المجموع : 155
ألا ادنُ وإن ضاق النَّديّ فإنه
ألا ادنُ وإن ضاق النَّديّ فإنه / رحيبٌ بودٍّ ضُمِّنَتْهُ الأضالعُ
يضيقُ الفضا عن صاحبينِ تباغضا / وسمُّ خياطٍ بالحبيبين واسعُ
رئيسُ الشرقِ محمودُ السجايا
رئيسُ الشرقِ محمودُ السجايا / يقصِّرُ عن مدائِحِهِ البليغ
نُسمِّيهِ بيحيى وهو ميتٌ / كما أنَّ السليمَ هو اللديغ
يعافُ الوِرْدَ إن ظمئتْ حشاه / وفي مال اليتيمِ له ولوغ
قاض يجورُ على الضعيف وربما
قاض يجورُ على الضعيف وربما / لقي القويَّ بمثلِ حلم الأحنفِ
لعبت بطلعته الرُّشا لعب الرَّشا / بفؤادِ خفَّاقِ الجوانحِ مُدنف
دعاكَ خليلٌ والأصيلُ كأنَّه
دعاكَ خليلٌ والأصيلُ كأنَّه / عليلٌ يقضي مدة الرَّمَق الباقي
إلى شطِّ منسابٍ كأنك ماؤه / صفاءَ ضميرٍ أو عذوبةَ أخلاق
ومهوى جناحٍ للصبا يمسحُ الربى / خفيَّ الخوافي والقوادمِ خفَّاق
على حينِ راحَ البرقُ في الجو مغمداً / ظباهُ ودمعُ المزنِ من جفنه راق
وقد حان مني للرياضِ التفاتةٌ / حبستُ بها كأسي قليلاً عن الساقي
على سطحِ خيرٍّ ذكرتُكَ فانثنى / يميلُ بأعناقٍ ويرنو بأحداق
فَصِلْ زهراتٍ منه هذا كأنَّها / وقد خَضِلَت قطْراً محاجرُ عشَّاق
ومهندٍ عضبٍ براحةِ أغيدِ
ومهندٍ عضبٍ براحةِ أغيدِ / في جفنه عضبٌ يَقُدُّ مَفاصلي
يسطو بذاكَ وذا فيغدو قِرْنُهُ / بهما صريعَ لواحظٍ ومناصل
ماضٍ كلا السيفين لكنْ لحظُهُ / أمضى وإلا فاسألنَّ مقاتلي
تَضَوَّعْنَ أَنفاساً وأَشرقنَ أوجهاً
تَضَوَّعْنَ أَنفاساً وأَشرقنَ أوجهاً / فهنَّ منيراتُ الصباح بواسم
لئن كنَّ زُهراً فالجوانحُ أبرجٌ / وإن كنَّ زَهراً فالقلوبُ كمائم
لله ليلتنا التي استجدى بها
لله ليلتنا التي استجدى بها / فَلَقُ الصباحِ لسدفةِ الإظلامِ
طرأتْ عليَّ مع النجومِ بأنجمٍ / من فتيةٍ بيضِ الوجوهِ كرامِ
إن حُوربوا فَزِعوا إلى بيضِ الظُّبا / أو خوطبوا فزعوا إلى الأقلام
فترى البلاغةَ إنْ نظرتَ إليهمُ / والبأسَ بين يراعةٍ وحُسام
خُذ حديثَ الشوق عن نَفَسي
خُذ حديثَ الشوق عن نَفَسي / وعن الدمعِ الذي همعا
ما ترى شوقي قد اتَّقدا /
وهمى بالدمعِ واطَّردا /
واغتدى قلبي عليكَ سدى /
آه من ماءٍ ومن قبسِ / بين طَرْفي والحشا جمعا
بأبي ريمٌ إذا سفرا /
أَطلعتْ أزرارُهُ قمرا /
فاحذروه كلَّما نظرا /
فبألحاظِ الجفونِ قِسِيْ / أنا منها بعضُ مَنْ صرعا
أرتضيه جارَ أو عدلا /
قد خلعتُ العُذْرَ والعَذَلا /
إنما شوقي إليه فلا /
كم وكم أشكو إلى اللَّعْسِ / ظمأي لو أنه نفعا
ضلَّ عبد الله بالحور /
وبطرفٍ فاترِ النظر /
حُكمه في أَنفسِ البشر /
مثلُ حكمِ الصبحِ في الغَلَس / إن تجلى نورُهُ صدعا
شبَّهَتْهُ بالرّشا الأمَمُ /
فلعمري إنهم ظاعوا /
فتغنَّى مَنْ به السقم /
أين ظبيُ القفرِ والكُنُسِ / منْ غزالٍ في الحشا رتعا
