المجموع : 315
لَهُ أَينَعَت أَيكُ العُلومِ فَإِن ترِد
لَهُ أَينَعَت أَيكُ العُلومِ فَإِن ترِد / جَناها مَتى ما شاءَ يَهمِ وَيَقطِفِ
تنوَّعَ في الآدابِ يُبدي معانيا / يُعبِّر عَنها بِالكَلام المُثَقَّفِ
كَلامٌ لَهُ سَهلُ المناحِي لَطيفُهُ / وَقَد صانَهُ عَن كُلفَةِ المُتَعَسِّفِ
تَنَزَّهَ عَن حوشيِّ لَفظٍ وَرذلهِ / وَبُرِّئَ مِن تَعقيدِهِ وَالتَعَجرُفِ
فَما رَوضَةٌ غَناء غبَّ سَمائها / وَقَد جادَها طَلٌّ بِأَسحَمَ أَوطفِ
وَقَد شَرَقت يُوحٌ عَلَيها فَأَشرَقَت / بِنوّارِها كَالوَرد تَحتَ التَسجُّفِ
فَيُونِع مِنها كُلُّ ما كانَ قاحِلاً / فَيَختالُ في بَردِ الشَبابِ المُفَوَّفِ
بِأَحسنَ مِما قَد وَشَتهُ أَنامِلٌ / لَهُ في حَديثِ المُصطَفى أَو بِمُصحَفِ
له خُلُقٌ كَالماءِ لُطفاً شَرابُهُ / غَدا سائِغاً لِلوارِدِ المُتَرَشِّفِ
جَميلُ المحيّا مُستَنيرٌ كَأَنَّما / مَحاسِنُهُ تُشتَقُّ مِن حُسنِ يُوسُفِ
عَليمٌ بِأَعقابِ الأُمورِ كَأَنَّما / يُشاهِدُها بِالفِكرِ مِن عِلم آصِفِ
حَليمٌ عَن الجاني صَفوحٌ كَأَنَّما / تحلُّمُهُ يَمتدُّ مِن حُلمِ أَحنَفِ
وقورٌ فَما أَن يَستقرَّ كَأَنَّما / رَزانَتُهُ مِن شامِخٍ متكَنِّفِ
إِذا ذُكِرَت أَوصاف أَحمدَ في الوَرى / ثَمِلنا كَأَنّا قَد ثَمِلنا بِقَرقَفِ
لَقَد غاصَ في بَحرٍ مِن العلمِ زاخرٍ / فَأَخرجَ دُرّاً يَنتَقِيهِ وَيَصطفِي
وَمَن يَكُ تاجاً لِلمَعالي فَإِنَّهُ / يزين اللآلي بِالثَناءِ المُضَعّفِ
ثَناء أَريجِ المِسكِ شَنف مَسامِعٍ / وَذكر لأَفواهٍ وَمسك لآنفِ
ما كنتُ أَعلمُ قَطُّ أَنَّ جمالَنا
ما كنتُ أَعلمُ قَطُّ أَنَّ جمالَنا / تَلِدُ الظِباءَ ثَقيلَةَ الأَردافِ
حَتّى رَأَيتُ ابنَ الهجينِ خَفيفه / ظَبياً تَهادى حاملَ الأَخفافِ
رَشَأ حَوى كُلَّ المحاسِنِ فَاغتَدى / يَختالُ في بُردِ الشَبابِ الضافي
كَالبَدرِ في ظَلمائِهِ وَالغُصنِ في / غُلوائِهِ وَالدُرِ في الأَصدافِ
متنَسِّمٌ عَن مِسكَةٍ مُتَبَسِّمٌ / عَن لُؤلُؤٍ بادي السَنا شَفافِ
ظبيٌ تولَّد مِن هَجينٍ عِبرَةٌ / بَشرٌ لَطيفٌ مِن مَحلٍّ جافِ
لا غروَ في متولِّدٍ مِن صنفِهِ / إِنَّ الغَريبَ تَخالُفُ الأَصنافِ
كَذَبَ الَّذي زَعَمَ الطَبيعةَ أَثَّرت / هَذي الطَبيعةُ قَد أَتَت بِمُنافِ
هِيَ قُدرةُ الخَلّاقِ يَفعَلُ ما يَشا / في خَلقِهِ بِتَوافُقٍ وَخلافِ
دَلَّت عَلى أَنَّ المكوِّنَ فاعِلٌ / بِالإِختيارِ وَواهِبُ الأَلطافِ
