القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 316
قل للمكرم والألقاب واقعة
قل للمكرم والألقاب واقعة / على علاه وقوع النقش في الحجر
يا كعبة للندى لو كنت ذا أمل / غدا إلى بابها حجي ومعتمري
إن كنت أزمعت مختاراً على سفر / فالله يحمد عقبى ذلك السفر
أين المحلة من وال محلته / من المعالي محل النور في البصر
أثني عليه بما يبقي مناقبه / مذكورة بلسان الصارم الذكر
وسوف تنظم أشعاري وقد فعلت / له من المدح عقداً فاخر الدرر
لك الأمانة في ودي أبا حسن / محمولة فأقم إن شئت أو فسر
فقد منحتك وداً مثل عرضك لا / تسمو إلى صفوه الأيام بالكدر
إن كبرت سني فلي همة
إن كبرت سني فلي همة / لم يتأثر فضلها بالكبر
ما ضرني غدر الليالي وقد / وفي لي السمع ونور البصر
ولا خبا مصباح ذكري ولي / فكر سليم ولسان ذكر
أيها القاري إذا مت
أيها القاري إذا مت / لنظمي ولنثري
إن أكن أحسنت فاشكر / أو فدع ذمي وشكري
واطرح ذكري إذا مر / ر على سمعك ذكري
أو فقل ما شئت إني / عنك مشغول بقبري
ليت شعري بعد موتي
ليت شعري بعد موتي / من ترى يسكن داري
وكذا يا ليت شعري / من لهذه الكتب قاري
كتب أنفقت فيها / عمر ليلي ونهاري
يا غريم اليتم رفقاً / بأطيفال صغار
وتحكم كيفما أح / ببت فالدنيا عوار
أقول لابني وقد قال الطبيب له
أقول لابني وقد قال الطبيب له / لم يبق إلا رجاء الخالق الباري
رضيت بالله مرجواً إذا اعترضت / وساوس اليأس في ظني وأفكاري
لأرفعن إلى الرحمن مبتهلاً / يد الضراعة في جهري وإسراري
مجهزاً من دعائي كل هاجمة / بغير إذن على حجب وأستار
نزهتها عن لساني أن يفوه بها / فما يعبر عنها غير إضماري
تسري إلى الله من دمعي ومن حرقي / بين النقيضين من ماء ومن نار
فإن يهبه لآمالي فذلك ما / رجوت أو لا فقد أبليت أعذاري
عسى منجد الأظعان يوماً يغيرها
عسى منجد الأظعان يوماً يغيرها / وفاتل أسباب النوى لا يغيرها
ومانع أجفاني لذيذ رقادها / يبيع جفوني رقدة أو يعيرها
ولولا العيون النجل ما ذقت لوعة / يثقف محني الضلوع زفيرها
إذا ما أدارت باللحاظ كؤوسها / أدارت عقاراً كل قلب عقيرها
وهل فتن الألباب إلا فتورها / وهل فتر أهل العزم إلا فتورها
وبين قباب الخيف من جبلي منى / أسيرة خدر لا يفك أسيرها
يشق على طيف الخيال لقاؤها / من الخوف إلا أن ينام سميرها
ينم عليها كلما نمت الصبا / على الروض وهناً مسكها وعبيرها
طوتها ببان البين عنا بليله / وأعجل من نفر الحجيج نفورها
وأبقت يسيراً من حشاشة مهجة / أبى المجد إلا أن يسير يسيرها
فيا ساكني أكناف نعمان أنعموا / بزورة جفن يشبه الحق زورها
فلو شئتم بردتم حر حرقة / يهيجها تذكاركم ويثيرها
ألا حبذا فيكم مشقة شقة / يظل سواء هجركم وهجيرها
ولو كان لي نفس أمر ببذلها / لكم وعلا الأخطار فيكم خطيرها
ولكنها ملك لدولة شاور / ولابد لي في ملكها أستشيرها
فإن أذنت في ذا فعلت وإن أبت / سلا وجه نفسي واستمر مريرها
وزير شفى صدر الوزارة بعدما / شكت أمل الداء الدفين صدورها
تتوج منه بالمهابة تاجها / وأشرق ناديها وسر سريرها
