القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأَبِيوَرْدي الكل
المجموع : 393
وَمُتَّشِحٍ بِاللُّؤْمِ جَاذَبَني العُلا
وَمُتَّشِحٍ بِاللُّؤْمِ جَاذَبَني العُلا / فَقَدَّمَهُ يُسْرٌ وَأَخَّرَني عُسْرُ
وَطَوَّقْتُ أَعْناقَ المَقادِيرِ ما أَتَى / بِهِ الدَّهْرُ حَتَّى ذَلَّ لِلْعَجُزِ الصَّدْرُ
وَلَوْ نِيلَتِ الأَرْزاقُ بِالفَضلِ وَالحِجَى / لَمَا كانَ يَرْجُو أَنْ يَثُوبَ لَهُ وَفْرٌ
فَيا نَفْسُ صَبْراً إِنَّ لِلْهَمِّ فُرْجَةً / وَما لَكِ إَلّا العِزُّ عِنْدِي أَو القَبْرُ
وَلي حَسَبٌ يَسْتَوْعِبُ الأَرْضَ ذِكْرُهُ / على العُدْمُ وَالأَحْسابُ يَدْفِنُها الفَقْرُ
حَتّامَ تَشْكو الصَّدى بِيْضٌ مَباتِيرُ
حَتّامَ تَشْكو الصَّدى بِيْضٌ مَباتِيرُ / وَلا تَخوضُ دَماً جُرْدٌ مَحاضِيرُ
وَطَالِبُ العِزِّ لا يُلْقي مَراسِيَهُ / بِحَيْثُ يُمْتَهَنُّ الشُّمُّ المَغاوِيرُ
فَما لِظمياءَ تَلْحاني عَلى عَدَمي / وَعِنْدِيَ العُذْرُ لَوْ تُغْني المَعاذِيرُ
وَلَسْتُ أَدْري أَنالَ الدّهْرُ مِنْ جِدَتي / جَهالَةً بِيَ أَمْ جُنَّ المَقادِيرُ
وَلي قَصائِدُ تَحْكي رَوْضَةً أُنُفاً / تَبَسَّمَتْ في حَواشِيها الأَزاهِيرُ
وَالشِّعْرُ لَيْسَ بِمُجْدٍ فَالمُلوكُ لَهُمْ / أَيْدٍ صُخُورٌ وَأَعْرَاضٌ قَوارِير
خَليلِيَّ بِئْسَ الرَّأْيُ ما تَرَيانِ
خَليلِيَّ بِئْسَ الرَّأْيُ ما تَرَيانِ / أَما لَكما بِالنَّائِباتِ يَدانِ
تُريدانِ مِنّي أَنْ أُزيرَ مَدائِحي / هَجيناً فَما قَوْمِي إِذاً بِهِجانِ
وَمَنْ يَكْتَسِبْ مَالاً بِعِرْضٍ يُذِيلُهُ / فَلا ذاقَ طَعْمَ العَيْشِ غَيْرَ مُهانِ
وَإِنْ شِئْتُما أَنْ تَعْلَما مَا أُجِنُّهُ / فَلَيسَ بمَأَمونٍ عَلَيْهِ لِساني
وَعَنْ كَثَبٍ يُفْضِي بِسِّري إِليْكُما / غِرارُ حُسامٍ أَوْ شَبَاةُ سِنانِ
وَإِخْوانِ صِدْقٍ كُنْتُ أَرْعَي مَغِيبَهُمْ / وَأَدْفَعُ عَنْهُمْ وَالرِّماحُ دَوانِ
فَلَمّا اسْتَفادُوا ثَرْوَةً بَطِروا بِها / وَضاعَ خِماصُ الحي بَيْنَ بِطانِ
أَرَى أَيْدِياً نَالَتْ غِنىً بَعْدَ خَلَّةٍ / لِأَلأَمِ قَوْمٍ في أَخَسِّ زَمانِ
فَضَنّتْ بِما تَحْويهِ شُلَّ بَنانُها / وَإِنْ رُمْتَ جَدْواها فَشُلَّ بَنانِي
وَمِنْ حَدَثَانِ الدَّهْر أَنْ أَسْتَميحَهُمْ / وَتَحْتَ نِجادِي مِدْرَهُ الحَدَثانِ
