المجموع : 316
قل للمكرم والألقاب واقعة
قل للمكرم والألقاب واقعة / على علاه وقوع النقش في الحجر
يا كعبة للندى لو كنت ذا أمل / غدا إلى بابها حجي ومعتمري
إن كنت أزمعت مختاراً على سفر / فالله يحمد عقبى ذلك السفر
أين المحلة من وال محلته / من المعالي محل النور في البصر
أثني عليه بما يبقي مناقبه / مذكورة بلسان الصارم الذكر
وسوف تنظم أشعاري وقد فعلت / له من المدح عقداً فاخر الدرر
لك الأمانة في ودي أبا حسن / محمولة فأقم إن شئت أو فسر
فقد منحتك وداً مثل عرضك لا / تسمو إلى صفوه الأيام بالكدر
إن كبرت سني فلي همة
إن كبرت سني فلي همة / لم يتأثر فضلها بالكبر
ما ضرني غدر الليالي وقد / وفي لي السمع ونور البصر
ولا خبا مصباح ذكري ولي / فكر سليم ولسان ذكر
أيها القاري إذا مت
أيها القاري إذا مت / لنظمي ولنثري
إن أكن أحسنت فاشكر / أو فدع ذمي وشكري
واطرح ذكري إذا مر / ر على سمعك ذكري
أو فقل ما شئت إني / عنك مشغول بقبري
ليت شعري بعد موتي
ليت شعري بعد موتي / من ترى يسكن داري
وكذا يا ليت شعري / من لهذه الكتب قاري
كتب أنفقت فيها / عمر ليلي ونهاري
يا غريم اليتم رفقاً / بأطيفال صغار
وتحكم كيفما أح / ببت فالدنيا عوار
أقول لابني وقد قال الطبيب له
أقول لابني وقد قال الطبيب له / لم يبق إلا رجاء الخالق الباري
رضيت بالله مرجواً إذا اعترضت / وساوس اليأس في ظني وأفكاري
لأرفعن إلى الرحمن مبتهلاً / يد الضراعة في جهري وإسراري
مجهزاً من دعائي كل هاجمة / بغير إذن على حجب وأستار
نزهتها عن لساني أن يفوه بها / فما يعبر عنها غير إضماري
تسري إلى الله من دمعي ومن حرقي / بين النقيضين من ماء ومن نار
فإن يهبه لآمالي فذلك ما / رجوت أو لا فقد أبليت أعذاري
عسى منجد الأظعان يوماً يغيرها
عسى منجد الأظعان يوماً يغيرها / وفاتل أسباب النوى لا يغيرها
ومانع أجفاني لذيذ رقادها / يبيع جفوني رقدة أو يعيرها
ولولا العيون النجل ما ذقت لوعة / يثقف محني الضلوع زفيرها
إذا ما أدارت باللحاظ كؤوسها / أدارت عقاراً كل قلب عقيرها
وهل فتن الألباب إلا فتورها / وهل فتر أهل العزم إلا فتورها
وبين قباب الخيف من جبلي منى / أسيرة خدر لا يفك أسيرها
يشق على طيف الخيال لقاؤها / من الخوف إلا أن ينام سميرها
ينم عليها كلما نمت الصبا / على الروض وهناً مسكها وعبيرها
طوتها ببان البين عنا بليله / وأعجل من نفر الحجيج نفورها
وأبقت يسيراً من حشاشة مهجة / أبى المجد إلا أن يسير يسيرها
فيا ساكني أكناف نعمان أنعموا / بزورة جفن يشبه الحق زورها
فلو شئتم بردتم حر حرقة / يهيجها تذكاركم ويثيرها
ألا حبذا فيكم مشقة شقة / يظل سواء هجركم وهجيرها
ولو كان لي نفس أمر ببذلها / لكم وعلا الأخطار فيكم خطيرها
ولكنها ملك لدولة شاور / ولابد لي في ملكها أستشيرها
فإن أذنت في ذا فعلت وإن أبت / سلا وجه نفسي واستمر مريرها
وزير شفى صدر الوزارة بعدما / شكت أمل الداء الدفين صدورها
تتوج منه بالمهابة تاجها / وأشرق ناديها وسر سريرها