وما جهلت قط الوزارة أنه / يكون بلا شك إليك مصيرها
وكنا نرى منها مكانك بيننا / تراه صحيحات العيون وعورها
وقد عرف الإسلام أنك سيفه / كذا الليلة البيضاء يعرف نورها
وأي رحى دارت فلم يك شاور / بقطب العطايا والرزايا يديرها
ولله في راحات أيامك التي / تزيد على فضل الدهور شهورها
أقمت بها تلوي حبال مكيدة / لوى عنق الدنيا إليك مريرها
متى ذكرتها الخيل قل صهيلها / وإن ذكرتها البذل قل هديرها
فما صهوة إلا وقد مل سرجها / ولا ذرة إلا وقد مال كورها
وقد حملت منك الرواسي ظهورها / من الحزم حتى حان منك ظهورها
تروح للنصر العزيز رواحها / وتغدو وللفتح المبين بكورها
يؤم بها الفسطاط منها متوج / له أبداً عير العلى ونفيرها
صدمت بها من آل رزيك هضبة / تصدع رضواها وساخ ثبيرها
تحطم منها ساعد ومساعد / فأمست وما يرجى لجبر كسيرها
ولما خلت أوكارهم من نسورهم / وطارت حذار من سطاك نسورها
منحت الذراري خير بر وربما / يبر بأشبال الليوث مبيرها
عفوت ولو كنت الذي قدرت على / إساءته لم يعف عنك قديرها
ولاغرو أن ماتت حقودكم بحلمكم / فإن صدور القادرين قبورها
رأيت رجالاً زودوهم مذمة / وتلك السجايا فكرتي لا تخيرها
أأجحد إحساناً أبا الفتح أرخيت / علي به أبوابهم وستورها
وحاشاك أن ترضى بذم خوادر / بصارمك الماضي تصان خدورها
وعلمتني صون اللسان بسيرة / رأيتك في حقن الدماء تسيرها
أفضت على غربي حسامك طهرها / ففاض على غربي لساني طورها
وما الوزراء الغر إلا سوابق / مضى أول منها ووافى أخيرها
وإن حقق التشبيه فيكم فإنما / طلعتم شموساً حين غابت بدورها
وإن لم أكن نلت الغنى في زمانهم / فتلك سحاب بل تربي مطيرها
سحائب إن لم أرو منها فإنني / أرى الغدر عندي أن يذم غديرها
ومن كتم الحسنى فإني مذيعها / ومن كفر النعمى فإني شكورها
وعندي لشكر المحسنين محاسن / تقد على قدر الأيادي سيورها
غرائز عندي عفوها ولبابها / عرائس فكر لا تحل مهورها
أبيت بما أسديتموه من الندى / إلي أسديها لكم وأنيرها
أتاكم به من رقة وجزالة / فرزدقها في عصرها وجريرها
من العربي المحض شعراً ومعشراً / إذا شان قوماً شعرها وعشيرها
فلا تسمعوا مدحاً سوى ما أقوله / فما يستوي حول العيون وحورها
أرى سير الأملاك تفنى وإنما / يكون بمثلي بعثها ونشورها
إذا دثرت أجسام قوم فإنما / بصقيل هذا القول يجلى دثورها
وإن القوافي سوف تنسى إناثها / ويختص بالذكر الجميل ذكورها
أبا الفتح والمعروف شيء مداره / على عرض الدنيا وأنت مديرها
إذا ما قضيتم للورى كل حاجة / فلي حاجة سهل عليك عسيرها
أضفت إلى الجاري الذي لي إقامة / أقمت بها حالي وأثرى فقيرها
ووقعت لي فيها بخطك منعماً / وعدلك من جور النصارى نصيرها
خليلي هل تحت السماء بنية
خليلي هل تحت السماء بنية / تماثل في إتقانها هرمي مصر
بناء يخاف الدهر منه وكل ما / على ظاهر الدنيا يخاف من الدهر
تنزه طرفي في بديع بنائها / ولم يتنزه في المراد بها فكري
رمى بنا الثغر كما ترمى الثغر
رمى بنا الثغر كما ترمى الثغر / قاهرة المعز وهي المستقر
