المجموع : 419
أَتَحذَرُ وَشكَ البَينِ أَم لَستَ تَحذَرُ
أَتَحذَرُ وَشكَ البَينِ أَم لَستَ تَحذَرُ / وَذو الحَذَرِ النَحريرُ قَد يَتَفَكَّرُ
وَلَستَ مُوَقّىً إِن حَذِرتَ قَضِيَّةً / وَلَيسَ مَعَ المِقدارِ يُكدي التَهَوُّرُ
تَذَكَّرتُ إِذ بانَ الخَليطُ زَمانَهُ / وَقَد يُسقِمُ المَرءَ الصَحيحَ التَذَكُّرُ
وَكانَ اِدِّكاري شادِناً قَد هَوَيتُهُ / لَهُ مُقلَةٌ حَوراءُ فَالعَينُ تَسحَرُ
كَأَنِّيَ لَمّا أَن تَوَلَّت بِهِ النَوى / مِنَ الوَجدِ مَأمومُ الدِماغِ مُحَيَّرُ
إِذا رُمتُ عَيني أَن تُفيقَ مِنَ البُكا / تَبادَرَ دَمعي مُسبِلاً يَتَحَدَّرُ
لَقَد ساقَني حَينٌ إِلى الشادِنِ الَّذي / أَضَرَّ بِنَفسي أَهلُهُ حينَ هَجَّروا
وَلَو أَنَّهُ لا يُبعِدُ اللَهُ دارَهُ / وَلا زِلتُ مِنهُ حَيثُ أَلقى وَأُخبَرُ
لَقَد كانَ حَتفي يَومَ بانوا بِجُؤذَرٍ / عَلَيهِ سِخابٌ فيهِ دُرٌّ وَعَنبَرُ
فَقُلتُ أَلا أَيُّها الرَكبُ إِنَّني / بِكُم مُستَهامُ القَلبِ عانٍ مُشَهَّرُ
بَلى كُلُّ وُدٍّ كانَ في الناسِ قَبلَنا / وَوُدِّيَ لا يَبلى وَلا يَتَغَيَّرُ
فَقالوا لَعَمري قَد عَهِدناكَ حِقبَةً / وَأَنتَ اِمرُؤٌ مِن دونِ ما جِئتَ تَخطِرُ
وَقالَت لِأَترابٍ لَها حينَ عَرَّجوا / عَلَيَّ قَليلاً إِنَّ ذا بِيَ يَسخَرُ
وَقالَت أَخافُ الغَدرَ مِنهُ وَإِنَّني / لَأَعلَمُ أَيضاً أَنَّهُ لَيسَ يَشكُرُ
فَقُلتُ لَها يا هَمَّ نَفسي وَمُنيَتي / أَلا لا وَبَيتِ اللَهِ إِنّي مُهَبَّرُ
مُصابٌ عَميدُ القَلبِ أَعلَمُ أَنَّني / إِذا أَنا لَم أَلقاكُمُ سَوفَ أَدمُرُ
وَشِكرِيَ أَن لا أَبتَغي بِكِ خُلَّةً / وَكَيفَ وَقَد عَذَّبتِ قَلبي أَغدُرُ
وَإِنّي هَداكِ اللَهُ صَرمي سَفاهَةٌ / وَفيمَ بِلا ذَنبٍ أَتَيتُهُ أُهجَرُ
وَقَد حالَ دونَ الكُفرِ وَالغَدرِ أَنَّني / أُعالِجُ نَفساً هَل تُفيقُ وَتَصبِرُ
فَقالَت فَإِنّا قَد بَذَلنا لَكَ الهَوى / فَبِالطائِرِ المَيمونِ تُلقى وَتُحبَرُ
فَقُلتُ لَها إِن كُنتِ أَهلَ مَوَدَّةٍ / فَميعادُ ما بَيني وَبَينَكِ عَزوَرُ
فَقالَت فَإِنّا قَد فَعَلنا وَقَد بَدا / لَنا عِندَ ما قالَت بَنانٌ وَمِحجَرُ