تبدّى لي مِن السُجفِ
تبدّى لي مِن السُجفِ / كَمثل البَدرِ في النِصفِ
رَشاً قَد راشَ مِن عَيني / هِ سَهماً جالبَ الحَتفِ
وَهَزَّ لَنا مُثقَّفَه / قَواما لَيِّنَ العِطفِ
وَسلّ لَنا مُهَنَّدَهُ / حُساماً فاري الزَغفِ
سِلاحٌ كُلُّهنَّ غَدَت / قَواتِلَ بَعضها يَكفي
شَغِفتُ بِحُسنِ ذي غَنجٍ / رَخيمِ الدَلِّ وَالظَرفِ
وَما شَغَفي بِنَجلاءِ ال / عُيونِ وَقائمِ الأَنفِ
وَلَكن بِالعُيونِ اللَخصِ / ذاتِ الأَنفِ الذُلفِ
سَباني مِنهُمُ قَمَرٌ / غَريبُ الشَكلِ وَالوَصفِ
ذُؤابَتهُ تَنوسُ لَهُ / عَلى حِقفٍ مِن الرِدفِ
كصِلٍّ إِن دَنا أَحَدٌ / يُشيرُ إِلَيهِ بِالنَقفِ
إِذا حُلّت غدائرُهُ / اِكتَسى بِالفاحِمِ الوَحفِ
وَعَقربُ صدغِهِ تَحمي / جَنى وَردٍ مِن القَطفِ
مَليحٌ ظَلَّ يَحرسُهُ / رَقيبٌ قَلَّ ما يغفي
فَلا وَصلٌ سِوى نَظرٍ / بِمُختَلِسٍ مِن الطَرفِ
وَلما رآهُ الدَهرُ مَلكاً مُعَظَّماً
وَلما رآهُ الدَهرُ مَلكاً مُعَظَّماً / رَماهُ بِأَمرٍ فَاتَّقاهُ بِأَنفِهِ
وَلو غَيرُهُ يُرمى بِما كانَ قَد رَمى / لَولّى سَريعاً وَاتقاهُ بِرِدفِهِ
كَذا الباسلُ الضِرغامُ في الحَربِ إِنَّما / يُصابُ بِوَجهٍ لا يُصابُ بِخَلفِهِ
أَيا مَن سَما في الوَرى قَدرُهُ
أَيا مَن سَما في الوَرى قَدرُهُ / وَعمَّ الأَنامَ بِمَعروفهِ
لِسانيَ بِالشُكرِ مُنطلِقٌ / فَلِم لا تجودُ بِتصحيفِهِ
أَرى اسمي تنكَّر عِندَكُمُ / وَفازَ اسمُ غَيري بِتَعريفِهِ
أَنا عَلَمٌ فيهِ زائِدتانِ / فَالصَرفُ يَقضي بِتَحريفِهِ
وَصَعبٌ عَلى مَن لَهُ عادَةٌ / وَيَألَفُها تركُ مألوفِهِ
وَمَن مَرَّ يَوماً عَلى ذكركم / فذكرُك يَقضي بِتَشرِيفِهِ
لا بُدَّ لِلإِنسانِ مِن صُورةٍ
لا بُدَّ لِلإِنسانِ مِن صُورةٍ / جَميلةٍ يَشهدُها طَرفُهُ
وَمِن حَديثٍ فَكِهٍ نادرٍ / يَعلَقُ بِالقَلب لَهُ وَصفُهُ
وَمِن أَريجِ مسكٍ أَو عَنبرٍ / يَلتَذُّ بِالشمِّ لَهُ أَنفُهُ
وَمِن مِجَسٍّ أَهيفٍ ناعمٍ / كَالبَدر في الشَهرِ مَضى نِصفُهُ
وَمِن مَذاقٍ ريقُهُ قَرقَفٌ / في مَبسِمٍ يُسكِرُها رَشفُهُ
خَمسٌ مِن اللذاتِ مَن نالَها / فَهوَ سَعيدٌ كامِلٌ ظَرفُهُ
وَمَن يَكُن مُتِّعَ دَهراً بِها / فَما يُبالي إِن أَتى حَتفُهُ
إِذا اِختَلَفَ الناسُ في مَدرَكٍ
إِذا اِختَلَفَ الناسُ في مَدرَكٍ / وَلَم يحتمل غَير وَجهي خِلاف
فَما الحَقُ فيهِ سِوى واحِدٍ / وَفكرٍ لتبصِرَهُ غَير خاف