لما جفت أوطاننا سرنا وهل / يجري علينا وطن بلا وطر
نزور من عبد الرحيم طلعة / مشرقة كل نواحيها غرر
وإنما زرنا مقر عزه / فغاب إذ غاب جميع من حضر
إن أظلمت أيامنا بفقده / ففي الدجى يعرف مقدار القمر
تحالف الناس على جفائنا / حتى جفا برد النسيم في السحر
كأننا لما عدمنا قربه / قوس غدت عاطلة من الوتر
لما علمنا أنه مسافر / أحمده الله عواقب السفر
عذنا إلى الرحمن أن يمده / الرحمن بالفتح المبين والظفر
يا حبذا يوم نرى جبينه / وتشتفي منه العيون بالنظر
ويلثم الأفواه من يمينه / يداً أياديها وسيلة المطر
هناك أعذار النوى مقبولة / وكل ذنب للفراق مغتفر
فقالت ما دليلك قلت أضحت
فقالت ما دليلك قلت أضحت / بهمته كلوم الدهر توسى
أسفي لملك عاضدي عطلت
أسفي لملك عاضدي عطلت / حجراته بعد الندى والباس
أخذت بنان الدهر من أمواله / ورجاله بمخانق الأنفاس
وعسى الليالي أن ترد زمانكم / لدناً كعود البانة المياس
أبني علي والبتول وأحمد / وكواكب الدنيا وخير الناس
قلب الزمان على الخلافة قاسي
قلب الزمان على الخلافة قاسي / ما للزمان جرى بغير قياس
قطعت يد أضحت قصوركم بها / مهجورة بعد الندى والباس
هذي حصون الروم عطل غزوها / وغزت دياركم بنو العباس
حتى متى لا ينتهي عن ظلمكم / أبداً وما لجراحكم من آسي
أباذل صوب الجود غير رشاش
أباذل صوب الجود غير رشاش / وموقد نار المكرمات لعاش
وفارس قلب الجيش في حيث يدعى / بأثبت ذي قلب وأربط جاش
إذا ما تحاشى مادحوك فإنني / أقول على الإطلاق غير محاشي
ألا إن سيف الدين أول سابق / إلى الفضل في يومي ندى وجحاش
أغر نشا في العز والملك مذ مشى / فلله ماش في السعادة ناشي
لئن سدت أهل العصر في زمن الصبا / وقدت أنوفاً صعبة بخشاش
فإنك مبسوط ندى وبشاشة / عليهم ومقبوض سطا وحواشي
وهنيته صوماً ضمنت لأهله / بشبع جياع أو بري عطاش
غريم أحالته عليك قصائدي / بعادته من سكر وكباش
فإن كنت لم تسمع بذكرك في العلى / فذكرك في كل المسامع فاش
وإن كنت لم أعرفك من قبل هذه / فعرفك نمام عليك وواش
رأيت أبا القنص ضاقت به
رأيت أبا القنص ضاقت به / مذاهبه في التماس المعاش
ومن حبه في ذوات القرون / غدا وهو نائب دار الكباش
يا مالك الرق ومن حقه
يا مالك الرق ومن حقه / على الرعايا واجب مفترض
لم يمنع الخادم من قصده / سعياً إلى بابك غير المرض
إذا مرضنا وتخطتكم / عوائق الأيام فهو الغرض
لأنكم جوهر أيامنا / والناس فيها ما عداكم عرض
يا باذلاً رزق الورى ومانعا
يا باذلاً رزق الورى ومانعا / وخافضاً أقدارهم ورافعا
وقادراً أضحت صروف دهره / لأمره مذعنة خواضعا
وطالعاً كالبدر في دست العلى / ووارثاً والده طلائعا
وناصر المجد الذي لو لم يقم / في حفظه أصبح مجداً ضائعا
غدوت للمال الجزيل فارقاً / ورحت للذكر الجميل جامعا
إذا المعالي عرضت نفوسها / كنت لها مشترياً لا بائعا
في منصب الملك أشم شامخ / قد استخف حمله متالعا
ذو هيبة أصبح كل أصيد / بين يديها ساجداً وراكعا
لو أن بهرام السماء خانه / أو طائر النسرين خر واقعا