وَلَكِنَّني في مَعْشَرٍ لا تَسُوؤُهُمْ / أَحادِيثُ تَقْلَوْلي لَها الأُذُنانِ
إِذَا عَاهَدُوا أَوْ عَاقَدوا فَعُهودُهُمْ / عُهودُ قُيونِ في وَفاءِ قِيانِ
وَجَارَتُهُمْ في الأَمْنِ غَيْرُ مَصونَةٍ / وَجَارُهُمُ في الرَّوْعِ غَيْرُ مُعانِ
بَكَتْ أُمُّ عَمْروٍ إِذْ أُنِيخَتْ رَكائِبي / بِحَيْثُ الهِضابُ الحُمْرُ مِنْ هَمَذانِ
فَأَذْرَتْ دُموعَاً كَالجُمانِ تُفِيضُها / على خَدِّ مِقْلاقِ الوِشَاحِ رَزانِ
وَمَا عَلِمَتْ أَنَّ السُّيوفَ تَشَبَّثَتْ / بِأَذْيالِ شَمْطاءِ القُرونِ عَوانِ
فَأَبْكَتْ رِجَالاً كَالأُسوَدِ وَلَمْ تُبَل / بُكاءَ نِساءٍ كَالظِّباءِ غَوانِ
وَقُمْتُ فَقَرَّطتُ الأَغَرَّ عِنانَهُ / وَفي اليَدِ مَاضِي الشَّفْرَتَيْنِ يَمانِ
وَلَسْتُ إِذَا ما الدَّهْرُ أحْدَثَ نَكْبَةً / خفِيّاً بِمُسْتَنِّ الخُطوبِ مَكاني
لِئِنْ بَسَطَتْ باعِي مِنَ اللهِ نِعْمَةٌ / وَلَمْ أُحْيَ يَوْمَي نَائِلٍ وَطِعانِ
فَما أَسْنَدَتْني كَفُّ أَرْوَعَ مَاجِدٍ / إِلى نَحرِ رَوْعاءِ الفُؤَادِ حَصانِ
بَدَتْ وَجَناحُ الفَجْرِ لَمْ يَتَنَفَّضِ
بَدَتْ وَجَناحُ الفَجْرِ لَمْ يَتَنَفَّضِ / لَوامِعُ بَرْقٍ يَشْتَكي الأَيْنَ مُومِضِ
يَلوحُ ابْتِسامَ العامِرِيَّةِ وَالجَوى / يُبَرِّحُ بي وَالنَّجْمُ لَمْ يَتَعَرَّضِ
فَقُلْتُ لِأَدْنَى صاحِبَيَّ وقد طَوى / عَلى النَّوْمِ جَفْنَيْ راقِدِ اللَّيْلِ مُغْمِضِ
تَصِحُّ وَتَلْحانِي فَذَرْنِي وَحُبَّها / فَإِنَّ مُصِحِّي في الصَّبابَةِ مُمْرِضي
وَمَنْ يَتَعَوَّضْ عَنْ هَواهُ فَإِنَّني / وَجَدِّكَ عَنْ ظَمْياءَ لَمْ أَتَعَوَّضِ
أَحِنُّ إِلَيْها وَالنَّوى مُطمَئِنَّةٌ / بِنا وَبُيوتُ الحَيِّ لَمْ تَتَقوَّضِ
فَلا الصَّبْرُ مَوْجودٌ وَلا القَلْبُ ذاهِلٌ / وَلا الشَّمْلُ مَجْموعٌ وَلا الشَّوْقُ مُنْقَضِ
وَذِي سَفَهٍ أَلْقَيْتُ فَضْلَ خِطامِهِ
وَذِي سَفَهٍ أَلْقَيْتُ فَضْلَ خِطامِهِ / إِلَيْهِ وَكَمْ أَبْقى على جَهْلِهِ عِلْمي
فَلَمّا أَبَى إِلّا طِماحاً إِلى الخَنَى / تَجافَيْتُ عَنْهُ والتَفَتُّ إِلى حِلْمِي
أَلِفْتُ الهُوَيْنى في زَمانٍ لِأَهْلِهِ
أَلِفْتُ الهُوَيْنى في زَمانٍ لِأَهْلِهِ / على غَيْرِ ما يَرْضَى بِهِ المَجْدُ تَحْريضُ
وَلَوْ وَجَد ابْنُ الغابِ في الأرْضِ مَمْرَحاً / لَكانَ لَهُ عَنْ خُطَّةِ الضَّيْمِ تَقْويضُ
