القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الزَّقّاق البَلَنْسِي الكل
المجموع : 155
ألا ادنُ وإن ضاق النَّديّ فإنه
ألا ادنُ وإن ضاق النَّديّ فإنه / رحيبٌ بودٍّ ضُمِّنَتْهُ الأضالعُ
يضيقُ الفضا عن صاحبينِ تباغضا / وسمُّ خياطٍ بالحبيبين واسعُ
رئيسُ الشرقِ محمودُ السجايا
رئيسُ الشرقِ محمودُ السجايا / يقصِّرُ عن مدائِحِهِ البليغ
نُسمِّيهِ بيحيى وهو ميتٌ / كما أنَّ السليمَ هو اللديغ
يعافُ الوِرْدَ إن ظمئتْ حشاه / وفي مال اليتيمِ له ولوغ
قاض يجورُ على الضعيف وربما
قاض يجورُ على الضعيف وربما / لقي القويَّ بمثلِ حلم الأحنفِ
لعبت بطلعته الرُّشا لعب الرَّشا / بفؤادِ خفَّاقِ الجوانحِ مُدنف
دعاكَ خليلٌ والأصيلُ كأنَّه
دعاكَ خليلٌ والأصيلُ كأنَّه / عليلٌ يقضي مدة الرَّمَق الباقي
إلى شطِّ منسابٍ كأنك ماؤه / صفاءَ ضميرٍ أو عذوبةَ أخلاق
ومهوى جناحٍ للصبا يمسحُ الربى / خفيَّ الخوافي والقوادمِ خفَّاق
على حينِ راحَ البرقُ في الجو مغمداً / ظباهُ ودمعُ المزنِ من جفنه راق
وقد حان مني للرياضِ التفاتةٌ / حبستُ بها كأسي قليلاً عن الساقي
على سطحِ خيرٍّ ذكرتُكَ فانثنى / يميلُ بأعناقٍ ويرنو بأحداق
فَصِلْ زهراتٍ منه هذا كأنَّها / وقد خَضِلَت قطْراً محاجرُ عشَّاق
ومهندٍ عضبٍ براحةِ أغيدِ
ومهندٍ عضبٍ براحةِ أغيدِ / في جفنه عضبٌ يَقُدُّ مَفاصلي
يسطو بذاكَ وذا فيغدو قِرْنُهُ / بهما صريعَ لواحظٍ ومناصل
ماضٍ كلا السيفين لكنْ لحظُهُ / أمضى وإلا فاسألنَّ مقاتلي
تَضَوَّعْنَ أَنفاساً وأَشرقنَ أوجهاً
تَضَوَّعْنَ أَنفاساً وأَشرقنَ أوجهاً / فهنَّ منيراتُ الصباح بواسم
لئن كنَّ زُهراً فالجوانحُ أبرجٌ / وإن كنَّ زَهراً فالقلوبُ كمائم
لله ليلتنا التي استجدى بها
لله ليلتنا التي استجدى بها / فَلَقُ الصباحِ لسدفةِ الإظلامِ
طرأتْ عليَّ مع النجومِ بأنجمٍ / من فتيةٍ بيضِ الوجوهِ كرامِ
إن حُوربوا فَزِعوا إلى بيضِ الظُّبا / أو خوطبوا فزعوا إلى الأقلام
فترى البلاغةَ إنْ نظرتَ إليهمُ / والبأسَ بين يراعةٍ وحُسام
خُذ حديثَ الشوق عن نَفَسي
خُذ حديثَ الشوق عن نَفَسي / وعن الدمعِ الذي همعا
ما ترى شوقي قد اتَّقدا /
وهمى بالدمعِ واطَّردا /
واغتدى قلبي عليكَ سدى /
آه من ماءٍ ومن قبسِ / بين طَرْفي والحشا جمعا
بأبي ريمٌ إذا سفرا /
أَطلعتْ أزرارُهُ قمرا /
فاحذروه كلَّما نظرا /
فبألحاظِ الجفونِ قِسِيْ / أنا منها بعضُ مَنْ صرعا
أرتضيه جارَ أو عدلا /
قد خلعتُ العُذْرَ والعَذَلا /
إنما شوقي إليه فلا /
كم وكم أشكو إلى اللَّعْسِ / ظمأي لو أنه نفعا
ضلَّ عبد الله بالحور /
وبطرفٍ فاترِ النظر /
حُكمه في أَنفسِ البشر /
مثلُ حكمِ الصبحِ في الغَلَس / إن تجلى نورُهُ صدعا
شبَّهَتْهُ بالرّشا الأمَمُ /
فلعمري إنهم ظاعوا /
فتغنَّى مَنْ به السقم /
أين ظبيُ القفرِ والكُنُسِ / منْ غزالٍ في الحشا رتعا