فما عسى بهرام وهو عبده / إذ كفر الصنع يكون صانعا
سلبته ثوب الحياة إذ غدا / لخلعة الطاعة عنه خالعا
قطعت يوم السبت رأس صنوه / وذاق يوم السبت سما ناقعا
صفحت يوم الحي عنه قادراً / فعاد في فعل القبيح راجعا
وفارق الطاعة وهي جنة / تحرز من كان مطيعاً سامعا
عفوت في الأولى فلما خانها / أدنت له الأخرى حماما شاسعا
أراد أن يطلع في ذروة العلى / لكن بدا من فوق جذع طالعا
غادرته فوق الصليب قائماً / يمد وسط الجو باعاً واسعا
مد إلى الأفق يدي مستمطر / فأمطرته النبل وبلاً هامعا
تركتها مارقة من مارق / خان ونزهت الحسام القاطعا
وهو ينادي بلسان حاله / هذا جزا من كفر الصنائعا
بهرام مفتاح لكل ناكث / أصبح في بحر النفاق شارعا
فليصح من خمر الهوى مخامر / إن كان حلم عن سفاه رادعا
ولا يخادع نفسه فإنه / رب خداع أهلك المخادعا
غير بعيد وغير ممتنع
غير بعيد وغير ممتنع / نسيان مولاي للحديث معي
والحر في مرقدي يذكرني / موعده لي بذلك النطع
فامنن به مع مخدتيه وجد / واصفع بإنفاذها قفا طمعي
ولا تكلف علاك جدته / فكم خليع يعد في الخلع
قل للمشارف عني
قل للمشارف عني / إذا احتبى في الصناعه
كتب الرقاع إلى من / يهينهن رقاعه
وليس حكم القوافي / يجوز في كل ساعه
وسوف تسمع منها / ما لا تريد سماعه
عاملتهن بغدر / والغدر بئس البضاعه
حاشا غلام صليب / من ذاك وابن قضاعه
قلت وما قصدي رياء بما
قلت وما قصدي رياء بما / أقول في الناس ولا سمعة
جمل ورد جيد أيامه / بالجود والهيبة والمنعة
ضاءت كفاة الملك في جنبه / كالصبح يغنيك عن الشمعة
كم منة أردفها منة / ووقعة أتبعها وقعة
متوج تعرب أفعاله / عن كرم الطينة والنبعة
يدنو إلينا والسها دونه / في شرف الرتبة والرفعة
خاطب إحسانك مسترسلاً / وأنت أولى الناس بالشفعة
تناولت المكارم والمساعي
تناولت المكارم والمساعي / بأقوى ساعد وأتم باع
أبى تاج الخلافة قول من لا / يراقب في علاك ولا يراعي
بأي سجية يا ورد أثني / عليك بها من الشرف المشاع
أبالمنن التي لا من فيها / فكم لك في أياد واصطناع
أم الخلق الذي أمسى وأضحى / كريماً عند ضيق واتساع
أم الهمم التي في الملك ألوت / بهمة ذي رعين والكلاع
أم النوب التي أغنيت فيها / غناء المشرفي عن اليراع
وأيقنت الشجاعة ورداً / أحق فتي يلقب بالشجاع
وكم نادت ظباه إلى قلوب / وقد خفقت رويدك لن تراعي
فدى لأبي الحسام ولا أحاشي / رجالاً جانبوا كرم الطباع
تفضله مناقبه عليهم / كما فضل العيان على السماع
أرى يا ورد ضدك في انخفاض / وجدك في علو وارتفاع
ونارك في دجنة كل خطب / ومكرمة تشب على اليفاع
فللمغتر والمعتز منها / شهاب للقرى أو للقراع
وحق علاك فهو أجل عندي / إذا أقسمت من ملق الخداع
لقد أحببت مدحك لا لشيء / يعود بوجه ضري وانتفاعي
ولكن لاختراعك في المعالي / خلائق لم تدنس باختراع
رعاك الله من ملك هجان / فإنك للمكارم خير راع
إذا سارت جيادك والمطايا / فيا زمع القلوب مع الزماع
ومن لم يفتجع لنواك منا / فذاك يعد من سقط المتاع
