المجموع : 393
وَمُتَّشِحٍ بِاللُّؤْمِ جَاذَبَني العُلا
وَمُتَّشِحٍ بِاللُّؤْمِ جَاذَبَني العُلا / فَقَدَّمَهُ يُسْرٌ وَأَخَّرَني عُسْرُ
وَطَوَّقْتُ أَعْناقَ المَقادِيرِ ما أَتَى / بِهِ الدَّهْرُ حَتَّى ذَلَّ لِلْعَجُزِ الصَّدْرُ
وَلَوْ نِيلَتِ الأَرْزاقُ بِالفَضلِ وَالحِجَى / لَمَا كانَ يَرْجُو أَنْ يَثُوبَ لَهُ وَفْرٌ
فَيا نَفْسُ صَبْراً إِنَّ لِلْهَمِّ فُرْجَةً / وَما لَكِ إَلّا العِزُّ عِنْدِي أَو القَبْرُ
وَلي حَسَبٌ يَسْتَوْعِبُ الأَرْضَ ذِكْرُهُ / على العُدْمُ وَالأَحْسابُ يَدْفِنُها الفَقْرُ
حَتّامَ تَشْكو الصَّدى بِيْضٌ مَباتِيرُ
حَتّامَ تَشْكو الصَّدى بِيْضٌ مَباتِيرُ / وَلا تَخوضُ دَماً جُرْدٌ مَحاضِيرُ
وَطَالِبُ العِزِّ لا يُلْقي مَراسِيَهُ / بِحَيْثُ يُمْتَهَنُّ الشُّمُّ المَغاوِيرُ
فَما لِظمياءَ تَلْحاني عَلى عَدَمي / وَعِنْدِيَ العُذْرُ لَوْ تُغْني المَعاذِيرُ
وَلَسْتُ أَدْري أَنالَ الدّهْرُ مِنْ جِدَتي / جَهالَةً بِيَ أَمْ جُنَّ المَقادِيرُ
وَلي قَصائِدُ تَحْكي رَوْضَةً أُنُفاً / تَبَسَّمَتْ في حَواشِيها الأَزاهِيرُ
وَالشِّعْرُ لَيْسَ بِمُجْدٍ فَالمُلوكُ لَهُمْ / أَيْدٍ صُخُورٌ وَأَعْرَاضٌ قَوارِير
خَليلِيَّ بِئْسَ الرَّأْيُ ما تَرَيانِ
خَليلِيَّ بِئْسَ الرَّأْيُ ما تَرَيانِ / أَما لَكما بِالنَّائِباتِ يَدانِ
تُريدانِ مِنّي أَنْ أُزيرَ مَدائِحي / هَجيناً فَما قَوْمِي إِذاً بِهِجانِ
وَمَنْ يَكْتَسِبْ مَالاً بِعِرْضٍ يُذِيلُهُ / فَلا ذاقَ طَعْمَ العَيْشِ غَيْرَ مُهانِ
وَإِنْ شِئْتُما أَنْ تَعْلَما مَا أُجِنُّهُ / فَلَيسَ بمَأَمونٍ عَلَيْهِ لِساني
وَعَنْ كَثَبٍ يُفْضِي بِسِّري إِليْكُما / غِرارُ حُسامٍ أَوْ شَبَاةُ سِنانِ
وَإِخْوانِ صِدْقٍ كُنْتُ أَرْعَي مَغِيبَهُمْ / وَأَدْفَعُ عَنْهُمْ وَالرِّماحُ دَوانِ
فَلَمّا اسْتَفادُوا ثَرْوَةً بَطِروا بِها / وَضاعَ خِماصُ الحي بَيْنَ بِطانِ
أَرَى أَيْدِياً نَالَتْ غِنىً بَعْدَ خَلَّةٍ / لِأَلأَمِ قَوْمٍ في أَخَسِّ زَمانِ
فَضَنّتْ بِما تَحْويهِ شُلَّ بَنانُها / وَإِنْ رُمْتَ جَدْواها فَشُلَّ بَنانِي
وَمِنْ حَدَثَانِ الدَّهْر أَنْ أَسْتَميحَهُمْ / وَتَحْتَ نِجادِي مِدْرَهُ الحَدَثانِ
وَلَكِنَّني في مَعْشَرٍ لا تَسُوؤُهُمْ / أَحادِيثُ تَقْلَوْلي لَها الأُذُنانِ