وَإِن يَحتَمِل أَوجُهاً نَطَقُوا / بِقَولينِ مِن نظرٍ غَيرِ شاف
فَقد يَظهَرُ الحَقُ في ثالثٍ / وَوَلاهُم صادرٌ عَن خِراف
وَلا تَعتَبِر كَثرَةَ القائِلين / فَهُم حُمُرٌ ما لَها مِن أُكاف
يناقِضُ بعضُهُم بَعضَهُم / فَقولُهُم لَم يَزل ذا اِختِلاف
وَلَو أَنعَموا فكرَهُم أَنصَفُوا / وَكانَ مَقالُهُم ذا اِئتِلاف
وَإِياكَ وَالبَحثَ مَع مُبتَدٍ / بليدٍ يَقولُ بِغَيرِ اِنتِصاف
بروحي الَّتي زارَت بليلٍ فَقابَلَت
بروحي الَّتي زارَت بليلٍ فَقابَلَت / عُيوناً بَراها السُهدُ وَالأَعيُن الوُطفِ
فَعاجَلتها باللثمِ عِظماً لردفِها / وَعالجتُها باللِينِ مِنّي وَبِاللُطفِ
وَقُلتُ أَرى وَرداً بِخدِّكِ ذابِلاً / أَلا فإذني باللَثم فيهِ وَبِالقَطفِ
وَعِطفاً تَثنّى ناعِماً ذا لُدُنَّةٍ / فَما بِالُه لا يَنثَني لي بِالقَطفِ
لَجَمَّعتُ بَدراً وَالنَقا وَأَراكةً / بنورِ المُحيّا مِنكِ وَالرِدفِ وَالعِطفِ
وَلما رَأت ما بي وَأَطربَ سَمعَها / نسيبيَ فيها قبَّلتني بِالخَطفِ
فَيا لَكِ مِنها قُبلةً لَو تمكَّنت / لَقَد كانَ بردُ الريقِ حَرَّ الحَشا يطفي
وَولَّت فَأَبقَت في فُؤادي وَمُقلَتي / جَحيماً وَدَمعاً لا يَمَلُّ مِن النَطفِ
تَمتَّع بِهِ لَدنَ المَعاطفِ أَهيفا
تَمتَّع بِهِ لَدنَ المَعاطفِ أَهيفا / يَسقيكَ من عَذبِ المَراشفِ قَرقفا
هُوَ الشَمس لَكن لَيسَ فيهِ تَأنُّثٌ / هُوَ البَدرُ إِلا أَنَّه لَيسَ أَكلَفا
تَولَّدَ بَينَ التُركِ في مِصرَ فاحتَوى / إِلى لُطفِهِ حُسنا حَكى فيهِ يُوسُفا
مجَذَّبُ لَحظٍ جاذِبٌ لِقُلوبِنا / وَليِّنُ لَفظٍ قَلبُهُ أَشبَهَ الصَفا
رِياضُ جَمالٍ وَجهُهُ فَلذا تَرى / بِهِ نَرجِساً غَضّاً وَوَرداً مُضَعَّفا
يُحارِسُهُ مِن رائِدِ القَطفِ أَرقمٌ / مِن الشَعرِ ما يَهتَزُّ إِلا لينقفا
مَحاسِنهُ تَكفيهِ حَملَ سِلاحِهِ / أَلَم تَرَ ما في القَلبِ أنفَذ مَصرِفا
فَمِن لَحظِهِ الوسنانِ سَلَّ مُهنَّداً / وَمِن قَدِّهِ الفَينانِ هَزَّ مُثَقَّفا
نعِمنا بِهِ ضَمّاً وَشَمّاً وَلَم نُبَل / أَجارَ زَمانٌ مع سِوانا أَم أنصفا
وَما العَيش إِلا خُلسَةٌ مِن محجَّبٍ / يُبيحُكَ ما تَهوى عِناقاً وَمَرشَفا
هفَّ لبرقٍ بِالحمى قَد هَفا
هفَّ لبرقٍ بِالحمى قَد هَفا / وَما اِختَفَت أَسرارُهُ مُذ خَفى
غَيرانُ حَتّى مِن نَسيمِ الصَبا / سَكرانُ لَكن مِن لمى أَهيَفا