فَمَنْ لي بيوْمٍ تَرْتوي فيهِ من دَمٍ / رُدَيْنِيَّةٌ سُمْرٌ وَهِنْدِيَّةٌ بِيضُ
يا صَاحِبَيَّ خُذا لِلسَّيْرِ أُهْبَتَهُ
يا صَاحِبَيَّ خُذا لِلسَّيْرِ أُهْبَتَهُ / فَغَيْرُنا بِمُناخِ السُّوءِ يَحْتَبِسُ
أَتَرْقُدانِ وَفَرْعُ الصُّبْحِ مُنْتَشِرٌ / عَلَيكُما وَذَماءُ اللَّيْلِ مُخْتَلَسُ
إِنْ تَجْهَلا ما يُناجِيني الحِفاظُ بِهِ / فَالرُّمْحُ يَعْلَمُ ما أَبْغِيهِ وَالفَرَسُ
لِلَّهِ دَرِّي فَكَمْ أَسْمُو إِلى أَمَدٍ / والدَّهْرُ في ناظِرَيْهِ دُونَهُ شَوَسُ
أَبْغَي عُلاً رامَها جَدِّي فَأَدْرَكَها / وَكانَ في غَمْرَةِ الهَيْجاءِ يَنْغَمِسُ
وَفي يَدِي كَلِسانِ الأَيْمِ مُرْهَفَةٌ / غِرارُها بِمَقيلِ الرُّوحِ مُلْتَبِسُ
في مَعْرَكٍ يَتَشَكّى النَسْرُ بِطْنَتَهُ / بِهِ وَلِلذِئْبِ في قَتْلاهُ مُنْتَهَسُ
وَذابِلي مِنْ نَجيعِ القِرْنِ مُغْتَرِفٌ / وَمِنْ لَظَى الحِقُدِ في جَنْبَيْهِ مُقْتَبِسُ
فَأَيَّ أَرْوَعَ مِنّي نَبَهَّتْ هِمَمي / وَأَيَّ شَأْوٍ مِنَ العَلْياءِ أَلْتَمسُ
ضَلَّتْ قُبَيِّلَةٌ رامُوا مُساجَلَتي
ضَلَّتْ قُبَيِّلَةٌ رامُوا مُساجَلَتي / وَلَمْ تَطَأْ صَفْحَةَ الغَبْراءِ أَمْثالي
وَقَدْ فَضَلْتُهُمُ في كُلِّ مَكْرُمَةٍ / إِلّا الغِنى وَالعُلا في الفَضْلِ لا المالِ
فَكَمْ تَمَرَّسَ بي في الفَخْرِ جاهِلُهُمْ / تَمَرُّسَ الأَجْرَبِ المَهْنوءِ بِالطّالي
إِنْ طُوِّقُوا نِعَماً وَاللُّؤْمُ مُشْتَمِلٌ / عَلَيْهِمُ فَهْيَ أَطْواقٌ كَأَغْلالِ
وَلي أَبٌ لَوْ أُعيرَ النّاسُ سُؤدَدَهُ / لَم يَرْغَبوا الدّهْرَ في عَمٍّ وَلا خَالِ
النَّاسُ مِنْ خَوَلي وَالدَّهْرُ مِنْ خَدَمي
النَّاسُ مِنْ خَوَلي وَالدَّهْرُ مِنْ خَدَمي / وَقِمةُ النَّجْمِ عِنْدِي مَوْطِئُ القَدَمِ
وَلِلْبَيان لِساني وَالنَّدى خَضِلٌ / بِهِ يَدي وَالعُلا يُخْلَقْنَ مِنْ شِيَمي
فَأَيْنَ مِثْلُ أَبي في العُرْبِ قاطِبَةً / وَمَنْ كَخاليَ في صُيّابَةِ الَعَجِم
وَالنَّسْرُ يَتْبَعُ سَيْفِي حِينَ يَلْحَظُهُ / وَالدَّهْرُ يُنْشِدُ ما يَهْمي بِهِ قَلَمي
لَوْ صِيَغتِ الأَرْضُ لي دُونَ الوَرى ذَهَباً / لَمْ تَرْضَها لِمُرَجِّي نائِلي هِمَمِي
وَعَنْ قَليلٍ أُرَى في مَأْزِقٍ حَرِجٍ / بِهِ تُشامُ السُّرَيْجيّاتُ في القِمَمِ
