفُ / فكَيفَ يَصبرُ عنهُم قلبُك الكَلِفُ
إن جَارَ صَرفُ اللّيالي في فِرَاقِهِمُ / فليسَ عنهُمْ على الحَالاتِ مُنْصَرَفُ
هُمُ الهوَى إن تَناءَوْا عنكَ أو قَرُبُوا / هُمُ المُنى أقبلُوا بالوُدِّ أو صَدَفُوا
لا تَعتذِرْ بالنّوى إنّ الهوَى أبداً / سِيّانِ فيه التّدانِي والنّوى القُذُفُ
فالشّوقُ تُطوى لَه الأرضُ الفَضاءُ كَما / تُطوى إذا استَوعَبتْ مَضمونَها الصّحُفُ
جَاهِرْ بوَجْدِك واعصِ اللاّئِمين وَبُحْ / بِحُبّهم إنَّ كتْمَان الهَوى تَلَفُ
فَكاتِمُ الحُبِّ إن لم يَقْضِ من كَمدٍ / فإنّه لإصابَاتِ الرّدَى هَدَفُ
كَسَاتِر النّارِ في أثْوابِه غَرَراً / بها تُحرِّقُه يَوماً وتنكَشِفُ
هَل يَخْتَفِي الحبُّ أو يُغني الجحُودُ إذَا / تَحدّثَتْ بالهَوى أجفَانُكَ الذُّرُفُ
كم من هوَىً للمُغالِي فيه رتْبَةُ مَنْ / نَالَ المَعَالِي وفي إسرَافِه شَرفُ
وَيحَ المُفَارِقِ لا صبرٌ يُؤازرُهُ / ولا تَشتُّتُ شَمْلِ الحيِّ يأتَلِفُ
يزيدُه يأسُه منهُم بهم شَغَفاً / وقلّما يتَلاقَى اليأسُ والشّغَفُ
على شَفَا جُرُفٍ من شَوقِه وأرى / أن سَوف يَنْهَارُ من وجدٍ به الجرُفُ
يا غَافلين عن القَلب الذي كَلَمُوا / بِبَيْنِهِم وعَنِ الطّرِف الذي طَرَفُوا
تَفديكُم مُهجتي لا أرتَضي لكُمُ / فداءَ جِسمِيَ وهو النّاحلُ الدّنِفُ
حَاشاكُمُ من جوَى قَلبي ولَوعَتِه / عليكُمُ وحَشاً للوَجْدِ تَرتجِفُ
لَمن ألُومُ ومَن ذَا لي يَرِقُّ إذا / شكوتُ بَثّيَ أوْ أرْدَانِيَ اللّهَفُ
أنا الّذي شطّ عن أحبابِه ثِقةً / بصبرِه وهو بالتّفرِيِط مُعترِفُ
فارقتُهمْ وهُمُ عصرُ الشّبابِ ومَا / من الشّباب ولاَ مِن عصرِه خَلَفُ
وحيثُ كانُوا وشطّتْ دَارُهُم فَلَهم / منّي هوىً بِسُوَيْدا القلب مُلتَحِفُ
لو أحْسنوا في مَلِكنَا أو أعتَقوا
لو أحْسنوا في مَلِكنَا أو أعتَقوا / لَصَفَا لَهُم من وُدّنا ما رنَّقُوا
مَلّكْتُهم رِقّي كما حكم الهوَى / فأبى اعتسَافُ جَمالِهم أن يَرفُقُوا
لَهِجُوا بهَجري في الدُّنوِّ كأنّهُم / لم يعلَمُوا أنّ الزّمانَ يُفَرِّقُ
أمُشَيِّعِي باللّحظِ خَوفَ رَقِيبِه / والدّمعُ من أجفانِه يترقرَقُ
قد كنتُ أخضعُ قبلَ بَيْنِكَ للنّوى / فالآنَ لستُ من التّفَرّقِ أفْرَقُ
هّذي النّوَى قد نَالني من صَرْفِها / ما كُنتُ منه زمانَ وصلِكَ أُشْفِقُ
ويَهيجُنِي بعد اندمالِ صَبَابَتِي / ورْقاءُ مادَ بِهَا قضيبٌ مُورِقُ
عجماءُ تَنطِقُ بالحَنينِ ولم يَهِج / شوقَ القلوبِ كاعَجمِيٍّ ينطِقُ
بي مَا بَها لكن كتَمتُ وأعلَنَتْ / ودموعُها حُبِسَتْ ودمعيَ مُطْلَقُ
كمْ دُونَ رَبْعِك مَهْمهٌ مُتقاذِفٌ / تَشقَى الركابُ به وبيدٌ سَمْلَقُ
ملَّ السُّرَى فيه الصِّحَابُ فعرَّسُوا / والشّوْقُ يُوضِع بي إليكَ ويُعنِقُ
قَطَعتْ إليكَ بنا المَطِيُّ وحثَّها / أشواقُها والشّوقُ نعم السّيِّقُ
بَارَتْ مَطارحَ لَحْظِهَا فيخالُها الرْ / رائِي تَسابقَ لحظُها والأسؤقُ
تَشكُو إلينا شوقَها وحنينَها / وَلرَكْبُها منْها أحَنُّ وأشْوَقُ
مَعْقُولةٌ بِيَد الغَرامِ طليقةٌ / هَل يُفتَدى ذاكَ الأسيرُ المطْلقُ
مُنيَتْ بحَمْلِ غَرامِنا وغَرامِها / فَتجشّمتْ مالا تُطيقُ الأيْنُقُ
يا قلبُ كم يَستخفّكُ القَلقُ