فَرُنِّحَ قَلبي فَهوَ يَزعَمُ أَنَّهُ / سَيَهلِكُ قَبلَ الوَعدِ أَو سَوفَ يَفتُرُ
طَرِبتَ وَردَ مَن تَهوى
طَرِبتَ وَردَ مَن تَهوى / جِمالَ الحَيِّ فَاِبتَكَرا
فَظِلتُ مُكَفكِفاً دَمعا / إِذا نَهنَهتُهُ اِبتَدَرا
وَبِتُّ لِذاكَ مُكتَئباً / أُقاسي الهَمَّ وَالسَهَرا
لِبَينِ الحَيِّ إِذ هاجوا / لَكَ الأَحزانَ وَالذِكَرا
فَإِن يَكُ حَبلُ مَن تَهوا / هُ أَمسى مِنكَ مُنبَتِرا
لَيالِيَ لا أُبالي مَن / لَحى في الحُبِّ أَو عَذرا
وَلَن أَنسى بِخَيفِ مِنىً / تَسارُقَ زَينَبَ النَظَرا
إِلَيَّ بِمُقلَتَي ريمٍ / تَرى في طَرفِها حَورا
وَثَغرٍ واضِحٍ رَتِلٍ / تَرى في خَدِّهِ أَشَرا
وَلا أَنسى مَقالَتَها / لِتِربَيها أَلا اِنتَظِرا
أَبا الخَطّابِ نَنظُرُ في / مَ بَعدَ وِصالِهِ هَجرا
وَلَوماهُ وَقَيتُكُما / عَلى الهِجرانِ وَاِستَتِرا
وَقولا قَد ظَفِرتَ بِها / كَفاكَ وَخَبِّرا الخَبَرا
وَقولا إِنَّ سِرَّكَ يَو / مَ بَطنِ الخَيفِ قَد شُهِرا
فَقُلتُ أَغَرَّها أَنّي / لَها عاصَيتُ مَن زَجَرا
وَأَن أَنزَلتُها في الوُد / دِ مِنّي السَمعَ وَالبَصَرا
فَأَينَ العَهدُ وَالميثا / قُ لا تُشعِر بِنا بَشَرا
وَقولا في مُلاطَفَةٍ / أَزَينَبُ نَوِّلي عَمرا
وَقُل لِلمالِكِيَّةِ لا / تَلومي القَلبَ إِن هَجَرا
تَصابى القَلبُ وَاِدَّكَرا
تَصابى القَلبُ وَاِدَّكَرا / صِباهُ وَلَم يَكُن ظَهَرا
لِزَينَبَ إِذ تُجِدُّ لَنا / صَفاءً لَم يَكُن كَدَرا
أَلَيسَت بِالَّتي قالَت / لِمَولاةِ لَها ظَهَرا
أَشيري بِالسَلامِ لَهُ / إِذا هُوَ نَحوَنا نَظَرا
وَقولي في مُلاطَفَةٍ / لِزَينَبَ نَوِّلي عُمَرا
صَدرَ الحَبيبُ فَهاجَني صَدرُه
صَدرَ الحَبيبُ فَهاجَني صَدرُه / إِنّي كَذاكَ تَشوقُني ذِكرُه
إِنَّ المُحِبَّ إِذا تَخالَجَهُ / شَوقٌ كَذاكَ الهَمُّ يَحتَضِرُه
وَنَظَرتُ نَظرَةَ عاشِقٍ دَنِفٍ / بادي الصَبابَةِ عازِمٍ نَظَرُه
فَرَأَيتُ رِئماً في مَجاسِدِها / وَسطَ الحَدائِقِ مُشرِقاً بَشَرُه
أَقبَلتُ أَطمَعُ أَن أَزورَهُمُ / إِنّي قَديمُ الشَوقِ مُنتَشِرُه
فَلَقَيتُها وَالعَينُ آمِنَةٌ / وَاللَيلُ داجٍ مُسفِرٌ قَمَرُه