وما جهلت قط الوزارة أنه / يكون بلا شك إليك مصيرها
وكنا نرى منها مكانك بيننا / تراه صحيحات العيون وعورها
وقد عرف الإسلام أنك سيفه / كذا الليلة البيضاء يعرف نورها
وأي رحى دارت فلم يك شاور / بقطب العطايا والرزايا يديرها
ولله في راحات أيامك التي / تزيد على فضل الدهور شهورها
أقمت بها تلوي حبال مكيدة / لوى عنق الدنيا إليك مريرها
متى ذكرتها الخيل قل صهيلها / وإن ذكرتها البذل قل هديرها
فما صهوة إلا وقد مل سرجها / ولا ذرة إلا وقد مال كورها
وقد حملت منك الرواسي ظهورها / من الحزم حتى حان منك ظهورها
تروح للنصر العزيز رواحها / وتغدو وللفتح المبين بكورها
يؤم بها الفسطاط منها متوج / له أبداً عير العلى ونفيرها
صدمت بها من آل رزيك هضبة / تصدع رضواها وساخ ثبيرها
تحطم منها ساعد ومساعد / فأمست وما يرجى لجبر كسيرها
ولما خلت أوكارهم من نسورهم / وطارت حذار من سطاك نسورها
منحت الذراري خير بر وربما / يبر بأشبال الليوث مبيرها
عفوت ولو كنت الذي قدرت على / إساءته لم يعف عنك قديرها
ولاغرو أن ماتت حقودكم بحلمكم / فإن صدور القادرين قبورها
رأيت رجالاً زودوهم مذمة / وتلك السجايا فكرتي لا تخيرها
أأجحد إحساناً أبا الفتح أرخيت / علي به أبوابهم وستورها
وحاشاك أن ترضى بذم خوادر / بصارمك الماضي تصان خدورها
وعلمتني صون اللسان بسيرة / رأيتك في حقن الدماء تسيرها
أفضت على غربي حسامك طهرها / ففاض على غربي لساني طورها
وما الوزراء الغر إلا سوابق / مضى أول منها ووافى أخيرها
وإن حقق التشبيه فيكم فإنما / طلعتم شموساً حين غابت بدورها
وإن لم أكن نلت الغنى في زمانهم / فتلك سحاب بل تربي مطيرها
سحائب إن لم أرو منها فإنني / أرى الغدر عندي أن يذم غديرها
ومن كتم الحسنى فإني مذيعها / ومن كفر النعمى فإني شكورها
وعندي لشكر المحسنين محاسن / تقد على قدر الأيادي سيورها
غرائز عندي عفوها ولبابها / عرائس فكر لا تحل مهورها
أبيت بما أسديتموه من الندى / إلي أسديها لكم وأنيرها
أتاكم به من رقة وجزالة / فرزدقها في عصرها وجريرها
من العربي المحض شعراً ومعشراً / إذا شان قوماً شعرها وعشيرها
فلا تسمعوا مدحاً سوى ما أقوله / فما يستوي حول العيون وحورها
أرى سير الأملاك تفنى وإنما / يكون بمثلي بعثها ونشورها
إذا دثرت أجسام قوم فإنما / بصقيل هذا القول يجلى دثورها
وإن القوافي سوف تنسى إناثها / ويختص بالذكر الجميل ذكورها
أبا الفتح والمعروف شيء مداره / على عرض الدنيا وأنت مديرها
إذا ما قضيتم للورى كل حاجة / فلي حاجة سهل عليك عسيرها
أضفت إلى الجاري الذي لي إقامة / أقمت بها حالي وأثرى فقيرها
ووقعت لي فيها بخطك منعماً / وعدلك من جور النصارى نصيرها
خليلي هل تحت السماء بنية
خليلي هل تحت السماء بنية / تماثل في إتقانها هرمي مصر
بناء يخاف الدهر منه وكل ما / على ظاهر الدنيا يخاف من الدهر
تنزه طرفي في بديع بنائها / ولم يتنزه في المراد بها فكري
رمى بنا الثغر كما ترمى الثغر
رمى بنا الثغر كما ترمى الثغر / قاهرة المعز وهي المستقر