إِذَا عَاهَدُوا أَوْ عَاقَدوا فَعُهودُهُمْ / عُهودُ قُيونِ في وَفاءِ قِيانِ
وَجَارَتُهُمْ في الأَمْنِ غَيْرُ مَصونَةٍ / وَجَارُهُمُ في الرَّوْعِ غَيْرُ مُعانِ
بَكَتْ أُمُّ عَمْروٍ إِذْ أُنِيخَتْ رَكائِبي / بِحَيْثُ الهِضابُ الحُمْرُ مِنْ هَمَذانِ
فَأَذْرَتْ دُموعَاً كَالجُمانِ تُفِيضُها / على خَدِّ مِقْلاقِ الوِشَاحِ رَزانِ
وَمَا عَلِمَتْ أَنَّ السُّيوفَ تَشَبَّثَتْ / بِأَذْيالِ شَمْطاءِ القُرونِ عَوانِ
فَأَبْكَتْ رِجَالاً كَالأُسوَدِ وَلَمْ تُبَل / بُكاءَ نِساءٍ كَالظِّباءِ غَوانِ
وَقُمْتُ فَقَرَّطتُ الأَغَرَّ عِنانَهُ / وَفي اليَدِ مَاضِي الشَّفْرَتَيْنِ يَمانِ
وَلَسْتُ إِذَا ما الدَّهْرُ أحْدَثَ نَكْبَةً / خفِيّاً بِمُسْتَنِّ الخُطوبِ مَكاني
لِئِنْ بَسَطَتْ باعِي مِنَ اللهِ نِعْمَةٌ / وَلَمْ أُحْيَ يَوْمَي نَائِلٍ وَطِعانِ
فَما أَسْنَدَتْني كَفُّ أَرْوَعَ مَاجِدٍ / إِلى نَحرِ رَوْعاءِ الفُؤَادِ حَصانِ
بَدَتْ وَجَناحُ الفَجْرِ لَمْ يَتَنَفَّضِ
بَدَتْ وَجَناحُ الفَجْرِ لَمْ يَتَنَفَّضِ / لَوامِعُ بَرْقٍ يَشْتَكي الأَيْنَ مُومِضِ
يَلوحُ ابْتِسامَ العامِرِيَّةِ وَالجَوى / يُبَرِّحُ بي وَالنَّجْمُ لَمْ يَتَعَرَّضِ
فَقُلْتُ لِأَدْنَى صاحِبَيَّ وقد طَوى / عَلى النَّوْمِ جَفْنَيْ راقِدِ اللَّيْلِ مُغْمِضِ
تَصِحُّ وَتَلْحانِي فَذَرْنِي وَحُبَّها / فَإِنَّ مُصِحِّي في الصَّبابَةِ مُمْرِضي
وَمَنْ يَتَعَوَّضْ عَنْ هَواهُ فَإِنَّني / وَجَدِّكَ عَنْ ظَمْياءَ لَمْ أَتَعَوَّضِ
أَحِنُّ إِلَيْها وَالنَّوى مُطمَئِنَّةٌ / بِنا وَبُيوتُ الحَيِّ لَمْ تَتَقوَّضِ
فَلا الصَّبْرُ مَوْجودٌ وَلا القَلْبُ ذاهِلٌ / وَلا الشَّمْلُ مَجْموعٌ وَلا الشَّوْقُ مُنْقَضِ
وَذِي سَفَهٍ أَلْقَيْتُ فَضْلَ خِطامِهِ
وَذِي سَفَهٍ أَلْقَيْتُ فَضْلَ خِطامِهِ / إِلَيْهِ وَكَمْ أَبْقى على جَهْلِهِ عِلْمي
فَلَمّا أَبَى إِلّا طِماحاً إِلى الخَنَى / تَجافَيْتُ عَنْهُ والتَفَتُّ إِلى حِلْمِي
أَلِفْتُ الهُوَيْنى في زَمانٍ لِأَهْلِهِ
أَلِفْتُ الهُوَيْنى في زَمانٍ لِأَهْلِهِ / على غَيْرِ ما يَرْضَى بِهِ المَجْدُ تَحْريضُ
وَلَوْ وَجَد ابْنُ الغابِ في الأرْضِ مَمْرَحاً / لَكانَ لَهُ عَنْ خُطَّةِ الضَّيْمِ تَقْويضُ