هَل لِي سِوى وُطفِ الغَمائِمِ مُسعِدُ
هَل لِي سِوى وُطفِ الغَمائِمِ مُسعِدُ / بَينَ اللَواعِجِ وَجدُهُ يَتَوَقَّدُ
فَتبَسُّمُ الأَنوارِ عِندَ بُكائِها / قَد دَلَّ أَنّ بُكاءَهُنَّ تَعَمُّدُ
يا لائِمِيَّ وَقَد سَفَحتُ مَدامِعي / لَمّا خَلا بِالسَفحِ مِنها مَعهَدُ
كُنتُم تَرَون الرَأيَ رَأيي في البُكا / لَو أَنّ لَيلَكُم كَلَيلِيَ سَرمَدُ
الصُبحُ مَسدُود المَطالِعِ دُونَنا / وَالنجم عَن خَطوِ الغُروبِ مُقَيَّدُ
لا تُنكِرُوا خَفَقانَ قَلبِي إِنّهُ / سَكرانُ مِن خَمرِ الجُفونِ مُعَربِدُ
وَلتَسألُوا الرَكبَ اليَمانِيّ الأَلى / ظَعَنُوا بِميَّة أَينَ مِنها المَوعِدُ
بِالكِلَّةِ الحَمراءِ مِنها جُؤذَرٌ / وَسنانُ مَصقُولُ التَرائِبِ أَغيَدُ
خَفَقَت لَهُ زُهرُ الكَواكِبِ غيرةً / لَمّا تَحلّى الدُرَّ مِنهُ مُقَلَّدُ
وَبَكى الحَمامُ صَبابَةً إِن لَم يَكُن / بِقضيب قامتِه الرطيب يُغَرِّدُ
فَليَعلِم الغادُونَ أَنّ جَوانِحي / مَثوى الأَحِبَّةِ غُوَّرُوا أَو أَنجَدُوا
أَم يَنشُدُ الركبانُ بَين رِحالِهم / وَقَد اِرتَمَت بِهُم النَوى ما أَنشَدُوا
ضاعَ الفُؤادُ غَداةَ بَينِهِمُ وَما / في غَيرِ هاتيكَ المَراحِلِ يُوجَدُ
هُوَ البينُ لا تَعصِي الدُمُوعُ لَهُ أَمرا
هُوَ البينُ لا تَعصِي الدُمُوعُ لَهُ أَمرا / فَعُذراً إِلى العُذّال في فَيضِها عُذرا
وَتعساً لأحداثِ الليالي فَإِنَّها / مَسالِمَةٌ يَوماً وَحارِبَةٌ دَهرا
فِراقُكَ عَبدَ اللَهِ لَم يَدَعِ الهَوى / عَلى حالِهِ أَو يُجمَعَ الماءُ وَالجَمرا
وَما هِيَ إِلّا أَدمُعٌ وَلَواعِجٌ / يُميتُ الغَرامُ الصَبرَ بَينَهُما صَبرا
فَمِن فُرقَةٍ قاسَيتُها بَعدَ فُرقَةٍ / وَمِن لَوَعَةٍ في إِثرِها لَوعَةٌ أُخرى
وَقَد فارَقَ الأَحبابَ قَومٌ فَأَسبَلُوا / دُمُوعَهُمُ بَيضاً وَأَسبَلتُها حُمرا
وَما وَدّعُوا إِلّا أُناساً كَمِثلِهِم / وَوَدّعت مِنكَ الغُصنَ وَالقمرَ البَدرا
فَيا كَبِدِي زِيدي ضَنىً وَصَبابَةً / وَيا جَلَدِي لَن تَستَطيع مَعي صَبرا
وَما أَنَسَ لا أَنسَ اِزدِياري بِلَيلَةٍ
وَما أَنَسَ لا أَنسَ اِزدِياري بِلَيلَةٍ / طَرَقتُ بِها الذَلفاءَ دُونَ رَقِيبِ
دَعَوتُ وَراء السِجفِ مِنها جِدايَةً / مَرابُعها في أَضلُعٍ وَقُلُوبِ
تُمَسِّحُ عَن أَجفانِها سِنَةَ الكَرى / بِراحَةِ فِضِّيّ البَنانِ خَضِيبِ
فَغازَلتُها وَاللَيلُ مُلقٍ جِرانَهُ / إِلى أَن تَهادَت نجمَةٌ لِغُرُوبِ
وَنازَعتُها شَكوى أَلَذَّ مِن الكَرى / تُسَكِّنُ مِن لَذعٍ بِها وَوَجيبِ
فَيا لَيتَ أَنَّ النَسرَ قُصَّ جَناحُهُ / وَيا لَيتَ أَنّ الصُبحَ غَيرُ قَرِيب
أَلا هَل لِعُلوِيٍّ الرِياحِ هُبوبُ
أَلا هَل لِعُلوِيٍّ الرِياحِ هُبوبُ / فَيُخبِرنَ هَل عَهدُ المزارِ قَرِيبُ