كَالشَمسِ لَكن إِنَّما وَجهُهُ / لفَرطِ حُسنٍ فيهِ لَن يَكسِفا
عَربدَ مِنهُ طَرفُه وَهوَ لا / يَشربُ حاشى دينه قرقفا
لَكنَّ رَيّا ريقِهِ قَد سَرَت / مِنهُ لطَرفٍ قَد حَكى مُرهَفا
سَقُمتُ مِن سُقمٍ بِأَجفانِهِ / مازالَ يَعدي مدنفٌ مدنفا
أَسمرُ قَد هَزَّ لَنا أَسمَراً / بِنارِ خَدٍّ مِنهُ قَد ثقّفا
أَثمرَ أَعلاهُ هِلالاً وَقَد / كادَ لثِقلِ الرِدفِ أَن يقصَفا
لَقَد غِبتَ سِتّاً بَعد عَشرٍ وَإِنَّني
لَقَد غِبتَ سِتّاً بَعد عَشرٍ وَإِنَّني / لَفي كُلِّ وَقتٍ مسمعِي يَتَشَوَّفُ
إِذا قالَ إِنسانٌ نَعَم قُلتُ شَيخنا / وَمَن بِلقاهُ في الدُنا نَتَشَرَّفُ
أَلَم تَدرِ أَن للعينِ سِرّ تَطَلُّع / يَشِفُّ عَلى سِرِّ الضَميرِ وَيَلطُفُ
هَنيئاً بِتأَليفٍ غَريبٍ نِظامُهُ
هَنيئاً بِتأَليفٍ غَريبٍ نِظامُهُ / لَقَد حارَ في أَوصافِهِ نظمُ عارِفِ
غَدَت شَمسَ حُسنٍ بنتُ بَدر سِيادةٍ / تُزَفُّ لِبَدرٍ نجلِ شَمسِ مَعارِفِ
سميّانِ للطُهرِ البَتولِ وَللرِضا / عَلىٍّ وَنَجلا الأَكرمينَ الغَطارِفِ
فَدامَ عليّ عاليَ الجَدِّ سَيِّداً / وَلا زالَ في ظِلٍّ مِن العَيشِ وارِفِ
المُلكُ يُحمى بملكٍ من بَني العَزَفي
المُلكُ يُحمى بملكٍ من بَني العَزَفي / وَالعلمُ يَحيا بِيحيى الخَيرِ ذي الشَرَفِ
مُستحكِمُ الرَأي لا يَغتال فِكرَتَهُ / دَها الرِجالِ وَلا يَنقادُ للجَنَفِ
فَسبتَة الغَربِ قَد أَلقَت مَقالِدَها / إلَيهِ فاستعصمَت بِالكافِلِ الأَنِفِ
مِن أُسرَةِ المُلكِ لخمٍ طالَما مَنَعُوا / ذِمارَهُ بِالظُبا وَالذُبَّلِ القُصُفِ
همُ المُلوكُ فَلا مَلكٌ يُقاسُ بِهم / مِن الوَرى أيُقاسُ الدرُّ بِالصَدَفِ
إني وَإِن فاتَني تَقبيلُ راحَتِكُم / لَقَد بَعَثتُ بِها مَع طائرِ الصُحفِ
أَخالُ أَنَّ البَنانَ الرَخصَ يَلمَسُها / وَكَم عَليلٍ بِتخييلِ الوِصالِ شفي
أَرتاحُ للقُربِ لَكن كَم عَوائقَ لي / مِن خِضرِمٍ مُربِدٍ أَو مَهمَهٍ قُذُفِ
وَما اِرتِياحي بِأَني لَم أَنَل شَرَفا / بمصرَ بَل نِلتُ فيها مُنتَهى الشَرفِ
لأَرضعتَنِي أَخلافُ المُنى ضَرَبا / وَانشقتَني زَهرَ الرَوضَةِ الأُنُفِ
وَأَطلَعتَني بَدراً بَينَ أَنجُمِها / حَتّى جَلَت بيَ عَنها لَبسةُ السدَفِ
وَسرَّحت ناظِري في أَوجهٍ فُسُحٍ / وَأَعيُنٍ لُخصٍ وَآنُفٍ ذُلفِ
أَولادُ يافثَ كَم مِن نافِثٍ لَهُمُ / بِالسحرِ أغنيَةً في المُغرَمِ الدَنِفِ
لَكنَّ ذاكَ ارتياحٌ هاجَ ساكِنَهُ / ذِكرى مَكانٍ بِهِ نَشئي وَمُؤتَلَفِي