فَمَنْ لي بيوْمٍ تَرْتوي فيهِ من دَمٍ / رُدَيْنِيَّةٌ سُمْرٌ وَهِنْدِيَّةٌ بِيضُ
يا صَاحِبَيَّ خُذا لِلسَّيْرِ أُهْبَتَهُ
يا صَاحِبَيَّ خُذا لِلسَّيْرِ أُهْبَتَهُ / فَغَيْرُنا بِمُناخِ السُّوءِ يَحْتَبِسُ
أَتَرْقُدانِ وَفَرْعُ الصُّبْحِ مُنْتَشِرٌ / عَلَيكُما وَذَماءُ اللَّيْلِ مُخْتَلَسُ
إِنْ تَجْهَلا ما يُناجِيني الحِفاظُ بِهِ / فَالرُّمْحُ يَعْلَمُ ما أَبْغِيهِ وَالفَرَسُ
لِلَّهِ دَرِّي فَكَمْ أَسْمُو إِلى أَمَدٍ / والدَّهْرُ في ناظِرَيْهِ دُونَهُ شَوَسُ
أَبْغَي عُلاً رامَها جَدِّي فَأَدْرَكَها / وَكانَ في غَمْرَةِ الهَيْجاءِ يَنْغَمِسُ
وَفي يَدِي كَلِسانِ الأَيْمِ مُرْهَفَةٌ / غِرارُها بِمَقيلِ الرُّوحِ مُلْتَبِسُ
في مَعْرَكٍ يَتَشَكّى النَسْرُ بِطْنَتَهُ / بِهِ وَلِلذِئْبِ في قَتْلاهُ مُنْتَهَسُ
وَذابِلي مِنْ نَجيعِ القِرْنِ مُغْتَرِفٌ / وَمِنْ لَظَى الحِقُدِ في جَنْبَيْهِ مُقْتَبِسُ
فَأَيَّ أَرْوَعَ مِنّي نَبَهَّتْ هِمَمي / وَأَيَّ شَأْوٍ مِنَ العَلْياءِ أَلْتَمسُ
ضَلَّتْ قُبَيِّلَةٌ رامُوا مُساجَلَتي
ضَلَّتْ قُبَيِّلَةٌ رامُوا مُساجَلَتي / وَلَمْ تَطَأْ صَفْحَةَ الغَبْراءِ أَمْثالي
وَقَدْ فَضَلْتُهُمُ في كُلِّ مَكْرُمَةٍ / إِلّا الغِنى وَالعُلا في الفَضْلِ لا المالِ
فَكَمْ تَمَرَّسَ بي في الفَخْرِ جاهِلُهُمْ / تَمَرُّسَ الأَجْرَبِ المَهْنوءِ بِالطّالي
إِنْ طُوِّقُوا نِعَماً وَاللُّؤْمُ مُشْتَمِلٌ / عَلَيْهِمُ فَهْيَ أَطْواقٌ كَأَغْلالِ
وَلي أَبٌ لَوْ أُعيرَ النّاسُ سُؤدَدَهُ / لَم يَرْغَبوا الدّهْرَ في عَمٍّ وَلا خَالِ
النَّاسُ مِنْ خَوَلي وَالدَّهْرُ مِنْ خَدَمي
النَّاسُ مِنْ خَوَلي وَالدَّهْرُ مِنْ خَدَمي / وَقِمةُ النَّجْمِ عِنْدِي مَوْطِئُ القَدَمِ
وَلِلْبَيان لِساني وَالنَّدى خَضِلٌ / بِهِ يَدي وَالعُلا يُخْلَقْنَ مِنْ شِيَمي
فَأَيْنَ مِثْلُ أَبي في العُرْبِ قاطِبَةً / وَمَنْ كَخاليَ في صُيّابَةِ الَعَجِم
وَالنَّسْرُ يَتْبَعُ سَيْفِي حِينَ يَلْحَظُهُ / وَالدَّهْرُ يُنْشِدُ ما يَهْمي بِهِ قَلَمي
لَوْ صِيَغتِ الأَرْضُ لي دُونَ الوَرى ذَهَباً / لَمْ تَرْضَها لِمُرَجِّي نائِلي هِمَمِي
وَعَنْ قَليلٍ أُرَى في مَأْزِقٍ حَرِجٍ / بِهِ تُشامُ السُّرَيْجيّاتُ في القِمَمِ