لما جفت أوطاننا سرنا وهل / يجري علينا وطن بلا وطر
نزور من عبد الرحيم طلعة / مشرقة كل نواحيها غرر
وإنما زرنا مقر عزه / فغاب إذ غاب جميع من حضر
إن أظلمت أيامنا بفقده / ففي الدجى يعرف مقدار القمر
تحالف الناس على جفائنا / حتى جفا برد النسيم في السحر
كأننا لما عدمنا قربه / قوس غدت عاطلة من الوتر
لما علمنا أنه مسافر / أحمده الله عواقب السفر
عذنا إلى الرحمن أن يمده / الرحمن بالفتح المبين والظفر
يا حبذا يوم نرى جبينه / وتشتفي منه العيون بالنظر
ويلثم الأفواه من يمينه / يداً أياديها وسيلة المطر
هناك أعذار النوى مقبولة / وكل ذنب للفراق مغتفر
فقالت ما دليلك قلت أضحت
فقالت ما دليلك قلت أضحت / بهمته كلوم الدهر توسى
أسفي لملك عاضدي عطلت
أسفي لملك عاضدي عطلت / حجراته بعد الندى والباس
أخذت بنان الدهر من أمواله / ورجاله بمخانق الأنفاس
وعسى الليالي أن ترد زمانكم / لدناً كعود البانة المياس
أبني علي والبتول وأحمد / وكواكب الدنيا وخير الناس
قلب الزمان على الخلافة قاسي
قلب الزمان على الخلافة قاسي / ما للزمان جرى بغير قياس
قطعت يد أضحت قصوركم بها / مهجورة بعد الندى والباس
هذي حصون الروم عطل غزوها / وغزت دياركم بنو العباس
حتى متى لا ينتهي عن ظلمكم / أبداً وما لجراحكم من آسي
أباذل صوب الجود غير رشاش
أباذل صوب الجود غير رشاش / وموقد نار المكرمات لعاش
وفارس قلب الجيش في حيث يدعى / بأثبت ذي قلب وأربط جاش
إذا ما تحاشى مادحوك فإنني / أقول على الإطلاق غير محاشي
ألا إن سيف الدين أول سابق / إلى الفضل في يومي ندى وجحاش
أغر نشا في العز والملك مذ مشى / فلله ماش في السعادة ناشي
لئن سدت أهل العصر في زمن الصبا / وقدت أنوفاً صعبة بخشاش
فإنك مبسوط ندى وبشاشة / عليهم ومقبوض سطا وحواشي
وهنيته صوماً ضمنت لأهله / بشبع جياع أو بري عطاش
غريم أحالته عليك قصائدي / بعادته من سكر وكباش
فإن كنت لم تسمع بذكرك في العلى / فذكرك في كل المسامع فاش
وإن كنت لم أعرفك من قبل هذه / فعرفك نمام عليك وواش
رأيت أبا القنص ضاقت به
رأيت أبا القنص ضاقت به / مذاهبه في التماس المعاش
ومن حبه في ذوات القرون / غدا وهو نائب دار الكباش
يا مالك الرق ومن حقه
يا مالك الرق ومن حقه / على الرعايا واجب مفترض
لم يمنع الخادم من قصده / سعياً إلى بابك غير المرض
إذا مرضنا وتخطتكم / عوائق الأيام فهو الغرض
لأنكم جوهر أيامنا / والناس فيها ما عداكم عرض
يا باذلاً رزق الورى ومانعا
يا باذلاً رزق الورى ومانعا / وخافضاً أقدارهم ورافعا
وقادراً أضحت صروف دهره / لأمره مذعنة خواضعا
وطالعاً كالبدر في دست العلى / ووارثاً والده طلائعا
وناصر المجد الذي لو لم يقم / في حفظه أصبح مجداً ضائعا
غدوت للمال الجزيل فارقاً / ورحت للذكر الجميل جامعا
إذا المعالي عرضت نفوسها / كنت لها مشترياً لا بائعا
في منصب الملك أشم شامخ / قد استخف حمله متالعا
ذو هيبة أصبح كل أصيد / بين يديها ساجداً وراكعا
لو أن بهرام السماء خانه / أو طائر النسرين خر واقعا