في مَوكِبٍ لاقَ الجَمالُ بِهِ / كَالغَيثِ لاطَ بِنَبتِهِ زَهَرُه
قَد هاجَ قَلبي مَحضَرُ
قَد هاجَ قَلبي مَحضَرُ / أَقوى وَرَبعٌ مُقفِرُ
رَبعٌ لِهِندٍ قَد عَفا / قَد كانَ حيناً يُعمَرُ
وَجاءَني بِبَينِهِم / ثَقفٌ لَطيفٌ مُخبِرُ
تِربٌ لِهِندٍ غادَةٌ / تِلكَ غَزالٌ مُعصِرُ
إِنَّ الخَليطَ رائِحٌ / قَبلَ الصَباحِ يُبكِرُ
بانوا بِأَمثالِ الدُمى / بَل دونَهُنَّ الصُوَرُ
فيهِنَّ هِندٌ لَيتَني / ما عُمِّرَت أُعَمَّرُ
حَتّى إِذا ما جاءَها / حَتفٌ أَتاني القَدَرُ
هاجَ القَريضَ الذِكَرُ
هاجَ القَريضَ الذِكَرُ / لَمّا غَدوا فَاِبتَكَروا
عَلى بِغالٍ وُسَّجٍ / قَد ضَمَّهُنَّ السَفَرُ
وَقَولُها لِأُختِها / أَمُطمَئنٌّ عُمَرُ
بِأَرضِنا فَماكِثٌ / أَم حانَ مِنهُ سَفَرُ
قالَت غَداً أَو سَبعَةً / يَروحُ أَو يَبتَكِرُ
أَمّوا الطَريقَينِ مَعاً / وَيَسَّروا ما يَسَّروا
حَتّى إِذا ما وازَنوا / المُرُوَةَ حينَ اِئتَمَروا
قيلَ اِنزِلوا مِن لَيلِكُم / فَعَرِّسوا فَاِستَقمِروا
لَمّا اِستَقَرّوا ضُرِبَت / حَيثُ أَرادوا الحُجَرُ
فيهِم مَهاةٌ كاعِبٌ / كَأَنَّما هِيَ قَمَرُ
يَضيقُ عَن أَردافِها / إِذا يُلاثُ المِئزَرُ
خَودٌ يَفوحُ المِسكُ مِن / أَردانِها وَالعَنبَرُ
تَفتَرُّ عَن مِثلِ أَقا / حي الرَملِ فيها أُشُرُ
تِلكَ الَّتي لَيسَ لَها / في الناسِ شِبهاً بَشَرُ
نَأَت بِها عَنّا عُيو / جٌ في مَطاها عُمُرُ
تَاللَهِ أَنسى حُبَّها / حَياتَنا أَو أُقبَرُ
أَتُوصَلُ زَينَبُ أَم تُهجَرُ
أَتُوصَلُ زَينَبُ أَم تُهجَرُ / وَإِن ظَلَمَتنا أَلا نَغفِرُ
أَدَلَّت وَلَجَّ بِها أَنَّها / تُريدُ العِتابَ وَتَستَكبِرُ
وَتَعلَمُ أَنَّ لَها عِندَنا / ذَخائِرَ مِلحُبِّ لا تَظهَرُ
وَوُدّاً وَلَو نَطَقَ الكاشِحو / نَ فيها وَلَو أَكثَرَ المُكثِرُ
وَلَستُ بِناسٍ مَقالَ الفَتاةِ / غَداةَ المُحَصَّبِ إِذ جَمَّروا
أَلَستَ مُلِمّاً بِنا يا فَتىً / إِذا نامَ عَنّا الأُلى نَحذَرُ
فَقُلتُ بَلى أَقعِدي ناصِحاً / يُنَفِّضُ عَنّا الَّذي يَنظُرُ
وَآيَةُ ذَلِكَ أَن تَسمَعي / نِداءَ المُصَلّينَ يا مَعمَرُ
فَأَقبَلتُ وَالناسُ قَد هَجَعوا /