وَالبيضُ مُرْدَفَةٌ تَبْدو خَلاخِلُها / في مَسْلَكِ وَحِلٍ مِنْ عَبْرَةٍ وَدَمِ
فَالمَجْدُ في صَهَواتِ الخَيْلِ مَطلَبُهُ / وَالعِزُّ في ظُبَةِ الصَّمْصامَةِ الخَذِمِ
رَمَى اللهُ سَعْداً بِالَّذي هُوَ أَهْلُهُ
رَمَى اللهُ سَعْداً بِالَّذي هُوَ أَهْلُهُ / فَقَدْ مَلَّ قَبْلَ الفَجْرِ سَوْقَ الأَباعِرِ
يُلِحُّ على الأَقْدارِ بِاللَّوْمِ إِذْ وَنى / وَليْسَ على طَيِّ الفَيافِي بِصابِرِ
وَبِئْسَ زَميلُ السَّفْرِ مَنْ كانَ دَأْبُهُ / إِذا عُيِّرَ التَقْصيرَ ذَمُّ المَقادِرِ
فَلَمْ أَجُبِ البَيْداءَ إِذْ أَرْخَتِ الدُّجَى / ذَلاذِلَها مِنْهُ بِأَبْيَضَ باتِرِ
وَلَوْ أَرِّقَتْهُ هِمَّةٌ أُمَويَّةٌ / لَما نَامَ عَمّا أَقْتَني مِنْ مَآثِرِ
فَبات ضَجيعاً لِلْهُوَينى وَقَلَّصَتْ / بِرَحْلِي بُنَيَّاتُ الجَديلِ وَداعِرِ
وَقَدْ شَرِبَتْ أَكْوارُها مِنْ ظُهورِها / دَمَاً وَالكَرى يُلْقِي يَداً في المَحاجِرِ
لَئِنْ سَلِمَتْ مِنّي وَلَمْ أَبْلُغِ المَدَى / فَلَسْتُ لِصِيدٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَعامِرِ
وَشادِنٍ نَبَّهْتُهُ وَالكَرى
وَشادِنٍ نَبَّهْتُهُ وَالكَرى / يُميلُهُ كَالغُصُنِ المُنْعَطِفْ
فَجاءَ يَمْشِي ثَمِلاً خَطْوُهُ / وَهْوَ بِجِلْبابِ الدُّجَى مُلْتَحِفْ
بَدْرُ الدُّجَى يَسْعَى بِشَمْسِ الضُّحى / وَأَدْمُعُ الغَيْمِ عَلَينا تَكِفْ
وَجَفْنُهُ يَثْقُلُ مِنْ سُكْرِهِ / وَكَفُّهُ بِالكَأْسِ نَحوي تَخِفّْ
فَبِتُّ وَالنَّجْمُ وَهَى عِقْدُهُ / يَفْسُقُ طَرْفي وَضَميري يَعِفّْ
وَالوَرْدَ مِنْ وَجْنَتِهِ أَجْتَني / وَالرّاحَ مِنْ رِيقَتِهِ أَرْتَشِفْ
ثُمَّ افْتَرَقْنا وَكِلانا شَجٍ / لَهُ فُؤادٌ بِالأَسى يَعْتَرِفْ
وَأَضْلُعٌ فيها الجَوَى كامِنٌ / وَأَدْمُعٌ مِنْها النَّوى تَغْتَرِفْ
وَكاشِحٍ خَامَرَتْ أَلْحاظَهُ سِنَةٌ
وَكاشِحٍ خَامَرَتْ أَلْحاظَهُ سِنَةٌ / تَرَكْتُهُ وَهْوَ مِنْ جَفْنَيْهِ تَنْتَفِضُ
فَظَلَّ مُرْتَعِدَ العِرْنينِ مِنْ غَضَبٍ / وَسَوْرَةُ التِّيهِ في عِطْفَيّ تَرْتَكِضُ
أَنا الشَّجا وَالعِدا مِنْهُ على مَضَضٍ / بِحَيْثُ تَعْتَرِكُ الأَنْفاسُ يَعْتَرِضُ
تَشَبَّثْ يا أُخيَّ بِمَكْرُماتٍ
تَشَبَّثْ يا أُخيَّ بِمَكْرُماتٍ / تَنوشُ ذوائِبَ الحَسَبِ التَّليدِ