فما عسى بهرام وهو عبده / إذ كفر الصنع يكون صانعا
سلبته ثوب الحياة إذ غدا / لخلعة الطاعة عنه خالعا
قطعت يوم السبت رأس صنوه / وذاق يوم السبت سما ناقعا
صفحت يوم الحي عنه قادراً / فعاد في فعل القبيح راجعا
وفارق الطاعة وهي جنة / تحرز من كان مطيعاً سامعا
عفوت في الأولى فلما خانها / أدنت له الأخرى حماما شاسعا
أراد أن يطلع في ذروة العلى / لكن بدا من فوق جذع طالعا
غادرته فوق الصليب قائماً / يمد وسط الجو باعاً واسعا
مد إلى الأفق يدي مستمطر / فأمطرته النبل وبلاً هامعا
تركتها مارقة من مارق / خان ونزهت الحسام القاطعا
وهو ينادي بلسان حاله / هذا جزا من كفر الصنائعا
بهرام مفتاح لكل ناكث / أصبح في بحر النفاق شارعا
فليصح من خمر الهوى مخامر / إن كان حلم عن سفاه رادعا
ولا يخادع نفسه فإنه / رب خداع أهلك المخادعا
غير بعيد وغير ممتنع
غير بعيد وغير ممتنع / نسيان مولاي للحديث معي
والحر في مرقدي يذكرني / موعده لي بذلك النطع
فامنن به مع مخدتيه وجد / واصفع بإنفاذها قفا طمعي
ولا تكلف علاك جدته / فكم خليع يعد في الخلع
قل للمشارف عني
قل للمشارف عني / إذا احتبى في الصناعه
كتب الرقاع إلى من / يهينهن رقاعه
وليس حكم القوافي / يجوز في كل ساعه
وسوف تسمع منها / ما لا تريد سماعه
عاملتهن بغدر / والغدر بئس البضاعه
حاشا غلام صليب / من ذاك وابن قضاعه
قلت وما قصدي رياء بما
قلت وما قصدي رياء بما / أقول في الناس ولا سمعة
جمل ورد جيد أيامه / بالجود والهيبة والمنعة
ضاءت كفاة الملك في جنبه / كالصبح يغنيك عن الشمعة
كم منة أردفها منة / ووقعة أتبعها وقعة
متوج تعرب أفعاله / عن كرم الطينة والنبعة
يدنو إلينا والسها دونه / في شرف الرتبة والرفعة
خاطب إحسانك مسترسلاً / وأنت أولى الناس بالشفعة
تناولت المكارم والمساعي
تناولت المكارم والمساعي / بأقوى ساعد وأتم باع
أبى تاج الخلافة قول من لا / يراقب في علاك ولا يراعي
بأي سجية يا ورد أثني / عليك بها من الشرف المشاع
أبالمنن التي لا من فيها / فكم لك في أياد واصطناع
أم الخلق الذي أمسى وأضحى / كريماً عند ضيق واتساع
أم الهمم التي في الملك ألوت / بهمة ذي رعين والكلاع
أم النوب التي أغنيت فيها / غناء المشرفي عن اليراع
وأيقنت الشجاعة ورداً / أحق فتي يلقب بالشجاع
وكم نادت ظباه إلى قلوب / وقد خفقت رويدك لن تراعي
فدى لأبي الحسام ولا أحاشي / رجالاً جانبوا كرم الطباع
تفضله مناقبه عليهم / كما فضل العيان على السماع
أرى يا ورد ضدك في انخفاض / وجدك في علو وارتفاع
ونارك في دجنة كل خطب / ومكرمة تشب على اليفاع
فللمغتر والمعتز منها / شهاب للقرى أو للقراع
وحق علاك فهو أجل عندي / إذا أقسمت من ملق الخداع
لقد أحببت مدحك لا لشيء / يعود بوجه ضري وانتفاعي
ولكن لاختراعك في المعالي / خلائق لم تدنس باختراع
رعاك الله من ملك هجان / فإنك للمكارم خير راع
إذا سارت جيادك والمطايا / فيا زمع القلوب مع الزماع
ومن لم يفتجع لنواك منا / فذاك يعد من سقط المتاع