إِذا كاعِبانِ وَرَخصُ البَنانِ / أَسيلٌ مُقَلَّدُهُ أَحوَرُ
فَسَلَّمتُ خَفياً فَحيَينَني / وَقَلبِيَ مِن خَشيَةٍ أَوجَرُ
وَقالَت طَرِبتَ وَطاوَعتَ بي / مَقالَ العَدُوِّ وَمَن يَزجُرُ
فَقُلتُ مَقالَ أَخي فِطنَةٍ / سَميعٍ بِمَنطِقِها مُبصِرُ
أَلِلصَرمِ تَطَّلِبينَ الذُنوبَ / وَلَم أَجنِ ذَنباً لِكَي تَغدِروا
فَإِن كُنتِ حاوَلتِ صَرمَ الحِبالِ / فَإِنَّ وِصالَكِ لا يُبتَرُ
وَإِن كُنتِ أَدلَلتِ كَي تَعتَبي / فَكَفّي لَكُم بِالرِضا توسِرُ
فَقالَت لَها حُرَّةٌ عِندَها / لَذيذٌ مُقَبَّلُها مُعصِرُ
دَعي عَنكِ عَذلَ الفَتى وَاِسعِفي / فَإِنَّ الوِدادَ لَهُ أَسوَرُ
فَبِتُّ أُحَكِّمُ فيما أَرَد / تُ حَتّى بَدا واضِحٌ أَشقَرُ
تَميلُ عَلَيَّ إِذا سُقتُها / كَما اِنهالَ مُرتَكِمٌ أَعفَرُ
يَفوحُ القَرَنفُلُ مِن جَيبِها / وَريحُ اليَلَنجوجِ وَالعَنبَرُ
فَبِتُّ وَلَيلى كَلا أَو بَلى / لَدَيها وَبَل لَيلَتي أَقصَرُ
وَكَيفَ اِجتِنابُكِ دارَ الحَبي / بِ أَم كَيفَ عَن ذِكرِهِ تَصبِرُ
رَأَتكَ بِعَينٍ وَأَبصَرتَها / وَلَيسَ يُعاتِبُ مَن يَنظُرُ
أَلَم تَسأَلِ المَنزِلَ المُقفِرا
أَلَم تَسأَلِ المَنزِلَ المُقفِرا / بَياناً فَيَبخَلَ أَو يُخبَرا
ذَكَرتُ بِهِ بَعضَ ما قَد مَضى / وَحُقَّ لِذي الشَجوِ أَن يَذكُرا
مَبيتَ الحَبيبَينِ قَد ظاهَرا / كِساءً وَبُردَينِ أَن يُمطَرا
وَمَشى ثَلاثٍ بِهِ موهِناً / خَرَجنَ إِلى عاشِقٍ زُوَّرا
مَهاتانِ شَيَّعَتا جُؤذَراً / أَسيلاً مُقَلَّدُهُ أَحوَرا
إِلى مَجلِسٍ مِن وَراءِ القِب / بِ سَهلِ الرُبى طَيُّبٍ أَعفَرا
وَحَوراءَ آنِسَةً كَالهِلا / لِ رَخواً مَفاصِلُها مُعصِرا
وَأُخرى تُفَدّي وَتَدعو لَنا / إِذا خافَتِ العَينَ أَن تُستَرا
سَمونَ وَقُلنَ أَلا لَيتَنا / نَرى لَيلَنا دائِما أَشهُرا
وَيَغفُلُ ذا الناسُ عَن لَهوِنا / وَنَسمُرُهُ كُلَّهُ مُقمِرا
غَفَلنَ عَنِ اللَيلِ حَتّى بَدَت / تَباشيرُ مِن واضِحٍ أَسفَرا
وَقُمنَ يُعَفّينَ آثارَنا / بِأَكسِيَةِ الخَزِّ أَن تُقفَرا
وَقُمنَ يَقُلنَ لَوَ أَنَّ النَها / رَ مُدَّ لَهُ اللَيلُ فَاِستَأخَرا
قَضَينا بِهِ بَعضَ ما نَشتَهي / وَكانَ الحَديثُ بِهِ أَجدَرا