وَالبيضُ مُرْدَفَةٌ تَبْدو خَلاخِلُها / في مَسْلَكِ وَحِلٍ مِنْ عَبْرَةٍ وَدَمِ
فَالمَجْدُ في صَهَواتِ الخَيْلِ مَطلَبُهُ / وَالعِزُّ في ظُبَةِ الصَّمْصامَةِ الخَذِمِ
رَمَى اللهُ سَعْداً بِالَّذي هُوَ أَهْلُهُ
رَمَى اللهُ سَعْداً بِالَّذي هُوَ أَهْلُهُ / فَقَدْ مَلَّ قَبْلَ الفَجْرِ سَوْقَ الأَباعِرِ
يُلِحُّ على الأَقْدارِ بِاللَّوْمِ إِذْ وَنى / وَليْسَ على طَيِّ الفَيافِي بِصابِرِ
وَبِئْسَ زَميلُ السَّفْرِ مَنْ كانَ دَأْبُهُ / إِذا عُيِّرَ التَقْصيرَ ذَمُّ المَقادِرِ
فَلَمْ أَجُبِ البَيْداءَ إِذْ أَرْخَتِ الدُّجَى / ذَلاذِلَها مِنْهُ بِأَبْيَضَ باتِرِ
وَلَوْ أَرِّقَتْهُ هِمَّةٌ أُمَويَّةٌ / لَما نَامَ عَمّا أَقْتَني مِنْ مَآثِرِ
فَبات ضَجيعاً لِلْهُوَينى وَقَلَّصَتْ / بِرَحْلِي بُنَيَّاتُ الجَديلِ وَداعِرِ
وَقَدْ شَرِبَتْ أَكْوارُها مِنْ ظُهورِها / دَمَاً وَالكَرى يُلْقِي يَداً في المَحاجِرِ
لَئِنْ سَلِمَتْ مِنّي وَلَمْ أَبْلُغِ المَدَى / فَلَسْتُ لِصِيدٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَعامِرِ
وَشادِنٍ نَبَّهْتُهُ وَالكَرى
وَشادِنٍ نَبَّهْتُهُ وَالكَرى / يُميلُهُ كَالغُصُنِ المُنْعَطِفْ
فَجاءَ يَمْشِي ثَمِلاً خَطْوُهُ / وَهْوَ بِجِلْبابِ الدُّجَى مُلْتَحِفْ
بَدْرُ الدُّجَى يَسْعَى بِشَمْسِ الضُّحى / وَأَدْمُعُ الغَيْمِ عَلَينا تَكِفْ
وَجَفْنُهُ يَثْقُلُ مِنْ سُكْرِهِ / وَكَفُّهُ بِالكَأْسِ نَحوي تَخِفّْ
فَبِتُّ وَالنَّجْمُ وَهَى عِقْدُهُ / يَفْسُقُ طَرْفي وَضَميري يَعِفّْ
وَالوَرْدَ مِنْ وَجْنَتِهِ أَجْتَني / وَالرّاحَ مِنْ رِيقَتِهِ أَرْتَشِفْ
ثُمَّ افْتَرَقْنا وَكِلانا شَجٍ / لَهُ فُؤادٌ بِالأَسى يَعْتَرِفْ
وَأَضْلُعٌ فيها الجَوَى كامِنٌ / وَأَدْمُعٌ مِنْها النَّوى تَغْتَرِفْ
وَكاشِحٍ خَامَرَتْ أَلْحاظَهُ سِنَةٌ
وَكاشِحٍ خَامَرَتْ أَلْحاظَهُ سِنَةٌ / تَرَكْتُهُ وَهْوَ مِنْ جَفْنَيْهِ تَنْتَفِضُ
فَظَلَّ مُرْتَعِدَ العِرْنينِ مِنْ غَضَبٍ / وَسَوْرَةُ التِّيهِ في عِطْفَيّ تَرْتَكِضُ
أَنا الشَّجا وَالعِدا مِنْهُ على مَضَضٍ / بِحَيْثُ تَعْتَرِكُ الأَنْفاسُ يَعْتَرِضُ
تَشَبَّثْ يا أُخيَّ بِمَكْرُماتٍ
تَشَبَّثْ يا أُخيَّ بِمَكْرُماتٍ / تَنوشُ ذوائِبَ الحَسَبِ التَّليدِ
فَنَحْنُ نَحِلُّ أَنْدِيَةً إِلَيْها / ثَنى النَّعْماءُ طَرْفَ ألمُسْتَفيدِ