وَساعَةِ أُنسٍ قَد قَطَعتُ قَصيرَةٍ
وَساعَةِ أُنسٍ قَد قَطَعتُ قَصيرَةٍ / كَرَجعَةِ طَرفٍ أَو كَنُغبَةِ خائِفِ
حَوَت مَجلِساً فيهِ المُنى قَد تَجمَّعت / غناءٌ لِذي سَمعٍ وَكَأسٌ لِراشِفِ
وَصورةُ حُسنٍ لَو تَبَدَّت لِراهِبٍ / لأنستهُ ما في هَيكَلٍ وَمصَاحِفِ
غَريبةُ حُسنٍ بِدعَةٌ في جَمالها / لَطيفةُ مَعنىً فيهِ كُلُّ اللَطائِفِ
وَما كُنتُ أَدري أَنَّ للشَمس ضرَّةً / إِلى أَن رَأَيتُ الشَمسَ ذاتَ السَوالِفِ
أَلا فاغرُبي شَمسَ النَهارِ فَإِننا / غَنينا بِشمسٍ نورُها غَيرُ كاسِفِ
وَيا بدرُ كُم قَد شبَّهوكَ بوجهها / لَقَد غَلِطوا ما مشرقٌ مثلَ خاسِفِ
وَيا غُصنُ كَم تَحكي اِعتِدالَ قَوامِها / حَكيتَ وَلَكن أَينَ ثقلُ الرَوادِفِ
هُوَ الحسنُ حُسن التركِ يَسبي الوَرى لُطفا
هُوَ الحسنُ حُسن التركِ يَسبي الوَرى لُطفا / وَيعطِفُ سالي القَلبِ نَحوَ الهَوى عطفا
يدِرنَ مِن اللُخصِ السَواجي مُدامَةً / فَللّهِ ما أَحلى وَلِلّهِ ما أَصفى
وَيَنصُبنَ مِن هُدبِ المآقي حَبائلاً / فَكَم أَنفُسٍ أَسرى لَدى المُقلَةِ الوَطفا
وَبي قَمَرٌ مِنهُم تَبدّى فَأَصبحت / مَنازِلُهُ مِن جِسمي القَلبَ وَالطَرفا
حَكى الشَمسَ وَجهاً وَالغَزالَ التَفاتَة / وَدِعصَ اللوى رِدفاً وَغُصنَ النَقا عِطفا
أَبدرَ بَني خاقانَ رِفقاً بِعاشِقٍ / بَراهُ الهَوى حَتّى لَقَد كادَ أَن يَخفى
وَقَد عُدتَني يَوماً فعِدني بِمثلِهِ / لَعلي مِن الأَوصابِ إِن زُرتَني أَشفى
تَداوى أُناسٌ بِالبِعادِ فَما شَفُوا / وَلا شَيء أَبرا مِن وِصالٍ وَلا أَشفى
وَما أَنسَ لا أَنسى زيارَةَ مالِكي / أُلاحِظُ مِنهُ البَدرَ وَالغُصنَ وَالكَشفا
هَصَرتُ بِذيّاكَ القَوامِ أَراكَةً / وَأفنيتُ تلكَ الراحَ مِن ريقِه رَشفا
أَيا ذَهبيَّ اللَونِ روحيَ ذاهِبٌ / فرِفقا بِهيمانٍ عَلى المَوتِ قَد أَشفى
وَبروحي شادنٌ مسكَنُهُ
وَبروحي شادنٌ مسكَنُهُ / مُقلةٌ تَهمِي وَقَلبٌ يَجِفُ
قَمريُّ الوَجهِ نوريُّ السَنا / لَو رَآهُ هامَ فيهِ يُوسُفُ
غُصنُ بانٍ تحتَهُ دعصُ نَقاً / فَوقَهُ شَمسٌ وَلا تنكَسِفُ
عَينُه صادٌ وَنونٌ حاجِبٌ / صُدغُهُ واوٌ وَقدٌّ أَلِفُ
عَجباً في الواوِ لا تعطِفُهُ / وَهيَ وَسطَ خَدِّهِ تَنعطِفُ
بانَ عُذري في عِذارٍ حلَّ في / وَردَةٍ في الخَدِّ ما تُقتَطَفُ
فَتَرى أَخضَرَ في أَحمرَ في / أَبيضٍ تَحميه سُودٌ وطُفُ