صَحا القَلبُ عَن ذِكرِ أُمِّ البَني
صَحا القَلبُ عَن ذِكرِ أُمِّ البَني / نَ بَعدَ الَّذي قَد مَضى في العُصُر
وَأَصبَحَ طاوَعَ عُذّالَهُ / وَأَقصَرَ بَعدَ الإِباءِ الصَبَر
أَحينَ وَقَد راعَهُ رائِعٌ / مِنَ الشَيبِ مَن يَعلُهُ يُزدَجَر
عَلى أَنَّ حُبَّ اِبنَةِ العامِرِيِّ / كَالصَدعِ في الحَجَرِ المُنفَطِر
يَهيمُ إِلَيها وَتَدنو لَهُ / جُنوحَ الظَلامِ بِلَيلٍ حَذِر
وَيَنمى لَها حُبُّها عِندَنا / فَمَن قالَ مِن كاشِحٍ لَم يَضِر
فَمَن كانَ عَن حُبِّهِ سالِياً / فَلَستُ بِسالٍ وَلا مُعتَذِر
تَذَكَّرتُ بِالشَريِ أَيّامَنا / وَأَيّامَنا بِكَثيبِ الأَمَر
لَيالِيَ يَجري بِأَسرارِنا / أَمينٌ لَنا لَيسَ يُفشي لِسِر
فَأَعجَبَها غُلَواءُ الشَبا / بِ تَنبُتُ في ناضِرٍ مُسبَكِر
وَإِذ أَنا غِرُّ أُجاري دَداً / أَخو لَذَّةٍ كَصَريعِ السَكَر
مِنَ المُسبِغينَ رِقاقَ البُرو / دِ أَكسو النِعالَ فُضولَ الأُزُر
وَإِذ هِيَ حَوراءُ رُعبوبَةٌ / ثِقالٌ مَتى ما تَقُم تَنبَتِر
تَكادُ رَوادِفُها إِن نَأَت / إِلى حاجَةٍ مَوهِناً تَنبَتِر
وَتُدني النَصيفَ عَلى واضِحٍ / جَميلٍ إِذا سَفَرَت عَنهُ حُر
وَإِذ هِيَ تَضحَكُ عَن نَيِّرٍ / لَذيذِ المُقَبَّلِ عَذبٍ خَصِر
شَتيتِ المَراكِزِ أَحوى اللِثاتِ / كَدُرٍّ تَنَضَّدَ فيهِ أُشُر
وَإِذ هِيَ مِثلُ مَهاةِ الكَثي / بِ تَحنو عَلى جُؤذَرٍ في خَمَر
وَلَستُ بِناسٍ طَوالَ الحَيا / ةِ لَيلَتَنا بِكَثيبِ الغُدُر
وَلا قَولَها لِيَ إِذ أَيقَنَت / بِما قَد أُريدُ بِها أَستَقِر
تَقولُ اِبنَةُ البَكرَينِ يَومَ لَقَينَنا
تَقولُ اِبنَةُ البَكرَينِ يَومَ لَقَينَنا / لَقَد شابَ هَذا بَعدَنا وَتَنَكَّرا
فَمِثلُ الَّذي عايَنتُ شَيَّبَ لِمَّتي / وَمِثلُ الَّذي أُخفي مِنَ الحُزنِ نَكَّرا
فَكَم فيهِمُ مِن سَيِّدٍ قَد رُزِئتُهُ / وَذي شَيبَةٍ كَالبَدرِ أَروَعَ أَزهَرا
أولَئِكَ هُم قَومي وَجَدِّكَ لا أَرى / لَهُم شَبَهاً فيمَن عَلى الأَرضِ مَعشَرا
أَذَبَّ وَراءَ المُستَضيفِ إِذا دَعا / وَأَضرَبَ في يَومِ الهِياجِ السَنَوَّرا
وَأَفضَلَ أَحلاماً وَأَعظَمَ نائِلاً / وَأَقرَبَ مَعروفاً وَأَبعَدَ مُنكَرا