وَنَعْتَقِلُ الرِّماحَ مُثَقَّفاتٍ / وَنَرْفُلُ في سَرابِيلِ الحَديدِ
وَقَدْ كُنا المُلوكَ على البَرَايا / نُشَيِّدُ ما بَناهُ أَبو يَزيدِ
فَجاذَبَنا رِداءَ العِزِّ دَهْرٌ / جَلا الأحْرارَ في صُوَرِ العَبيدِ
يا بْنَ الخَلائِفِ لا تَذِلَّ لِنَكْبَةٍ
يا بْنَ الخَلائِفِ لا تَذِلَّ لِنَكْبَةٍ / يِلْتَفُّ فِيها بِالرَّجَاءِ الياسُ
فَسَجِيَّةُ الأُمَويِّ كِبْرٌ زانَهُ / كَرَمٌ وَجُودٌ دَبَّ فيهِ باسُ
وَلَنا مِنَ الشَّرَفِ الرَّفيعِ يَفاعُهُ / وَاللهُ يَعْلَمُ ذاكَ ثُمَّ النّاسُ
وَجَمِيعُ مَنْ في الأَرْضِ لَيْسَ بِمُنْكِرٍ / أَنَّ الوَرَى ذَنَبٌ وَنَحْنُ الرّاسُ
أَرِقْنا وَأسْرابُ النُّجومِ هُجوعُ
أَرِقْنا وَأسْرابُ النُّجومِ هُجوعُ / نُعالِجُ هَمّاً أَضْمَرَتْهُ ضُلوعُ
وَنُعْرِضُ عَنْ بِيضٍ تُديرُ وَراءَنا / عُيونَ مَهاً فيها دَمٌ وَدُموعُ
وَنَنْهَضُ لِلْعَلْياءِ وَالجَدُّ عاثِرٌ / وَنَحْنُ بِمُسْتَنِّ الهَوانِ وُقوعُ
وَهَلْ تَرْفَعُ الأَيامُ إِلّا عِصابَةً / عَفَتْ بِهِمُ لِلْمَكْرُماتِ رُبوعُ
لَهُمْ ثَرْوَةٌ يَمْتَدُّ في اللُّؤْمِ باعُها / حَواهَا نَعامٌ في النَّعيمِ رَتُوعُ
إِذَا شَبِعوا باتُوا نِياماً وَجَارُهُمْ / يُصارِمُ جَفْنَيْهِ الكَرَى وَيَجُوعُ
شَكَتْ عُقَبَ المَسْرَى مَطَايَا تَؤُمُّهُمْ / وَتَذْرَعُ أَجْوازَ الفَلا وَتَبوعُ
فَلا زِلْنَ حَسْرَى لِمْ حَمَلْنَ إِلَيْهِمُ / فَتىً لا يُناغِي نَاظِرَيْهِ خُشوعُ
وَهُمْ نَفَضُ الآفاقِ قَدْ خَبُثَتْ لَهُمْ / أُصُولٌ فَما طَابَتْ لَهُنَّ فُروعُ
إِذَا زَارَ مَغْناهُمْ كَريمٌ فَما لَهُ / إِليْهَمْ إِذَا حُمَّ الفِرَاقُ رُجوعُ
إِذا غَارَ عَزْمي في البِلادِ وَأَنْجَدا
إِذا غَارَ عَزْمي في البِلادِ وَأَنْجَدا / فَإِنَّ قُصَارَى السَّعْي أَنْ أَبْلُغَ المَدَى
وَلِلْغَايَةِ القُصْوَى سَمَتْ بِيَ هِمَّتي / فَلا بُدَّ مِنْ نَيْلي المَعالي أَو الرَّدَى
لَأَدَّرِعَنَّ النَّقْعَ وَالسَّيْفُ يُنْتَضَى / لُجَيْناً وَنُؤويهِ إِلى الغِمْدِ عَسْجَدا
بِجُرْدٍ يُجاذِبْنَ الأَعِنَّةَ أَيْدِيَاً / لَبيقَاتِ أَطْرِافِ الأَنامِلِ بِالندى
إِذا هُنَّ نَبَّهْنَ الثَّرَى مِن رُقادِهِ / ذَرَرْنَ بهِ في مُقْلَةِ النَّجْمِ إِثْمِدَا