هَل لِي سِوى وُطفِ الغَمائِمِ مُسعِدُ
هَل لِي سِوى وُطفِ الغَمائِمِ مُسعِدُ / بَينَ اللَواعِجِ وَجدُهُ يَتَوَقَّدُ
فَتبَسُّمُ الأَنوارِ عِندَ بُكائِها / قَد دَلَّ أَنّ بُكاءَهُنَّ تَعَمُّدُ
يا لائِمِيَّ وَقَد سَفَحتُ مَدامِعي / لَمّا خَلا بِالسَفحِ مِنها مَعهَدُ
كُنتُم تَرَون الرَأيَ رَأيي في البُكا / لَو أَنّ لَيلَكُم كَلَيلِيَ سَرمَدُ
الصُبحُ مَسدُود المَطالِعِ دُونَنا / وَالنجم عَن خَطوِ الغُروبِ مُقَيَّدُ
لا تُنكِرُوا خَفَقانَ قَلبِي إِنّهُ / سَكرانُ مِن خَمرِ الجُفونِ مُعَربِدُ
وَلتَسألُوا الرَكبَ اليَمانِيّ الأَلى / ظَعَنُوا بِميَّة أَينَ مِنها المَوعِدُ
بِالكِلَّةِ الحَمراءِ مِنها جُؤذَرٌ / وَسنانُ مَصقُولُ التَرائِبِ أَغيَدُ
خَفَقَت لَهُ زُهرُ الكَواكِبِ غيرةً / لَمّا تَحلّى الدُرَّ مِنهُ مُقَلَّدُ
وَبَكى الحَمامُ صَبابَةً إِن لَم يَكُن / بِقضيب قامتِه الرطيب يُغَرِّدُ
فَليَعلِم الغادُونَ أَنّ جَوانِحي / مَثوى الأَحِبَّةِ غُوَّرُوا أَو أَنجَدُوا
أَم يَنشُدُ الركبانُ بَين رِحالِهم / وَقَد اِرتَمَت بِهُم النَوى ما أَنشَدُوا
ضاعَ الفُؤادُ غَداةَ بَينِهِمُ وَما / في غَيرِ هاتيكَ المَراحِلِ يُوجَدُ
هُوَ البينُ لا تَعصِي الدُمُوعُ لَهُ أَمرا
هُوَ البينُ لا تَعصِي الدُمُوعُ لَهُ أَمرا / فَعُذراً إِلى العُذّال في فَيضِها عُذرا
وَتعساً لأحداثِ الليالي فَإِنَّها / مَسالِمَةٌ يَوماً وَحارِبَةٌ دَهرا
فِراقُكَ عَبدَ اللَهِ لَم يَدَعِ الهَوى / عَلى حالِهِ أَو يُجمَعَ الماءُ وَالجَمرا
وَما هِيَ إِلّا أَدمُعٌ وَلَواعِجٌ / يُميتُ الغَرامُ الصَبرَ بَينَهُما صَبرا
فَمِن فُرقَةٍ قاسَيتُها بَعدَ فُرقَةٍ / وَمِن لَوَعَةٍ في إِثرِها لَوعَةٌ أُخرى
وَقَد فارَقَ الأَحبابَ قَومٌ فَأَسبَلُوا / دُمُوعَهُمُ بَيضاً وَأَسبَلتُها حُمرا
وَما وَدّعُوا إِلّا أُناساً كَمِثلِهِم / وَوَدّعت مِنكَ الغُصنَ وَالقمرَ البَدرا
فَيا كَبِدِي زِيدي ضَنىً وَصَبابَةً / وَيا جَلَدِي لَن تَستَطيع مَعي صَبرا
وَما أَنَسَ لا أَنسَ اِزدِياري بِلَيلَةٍ
وَما أَنَسَ لا أَنسَ اِزدِياري بِلَيلَةٍ / طَرَقتُ بِها الذَلفاءَ دُونَ رَقِيبِ
دَعَوتُ وَراء السِجفِ مِنها جِدايَةً / مَرابُعها في أَضلُعٍ وَقُلُوبِ
تُمَسِّحُ عَن أَجفانِها سِنَةَ الكَرى / بِراحَةِ فِضِّيّ البَنانِ خَضِيبِ
فَغازَلتُها وَاللَيلُ مُلقٍ جِرانَهُ / إِلى أَن تَهادَت نجمَةٌ لِغُرُوبِ
وَنازَعتُها شَكوى أَلَذَّ مِن الكَرى / تُسَكِّنُ مِن لَذعٍ بِها وَوَجيبِ
فَيا لَيتَ أَنَّ النَسرَ قُصَّ جَناحُهُ / وَيا لَيتَ أَنّ الصُبحَ غَيرُ قَرِيب
أَلا هَل لِعُلوِيٍّ الرِياحِ هُبوبُ
أَلا هَل لِعُلوِيٍّ الرِياحِ هُبوبُ / فَيُخبِرنَ هَل عَهدُ المزارِ قَرِيبُ