وَإِن أَنعَموا ثُنّوا عَلَيهِ بِصالِحِ / وَلَم يُتبِعوا الإِحسانَ مِنّاً مُكَدَّرا
لِجَّت فُطَيمَةُ مِنكَ في هَجرِ
لِجَّت فُطَيمَةُ مِنكَ في هَجرِ / غَدراً وَهُنَّ صَواحِبُ الغَدرِ
مِن بَعدِ ما أَعطَتكَ مَوثِقَها / أَن لا تَخونَكَ آخِرَ الدَهرِ
مَكِّيَّةٌ كَالريمِ عُلِّقها / قَلبي فَضاقَ بِحُبِّها صَدري
وَكَأَنَّني أُسقى إِذا ذُكِرَت / صَفوَ المُدامِ عَلى رُقى السَحرِ
أَطوي الضَميرَ عَلى حَرارَتِهِ
أَطوي الضَميرَ عَلى حَرارَتِهِ / وَأَرومُ وَصلَ الحِبِّ في سِترِ
وَأَبيتُ أَرعى اللَيلَ مُرتَقِباً / مَجرى السِماكِ وَمَسقَطَ النَسرِ
كَم قَد مَضى إِذ لَم أُلاقِكُمُ / مِن لَيلَةٍ تُحصى وَمِن شَهرِ
وَمُحَدِّثٍ قَد باتَ يُؤنِسُني / رَخصِ البَنانِ مُهَفهَفِ الخَصرِ
مُتَضَمِّخٍ بِالمِسكِ يُشعِرُ بي / أَعطافَ أَجيَدَ واضِحِ النَحرِ
وَيُذيقُني مِنهُ عَلى وَجَلٍ / عَذباً كَطَعمِ سُلافَةِ الخَمرِ
في لَيلَةٍ كانَت مُبارَكَةً / ظَلَّت عَلَيَّ كَلَيلَةِ القَدرِ
حَتّى إِذا ما الصُبحُ آذَنَنا / وَبَدَت سَواطِعُ مِن سَنا الفَجرِ
جَعَلَت تُحَدِّرُ ماءَ مُقلَتِها / وَتَقولُ مالي عَنكَ مِن صَبرِ
بِمَحَلَّةٍ أُنُفٍ يُكَلِّفُها / قَومٌ أَرى فيهِم ذَوي غِمرِ
وَغُرُ الصُدورِ إِذا رَكِنتُ لَهُم / نَظَروا إِلَيَّ بِأَعيُنٍ خُزرِ
أَبكَيتَ مِن طَرَبٍ أَبا بِشرِ
أَبكَيتَ مِن طَرَبٍ أَبا بِشرِ / وَذَكَرتَ عَثمَةَ أَيَّما ذِكرِ
وَهِيَ الَّتي لَما مَرَرتُ بِها / في الطَوفِ بَينَ الرُكنِ وَالحِجرِ
قالَت حَصانٌ غَيرُ فاحِشَةٍ / فَسَمِعتُ ما قالَت وَلَم تَدرِ
لِمَناصِفٍ خُرُدٍ يَطُفنَ بِها / مِثلِ الظِباءِ يَكِدنَ بِالسَدرِ
هَذا الَّذي يَسبي الفُؤادَ وَلا / يَكني وَلَكِن باحَ في الشِعرِ
إِنَّ الرِجالَ عَلى تَأَلُّفِهِم / طُبِعوا عَلى الإِخلافِ وَالغَدرِ
قَد هاجَ أَحزانَ قَلبِكَ الذِكَرُ
قَد هاجَ أَحزانَ قَلبِكَ الذِكَرُ / وَاِشتاقَ وَالشَوقُ لِلفَتى عَبِرُ
هَيَّجَني البُدَّنُ المِلاحُ فَما / أَنفَكُّ بَينَ الحِسانِ أَقتَصِرُ
هَل مِن كَريمٍ يَهتاجُ ذي حَسَبٍ / قَد شَفَّهُ مِن حَسيبِهِ السَهَرُ
