القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : وَلِيّ الدِّين يَكَن الكل
المجموع : 152
سيجدي الأسى لو أن في الموت ما يجدي
سيجدي الأسى لو أن في الموت ما يجدي / فخل فصيح الدمع يبدي الذي يبدي
أيوم علي لو يرد الفتى الردى / فأنت وأيم الله أخلق بالرد
هددت بناء العز فينا ولم نكن / نظن بناء العز يجدر بالهد
نزلت بقوم المجد خطباً فأقبلوا / سهارى حيارى فازعين إلى المجد
وكنا نخاف البعد يوماً وليلة / فكيف وهذا البعد أقصى مدى البعد
أمنفرداً في قبره بعد قصره / لقد كنت تدعي قبل ذلك بالفرد
هجعت هجوعاً لا انتباهة بعده / وخلفت من خلفت إثرك في سهد
لقد كنت بين الصيد طلاع أنجد / فليس لطلاعين بعدك من نجد
فغالب فيك الحزن والحزن غالب / يداهمنا في العين حيناً وفي الكبد
سبقت إلى العلياء جرداً سواهماً / فهلا سبقت الموت يا سابق الجرد
قضى الخير لما أن قضيت وأصبحت / جنود المنايا ساطيات على الجند
سقاك الحيا كنت الحيا لمؤمل / تصوب عليه بالجزيل من الرفد
فصلى عليك الله حيّاّوميتاً / ومتعت بالرضوان في جنة الخلد
دعا فأجبته وطن حبيب
دعا فأجبته وطن حبيب / وقمت مودعاً وطناً حبيباً
سيضى المنزل الداني بعيداً / ويمسي المنزل النائي قريباً
تناقلك المعالي في سراها / صعوداً لا نخاف له صبوباً
لئن جاوزت في البعد المآقي / فلست مجاوزاً فيه القلوبا
سنذكر منك أخلاقاً حساناً / تزيد على النوى حسناً وطيباً
ونتبعك الثناء بكل أرض / يقوم إذا نزلت بها خطيباً
فيملأ صدقه أذناً سميعاً / ويطرب صدقه قلباً طروباً
ويجري في نشيدهم مديحاً / ويقطر في نفوسهم نسيباً
لقد أمتعتها بالسلم حتى / تكاد اليوم لا تدري الحروبا
فعش يا مسكويل لود مصر / ونرجو بعد ذلك أن تؤوبا
هلموا بنا نحو الأمير نسلم
هلموا بنا نحو الأمير نسلم / سلام على عباس مصر المعظم
ألا إن في الاكباد شوقاً مبرحاً / إليه فقد كادت من الشوق تدَّمي
سئمنا النوى لم يبق للصبر موضع / ومن يتجرع لوعة النأي يسأم
ومن كان ذا ود على السخط والرضى / إذا صرمته فرقة لم يصرم
أمولاي إن المادحين ترنموا / بمدحك فاسمعني فهذا ترنمي
سأجزيك عن عهد الصبا شكر مخلص / فقد جزتني فيه بآلاء منعم
وما زلت من دهري بركنك أحتمي / وما زلت في فخري لمجدك أنتمي
وإني لتسمو بي إليك سجية / من الشعر تجري في عروقي مع الدم
فيأتيك منه كل زهر منثر / ويأتيك منه كل در منظم
ويخلد للأيام فيك مكرراً / يخف على أذن ويعذب في فم
تسام بمصر رب مصر إلى العلى / وإن وقفت في سيرها فتقدم
فكم لك فيها من جديد مشيد / وكم كان فيها من قديم مهدم
لك العزمات الصادقات إذا انبرت / ترد فضاضاً لك عزم مصمم
أحاطت بآمال لديك فتية / فإن تنتهزها مصر بالرأي تغنم
وما مصر إلا دولة في شبابها / فإن تبتذله في الغواية تهرم
وإن لم تفق من نومها يبق نومها / وإن لم تكرم نفسها لم تكرم
وإن لم يقومها إذا اعوج عودها / فتى صادق في نصحه لم تقوم