وَشَعَّثْنَ أَعْرافَ الصَّباحِ بِهَبْوَةٍ / يُطالِعْنَ مِنْها نَاظِرَ الشَّمْسِ أَرْمَدا
فَلَسْتُ ابْنَ مَنْ سَادَ الأَنَامَ وَقادَهُمْ / لَئِنْ لَمْ أُرَوِّ الرُّمْحَ مِنْ ثُغَرِ العِدَا
سَقْيَاً لِكُوفَنَ مِنْ أَرْضٍ إِذَا ذُكِرَتْ
سَقْيَاً لِكُوفَنَ مِنْ أَرْضٍ إِذَا ذُكِرَتْ / هاجَتْ على عُدواءِ الدّارِ أَشْواقا
يَطيبُ عِرْقُ الثَّرَى مِنْها بِكلِّ فَتىً / مِنْ أُسْرتي طابَ أَعْراقاً وَأَخْلاقا
لَوَى مُعاوِيَةُ ابْنُ الأَكْرَمِينَ أَبَاً / مِنْهُم إِلى المَجْدِ أَبْصاراً وَأَعْناقا
تَرودُ تَحْتَ ظِلالِ السُّمْرِ عِنْدَهُمُ / مَلْبُونَةٌ تَطأُ الهاماتِ أَفْلاقَا
فَكُلُّهُمْ حِينَ تُسْتَوْشَى حَفِيظَتُهُ / يُلْقِي بِمُعْتَرَكِ الأَبْطالِ أَرْواقا
كَسا القَنا وَالطُّلى مِنْ أَرْؤُسٍ وَلُهاً / في الحَرْبِ وَالسِّلْمِ تِيجانَاً وَأَطْواقا
فَإِنَّ تُهِبْ عِنْدَ إِظْلال الخُطوبِ بِهِ / يُشَمِّرِ الذَّيلَ حَتّى يَنْصُفَ السّاقا
أَرومُ العُلا وَالدَّهْرُ يُزجِي خُطوبَهُ
أَرومُ العُلا وَالدَّهْرُ يُزجِي خُطوبَهُ / إِلَيَّ بإِحْدى المُعْضِلاتِ القَواصِم
وَتَصْحَبُني سَمْراءُ ظَمْأَى لَدى الوَغَى / وَأُعْرِضُ عَنْ بَيضاءَ رَيّا المَعاصِمِ
وَمَنْ طَلَبَ العَلْياءَ لَمْ يَخَفِ الرَّدى / فَمِنْ دونِ ما يَبْغِيهِ حَزُّ الغَلاصِمِ
وَيَوْمٍ طَوَيْنا أَبْرَدَيْهِ بِرَوْضَةٍ
وَيَوْمٍ طَوَيْنا أَبْرَدَيْهِ بِرَوْضَةٍ / يُنَشِّرُ فيها الأَتْحَمِيُّ المُعَضَّدُ
وَنَحْنُ على أَطْرافِ نَهْرٍ تُظِلُّهُ / أَزاهيرُها وَالشَّمسُ فيها تَوَقَّدُ
وَتُظْهِرُهُ طَوْراً وطَوْراً تُجِنُّهُ / فَتَحْسِبُه سَيْفاً يُسَلُّ وَيُغْمدُ
وَتَبْسِمُ في رَأْدِ الضُّحى وَتَؤودُها / أَبابِيلُ مِنْ طَيْرٍ عَلَيْها تُغَرِّدُ
شَرْبِنا بِها ماءً تُغازِلُهُ الصَّبا / فَيَصْفُو وَيَقْتاتُ النَّسيمَ فَيَبْرُدُ
إِذا ما ذَكَرْنا طِيبَهُ بَعْدَ بُرْهَةٍ / مِنَ الدَّهْرِ عاوَدْناهُ وَالعَوْدُ أَحْمَدُ
وَرَوْضٍ زُرْتُهُ وَالأُّفْقُ يُصْحِي
وَرَوْضٍ زُرْتُهُ وَالأُّفْقُ يُصْحِي / أَحايِيناً وَآوِنَةً يَغيمُ
كَأَنَّ القَطْرَ مِنْ سَبَلِ الغَوادي / عَلى زَهَراتِهِ الدُّرُّ النَّظيمُ
يَلينُ لَهُ أَدِيمُ الجَوِّ حَتّى / يَصِحَّ بِهِ وَيَعْتَلُّ النَّسيمُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025