وَهَل أَطرُقُ الحَيّ الِّذي كُنتُ طارِقاً / إِذ العَيشُ محضٌ وَالزَمانُ خَصِيبُ
عَزيزٌ يُباهي الصُبحَ إِشراقُ نَحرِهِ / وَفي مَفرِقِ الظَلماءِ مِنهُ مَشِيبُ
تَرِفُّ بِفِيهِ ضاحِكاً أَقحُوانَةٌ / وَيَهتَزُّ في بُردَيهِ مِنهُ قَضِيبُ
سَقى اللَهُ ذاكَ العَهدَ عَهدَ غَمامَةٍ / وَقَد جَنَّبت مِنهُ السَحابَ جَنُوبُ
تَصُوبُ دُمُوعُ العَينِ مِنهُ صَبابَةً / وَيَهفو بِقَلبِ البَرقِ مِنهُ حَبيبُ
وَمُهفهَفٍ نَبتَ الشَقيقُ بَخَدِّهِ
وَمُهفهَفٍ نَبتَ الشَقيقُ بَخَدِّهِ / وَاهتَزّ أَملُودُ النَقا في بُردِهِ
فَأَتى بَرَوضِ الحُسنِ أَخضَرَ يانِعاً / غَضَّ الجَنى مِن وَجنَتَيهِ وَقَدِّهِ
فَليَبخَلِ الرَوضُ الأَنيقُ بَزَهرِهِ / خَدّاهُ أَحسَنُ بَهجَةً مِن وَردِهِ
وَلَيَكهَمِ السَيفُ الصَقيلُ فَإِنّما / عَيناهُ تُغني عَن ذَلاقَة حَدِّه
ماءُ الشَبِيبَةِ وَالجَمالِ أَرَقّ مِن / صَقلِ الحُسامِ المُنتَضى وَفِرِندِهِ
وَنَسِيمُهُ أَندى وَأَعطَرُ مِن صَبا / نَجدٍ وَنَشرِ عَرارِه أَو رَندِهِ
ذُو عِزّةٍ يُعزى الصباحُ لِنُورِها / حُسناً كَما يُعزى السَرابُ لِوَعدِهِ
وَسنانُ مَكحُولُ المَدامِعِ كاحِلٌ / جَفنَ المُحبِّ المُستَهامِ بِسُهدِهِ
إِن كُنتُ أَهدَيتُ الفُؤادَ لَهُ فَقُل / أَيَّ الجَوى لِجَوانِحي لَم يُهدِهِ
يَحيى الوَرى بِتَحِيّةٍ مِن وَصلِهِ / مِن بَعدِما وَرَدُوا الحِمامَ بِصَدِّه
يا قَمَراً مَطلَعُهُ فِي الحَشى
يا قَمَراً مَطلَعُهُ فِي الحَشى / سُبحانَ مَن في خَلَدِي خَلّدَك
لَم يُعطَ ما أَعطِيتَ خَلقاً وَلا / أَفرَدَهُ اللَهُ بِما أَفرَدَك
لَو قُلتَ لِلبَدرِ أَلَستَ الَّذي / فُقتُكَ في الحُسنِ لَما فَنّدك
صِلنِي وَلَو في غَمراتِ الكَرى / وَعِد وَإِن لَم تُنجِزَن مَوعِدَك
كَم قُلتُ لِلكأسِ وَقَد نِلتَها / لَمّا دَنَت مِن فيكَ ما أَسعَدَك
هِمتُ فَما أَدناكَ مِن مُهجَتي / وَدِنتَ بِالهَجرِ فَما أَبعَدَك
قَد خَصَّك اللَهُ عَلِيّاً بِما / شِئتَ مِنَ الحُسنِ وَقَد أَيَّدَك
مَلّكَكَ الدُنيا وَأَربابَها / وَصيّرَ الناسَ بِها أَعبُدَك
فَاِحكُم عَلى الكُلِّ بِما شِئتَهُ / أَنهَضَكَ اللَهُ بِما قَلّدَك
وَامدُد فُؤادِي بِجُنودِ الهُوى / أَيَّدَكَ اللَهُ وَأَعلى يَدَك
سَلامٌ كَما هَبَّ النَسيمُ عَلى الوَردِ
سَلامٌ كَما هَبَّ النَسيمُ عَلى الوَردِ / وَخاضَت جُفونَ اللَيلِ إِغفاءَةُ الفَجرِ
وَهَزَّ هُبوبُ الريح عِطفَ أَراكَةٍ / فَمالَت كَما مالَ النَزيفُ مَع السكرِ
عَلى مَن إِذا وَدّعتُهُ أَودَع الحَشى / لَهيباً تَلَظّى في الجَوانِحِ وَالصَدرِ
وَمَن لَم يَزَل نَشوانَ مِن خَمرَةِ الصِبا / كَما لَم أَزَل نَشوان مِن خَمرَةِ الذُكرِ
عَسى اللَهُ أَن يُدني التزاوُرَ بَينَنا / فَأُنقَلَ مِن عُسرِ الفِراقِ إِلى يُسرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025