وأن لم ينرها بالمعارف أهلها / إذا حلكت فيها الجهالة تظلم
وإن لم يفيدوها الثراء بجدهم / وإن كثرت فيها النفائس تعدم
فكم ترغب العلياء عن وصل معرض / وكم ترغب العلياء في وصل مغرم
وعصبة شر قد أتت بعد مثلها / كذلك يأتي أشأم بعد أشأم
تشاهد أفراح البلاد عميمة / فتغدو لأفراح البلاد بمأتم
وإن تبتسم مصر تبكي من الأسى / وإن تبك مصر من أسى تتبسم
وترفل من ثوب الشبابا بصحة / ولكنها في لوعة المتألم
وتبغض طبعاً كل أمر ممدح / وتعشق طبعاً كل أمر مذمم
فويل لززور عندها متكشف / وويل لحق عندها متلئم
لحا الله هاتيك النفوس فإنها / وإن تتجبر عرضة المتهضم
فما بينها من ناظر متأمل / ولا بينها من سامع متفهم
بسطت عليها الحلم لا متحلماً / فما شكرت والحلم غير التحلم
ولو كنت ترضى رميها لرميتها / بضربة عدل أو بضربة مخذم
ليبق لك القلب الذي صيغ رحمة / فمن يؤت منا مثل قلبك يرحم
وإن يخدم الأوطان صاحب أمرها / كما تخدم الأوطان بالعين يخدم
في مثل عهدك يزهر الأمل
في مثل عهدك يزهر الأمل / يا دولة شخصت لها الدول
الآن ابدى الغيب أحسن ما / فيه وأنجز وعده الأزل
قد عاد مصر زمان سؤددها / وتجددت أيامها الأول
راقت فسامع طيرها طرب / وصفت فوارد نيلها ثمل
فلينشد الشعراء ما نظموا / أما أنا فاليوم أرتجل
يا مصر جاد لك الزمان بما / قد صده عن بذله البخل
هذا الربيع وأنت روضته / فتآلفا فكلاكما خضل
إن ينتقل عنك الهلال فلا / عجب فإن أخاه ينتقل
أو ترتضي من بعد بدلاً / فاليوم شمسك بعده بدل
أدنى العلاء إليك غايته / وتمهد منه لك السبل
نهج كحد السيف مطرد / ومدى كعود الرمح معتدل
لو أن نسل الشمس قد بعثوا / ورأوا مكانك في العلى ذهلوا
هذا الذي راموا فما قدروا / وسعوا لغايته فما وصلوا
ملك أقام على قواعده / كالدهر لا وهن ولا ميل
الشرق بعد بكاه مبتسم / قد ناب عن جزع به الجذل
لما أماد الظلم دولته / وتبينت في جسمها العلل
وتكاثرت فتن على فتن / وغدت بها كالنار تأتكل
وجفت من الأبناء من علموا / ورعت من الأبناء من جهلوا
وغدا بناء الملك منهدماً / وأقام عنه ذلك الطلل
بعث الزمان لها حوادثه / فأصابهم وأصابها الأجل
ما كان خالقهم ليظلمهم / لو أنهم في حكمهم عدلوا
أزكى السلام على الحسين إذا / دعت البلاد ولبت الملل
ملك جميل الرأي يصحبه / فكلاهما بأخيه متصل
الناس تحسب أنه ملك / والله يعلم أنه رجل
تملي مدائه مناقبه / ما تصنع الألفاظ والجمل
تقع العيون على أنامله / فكأنها من أهلها قبل
مولاي مصرك روضة أنف / وقطوفها للمجتني ذلل
فانهض بها بين الحوادث لا / وإن إذا جدت ولا وكل
إن كنت كهل السن لا حرج / إن العزائم ليس تكتهل
والراي تنميه تجاربه / ويبين في رأي الفتى الخطل
أنت المملك حكمه حكم / فحكم فإن الدهر ممتثل
ركب تيمم منزلاً قفراً
ركب تيمم منزلاً قفراً / جاز الربوع وشارف القبرا
متحير يمضي فيعطفه نعي / نعي يرن وعبرة تذرى