إِن تَكُ الأَضدادُ فيه اِتَّفقت / فَعَلَينا بِالهَوى تَختلِفُ
من نَصيري مِن غَزالٍ غَزِلٍ / عَن هَواهُ الدَهرَ لا أَنصرِفُ
قَد كَتَمتُ عَنهُ حُبّي زَمناً / وَهوَ لا شَكَّ بحبّي يَعرِفُ
يا شَقيقَ النَفسِ بَل مالِكَها / لَكَ بِالرِقِّ أَنا مُعترِفُ
كُلَّما كلَّفتُ قَلبي عَنكُمُ / صَبرَهُ زادَ بِقَلبي الكَلَفُ
أَيا قَضيبَ نَقاً مِن فَوقِهِ قَمَرٌ
أَيا قَضيبَ نَقاً مِن فَوقِهِ قَمَرٌ / مَتى أَراكَ إِلى المُشتاقِ تَنعطِفُ
يا واحدَ الحُسنِ هَل مِن ناصِرٍ لِفَتىً / أَذابَهُ المُقلِقانِ السُهدُ وَالدنفُ
سَباهُ مِنكَ عِذارٌ أَخضرٌ فَصَبا / وَهاجَهُ الفاتِنانِ الدَلَّ وَالهيَفُ
مُتيَّمٌ لَم يَزَل بِالحُسنِ مفتَتِنا / أَصابه الساحِرانِ الغُنجُ وَالوَطَفُ
يا عاذِلي كُفَّ عَنّي أَو فَزِد عَذلاً / إِني فُتِنتُ بِمَن في وَجهِهِ كَلَفُ
الوَجهُ مَع مُهجَتي إِذ بانَ مُتَّفِقٌ / وَالنَومُ مع مُقلَتي مُذ غابَ مُختَلِفُ
حَكى من أحب المسكَ لَوناً وَنَفحةً
حَكى من أحب المسكَ لَوناً وَنَفحةً / لِذَلك أَضحى وَهوَ فينا مُشَرَّفُ
وَقَد لَبِسَت بُرداً سَوادَ قُلوبِنا / أَلَم تَرَها أَضحَت عَلَيها تُرَفرِفُ
وَمالَت إِلَيها العَينُ إِذ هِيَ شِبهها / فَلَيسَ لَها عَنها مَدى الدَهرِ مَصرِفُ
أَرى بِأَني آتٍ نَحوَ خدمتِكُم
أَرى بِأَني آتٍ نَحوَ خدمتِكُم / سَعياً عَلى الرَأسِ كَي أَختَصَّ بِالشرَفِ
أَنا العَليلُ وَما يَشفي الغَليلَ سِوى / لُقيا الحَكيمِ فَفيهِ البُرءُ مِن دَنَفِ
عَلِقتُهُ شادِناً أَخا صِغَرٍ
عَلِقتُهُ شادِناً أَخا صِغَرٍ / بُنَيَّ عِزٍّ مُدَلَّلاً نَزِقا
غِرّاً صَغيراً إِذا شَكَوتُ لَهُ / اِحمَرَّ وَجهاً وَرقَّدَ الحَدَقا
فَأُبصرُ الشَمسَ كَللت شَفَقاً / وَانظرُ الظَبيَ مُتلِعاً عُنُقا
ظبيَ كِناسٍ ظباهُ قَد فَتَكَت / شَمسَ ضُحاءٍ عَلى قَضيبِ نَقا
لَقد رَماني بِسَهم أَعينهِ / فَعُلِّقَ القَلبُ مِنهُ ما عَلِقا
وَجداً شَديداً لَو أَنَّ أيسرَهُ / صادَفَ صَخراً أَصمَّ لانفَلَقا
أَظَلُّ طولَ الزَمانِ مفتكراً / أَهكذا كُلُّ مُغرَمٍ عشقا
فَمُهجَتي وَالأَسى قَد اِجتَمَعا / وَمُقلَتي وَالكَرى قَد اِفتَرَقا
يا لَيتَ حُبّي وَهجرَه اِختَلَفا / وَلَيتَ قَلبي وَوَصلَه اِتَّفَقا
انظُر تُشاهِد ضِدَّينِ قَد جُمِعا / قَلباً حَريقاً وَمَدمَعاً غَرِقا
لا أَنثَني الدهرَ عَن محبَّتِهِ / لَو قُطّعَ القَلبُ في الهَوى فِرقا