وَهَل أَطرُقُ الحَيّ الِّذي كُنتُ طارِقاً / إِذ العَيشُ محضٌ وَالزَمانُ خَصِيبُ
عَزيزٌ يُباهي الصُبحَ إِشراقُ نَحرِهِ / وَفي مَفرِقِ الظَلماءِ مِنهُ مَشِيبُ
تَرِفُّ بِفِيهِ ضاحِكاً أَقحُوانَةٌ / وَيَهتَزُّ في بُردَيهِ مِنهُ قَضِيبُ
سَقى اللَهُ ذاكَ العَهدَ عَهدَ غَمامَةٍ / وَقَد جَنَّبت مِنهُ السَحابَ جَنُوبُ
تَصُوبُ دُمُوعُ العَينِ مِنهُ صَبابَةً / وَيَهفو بِقَلبِ البَرقِ مِنهُ حَبيبُ
وَمُهفهَفٍ نَبتَ الشَقيقُ بَخَدِّهِ
وَمُهفهَفٍ نَبتَ الشَقيقُ بَخَدِّهِ / وَاهتَزّ أَملُودُ النَقا في بُردِهِ
فَأَتى بَرَوضِ الحُسنِ أَخضَرَ يانِعاً / غَضَّ الجَنى مِن وَجنَتَيهِ وَقَدِّهِ
فَليَبخَلِ الرَوضُ الأَنيقُ بَزَهرِهِ / خَدّاهُ أَحسَنُ بَهجَةً مِن وَردِهِ
وَلَيَكهَمِ السَيفُ الصَقيلُ فَإِنّما / عَيناهُ تُغني عَن ذَلاقَة حَدِّه
ماءُ الشَبِيبَةِ وَالجَمالِ أَرَقّ مِن / صَقلِ الحُسامِ المُنتَضى وَفِرِندِهِ
وَنَسِيمُهُ أَندى وَأَعطَرُ مِن صَبا / نَجدٍ وَنَشرِ عَرارِه أَو رَندِهِ
ذُو عِزّةٍ يُعزى الصباحُ لِنُورِها / حُسناً كَما يُعزى السَرابُ لِوَعدِهِ
وَسنانُ مَكحُولُ المَدامِعِ كاحِلٌ / جَفنَ المُحبِّ المُستَهامِ بِسُهدِهِ
إِن كُنتُ أَهدَيتُ الفُؤادَ لَهُ فَقُل / أَيَّ الجَوى لِجَوانِحي لَم يُهدِهِ
يَحيى الوَرى بِتَحِيّةٍ مِن وَصلِهِ / مِن بَعدِما وَرَدُوا الحِمامَ بِصَدِّه
يا قَمَراً مَطلَعُهُ فِي الحَشى
يا قَمَراً مَطلَعُهُ فِي الحَشى / سُبحانَ مَن في خَلَدِي خَلّدَك
لَم يُعطَ ما أَعطِيتَ خَلقاً وَلا / أَفرَدَهُ اللَهُ بِما أَفرَدَك
لَو قُلتَ لِلبَدرِ أَلَستَ الَّذي / فُقتُكَ في الحُسنِ لَما فَنّدك
صِلنِي وَلَو في غَمراتِ الكَرى / وَعِد وَإِن لَم تُنجِزَن مَوعِدَك
كَم قُلتُ لِلكأسِ وَقَد نِلتَها / لَمّا دَنَت مِن فيكَ ما أَسعَدَك
هِمتُ فَما أَدناكَ مِن مُهجَتي / وَدِنتَ بِالهَجرِ فَما أَبعَدَك
قَد خَصَّك اللَهُ عَلِيّاً بِما / شِئتَ مِنَ الحُسنِ وَقَد أَيَّدَك
مَلّكَكَ الدُنيا وَأَربابَها / وَصيّرَ الناسَ بِها أَعبُدَك
فَاِحكُم عَلى الكُلِّ بِما شِئتَهُ / أَنهَضَكَ اللَهُ بِما قَلّدَك
وَامدُد فُؤادِي بِجُنودِ الهُوى / أَيَّدَكَ اللَهُ وَأَعلى يَدَك
سَلامٌ كَما هَبَّ النَسيمُ عَلى الوَردِ
سَلامٌ كَما هَبَّ النَسيمُ عَلى الوَردِ / وَخاضَت جُفونَ اللَيلِ إِغفاءَةُ الفَجرِ
وَهَزَّ هُبوبُ الريح عِطفَ أَراكَةٍ / فَمالَت كَما مالَ النَزيفُ مَع السكرِ
عَلى مَن إِذا وَدّعتُهُ أَودَع الحَشى / لَهيباً تَلَظّى في الجَوانِحِ وَالصَدرِ
وَمَن لَم يَزَل نَشوانَ مِن خَمرَةِ الصِبا / كَما لَم أَزَل نَشوان مِن خَمرَةِ الذُكرِ
عَسى اللَهُ أَن يُدني التزاوُرَ بَينَنا / فَأُنقَلَ مِن عُسرِ الفِراقِ إِلى يُسرِ