فَنَحْنُ نَحِلُّ أَنْدِيَةً إِلَيْها / ثَنى النَّعْماءُ طَرْفَ ألمُسْتَفيدِ
وَنَعْتَقِلُ الرِّماحَ مُثَقَّفاتٍ / وَنَرْفُلُ في سَرابِيلِ الحَديدِ
وَقَدْ كُنا المُلوكَ على البَرَايا / نُشَيِّدُ ما بَناهُ أَبو يَزيدِ
فَجاذَبَنا رِداءَ العِزِّ دَهْرٌ / جَلا الأحْرارَ في صُوَرِ العَبيدِ
يا بْنَ الخَلائِفِ لا تَذِلَّ لِنَكْبَةٍ
يا بْنَ الخَلائِفِ لا تَذِلَّ لِنَكْبَةٍ / يِلْتَفُّ فِيها بِالرَّجَاءِ الياسُ
فَسَجِيَّةُ الأُمَويِّ كِبْرٌ زانَهُ / كَرَمٌ وَجُودٌ دَبَّ فيهِ باسُ
وَلَنا مِنَ الشَّرَفِ الرَّفيعِ يَفاعُهُ / وَاللهُ يَعْلَمُ ذاكَ ثُمَّ النّاسُ
وَجَمِيعُ مَنْ في الأَرْضِ لَيْسَ بِمُنْكِرٍ / أَنَّ الوَرَى ذَنَبٌ وَنَحْنُ الرّاسُ
أَرِقْنا وَأسْرابُ النُّجومِ هُجوعُ
أَرِقْنا وَأسْرابُ النُّجومِ هُجوعُ / نُعالِجُ هَمّاً أَضْمَرَتْهُ ضُلوعُ
وَنُعْرِضُ عَنْ بِيضٍ تُديرُ وَراءَنا / عُيونَ مَهاً فيها دَمٌ وَدُموعُ
وَنَنْهَضُ لِلْعَلْياءِ وَالجَدُّ عاثِرٌ / وَنَحْنُ بِمُسْتَنِّ الهَوانِ وُقوعُ
وَهَلْ تَرْفَعُ الأَيامُ إِلّا عِصابَةً / عَفَتْ بِهِمُ لِلْمَكْرُماتِ رُبوعُ
لَهُمْ ثَرْوَةٌ يَمْتَدُّ في اللُّؤْمِ باعُها / حَواهَا نَعامٌ في النَّعيمِ رَتُوعُ
إِذَا شَبِعوا باتُوا نِياماً وَجَارُهُمْ / يُصارِمُ جَفْنَيْهِ الكَرَى وَيَجُوعُ
شَكَتْ عُقَبَ المَسْرَى مَطَايَا تَؤُمُّهُمْ / وَتَذْرَعُ أَجْوازَ الفَلا وَتَبوعُ
فَلا زِلْنَ حَسْرَى لِمْ حَمَلْنَ إِلَيْهِمُ / فَتىً لا يُناغِي نَاظِرَيْهِ خُشوعُ
وَهُمْ نَفَضُ الآفاقِ قَدْ خَبُثَتْ لَهُمْ / أُصُولٌ فَما طَابَتْ لَهُنَّ فُروعُ
إِذَا زَارَ مَغْناهُمْ كَريمٌ فَما لَهُ / إِليْهَمْ إِذَا حُمَّ الفِرَاقُ رُجوعُ
إِذا غَارَ عَزْمي في البِلادِ وَأَنْجَدا
إِذا غَارَ عَزْمي في البِلادِ وَأَنْجَدا / فَإِنَّ قُصَارَى السَّعْي أَنْ أَبْلُغَ المَدَى
وَلِلْغَايَةِ القُصْوَى سَمَتْ بِيَ هِمَّتي / فَلا بُدَّ مِنْ نَيْلي المَعالي أَو الرَّدَى
لَأَدَّرِعَنَّ النَّقْعَ وَالسَّيْفُ يُنْتَضَى / لُجَيْناً وَنُؤويهِ إِلى الغِمْدِ عَسْجَدا
بِجُرْدٍ يُجاذِبْنَ الأَعِنَّةَ أَيْدِيَاً / لَبيقَاتِ أَطْرِافِ الأَنامِلِ بِالندى
إِذا هُنَّ نَبَّهْنَ الثَّرَى مِن رُقادِهِ / ذَرَرْنَ بهِ في مُقْلَةِ النَّجْمِ إِثْمِدَا