وأصعب نائبات الدهر عندي / فجيعة فرقة بعد اجتماع
ولاسيما فراق أشم كانت / عقارب رأيه غصص الأفاعي
يدافع دون ملك أبي شجاع / إذا قعد الكفاة عن الدفاع
وداع ركابك السامي دعاني / إلى ذم التفريق والوداع
حفظت نم الضياع بلاد قوم / وأوقعنا افتراقك في الضياع
ستفقد منك أنفسنا حياة / وما فقد الحياة بمستطاع
فلا زالت عزائمك المواضي / تسوس الدهر بالأمر المطاع
إن نشطت فقل لها لا تربعي
إن نشطت فقل لها لا تربعي / على طلول دراسات الأربع
واصبر إذا الجزع بدا لا تجزع / ولا إذا ما بان بان الأجرع
والطم بأيديها خدود اليرمع / ذراعه برد السرة بالأدرع
ممعوطة أوراكها بالأنسع / يبري الوجيف عظمها ويرتعي
ما كثرت من صيفها والمربع / تصغي إلى الحادي كأنها تعي
إذا تلا مدح الكفيل الأروع / كفيل أبناء البطين الأنزع
شاور ذي المجد الأثيل الأرفع / وصولة صفاتها لم تقرع
ودولة صفاتها لم تقدع / كل رجاء للعدى ومطمع
بعزمة متى تجرد تقطع / كل رجاء للعدى ومطمع
أفلس راجي شأوك الممنع / وأنت رب الحق وهو المدعي
تنمى إلى المجد بزند أقطع / ومارن عن الفخار أجدع
وكم أطرت من خطوب وقع / من شاطئي مصر فلم تروع
وأصبحت أخت العرين المسبع / في عين شانيك قذى لم يقلع
منها وفي الحلق شجا لم يبلع / فهو إذا لم يرتدع ويردع
زجاجة تكسر إن لم تصدع / لك الوزارات التي لم يطمع
ذو منظر في مثلها ومسمع / في مغرب الشمس ولا في المطلع
لما استقرت منك في مستودع / كدر قوم صفو ذاك المشرع
بالغدر والغدر وخيم المصرع / وزارة رداؤها لم ينزع
وإنما كانت كشمس يوشع / معجزة تعجز كل مدعي
فارقتها وهي بقلب موجع / مشغولة الخاطر بالتفجع
ساهرة أجفانها لم تهجع / ولم تزل دائمة التطلع
عاطفة بجيدها والأخدع / إليك يا أكرم مدعو دعي
شديدة النشوز والتمنع / لثامها يضرب فوق البرقع
لم ترض بعد الطرف بالمدرع / وبعد عود النبع عود الخروع
تشتاق وجه العربي الألمعي / أفرس من تحمل ذات أربع
أشجع من عيينة في أشجع / حابس مجد حابس والأقرع
جامع فخر ليس في مجمع / حتى إذا جئت مجيء الأنزع
قضبت من نبت حماها ما رعي / قال لها سيفك عودي وارجعي
سافرة الوجه ولا تلفعي / وكيفما شئت فضري وانفعي
فإنني من غيره لم أقنع / بحاسر منك ولا مدرع
سقيتم كأس الحمام المنقع / وأصبحت ديارهم كالبلقع
وهكذا عزم الفتى فليصنع / ذكرك في الدنيا عظيم الموقع
أخملت ذكر قيصر و تبع / لم تبق في قوس العلى من منزع
فاسعد به عيداً سريع المرجع / يقتاد عمر النسر قود المتبع
عودوا إلى هذا الجناب الممرع / فرط أتى بعد صيام مزمع
عنك بذكر عبق التضوع / قسمته في الفرض والتطوع
بالك مصروف إلى التورع / مالك موقوف على التبرع
يا خير مبد في السماح مبدع / إن أمراً ترفعه لم يوضع
وإن من وضعته لم يرفع / قد مسني الضر ومس من معي
ضاقت بنا أحوالنا فوسع / أضحك والجمار بين أضلعي
من كثرة الدين وفقر مدقع / وأنت ظلي وإليك مفزعي
والدهر لا يحمل عنك موضعي / فانصر نصيراً بك في التشيع
وقد وجدت أرض شكر فازرع /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025