يا قلبُ كم يَستخفّكُ القَلقُ / غَيرُ جميلٍ بمثلِك الخُرُقُ
أكلُّ هَذا خوفَ الفِراقِ وهَل / يُجدي عليكَ الحِذارُ والفَرَقُ
أينَ تَصُون الأسْرَارَ فيكَ إذَا / تَحكَّمَ الوجدُ فيك والحُرَقُ
لَك التأسّي بالناسِ كم عَثَر ال / دّهرُ بشَملِ الجميعِ فافتَرَقُوا
مَا أنتَ بِدعٌ في سُخطِ سِيرَتهِ / كلّ عَلى الدّهرِ ساخطٌ حَنِقُ
دَعْ ذَا ففيه عَن لَومِنَا صَمَمٌ / وهْو بِنَا مَا علِمتَه عُقَقُ
مَاذَا يروعُكَ من وَجدي ومن قَلَقِي
مَاذَا يروعُكَ من وَجدي ومن قَلَقِي / أمْ مَا يَرِيبُكَ من أجفَانِيَ الدّفُقِ
هَنَاكَ بُرؤُك من دَائِي ومن سَقَمِي / ونَومُ جَفْنَيكَ عن هَمّي وعن أرَقِي
إن كنتَ قَدّرْتَ أنَ الحبّ مَوردُه / سهلٌ فإنّك مَغرورٌ به فَذُقِ
لِتَستَبيح مَلامي أو ليَفْسَحَ لِي / سَدادُ رأيِكَ في جَهْلي وفي خُرُقي
لا تَحسَبَنَّ الهَوى ما كنتَ تَسمَعُه / من مُدّعٍ لمن يُعالِجْه ومُخْتَلِقِ
هذَا الهوى لا هوَى القَيْسَينِ إنّهما / عاشَا مَلِيّاً وذَا مُوفٍ على رَمَقي
فإنْ بقيتُ وبي مَا بي فَقُل رَجلٌ / في الميّتِينَ ولكِن للشَقَاءِ بَقي
وإنْ أتَاني حِمامٌ أستريحُ بهِ / فَيَا لَها مِنّةً للموتِ في عُنُقِي
ولستُ أشكُو اصْطِباري عند نَائبةٍ / ولا فُؤادِي بخَفّاقٍ ولا قَلِقِ
وإنّما أشْتكِي دهرَا يُكلّفُنِي / مالا أطيقُ فِعالَ القَادِرِ الحَنِقِ
يَروعُني كلَّ يوم بالفِراق وما / بقاءُ صبري مع الرّوعَاتِ والفَرَقِ
فَما غَدَوتُ بشَملٍ غَيرِ مَجتمِعٍ / إلا ورُحتُ بهَمٍّ غَيرِ مُفتَرِقِ
ولا تَبسَمْتُ أُبدِي للعِدَا جَلَداً / إلاّ تميَّزْتُ من غيظٍ ومن حَنَقِ
وقد غَرضْتُ بِعيشي من مُفَارَقتي / أغَرَّ أروعَ طَلقَ الرّاحتينِ تَقي
ولمّا وقفَنا للوَداعِ عَشيّةً
ولمّا وقفَنا للوَداعِ عَشيّةً / وَطَرفي وقَلبي أدمعٌ وخُفُوقُ
بكيتُ فأضحكتُ الوُشاةَ شَماتَةً / كأنّي سحابٌ والوُشاةُ بروقُ
ألِفَ القِلَى وأجَابَ دَاعيةَ النّوَى
ألِفَ القِلَى وأجَابَ دَاعيةَ النّوَى / فَبُليتُ منه بِهِجرَةٍ وفرَاقِ
والصّبُّ راحتُهُ البكاءُ ومُذْ نَأى / إنْسانُ عَينِيَ أمْحلَتْ آمَاقي
لو كنتُ أطمعُ في بقاءِ عُهودِهِ / سكنَتْ بَلابِلُ قَلبيَ الخَفّاقِ
رفقاً بقلب الصّبِّ رفقَا
رفقاً بقلب الصّبِّ رفقَا / هُو دُونَكم بالبَيِنِ يَشْقَى
لا تَحسَبَنْه يَاخ خليْ / يَ القَلب بَعد البعْد يَبْقَى
في زُمرة الشّهدَاءِ يُح / شَرُ في غَدٍ إن مَاتَ عِشْقا
أقولُ للعين في يومِ الفرَاقِ وقَد
أقولُ للعين في يومِ الفرَاقِ وقَد / فَاضَتْ بدمعٍ على الخدّينِ مُسْتَبِقِ
تَزوَّدِي اليومَ من تَوديعهم نظراً / فَفي غَدٍ تَفرُغي للدّمعِ والأرقِ
مَن مُبلغُ النّائِي المقيمِ تَحيّةً
مَن مُبلغُ النّائِي المقيمِ تَحيّةً / مِن رَاحلٍ شَاكٍ جَوَى أشْوَاقِهِ
لَهجٍ مع اليأْسِ المُبينِ بذكْرِه / قَلقِ الحشَا لِبِعادِهِ خَفّاقِهِ
وهُو الخَلِيقُ بأن يَموتَ كآبةً / لكنّ حُسنَ الصّبرِ من أخْلاقِه
أأحبَابَنا مَالي إلى الصّبرِ عنكُمُ
أأحبَابَنا مَالي إلى الصّبرِ عنكُمُ / دليلٌ وقد ضَلّتْ عَليّ طَريقُهُ
فَهل نظرةٌ منكُم على بُعد دَارِكُم / يُداوي بها صبُّ الفؤاد مَشُوقُهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025