وأصعب نائبات الدهر عندي / فجيعة فرقة بعد اجتماع
ولاسيما فراق أشم كانت / عقارب رأيه غصص الأفاعي
يدافع دون ملك أبي شجاع / إذا قعد الكفاة عن الدفاع
وداع ركابك السامي دعاني / إلى ذم التفريق والوداع
حفظت نم الضياع بلاد قوم / وأوقعنا افتراقك في الضياع
ستفقد منك أنفسنا حياة / وما فقد الحياة بمستطاع
فلا زالت عزائمك المواضي / تسوس الدهر بالأمر المطاع
إن نشطت فقل لها لا تربعي
إن نشطت فقل لها لا تربعي / على طلول دراسات الأربع
واصبر إذا الجزع بدا لا تجزع / ولا إذا ما بان بان الأجرع
والطم بأيديها خدود اليرمع / ذراعه برد السرة بالأدرع
ممعوطة أوراكها بالأنسع / يبري الوجيف عظمها ويرتعي
ما كثرت من صيفها والمربع / تصغي إلى الحادي كأنها تعي
إذا تلا مدح الكفيل الأروع / كفيل أبناء البطين الأنزع
شاور ذي المجد الأثيل الأرفع / وصولة صفاتها لم تقرع
ودولة صفاتها لم تقدع / كل رجاء للعدى ومطمع
بعزمة متى تجرد تقطع / كل رجاء للعدى ومطمع
أفلس راجي شأوك الممنع / وأنت رب الحق وهو المدعي
تنمى إلى المجد بزند أقطع / ومارن عن الفخار أجدع
وكم أطرت من خطوب وقع / من شاطئي مصر فلم تروع
وأصبحت أخت العرين المسبع / في عين شانيك قذى لم يقلع
منها وفي الحلق شجا لم يبلع / فهو إذا لم يرتدع ويردع
زجاجة تكسر إن لم تصدع / لك الوزارات التي لم يطمع
ذو منظر في مثلها ومسمع / في مغرب الشمس ولا في المطلع
لما استقرت منك في مستودع / كدر قوم صفو ذاك المشرع
بالغدر والغدر وخيم المصرع / وزارة رداؤها لم ينزع
وإنما كانت كشمس يوشع / معجزة تعجز كل مدعي
فارقتها وهي بقلب موجع / مشغولة الخاطر بالتفجع
ساهرة أجفانها لم تهجع / ولم تزل دائمة التطلع
عاطفة بجيدها والأخدع / إليك يا أكرم مدعو دعي
شديدة النشوز والتمنع / لثامها يضرب فوق البرقع
لم ترض بعد الطرف بالمدرع / وبعد عود النبع عود الخروع
تشتاق وجه العربي الألمعي / أفرس من تحمل ذات أربع
أشجع من عيينة في أشجع / حابس مجد حابس والأقرع
جامع فخر ليس في مجمع / حتى إذا جئت مجيء الأنزع
قضبت من نبت حماها ما رعي / قال لها سيفك عودي وارجعي
سافرة الوجه ولا تلفعي / وكيفما شئت فضري وانفعي
فإنني من غيره لم أقنع / بحاسر منك ولا مدرع
سقيتم كأس الحمام المنقع / وأصبحت ديارهم كالبلقع
وهكذا عزم الفتى فليصنع / ذكرك في الدنيا عظيم الموقع
أخملت ذكر قيصر و تبع / لم تبق في قوس العلى من منزع
فاسعد به عيداً سريع المرجع / يقتاد عمر النسر قود المتبع
عودوا إلى هذا الجناب الممرع / فرط أتى بعد صيام مزمع
عنك بذكر عبق التضوع / قسمته في الفرض والتطوع
بالك مصروف إلى التورع / مالك موقوف على التبرع
يا خير مبد في السماح مبدع / إن أمراً ترفعه لم يوضع
وإن من وضعته لم يرفع / قد مسني الضر ومس من معي
ضاقت بنا أحوالنا فوسع / أضحك والجمار بين أضلعي
من كثرة الدين وفقر مدقع / وأنت ظلي وإليك مفزعي
والدهر لا يحمل عنك موضعي / فانصر نصيراً بك في التشيع
وقد وجدت أرض شكر فازرع /