الآن أمضى الحين نائله / وسطت على الأولى يد الأخرى
كرت جياد كن كابية / وكبا جواد طالما كرا
افروق شأنك في الورى عجب / أكذاك أرضك بأكل الحرا
ثوت الفصاحة في ملحدة / إثر البلاغة فاندبوا الشعرا
قال النعاة طوى الردى حسناً / قلت طوى الدهرا
يا روع الله المحبة كم / سلبت نهى وكم استبت فكرا
تأوي قلوباً لا تفارقها / وتقودها لحمامها قسرا
فلها يد تسقى بها ضرباً / حتى اتقضت فرأيتها أمرا
ما زلت امتعن الامور بها / حتى انقضت فرأيتها أمراً
يا قبر عندي طية عرضت / لمن استفضت فزحزح السترا
قد كنت قل اليوم اقصده / أهدي إليه النظم والنثرا
لا تطرحن وإن ثوى حسن / بعد المدائح فوقه الصخرا
الآن لما اسعفت قسم / ووفى الزمان وغادر الغدرا
ابكيك ما ذكر الورى اثراً / ووعى الخلود لفاضل ذكرا
ابكيك ما جرت اليراعة في / ميدانها واستطردت سطرا
يا روح خيري حين جد الرحيل
يا روح خيري حين جد الرحيل / قفي قليلاً وكفانا القليل
الموت قد بت الذي بيننا / لم يبق منه غير حزن طويل
أما عهود أنت ثبتها / فهي كما ثبتها لا تزول
وحيلة المحزون في حزنه / دمع وبعض الدمع يأبى المسيل
في ذمة الله شباب مضى / ككوكب الصبح عراه الأفول
وهمة طالت على غيرها / لولا الردى ما سئمت أن تطول
وجمع أخلاق كزهر الربى / فكل ما فيها رقيق جميل
وعزة في الطبع موروثة / والنبل طبع ثابت في النبيل
يل وجه خيري هل يحيل الثرى / بشرك كلا إنه لا يحول
أنت جليل رغم حكم الثرى / ولا يهين الموت قدر الجليل
وإن من أوجع ما في الأسى / طول النوى ثم انقطاع السبيل
أمتعك الله بجناته / وحسب أخوانك حمل الغليل
تموت أنت وأحيا
تموت أنت وأحيا / هذا القضاء العجيب
يبقى المريض ليشفي / حيناً ويودى الطبيب
إن أبعدتك المنايا / إن اللقاء قريب
أو ساء بعدك عيش / فالموت سوف يطيب
لقد صبرنا كثيراً / وساعدتنا القلوب
واليوم ذبنا وذابت / إن الحديد يذوب
لا تبكين حبيباً / فكم هناك حبيب
قد كنت فينا غريباً / وما هناك غريب
بلغت دار أمان / ترتد عنها الخطوب
إياك أن تلج الظنو
إياك أن تلج الظنو / ن إلى فؤادك في وفائي
فيبيت يعرض عن أنيـ / ـني في البعاد وعن ندائي
ويزيد دائي في الفؤا / دِ فلا يزيل الوصلُ دائي
يا ليتَ حظي في غرا / مِكَ مثل حظّي في بكائي
كأنما يراعه سوطه
كأنما يراعه سوطه / يضرب إن جد ولا يكتب
لا تدع العجمة أسلوبه / فليس في أسلوبه معرب
والله يا ملعون قد غظتني
والله يا ملعون قد غظتني / فلست أدري ما الذي أصنع
أهجوك إن الهجو لي مأثم / وقدرك الأدنى به يرفع
الله في وجد وفي مأمل
الله في وجد وفي مأمل / من لي بعود الزمن الأول
قد كنت أشكو عذلي في الهوى / وها أنا أثني على عذلي
مللت عذب اللوم جهلاً به / لو كنت أدري الحب لم أملل
إن الصبا والحسن لم يبلغا / بعد بيوت الشعر من موئل
ما اولع القلب بما يجتني / وأفتن العين بما تجتلي
أهفو لسهدي ليت لي مثله / وليتني في ليلي الاليل