أَو هَل يُغَنّي لِشَجوِهِ فَبَكى / كَما تَغَنّى لِشَجوِهِ عَمَرُ
تَستُرُهُنَّ الخُزوزُ إِن فُتِحَت / يَوماً مَقاصيرُ دونَها الحُجَرُ
هَيفُ رَعابيبُ بُدَّنٌ شُمُسٌ / فيهِنَّ حُسنُ الدَلالِ وَالخَفَرُ
ما أَحسَنَ الوُدَّ وَالصَفاءَ وَما / أَقبَحَ مِنها الهِجرانَ وَالعُذرُ
سَلامٌ عَلَيها ما أَحَبَّت سَلامَنا
سَلامٌ عَلَيها ما أَحَبَّت سَلامَنا / فَإِن كَرِهَتهُ فَالسَلامُ عَلى أُخرى
أَبتِ الرَوادِفُ وَالثُدِيُّ لِقُمصِها
أَبتِ الرَوادِفُ وَالثُدِيُّ لِقُمصِها / مَسَّ البُطونِ وَأَن تَمَسَّ ظُهورا
وَإِذا الرِياحُ مَعَ العَشِيِّ تَناوَحَت / نَبَّهنَ حاسِدَةً وَهِجنَ غَيورا
خَبَّروها بِأَنَّني قَد تَزَوَّج
خَبَّروها بِأَنَّني قَد تَزَوَّج / تُ فَظَلَّت تُكاتِمُ الغَيظَ سِرّا
ثُمَّ قالَت لِأُختِها وَلِأُخرى / لَيتَهُ كانَ قَد تَزَوَّجَ عَشرا
وَأَشارَت إِلى نِساءٍ لَدَيها / لا تَرى دونَهُنَّ لِلسِرِّ سِترا
ما لِقَلبي كَأَنَّهُ لَيسَ مِنّىً / وَعِظامي إِخالُ فيهِنَّ فَترا
مِن حَديثٍ نَمى إِلَيَّ فَظيعٍ / خِلتُ في القَلبِ مِن تَلَظّيهِ جَمرا
حَيِّ طَيفاً مِنَ الأَحِبَّةِ زارا
حَيِّ طَيفاً مِنَ الأَحِبَّةِ زارا / بَعدَما صَرَّعَ الكَرى السُمّارا
طارِقاً في المَنامِ تَحتَ دُجى اللَي / لِ ضَنيناً بَأَن يَزورَ نَهارا
قُلتُ ما بالُنا جُفينا وَكُنّا / قَبلَ ذاكَ الأَسماعَ وَالأَبصارا
قالَ إِنّا كَما عَهِدتَ وَلَكِن / شَغَلَ الحَليُ أَهلَهُ أَن يُعارا
يا قَلبِ هَل لَكَ عَن حُمَيدَةَ زاجِرُ
يا قَلبِ هَل لَكَ عَن حُمَيدَةَ زاجِرُ / أَم أَنتَ مُدَّكِرُ الحَياءِ فَصابِرُ
فَالقَلبُ مِن ذِكرى حُمَيدَةَ مُوجَعٌ / وَالدَمعُ مُنحَدِرٌ وَدَمعِيَ فاتِرُ
حَتّى بَدا لي مِن حُمَيدَةَ خُلَّتي / بَينٌ وَكُنتُ مِنَ الفِراقِ أُحاذِرُ
تَقولُ يا عَمَّتا كُفّي جَوانِبَهُ
تَقولُ يا عَمَّتا كُفّي جَوانِبَهُ / وَيلي بُليتُ وَأَبلى جيدِيَ الشَعَرُ
مِثلُ الأَساوِدِ قَد أَعيا مَواشِطَهُ / تَضِلُّ فيهِ مَداريها وَتَنكَسِرُ
فَإِن نَشَرتَ عَلى عَمدٍ ذَوائِبَها / أَبصَرتَ مِنهُ فَتيتَ المِسكِ يَنتَشِرُ