وَشَعَّثْنَ أَعْرافَ الصَّباحِ بِهَبْوَةٍ / يُطالِعْنَ مِنْها نَاظِرَ الشَّمْسِ أَرْمَدا
فَلَسْتُ ابْنَ مَنْ سَادَ الأَنَامَ وَقادَهُمْ / لَئِنْ لَمْ أُرَوِّ الرُّمْحَ مِنْ ثُغَرِ العِدَا
سَقْيَاً لِكُوفَنَ مِنْ أَرْضٍ إِذَا ذُكِرَتْ
سَقْيَاً لِكُوفَنَ مِنْ أَرْضٍ إِذَا ذُكِرَتْ / هاجَتْ على عُدواءِ الدّارِ أَشْواقا
يَطيبُ عِرْقُ الثَّرَى مِنْها بِكلِّ فَتىً / مِنْ أُسْرتي طابَ أَعْراقاً وَأَخْلاقا
لَوَى مُعاوِيَةُ ابْنُ الأَكْرَمِينَ أَبَاً / مِنْهُم إِلى المَجْدِ أَبْصاراً وَأَعْناقا
تَرودُ تَحْتَ ظِلالِ السُّمْرِ عِنْدَهُمُ / مَلْبُونَةٌ تَطأُ الهاماتِ أَفْلاقَا
فَكُلُّهُمْ حِينَ تُسْتَوْشَى حَفِيظَتُهُ / يُلْقِي بِمُعْتَرَكِ الأَبْطالِ أَرْواقا
كَسا القَنا وَالطُّلى مِنْ أَرْؤُسٍ وَلُهاً / في الحَرْبِ وَالسِّلْمِ تِيجانَاً وَأَطْواقا
فَإِنَّ تُهِبْ عِنْدَ إِظْلال الخُطوبِ بِهِ / يُشَمِّرِ الذَّيلَ حَتّى يَنْصُفَ السّاقا
أَرومُ العُلا وَالدَّهْرُ يُزجِي خُطوبَهُ
أَرومُ العُلا وَالدَّهْرُ يُزجِي خُطوبَهُ / إِلَيَّ بإِحْدى المُعْضِلاتِ القَواصِم
وَتَصْحَبُني سَمْراءُ ظَمْأَى لَدى الوَغَى / وَأُعْرِضُ عَنْ بَيضاءَ رَيّا المَعاصِمِ
وَمَنْ طَلَبَ العَلْياءَ لَمْ يَخَفِ الرَّدى / فَمِنْ دونِ ما يَبْغِيهِ حَزُّ الغَلاصِمِ
وَيَوْمٍ طَوَيْنا أَبْرَدَيْهِ بِرَوْضَةٍ
وَيَوْمٍ طَوَيْنا أَبْرَدَيْهِ بِرَوْضَةٍ / يُنَشِّرُ فيها الأَتْحَمِيُّ المُعَضَّدُ
وَنَحْنُ على أَطْرافِ نَهْرٍ تُظِلُّهُ / أَزاهيرُها وَالشَّمسُ فيها تَوَقَّدُ
وَتُظْهِرُهُ طَوْراً وطَوْراً تُجِنُّهُ / فَتَحْسِبُه سَيْفاً يُسَلُّ وَيُغْمدُ
وَتَبْسِمُ في رَأْدِ الضُّحى وَتَؤودُها / أَبابِيلُ مِنْ طَيْرٍ عَلَيْها تُغَرِّدُ
شَرْبِنا بِها ماءً تُغازِلُهُ الصَّبا / فَيَصْفُو وَيَقْتاتُ النَّسيمَ فَيَبْرُدُ
إِذا ما ذَكَرْنا طِيبَهُ بَعْدَ بُرْهَةٍ / مِنَ الدَّهْرِ عاوَدْناهُ وَالعَوْدُ أَحْمَدُ
وَرَوْضٍ زُرْتُهُ وَالأُّفْقُ يُصْحِي
وَرَوْضٍ زُرْتُهُ وَالأُّفْقُ يُصْحِي / أَحايِيناً وَآوِنَةً يَغيمُ
كَأَنَّ القَطْرَ مِنْ سَبَلِ الغَوادي / عَلى زَهَراتِهِ الدُّرُّ النَّظيمُ
يَلينُ لَهُ أَدِيمُ الجَوِّ حَتّى / يَصِحَّ بِهِ وَيَعْتَلُّ النَّسيمُ