إذ أترك الأنجم في أفقها / شوقاً إلى نبراسي المشعل
وأحكم الكوة دون الصبا / وأوصد الباب على الشمأل
وأعتلي كرسي مستكبراً / كالملك فوق العرش إذ يعتلي
سيجارتي مشعلة في فمي / والطرس محمول على أنملي
وقهوتي أبريقها مترع / يإذا أنا أفرغته إلى مشكل
ما بين أوراق بها غضة / وبين أوراق بها ذبل
في حجرة كالقلب ضيقها / لو حملت غيري لم تحمل
تسمع مني في سكون الدجى / ما يسمع الروض من البلبل
له يطيب اللبث في عشه / ولي يطيب اللبث في منزلي
إنا اقتسمنا الليل ما بيننا / له الكرى في الليل والسهد لي
يا خلوات الوحي في تيهه / ملأت قلب الشاعر المختلي
سوانحي منك وفيك انجلت / فأنزلي الآيات لي أنزلي
يا طيفها لا ترتجع معجلا / لا تقنع الزورة من معجل
إني وحدي حجرتي مأمن / فأنس إلى صبك لا تجفل
أدن قليلاً قد أطلت النوى / جد مرة بالله لا تبخل
لو لم تكن تشتاقني نفسها / يا طيفها ما كنت بالمقبل
عيناك عيناها كذا كانتا / والوجه ذاك الوجه لم يبدل
أعرف لحظيها برغم النوى / فكم أصابا قبل ذا مقتلي
يظل قلبي خافقاً هكذا / كأنه ألقي في مرجل
جسي بهذا الكف صدري تري / ما فيه من نار جوى موغل
أظلني هم فلم أنتبه / إلا وقد أوغلت في المجهل
إن كان هذا ما دعوه الهوى / فمثل هذا الليل لا ينجلي
يا مهجتي يا جلدي يا صبا / إن لم أمت وجداً فلا بد لي
مكانك الأفق فما أنزلك
مكانك الأفق فما أنزلك / بدلت عنه الأرض أم بدلك
يا ملك الله أيرضى الملك / ملك الثرى من بعد ملك الفلك
كلا فلن تألف هذا الأنام / خلقت من نور وهم من ظلام
أين جناحاك متى فارقاك / قد سقطا في الارض أم في السماك
لو صدقاك الود مازايلاك / بل صعدا للأفق واستصحباك
أنك للأولى بذاك المقام / مثلك لا يهنأ فوق الرغام
من عندنا يفهم هذا الجمال / أي امرئ يهوى صفات الكمال
انت خيال نعم الخيال / حذار لا تدخل قلوب الرجال
تلك قلوب دهرها في اضرام / كأنها موقدة بالأثام
إن تؤت خيراً بينهم يحسدوك / وإن تجد بالفضل لا يحمدوك
دانيتهم لكنهم أبعدوك / لو صرت رب القوم لم يعبدوك
أف لخلق ليس فيه كرام / هل كرم يسكن هذي العظام
تبقى لياليك وتفنى المنى / بين الهموم الكثر بين الضنى
ويلي فكم تحمل هذا العنا / كم تشتكي أنت وأبكي أنا
قد نفد الدمع فهل للغمام / كمدمعي إن زاد فيه الهيام
تفتن لكن لست أدري الفتن / كذاك يؤذي كل شيء حسن
بهذه الروح وهذا البدن / تلقى من الناس سهام ضغن
لله ما أظلم تلك السهام / ألم تصب غير فؤاد الغرام
تغفر جرم الناس إن اجرموا / وتحمل الظلم ولا تظلم
قد غنموا منك ولا تغنم / منهم ولو تعلم ما أعلم
خاصمتهم عدلاً وإن الخصام / أعدل ما يحبو الكرام اللئام
ابكيك أم أرثيك هل نافع / دمع ونوح والقضا واقع
هذا شقاء ما له دافع / إسمع فإن الله لي سامع
قل أيها الأرض عليك السلام / تحية بالدمع لا بالكلام

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025